القائمة إغلاق

الآبَ الْحَالَّ فِيَّ بين الحرفية والإزدواجية

ان الحمد لله , نحمده , ونستعين به ونستغفره , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمداً عبده ورسوله وأشهد ان عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه

” اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل , فاطر السموات والأرض , عالم الغيب والشهادة , أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيهم يختلفون , اهدنى لما اختلف فيه من الحق بإذنك , إنك تهدي من تشاء إلى سراط مستقيم “.

في يوم من الأيام وأنا أقرأ القرآن الكريم , قرأت آية من آيات الله البينات تقول { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } في سورة الأنفال الآية رقم17 وللمرة الثانية على التوالي جائتني فكرة موضوع جديد وكأن القرآن الكريم هو مصدر الإلهام والوحي بالنسبة لي , ولما لا , وهو كلام الله عز وجل المكتوب بفصاحة وبلاغة وبيان يعجز جميع مخلوقات الله أن يأتوا بمثله , فهو ينبوع العلم الذي مازال وسيزال إلى أبد الآبدين يفيض علينا بكل ما يفيدنا في حياتنا الدنيا ويرشد وينير لنا طريقنا إلى الجنة بإذن الله تعالى , وإليكم مقدمة بسيطة عن الموضوع الذي أريد طرحه .

ليس جديداً على النصارى أن يكون عندهم إزدواجية في المعايير , وقد تكلمنا عن هذا الموضوع عندما قارنّا بين صدق نبوة المسيح وإيليا من طرف ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم من طرف , ولكن كالعادة النصراني الحاقد على الإسلام وعلى رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم , لا يرضى بأن يعترف ان ما يطبق على المسيح عليه السلام وعلى نبي الله إيليا ويثبت صدق نبوتهما , أيضاً ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم ويثبت صدق نبوته , ( لمراجعة الموضوع انظر هذا الرابط ) . ونأتي لفهم النصارى العقيم , عندما يريد أن يفهم شيئاً ما , ما يوافق إيمانه وهواه قبله وفهمه على مراده وكما يريد , وما يخالف إيمانه ومعتقده وهواه يفهمها كما يريد , فعندما يأتي المسيح عليه السلام ويقول ( أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ ) فينفي بذلك بنوة لله عز وجل ويقول للناس ان بنوته هذه بنوة مجازية مثله مثل باقي الناس , وينفي أنه هو إله إذ ان له إله مثله مثل اي إنسان آخر , لا يريد المسيحي ان يفهم حقيقة النص , بل يبدأ في لي النصوص وتأويله على غير مراد المسيح عليه السلام , وعلى غير ظاهر النص , ويحاول تشكيل النص بمطرقة إيمانه وهواه حتى يناسب ما يؤمن هو به , وليذهب الحق إلى الجحيم ,فيأتي بأي تفسيرات واي تبريرات من لا شئ ما أنزل الله بها من سلطان حتى يكيف النص على الطريقة التي يحب , وهكذا مع كل النصوص الموجودة في العهد الجديد التي تخالف إيمان المسيحي الكنسي , ولكن , يأتي المسيحي إلى بعض النصوص في الكتاب المقدس , لابد للعقل البشري أن يُأول النص على وجه آخر حتى يقبله العقل السليم والمنطق ولكن عندها , يأبى المسيحي إلا أن يأخذ النص بحرفيته ولا يقبل فيه أي تفسير أو تأويل على اي معنى آخر , ويتشبث بحرفية النص يعض عليها بالنواجز إذ ان التفسير الحرفي للنص قد وافق هواه , نقول للمسيحي ان النص بهذا الفهم العقيم لا يستقيم , إذ ان جُل الكتاب المقدس يعارض هذا الفهم السقيم , ولكن يأبى المسيحي إلا ان يقبل ما فهمه وللمرة الثانية , فليذهب الحق إلى الجحيم , لكن المصيبه تأتي عندما نجد نص قد جاء بنفس الصيغة على المسيح عليه السلام وعلى تلاميذه مثلاً , نجد ان المسيحي بدأ يستخدم موهبته الرائعه في إزدواجية المعايير ومَلكة القياس بمكياليين ونعمة الهروب من واقع النص , إذ ان ما طبقه المسيحي في النص الأول على المسيح , يجعل من المسيح إلهاً , فـبالتالى لا يستطيع المسيحي ان يطبق نفس الفهم على التلاميذ إذ انهم سوف يصبحون آلهة هم أيضاً . إنه مرض مُزمن أصاب عقول النصارى , أخذ النصوص التي توافق مزاجهم وهواهم ومعتقدهم بالحرفية عندما يريدوا الحرفية مع الأخذ في الإعتبار إزدواجية المعيار عندما يكون نفس النص ينطبق على شخص آخر غير المسيح , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وبالمثال يتضح المقال , ونعرض عليكم مقطع من إنجيل يوحنا , لنقرأه ونعرض عليكم فهم النصراني لهذه النصوص :

 

Joh 14:7 لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ».
Joh 14:8 قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «
يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا».
Joh 14:9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ!
اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟
Joh 14:10 أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي
أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.
Joh 14:11 صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ
فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.

 

عقيدة المسيحي تقول بأن المسيح عليه السلام هو الله المتجسد , أى أن الله عز وجل قد أخذ جسداً وحل بين الناس , يقولون ان الله عز وجل قد احتجب عن الناس في جسد بشري وظهر لهم على صورة المسيح عليه السلام , فهم يقولون ان المسيح عليه السلام هو الله الظاهر في الجسد , إذ يقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس حول هذه النصوص :

إن الرب يسوع هو الصورة المنظورة الملموسة لله غير المنظور. وهو الاستعلان الكامل لله. وقد شرح يسوع لفيلبس الذي أراد أن “يرى” الآب، أن من يعرف الرب يسوع يعرف الله. فالبحث عن الله، عن الحق والحقيقة ينتهي إلى المسيح (انظر أيضا كو 1:15 ؛ عب 1:1-4).

هذا هو فهم المسيحي لهذه النصوص رغم ان الكتاب المقدس ينهى عن الفهم الحرفي للكلام حيث يقول بولس الرسول في رسالته الثانية لأهل الكورونثيوس ( الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي. ) , ولكنه إتباع الهوى فماذا نقعل لهم ( { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } الفرقان43 ) ومع كل هذا سوف نقوم بإثبات لكل من له عقل , أن هذا الفهم فهم عقيم سقيم منافي لجُل العهد الجديد وكلام المسيح عليه السلام ولو فهمه صحيح فلابد عليهم ان يتخذوا آلهة كثيرين غير المسيح عليه السلام إذ ان هذه النصوص لا تنطبق عليه وحده .

 

تفصيل وتفنيد النصوص :

 

Joh 14:7 لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ».

 

يربط المسيح عليه السلام معرفة الله بمعرفته فهل هذا شئ غريب ؟ كيف عرف موسى عليه السلام الله عز وجل ؟ أليس عندما كلمه الله عز وجل ( { يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } القصص30 ) , إن الله عز وجل عَرّف نفسه لعبيدة , وإلا فكيف لنا أن نعرف الله ؟ هل نستطيع أن نراه بأعيننا ؟ هل نسمع صوته بآذاننا ؟ هل نستطيع ان نحسه ونلمسه بأناملنا ؟ هل نستطيع أن نشم له رائحة بأنوفنا ؟ أم أننا نستطيع أن نتذوقه بألسنتنا ؟ , إن كنا لا نستطيع أن ندرك الله بالحواس الخمس , فكيف نعرف الله عز وجل حق المعرفة ؟ , يقول الكتاب المقدس وكما علمتني أمي الفاضلة مريم في هذا النص :

Hos 4:6 قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ.

الهلاك يأتي من عدم المعرفة لذلك يقول الله عز وجل في كتابه الكريم ( { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } محمد19 ) ومن أين لنا بهذه المعرفة والعلم ؟ إن كنا لا نستطيع أن ندرك الله بعقولنا وحواسنا كيف لنا أن نحصل على هذا العلم والمعرفة ؟ يقول قائل في سفر الأمثال ( Pro 30:3 وَلَمْ أَعْرِفْ مَعْرِفَةَ الْقُدُّوسِ ) يقول داود النبي لإبنه سليمان عليه السلام ( 1Ch 28:9 وَأَنْتَ يَا سُلَيْمَانُ ابْنِي اعْرِفْ إِلَهَ أَبِيكَ وَاعْبُدْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ ) كيف يحصل على هذه المعرفة ؟ من أين له أن يعرف الله عز وجل وكيفية عبادة على الوجه الصحيح الذي يرضي به الله عز وجل ؟ يقول تكملة نص هوشع ( Hos 4:6 لأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ ) إذن هذه هي طريقة معرفة الله , نعرف الله من كتبه ورسوله . كيف عرف فرعون الله عز وجل ؟ : تقول المزمور 103 العددي السادس والسابع ( 6اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلَ وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ.7عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ. ) إذن فـالطريق إلى معرفة الله عز وجل معرفة كاملة متكاملة وكيفية عبادة كي لا نهلك من عدم المعرفة , هي إتباع الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله عز وجل من أجل إرشادنا إلى الحق وتوصيل المعرفة إلينا , وبذلك نكون عرفنا الله عز وجل . فكيف عرف فرعون الله عز وجل ؟ لنرى النصوص من الكتاب المقدس :

Exo 5:1 وَبَعْدَ ذَلِكَ دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَقَالا لِفِرْعَوْنَ: «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الَهُ اسْرَائِيلَ: اطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي فِي الْبَرِّيَّةِ».
Exo 5:2 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «
مَنْ هُوَ الرَّبُّ حَتَّى اسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَاطْلِقَ اسْرَائِيلَ؟ لا اعْرِفُ الرَّبَّ وَاسْرَائِيلَ لا اطْلِقُهُ».

أرسل الله عز وجل موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون ليبلغة برسالة ربه ويعرفه الله عز وجل , فعرف فرعون الله بموسى وهارون , ونستطيع القول وبكل ثقة وثبات أنه من عرف موسى وهارون عليهما السلام قد عرف الله عز وجل حق المعرفة من خلال تعاليم الرسولين وإخبارهم عن الله عز وجل وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى في الذكر الحكيم ( { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } إبراهيم5 ) ويقول التفسير الميسر عن هذه الآية ( ولقد أرسلنا موسى إلى بني إسرائيل وأيدناه بالمعجزات الدالة على صدقه, وأمرناه بأن يدعوهم إلى الإيمان؛ ليخرجهم من الضلال إلى الهدى, ويذكِّرهم بنعم الله ونقمه في أيامه, إن في هذا التذكير بها لَدلالات لكل صبَّار على طاعة الله، وعن محارمه، وعلى أقداره، شكور قائم بحقوق الله، يشكر الله على نعمه, وخصَّهم بذلك؛ لأنهم هم الذين يعتبرون بها, ولا يَغْفُلون عنها. )

يقول الكتاب المقدس ان الله عز وجل قد أرسل لفرعون موسى وهارون عليهما السلام حتى يبلغا لفرعون رسالة ربه :

Exo 7:16 وَتَقُولُ لَهُ: الرَّبُّ الَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ ارْسَلَنِي الَيْكَ قَائِلا: اطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي فِي الْبَرِّيَّةِ. وَهُوَذَا حَتَّى الانَ لَمْ تَسْمَعْ.
Exo 7:17 هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ:
بِهَذَا تَعْرِفُ انِّي انَا الرَّبُّ: هَا انَا اضْرِبُ بِالْعَصَا الَّتِي فِي يَدِي عَلَى الْمَاءِ الَّذِي فِي النَّهْرِ فَيَتَحَوَّلُ دَما.

فرعون قد عرف الله عز وجل بالرسل والأنبياء , هذه هي الوسيله الوحيدة لمعرفة الله عز وجل حق المعرفة , إذن فمن المقبول ان نقول لفرعون عندما لم يقبل موسى وهارون عليهما السلام ( أنه لو كان فرعون قد عرف موسى وهارون عليهما السلام لكان قد عرف الله ) لأن الرسول هو مصدر المعرفة عن الله عز وجل . يقول المسيح عليه السلام في العهد الجديد :

Luk 4:43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».

إعتراف واضح وصريح من المسيح عليه السلام أن الله عز وجل قد أرسله مخصوص من أجل مهمة التبشير بملكوت الله , وملكوت الله بحسب ما تقول دائرة المعارف الكتابية انه تطبيق شرع الله على أرض الله , أي ان يقوم بتعريف شرع الله عز وجل للناس حتى يعبدوه حق عبادته كما قال داود عليه السلام لإبنه سليمان عليه السلام ( اعْرِفْ إِلَهَ أَبِيكَ وَاعْبُدْهُ ) فالعبادة الصحيحة التي ترضي الله عز وجل لابد ان تكون عن علم لذلك أرس الله عز وجل نبيه عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل , وفي ذلك يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم ( { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } الشورى13 ) , فقد أصبح من الواضح ان النبي أو الرسول هو الذي يعطينا المعرفة والعلم عن الله عز وجل ومن دون هذا النبي أو الرسول لن يكون عندنا علم أو معرفة عن الله عز وجل , إذ ان الطريق الوحيد إلى الله عز وجل هو النبي أو الرسول الذي كشف الله له عن نفسه وأعلن إليه عن طريق الوحي كل ما يخص الله عز وجل ويجب على العبد معرفته حتى يتمكن من عبادة الله عز وجل بما يرضيه ويعلم وحدانية وقداسة وعظمة الله عز وجل , فلذلك لا يمكن ان نصل إلى هذه المعرفة من دون النبي , وعلى الوجه الآخر , فإن هذا النبي هو أعلم الناس بالله عز وجل وهو أرف الناس بربه سبحانه وتعالى إذ أنه هو مصدر المعرفة التي يعطيها للناس فهل يكون التلميذ اعلم من الأستاذ الذي يعلمه في المدرسة ؟ بالطبع لا , وكذلك النبي هو أعلم الناس بالله عز وجل وفي هذا يقول المسيح عليه السلام في العهد الجديد :

Mat 11:27 كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ.

وبنفس المعنى في إنجيل لوقا يقول :

Luk 10:22 وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الاِبْنُ إِلاَّ الآبُ وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ».

يقول المسيح عليه السلام في أول النص ان كل شئ قد دُفع إليه من الله عز وجل , اي ان اي قدرة عند المسيح عليه السلام وأي سلطان وقوه عنده فوق قوة وسلطان البشر العادي قد آتاه من عند الله عز وجل إذ أن الله عز وجل اصطفاه من بين خلقه واختاره نبياً ورسولاً وآتاه النبوة والحكمة والكتاب وأقام على يديه المعجزات والآيات العظيمات , وكله بأمر الله ومن عند الله كما يوضح المسيح عليه السلام , وفي شأن المعرفة يقول المسيح عليه السلام انه لا أحد يعرف من هو المسيح إلا الله , أي انه لا أحد يعرف قدر المسيح عليه السلام إلا الله ولا يعرف مدى علم المسيح عليه السلام عن الله إلا المسيح عليه السلام وفي هذا الفهم يؤيدنا التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ( كانت إرسالية يسوع المسيح هي أن يعلن الله الآب للناس. وقد أدخل كلمة الله أفكارا صعبة إلى الأرض. فقد شرح محبة الله من خلال الأمثال، والتعاليم، ومن خلال حياته على الأرض. وحين نفحص أعمال الرب يسوع ومبادئه وسلوكه نفهم الله بأكثر وضوح. ) وعلى الوجه الآخر يؤيد المسيح عليه السلام ما قلناه سابقاً من أنه هو أعلم الناس برب الناس تبارك وتعالى وأنه أكثرهم معرفة بالله عز وجل وأنه لا يمكن لنا أن نعرف أو نعلم شيئاً عن الله عز وجل إلا عن طريق نبي أو رسول ذلك الوقت أى المسيح عليه السلام ( وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ ) وبهاذا نفهم أكثر ما قاله المسيح لفيليبس ( لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً ) وبخصوص التبليغ عن الله عز وجل لكي يقوم النبي بنشر المعرفة بالله عز وجل وتأييداً أكثر لما قلناه في السابق يقول العهد الجديد :

Joh 1:18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.

إذ أن رؤية الله مستحيلة في هذه الحياة الدنيا وهذا شئ مُتقف عليه في جميع الأديان , إلا الديانات الوثنية التي تقول ان الله نزل إلى البشر بأي وسيلة كانت وهذه الفكرة قد تم تبنيها في الديانة المسيحية إذ أنهم يؤمنون بنفس الإيمان الوثني عن الله عز وجل , تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً , فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم بخصوص رؤيته ( { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } الأنعام103 ) وهذا تأكيد أكثر على ان النبي أو الرسول هو المصدر الوحيد للمعرفة والعلم عن الله عز وجل ويؤكد لنا بولس الرسول هذا الكلام الخاص برؤية الله عز وجل فيقول :

1Ti 6:16 الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ .

فهذا تأكيد على أننا لم ولن نستطيع ان نرى الله عز وجل , حتى عندما سؤل محمد صلى الله عليه وسلم في الروايات الصحيح :

صحيح مسلم 461 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ « نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ ». أي ان محمد صلى الله عليه وسلم لم يرى الله عز وجل ولكنه رأى نوره .

صحيح مسلم 463 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِى لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ حِجَابُهُ النُّورُ – وَفِى رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ النَّارُ – لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ». وهذه الرواية تؤكد نفس المفهوم السابق , أى ان أعظم أنبياء الله عز وجل وهو نبي الإسلام ورسول الله تبارك وتعالى لم يرى الله عز وجل إذ ان رؤية الله عز وجل في الحياة الدنيا مستحيلة وأنه من المؤكد انه ليس هناك مخلوق على وجه الأرض قد رأى الله من قبل فما الذي يقصده المسيح عليه السلام من كلامه ( وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ) ؟ , يقول المسيح عليه السلام ( اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ) ويقول بولس الرسول ( الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ ) ثم نرى ان المسيح عليه السلام قد قال ( وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ) , فيجب علينا التوفيق بين هذه النصوص لنحصل على معنى مفهوم مستقيم يوافق المنطق ويقبله العقل ولكن يجب علينا ان نتابع النصوص حتى نفهم الموضوع جيداً ونتوصل إلى الفهم السليم الصحيح .

يوقم أحد التلاميذ بطلب عجيب غريب فريد فيقول ( يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا ) فهل هذا السؤال مقبول ؟ أبعد كل ما تم توضيحه عن إستحالة رؤية الله عز وجل يطلب أحد التلاميذ رؤيته ؟ قام المسيح عليه السلام وقال أكثر من مرة انه هو الطريق الوحيد لمعرفة الله عز وجل وأنه لا يمكن أن ترى الله أو تعرف أى شئ عنه إلى بواسطة نبيه ورسوله عيسى عليه السلام , فكيف يطلب هذا التلميذ هذا الطلب الغريب ؟ , نرى ان المسيح عليه السلام قد قام بإرجاع مفهوم المعرفة عن الله عز وجل إلى نفسه فيقول ( أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ ) إذ انه من الواضح جدا ان هذا التلميذ لم يفهم شيئاً مما قاله المسيح عليه السلام , ولم يستوعب عقل فيلبس انه لا يمكن له أن يرى الله عز وجل , وأن آخر أمل لفيليبس لمعرفة الله عز وجل هو المسيح عليه السلام , ولكن من الواضح انه لم يعرف المسيح اصلاً ولا عرف تعاليمه عن الله عز وجل حيث قال لهم المسيح ( اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ) لذلك تعجب المسيح عليه السلام من السؤل , وأعتقد شخصياً ان المسيح عليه السلام قد أصابه الذهول من هول السؤال إذ أن التلميذ ليس له أي إيمان قط في الله عز وجل ويطلب رؤية الله وفي هذا يقول الله عز وجل في القرآن الكريم ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً {22} سورة الفرقان ) ويقول التفسير الميسر في هذه الآيات ( وقال الذين لا يؤمِّلون لقاء ربهم بعد موتهم لإنكارهم له: هلا أُنزل علينا الملائكة, فتُخْبِرنا بأن محمدًا صادق، أو نرى ربنا عِيانًا، فيخبرنا بصدقه في رسالته. لقد أُعجِبوا بأنفسهم واستعلَوْا حيث اجترؤوا على هذا القول, وتجاوزوا الحدَّ في طغيانهم وكفرهم.يوم يرون الملائكة عند الاحتضار، وفي القبر، ويوم القيامة، على غير الصورة التي اقترحوها لا لتبشرهم بالجنة, ولكن لتقول لهم: جعل الله الجنة مكانًا محرمًا عليكم. ) وأيضاً نقول ان فيليبس قد تجاوز الحد بهذا الطلب وان الإستجابة لهذا الطلب درب من دروب المستحيل فلن يرى الله عز وجل أبداً كما يقول بولس الرسول ( الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ ) فهل فيليبس أفضل من باقي الأنبياء الذي كان أعظمهم موسى عليه السلام الذي كان منتهاه في معرفة الله عز وجل هو سماعه صوته بأن كلمه الله عز وجل , فيوضح المسيح عليه السلام انه هو منتهى علمه عن الله عز وجل وأنه لم ولن يستطيع رؤية الله عز وجل فيقول المسيح عليه السلام ( اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ ) وهنا نأتي إلى منعطف كبير وندخل في فكر خطير قد ضل فيه النصارى :

 

Joh 14:9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟
Joh 14:10 أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي
أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.
Joh 14:11 صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ
فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.

 

قد إتفقنا سابقاً ان رؤية الله مستحيلة , وان إخبارات النبي عن الله هو منتهى علمنا عن الله عز وجل , ولكن فيليبس قد طلب رؤية الله عز وجل , فقام المسيح عليه السلام وقال ان ( اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ ) وقال ( أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ ) وقال ( الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ ) .

قبل ان نقوم بشرح أي معاني لهذه النصوص , نرجع إلى الجزء الثاني من عنوان الموضوع ( الحرفية والإزدواجية ) , يؤمن المسيحي ان هذه المقولات توضح ان المسيح عليه السلام هو الله , بغض النظر عن ( اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ ) لأني أظن ان معناها قد وضح , ولكنهم يقولون ان مقولتي ( أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّالآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ ) تجعل من المسيح إلهاً إذ أنهم يؤمنون بأن المسيح عليه السلام هو الله الظاهر في الجسد , أو بكلمات أخرى الإله المتجسد أو المتأنس , وهذه مقولات بالنسبة لفهمهم العقيم توضح ان الله عز وجل حال أو موجود أو لَبِسَ جسد المسيح عليه السلام وهذا دليل واضح ان المسيح عليه السلام هو الله , ويقولون ان مقولة ( أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ ) تدل على إتحاد الأقانيم بحسب زعمهم , ولكن المسيحي سوف يقع في إشكالية كبيرة وسوف تضح نظرية إزدواجية المعايير بالنسبة إذ ان المسيحي يأخذ هذه النصوص بفهم حرفي عقيم ولذلك سوف أقوم بطرح نصوص أخرى من الكتاب المقدس تحمل نفس معاني ( أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّالآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ ) وسوف نقوم بتفسيرها حرفياً كما يفسر المسيحي هذه النصوص الأصلية ولنرى سوياً ما هي النتيجة لهذا التفسير الحرفي السقيم :

Jdg 6:34 وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ (يهوه) جِدْعُونَ فَضَرَبَ بِالْبُوقِ, فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ.

بحسب الإيمان المسيحي , روح الرب (روح يهوه) هو الروح القدس الذي هو الله إذ ان الإيمان المسيحي يقول ان الآب إله والإبن إله والروح القدس إله ولكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد , طبعاً معروف كلمة لبس , وهو نفس معنى الحلول , أي ان روح الرب دخلته ولبسته وسكنت داخله , فهل هذا يجعل يجدعون إله ؟
2Ch 24:20 وَلَبِسَ رُوحُ اللَّهِ زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ فَوَقَفَ فَوْقَ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: [هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ].

ونفس الموقف حدث مع زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ  فهل هذا يجعل منه إلهاً هو الآخر ؟

2Co 6:16 وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.

المؤمنين هياكل الله ؟ الله ساكن في المؤمنين ؟ هل كل المؤمنين آلهة ؟ كيف ستفسر هذا النص حرفياً يا مسيحي ؟ ربنا يعينك .

ولكن قد يقول المسيحي ان هذا حلول للإله في أشخاص ولكن المسيح في الله والله فيه وهذا مختلف تماما ان اي شخص وغير مسبوق وهذا يميز المسيح عن غيره وجعله إلهاً , فهل فعلاً تميز المسيح عليه السلام بهذا ؟

1Jn 4:15 مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ.
1Jn 4:16 وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ
يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ.

ما هذا , يبدو ان جميع المؤمنين آلهة ! الله فينا ونحن فيه ؟ مثلنا مثل المسيح تماماً ؟ كيف ستخرج من هذه المشكلة يا مسيحي ؟ أكيد سوف تسخدم موهبة إزدواجية المعايير ومَلكة القياس بمكياليين ونعمة الهروب من واقع النص , ربنا يعينك يا مسيحي لأن هناك نصوص أخرى قادمة ستذهلك .

1Jn 3:21 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ لَمْ تَلُمْنَا قُلُوبُنَا فَلَنَا ثِقَةٌ مِنْ نَحْوِ اللهِ.
1Jn 3:22 وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ.
1Jn 3:23 وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً.
1Jn 3:24 وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ
يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا.

مرة ثانية ! الله فينا ونحن في الله ؟ كيف ستقوم بتفسير هذه النصوص حرفياً يا مسيحي ؟

Jud 1:1 يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ، إِلَى الْمَدْعُوِّينَ الْمُقَدَّسِينَ فِي اللهِ الآبِ، وَالْمَحْفُوظِينَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.

القديسيين في الله ؟ أنت في مشكله حقيقية يا مسيحي لو حاولت تفسر هذه النصوص تفسير حرفي , سيوكن عندك آلهة كثيرين ! .

ولو كان المسيح عليه السلام هو الله فكيف ستفسر هذه النصوص أيضاً حرفياً :

Joh 15:5 أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً.
Joh 15:6 إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ
يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ.

إذا كان المسيح هو الله , فهذه النصوص تعطي لنا نفس المعني ( أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ ) وإذا كان المسيح والآب متساويين وواحد في الجوهر واللاهوت فنحن في المسيح والمسيح فينا , إذن فنحن في الآب والآب فينا أيضاً , مشكله كبيره يا مسيحي إذا كنت ستفسر النصوص حرفياً . وفي هذا يقول بولس في نصوص عديدة أخرى تحمل نفس المعنى لو تم تفسيرها حرفياً :

2Co 11:10 حَقُّ الْمَسِيحِ فِيَّ. إِنَّ هَذَا الاِفْتِخَارَ لاَ يُسَدُّ عَنِّي فِي أَقَالِيمِ أَخَائِيَةَ.

Gal 2:20 مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.

1Ti 1:16 لَكِنَّنِي لِهَذَا رُحِمْتُ: لِيُظْهِرَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً كُلَّ أَنَاةٍ، مِثَالاً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.

فإن كان المسيح هو الله , فـالله موجود في بولس وكما قال هو بنفسه في نص آخر

Eph 4:6 إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.

فهل أصبحنا جميعاً آلهة ؟ , طبعاً لا يستطيع المسيحي ان يفسر كل هذه النصوص بتفسير حرفي كما يفسر النصوص الخاصة بالمسيح عليه السلام , ولكن بغض النظر عن كل هذا فلابد ان يكون هناك تفسيرات منطقيه توافق العقل السليم لهذا الكلام الذي طرحه المسيح عليه السلام .

 

Joh 14:10 أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.
Joh 14:11 صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ
فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.

 

المسيح عليه السلام يلقي الضوء على الأعمال , ويقول انهم يجب أن يصدقوا انه في الآب والآب فيه بسبب هذه الأعمل , وهذه لفة مهمة جدا جدا , فلنذهب إلى نصوص أخرى على لسان المسيح عليه السلام خاصة بالأعمال , لنرى ما الذي كان يريده المسيح من هذه اللفتة إلى الأعمال :

Joh 5:36 الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.

يقول المسيح عليه السلام ان الأعمال تشهد له بالرسالة ان الله عز وجل أرسل المسيح عليه السلام إلى الأرض , وكما قلنا سابقاً ان النبي أو الرسول هو مصدر المعرفة بالله عز وجل , كما يقول المسيح ( لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً ) ولكن لابد لنا من برهان على صدق الإرسالية والنبوة من الله عز وجل حتى نأخذ كلامه مسلم به من عند الله عز وجل ونكون متأكيد ان كلامه هو وحي من عند الله عز وجل . ونص آخر يقول :

Joh 10:25 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي.

فـالأعمال ضرورية حتى يؤمن الإنسان بأن النبي هو صادق من عند الله عز وجل , فيقول المسيح عليه السلام ( صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ ) ويقول أيضاً ( الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ ) وهذا بالتأكيد مجازي بحت وقد ضربنا مثلاً من قبل على القصة الشهيرة التي حدثت للقديس عندما كنا نشرح عقيدة المسيحيين في موضوع الثالوث القدوس :

القصة الشهيرة عن القديس أغسطينوس (354 – 430م) أسقف هيبو : “أنه وبينما كان سائراً على شاطئ البحر ، وكان يفكر في إعداد كتابه عن الثالوث القدوس، رأى طفلا صغيراً يحمل ماء من البحر ويصبه في حفرة صغيرة على الشاطئ كان قد حفرها بنفسه ، وحينما سأله القديس: ماذا تفعل يا بني؟ أجابه إنني أقوم بإفراغ البحر في هذه الحفرة. فسأله القديس وكيف تسع حفرتك الصغيرة هذا البحر الواسع؟ أجابه الطفل – وكان ملاكاً من الله – وأنت كيف تستوعب عقيدة الثالوث القدوس بعقلك البشري المحدود؟وهذا حق فإننا لو استطعنا احتواء الله بالكامل في عقولنا المحدودة لكان الله محدوداً ، وحاشا لله أن يكون محدوداً.

ونحن نقول ( إننا لو استطعنا احتواء الله بالكامل وحلوله بالكامل في جسد بشري المحدود لكان الله محدوداً ، وحاشا لله أن يكون محدوداً ) فـالموضوع بالتأكيد مجازي , وقد وضحهه المسيح عليه السلام بالفعل , إذ ان الموضوع متعلق بالإيمان فيقول المسيح في العهد الجديد :
Joh 14:20 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي وَأَنْتُمْ فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.

فـالموضوع لم يعد خاص بالمسيح عليه السلام , بل ان المسيح بنفسه يوضح ان الموضوع عام لكل المؤمنين , من يؤمن بالله حق الإيمان ويؤمن بالمسيح حق الإيمان , يكون الله عز وجل فيه , ويكون المسيح عليه السلام فيه , انا أحب الله عز وجل , فـالله عز وجل في نفسي وفي روحي وفي عقلي وفي قلبي وفي كل كياني , وهذا المفهوم هو مفهوم إسلامي أيضاً إذ يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث :

صحيح البخاري 6502 – حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ حَدَّثَنِى شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ »

إذ ان العبد من جم حبه لله عز وجل يكون جسده كله لله عز وجل , فإذا سمع لا يسمع إلا ما يحبه الله , وإذا نظر لا ينظر إلا إلى ما يرضي الله عز وجل وهكذا , ولكن المشكله كلها في الفكر المسيحي المشبع بالوثنية الرومانية والبدع الشيطانية القديمة , وهو ما يظهر جلياً في تفسير المسيحي للنصوص بشكل حرفي عقيم , وعندما يجد المسيحي نصوص أخرى بنفس المعاني على أشخاص أخرى تظهر إزدواجية المعايير ولا حول ولا قوة إلا بالله .

Joh 17:21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.
Joh 17:22 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي
لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.
Joh 17:23
أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.

يقول المسيح عليه السلام ( وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي ) , الأمر أصبح واضح وصريح الآن , الموضوع كله متعلق بالإيمان , من يؤمن بأن المسيح رسول من عند الله يكون في المسيح والمسيح فيه ويكون في الله والله فيه كما وضحنا مسبقاً , الموضوع متعلق بحب الله وضاعة وصايا المسيح عليه السلام ويقول في هذا الشأن يوحنا الحواري في رسالته الأولى :

1Jn 4:12 اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا.
1Jn 4:13 بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا
نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ.

وهنا يوضح يوحنا الحواري ان النظر إلى الله مستحيل , ولم يسبق لأحد ان يرى الله عز وجل وهذا يوضح كلام المسيح عليه السلام عندما قال ( اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ ) . لا أستطيع ان أقوم بشرح زيادة عن هذا القدر فيما يخص المسيحيين , إذ انني اعتقد اني سوف أقوم بإعادة ما قلته من جديد , ولكن فلنرجع إلى سبب كتابة الموضوع من الأصل وهي الآية الكريمة { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى } الأنفال 17 وآية أخرى مشابهة تقول { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } الفتح10 , فهل يفهم المسلم هذه الآيات بنفس فهم المسيحي العقيم ؟ هل يقول المسلم ان الله عز وجل حل في يد محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل يقول المسلم ان الله عز وجل حل في المقاتلين ؟ عندما يقول المسيح عليه السلام ( الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ ) أليست هذه مطابقة تمام الإنطباق للآية التي تقول ( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ ) وأيضاً ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى ) لماذا يختلف الفهم بين المسلم والمسيحي ؟ مع ان النصوص متشابه في المعنى ؟ لماذا يستخدم المسيحي فهم حرفي عقيم مخالف لجُل الكتاب والمسلم يستخدم فهم راقي وتفسير واعي وتأويل بدليل , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . هل لأن المسيحي عنده خلفيات وثنية تقول بحلول الإله في الجسد ؟ ولما لا , إذ ان هذه هي عقيدتهم في الأصل , عقائد وثنية خالصة .

 

اسأل الله عز وجل ان يكون هذا الموضوع مفيداً للأصدقاءنا النصارى

وأن يفيد إخوتي في المسلمين حراس العقيدة الإسلامية .

 

يا رب ثبتنا على الإيمان واجعلنا هداة التائه الحيران
وأعزنا بالحق وانصرنا به نصراً عزيزا انت ذو السلطان

 

{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ } الأعراف43

 

* هذه المقالة مُهداة إلى *

أمي مريم , اسألكم الدعاء لها

أخي في الله الزملكازي حرنكش

أخي في الله كايرو56

 

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading