القائمة إغلاق

خُلاصة كتاب: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

خُلاصة كتاب:

أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – الجزء الأول

تحذير: مؤلِّف هذا الكتاب يكذب على الإسلام والمُسلمين

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ355, 356. [هل أحدث التَّجسُّد أيّ تغيير في الجوهر الإلهي غير المُتغيِّر ؟ ج: لم يطرأ أي تغيير على الجوهر الإلهي بسبب التَّجسُّد، فالتَّجسُّد هو قُدرة من قُدُرات الله, ظَهَرَت في ملء الزَّمان دون أيّ تغيير طرأ على الجوهر الإلهي. فالله بعد التَّجسُّد هو هو الله قبل التَّجسُّد، وضرب نيافة الأنبا بيشوي مثالًا على هذا فقال: «إنَّ صفة القُدرة على الخلق موجودة أصلًا في طبيعة الله. هو قادرٌ أن يخلق وقتما أراد. فالتغيُّر حدث في الخليقة لأنَّها لم تكن موجودة ثمّ دخلت إلى حيِّز الوجود. التَّجسُّد هو عمل من أعمال محبَّة الله للخليقة من أجل خلاصها، فالحُبّ في الله مُنذ الأزل. فكما أنَّ الخلق هو قُدرة موجودة في الله ثمّ ظَهَرَت في الوقت المُناسب، فالتَّجسُّد أيضًا هو إحدى قُدُرات الله التي تتحقَّق بواسطة أقنوم الابن. فالتَّجسُّد ليس هو إضافة جديدة إلى طبيعة الله، لأنَّ طبيعة الله لم تُضِف إليها المحبَّة التي أعلنها على الصَّليب، ولا أُضيفت إليها القُدرة أن يظهر في الجسد. لكنَّها قُدُرات كائنة فيه وتظهر في الوقت المُناسب».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ102. [ولكن عندما نضجت البشرية بالتَّجسُّد الإلهي، وعاينا بأعيننا الله مُتجسِّداً ولمسناه بأيدينا، وسمعناه بآذاننا يُحدِّثنا عن وحدانيته مع الآب، وأنَّه سيُرسل لنا الرُّوح القُدُس المُنبثق من الآب. عندئذ انفتح ذهن البشرية وبدأت تقبل هذه العقيدة الإلهية (أي الثّالُوث)، وجاءت قمّة الإعلان في معمودية الرَّب يسوع.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ6. [عقيدة التَّثليث والتَّوحيد من أكثر العقائد التي تعرَّضت للتَّهكُّم والهُجُوم من الذين يجهلونها أو من أنصاف المُتعلِّمين الذين يفصلون التَّثليث عن التَّوحيد، فيظنُّون أنَّنا نعبد ثلاثة آلهة، ويتَّهموننا بالشِّرك ويحكمون علينا بالكُفر. تلك التُّهمة التي يتبرّأ منها الشَّيطان الذي يعترف بوحدانية الله. والحقيقة أنَّه عندما يكون الإنسان في دور الطُّفُولة فإنَّنا نُسلِّم له الحقائق مُبسَّطة ومُجملة، ولكن عندما ينمو فإنَّنا نُعلِّمه بتفصيل أكبر،  وهكذا عندما كانت البشرية في مرحلة الطُّفُولة تعلَّمت الدَّرس الأول عن وحدانية الله،  ولكن عندما نمت ونضجت, وبالأخصّ بعد التَّجسُّد الإلهي, أنعم الله عليها بالدَّرس الثاني, إذ كشف لها عن وحدانيته الجامعة للوجود والعقل والحياة, أي الآب والابن والرُّوح القُدُس، وعاينت البشرية الابن مُتجسِّداً، وسمعته يُخاطب الآب والآب يجيبه، وأخذت منه وعداً بحُلُول الرُّوح القُدُس متى صعد إلى سماه،  فسِرّ التَّثليث الذي كان مُغلقاً على البشرية في مرحلة المهد، وما زال مُغلقاً على كلّ إنسان جسداني, فإنَّه يُعدّ أمر سهل ولذيذ لأولاد الله الذين أصبح لهم عِشرة وحياة مع الابن وأبيه الصّالح وروحه القُدُّوس. ولذلك لنحذر يا إخوتي من الأمور التي تُعطِّل فهمنا لهذه العقيدة المُحبَّبة للنَّفس، ولاسيَّما ضعف الإيمان, ومُحاولة إقحام العقل في الأمور التي تفوق مُستواه كثيراً، ولنحذر أيضاً من الاجتهاد البشري وتخيّر الألفاظ التي تُوافق الهوى العقلي, فما تسلَّمناه نُسلِّمه لا نقدر أن نزيد عليه، ولا نستطيع أن نحذف منه شيئاً، ولنثق أنَّنا عندما نخلع هذا الجسد المادي الذي يُمثِّل غمامة كثيفة, فإنَّنا سنستطيع أن نفهم أكثر فأكثر.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ8, 9. [هل يستطيع العقل المحدود أن يحوي الله الغير محدود ؟ (…) وبينما كان الفيلسوف أغسطينوس مشغولاً بمُحاولة إدراك ذات الله، وقد أجهد عقله كثيراً، وعندمـا استسلم للنَّـوم, نظر في حلمٍ طفلاً يلهو على شطّ البحر. لقد صنع حُفرة صغيرة، وبدأ يأخذ بجردل صغير من ماء البحر ويضع في الحُفرة حتى امتلأت وفاضت، والطِّفل لا يكُفّ عن مُحاولاته، وعندما سأله أغسطينوس: ماذا تفعل يا ابني ؟ أجابه الطِّفل: هل تُساعدني يا سيدي في نقل كلّ ماء البحر إلى حفرتي هذه ؟ أغسطينوس: لكن هذا من المُستحيل يا ابني. حينئذ سمع صوت يقول له: وهكذا يا أغسطينوس عقل الإنسان المحدود يستحيل عليه أن يُدرك ويحوي الله الغير محدود. فقال القدِّيس أغسطينوس: إنَّ عقل الإنسان المحدود لا يستطيع أن يُحيط بغير المحدود أو يستوعبه، ولكن مع ذلك فإنَّ الرُّوح القُدُس السّاكن فينا يُمكنه وحده أن يُنير بصائرنا ويجعلنا نُدرك حقيقة هذا السِّر. وقال القدِّيس باسيليوس الكبير: «إنَّ عقلنا المُفكِّر ضعيف، ولساننا أضعف، فمن الأسهل قياس البحر كلّه بقدح صغير عن أن نُدرك عظمة الله غير المُدركة بالعقل البشري». قال صوفر النّعماتي: «ءإلى عُمق الله تتَّصل أم إلى نهاية القدير تنتهي ؟ هو أعلى من السَّموات فماذا عساك أن تفعل ؟ أعمق من الهاوية فماذا تدري ؟ أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر" (أي 11 : 7 9), فكيف يحوي العقل المحدود الله الغير محدود ؟!»]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ10. [والحقيقة أنَّ اللُّغة البشرية عاجزة عن التَّعبير عن الأمور الإلهية، فيقول القدِّيس أغسطينوس: «إنَّنا عندما نتكلَّم عن الله، فإنَّ اللُّغة البشرية توجد عاجزة عن التَّكلُّم عن الإلهيات», وقال القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص: «في أيّ موضع نتكلَّم عن اللاهوت فإنَّنا نجرحه. أي نجرح الله, لأنَّه لا يوجد في اللُّغة البشرية ما يصف الله نفسه أو يُعبِّر عنه. فاللُّغة البشرية المحدودة لا يُمكن أن تفي بحقٍّ عن المدلولات الكاملة الإلهية التي لله غير المحدود، ولذا فهي إزاء الكمالات الإلهية ليست إلّا تعبير عمّا يستطيع البشر فهمه وإدراكه».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ12. [هل الحقائق الإيمانية ضدّ العقل ؟ ج: الحقائق الإيمانية ليست ضدّ العقل, ولكنَّها فوق مُستوى العقل، فمثلاً  لو قُلنا إنَّ الثّالُوث القُدُّوس عبارة عن 1 + 1 + 1 = 1, فهذا ضدّ العقل، ولكن عندما نقول أنَّ الثّالُوث القُدُّوس في المسيحية هو عبارة عن 1 × 1 × 1 = 1, فهذا يتمشّى مع العقل، وإن كانت كيفية ذلك فوق مُستوى العقل ، ومثال آخر أنَّنا لو قُلنا إنَّ الله يُحبّ الشَّر فهذا ضدّ العقل، ولكن عندما نقول إنَّ الله يُحبّ الأشرار مهما عظمت شرورهم, ويودّ رُجُوعهم, فإنَّ هذا يتمشّى مع العقل, ولو أنَّه فوق مُستوى العقل. والحقائق الإيمانية للعقلانيين تبدو مُستحيلة ولكن بالنِّسبة للبُسطاء فإنَّهم يقبلونها. بالنِّسبة للعقلانيين عقيدة التَّثليث والتَّوحيد مُعضلة مرفوضة، والتَّجسُّد غير مقبول، وألوهية المسيح بدعة، والصَّليب عثرة، والإنجيل لابدّ أن يكون مُحرَّفاً. مساكين هؤلاء العقلانيون. أمّا نحن البُسطاء فإنَّه يتحقَّق فينا قول الرَّب يسوع: «أحمدك أيها الآب ربُّ السَّماء والأرض, لأنَّك أخفيت هذه عن الحُكماء والفُهماء وأعلنتها للأطفال» (مت 11 : 25), ونشكر الله أنَّ روح الله السّاكن فينا يُعرِّفنا على ذاته «لأنَّ مَنْ من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلاّ روح الله» (1 كو 2 : 11).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ166, 167. [هل قولنا عن عقيدة التَّثليث والتَّوحيد أنَّها سِرّ  يعني غُمُوضها أمام العقول ؟ ج: نحن لا نقصد بكلمة سِرّ هو ما يُحيِّر الأذهان ويخفى عن العُقُول، وما هو غامض ولُغز بلا حلّ، ولكنَّنا نقصد ما هو مخفي عن الأذهان الجسدية، وهو في نفس الوقت مكشوف لأبناء النُّور، فالله سِرّ لأنَّه «ساكناً في نور لا يُدنى منه» (1تي 6 : 16), وهو يكشف سِرّه لخائفيه «سرُّ الرَّب لخائفيه وعهده لتعليمهم» (مز 45 : 14), فالمقصود بدعوة عقيدة التَّثليث والتَّوحيد بسِرّ التَّثليث والتَّوحيد هو إظهار احتياج الإنسان للمعونة الإلهية لقُبُول هذه العقيدة، وبدون هذه المعونة يظلّ العقل البشري عاجزاً عن قُبُول هذه العقيدة، ولهذا قال الرَّب يسوع لتلاميذه الأطهار: «أُعطي لكم أن تعرفوا سِرّ ملكوت السَّموات» (مر 4 : 11), وفي موقف آخر قال: «أحمدك أيُّها الآب ربّ السَّماء والأرض, لأنَّك أخفيت هذه عن الحُكماء والفُهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيُّها الآب لأنَّ هكذا صارت المسرَّة أمامك. والتفت إلى تلاميذه وقال: كلُّ شيء قد دُفِع إلىَّ من أبي, وليس أحد يعرف من هو الابن إلّا الآب, ولا من هو الآب إلّا الابن, ومن أراد الابن أن يُعلن له» (لو 10: 21، 22), فهو إذاً سِرّ يُعلنه الابن لنا عن طريق روحه القُدُّوس، لأنَّ الرُّوح القُدُس السّاكن فينا هو الذي يُنير عُقُولنا لنقبل ونفهم الأمور الإلهية العالية التي يصعب على العقل الطَّبيعي قُبُولها، وقال مُعلِّمنا بولس الرسول عن الرَّب يسوع: «إذ عرَّفنا بسِرّ مشيئته حسب مسرَّته» (أف 1 : 9).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ27, 28. [هل يقبل العقل فكرة وجود أكثر من إله واحد ؟ ج: يؤكِّد العقل بأنَّه من المستحيل أن يكون هُناك أكثر من إله واحد, لماذا ؟ (1) الله هو الوحيد الأزلي, فلو افترضنا جدلاً بأنَّ هُناك إلهاً آخر وله بداية ولكنَّه ليس أزلياً، فبالتالي هو ليس إلهاً، لأنَّ من صِفات الله السَّرمدية. (2) الله غير محدود مالئ كلّ زمان ومكان, فلو افترضنا جدلاً أنَّ هُناك إلهاً آخر, فأين مكان وجوده، هل سيجد مكاناً في السَّماء ليسكن فيه ويُباشر سُلطانه ؟ (3) الله خالق كلّ شيء, فلو افترضنا جدلاً بأنَّ هُناك إلهاً آخر، فهل هذا الإله الآخر له المقدرة على الخلقة ؟ وهل اتَّفق الإلهان على الخلقة ؟ وهل قام كلّ منهما بجانب في هذه الخلقة ؟ لو كانت الإجابة بالإيجاب فلا يصحّ أن يكون أيّ منهما هو الله, لماذا ؟ لأنَّه من صِفات الله الاستقلال بالذّات، وعدم الاعتماد على كائن آخر, ولو كان أحدهما فقط قام بأعمال الخلقة, فما هو عمل الابن الإله ؟! قال العلّامة ترتليانوس: «إن لم يكن الله واحداً لا يكون هو الله، لأنَّ الله لا يكون إلاَّ فريداً في العظمة، ولا يكون فريداً في العظمة إلّا من لا مُساوي له، ومن لا مُساوي له لا يكون إلّا واحداً مُفرداً». إنَّ نظام الكون ووحدته يُخبرنا بأنَّ الخالق لابد أن يكون واحداً لا أكثر، فوحدانية الكون هي انعكاس لوحدانية الله. (4) الله ضابط الكلّ ومُدبِّر كلّ شيء, فلو افترضنا جدلاً أنَّ هُناك إلهاً آخر, فأيّ شيء سيُدبِّره ؟ أم أنَّه يحتاج هو لمن يُدبِّر له أموره ؟! ومن يقبل إلهاً مثل هذا ؟! (5) الله قادرٌ على كل شيء, فلو افترضنا جدلاً بأنَّ هُناك إلهاً آخر, فإيّهما يقوى على الثاني ؟! وهل سندخل في مرحلة صِراع الآلهة الخيالية ؟! حقاً قال المثل الشَّعبي: «المركب التي لها ريِّسين تغرق».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ164, 165. [كيف يكون الآب إلهاً، والابن إلهاً، والرُّوح القُدُس إلهاً، ولا يكون الثلاثة ثلاثة آلهة ؟ ج: الذي يطرح هذا السُّؤال يتصوَّر أننا نقول أن 1 + 1 + 1 = 1, وهذا بالطَّبع تصوُّر خاطئ، لأنَّ الحقيقة أنَّ 1 × 1 × 1 = 1, وهذه هي الحقيقة, أنَّ الآب في الابن, والابن في الآب, والرُّوح القُدُس هو روح الآب والابن. إنَّنا ندعو قرص الشَّمس بالشَّمس، وضوء الشَّمس بالشَّمس، وحرارة الشَّمس بالشَّمس، وفي نفس الوقت نقول إنَّها شمس واحدة لا ثلاثة شُمُوس، ولا يعترض عاقل على هذا القول المنطقي.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ46, 47. [تشبيه (لوحدانية الثالوث): هُناك تشبيه يُقرِّب المعنى، وهو أنَّه لو كان لدينا غُرفة مُحكمة الإغلاق، ووضعنا فيها ثلاثة قارورات بها عُطُور شديدة التَّطاير والانتشار، وفتحنا القارورات, فبعد وقت نجد العُطُور قد تطايرت لتملأ فراغ الحُجرة بالكامل، ولا يتميَّز كلّ عطر في جزء من الحُجرة، والذي يدخل الحجرة يشمّ رائحة العُطُور الثلاثة المُجتمعة، والتَّشبيه هُنا مع الفارق, لأنَّ العطر الجديد ليس عطراً بسيطاً, إنَّما هو عطر مُركَّب من ثلاثة أنواع من العُطُور، بينما الجوهر الإلهي بسيط بعيد عن التَّركيب.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ63. [أقنوم الآب هو خاصِّية الوجود أو الكينونة في الله. الآب هو مبدأ الألوهة، وينبوع الألوهة، فيقول القدِّيس باسيليوس الكبير: «الآب كائن وله الكيان الكامل، وهو جذر وينبوع الابن والرُّوح القُدُس، والابن كائن في كمال الألوهة (…) والرُّوح القُدُس كلِّي هو أيضاً، وكامل وتامّ في ذاته» (عِظة 24 ضدّ السّابلِّيين). وكلمة «الآب» كلمة سامية, ولذلك وردت بنفس اللَّفظ في اللُّغات العربية والعبرية والآرامية والفينيقية والأشورية والسَّبئية والحبشية، وقد وردت كلمة «الآب» في الأناجيل 157 مرَّة, منها 45 في إنجيل متى، وخمس مرّات في إنجيل مرقس، و17 مرَّة في إنجيل لوقا، و 90 مرَّة في إنجيل يوحنا. كلمة «الآب» تعني الأصل والعِلَّة الأولى. فالآب هو نبع اللاهوت، وهو أصل الوجود. الآب هو العِلَّة الأولى، ولا توجد عِلَّة لوجوده. بل هو الكائن بذاته الواجب الوجود، فهو أصل كلّ الأشياء وسبب وجودها، وبدونه يستحيل تفسير الوجود «لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له» (1كو 8 : 6). وأقنوم الآب هو يُمثِّل شخص في الثَّالُوث القُدُّوس بدون انفصال عن ابنه وروحه القُدُّوس، فهو له حُريّة التَّصرُّف.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ64, 65. [يجب مُلاحظة أنَّه بمُجرَّد النُّطق بكلمة «الآب» فإنَّ هذا يلفت نظرنا إلى أقنوم «الابن», فيقول البابا كيرلُّس عمود الدِّين: «فحينما نتكلَّم عن الآب، فإنَّنا نُثير في أذهان السّامعين فِكرة الابن، أي مُجرَّد فِكرة وجود كائن مولود، والعكس صحيح، فحينما نذكر الكائن المولود فإنَّنا نجلب إلى الأذهان ذاك الذي يلد. نفس الشيء ينطبق على الاتِّجاهات، فحينما نتكلَّم عن اتِّجاه ما، نتذكَّر الاتِّجاه الآخر، أي حينما نقول اليمين يذهب فكرنا إلى وجود يسار».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ227. [السيد المسيح هو الله الظّاهِر في الجسد «عظيم هو سرُّ التَّقوى الله ظهر في الجسد» (1 تي 3: 16). هو الله الكلمة الكائن مُنذ الأزل مع أبيه الصّالح والرُّوح القُدُس، وفي ملء الزَّمان مُنذ نحو ألفيّ عام وُلِدَ من العذراء الطّاهرة مريم، فاتَّخذ منها جسدًا بشريًا من لحمها ودمها. السيد المسيح هو إله كامل من جهة اللاهوت، وإنسان كامل من جهة الناسوت في وحدة عجيبة، فهو طبيعة واحدة من طبيعتين مُختلفتين.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ358. [السيد المسيح هو ابن الله المولود من الآب قبل كلّ الدُّهُور, وإلى ما لا نهاية, وفي كلّ لحظة, مثل الولادة المُستديمة للشُّعاع من الشَّمس، ولذلك دُعِي بابن الله قبل التَّجسُّد، ولكن لمّا جاء ملء الزَّمان لخلاص الإنسان, أرسل الله ابنه مولودًا من العذراء مريم. إذن, السيد المسيح دُعِي بابن الله بسبب ولادته السَّرمدية من الله الآب، وليس بسبب ولادته الزَّمنية من العذراء مريم، وبهذا نستطيع أن نقول إنَّ للسيد المسيح ميلادان: (أ) ميلاد أزلي: من الآب قبل كلّ الدُّهُور, كقول قانون الإيمان: «مولود من الآب قبل كلّ الدُّهُور, نور من نور, إله حق من إله حق». (ب) ميلاد زمني: من العذراء مريم في بيت لحم اليهودية مُنذ نحو ألفيّ عام، فبحسب الميلاد الزَّمني هو ابن إبراهيم وابن داود، وبحسب ميلاده الأزلي هو كائن قبل إبراهيم وقبل الخليقة بأسرها، بل ودعاه داود ربًّا قائلاً: «قال الرَّب لربي: اجلس عن يميني». بحسب ميلاده الزَّمني هو أصغر من يوحنا المعمدان بستّة أشهر، وبحسب ميلاده الأزلي قال عنه يوحنا: «هذا هو الذي قلت عنه: إنَّ الذي يأتي بعدي صار قُدَّامي لأنَّه كان قبلي» (يو 1: 15).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ360. [هل السيد المسيح هو الله أو ابن الله أو ابن الإنسان ؟ ج: السيد المسيح هو الله المُتأنِّس، أيّ أنَّه هو الله الكامل في لاهوته, وهو أيضًا الإنسان الكامل في ناسوته (إنسانيته), فمن جهة اللاهوت هو الله وهو ابن الله، ومن جهة الناسوت هو ابن الإنسان. فلو نظرنا إلى السيد المسيح من جهة جوهره الإلهي أو طبيعته الإلهية أو كيانه الإلهي فهو الله، وإذا نظرنا إلى السيد المسيح من جهة أقنوميته وأنَّه مولود من الآب فهو ابن الله.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ73. [أقنوم الابن هو اللُّوغوس، واللُّوغوس في الأصل اليوناني يعني العقل المُعبِّر عن ذاته. هو عقل الله النّاطق، أو نُطق الله العاقل. هو العقل الأعظم, خالق جميع العقول. هو العقل الكائن في الذّات الإلهية. الله عقل لا نهائي. أقنوم الابن هو أقنوم الحكمة الأزلي، فكل حكمة هي مُستمدَّة منه. هو الكلمة الأزلي الذي قال عنه الإنجيل: «في البدء كان الكلمة, والكلمة كان عند الله, وكان الكلمة الله» (يو 1 : 1).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ67. [ولادة الابن من الآب ليس بها سابق ومسبوق، فلم تمُر لحظة كان فيها الآب بدون الابن, كقول البابا أثناسيوس: «أزلي (الابن) مع أزلي (الآب) مولود منه بلا بدء للوالد ولا للمولود، لأنَّه لم يكُن الآب قطّ إذ لم يكن الابن. لم يدع (الآب) آب من غير أن يكون له ابن. لا يستقيم أن يُقال أنَّ جوهر الله أصمّ أخرس عادم عقل ولا كلمة ولا روح، لأنَّ من لا عقل له فهو دابَّة، وما لا كلمة له فهو بهيمة، وما لا روح له فهو ميِّت، فقد كفر من قال إنَّه كان بين الآب ومولد الابن زمان بسيط، وإنَّ الابن كان من بعد الآب في زمان، لأنَّ مولد الابن من جوهر الآب وطبيعته، وليس في جوهر الله قديم وحديث، وإن لم يكـن الابـن مع الآب من البدء, وقبل كلّ بدء, مولوداً منه, فقد دخـل التَّغيُّر علـى قوام الآب, إذ لــم يكن أباً من قبل. ثمّ صار بعد ذلك أباً».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ69. [ولادة الابن من الآب لم تتمّ في زمن مُعيَّن وانتهت, إنَّما هي دائمة مُنذ الأزل إلى الأبد, كولادة النُّور من النار, والشُّعاع من الشَّمس, بدون انقطاع، فلا توجد نار بلا نور, ولا شمس بلا شُعاع.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ167, 168. [إن كان الابن وُلِدَ من الآب, فلماذا لا يَلِد الابن بدوره ؟ ج: يا أحبّائي, لا يُمكن أن نُطبِّق صِفات البشر على الله، فالآب لم يكُن له أباً, ولم يكُن له إلّا الابن الوحيد الجنس فقط لا غير، وهكذا الابن لم يكُن ولن يكُن يوماً أباً, وإلّا دخلنا في دائرة تناسُل وتكاثُر الآلهة، وهذا يزُجّ بِنا في هُوَّة الكُفر. لقد سأل في القديم الآريوسيون ذات السُّؤال، فأجابهم البابا أثناسيوس الرَّسُوليّ قائلاً: «إذن, فالذي يبحث مُتسائلاً: لماذا لا يكون الابن والداً لا ابناً, فليبحث أولاً: لماذا لم يكُن للآب والد, ولكن كلّا, هذين الأمرين بعيد عن الصَّواب، ومليء بكلّ أنواع الكُفر والجُحُود، لأنَّه كما أنَّ الآب هو دائماً آب، وأنَّه لا يستطيع أن يصير ابناً في يوم من الأيام، هكذا بنفس الطَّريقة، فإنَّ الابن هو دائماً ابن، ولن يصبح أباً في يوم من الأيام. لأنَّه في هذا يثبُت ويتَّضِح أنَّه رسم الآب وصورته, فكما أنَّ الابن لا يتغيَّر باكتساب صِفات جديدة, كذلك الابن لا يُمكن أن يتغيَّر باكتساب صِفات جديدة, ويظلّ باقياً كما هو بدون تغيير، لكنَّه قد حصل على ذاتية من الآب ومُماثلته له. أمّا إن كان الآب يتغيَّر، كانت الصُّورة أيضاً ستتغيَّر في هذه الحالة. فإن كان الآب غير مُتغيِّر ويبقى هكذا دائماً كما هو، فمن الضَّروري أيضاً أن تبقى صُورته كما هي ولن تتغيَّر. إذاً فالابن هو ابن من الآب، ولذلك فهو لن يصير شيئاً آخر» (فقرة 22 من المقالة الأولى).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ70, 71. [هل بُنُوَّة السيد المسيح للآب هي بُنُوَّة مجازية مثل كثير من البُنُوّات التي ذكرها الكتاب المُقدَّس, كبُنُوَّة الملائكة لله «جاء بنوا الله ليمثلوا أمام الرَّب» (أي 1 : 6), وبُنُوَّة آدم لله «آدم ابن الله» (لو 3 : 38) (…) ج: هُناك بُنُوّات كثيرة ذكرها الكتاب المُقدَّس أو لم يذكرها, مثل: بُنُوَّة بالخلقة: فنحن أبناء لله بالخلقة: «والآن يا ربّ أنت أبونا. نحن الطِّين وأنت جابلنا, كلّنا عمل يديك» (إش 64 : 8), «آدم ابن الله» (لو 3 : 38). بُنُوَّة بالتَّبني: مثلما كان موسى ابن لابنة فرعون، ومثلما قال الله عن إسرائيل: «إسرائيل ابني البكر» (خر 4 : 22), ونحن أبناء الله بالتَّبني: «أنظروا أيّة محبَّة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله» (1 يو 3 : 1).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ81. [هل السيد المسيح هو ابن الله أم أنَّه الله ؟ ج: السيد المسيح هو ابن الله، وهو الله أيضاً, كيف ؟ من جهة الجوهر الإلهي هو الله, لأنَّه فيه حلَّ كلّ مِلء اللاهوت، ومن جهة الأقنومية هو ابن الله. إذا نظرنا للرَّب يسوع من حيث الجوهر فهو الله، وإذا نظرنا إليه من حيث الأقنومية فهو ابن الله، ومِثال على هذا لو أنَّ عقل مينا يتمتَّع بإمكانات كبيرة، فإنَّنا نستطيع أن نقول بالإجمال إنَّ مينا رجل جبّار، ونستطيع أن نقول بالتَّفصيل إنَّ عقل مينا جبّار، وليس هُناك فرق بين مينا وعقله.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ83. [هل تُحدِّثنا قليلاً عن أقنوم الرُّوح القُدُس ؟ ج: الله هو الحياة. كلّه حياة لا موت فيه. الله حيّ بروحه القُدُّوس الكائن في الآب والنّاطق بالابن والحيّ بخاصّيته. الرُّوح القُدُس ينبعث أو ينبثق من الآب انبثاقاً مُستمرًّا مُنذ الأزل وإلى الأبد بغير توقُّف, مثل انبثاق الحرارة من النار، ومن الطَّبيعي أنَّه لا توجد حرارة بدون نار، ولا نار بدون حرارة، وقال الرَّب يسوع: «روح الحق الذي من عند الآب ينبثق» (يو 15 : 26), والفعل ينبثق في الحاضر المُستمر، ولم يكن فعلاً قد تمّ في الماضي وانتهى. ولا يتصوَّر أحد أنَّ انبثاق الرُّوح القُدُس من الآب يضعه في رُتبة المخلوقات, كلّا، لأنَّ الرُّوح القُدُس ينبثق من الآب, وهو لا ينفصل عنه قطّ، ويقول القدِّيس باسيليوس: «فلا تفهمنّ من انبثاق الرُّوح القُدُس من الآب أنَّ ذلك كصُدُور شيء خارجي مخلوق ! فإذا قُلنا إنَّ الرُّوح القُدُس مخلوق، فقد قُلنا إنَّ حياته – سبحانه – مخلوقة، فلا يكون له حينئذ حياة في ذاته, ويُصبح حينئذ غير حيّ، وبذلك نكون قد كفرنا به، ومن كفر به وجبت عليه اللَّعنة». وفي الأصل اليوناني, عندما يرد اسم الرُّوح القُدُس (مُعرَّف بالألف واللام), يكون المقصود به أقنوم الرُّوح القُدُس، وعندما يرد بدون أداة تعريف (روح قُدُس) يكون المقصود به مواهب الرُّوح القُدُس.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ167. [ما هو الفرق بين الولادة والانبثاق ؟ ج: سُئِل البابا أثناسيوس الرَّسولي هذا السؤال فقال: «لا أعرف، لأنَّ الكتاب المُقدَّس لم يُوضِّح الفرق بين الولادة والانبثاق». هذه هي عظمة الآباء الذين لم يقحموا أنفسهم في أُمُور غضّ الكتاب الطَّرف عنها, لأنَّها بلا شكّ أُمُور تفوق إدراكنا، وقال القدِّيس يوحنا الدّمشقي: «لقد عرفنا أنَّ هُناك فرقاً بين الولادة والانبثاق, لكن ما هي طبيعة هذا الفارق، فهذا ما لا نفهمه على الإطلاق». وهُم بهذا أراحونا، فلم يجرؤ أحدٌ أن يجتهد في هذا الأمر المخفي عن أعيننا، لأنَّ الأمور الإيمانية اللاهوتية لا يجوز فيها الاجتهاد بأيّ شكل من الأشكال. إنَّما ما تسلَّمناه نُسلِّمه بأمانة كاملة ودقَّة مُتناهية.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ89. [ويقطع البابا أثناسيوس حرماً على كلّ من يُميِّز بين الأقانيم  ويدَّعي أنَّ أقنوماً أعظم من الآخر, فيقول: «هكذا نُقرّ ونعترف أنَّ الابن والرُّوح القُدُس مُساويان للآب، وكلّ من لا يؤمن ولا يُقرّ أنَّهم (الأقانيم الثلاثة) جوهر واحد وطبع واحد بالقول والفعل فليكن محروماً».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ51. [ما هي علاقة الأقانيم الثلاثة معاً ؟ ج: تتمثَّل علاقة الآب والابن والرُّوح القُدُس في الآتي: وحدة الجوهر: فالجوهر الإلهي واحد لا أكثر. كلّ أقنوم من الأقانيم واجب الوجود، فيقول القُمُّص صليب حكيم: «واضح أنَّ الأقانيم الثلاثة كلّ منها واجب الوجود في ذات الله، لأنَّ كلّ وجود منها يكمِّل الوجودين الآخرين، ويكتمل قوامه بهما».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ52. [الإرسال: يُمكن لأحد الأقانيم أن يُرسل الآخر دون أن ينتقص هذا من قدر ولا كرامة الأقنوم المُرسَل، فمثلاً الآب أرسل ابنه لخلاص العالم «لأنَّه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم, بل ليُخلِّص به العالم» ( يو 3 : 17), والابن أرسل الرُّوح القُدُس «ومتى جاء المُعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم» (يو 15 : 26).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ53. [الاتِّصال: الأقانيم الثلاثة يتَّصلون معاً، وأكَّد الرَّب يسوع هذه الوحدانية مِراراً وتكراراً: «الذي رآني فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أنِّي في الآب والآب فيَّ .. الآب الحالّ فيَّ هو يعمل الأعمال .. صدِّقوني أنِّي في الآب والآب فيَّ, وإلا صدِّقوني بسبب الأعمال نفسها» (يو 14 : 9-11), «أنا والآب واحد» (يو 10 : 30), «إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي, فآمنوا بالأعمال, لكي تعرفوا وتؤمنوا أنَّ الآب فيَّ وأنا فيه» (يو 10 : 37،  38), ويقول القدِّيس ديونيسيوس: «الآب والابن والرُّوح القُدُس هم الله، ولأنَّ الله لا ينقسم ولا يتجزّأ على الإطلاق, لذلك لا ينفصل أقنوم عن الآخر بأيّ حال من الأحوال».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ53, 54. [التَّخاطُب: كلّ أقنوم يتكلَّم مع الأقنوم الآخر أو يتكلَّم عنه، ففي المعمودية والتَّجلِّي شهد الآب للابن: «هذا هو ابني الحبيب» (مت 3 : 17، لو 9 : 35), والابن خاطب الآب بعد عودة الرُّسُل السَّبعين ونجاحهم في الخدمة: «أحمدك أيُّها الآب ربّ السَّماء والأرض» (لو 10 : 21), وفي أحدى المرّات جاء بعض اليونانيين إلى فيلبُّس يطلبون منه أن يروا يسوع، فخاطب الرَّب يسوع الآب قائلاً: «أيُّها الآب مجِّد اسمك» (يو 12 : 28), فأجابـه الآب على الفور: «فجاء صوت من السَّماء مجَّدت وأُمجِّد أيضاً» (يو 12 : 28), وهذا التَّخاطُب يفسِّر لنا الصَّلوات الكثيرة التي قدَّمها الابن أثناء تجسُّده للآب, إذ كان يقضي الليل كلّه في الصَّلاة، ومُنذ القديم خاطب الآب الابن قائلاً: «أنت ابني أنا اليوم ولدتك» (مز 2 : 7، عب 1 : 5), «قال الرَّب لربّي» (مز 110 : 1).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ111. [بعد القيامة, أوصى الرَّب يسوع التَّلاميذ قائلاً: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس» (مت 28 : 19), فالمعمودية تتمّ باسم الثّالُوث القُدُّوس, الآب والابن والرُّوح القُدُس، وأشار للوحدانية في قوله «باسم» وليس بأسماء، والأمر المُلاحظ أنَّ التَّلاميذ عندما سمعوا هذا لم يستعجبوا ولم يستغربوا الأمر، لأنَّهم كانوا قد أدركوا هذه الحقيقة تماماً خلال مُدَّة تلمذتهم له على مدار ثلاث سنوات.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ112, 113. [قال يوحنا الإنجيلي: «فإنَّ الذين يشهدون في السَّماء هُم ثلاثة (الآب والكلمة والرُّوح القُدُس وهؤلاء الثلاثة هُم واحد. والذين يشهدون في الأرض هُم ثلاثة) الرُّوح والمــاء والدَّم والثلاثة هـُم فـي الواحد» (يو 5 : 7،  8). وقد ورد أسماء الأقانيم الثلاثة في التَّرجمة البيروتية بين قوسين, علامة على أنَّها لم تُوجد في بعض النُّسَخ الأصلية، وتساءل البعض: هل هذا يلغي عقيدة التَّثليث ؟ وأجاب قداسة البابا شنودة الثالث على هذا التَّساؤل قائلاً: «إن كانت هذه الآية لم تُوجد في بعض النُّسَخ، فلعلَّ هذا يرجع إلى خطأ من النّاسِخ، بسبب وجود آيتين مُتتاليتين (يو 5 : 7، 8) مُتشابهتين تقريباً في البداية والنِّهاية هكذا: الذين يشهدون في السَّماء .. وهؤلاء الثلاثة هُـم واحد. والذين يشهدون على الأرض .. والثلاثة هُم في الواحد. ومع ذلك فإنَّ هذه الآية موجودة في كلّ النُّسَخ الأخرى، وفي النُّسَخ الأثرية. هذه نُقطة، والنُّقطة الأخرى هي أنَّ العقيدة المسيحية لا تعتمد على آية واحدة. إذ تُوجد عقيدة التَّثليث في كلّ العهد الجديد، ومن الآيات الواضحة قول السيد الرَّب لتلاميذه عن عملهم في التَّبشير: "وعمدوهم باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس" (مت 28 : 19)». ثمّ أخذ قداسته يسُوق الدَّليل تلو الآخر (راجع سنوات مع أسئلة الناس – أسئلة لاهوتية عقائدية (أ) – صـ22، 23).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ125. [بدعة سويدنبرج: قال «سويدنبرج» في القرن التاسع عشر: «يُطلق الثّالُوث على المسيح وحده, فلاهوته هو الآب، ولاهوته المُتَّحِد بناسوته هو الابن، ولاهوته الصّادر عنه هو الرُّوح القُدُس». وقد حَصَرَت هذه البدعة اللاهوت في الأقنوم الثاني المُتجسِّد، واستبدلوا كلمة الثّالُوث باسم يسوع، ومارسوا المعمودية باسم الرَّب يسوع فقط, دون أي ذكر للثّالُوث القُدُّوس.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ29. [ما هو مفهوم الجوهر الإلهي ؟ جوهر الشيء أي طبيعة الشيء، فجوهر الإنسان أي طبيعته الإنسانية، وجوهر الملاك هو طبيعته الملائكية، وجوهر الله هو طبيعته الإلهية, أي اللاهوت. الجوهر «أوسيا» ousia, أي طبيعة «فيزيس» fusiV. جوهر الله هو طبيعة الله هو كيان الله هو ذات الله هو اللاهوت. الجوهر الإلهي = الطَّبيعة الإلهية = الكيان الإلهي = الذّات الإلهية = اللاهوت. فالكيان Substance يعني وجود حقيقي، أي شخصية وخواصّ الكائن, سواء كان شخصاً أو شيئاً، وأيضاً يعني الجوهـر الكائن بذاته, القائم بذاته الذي لا يحتاج ولا يعتمد على غيره في وجوده. هو أصل الشيء ومصدره، وقد يكون هذا الأصل أمراً مادياً، فمثلاً جوهر المشغولات الذَّهبية هو ذهب، وقد يكون أصل الشيء أمراً معنوياً، فنقول إنَّ جوهر المُشكلة الزَّوجية هو نقص محبَّة الزَّوج لزوجته, وعدم طاعة الزَّوجة لزوجها، وقد يكون أصل الشيء أمراً روحياً، فنقول إنَّ جوهر المخلوقات السَّمائية أرواح.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ30. [ما هو مفهوم الأقنوم ؟ ج: كلمة أقنوم كلمة سُريانية أطلقها السُّريان على كل ما يتميَّز عن سواه بدون استقلال، وكلمة أقنوم تُشير إلى كائن حي قدير مُستقلّ بذاته, له مُقوِّمات الذّات والشَّخصية, يصدر عن شخصه أقوال وأفعال تنمّ عن الكينونة. هو شخص يُريد ويفعل وينسب أفعاله إلى نفسه ويُعبِّر عن ذاته قائلاً: أنا أريد, أنا أفعل, أنا أحب, أنا أقول.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ31. [وكلمة أقنوم باللُّغة السُّريانية يُقابلها باليونانية upostasiV هيبوستاسيس، وهي تتكوَّن من مقطعين, «هيبو» = تحت، و «ستاسيس» = قائم أو كيان، ومعناها الحرفي: «القائم تحت», أي ما يقوم تحت كأساس, أي ما يقوم عليه الكيان الإلهي، وبدونه لا يقوم الكيان, إذاًَ الأقنوم هو خاصِّية ذاتية بدونها لا يقوم الجوهر الإلهي، فمثلاً: (1) خاصِّية الوجود ضرورية لقيام الجوهر الإلهي، ولا يُمكن تصوُّر الله بدون وجود, إنَّه واجب الوجود. (2) خاصِّية العقل النّاطق ضرورية لقيام الجوهر الإلهي، ولا يُمكن تصوُّر الله بدون العقل, إنَّه العقل الأكبر, أقنوم الحكمة. (3) خاصّة الحياة ضرورية لقيام الجوهر الإلهي، ولا يُمكن تصوُّر الله بدون حياة. إنَّه الحي وواهب الحياة لكلّ كائن حيّ.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ31, 32. [ويقول نيافة المُتنيِّح الأنبا يؤانس مُطران الغربية: «الأقنوم كلمة سُريانية يُقابلها باليونانية كلمة Hypostasis ومعناها خاصِّية, أي خاصِّية تقوم بها الذات الإلهية، وبدونها ينعدم قيام الذّات الإلهية, وعلى ذلك في الجوهر الإلهي ثلاث خواصّ». والأقانيم الثلاثة ليسوا ثلاث كيانات مُستقلِّة, إنَّما هُم كيان إلهي واحد, قائمين في الجوهر الإلهي الواحد, بدون اختلاط ولا امتزاج. كلّ أقنوم يتمايز عن الأقنومين الآخرين. الأقانيم الثلاث مُتَّحِدة بانفصال، ومُنفصلة باتِّحاد، فلا يُمكن أن نرى أقنوماً مُنفصلاً عن الأقنومين الآخرين. كلّ أقنوم لا يتلاشى ولا يضمحل في الآخر. كلّ أقنوم حالّ في الآخر دون أن يطغى عليه أو يؤثِّر في كينونته أو يمحو كيانه.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ35. [ما هي الخواصّ الأقنومية ؟ وهل كلّ أقنوم يتمايز بخاصِّيته الأقنومية عن الأقنومين الآخرين ؟ ج: الخواصّ الأقنومية هي علاقة الأقانيم معاً، فالخاصِّية الأقنومية لأقنوم الآب أنَّه والد للابن وباثق للرُّوح القُدُس، وهو غير مولود ولا مُنبثق من أي من الأقنومين الآخرين. الخاصِّية الأقنومية لأقنوم الابن أنَّه مولود من الآب, فهو غير والد ولا باثق لأحد الأقنومين الآخرين. الخاصِّية الأقنومية لأقنوم الرُّوح القُدُس أنَّه مُنبثق من الآب, فهو غير مولود ولا باثق لأحد الأقنومين الآخرين. الأقانيم تتمايز في الخواصّ الأقنومية، وكل أقنوم ينفرد بخاصِّيته الأقنومية. بغير الخواصّ الأقنومية كلّ أقنوم له ما للأقنومين الآخرين من جميع الصِّفات والكمالات الإلهية، فالابن له كلّ ما للآب ما عدا خاصِّية الأبوة، فالابن ليس أباً، والابن له كلّ ما للرُّوح القُدُس ما عدا خاصِّية الانبثاق، فالابن ليس مُنبثقاً، وهكذا بالنِّسبة للآب, فهو له كلّ ما للابن ما عدا البنوة.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ35. [ويجب أن نُدرك جيداً أنَّ الأقنوم ليس صِفة، لأنَّه لو كان صِفة لكان بلا كينونة. الأقنوم ليس صِفة ولكنَّه كائن قدير يحمل صفة. الأقنوم كائن حقيقي يحمل الجوهـر الإلهي الواحد، ويتمايز عن الأقنومين الآخرين بخاصِّيته الأقنومية.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ50, 51. [هل الأقانيم الثلاثة يُمثِّلون ثلاثة أشخاص مُنفصلين مثلنا ؟ نعم الأقانيم الثلاثة هُم أشخاص, ولكن ليسوا مثلنا. أشخاص مُتميِّزون, ولكنَّهم ليسوا مُنفصلين عن بعضهم. هُم مثل الجسد والعقل والرُّوح في الإنسان الواحد، وكلمة أقنوم بالفرنسية برسون Personns, تعني شخص غير مُنفصل ، فالأقنوم هو شخص عاقل، مُستقلّ بدون انفصال عن الأقنومين الآخرين. إذن, للأقانيم الثلاثة جوهر واحد وإرادة واحدة وسُلطان واحد, فليس الأقانيم الثلاثة مثل ثلاثة أشخاص يُدعَون مينا ومايكل ويوحنا، لأنَّ مينا ومايكل ويوحنا لكلّ منهم كيان مُستقلّ مُنفصل تماماً عن الآخر، فيُمكن أن يكون أحدهم مريضاً والآخر بصحَّة جيدة, أو أحدهم حزيناً والآخر مسروراً. أو ينتقل أحدهم ويظلّ الآخران أحياءً، ولكلّ منهم إرادة وصِفات وخصائص تختلف عن الآخر, مهما كانت درجة التَّقارب, حتى لو كان الأشخاص الثلاثة مينا ومايكل ويوحنا تواءم. أمّا الأقانيم الثلاثة فإنَّ لهم إرادة واحدة, وقُدرة واحدة, وقوة واحدة, وجوهر واحد, ولاهوت واحد. ويقول البابا أثناسيوس الرَّسُوليّ: «الله واحد في جوهره مُثلَّث في أقانيمه، فإذا سمعت بتثليث الأقانيم فلا تظُنّ أنَّهم آلهة ثلاثة، ولا ثلاثة وجوه مُتفرِّقة مُختلفة الشَّبه والشَّكل والحلية مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، ولا مثل مُلُوك ثلاثة جُلُوس على ثلاثة عروش مُتفرِّقين، ولا مثل ثلاثة نُجُوم أو مصابيح، أو ثلاثة ملائكة مثل ميخائيل وجبرائيل وروفائيل، لأنَّ ذلك كلّه كُفر وضلال يتبعه أصحاب الأصنام».]

في الخِتام ……

نسأل الله أن يتقبَّل هذا العَمَل, وأن يكون خالصاً لوجهه تعالى, مُتَّبعين فيه هدي نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم

ساهم معنا بدعكم لمشاريعنا الدَّعوية, الحساب الجاري لجمعية سخاء للخدمات الاجتماعية برقم (873179), ببنك الاستثمار العربي, فرع مدينة نصر, القاهرة, جمهورية مصر العربية

لمزيد من التَّواصل:

·        صفحة الجمعية على الفيسبوك www.facebook.com/sa5aaa

·        المُشرف العام لجمعية سخاء, محمد شاهين 00201005654207

·        تابع المزيد من أعمالنا على مُدوَّنة تقرير http://tqrir.wordpress.com

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading