القائمة إغلاق

خُلاصة كتاب: اللاهوت المُقارن للبابا شنودة

بسم الله الرحمن الرحيم

خُلاصة كتاب: اللاهوت المُقارن للبابا شنودة

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ50. [التَّقليد هو كلّ تعليم وصل إلينا عن طريق التَّسليم الرَّسُولي والآبائي، غير الكلام الذي تُرِكَ لنا كتابةً في الكتاب المُقدَّس، في موضوعات رُبَّما لم تُذكر في الكتاب، ولكنَّها لا تتعارض معه في شيء. والبروتستانت لا يؤمنون بالتَّقليد. ولا يلتزمون إلا بالكتاب المُقدَّس, وبهذا الوضع يتركون كلّ التُّراث الذي تركته الأجيال السّابقة للكنيسة: كل ما تركه الآباء الرُّسُل، آباء الكنيسة الأولي، والمجامع المُقدَّسة، والقوانين والنُّظُم الكنسية، وما في الكنيسة من طُقُوس ومن نُظُم، وما أخذناه من تعليم شِفاهي عبر هذه الأجيال الطَّويلة كلِّها. وسنبحث هُنا موضوع التَّقليد. والتَّقليد هو أقدم من الكتاب، يرجع إلي أيام أبينا آدم: لعلّ أقدم ما وصل إلينا من الشَّريعة المكتوبة، كان علي يدِ موسى النَّبي، الذي عاش في القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، ولكنَّ التَّقليد أقدم من هذا بكثير. آلاف السِّنين مرَّت علي البشرية بدون شريعة مكتوبة. فمن الذي كان يقود تفكيرها: الضَّمير من جهة (ويُسمَّي الشَّريعة الأدبية), والتَّقليد من جهة أخري, وهو تسليم جيل لجيل آخر.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ62. [سُلطة الكنيسة في التَّشريع: هذا السُّلطان الذي سلَّمه السيد الرب للآباء الرُّسُل في قوله لهم «ما ربطتموه علي الأرض يكون مربوطاً في السَّماء. وما حللتموه علي الأرض يكون محلولاً في السَّماء» (مت18:18). وقد بدأت الكنيسة عملها هذا بعقد مجمع كنسي في أورشليم سنة 45م. وهذا المجمع ناقش موضوع «قُبُول الأمم في الإيمان». وقرَّر فيه الآباء الرُّسُل قُبُول الأمم مع التَّخفيف عليهم فقالوا: «رأى الرُّوح القُدُس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة: أن يمتنعوا عمّا ذُبح للأصنام، وعن الدم والمخنوق والزِّنا» (أع15 :29،28). ثمّ توالي عقد المجامع المُقدَّسة، المكانية والمسكونية، من خلال سُلطة التَّعليم والتَّشريع والتَّقنين التي منحها الرَّب لسُلطان الكهنوت. وأصدرت هذه المجامع تعليماً ونُظُماً للكنيسة دخلت ضمن التَّقليد الكنسي.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ53. [إنَّ السيد المسيح لم يكتب إنجيلاً، ولم يترك إنجيلاً مكتوباً. ولكنَّه كان يعِظ ويُعلِّم، ويترك للناس كلامه روحاً وحياة (يو63:6). وهذا يتناقله الناس, وحينما بدأ تعليمه وعمله الكِرازي قال للناس: «قد كَمُلَ الزَّمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (مر15:1). ولم يكن هُناك إنجيل مكتوب، إنَّما كانت هُناك كرازة وبشارة مُفرحة، تلك التي تُمثِّل الإنجيل الشِّفاهي، أو التَّعليم الإلهي الذي يتناقلونه بالتَّسليم.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ54. [الكتاب لم يذكر كل شيء: ونفس المعني يُطلق علي قول الرَّب لتلاميذه «اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» (مر15:16). كلّ ذلك خارج النِّطاق المكتوب. لم يُذكر كل ما فعله السيد المسيح، ولا كلّ ما قاله, وإنَّما الذي حدث هو أنَّ الإنجيليين اختاروا بعضاً من أقوال السيد المسيح ومن أعماله وسجَّلوها في وقت ما للناس، وتركوا الباقي. وهذا واضح في أخر إنجيل قد كُتِب، إذا يقول القدِّيس يوحنا الرسول: «وأشياء أُخَر كثيرة صنعها يسوع، إن كُتِبَت واحدة فواحدة، فلستُ أظنّ أنَّ العالم نفسه يسع الكُتُب المكتوبة» (يو25:21), كما يقول أيضاً: «وآيات أُخَر كثيرة صنعها يسوع قُدّام تلاميذه لم تُكْتَب في هذا الكتاب. وأمّا هذه فقد كُتِبَت لتؤمنوا أنَّ يسوع هو المسيح، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يو20: 30،31). لا تظنُّوا أنَّ مُعجزات المسيح هي فقط التي وردت في الإنجيل, فآلاف المُعجزات لم تُكْتَب. يكفي لإثبات هذا قول لوقا البشير: «وعند غروب الشَّمس، كان كلّ الذين عندهم مرضى, بأنواع أمراض كثيرة يُقدِّمونهم إليه، فكان يضع يديه علي كل واحد فيشفيهم» (لو40:4). ما عدد هؤلاء المرضى ؟ كثير جداً. ولم تُسجَّل كلّ حوادث الشِّفاء, ويقول مُعلِّمنا متَّي البشير: «وكان يسوع يطوف كلّ الجليل، يُعلِّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كلّ مرض وكل ضعف في الشَّعب» (مت23:4). ما هي حوادث شفاء كلّ مريض ؟ لم تُذكر. وماذا كان تعليم الرَّب في المجامع وكرازته ؟ لم يُذكر أيضاً.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن, الجزء الأول, ط. الكلية الإكليريكية – صـ15. [خلافات بالنسبة إلى الكتاب المُقدَّس: على الرغم من اهتمام البروتستانت بالكتاب اهتماماً كبيراً, على الرغم من كلامهم عن "الحق الكتابي", إلا أننا نأخذ عليهم هنا أمرين هامين: عدم إيمانهم ببعض أسفار الكتاب مثل طوبيا, يهوديت, يشوع بن سيراخ, وباروخ, وسفر الحكمة, سفري المكابيين وبعض أجزاء أخرى من الكتاب … واعتبارهم إنها أبوكريفا, وعدم ضمها إلى الكتاب مثلما تضم في ترجمة الكاثوليك للكتاب.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ11, 12. [انبثاق الرُّوح القُدُس: يعتقد البروتستانت مثل الكاثوليك بانبثاق الرُّوح القُدُس من الآب والابن، وهذا مُخالف لعقيدة كنيستنا، التي تؤمن بانبثاق الرُّوح القُدُس من الآب وحده، حسبما ورد في (إنجيل يوحنا 26:15).]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ11. [اعتقادهم بالطَّبيعتين والمشيئتين في السيد المسيح: بينما تؤمن الكنيسة القبطية، أنَّ طبيعة السيد المسيح اللاهوتية وطبيعته الناسوتية، مُتَّحِدتان معاً في طبيعة واحدة، هي طبيعة الكلمة المُتجسِّد. ونحن نؤمن أنَّ السيد المسيح كامل في لاهوته، وكامل في ناسوته، وأن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، لذلك لا نتكلَّم مُطلقاً عن طبيعتين بعد الاتِّحاد، هذا التَّعبير الذي بسببه رفضنا مجمع خلقيدونية سنة 451م.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ33. [البروتستانت لا يُعمِّدون الأطفال، إصراراً على لزوم الإيمان قبل المعمودية, واعتماداً على قول الرب: «مَن آمن واعتمد خلص» ( مر 16: 16), وأيضاً اعتماداً على أن الطِّفل لا يُدرك ماذا يحدث في المعمودية. فكيف تتمّ المعمودية بدون إيمان وبدون إدراك ؟! هذا رأيهم. أما نحن فنُصرّ على معمودية الأطفال للأسباب الآتية: حِرصاً منّا على أبدية هؤلاء الأطفال، لأنَّ الرَّب يقول: «إن كان أحد لا يولد من الماء والرُّوح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله» (يو 3: 5), فكيف يُمكن أن نمنع عنهم العِماد فنُعرِّضهم لهذا الحُكم الإلهي الذى لم يحدث أنَّ الرَّب استثنى منه الأطفال حينما قال هذا.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ13. [خلافات كثيرة في موضوع الخلاص: من أهمّها التَّركيز فقط على الإيمان، وعدم الاهتمام بكل ما عداه، وهُنا يعتمدون على عبارة «آمن بالرب يسوع فتخلص» (أعمال الرُّسُل16 : 31). ويرون أنَّه بمُجرَّد إيمان الإنسان يخلُص، في نفس لحظة إيمانه، وكأنَّهم بهذا يُنكرون الأسرار اللازمة للخلاص، مثل المعمودية والتوبة، ويُنكرون دور الكنيسة في موضوع الخلاص، الذي يعتبرونه مُجرَّد علاقة مُباشرة مع الله. ومن ضمن الموضوعات التي هي مجال خِلاف: مدى إمكانية هلاك المؤمن إذا ارتدّ، فَيَرَون أنَّ المؤمن لا يُمكن أن يهلك مهما سقط. ومن الخلافات البارزة في موضوع الخلاص، مسألة الإيمان والأعمال. ففي تركيزهم على الإيمان يغفلون جانب الأعمال، وفي اهتماهم بعمل النِّعمة، يُنكرون لزوم الجهاد، وأكثر هؤلاء بُعداً عن التَّطرُّف مَنْ يقولون إنَّ الإيمان ينبغي أن يكون إيماناً عاملاً بالمحبّة (غلاطية 6:5).]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ16. [لا شفاعة في البروتستانتية: لا يؤمنون بشفاعة الملائكة، ولا العذراء، ولا القدِّيسين، ولا شفاعة الموتى في الأحياء، ولا الأحياء في الموتى، لا وساطة إطلاقاً بين الله والناس. وهذا يقود إلى نقطة أخرى، أو تتسبَّب عنها، وهى عدم إكرام القديسين: لا إكرام للملائكة ولا للقدِّيسين، فلا يحتفلون بأعياد القدِّيسين، كما نفعل نحن، ولا يقرأون في الكنيسة سنكساراً يشمل سير القدِّيسين، ولا توجد عندهم تماجيد للقدِّيسين، ولا ذكصولوجيات، ولا تذاكيات، ولا صلاة مجمع، ولا إكرام لعظام القدِّيسين، ورفات أجسادهم.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ112. [يعتقد أخوتنا البروتستانت أنَّ السيد المسيح سوف يأتي ويحكم ألف سنة علي الأرض. ويعتمدون علي ما ورد في سفر الرؤيا، الإصحاح العشرون: «ورأيت ملاكا نازلًا من السَّماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة علي يده. فقبض علي التِّنين, الحيَّة القديمة الذي هو إبليس والشَّيطان، وقيَّده ألف سنه، وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه وختم عليه، لكي لا يضلّ الأمم فيما بعد، حتى تتمّ الألف سنة. وبعد ذلك لابدّ أن يُحلّ زمانًا يسيرًا» (رؤ 20: 1-3), «ثمّ متي تمَّت الألف السنة، يُحلّ الشَّيطان من سجنه، ويخرج ليضلّ الأممّ الذين.. وإبليس الذي كان يُضلّهم طُرِحَ في بُحيرة النار والكبريت» (رؤ20: 7-10). ويرون أنَّ الألف سنة ستكون أزمنة سلام. ويعتمدون علي ما ورد في سفر إشعياء النَّبي: «يسكن الذِّئب مع الخروف، ويربضّ النَّمر مع الجدي .. ويلعب الرَّضيع علي سرب الصلّ، ويمدّ الفطيم يده علي حجر الأفعوان .. لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي. لأنَّ الأرض تمتلئ من معرفة الرَّب» (أش11: 6-9). وأيضاً: "فيطبعون سيوفهم سككًا، ورماحهم مناجل، لا ترفع علي أمة سيفًا، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد" (أش4:2).]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ122. [كثير من الأخوة البروتستانت، يتمسَّكون بالمواهب، ويسعون إليها، ويعتبرونها من حُقُوقهم كأبناء وَوَرَثَة. ويضعون أمامهم الآية التي تقول: «جِدُّوا للمواهب الحُسنى», ولا يُكمِّلون باقيها: «وأيضًا أُريكم طريقًا أفضل» (1كو31:12). وهم يهتمُّون بالألسنة. وينسون أنَّ الرسول قال مُباشرة بعد هذه الآية السّابقة: «إن كنت أتكلّم بألسنة الناس والملائكة. ولكن ليس محبّة، فقد صرت نُحاسًا يطنّ أو صنجًا يرنّ» (1كو1:13). ويشرح كيف أنَّ المحبة أفضل من جميع المواهب.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ19. [لا يؤمنون بدوام بتولية العذراء: بلّ يعتقدون أنَّها تزوَّجت بيوسف النَّجار، وأنجبت منه بنين، عرفوا باسم «إخوة يسوع» (إنجيل متى 13: 47). ولا يكرمون العذراء، وكثيراً ما يُلقِّبونها باسم «أمّ يسوع»، ولا يوافقون على عبارة «المُمتلئة نعمة» (لوقا 28:1)، بلّ يُترجمونها «المُنعم عليها»، ويُنكرون صُعُود جسد العذراء إلى السَّماء، الأمر الذي يعتقد به الكاثوليك والأرثوذكس، ولا يحتفلون بأيّ عيد من أعياد السيدة العذراء، وبعضهم يقول عن العذراء إنَّها «أختنا»!]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ95. [دوام بتولية العذراء: موضوع دوام بتولية العذراء موضوع قديم جداً، تحدَّث عنه آباء الكنيسة منذ القرنين الثاني والثالث للميلاد، وكذلك تحدَّث عنه آباء القرنين الرابع والخامس. وقد سبق في 1962م أن ترجمنا مقالاً للقدِّيس أيرونيموس (جيروم) St Jerome, دافع فيه عن دوام بتولية العذراء ضدّ رجل يسمي هلفيديوس Helvidius سنة 383م. وكل الآراء التي يعتمد عليها البروتستانت حالياً لا تخرج عن آراء هلفيديوس هذا. مُلخَّص أراء مُهاجمي دوام بتولية العذراء: (1) عبارة «ابنها البكر» (لو7:2) (مت25:1), مُعتمدين أنَّ البكر معناه الأول وسط إخوته. (2) عبارة «امرأتك» التي قيلت ليوسف عن العذراء (مت20:1). وكلمة امرأة عموماً متي أطلِقَت علي العذراء (مت24:1). (3) عبارة «لم يعرفها حتى ولدت..», وكذلك «قبل أن يجتمعا وُجِدَت حُبلي من الرُّوح القُدُس» (مت18:1). (4) الآيات التي وردت فيها عبارة «إخوته» عن السيد المسيح مثل (مت46:12), (يو12:2), (مت13: 54-56), (مر 6: 1-3), (أع14:1), (غل1: 18، 19).]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ14. [خلافات في المعمودية: لعلّ من أهمَّها لزوم المعمودية للخلاص، كذلك لزوم المعمودية للأطفال، ولا يؤمنون بكل فاعلية المعمودية، ولا علاقة المعمودية بالولادة الجديدة، وبالتَّبرير وغفران الخطايا، وهكذا تتحوَّل المعمودية في البروتستانتية إلى اسم بلا مفعول، لأنَّ كُلّ ما ننسبه إلى المعمودية من فاعلية، ينسبونه كله إلى الإيمان، وكأنَّها أصبحت مُجرَّد علامة أو مُجرَّد طقس، بينما هُم لا يؤمنون بالطُّقُوس, ومع ذلك ليس كل البروتستانت إيمان واحد في المعمودية، فمنهم من يُوافق على معمودية الأطفال، ومنهم من يُوافق أنَّ المعمودية بالتَّغطيس, مع خلافات أخرى.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ48. [هل المعمودية تعاد؟! ألسنا نقول في قانون الإيمان «نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا» ؟ ألم يقل الكتاب المُقدَّس «معمودية واحدة» (أف5:4). الجواب: نعم، قد قال الكتاب «معمودية واحدة». ولكن ليتنا نقرأ الآية كاملة، حيث تقول «إيمان واحد، معمودية واحدة» (أف5:4). فحيثما يوجد الإيمان الواحد، توجد معه المعمودية الواحدة. ولذلك نحن لا يُمكن مطلقاً أن نُعيد معمودية إنسان تعمَّد في كنيسة لها نفس إيماننا الأرثوذكسي. كذلك المعمودية، ينبغي أن يقوم بها كاهن شرعي له كلّ سُلطانه الكهنوتي الذي يسمح له بإجراء سِرّ المعمودية المُقدَّس، مؤمناً بكلّ فاعلية هذا السِّر. فمثلاً الكنائس التي لا تؤمن بسِرّ الكهنوت، وليس لها كهنة، كما لا تؤمن بأن المعمودية سِرّ، ولا تؤمن بفاعلية المعمودية كما نؤمن، فكيف نقبل معموديتها. ونفس الوضع مع الكنائس التي تؤمن بسِرّ المعمودية وفاعليته، وبسِرّ الكهنوت, ولكنَّها مُغلقة علينا بحَرْم الآباء. ينبغي أن تُزال الحروم أولاً، ثمّ نقبل أسرارها الكنسية.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ14, 15. [لا يؤمنون بسِرّ الأفخرستيا: في البروتستانتية لا توجد قُدّاسات، ولا ذبيحة إلهية، ولا يؤمنون باستحالة الخبز والخمر إلى الجسد والدم الأقدسين، وهكذا لا يوجد تناول من هذه الأسرار المُقدَّسة، وكل ما يفعلونه لتنفيذ وصية الرَّب (إنجيل لوقا 22: 19) هو احتفال في بعض المواسم، فيه كسر الخبز، لمُجرَّد الذِّكرى، ويدعون ذلك فريضة وليس سِرًّا كنسياً. وهكذا فإنَّه لا يوجد مذبح في الكنائس البروتستانتية، لأنَّه لا توجد ذبيحة. يُستثنى من ذلك الأنجليكان (الأسقفيين)، فعندهم مذابح وقُدّاسات، ويؤمنون باستحالة الخبز والخمر إلى الجسد والدم.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ12, 13. [لا يقبلون الكهنوت: فهم إمّا ينادون بكاهن واحد في السَّماء وعلى الأرض، هو يسوع المسيح، دون أي كهنوت للبشر، وإمّا أن يقولوا إنَّنا جميعاً كهنة، ولا فارق في ذلك بين إنسان وآخر، ومن يُدعى «قسًّا» من الطَّوائف البروتستانتية، لا يُقصد به أنَّه كاهن، إنَّما هذا لقب يعني عندهم أنَّه خادم أو راع، أو مُعلِّم، وليس كاهناً يُمارس الأسرار الكنسية. وإن كانوا لا يؤمنون بالكهنوت، فمن باب أولى لا يؤمنون برئاسة الكهنوت، ويرون أنَّ الكنيسة هي جسد واحد، له رأس واحد هو يسوع المسيح، ولا توجد رئاسة كهنوت من البشر، بحيث يرون رئاسة المسيح للكنيسة لا تسمح بوجود رئاسات بشرية. ونتيجة لهذا لا يؤمنون طبعاً بسُلطان كنسي أيًّا كان … نستثني من كُلّ هؤلاء الأنجليكان أو الأسقفيين، الذين توجد في كنيستهم، درجات الأسقف والقسّ والشَّماس، ولهم أيضاً رؤساء أساقفة، مثل رئيس أساقفة كانتربري Canterbury، ورئيس أساقفة يورك وغيرهما. ولكنَّهم يعتقدون بموضوع زواج الأساقفة، وقد رسموا حالياً قُسُوساً من النِّساء، وأسقفاً امرأة.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ13, 14. [يُنكرون الطُّقُوس: البروتستانتية ضدّ الطُّقُوس، وبالتالي لا يعترفون بأية ليتورجيات (صلوات طقسيةلا يستخدمون ما عندنا من كُتُب طقسية، مثل: القطمارس، والأبصلمودية، وصلوات اللقان، وطقس السَّجدة، و طُقُوس البصخة والشَّعانين، والطُّقُوس التي تصاحب كل سِرّ من أسرار الكنيسة، وما إلى ذلك.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ17. [لا أيقونات ولا صور في البروتستانتية: وقد أخذت «حرب الأيقونات»، دوراً هامًّا في التاريخ، بينهم وبين الكاثوليك. فلا يؤمنون بوجود صور وأيقونات في الكنيسة، ولا بإيقاد شمعة أمام صورة أحد القديسين، ولا بنذر ينذر على اسمه، فهذا نوع من طلب شفاعة، وهم لا يؤمنون بالشفاعة.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ170. [الصُّور والأيقونات: يُنكر البروتستانت ما في الكنيسة من صُور وأيقونات (وما عند الكاثوليك من تماثيل). ويعتبرون كل ذلك ضدّ الوصية الثانية التي يقول فيها الرَّب: «لا تصنع تمثالاً منحوتًا ولا صُورة ما ممّا في السَّماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ» (خر20: 4، 5), (تث5، 8، 9). وقد قامت حرب ضدّ الأيقونات في القرن الثامن الميلادي من سنة 726م, أيام الإمبراطور ليو الثالث، واستمرت بضعة قرون وهدأت، ثم عادت مرة أخري في البروتستانتية مُنذ القرنين الخامس العشر والسادس عشر, واستمرت في مُعتقداتهم حتى الآن. والمُتطرِّفون من البروتستانت يعتبرون الأيقونات من بقايا الوثنية ! ويلُومُوننا علي إكرام الأيقونات وتقبيلها وإيقاد الشُّموع أمامها والسُّجود أمامها.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ104. [نُقط الخلاف مع البروتستانت في الصَّوم: واضح أنَّ الصَّوم لم يكن رمزًا، إنَّما هو وصية قائمة في العهد القديم، كما هي قائمة في العهد الجديد، والبروتستانت لا يُنكرونه بصفة مُطلقة، إنَّما يلغونه تقريبًا من النّاحية العملية. وهُنا سوف لا أتكلم عن الصَّوم بصفة عامة، وأهميته وفائدته، وروحانياته فهذا كله يمكن قراءته في كتابنا (روحانية الصوم). إنَّما أريد أن أركِّز على نُقط الخلاف بيننا وبين البروتستانت في موضوع الصَّوم. نُقط الخلاف مع البروتستانت: (1) يقول البروتستانت أنَّ الصَّوم ينبغي أن يكون في الخفاء، بين الإنسان والله، عملًا بوصية الرب في العظة على الجبل (متى 6: 17، 18). (2) ليست للبروتستانت أصوام ثابتة يصومها جميع المؤمنين، في مواعيد مُحدَّدة لها، وفي مُناسبات خاصَّة بها. إنَّما الصَّوم عندهم – في غالبيته – عمل فردي، يصوم الفرد منهم متى شاء وكيف شاء, ولا سُلطان للكنيسة عليه في هذا، ولا تدخُّل لها في صومه. (3) يعتمدون على فهم خاطئ للآية التي تقول: «لا يحكم أحد عليكم في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظلّ الأمور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح» (كو 2: 16، 17). (4) لا يُوافقون في الصَّوم على الطَّعام النباتي، والامتناع عن الأطعمة الحيوانية, ويتَّهموننا بأنَّنا في ذلك ينطبق علينا على الأقل الجزء الأخير من الآية التي تقول: «في الأزمنة الأخيرة يرتدّ قومٌ عن الأيمان.. مانعين عن الزَّواج، وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة خلقها الله لتتناول بالشُّكر» (1تى 4: 1-3).]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ109, 110. [تنظيم الصَّوم وسُلطة الكنيسة: إنَّ الكنيسة نظَّمت الصَّوم، ووضعت له أُسُسه الرَّوحية، ومواعيده الثّابتة المبنية علي قواعد رُوحية ليس الآن مجالها. وهكذا احتفظت بالصَّوم، وبقي كعمل روحي لا يستغني عنه أحد. والكنيسة من حقِّها أن تُنظِّم، بل من واجبها أن تُنظِّم، من أجل صالح جماعة المؤمنين, لكي يعبدوا الله جميعًا بروح واحدة. وهي تعتمد في ذلك علي قول الرَّب لقادتها: «ما ربطتموه علي الأرض يكون مربوطًا في السَّماء. وما حللتموه علي الأرض يكون محلولًا في السماء» (مت18:18). وهكذا يستند التَّنظيم الكنسي علي نصّ كِتابي. أما الأخوة البروتستانت، فمِنْ أجل حُرِّية الفرد، أضاعوا فائدة الجماعة كُلّها واختفي الصَّوم تقريبًا عندهم. وهو واسطة روحية لا يُنافس أحد في مدي نفعها. والنِّظام عُمُومًا نافع للفرد، ولا يُعتبر مانعًا لحريته، بل هو مُنظِّم لاستخدامها.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ20. [لا يستخدمون رشم الصَّليب: مع أهمية الصَّليب في البروتستانتية كوسيلة الرَّب لفداء البشر، إلا أنَّهم لا يُكرمون الصَّليب، كما يُكرمه الأرثوذكس. لا يوجد عندهم عيد للصَّليب، كما يوجد عندنا، ولا يبدءون الصَّلاة برشم الصَّليب، وباسم الآب والابن والرُّوح القُدُس، كما نفعل نحن. ولا يَنْهُونها كذلك. ولا يمسك رعاتهم صُلباناً في أيديهم، لأنُّه للرَّشم وللبركة، وهُم لا يؤمنون باستخدام الصَّليب للبركة، ولا بصُدُور بركة عن الآباء الكهنة، ولا بطريق الرَّشم. ونشكر الله أن كثيراً منهم يُعلِّقون حالياً صُلباناً على الكنائس، وما كانوا يفعلون ذلك من قبل.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ149. [إكرام الصَّليب: من الخلافات التي بيننا وبين البروتستانت إكرامنا العجيب للصَّليب. ومن ذلك رشم الصَّليب. فهم لا يرشمون ذاتهم بعلامة الصَّليب قبل الصَّلاة ولا بعدها قائلين باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس. ولا يرشمون الطَّعام بعلامة الصَّليب قبل الأكل, ولا يستخدمون الصَّليب للبركة. ولا في رشم الناس، ولا في رشم الملابس. ويكتفي البروتستانت بإيمان قلوبهم بالصَّليب دون استخدامه. وكانوا إلي عهد قريب لا يُعلِّقونه علي الكنائس. وكثير منهم لا يُعلِّقونه علي صدورهم. وكلّهم لا يمسكون صليبًا في أيديهم. وهم أيضاً لا يحتفلون بأعياد الصَّليب، ولا بموكب له، ولا يطوفون به بالأناشيد والألحان. وهم أيضاً لا يُقبِّلون الصَّليب، ولا يأخذون بركته.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ17. [الكنيسة كبناء: البعض يتطرَّف فيُنكر الكنيسة كبناء، على اعتبار أنَّ الله مالئ السَّماء والأرض، لا يسكن مكاناً، ولكن عُمُوماً توجد كنائس للبروتستانت، ولكنَّها بلا هياكل، ولا حجاب، ولا تتقيَّد بمنارات أو قباب، وبلا أيقونات. كل ما فيها منبر للوعظ ومقاعد، كالجمعيات التي تتخصَّص في الوعظ عندنا. لا اتجاه إلى الشَّرق: كنائس البروتستانت لا تتَّجه إلى الشَّرق، مثل كنائسنا، كذلك إذا وقفوا للصلاة، لا يتَّجهون إلى الشَّرق، بل في أي اتجاه، حسب موضع كلّ منهم.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ146. [الاتِّجاه إلى الشَّرق: إنَّنا نبني كنائسنا مُتَّجِهة إلي الشَّرق. ونُصلِّي ونحن مُتَّجِهون إلي الشَّرق، لأنَّ الشَّرق يُوجِّه قُلُوبنا إلي تأمُّلات نعتزّ بها، حتى أصبح بالنِّسبة إلينا رمزاً. وأيضاً من أجل أهمية الشَّرق في فكر الله كذلك، فإن كان الله قد اهتمّ به، فلنهتمّ به نحن أيضاً.]

البابا شنودة الثالث: اللاهوت المُقارن (الجزء الأول), الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ125. [الحركة الخمسينية والتَّكلُّم بألسنة: لعل أبرز ما يُميِّز هذه الحركة، اعتقاد الخمسينيين بمعمودية الرُّوح القُدُس (غير معمودية الماء والرُّوح). هكذا يُنادي الخمسينيون في مصر – كما هو واضح من كُتُبهم – وهكذا تُنادي جماعة الكَرِزْمَاتِك، والذين يتبعون الخمسينيين دون أن يُعلنوا ذلك, يُسمُّون هذا الأمر حُلُولًا أو امتلاء. ويرون أنَّ أهمّ ما يُميِّز معمودية الرُّوح، أو أهمّ ما يُميِّز هذا الحُلُول أو الامتلاء أو الملء هو التَّكلُّم بألسنة. فالألسنة في نظرهم هي العلامة الأولي علي أنَّ الشخص قد حلّ عليه الرُّوح. لذلك في ضمّ أي إنسان إليهم، يُجاهدون أن يجعلوه يتكلَّم بألسنة لكي يُشابه الرُّسُل في يوم الخمسين. ويهتمُّون بالألسنة كأنَّها كلّ شيء – كما علَّمهم أساتذتهم – أيًّا كانت هذه الألسنة, كلامًا مفهومًا أو غير مفهوم، وفي غالبية الحالات إن لم يكن في كلِّها، تكون هذه الألسنة أصواتًا لا تُعبِّر عن شيء.]

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading