القائمة إغلاق

فوائد – قبل أن تكتب بحثاً

مفهومي العام لكلمة بحث

عندما أريد أن أدرس موضوعاً ما من جميع الجوانب, وأقوم بعرض أقوال العلماء الذي يدعِّمون رأيي, وأقوم بعرض أقوال الذين يخالفونني وأعلق عليهم أو أرد عليهم, باستفاضة, دون اختصار أو إخلال, فهذا ما أسميه بحثاً, فيجب على الباحث أن يُفتش في أكبر قدر من المراجع الـمُتاحة له حول الموضوع من الأجل الخروج بأكبر قدر من المعلومات ليفيد بها الناس.

أيضاً على الباحث أن لا يكتفي فقط بنقل أقوال العلماء وسردها الواحدة تلو الأخرى فحسب, بل يجب عليه أن يُضيف لمسته أو نكهته الخاصةللموضوع, فيقوم بالتعليق على الأقوال التي قام باقتباسها, أو يُضيف عليها من خلال شرحه أو توضيحه لهذه الاقتباسات أو مُحاولة بيان روعتها وجمالهاً, خصوصاً إن كانت الاقتباسات من كتابات سلفنا الصالح غفر الله لنا ولهم. أي شخص يستطيع أن يقرأ كتاباً وينقل اقتباساً, ولكن ليس بإمكان الجميع أن يخرج بأفكار ناتجة عن قراءاته فيُصيغها هو بأسلوبه الخاص !

إذا كنت تبحث في موضوع يحتوي على آيات قرآنية أو نصوص كتابية فابحث في كتب التفسير, سواء كانت إسلامية أو مسيحية, لا تكتفي بنقل قول عالم واحد وافق ما أحببت أن تقرأه, بل تصفح باقي التفاسير, واعرف كل ما قيل عن الآية أو النص الذي تكتب عنه, حتى تتكون في ذهنك صورة واضحة لكل التفاصيل المحيطة بالموضوع, فهذا هو الفرق بين الباحث الحقيقي, وبين أي شخص وقعت عينه على مقطع من كتاب, فأعجبه ونقلها.

الترتيب العام للبحث

·غُلاف البحث, يحتوي على:

1.العنوان الرئيسي للبحث.

2.جُملة قصيرة تُعبر عن هدف البحث الرئيسي.

3.اسم مؤلف البحث.

4.أسماء من شاركوا في البحث (إن وُجِدوا).

·أي إهداءات لكل من كان لهم دور في البحث بأي طريقة (إن وُجِدت).

·مُختصر البحث, يتضمن تلخيص لكل النقاط التي تم التعرض لها في البحث.

·فهرس البحث, يتضمن الآتي:

1.العناوين أو الفصول الرئيسية.

2.من تحت هذه العناوين, النقاط التفصيلية التي تم مناقشتها.

·الـمُقدمة, ويجوز أن تكتب أكثر من مقدمة حسب الحاجة.

·الخاتمة, تحتوي على خُلاصة ما أردت توصيله للناس عبر هذا البحث.

·المراجع, وتحتوي على كل المراجع التي قمت بالاقتباس منها أثناء البحث, بالإضافة إلى أي كتابات أخرى استندت عليها في بحثك ولكنك لم تقتبس منها حرفياً, أي: كتابات مُفيدة في نفس مجال البحث.

كيف تبدأ بعمل بحث

لا تظن أنك ستبدأ بحثك مُنَسَّقاً أنيقاً مُرَتَّباً, فهذا لا يحدث على أرض الواقع, بل إن البحث يبدأ بمجرد فكرة بسيطة تتبلور من خلال أي شيء صادفته, مثل مقطع قرأته في كتاب أو في مجلة, أو تصريح سمعته, أو ما شابه.

عندما أقول أن البحث يبدأ بمجرد فكرة بسيطة, فأنا أقصد عنواناً, أو معلومة معينة تريد التحقق منها, أو موضوع لفت نظرك, على سبيل المثال: تصريحات الأنبا بيشوي الأخيرة, والتي كتبنا عليها رداً أحسبه من أروع ما كتبت, لأنه كان دفاعاً عن الإسلام العظيم, هذا الرد انتهى في بحث قارب المائة صفحة, هل كنت أظن أن البحث سيخرج بهذا الشكل ؟ بالطبع لا ! إذن كيف خرج بهذا الشكل ؟! سأخبركم.

في البداية أفتح ملفاً جديداً فارغاً لأكتب فيه, ثم أقوم بتجميع جميع العبارات التي لفتت نظري, والتي أريد أن أقوم بالرد عليها. بعد هذا أقوم بتدوين الأفكار التي أجدها في العبارات التي قمت بتجميعها, بمعنى أنني استخرج الأفكار التي يُريد الأنبا بيشوي توصيلها للقارئ.

من هذه النقطة أبدأ بتدوين النقاط التي أعتقد أنني يجب عليّ أن أتناولها أثناء ردي على الأنبا بيشوي, من خلال هذه النقاط أبدأ في البحث عن المادة العلمية التي يجب أن تكون موجودة في الرد. من أين أحصل على هذه المادة العلمية ؟ هناك أكثر من مصدر.

أولاً: تصفح سريع للمصحف الشريف.

هذا الأمر لن تفلح فيه إلا إذا كنت تقرأ القرآن الكريم كثيراً, وحافظ القرآن الكريم بالطبع لن يحتاج إلى التصفح السريع, بل سيقوم باسترجاع الآيات الكريمة من الذاكرة, رغم إني أعتقد أن التصفح السريع سيكون أفضل حالاً حتى مع الحفظ, لأنني قد أنسى بعض الآيات وأتذكرها بمجرد أن تقع عيني عليها.

كيف يتم هذا التصفح السريع للمصحف الشريف ؟ تفتح المصحف من بدايته, وتقوم بمسح الصفحات بعينك سريعاً, بحيث تكون قد أدركت سريعاً جميع الآيات الموجودة في الصفحة وعن ماذا تتكلم. طبعاً بحكم معرفتك بالقرآن الكريم, فأنت تعلم مثلاً أماكن المواضيع القرآنية في المصحف, على سبيل المثال, أن تريد أن تجميع بعض الآيات عن المسيح عليه السلام, فستقوم بمسح سورة البقرة بشكل سريع جداً بسبب معرفتك السابقة بعدم وجود آيات تخص هذا الموضوع في هذه السورة.

ثانياً: بعد استخراج الآيات القرآنية التي تريدها, هناك أمران يجب عليك القيام بهما:

الأمر الأول: تصفح جميع التفاسير المتاحة لجميع هذه الآيات.

الأمر الثاني: معرفة أقوال العلماء المسلمين من السلف الصالح ومن المعاصرين حول هذه الآيات القرآنية.

كيف ستقوم بتجميع كل هذه الأقوال ؟ الإجابة: المكتبة الشاملة الـمُوافقة للمطبوع. وهناك أيضاً موقع التفسير الذي أحب أن أتصفحه لمجرد الحصول على رؤية سريعة لما هو موجود في التفاسير, ولكن من أجل التوثيق أقوم بالرجوع إلى المكتبة الشاملة, هذا بالإضافة إلى أن المكتبة الشاملة تحتوي على عدد أكبر من التفاسير. أيضاً أرجع إلى المكتبة الشاملة حتى أبحث عن أقوال العلماء حول هذه الآيات, وهذا هو فن البحث الإلكتروني, ولعلي أكتب عن هذا فيما بعد.

تستطيع أيضاً أن تتصفح المكتبات الموجودة على شبكة الإنترنت مثل من أجل تحميل الكتب التي تعتقد بأنها حول نفس الموضوع, من الأفضل طبعاً أن تقرأ كل هذه الكتب كاملة, ولكن هذا سيستهلك الكثير من الوقت, فأضعف الإيمان هو أن تقوم بمسح هذه الكتب سريعاً بعينيك, حتى تقع على مقطعاً يحتوي على عبارات تظنها في نفس موضوع بحثك.

مكتبات أنصح بتصفحها:

·المكتبة الوقفية.

·مكتبة الإسكندرية.

·مكتبة صيد الفوائد.

·مكتبة المشكاة.

·مكتبة المهتدين لحوار الأديان.

بعد أن تقوم بتجميع مادتك العلمية كاملة, قم مرة أخرى بإعادة ترتيبها, والتأكد من العناوين المناسبة, أي أنه يجب عليك أن تقوم بتقسيم هذه المادة العلمية وفقاً لارتباط معاني الكلام, فمثلاً: عندما بدأت أن أكتب عن آداب وأخلاقيات الحوار الإسلامي المسيحي, قمت بتجميع كل ما يخص موضوع الأمانة تحت هذا العنوان وهكذا في كل المواضيع.

بعد تقسيم المادة العلمية, تبدأ في الكتابة, وفي النهاية ستجد أن البحث سيخرج في الشكل الذي قمنا بتحديده سابقاً, إذا تكاسلت عن كل هذا, فستحرم نفسك من خير كثير, تخيل مدى الفائدة التي ستحصل عليها عند تصفحك كل هذه التفاسير ؟! فائدة لا حصر لها, ولهذا نكتب الأبحاث, أولاً: لفائدتنا الشخصية, حتى نتعلم ونتثقف, ثانياً: لمنفعة غيرنا من الناس الذين يحتاجون لهذه المادة المكتوبة.

مُلاحظات حول التنسيق

الكتابة بـ فونتجميل وواضح, مثل خط Traditional Arabic مع حجم للخط مُناسب, مثل 18.

يجب تنسيق الفقرات بحيث تملأ السطر, بهذه الطريقة.

يجب وضع مسافة مُناسبة قبل بداية كل فقرة باستخدام زر الـ “tab”.

من الأفضل أن نقوم بتلوين النصوص الدينية لإظهارها ولفت الأنظار إليها, مع مراعاة التفريق بين النصوص الإسلامية والنصوص المسيحية, فأنا على سبيل المثال أستخدم اللون الأخضر للآيات القرآنية والأحاديث النبوية, واللون الكحلي للنصوص الكتابية أو الأقوال الآبائية, بالإضافة إلى اللون الأحمر لبيان أي عبارات مُهمة.

مُراعاة عدم ترك مسافات بين الأقواس وما بداخلها.

عند اقتباس الآيات القرآنية, يُفضل استخدام برنامج يُخرج لك الآية في شكل جيد, أنصح باستخدام الـمُصحف الرقمي:

http://www.eld3wah.net/play.php?catsmktba=3801

لا يُمنك لطالب علم أن يقتبس من مصدر دون العزو إليه, لا يكفي أن تقول: يقول التفسير الـمُيسر, بل يجب عليك أن تعزو إليه عزواً كاملاً هكذا: المؤلف (تاريخ الوفاة لو كان من سلفنا الكرام): اسم الكتاب, دار النشر, رقم الجزء رقم الصفحة.

مثال:نخبة من أساتذة التفسير: التفسير الـمُيسر, مجمع الملك فهد بالسعودية صـ12.

يُفضَّل تلوين الرقم الذي يشير إلى مرجع الاقتباس من أجل لفت أنظار القارئ.

أنصح بتحميل المكتبة الشاملة التي تحتوي على أكثر من 5300 كتاب مُوافق للمطبوع:

http://shamela.ws/index.php/page/download-shamela

يجب وضع الاقتباس بين قوسين مُربعين هكذا: [الاقتباس] ثم وضع مصدر الاقتباس في الهامش ليظهر هكذا: [الاقتباس][1].

عند الاقتباس, يُفضَّل عدم استخدام صورة تحتوي على الكلام, خصوصاً إذا كانت الصورة لا تحتوي إلا على الكلام الـمُقتبس, بمعنى أن الصورة لا تحتوي لا على اسم مؤلف, ولا على اسم كتاب, ولا على رقم صفحة, فما فائدتها إذاً ؟! إذا كنت تريد وضع صفحة مصورة من مرجع, فاجعلها تحتوي على معلومات المرجع الـمُقتبس منه, وإلا فالأفضل أيضاً أن تضع مع الصورة تفريغاً نصياً للاقتباس. من الـمُلاحظ أيضاً أن الصورة تأخذ مكاناً كبيراً من الصفحة, بل قد تضطر إلى إفراد صفحة كاملة للصورة ! فلماذا كل هذا ؟!

إذا وجدت مقطعاً طويلاً في كتاب ما أعجبك, على سبيل المثال: صفحتان في كتاب دائرة المعارف الكتابية, فهل ستقوم بنقل الصفحتين كاملتين في بحثك ؟! أعتقد أن هذا لا يصح, بل من الأفضل أن تقوم بتلخيص هاتين الصفحتين بأسلوبك الخاص, وتقتبس أهم العبارات, ثم تقوم بالعزو إلى المرجع.

استخدم علامات التعجُّب “!” وعلامات الاستفهام ؟حتى توصل للقارئ معنى عبارتك بأدق صورة ممكنة.


مُلاحظات حول اللغة والإملاء

لاحظ مكان الهمزة على الألف, مثل اسم الله الأحدلابد من وجود الهمزة.

مُراعاة استخدام الفاصلة “,” لتفصل بها بين كل فقرة كاملة لها معنى.

مُراعاة وضع التشكيل الصحيح على الكلمات التي تحتاج لضبطها حتى تُقرأ على الوجه الصحيح.

حرف العطف الـ وتوضع مباشرة قبل الكلمة التي تليها بدون مسافات, مثل: والله الذي لا إله إلا هو.

مُراعة الفرق بين الهاء ه“, والتاء المربوطة ة“.

مُراعة الفرق بين الألف اللينة ى“, وبين الياء ي“, عندما تنطق الكلمة وتجد في آخرها صوت الكسرة تكون ياءً ي“, مثل: في, صديقي, حبيبي. عندما تنطق الكلمة وتجد في آخرها صوت الألف تكون ألف لينة ى“, مثل: يَحْيَى, مُوسَى, عَلَى.


مُلاحظات عامة

لا ترتكن على تفسير واحد, فتراثنا الإسلامي مليء بالتفاسير الرائعة, ستجد العشرات من التفاسير في المكتبة الشاملة, أيضاً تستطيع تصفح العديد من التفاسير الإسلامية الرائعة على هذا الموقع السهل اليسير:

http://www.altafsir.com/indexArabic.asp

كن باحثاً بحق, عندما تقتبس آية من كتاب الله عز وجل, تصفح جميع التفاسير الإسلامية الـمُتاحة لك, قم باختيار أجمل وأحسن وأقوى العبارات لعلمائنا الأفاضل الكرام, قم بتحبيب الناس في كتابات سلفنا الصالح, بيِّن لكل قارئ أنك قد بذلت جُهداً حقيقياً في بحثك.

==========

اسأل الله عز وجل أن يجعل هذه الملاحظات مُفيدة لكل طالب علم

قد أزيد عليها بعض الملاحظات الأخرى في وقت لاحق

لا تنسوني من صالح دعائكم

15 Comments

  1. challengerforever

    جزاك الله كل خير أخي الحبيب

    ربنا يجعله في ميزان حسناتك يارب

    ملحوظات رائعة لابد من وضعها فى الحُسبان

اترك رداً على abunosaybaإلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading