القائمة إغلاق

الكونفوشية = الكونفوشيوسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الكونفوشية | الكونفوشيوسية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

معكم محمد شاهين التاعب من قناة الدعوة الإسلامية على اليوتيوب.

هذه مُحاضرة خاصَّة لطُلَّاب معهد آفاق للبناء العقدي

واليوم سنبدأ الكلام عن أديان الصِّين

وسنتكلَّم تحديداً عن الكونفوشية أو الكونفوشيوسية

وسنتعرَّف في هذه المُحاضرة على:

  1. خصائص وسِمات أديان الصِّين
  2. تعريف الكونفوشية
  3. مؤسِّس الكونفوشية
  4. المشروع الكونفوشي
  5. أهم عقائد الدِّيانة الصِّينية القديمة

في البداية لو انت مُهتم بالحوار الإسلامي المسيحي، ومُقارنة الأديان، والنقد الكتابي

أو لو مُهتم بالقضايا الفكرية المُعاصرة، ومواضيع الإيمان والإلحاد

أو لو مُهتم بالإسلام بشكل عام يبقى انت لازم تشترك في هذه القناة

اضغط على زر الاشتراك الأحمر، وعلى علامة الجرس

عشان تجيلك كل الإشعارات بكل حلقاتنا الجديدة

وكالعادة، فهرس مواضيع الفيديو، والوثائق والمراجع، كلها تحت في وصف الفيديو

أهمّ المُراجع التي تم استخدامها في تحضير هذه المُحاضرة هي:

كتاب الدكتور هوستن سميث، بعنوان: أديان العالم دراسة روحية تحليلية

وكتاب الدكتور محمد خليفة حسن، بعنوان: تاريخ الأديان دراسة وصفية مُقارنة

وصفحة الكنفوشية على موقع الموسوعة البريطانية

أديان الصِّين واليابان

أديان الصِّين: (الكونفوشيوسية، الطَّاوية، البوذية الصينية)

أديان اليابان: (الشنتوية، البوذية اليابانية)

خصائص وسِمات أديان الصِّين

فلسفة اجتماعية أخلاقية:

الفلسفة الصِّينية بأسرها فلسفة اجتماعية بشكل بارز

اهتمَّت بشكل أساسي وأوَّلي بالقضايا الأخلاقية والاجتماعية والسِّياسية

هذه الفلسفة تُقدِّم رؤية للحياة الإنسانية

وتُركِّز تركيزاً واضحاً على الشُّئون الحياتية للإنسان

فهي تضع نظاماً للسُّلُوك الإنساني على الأرض،

يقوم على مبادئ أخلاقية مُحددة.

فهي عبارة عن فلسفة سياسية اجتماعية

هدفها خلق الإنسان المُهذَّب، صاحب السُّلُوك العالي أخلاقياً.

الحاكِم:

القانون الأخلاقي يهتم اهتماماً كبيراً

بتربية الحاكم الذي يُدير شئون النَّاس،

ويضع قواعد للسُّلُوك بالنَّسبة للفِئة الحاكمة.

والحاكم لابُدَّ أن يكون قُدوة أخلاقية لشعبه

فباستقامته يجلب عليهم السَّعادة والرَّخاء

وبفساده وظُلمه يجلب عليهم التَّعاسة والدَّمار

والحاكم السِّياسي يقوم بدور ديني وأخلاقي،

بالإضافة إلى دوره الإداري الخاصّ بتسيير أُمُور الدَّولة.

فالحاكم له مهمة دينية شعائرية،

فهو يقوم بأداء بعض الطُّقُوس على مذبح السَّماء

كرمز لدوره كوسيط بين القُوَى الإلهية والشَّعب الذي يحكمه.

الأسرة:

الفكر الدِّيني الصِّيني يُظهِر اهتماماً كبيراً

بالأسرة كمؤسَّسة اجتماعية أساسية.

إلى درجة قد تَصِل إلى عبادة الأسرة

فالابن يجب أن يُطيع الأب طاعة عمياء

بصرف النَّظر عن صِحَّة موقف الأب أو عَدَم صِحّته

وهذه الطَّاعة مُمتدَّة حتى موت الأب.

ونجد كثيراً في الصِّين العائلة الكبيرة المُشتركة

والتي تجمع بين أحضانها عِدَّة أجيال

ما بين أبناء وآباء وأجداد

بزوجاتهم وأبنائهم وأقاربهم المُعتمدين عليهم.

نظام فئوي وليس طبقي:

نظام المُجتمع الصيني فئوي وليس طبقي

على رأس هذا النِّظام: العالِم والحَكِيم،

ويأتي بعدهُما: الفلَّاح، ثُمَّ: الحرفيون، ثُمَّ: التُّجَّار، ثُمَّ: الجُنُود.

فهو نظام يَضَع أهل الفضيلة والمسئولين عن تعليمها في المرتبة الأولى

ويهتم بدرجة المنفعة التي تُحقِّقها الفِئة للمُجتمع.

دين واحد لا يكفي!

من الواضح أنَّ الشخص الصيني لا يعتنق ديانة بعينها

فهو مُتأثِّر بكل الأديان المُنتشرة في الصِّين

فالإنسان الصيني يُعتبر

كونفوشياً من ناحية الأخلاق والحياة العامَّة

وطاوياً في حياته الخاصَّة والصِّحِّيَّة

وبوذياً في لحظة الموت

وفي اليابان، أُضِيفَت الشنتوية إلى هذا المزيج

تعريف الكونفوشية

الاسم: الكونفوشية أو الكونفوشيوسية

باللغة الإنجليزية Confucianism

الكونفوشية من أقدم التَّقاليد الصِّينية

تُركِّز على أهمية الأخلاق الشَّخصِيَّة

وتدعو إلى إحياء الطُّقُوس والعادات والتَّقاليد

التي ورثها الصِّينيُّون عن أجدادهم

مع إضافة آراء الحكيم كونفوشيوس إليها

وهكذا نستطيع أن نقول إن الكونفوشية

هي أسلوب الحياة الذي روَّج له كونفوشيوس

في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد

وتبعه الشَّعب الصِّيني لأكثر من ألفي عام

وعلى الرَّغم من تحوُّلها بمُرُور الوقت

إلَّا أنَّها لا تزال مادَّة للتَّعليم

ومصدر للقيم والقوانين الاجتماعية للصينيين

الكونفوشية عبارة عن نظام أخلاقي لإدارة الحياة العامَّة

أمَّا الجانب اللَّاهوتي العقائدي

فيُبحث عنه في التَّقاليد الصِّينية القديمة

وكذلك في البوذية الصِّينية والطَّاوية

فالحياة العامَّة للصِّينيين تُسيِّرها وتُدبِّرها الكونفوشية

أمَّا الحياة الخاصَّة، فتُسيطر عليها البوذية والطَّاوية

أخلاق أم دين؟

هل الكونفوشية دين؟ أم هي أخلاق فحسب؟

هُناك خلاف بين العُلماء حول الكونفوشية

هل هي مُجرَّد فلسفة، أم أنَّها ترتقي إلى مرتبة الدِّيانة؟

تعتمد الإجابة على تعريفنا للدِّين

الكونفوشية تنظر للحياة من زاوية مُختلفة

عن الزّاوية التي تتعامل فيها الأديان مع الحياة

ولكن إذا أخذنا الدِّين بمعناه الأوسع: كمنهج حياة

فإنَّ الكونفوشية دين بكل تأكيد

فالدِّين يُقدِّم إجابات لأهمّ الأسئلة الوُجُودية الكُبرى

وإجابات الكونفوشية كلها عن سؤال: كيف ينبغي أن نعيش؟!

ولكنَّها لا تهتم بباقي الأسئلة الوُجُودية الكُبرى

تأثير الكونفوشية على الصِّين:

كونفوشيوس يُعتبر أهم شخصية في تاريخ الصِّين

وفي وقتٍ ما، كانت الكونفوشية هي الدِّيانة الرَّسمية للصِّين

وتم تشييد المعابد في القرنين السَّابع والثَّامن الميلاديين

في كل ولاية ومحافظة في الإمبراطورية الصِّينية

مُنذ ألفَيّ عام، وحتى هذا القَرْن

أمضى كُلّ طالب صيني ساعات يتأمَّل أقوال كونفوشيوس

وكانت نتيجة ذلك أن أصبحت أقواله جزءً من العَقْل الصِّيني

ثمَّ تحوَّلت إلى طبقة الأُمِّيِّين مِن خِلال الأمثال الشَّعبية المَحْكِيَّة

وحتى إلى تاريخ استيلاء الشُّيُوعيين على الحُكْم في الصِّين

كان المُراقبون لا يزالون يعتبرون الكونفوشية

أعظم قُوَّة ثقافية فِكْرِيَّة فريدة بين سُكَّان الصِّين

الذين يبلغ عددهم ربع سُكَّان المعمورة

بعد قيام الثَّورة الصِّينية في عام 1911م

تمّ إبعادها عن المسرحين السِّياسي والدِّيني

لكنَّها ما تزال كامنة في رُوح الشَّعب الصِّيني

وهي من الأُسُس الرَّئيسية التي تُشكِّل الأخلاق

في مُعظم دول شرق آسيا وجنوبها الشَّرقي

في العصرين الوسيط والحديث

وهكذا امتدَّت نُفُوذ الكونفوشية إلى خارج الصِّين

لاسِيَّما في كوريا واليابان وفيتنام

مؤسِّس الكونفوشية

إذا كان هُناك إنسان واحد

ارتبطت الثَّقافة الصِّينية باسمه

فإنَّه كونفوشيوس Confucius

يذكره الصِّينيون بإجلال باسم: المُعلِّم الأوَّل

واسمه بالصِّينية هو: كونغ فو تسو Kung Fu Tzu

والذي يعني: المُعلِّم كونغ

كونفوشيوس هو حكيم الصِّين الكبير

يُعتبر مُعاصراً لبوذا ومهافيرا في الهند

كان يقول إنَّه ليس أكثر من مُحبّ للقُدماء

فقد كان مُغرماً لِحَدّ الهَوَس بالتَّقاليد والأعراف

لأنَّه كان يراها المُشكِّل الرَّئيسي للمُيُول والمَوَاقِف

وبالرَّغم من إنَّ كونفوشيوس لم يكتب وحده الثَّقافة الصِّينية

إلَّا أنَّه كان – وبلا ريب – المُحرِّر الأعلى والرِّئيس لهذه الثَّقافة

فلسفة كونفوشيوس تدور حول قضايا سياسية واجتماعية

وعلاقتها بالدِّين تأتي من جانبها الأخلاقي

فهو لم يُكوِّن عقيدة دينية أو لاهوتية، وإنَّما فلسفة أخلاقية

ولهذا يعترض بعض مؤرِّخي الأديان على اعتبار الكونفوشية دين

فلسفة كونفوشيوس كانت مزيجاً من

الفِطْرَة البَدِيهِيَّة والحكمة العَمَلِيَّة

ولم تحتوي على أيّ عُمْق مِن التَّفكير الميتافيزيقي

وكل المواضيع الميتافيزيقية في الكونفوشية

مأخوذة عن التَّقاليد الصِّينية القديمة

التي كانت مُعاصرة لـ كونفوشيوس

ومن الواضح أن كونفوشيوس نفسه

لم يكن مُهتمًّا إلَّا بالأُمُور الحياتية اليومية

الصِّينيون يعرفون تماماً أنَّه لم يكن في كونفوشيوس شيء خارق أو غَيْبي

بل كان إنساناً طبيعياً، يُحِبّ أن يُخالط النَّاس

مع أنَّه قد جَرَت عِدَّة مُحاولات بعضها شِبْه رسمية

لرفع كونفوشيوس إلى مقام الألوهية

حياة كونفوشيوس:

وُلِدّ كونفوشيوس حوالي عام 551 ق.م (القرن السَّادس)

في مُديرية “لو”، فيما يُعرف اليوم باسم

مُقاطعة شانتونغ Shandong

نشأ في ظُرُوف اجتماعية مُتواضعة للغاية

توفَّى والده قبل أن يُكمل السَّنة الثالثة من عمره

وكان مجبوراً، بسبب ظُرُوفه المادِّيَّة

أن يسعى بنفسه لتحصيل لُقمة عيشه

وبسبب الفقر والمشقَّات التي عانى منها

نشأت ارتباطات وثيقة بينه وبين عوام النَّاس

كونفوشيوس كان مُغرماً بصيد الحيوانات

وصيد الأسماك والرِّماية

ولم يكن عنده نَهَم بالمُطالعة

إلَّا أنَّه بدأ الدِّراسة في وقتٍ مُبكِّر من حياته

من أقوال كونفوشيوس:

“عندما بلغتُ الخامسة عشرة من العُمر

روَّضتُ عقلي على الدِّراسة والتَّعلُّم”

في النهاية استقَرّ كونفوشيوس على مِهْنة المُعلِّم

وكان من الواضح أنَّ التَّعليم موهبته

والمِهْنة التي تنسجم مع طبيعته

في بداية العقد الخامس من عمره

قام بعض العُلماء من رجال عصره بتزكيته لوظيفة إدارية هامَّة

وهكذا ترقَّى سريعاً من وزير للشُّؤون العامَّة

إلى وزير للعَدْل، إلى رئيس للوزراء

أصبحت ولاية “لو”، خلال فترة حُكمه: دولة نموذجية

اختفى فيها الانحلال والخِيانة وانعدام الأمانة

ولكن الحُكَّام المُعاصرين لكونفوشيوس

كانوا خائفين من نزاهته واستقامته

وكانوا يُقاومون تعيينه في أيّ منصب يتضمَّن سُلطة كبيرة

وفي النِّهاية، مضى كونفوشيوس آخر 5 سنوات من عمره في التَّعليم والكتابة

وفي عام 479 ق.م، فارق الحياة عن عمر ناهز 72 عاماً

بالرَّغم إن كونفوشيوس قد فشل كسياسي

إلَّا أنَّه كان بلا شَكّ أحد أعظم مُعلِّمي الصِّين

ولم تَكُن الحكمة في نظره تجميع كَمِّيَّة كبيرة من المعلومات في الذِّهن

بل كانت كيفية السُّلُوك والتَّصرُّف

من أشهر أقوال كونفوشيوس:

“ما لا تريد أن يفعله النَّاس معك، لا تفعله مع الآخرين”

وقال أيضاً:

“أكثرُ النَّاسِ نُبلاً

هُم الذين يُطبِّقون على أنفسهم ما يَعِظُون الآخرين به

ثمَّ يَعِظُون الآخرين بما يُطبِّقوه على أنفسهم فعلاً”

وقال أيضاً:

“كُن عَطُوفاً تجاه كُلّ إنسان،

ولكن لا تكن صديقاً حميماً إلَّا للمُستقيمين”

سُئل كونفوشيوس:

“هل على الإنسان أن يُحبّ عدوّه الذي يؤذيه ويسيء إليه؟”

أجاب: “أبداً على الإطلاق.

قابل الكراهية بالعدالة،

والحُبّ بالإحسان،

والَّا فإنَّك ستهدر إحسانك.”

سأله الملك تسو Tsu:

“ماذا تقول عن الشَّخص الذي يُحبّه كلّ قاطني مدينته؟”

أجاب كونفوشيوس:

“ذلك ليس كافياً،

بل الأفضل أن يُحبّه الصَّالحون من أهل مدينته ويكرهه الطَّالحون”

التَّعليق على اقتباسات كونفوشيوس

المشروع الكونفوشي

هو مشروع لا ينتهي من التَّربية الذَّاتية

بهدف أن يُصبح الإنسان إنساناً بشكل كامل

والرَّجل والمرأة الصَّالِحَين الخَيِّرَيْن في نظام كونفوشيوس

هُما اللَّذان يُحاولان دائماً أن يُصبحا أفضل

والكونفوشية ليس فيها رهبنة

أو مُمارسة اليوغا بانعزال في كُهُوف الجِبال

مُشكلة المُجتمع الصِّيني:

فلسفة كونفوشيوس نشأت بسبب

الحالة السَّيِّئة التي كانت تمُرّ بها بلاده في عصره

فقد كانت الصِّين تمُر بظُرُوف اجتماعية وأُسَرِيَّة سَيِّئة جداً

مُجتمع مُتفكِّك مُنحَلّ!

حُرُوب أهلِيَّة كثيرة جداً!

انعدام الأخلاق تماماً في الحُرُوب!

وهكذا حاول كونفوشيوس أن يُصلح من أحوال بلاده

ومن هُنا ظهر ما يُمكن أن نُسمِّيه بـ: المشروع الكونفوشي

الكتابات وتدوين التَّعاليم:

الغالبية العُظمى من تُراث كونفوشيوس كان تُراثاً شفهياً

ثمَّ تمَّ تدوين مبادئ الكونفوشية

في تسعٍ من الكتابات الصِّينية القديمة

تم تقسيم هذه الكتابات إلى قسمين

الكتابات الخمس التَّقليدية (وو-جينغ)

الكتابات الأربع (سيشو)

خَمَس اصطلاحات أساسية مفتاحية:

  1. جِي ين Jen
  2. تشون تسو Chun tzu
  3. لي Li
  4. “تي” Te
  5. “وين” Wen

  1. جِي ين Jen:

مُشتقة لُغوياً من حَرْفَيّ “الإنسان” و “الاثنين”

للتَّعبير عن العلاقة المِثالية التي يجب أن تسود بين النَّاس

هذه العلاقة المثالية بين البشر

يتم التَّعبير عنها من خلال قاعدة الأخلاق الذَّهبية:

“حبّ لأخيك ما تُحِبّ لنفسك!”

أو كما صاغها كونفوشيوس:

“لا تفعل للآخرين، ما لا تَوَدّ أن يفعلوه مَعَك”

لكن هذا التعبير سلبي

كونفوشيوس علَّم أنَّ الإنسان يجب أن يتحلَّى

بالطيبة، والإحسان، الحُبّ، والشَّفقة، والإحساس بالآخرين

جي ين تُعتبر أُمّ الفضائل من وِجْهَة نَظَر كونفوشيوس للحياة

وهو الشُّعُور بالإنسانية نحو الآخرين، والاحترام للنَّفس

من أقوال كونفوشيوس: “كُلُّ النَّاسِ إخوة وأخوات”

  1. تشون تسو Chun tzu

بمعنى: الشَّخص العظيم أو رفيع المنزلة

ويُقصد بها الإنسانية المُتفَوِّقة في أفضل أحوالها

فالإنسان الذي يُوصَف بأنَّه: تشون تسو

هو الشَّخص الرَّشيد السَّامي

وهو المُقابل للشَّخص التَّافه الحقير الوضيع الرخيص

ضَيِّق الأُفُق والتَّفكير

الشَّخص الذي يكون “تشون تسو” حقيقياً

يجب أن يتعلَّم أن يُواجه أي طارئ بدون غَضَب أو خَوف

فلا يُصبح مغروراً مُعجباً بنفسه إذا حقَّق نجاحاً

ولا هلوعاً جزعاً إذا أصابته ضرَّاء ومِحْنَة

  1. لي Li

معناه المقصود هو: الأدب واللَّباقة

أي الطَّريقة الصَّحيحة التي يجب أن يعمل بها الإنسان أو يتصرَّف بها

آمن كونفوشيوس أنَّه من غير الواقعي

الاعتقاد بأنَّ النَّاس بأنفسهم، يُمكن أن يُحدِّدوا بِحِكْمَة

كيف يجب أن يتصرَّفوا

أو ما هي طُرُق السُّلُوك الصَّحيحة

(أمال الناس هتتعلِّم منين؟!)

النَّاس يحتاجون إلى نماذج حَيَّة أو مثال يحتذونه

(طب والنماذج الحيَّة دي هتتعلِّم منين؟!)

التَّعليق على هذه الإشكالية

أراد كونفوشيوس تربية الشَّخص الصِّيني في هذه الاتِّجاهات:

  1. دِراية أو معرفة كَيْفِيَّة التَّصرُّف بصبر ودماثة مهما كانت الظُّرُوف
  2. الواجب أو الطَّريق الصَّحيح الذي يجب أن يَتِمّ العَمَل به
  3. المُناسب أو الملائم
  4. الرُّوح أو الإحساس الصَّحيح بالأشياء

إنَّ “لي” Li هو مُخطَّط الحياة التي يُمكن عيشها بِسُلُوك صحيح.

لذلك يُمكن اعتبار الكونفوشية دين

طبعاً المصدر الرَّئيسي لكل هذا في الكونفوشية

إمَّا التَّقاليد الصِّينية القديمة، أو آراء كونفوشيوس نفسه

وكونفوشيوس نفسه يُعتبر حاكِم على التَّقاليد الصينية القديمة

لذلك فإن الكونفوشية تُعتبر عبادة كونفوشيوس

بالمعنى المقصود في قوله تعالى:

﴿ٱتَّخَذُوٓاْ ‌أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ

وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ

لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 31]

  1. “تي” Te

تعني حرفياً: القُوَّة

ويُقصد بها: القُوَّة التي تحكم النَّاس (السُّلطة)

كونفوشيوس كان مُقتنعاً أنَّه لا توجد دولة في العالم

تستطيع أن تحكم جميع مواطنيها بالإكراه في كلّ الأوقات

ولا حتى جُزءً كبيراً منهم لِمُدَّة طويلة

ولابُدَّ أن تستند الحكومة في النِّهاية إلى قَبول رعاياها الحُرّ لَهَا

وإلى ثِقَة النَّاس بِهَا وتقديرهم لِمَا تقوم به

(طبعاً ده رأي كونفوشيوس وأنا مُجرَّد ناقل لرأيه)

كونفوشيوس كان يُعلِّم أنَّ

الأُمُور الثَّلاثة الأساسية لكُلّ حكومة هي:

الكفاءة الاقتصادية، الكفاءة العسكرية، ثِقَة الشَّعب بها

وأكَّد أنَّ ثِقَة الشَّعب أَهَمّ تِلْك الأُمُور الثَّلاثة

(طبعاً ده رأي كونفوشيوس وأنا مُجرَّد ناقل لرأيه)

من أقوال كونفوشيوس:

“لو لم يكن للشَّعب ثِقَة في حُكُومته، فإنَّها لا يُمكن أن تدوم”

أيضاً من أقوال كونفوشيوس:

“ترى السَّماء ما يراه الشَّعب،

وتُريد السَّماء ما يُريده الشَّعب”

كونفوشيوس كان يُعلِّم أنَّه لابد أن يشعر المواطنون

بأنَّ زُعماءهم أشخاص ذوو كفاءة وقُدْرَة

وأنَّهم يُكرِّسون أنسفهم بإخلاص لخدمة الصَّالح العام

وأنَّهم يمتلكون المِثال الأخلاقي النَّزيه والرَّحيم والحَسَن

الذي يُرغم الآخرين على احترامهم

إذا كان الزَّعيم مَلِكاً حقيقياً بالإجماع

تنبع مراسيمه وقوانينه من صلاحٍ ذاتيٍّ

فإنَّ مثل هذا المَلِك سيجمع حوله

بطانة نزيهين أمينين، مِمَّن لا يُمكن شراؤهم

وسيؤثِّر إخلاصهم الكامل لصلاح العامَّة

في تحويل ضمير الحُكَّام المَحَلِّيِّين

ومنهم سينتقل التَّأثير إلى الأسفل

ليُلْهِم مواطنيهم جميعاً بشكل عام

(طبعاً ده رأي كونفوشيوس وأنا مُجرَّد ناقل لرأيه)

من أقوال كونفوشيوس:

“إنَّ الجديرين بالحُكم

هُم فقط الذين يُفضِّلون الابتعاد عنه، والاعتذار عنه”

كونفوشيوس كان يُعلِّم أنَّ الخير إنَّما يتجسَّد في المُجتمع

لا من خلال القُوَّة ولا من خِلال القانون

وإنَّما من خِلال الأشخاص الذين نُعجب بهم ونحترمهم

  1. “وين” Wen

لفظة تُشير إلى فُنُون السَّلام

في مُقابل فُنُون الحرب

ويُقصد بها الموسيقى والفَنّ والشِّعر

ومجموع الثَّقافة في نمطها الرُّوحي والجمالي

لقد ثمَّن كونفوشيوس الفنون بنحوٍ كبير

لقُدرة الفَنّ على تحويل طبيعة الإنسان في اتِّجاه الفضيلة

أو بمعنى أصح، تأثير الفَنّ على الإنسان

وإمكانية استغلاله من أجل الصالح العام

خَمَس مواضيع أساسية:

الكونفوشية مُهتمَّة بخمس مواضيع أساسية:

  1. تقويم أو تصحيح الكلام.
  2. مَذْهَب الوَسَط.
  3. العِلَاقَات المُتبادلة الخَمْسَة الثَّابِتَة.
  4. الأُسْرَة.
  5. العُمْر.

  1. تقويم أو تصحيح الكلام.

يُقصد به تحرِّي العلاقة بين

الكلمات والفكر والحقائق الواقعية

فالدَّعوة إلى تقويم وتصحيح الكلام أو الأسماء

هي دعوة إلى عِلْمٍ معياريٍّ لدلالات الألفاظ

  1. مَذْهَب الوَسَط.

ضِمْن مجموعة الأسفار القانونية الكونفوشية: كتاب “الوَسَط”

الكلمتان الصِّينيتان اللَّتان تُشيران لمعنى الوسط هما:

“تشون” Chun و “يونغ” Yung

ومعناهما الحرفي: “الوَسَط” و “الثَّابت” (المُسْتَمِرّ)

فالوَسَط هو المَنْهَج أو الطَّريق

الذي يكون بشكلٍ ثابتٍ في المُنتصف

من أقوال كونفوشيوس: “لا إفراط في أيّ شيء”

  1. العِلَاقَات المُتبادلة الخَمْسَة الثَّابِتَة.

هذه العلاقات هي التي تُشكِّل

أساس وقاعدة الحياة الاجتماعية في مُخطَّط كونفوشيوس

وهي العلاقات التي تكون بين

  1. الوالد وأولاده
  2. الزَّوج وزوجته
  3. الأخوة الكبار وأخوتهم الصِّغار
  4. الصَّديق الكبير والصَّديق الأصغر سِنًّا
  5. الرَّاعي والرَّعِيَّة

كونفوشيوس كان يُعلِّم أنَّ صِحَّة المُجتمع

قائمة على تشكيل هذه العلِاقات الرَّئيسية بشكلٍ صحيح

كونفوشيوس وضَّح أنَّ هذه العِلاقات لابُدَّ أن تكون مُتبادلة

فينبغي على الأبوين أن يكونا مُحبِّين،

وعلى الأبناء أن يكونوا مُحترمين موقِّرين

ويجب على الإخوة الكبار أن يكونوا لطفاء ورُحماء بأخوتهم الصِّغار

في حين يجب على الأخوة الصِّغار أن يكونوا مُحترمين موقِّرين لأخوتهم الكبار

ويجب على الأزواج أن يكونوا طَيِّبين خَيِّرين

وعلى الزَّوجات أن يكُنَّ مُطِيعَات

وعلى الأصدقاء أن يكونوا مُراعين لشُعُور أصدقائهم الصِّغار

في حِين على الأصدقاء الصِّغار أن يكونوا مُبَجِّلين لِمَن هُم أكبر منهم

ويجب على الحُكَّام أن يكونوا مُحسنين

وعلى الرَّعِيَّة أن تُقدِّم الولاء والطَّاعة للحُكام

كان كونفوشيوس ينظر إلى النَّفس أو الذَّات الإنسانية

كعُقدة في شَبَكَة، وليس ككيان مُستقل

فالنَّفس عبارة عن نُقطة التقاء، تلتقي عندها الحيوات

من أقوال كونفوشيوس:

“إنَّك في الحقيقة لا تكون أبداً وَحْدَك عندما تَعْمَل،

كُلّ عَمَل تعمله يؤثِّر حتماً على شخصٍ آخر”

كونفوشيوس يؤكِّد ويُصِرّ على أنَّ للحُبّ مكانه الهام جداً في الحياة

لكنَّه يجب أن يكون مدعوماً من قبل المؤسَّسات الاجتماعية والأخلاقيات الجماعية

بمعنى أنَّ الحُبّ وحده لا يكفي،

فلابُدَّ أيضاً من الحزم والعدل والقوانين الصارمة

  1. الأُسْرَة.

إنَّ حقيقة أنَّ ثلاثة من العِلاقات المُتبادلة الخمس ترجع للعائلة

مؤشِّر واضح على مَدَى الأهمية التي كان كونفوشيوس يُوليها لمؤسَّسة العائلة

الافتراض الصِّيني التَّقليدي هو أنَّ العائلة هي الوِحْدة الأساسية للمُجتمع

والأدب الكونفوشي يزخر بقصص الأبناء المُخلصين والمُطيعين لآبائهم

والاحترام والإجلال لِكِبار السِّنّ مبدأ عام في الكونفوشية

من أقوال كونفوشيوس:

“واجب الأبناء نحو والديهم هو النَّبع الذي تنبع منه كلّ الفضائل”

  1. العُمْر.

العُمْر يستحِقّ التَّبجيل لقيمته الجوهرية بحِدّ ذاته

كلّ سَنَة مِن العُمر تمنح الإنسان تجارب ونُضُوجاً ومعرفة أكثر

ثلاث من العلاقات المُتبادلة الخمس،

تتركَّز وتتمحور حول احترام الإنسان للكبار وتبجيلهم وخدمتهم

سواء أكانوا أقرباء أم أصدقاء

أهمّ عقائد الدِّيانة الصِّينية القديمة

علينا أن نضع الكونفوشية ضِمْن الخَلْفِيَّة الدِّينية للصِّين القديمة

التي كان يعيش فيها كونفوشيوس

الكون بالنِّسبة للصِّينيين القُدماء

السَّماء والأرض في التَّصوُّر الصِّيني القديم

كانت عبارة عن وِحْدَة واحدة مُتَّصِلَة

والمقصود بهذا هو المكان والسَّاكنين فيه أيضاً

فالأرض والسَّماء حقلان مُتداخلان ببعضهما البعض

وعلى اتِّصال مُستَمِرّ ببعضهما البعض

السَّماء هي بالطَّبع العالم الأهَمّ بكثير جداً من عالم الأرض

فساكنو السَّماء أكثر وقاراً وجلالاً وسُلطتهم أكبر وأعمق

الذين يسكنون السَّماء هُم الأسلاف: “تي” Ti

يحكمهم سَلَف أسمى وأعلى: “شانغ تي” Shang Ti

والموت مُجرّد ارتقاء إلى حالة أكثر تشريفاً وأعلى مقاماً

في الصِّين القديمة كان الأموات يُعبدون بِكُلّ معنى الكلمة

وكونفوشيوس لم يفعل شيئاً لإيقاف عبادة الأسلاف

ولم يُنكر وجود أرواح الموتى

وكونفوشيوس نفسه يُعبد الآن ضِمن عبادة الأسلاف

من أقوال كونفوشيوس:

“الذي يُهين الآلهة لا يكون له أحد يُصلِّي إليه ويدعوه”

كونفوشيوس كان يرى أن هُناك في مكان ما في هذا الكون

طاقة أو قدرة في جانب الحَقّ

وآمن كونفوشيوس أنَّ هُناك قُوَّة انتدبته لنشر تعاليمه

فإنَّه كان يقول: “إنَّ السَّماء عَيَّنتني لتعليم هذه العقيدة”

(التَّعليق على هذه العبارة)

القرابين هي الطَّريقة الأساسية لتواصل أهل الأرض مع السَّماء

والحاكم يُطلق عليه لقب “ابن السَّماء”

وهو المسئول عن مُراقبة القرابين التي تُقدَّم للأسلاف

وكُلّ إدارة حاكمة تتخلَّف أو تتنكَّر لعبادة الأسلاف

تُعتبر فاقدة لحقِّها في الحُكم

والحياة تُعتبر خير في أساسيها

ولكنَّها تحتاج إلى التَّنظيم الأخلاقي

للحاكم والمحكوم على السَّواء

كل شيء يحصل على الأرض ينقسم في نظر الصِّينيين إلى نَوعَين

الأوَّل: الأشياء التي كان النَّاس يفعلونها عن قَصْدٍ ونِيَّة

الثَّاني: الأشياء التي تحصل للنَّاس دون أن يكون لهم أيّ دور فيها

هذه الأشياء يجب مُلاحظتها بكُلّ عناية

لأنَّ أهل السَّماء يلجئون للإشارات لإفهام أهل الأرض

حسب إيمان الصِّينيين القُدماء

بعض نُذُر الشُّؤم تظهر على سطح الجِسْم أو بداخله

مثل: حكة، عُطاس، وخزات، عثرات، رنين في الأذن، رفرفة للجفون

في حين كانت بعض نُذُر الشُّؤم الأخرى خارجية

مثل: الرَّعد، البرق، وأعمال الحشرات والطُّيُور والحيوانات

أنا هكتفي بهذا القدر في هذا الفيديو

لو حاز الفيديو على إعجابك فلا تنسى أن تضغط على زر أعجبني

ولا تنسى أن تقوم بمُشاركة الفيديو مع أصدقاءك المُهتمين بنفس الموضوع

ولو كنت قادراً على دعم ورعاية مُحتوى القناة

لو انت شايف إن هذا المُحتوى يستحق الدعم والرعاية

فقم بزيارة صفحتنا على باتريون، ستجد الرابط أسفل الفيديو

إلى أن نلتقي في فيديو آخر قريباً بإذن الله عز وجل

لا تنسوني من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading