القائمة إغلاق

في السريع (9) أنواع الأدلة على وجود الله

بسم الرحمن الرحيم

في السريع (9) أنواع الأدلة على وجود الله

تفريغ: علاء ريحاوي، مُراجعة: أبو المنتصر شاهين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في المرَّة السَّابقة، تحدَّثنا عن الأدِلَّة العِلْمِيَّة على وُجُود الله، وقد حدَّثني إخوة كُثُر، سواء في رسائل خاصَّة، أو عبر التَّعليقات، عن فِكْرة أنَّه لا يُوجد شيء اسمه: الأدِلَّة العِلْمِيَّة على وُجُود الله، وأنَّه لا يوجد دليل علمي على وجود الله، وآخر سألني عن اسمها: هل هي أدلة علمية أم أدلة مادِّية؟! وآخر قال أنَّه لا توجد إلَّا أدلة منطقية أو أدلة شرعية … إلخ.

هُناك بعض اللَّبس حول موضوع الأدِلَّة العِلْمِيَّة!

سأتكلَّم عن معنى الدَّليل، وكيف يُمكننا أن نستدِلّ على وُجُود الله، بالرَّغم مِن أنَّني أشرت إلى هذا الموضوع في بداية الفيديو السَّابق، إلَّا أنني سأتكلَّم الآن ببعض التَّفصيل …

ما المقصود بالأدلَّة العلمية؟!

وما المقصود بـ “دليل على وجود الله”؟!

وكيف نستطيع أن نعرف أنَّ الله موجود؟!

الموضوع كالآتي:

كيف نستطيع أن نعرف أنَّ الله موجود؟!

عن طريق الفطرة التي وضعها اللهُ فينا، وعن طريق قدراتنا العقلية والمنطقية!

هذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع الإنسان أن يعرف من خلالها أنَّ الله موجود!

ماذا نقصد بالفطرة؟!

نقصد القوانين المنطقية العقلانية البديهية التي غرسها اللهُ فينا

وكيف نستطيع أن نُفكِّر بطريقة منطقية وعقلانية؟!

باستخدام القواعد المنطقية التي وضعها اللهُ فينا كبشر، كي نستطيع الوُصُول لنتيجة مُعيَّنة!

فبالتالي، لو قال العُلماء بوجود أدلَّة فِطْرِيَّة على وُجُود الله، وأدِلَّة شرعية على وُجُود الله، وأدِلَّة عِلْمِيَّة على وُجُود الله، وهُناك أيضاً اختبارات شخصية تدُل على وجود الله، أي إحساس شخصي بأنَّ الله موجود

فما المقصود بكلّ هذه الأدِلَّة؟!

المقصود هو أنَّنا نستخدم عقولنا ومنطقنا الإنساني الذي وهبه الله لنا، لدراسة أُمُور مُعيَّنة، ومن خِلال دراسة هذه الأُمُور، نصل إلى أنَّ التَّفسير المنطقي الوحيد، أو أنَّ أفضل تفسير منطقي لما درسناه: هو أنَّ الله موجود!

إذن، لو قُلنا إنَّ الاستدلال على وُجُود الله ليس إلَّا بالدَّليل المنطقي، فأنا مُوافق!

ولكن ما هو الدَّليل المنطقي؟ ماذا ندرس ونُحلِّل بمنطقنا؟!

أمور كثيرة!

فلو قُلنا مثلاً أنَّنا سندرس ونُحلِّل الإنسان، ببنيته الفيسيولوجية المُميَّزة، وبقدراته العقلية والذهنية المُدهشة، وبأحواله النفسية والاجتماعية والأخلاقية … إلخ، فوصلنا إلى نتيجة أنَّ أفضل تفسير لكل ما درسناه هو أنَّ الإنسان كائن مُميَّز، وأنَّ قدراته هذه ليس لها تفسير طبيعي، إذن هُناك إله وضع في الإنسان هذه القدرات المُميَّزة

فإنَّ هذا يعني أنَّ هُناك مجموعة بيانات مُعيَّنة، حلَّلناها بعقولنا ومنطقنا، فوصلنا إلى نتيجة مُعيَّنة

العُلماء يُسمُّون ما سبق بالدَّليل الفطري على وجود الله!

وهو استخدام العقل والمنطق لدراسة الهيئة التي وُجِد عليها الإنسان

والوصول إلى أنَّ أفضل تفسير لهذه البيانات هو أنَّ الله موجود!

فلو قُلنا مثلاً: الغريزة، ما السبب في وُجُودها؟

أفضل تفسير من خلال استخدام عقلي ومنطقي هو أنَّ كائن عليم حكيم وضع هذا العلم الغريزي في الإنسان

مثال آخر: القيمة، وميل الإنسان للالتزام بالقِيَم الأخلاقية وهكذا

دراسة كلّ هذا بالعقل والمنطق يصل بنا إلى أنَّ أفضل تفسير لوجود كلّ هذا هو أنَّ الله موجود، وأوجدها!

فبالتالي، لو الأمر لي، لقلتُ أنَّه لا يوجد غير الأدلة العقلية المنطقية المبنية على الفطرة، هي فقط التي تدل على وجود الله، ولكنني أستخدم عقلي ومنطقي في دراسة أنواع كثيرة من البيانات والمعلومات!

لو قمتُ بدراسة ما يتعلَّق بطبيعة الإنسان، فهذه تُسمَّى أدلَّة الفطرة على وجود الله!

ولو قمتُ بدراسة النُّصُوص الشرعية، ووجدت فيها أنواع من الإعجاز، فهذه تُسمَّى الأدلَّة الشرعية على وجود الله!

ولو قمتُ بدراسة مسائل علمية، مثل الثوابت الفيزيائية، والمسائل الفلكية، ونشأة الحياة وتعقيدها، والوظائف الحيوية، والمعلومات الجينية، فهذه تُسمَّى الأدلة العلمية على وجود الله!

لو قمتُ بدراسة تفسير ظاهرة استجابة الدُّعاء، و وجود مشاعر خاصَّة بداخلي تجعلني متيقِّناً من أنَّ الله موجود، فهذه تُسمَّى دليل الخبرة الشَّخصية على وجود الله!

فبالتالي، نجد أنَّ العلماء قسَّموا الأدلَّة إلى أربعة أنواع

من الأفضل أن نهتم بالمعاني والمضامين بدلاً من التَّمسُّك بالألفاظ!

إذن في النهاية، المقصود بالدليل العلمي على وجود الله هو

دراسة نتائج البحث العلمي، وتحليلها بعقلي ومنطقي

لنصل إلى أنَّ أفضل تفسير لهذه البيانات هو وُجُود الله!

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading