القائمة إغلاق

قانون العهد الجديد – الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب: تحريف أقوال يسوع, لـ بارت إيرمان

Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why

العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب

المُحاضرة الـ(13): قانون العهد الجديد الجزء الأول

بداية قانون مسيحي

للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الصوتية)

[Eventually, some of these Christian books came to be seen not only as worthy of reading but as absolutely authoritative for the beliefs and practices of Christians. They became Scripture.] Page 29.

في النهاية، بعض هذه الكُتُب المسيحية بدأ يُنْظَر إليها على أنها ليست فقط كُتُب تَسْتَحِق القِراءَة, ولكن أيضًا ككُتُب مَوثُوق بها كُلِّيًة كمَصْدَر للمُعتَقَدات والـمُمارَسات الخاصة بالمسيحيين. لقد أصبحت كُتُب مُقدَّسَة.

أمر في غاية الأهمية: كون أن هذه الكتابات مَوثُوقَة ولها سُلطان وجَدِيرَة بالاحترام, لا يعني أنها كانت من وحي الله عز وجل !

يجب أيضاً مُلاحظة الآتي:

· لا يوجد أي نص في سفر من أسفار العهد الجديد بأكمله يُصرِّح بأن الكاتب كتب بوحي من الله عز وجل

· هُناك عشرات النصوص في جميع أنحاء العهد الجديد تدل دلالة قطعية على أن الكاتب اجتهد وبحث

على عتبة الكتاب المقدس: [إلهام العهد الجديد: لَيسَ لَدَينا في العَهْد الجَدِيد نُصُوص تُبْرِز رَسْمِيّاً أنه مُلْهَمٌ.][[1]]

نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى: [ثيئوفيلس أسقف أنطاكية (أسقفاً 169م, ت. بين 181 – 185م): ويرى البعض أن ثيئوفيلس هو أول من أوضح أن العهد الجديد هو موحى به, وأن الرُّسُل كانوا مُلهمين, وأن الأناجيل ورسائل بولس هي كلام إلهي مُقدَّس“.][[2]]

أرجوا مُراجعة:

·مدخل إلى العهد الجديد الـمُحاضرة الأولى مُقدِّمة

· http://alta3b.com/lect/intro-nt/1-intro

أقسام الكُتُب عند المسيحين:

· كتابات إلهيَّة تُوصِّل للخَلاص (كتابات قانونية اعتُبِرت فيما بعد موحى بها من الله)

· كتابات تَحْتَوِي على تَعالِيم صالِحَة وتَقِيَّة (كتابات صالحة للقراءة ولكن ليست قانونية)

· كتابات مُلَفَّقَة من اخْتِراع الهَراطِقَة (كتابات مُزيَّفة مُلفَّقة تحتوي على هرطقات)

[The formation of the Christian canon of scripture was a long, involved process, and I do not need to go into all the details here. As I have already indicated, in some sense Christians started with a canon in that the founder of their religion was himself a Jewish teacher who accepted the Torah as authoritative scripturefrom God, and who taught his followers his interpretation of it. The earliest Christians were followers of Jesus who accepted the books of the Jewish Bible (which was not yet set as a “canon,” once and for all) as their own scripture.] Page 29, 30.

لقد كانت عملية تشكُّل القائمة الرسمية للكتاب المقدس المسيحي عملية طويلة ومُعَقَّدَة، ولَسْتُ بحاجة إلى أن أدخل في كل التفصيلات هُنا. كما أشَرْتُ بالفعل من قبل، بدأ المسيحيون نوعًا ما بقانون مبني على أن مُنْشِئ دِيانَتهم هو نفسه مُعَلِّم يهوديّ قَبِلَ التَّوراة ككِتاب مُقدَّس مَوثُوق به مُوحى به من الله، وعلَّم تلاميذه تفسيره الخاص لها. المسيحيون الأوائل كانوا أتباعاً ليسوع الذي قَبِل الكُتُب الـمُكَوَّنَة للكِتاب الـمُقَدَّس اليَهُوديّ (الذي لم يُنَصَّب إلى الآن كـ قانونمرة واحدة وإلى الأبد) باعتبار هذه الكُتُب كتابهم الـمُقَدَّس الخاص.

مراجع رائعة تتكلم عن قانون العهد الجديد:

· Bart D. Ehrman: Lost Scriptures, Books That Did Not Make it into the NT.

· Bruce M. Metzger: The Canon of the NT, Its Origin, Development, and Significance.

· Caspar R. Gregory: Canon And Text Of The NT.

· Alexander Souter: The Text and Canon of the NT.

قاموس يوناني عربي لكلمات العهد الجديد والكتابات المسيحية الأولى: [(κανων) قانُون, دُسْتُور, قاعِدَة للسُلُوك, مَبْدَأ, مِعْيار, مِقْياس.][[3]]

[For the writers of the New Testament, including our earliest author, Paul, the “scriptures” referred to the Jewish Bible, the collection of books that God had given his people and that predicted the coming of the Messiah, Jesus.] Page 30.

في اصطلاح مؤلفي العهد الجديد، بما فيهم أقدم مؤلفينا، بولس، يُشير مصطلح الكُتُب الـمُقَدَّسَةإلى الكتاب المقدس اليهوديّ، وهو مجموعة الكُتُب التي كان الرب قد أعطاها لشعبه والتي تنبأت بالمسيح الآتي، يسوع.

روميا 1 / 1-4 (1 بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ 2 الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ 3 عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4 وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.)

Rom 1:2 ὃ προεπηγγείλατο διὰ τῶν προφητῶν αὐτοῦ ἐν γραφαῖς ἁγίαις

2 تيموثاوس 3 / 14-17 (14 وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفاً مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ. 15 وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 16 كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17 لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.)

2Ti 3:15 καὶ ὅτι ἀπὸ βρέφους τὰ ἱερὰ γράμματα οἶδας, τὰ δυνάμενά σε σοφίσαι εἰς σωτηρίαν διὰ πίστεως τῆς ἐν Χριστῷ ᾿Ιησοῦ.

أرجوا مُراجعة:

·كل الكتاب وكشف الكذاب للأخ مُعاذ عِليان

· http://eld3wah.net/html/m03az/kol-elkitab.htm

[It was not long, however, before Christians began accepting other writings as standing on a par with the Jewish scriptures. This acceptance may have had its roots in the authoritative teaching of Jesus himself, as his followers took his interpretation of scripture to be equal in authority to the words of scripture itself.] Page 30.

لم يدم الأمر طويلاً، على الرغم من ذلك ، قبل أن يبدأ المسيحيون في قبول الكتابات الأخرى باعتبارها تقف على قدم المساواة مع الكتب المقدسة اليهودية. هذا القبول ربما كان له جذوره في التعاليم الأصلية ليسوع نفسه، حيث أخذ تلاميذه تفسيره للكتاب المقدس باعتباره مساوياً في الموثوقية مع كلمات الكُتُب الـمُقدَّسَة نفسها.

[Jesus may have encouraged this understanding by the way he phrased some of his teachings. In the Sermon on the Mount, for example, Jesus is recorded as stating laws given by God to Moses, and then giving his own more radical interpretation of them, indicating that his interpretation is authoritative. This is found in the so called Antitheses recorded in Matthew, chapter 5. Jesus says, “You have heard it said, ‘You shall not commit murder’ [one of the Ten Commandments], but / say to you, ‘whoever is even angry with a brother or sister is liable to judgment.'” What Jesus says, in his interpretation of the Law, appears to be as authoritative as the Law itself. Or Jesus says, “You have heard it said, ‘You shall not commit adultery’ [another of the Ten Commandments]. But / say to you, ‘whoever looks at a woman to lust after her in his heart has already committed adultery with her.”‘] Page 30.

من الـمُحتَمَل أن يكون يسوع قد شَجَّعَ هذا الفهم من خلال إعرابه عن بعض تعاليمه. في أثناء موعظة الجبل على سبيل المثال تَمَّ تصوير المسيح باعتباره يُصَرِّح بقوانين أعطاها الرب لموسى، ثم يُعطي تَفسِيره الخاص الأكثر تَشَدُّداً لها، مُشِيراً إلى أن تفسيره هو الجدير بالاعتماد والقبول. هذا موجود فيما يُعرف في إنجيل متى بالـمُقابِلات، في الإصحاح الخامس. يقول يسوع: “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ (وهي واحدة من الوصايا العشر) وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ“. ما يقوله يسوع في سياق تفسيره للشريعة، يبدو مُماثِلاً في الموثوقية للشريعة نفسها. أو يقول يسوع: “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. (وهي وصية أخرى من الوصايا العشر) وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ“.

متى 5 / 21-22 (21 «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.)

متى 5 / 27-28 (27 «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.)

[On some occasions these authoritative interpretations of scripture appear, in effect, to countermand the laws of scripture themselves. For example, Jesus says, “You have heard it said, ‘Whoever divorces his wife should give her a certificate of divorce’ [a command found in Deut. 24:1], but / say to you that everyone who divorces his wife for reason other than sexual immorality, makes her commit adultery, and whoever marries a divorced woman commits adultery.” It is hard to see how one can follow Moses’ command to give a certificate of divorce, if in fact divorce is not an option.] Page 30, 31.

في بعض الـمُناسبات تبدو هذه التفسيرات الموثوقة للكتاب المقدس، في الواقع، ناسخة لشرائع الكتاب المقدس ذاتها. على سبيل المثال، يقول يسوع: “وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ (وهو أمر موجود في التثنية 24 :1) أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي“. من العسير أن نرى كيف يستطيع شخص أن يَتَّبِع أمر موسى بإعطاء كتاب طلاق، لو لم يكن الطلاق في حقيقة الأمر ليس خياراً.

متى 5 / 31-32 (31 «وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)

[In any event, Jesus’s teachings were soon seen to be as authoritative as the pronouncements of Moses – that is, those of the Torah itself. This becomes even more clear later in the New Testament period, in the book of 1 Timothy, allegedly by Paul but frequently taken by scholars to have been written in his name by a later follower. In 1 Tim. 5:18 the author is urging his readers to pay those who minister among them, and supports his exhortation by quoting “the scripture”.] Page 31.

على أية حال، أصبحت تعاليم يسوع يُنظر إليها باعتبارها تعاليم على الدرجة ذاتها التي تحتلها شرائع موسى التي هي شرائع التوراة ذاتها. هذا الأمر أصبح أكثر وضوحاً مؤخَّراً في زمن العهد الجديد، ففي الرسالة الأولى إلى أهل تيموثاوس، التي من المفترض أن بولس هو كاتبها وإن كان العلماء كثيراً ما يُعِدُّونَها مكتُوبة بواسطة أتباع مُتأخِّرُون نسبوها إليه. في 1 تيموثاوس 5 : 18 يَسْتَحِث المؤلف قُرّاءَه إلى أن يَدْفَعُوا لمن يَعِظُون بينهم، ويُدَعِّم هذا الحَثّ باقتباسٍ من الكُتُب الـمُقَدَّسة“.

[What is interesting is that he then quotes two passages, one found in the Torah (“Do not muzzle an ox that is treading,” Deut. 25:4) and the other found on the lips of Jesus (“A workman is worthy of his hire”; see Luke 10:7). It appears that for this author, Jesus’s words are already on a par with scripture.] Page 31.

الأمر الطريف أنه حينئذ اقتبس فقرتين، واحدة من التوراة (“لاَ تَكُمَّ ثَوْراً دَارِساًتثنية 25 : 4) والأخرى جاءت من كلمات يسوع (“وَالْفَاعِلُ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُلوقا 10 : 7). يبدو أنه بالنسبة لهذا المؤلف، كانت أقوال يسوع على قدم المساواة بالفعل مع الكُتُب الـمُقَدَّسَة.

1 تيموثاوس 5 / 18لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «لاَ تَكُمَّ ثَوْراً دَارِساً، وَالْفَاعِلُ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ».

1Ti 5:18 λέγει γὰρ ἡ γραφή· βοῦν ἀλοῶντα οὐ φιμώσεις· καί· ἄξιος ὁ ἐργάτης τοῦ μισθοῦ αὐτοῦ.

[Nor was it just Jesus’s teachings that were being considered scriptural bythese second or third generation Christians. So too were the writings of his apostles. Evidence comes in the final book of the New Testament to be written, 2 Peter, a book that most critical scholars believe was not actually written by Peter but by one of his followers, pseudonymously. In 2 Peter 3 the author makes reference to false teachers who twist the meaning of Paul’s letters to make them say what they want them to say, “just as they do with the rest of the scriptures” (2 Pet. 3:16). It appears that Paul’s letters are here being understood as scripture.] Page 31.

ولم تكن تعاليم يسوع فحسب هي التي كان الجيلان المسيحيان الثاني والثالث يعتبرانها كُتُباً مُقَدَّسًة. كانت كتابات رسله أيضاً تُعْتَبَر كذلك. الدليل على ذلك يأتي من آخر أسفار العهد الجديد كتابةً، أي: رسالة بطرس الثانية، وهو السفر الذي يَعْتَقِد مُعظَم عُلَمَاء النَّقْد أنه لم يُكْتَب في الحقيقة بقلم بطرس وإنما بقلم واحد من أتباعه، الذي كَتَبَه تحت اسم مستعار. في رسالة بطرس الثانية, الإصحاح الثالث يُشِير المؤلف إلى أن الـمُعَلِّمِين الكَذَبَة يُحَرِّفُون معنى رسائل بولس لِيجعَلُوها تَقُول ما يريدونها أن تقوله يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضا” (2 بط 3 : 16 ). يبدو أن رسائل بولس قد فُهِمَت ها هُنا على أنها كُتُب مُقَدَّسَة.

[Soon after the New Testament period, certain Christian writingswere being quoted as authoritative texts for the life and beliefs of the church. An outstanding example is a letter written by Polycarp, the previously mentioned bishop of Smyrna, in the early second century. Polycarp was asked by the church at Philippi to advise them, particularly with respect to a case involving one of the leaders who had evidently engaged in some form of financial mismanagement within the church (possibly embezzling church funds).] Page 31, 32.

بعد عصر العهد الجديد بقليل، بعض الكتابات المسيحية كانت تُقْتَبَس كنصوص رسمية نافعة لحياة ومعتقدات الكنيسة. الرسالة التي كتبها بوليكاربوس أسقف سميرنا المذكور سابقاً في بداية القرن الثاني تُعْتَبَر مِثالاً بارِزاً. لقد طَلَبَت كنيسة فيلبي النصيحة من بوليكاربوس، فيما يتَعَلَّق تحديداً بقضية تمس واحدًا من القادة والذي كان من الواضح أنه تَوَرَّطَ في بعض أشكال سُوء الإدارة المالية داخل الكنيسة (ربما اختلاس أموال تخص الكنيسة).

[Polycarp’s letter to the Philippians, which still survives, is intriguing for a number of reasons, not the least of which is its propensity to quote earlier writings of the Christians. In just fourteen brief chapters, Polycarp quotes more than a hundred passages known from these earlier writings, asserting their authority for the situation the Philippians were facing (in contrast to just a dozen quotations from the Jewish scriptures); in one place he appears to call Paul’s letter to the Ephesians scripture. More commonly, he simply quotes or alludes to earlier writings, assuming their authoritative status for the community.”] Page 31, 32.

رسالة بوليكاربوس إلى أهل فيلبي، التي ما زالت باقية إلى الآن، هي رسالة مُثِيرَة لعدد من الأسباب، ليس أقلها نُزُوعها إلى الاقتباس من كتابات أقْدَم تَخُص المسيحيين. ففي أربعة عشر فصلاً فقط، يَقْتَبِس بوليكاربوس أكثر من مائة فقرة معروفة من تلك الكتابات الأقدم، مُصَرِّحاً بسُلطانِها على الوضع الذي كان أهل فيلبي يواجهونه (على الوجه الآخر: اثنا عشر اقتباساً فقط من الكُتُب الـمُقَدَّسَة اليهودية)؛ وفي أحد المواضع يبدو وكأنه يُطْلِق على رسالة بولس إلى أهل أفسس كتاباً مُقَدَّسَا. من الـمُعتاد كثيراً، أن يقتبس ببساطة من أو يشير إلى كتابات أقدم، مُصَوِّرًا للمجتمع كونها كتابات موثوقا بها.

[Some time before the letter of Polycarp, we know that Christians were hearing the Jewish scriptures read during their worship services. The author of 1 Timothy, for example, urges that the letter’s recipient “pay close attention to [public] reading, to exhortation, and to teaching” (4:13). As we saw in the case of the letter to the Colossians, it appears that letters by Christians were being read to the gathered community as well. And we know that by the middle of the second century, a good portion of the Christian worship services involved the public reading of scripture.] Page 32.

في وقت ما قبل رسالة بوليكاربوس، نعلم أن المسيحيين كانوا يستمعون إلى الكُتُب الـمُقَدَّسَة اليهودية تُقرأ أثناء تأديتهم الطقوس التَّعَبُّدِيِّة. كاتب رسالة تيموثاوس الأولى على سبيل المثال يُحفِّز مُسْتَلِم الرسالة أن اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ (أي العامَّة) وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ” (4 : 13). وكما رأينا في حالة الرسالة إلى أهل كولوسي، يبدو أن رسائل المسيحيين كانت تُقرأ إلى المجموعة الـمُجْتَمِعَة أيضًا. ونعلم أيضًا أنه قريبًا من مُنْتَصَف القرن الثاني، نصيبًا جيداً من طقوس العبادة المسيحية كان يتضمن القراءة العامة للكُتُب الـمُقَدَّسَة.

1 تيموثاوس 4 / 16 لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذَلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هَذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضاً.

[In a much discussed passage from the writings of the Christian intellectual and apologist Justin Martyr, for example, we get a glimpse of what a church service involved in his home city of Rome: “On the day called Sunday, all who live in cities or in the country gather together to one place, and the memoirs of the apostles or the writings of the prophets are read, as long as time permits; then, when the reader has ceased, the president verbally instructs, and exhorts to the imitation of these good things …” (1 Apology 67)] Page 32.

في فقرة من كتابات الـمُفَكِّر المسيحي وعالم الدِّفاعِيّات يوستينوس الشهيد والتي كثيراً ما تناولتها ألسِنَة الـمُتَناقِشِين على سبيل المثال لدينا لمحة عمّا ضَمَّته الخِدمَة الكَنَسِيَّة في مدينته الأم روما: “في اليوم الـمُسَمّى يوم الأحد، كُل من يَعِيش في الـمُدُن أو في البَلَد يجتمعون سويًا إلى مكان واحدٍ، و تُقرأ مُذَكّرات الرُّسُل أو كتابات الأنبياء، بحسب ما يسمَح الوقت؛ ثمَّ عندما يَتَوقَّف القارئ، يُلقِي القسيس التعاليم، ويعظ باحتذاء هذه الأعمال الطَّيِّبَة … ” (الدِّفاع الأول : 67)

[It seems likely that the liturgical use of some Christian texts – for example, “the memoirs of the apostles,” which are usuallyunderstood to be the Gospels – elevated their status for most Christians so that they, as much as the Jewish scriptures (“the writings of the prophets”), were considered to be authoritative.] Page 32.

يبدو على الأرجح أن الاستخدام الليتورجي (الطقسي) لبعض النصوص المسيحية على سبيل المثال – “مُذَكّرات الرُّسُلالتي عادة ما تُفهم على أنها الأناجيل أعْلَت من مَكانة هذه النصوص لدى مُعْظَم المسيحيين حتى إنها كانت تُعَدُّ، بقدر الكتابات المقدسة اليهودية (“كتابات الأنبياء“)، جَدِيرة بالاعتماد والقَبُول (authoritative).

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


[1]جورج سابا: على عتبة الكتاب المقدس, منشورات المكتبة البولسية صـ136.

[2]تادرس يعقوب ملطي: نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية صـ30.

[3]رهبان دير أنبا مقار: قاموس يوناني عربي لكلمات العهد الجديد والكتابات المسيحية الأولى, دير القديس أنبا مقار صـ71.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: