القائمة إغلاق

قانون العهد الجديد – الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب: تحريف أقوال يسوع, لـ بارت إيرمان

Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why

العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب

المُحاضرة الـ(14): قانون العهد الجديد الجزء الثاني

ماركيون وتكوين القانون

للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الصوتية)

[We can trace the formation of the Christian canon of scripture a bit more closely still, from the surviving evidence. At the same time that Justin was writing in the mid second century, another prominent Christian was also active in Rome, the philosopher teacher Marcion, laterdeclared a heretic.] Page 33.

يُمكِنُنا تَعَقُّب تَشَكُّل القائمَة الرَّسْمِيَّة للكِتاب الـمُقَدَّس المسيحي حتى الآن عن قرب أكثر من خلال الأدلَّة الموجودة بين أيدينا. في الوقت ذاته الذي كان يوستينوس يكتب فيه في مُنتَصَف القرن الثاني، كان كاتبٌ مسيحيّ بارِزٌ آخر يُمارِس نشاطه في داخل روما، وهو الفيلسوف الـمُعَلِّم ماركيون، الذي حُكِمَ عليه فيما بعد بالهرطقة.

الفِرَق المُهرطقة المُختلفة:

· اختلاف حول المسيح عليه السلام

o المسيح عليه السلام إنسان فقط (الإبيونِيّون)

o المسيح عليه السلام إنسان وإله في الوقت نفسه (أتباع أثناسيوس الرسولي)

o المسيح عليه السلام إله فقط (بعض الغُنُوصِيّين والدُويستِيّة)

· اختلاف حول الإله الـمُستحق للعبادة

o الاعتراف بإله واحد فقط وهو إله العهد القديم ونفي الألوهية عن أي كائن آخر (الإبيونِيّون)

o الاعتراف بأكثر من إله

§ إله للخير وإله للشر يتصارعون ويحاربون بعضهما البعض (ماركيون, الدويستية)

§ إله كبير عظيم وكائنات إلهية كثيرة جداً لا تُعَد ولا تُحصى (فرق غنوصية)

نظرية الأرثوذكسية والهرطقة في بداية التاريخ المسيحي:

· جميع الفرق الـمُختلفة في بداية التاريخ المسيحي هم ينسبون للمسيحية

· مُصطلح أرثوذكسي تعني صاحب الإيمان الصحيح السليم

· مُصطلح مُهرطق تعني من اختار أن يعتنق الباطل وترك الحق عمداً

· كل فرقة من الفرق المسيحية الـمُختلفة كانت تدعي أنها على الأرثوذكسية

· وكل فرقة من الفرق المسيحية الـمُختلفة كانت تدعي أن من يُخالفها مُهرطقة

· تم تحديد اسم الأرثوذكسيةكفرقة عندما أيَّدَ قُسطنطين أثناسيوس وأصبحت عقيدته هي عقيدة الإمبراطورية الرسمية

· منذ ذلك الحين أصبح أتباع أثناسيوس هم الأرثوذكسبحُكم الإمبراطور

· وأصبح كل من يُخالف أثناسيوس مُهرطقبحُكم الإمبراطور

[Marcion is an intriguing figure in many ways. He had come to Rome from Asia Minor, having already made a fortune in what was evidently a shipbuilding business. Upon arriving in the Rome, he made an enormous donation to the Roman church, probably, in part, to get in its good favor.] Page 33.

ماركيون كان شَخْصِيَّة مُثِيرَة للاهتمام لكثير من الأسباب. فهو كان قد جاء إلى رُوما من آسيا الصُّغْرى، وكان بالفعل قد كَوَّن ثَرْوَة من أعْمال واضح أنها مُتَعَلِّقَة بِبِناء السُّفُن. عند وُصُولِه إلى روما، تَبَرَّعَ لِلكَنِيسَة في رُوما بِمَبْلَغ طائل، رُبَّما، جُزْئياً، لِكَيّ يكون من الـمُفَضَّلين لدى الكنيسة.

[For five years he stayed in Rome, spending much of his time teaching his understanding of the Christian faith and working out its details in several writings. Arguably his most influential literary production was not something he wrote but something he edited. Marcion was the first Christian that we know of who produced an actual “canon” of scripture – that is, a collection of books that, he argued, constituted the sacred texts of the faith.] Page 33.

وقد ظَلَّ في رُوما لِمُدَّة خمس سنوات، مُنْفِقاً كثيراً من وقته في تعليم مفهومه عن الإيمان المسيحي وفي كتابة تفاصيل هذا الإيمان في العديد من الكتابات. لم يكن عمله الأكثر تأثيراً هو شيء قام بكتابته ولكن شيء قام بتعديله. لقد كان ماركيون هو أول مسيحي نعرفه قام بإنتاج قانونفعلي للكتاب المقدس. أي مجموعة من الكُتُب التي، كما زَعَمَ، تَضُمُّ النُّصُوص الـمُقَدَّسة النافعة للإيمان.

نُقطة في غاية الأهمية:

· كُل مسيحي كان يُعلِّم فهمه الخاص عن المسيحية

· وحتى يومنا الحالي هُناك اختلاف كبير بين المسيحين حول تفاسير النصوص

o سواء كان هذا الاختلاف التفسيري حول كلام المسيحي أو كلام بولس

· وقد يكون هُناك اختلافات بين الفرق الإسلامية الـمُختلفة ولكن:

o المسلمون لديهم الأدلة والبراهين والتراث والتاريخ الذي يجعلهم يصلون إلى الحق بشكل قاطع

o المسيحيون ليس لديهم هذا, لذلك كل فرقة تدعي الحق بدون دليل أو برهان يفصل بينهم

[To make sense of this initial attempt to establish the canon, we need to know a bit about Marcion’s distinctive teaching. Marcion was completely absorbed by the life and teachings of the apostle Paul, whom he considered to be the one “true” apostle from the early days of the church.] Page 33.

لكي نَفْهَم هذه الـمُحاوَلَة الأوَّلِيَّة لِتَشْكِيل قائمة رَسْمِيَّة للكتاب الـمُقَدَّس، نحتاج إلى أن نَعْرِف قليل من المعلومات حول التعليم الفريد  لماركيون. لقد كان ماركيون تَشَرَّب بشكل تام حياة وتعاليم الرسول بولس، الذي اعتبره الرسول الوحيد الحقيقيمن الأيام الأولى للكنيسة.

نُقطة في غاية الأهمية:

· لا يجب أن نستغرب أبداً أن مُهرطق مثل ماركيون خرج بهرطقته من كتابات بولس

· فإن المسيحيين الحاليين ينسبون للأناجيل الأربعة ورسائل بولس ما ليس فيها أصلاً

o المسيحيون الحاليون يقولون بأن العهد الجديد يحتوي على ألوهية المسيح والتجسُّد والتأنّس والثالوث وهذا غير صحيح

· ثم إن الغنوصيين على سبيل المثال وجدوا هرطقتهم في إنجيل يوحنا

[In some of his letters, such as Romans and Galatians, Paul had taught that a right standing before God came only by faith in Christ, not by doing any of the works prescribed by the Jewish law. Marcion took this differentiation between the law of the Jews and faith in Christ to what he saw as its logical conclusion, that there was an absolute distinction between the law on the one hand and the gospel on the other. So distinct were the law and the gospel, in fact, that both could not possibly have come from the same God. Marcion concluded that the God of Jesus (and Paul) was not, therefore, the God of the Old Testament.] Page 33.

في بعض من رسائله، مثل الرسائل إلى أهل رومية وأهل غلاطية، كان بولس يُعَلِّم أن التَّبرير أمام الله يجيء فقط من الإيمان بالمسيح، وليس بأداء أيٍ من الأعمال التي فرضتها الشريعة اليهودية. أخذ ماركيون هذا الاختلاف بين شريعة اليهود وبين الإيمان بالمسيح للوصول إلى ما رأى أنه نتيجة منطقية لذلك، وهي أن هُناك تَمايُز مُطْلَق بين الشريعة من ناحية وبين الإنجيل من ناحية أخرى. لقد كانت الشريعة مُختلفة تماماً عن الإنجيل في الواقع لدرجة أن كُلّاً مِنْهُما لا يُمْكِن أن يكون قد جاء من نفس الإله. استنتج ماركيون أن رب يسوع (وبولس) لم يكن لهذا السبب الإله ذاته الذي أوحى العهد القديم.

[There were, in fact, two different Gods: the God of the Jews, who created the world, called Israel to be his people, and gave them his harsh law; and the God of Jesus, who sent Christ into the world to save people from the wrathful vengeance of the Jewish creator God.] Page 33, 34.

لقد كان ثمة في الواقع إلهين اثنين مُخْتَلِفَين: إله اليهود، الذي خلق العالم، ودعا إسرائيل ليكونوا شعبه الخاص، وأنزل إليهم قانونه الصَّعب؛ وإله يسوع، الذي أرسل المسيح إلى العالم لينقذ بني البشر من الانتقام القاسي لرب اليهود الخالق.

[Marcion believed this understanding of Jesus was taught by Paul himself, and so, naturally, his canon included the ten letters of Paul available to him (all those in the New Testament apart from the pastoral Epistles of 1 and 2 Timothy and Titus); and since Paul sometimes referred to his “Gospel”, Marcion included a Gospel in his canon, a formof what is now the Gospel of Luke. And that was all. Marcion’s canon consisted of eleven books: there was no Old Testament, only one Gospel, and ten Epistles.] Page 34.

آمن ماركيون بأن هذا المفهوم عن يسوع هو ما بَشَّرَ به بولس نفسه، وهكذا، ضَمَّت قائمته الرسمية للكُتُب الـمُقَدَّسة الرسائل العشر التي كتبها بولس التي كانت متاحة له (هذه الرسائل جميعها موجودة في العهد الجديد ما عدا الرسائل الرَّعَوِيَّة وهي الرسالتين الأولى والثانية إلى تيموثاوس وتيطس)؛ وبما إن بولس كان يُشِير أحياناً إلى إنجيله، فقد ضَمَّ ماركيون إنجيلاً (Gospel) إلى قائمته، وهي شكل من الإنجيل الذي نعرفه الآن, المنسوب إلى لوقا. وهذا كل ما في الأمر. لقد تَكَوَّنَت قائمة ماركيون من أحد عشر كتاباً: لم يكن ثَمَّة عهد قديم، إنجيل واحد فقط، وعشر رسائل.

لاحظ هذه النقطة في غاية الأهمية:

· عندما قُمنا بتقسيم رسائل بولس إلى ثلاثة أقسام:

o رسائل نعلم يقيناً أن بولس كتبها

o رسائل تدور حولها الشك: هل كتبها بولس أم لا

o رسائل نعلم يقيناً أن بولس لم يكتبها

· لاحظ أن ماركيون لم يُضف في قانونه الآتي: تيموثاوس الأولى والثانية وتيطس

· لعل ماركيون بالفعل كان تلميذاً لبولس فعلم ما كتبه وما لم يكتبه

· لذلك نجد أن علماء المسيحيين يقولون أيضاً بما يُوافق هذا

· لاحظ أيضاً أن المسيحيين يقولون بشكل عام أن الإنجيل المنسوب حالياً لـ لوقا

· ولوقا هذا كان تلميذا لبولس, هل هذه صدفة, اتفاق المسيحيين مع ماركيون في آرائه ؟

[But not only that: Marcion had come to believe that false believers, who did not have his understanding of the faith, had transmitted these eleven books by copying them, and by adding bits and pieces here and there in order to accommodate their own beliefs, including the “false” notionthat the God of the Old Testament was also the God of Jesus. And so Marcion “corrected” the eleven books of his canon by editing out references to the Old Testament God, or to the creation as the work of the true God, or to the Law as something that should be followed.] Page 34.

ليس ذلك فحسب: بل كان ماركيون يَعْتَقِد أن المؤمنين الكاذبين، الذين لم يكن لديهم مَفْهُومه عن الإيمان، قد نَقَلُوا هذه الأحد عشر كتاباً عَبْر نَسْخِها، وقاموا بإضافة أجزاء من هنا ومن هنالك لكي تَتَماشى مع مُعْتَقَداتِهِم الخاصَّة، من بينها  مفهومهم الباطلعن أن إله العهد القديم أنه كان أيضاً إله يسوع. وهكذا صحَّحماركيون الكُتُب الأحد عشر الـمُكَوِّنَة لقائمَتِه عَبْرَ حَذْف الإشارات إلى إله العهد القديم، أو إلى الخليقة باعتبارها عمل الإله الحق، أو إلى الشريعة باعتبارها شيء يَنْبَغِي الالتزام به.

وجهات النظر التي قد يعتقدها المسيحي ويُحرِّف من أجلها:

· في بداية المسيحية: الكتاب الـمُقدَّس كتاب بشري جداً يُمكن أن نجد فيه أخطاء فنُصحِّحها

· في بداية المسيحية: الكتاب الـمُقدَّس مكتوب بالروح القدس, وأنا مسيحي يحلّ عليّ روح القدس, فأستطيع التغيير

· الكتاب الـمُقدَّس لا يحتوي على أخطاء ولكن, هُناك هراطقة حرَّفوا الكتاب, ونحن نصحح التَّحريف

[As we will see, Marcion’s attempt to make his sacred texts conform more closely to his teaching by actually changing them was not unprecedented. Both before and after him, copyists of the early Christian literature occasionally changed their texts to make them say what they were already thought to mean.] Page 34.

كما سَنَرى، مُحاوَلَة ماركيون لجعل نُصُوصه الـمُقَدَّسَة تواءم بشكل أكثر إحكاماً مع تعاليمه عَبْر تَحْرِيفها لم تكن أمراً جديداً. فَقَبْلَهُ وبَعْدَهُ على حَدٍّ سَواء، حَرَّفَ نُسّاخ الأدب المسيحي الـمُبَكِّر من وقت لآخر نُصُوصَهُم لِيَجْعَلُوها تَقُول ما يَعْتَقِدُون أنها تُعْنِيه بالفعل.

التَّحريف كان مُبكِّراً جداً:

· الفرق المسيحية الـمُختلفة اتهمت بعضها البعض بالتحريف

· الوثنيون اتَّهموا المسيحيين بأنهم حرَّفوا الكتاب الـمُقدَّس

· المسيحيون الأرثوذكساتَّهموا الهراطقة بأنهم حرَّفوا الكتاب الـمُقدَّس

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: