القائمة إغلاق

مدخل إلى دراسة المسيحية (1) المسيح المسيحيين المسيحية

بسم الله الرحمن الرحيم

تفريغ سلسلة مدخل إلى دراسة المسيحية[[1]]

للأستاذ / أبو المنتصر محمد شاهين التاعب

المقطع رقم [2]: المسيح المسيحيين المسيحية (PDF) (DOC)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معكم محمد شاهين التَّاعب من قناة الدعوة الإسلامية على اليوتيوب، وسنبدأ سلسلة جديدة بعنوان: مدخل إلى دراسة المسيحية، وسنبدأ ببعض التعريفات الهامَّة.

ملاحظة: لو أنت مهتم بالحوار الإسلامي المسيحي ومقارنة الأديان والنقد الكتابي، إذا فعليك الاشتراك بهذه القناة[[2]]: اضغط على زر الاشتراك الأحمر، واضغط على علامة الجرس لكي تأتيك جميع إشعارات الحلقات الجديدة.

أول مُصطلح يجب معرفته هو مصطلح “المسيحية”: وهو مُصطلح مُتعلِّق به المسيحيين، و”المسيحيين” مُصطلح مُتعلِّق بكلمة “مسيح”. لذا سنبدأ بمُصطلح “مسيح”.

كلمة “مسيح” (بشكل عام)، معناها باختصار: شخص اختاره اللهُ لأداء مُهِمَّة مُعيَّنة، وغالباً كان يتِمّ الإعلان عن هذا الاختيار عن طريق طقس مُعيَّن: وهو مسح جسم الشَّخص المُختار بالزَّيت المُقدَّس = ومن هُنا جاءت كلمة “مسيح”.

اليهود والمسيحيون يؤمنون بأنَّ هُناك مُسحاء كُثُر، اختارهم الله طوال التَّاريخ اليهودي المسيحي، لأداء مهامّ مُعيَّنة.

وهُناك فرق بين كلمة “مسيح” بشكل عام، وكلمة “المسيح” المُعرَّفة بالألف واللام بشكل خاصّ.

لقب “المسيح” المُعرَّف بألف ولام – بحسب الاعتقاد اليهودي – هو شخص سيكون من نسل سيدنا داود عليه السلام، سيُعِيد إقامة مملكة داود عليه السلام، وسيُعِيد بناء الهيكل، وسيُعِيد إقامة الشَّريعة الموسوِيَّة، وسيُعِيد أمجاد بني إسرائيل التي كانوا عليها أيام سيدنا داود عليه السلام.

فهذا “المسيح” إذاً، شخص مُعيَّن ينتظره اليهود لأداء هذه المُهمَّة الخاصَّة، فبالتَّالي كُلَّما كان يظهر نبي لبني إسرائيل[[3]] كان اليهود يُريدونه أن يكون هو “المسيح”، لذلك فاليهود إلى اليوم ينتظرون “المسيح” الذي سيأتي ليُقِيم مملكة داود مرَّة أُخرى، ويُعيد أمجاد بني إسرائيل التي كانت أيام سيدنا داود عليه السلام.

أمَّا كلمة “مسيح” بشكلٍ عامٍّ، فمعناها شخص اختاره اللهُ لأداء مُهِمَّة مُعيَّنة، سواء كان هذا الشَّخصُ نبيًّا أو رسولاً، أو حتى كافراً، لكن الله يستخدمه لمُهمَّة مُعيَّنة، لكن “المسيح” أو “المَسِيَّا” (كما يُنطق حسب اللغة العبرية)، إشارة لشخص خاصّ جِدًّا، سيُعِيد مملكة داود، وسيكون من نسل سيدنا داود، وسيُعيد أمجاد بني إسرائيل الأرضِيَّة.

ولو رجعنا لتعريف “المسيحية”، و “المسيحيين”، و “المسيح”، سنجد أنَّ اسم الدِّيانة المسيحية جاء من تسمية أتباعها بـ “المسيحيين”، وهُم الذين آمنوا بأنَّ يسوع / عيسى هو المسيح: الشخص الخاصّ بحسب اعتقاد اليهود.

وهذا هو الفارق بين الدِّيانة اليهودية والدِّيانة المسيحية.

اليهود كفروا بأنَّ يسوع / عيسى هو المسيح، أما المسيحيين فآمنوا بأنَّ يسوع / عيسى هو المسيح المُنتظر.

ملاحظة: كل المسيحيين في العالم يؤمنون بأنَّ يسوع / عيسى ابن مريم هو مؤسِّس المسيحية، وكل المسيحيين يدَّعُون أنَّهم اتِّباع المسيح عليه السلام، ويدَّعُون أنَّهم يأتمرون بأمره، وينتهون عن نواهيه!

نُلاحظ أيضاً أنَّ هُناك فرق بين المُسلمين والمسيحيين في اسم المسيح ابن مريم، فإنَّ المسلمين يُطلقون عليه اسم “عيسى”، و “ابن مريم”، و “المسيح”، والمسيحيون مُتَّفقون معنا على اسمين، ويختلفون في اسم واحد، فإنَّ المسيحيين يؤمنون بـ “المسيح ابن مريم”، لكنَّ العرب منهم لا يؤمنون بأنَّ اسمه “عيسى”، وإنَّما يقولون أنَّ اسمه “يسوع”، والمفروض أنَّ المُقابل الإنجليزي لاسم “يسوع المسيح” هو جيسس كرايست Jesus Christ.

نحن كمسلمين لا نقول “يسوع”، بل “عيسى”، فما الذي جعل المسيحيين يقولون “يسوع” بدلاً من “عيسى”؟

هذه مُشكلة مُتعلِّقة بانتقال الاسم بين اللُّغات واللَّهجات المُختلفة، فالاسم يتغيَّر لأسباب مُختلفة، منها ما هو مُتعلِّق بطريقة تدوين الاسم.

ملاحظة: الواضح أنَّ هُناك اتِّفاق بين المُسلمين والمسيحيين بأنَّهم يتكلَّمون عن نفس الشَّخص الواحد: المسيح ابن مريم، نحن نقول عنه “عيسى”، وهم يقولون عنه “يسوع”، ونحن نعتقد فيه بأُمُور مُعيَّنة، وهُم يعتقدون فيه بأُمُور مُعيَّنة، لكن الشَّخص محلّ النِّقاش واحد.

اختصاراً:

  • كلمة “مسيح” بشكلٍ عامٍّ معناها: شخص اختاره اللهُ لأداء مُهِمَّة مُعيَّنة.
  • كلمة “المسيح” (المَسِيَّا) بشكلٍ خاصٍّ معناها: مسيح خاصّ جِدًّا، سيكون من نسل سيدنا داود عليه السلام، وسيُعِيد إقامة مملكته، وإعادة بناء الهيكل، وإقامة شريعة موسى، وسيُعِيد أمجاد بني إسرائيل أيّام سيدنا داود.
  • لما بُعث عيسى / يسوع ابن مريم، المسيحيون آمنوا أنَّه هو “المسيح”، هذا الشَّخص الخاصّ، بحسب اعتقاد اليهود، أمَّا اليهود فكفروا به، ولم يؤمنوا أنَّه “المسيح”.
  • فبالتَّالي الفرق بين اليهود والمسيحيين هو أنَّ المسيحيين يؤمنون بأنَّ عيسى/ يسوع هو “المسيح”، وهكذا أصبح اسمهم “المسيحيين”، ومن هُنا جاء اسم الدِّيانة “المسيحية”، أو المنهج أو أسلوب الحياة الذي كان عليه أتباع المسيح، أو المُنتسبين للمسيح عليه السلام.

هُناك الكثير من المُسلمين يرفضون استخدام اسم “مسيحي”، أو “مسيحيين”، أو “مسيحية”، ويقولون إنَّ القرآن الكريم سمَّاهم نصارى[[4]] والأفضل أن نُسمِّيهم كما سمَّاهم اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآن.

والرَّد: هو أنَّ القرآن الكريم تكلَّم عن المجوس[[5]] فهل يجوز أن نقول إنَّ القرآن الكريم سمَّاهم مجوس؟ أم أنَّ القُرآن الكريم استعمل المُسمَّى التَّاريخي المُستخدم للإشارة لهؤلاء القوم؟ فبالتَّالي أنا أعتقد أنَّ القرآن الكريم لم يُسمِّيهم “نصارى”، لكنَّه استخدم الاسم المُستعمل بشكل تاريخي للإشارة لهؤلاء القوم.

لو تكلَّمنا عن مُصطلح “النَّصارى” ومن أين جاء سنجد أنَّ المُفسِّرين المُسلمين لهم رأيين:

الأول: أن مصطلح النَّصارى جاء من وصف التَّلاميذ “أنصار الله” بحسب النَّصّ القُرآني[[6]].

الثاني: أنَّ يسوع / عيسى نفسه كان يُدعى “ناصرِيًّا” لأنَّه كان من منطقة اسمها “ناصرة الجليل”[[7]].

فالعهد الجديد، كتاب المسيحيين المُقدَّس، يذكر أنَّ المسيح كان يُدعى “يسوع النَّاصري”، واتباعه كانوا “ناصريين” أو “نصارى”[[8]].

سأكتفي بهذا القدر في هذا الفيديو لو كان الفيديو عجبك share like subscribe

ولو تقدر تدعم وترعى محتوى القناة رز صفحتنا على [[9]]patreon لو لم يعجبك الفيديو اعمل له Dislike  لا مشكلة، إلى أن نلتقي في فيديو آخر قريبا جدا بإذن الله عز وجل لا تنسوني من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

للتواص: واتساب 00201005654207

آسك https://ask.fm/alta3b

تويتر https://twitter.com/alta3b

قناة تيليجرام https://t.me/mshahin87

التاعب فيسبوك https://www.fb.com/alta3b

الدعوة فيسبوك https://www.fb.com/eld3wah

مدونة التاعب https://www.alta3b.wordpress.com

الدعوة يوتيوب https://www.youtube.com/eld3wah

[1] رابط قائمة تشغيل السلسلة: https://www.youtube.com/playlist?list=PLaeiqSJqUjhwUp6lZY72t0C7IqnsEPOgv

[2]  قناة الدعوة الإسلامية: https://www.youtube.com/channel/UCAtyqlk0W-dkea057reA9cw

[3] قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ٨٧﴾ [البقرة: 87]

[4] قال تعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ١٤﴾ [المائدة: 14]

[5] قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ١٧﴾ [الحج: 16]

[6] قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ٥٢﴾ [آل عمران: 52]

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ [الصف: 14]

[7] إنجيل متى 21: 11 فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».

سفر أعمال الرسل 2: 22 «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ.

إنجيل لوقا 24: 19 فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.

[8] أعمال الرسل ٥:٢٤ فَإِنَّنَا إِذْ وَجَدْنَا هذَا الرَّجُلَ مُفْسِدًا وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي الْمَسْكُونَةِ، وَمِقْدَامَ شِيعَةِ النَّاصِرِيِّينَ، (نجد في ترجمات عربية أخرى، مثل: الإنجيل الشريف، الحياة، اليسوعية، العربية المُشتركة: بدلاً من “الناصريين“، اسم: النصارى.)

[9] ادعمنا على Educational Videos | Patreon https://www.patreon.com/alta3b

 لماذا الدعم وكيفية الدعم؟ https://goo.gl/J2w9UG

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading