بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب: تحريف أقوال يسوع, لـ بارت إيرمان
Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why
العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
المُحاضرة الـ(22): تغيير أو تحريف النُّصُوص
مشقَّة النَّسخ وأسباب التَّحريف المُتعمَّد
للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الصوتية الأولى) (المُحاضرة الصوتية الثانية)
[It would be a mistake, however, to assume that the only changes being made were by copyists with a personal stake in the wording of the text. In fact, most of the changes found in our early Christian manuscripts have nothing to do with theology or ideology.] Page 55.
يخطئ، مع ذلك، من يفترض أن التَّغييرات الوحيدة التي كانت تحدث كانت تقع عن طريق نُسّاخ فعلوا ذلك بمُخاطرة شخصية عبر تدخلِّهم الـمُتَعَمّد في صياغة النَّص. في الواقع، غالبية التَّغييرات الموجودة في مخطوطاتنا المسيحية الـمُبَكِّرة ليس لها علاقة باللاهوت ولا بالأيديولوجيا.
[Far and away the most changes are the result of mistakes, pure and simple—slips of the pen, accidental omissions, inadvertent additions, misspelled words, blunders of one sort or another.] Page 55.
مُعْظَم التَّغييرات إلى حدٍّ بعيد هي نتاج لأخطاء محضة وبسيطة ـ أخطاء القلم، حذف بالخطأ، إضافات ناتجة عن الإهمال، أخطاء في التَّهجِّي، أغلاط من هذا النوع أو ذاك.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· كان يتم تحريف الكُتُب الـمُقدَّسة لأسباب كثيرة جداً
· حتى يستطيع النّاقِد النَّصِّي أن يُعيد تكوين الأصل المفقود, يجب عليه أن يستنتج سبب التَّحريف
· ليست كل التَّحريفات لأسباب لاهوتية, ولكن هذا لا يعني أن التَّحريفات اللاهوتية هي أهم التحريفات !
· هل تعلم أن هُناك علماء يقولون إن نص تيموثاوس الأولى 3 / 16 “الله ظهر في الجسد” تم تحريفه بدون قصد ؟!
· هل تعلم أن هُناك علماء يقولون إن نص يوحنا الأولى 5 / 7 “الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد” أيضاً كذلك ؟!
· ولكن هل هذا ينفي أن هذا التَّحريف في غاية الخطورة ؟ وأن المسيحيين الآن مُتمسِّكين بالنَّص الـمُحرَّف بشكل غير معقول ؟!
[Scribes could be incompetent: it is important to recall that most of the copyists in the early centuries were not trained to do this kind of work but were simply the literate members of their congregations who were (more or less) able and willing.] Page 55.
لقد كان النُّسّاخ غير مؤهلين: من الـمُهِمّ أن نتذكَّر أن مُعْظَم النُّسّاخ في القُرُون الأولى لم يكونوا مُدَرَّبِين للقِيام بهذا النوع من العَمَل بل كانوا بِبَساطة أفراداً مُتَعَلِّمِين من بين أعضاء كنائسهم وكانوا ( بصورة أكبر أو أقل) قادرين على القِيام بذلك وراغبين فيه.
[Even later, starting in the fourth and fifth centuries, when Christian scribes emerged as a professional class within the church, and later still when most manuscripts were copied by monks devoted to this kind of work in monasteries—even then, some scribes were less skilled than others.] Page 55.
حتى بعد ذلك، بِدءً من القرنين الرابع والخامس، عندما ظهر النُّسّاخ المسيحيون كطبقة مُحْتَرِفَة داخل الكنيسة، وفيما بعد حينما كانت مُعْظَم المخطوطات تُنسَخ بمعرفة رهبان مكرَّسين لهذا النوع من العمل داخل الأديرة – حتى في ذلك الوقت، كان بعض النُّسّاخ أقل براعة من الآخرين.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· لماذا نجد نُسّاخاً مُحترفين في القرنين الرابع والخامس الميلادي ؟
· لأن في مجمع نقية 325م فاز أثناسيوس في مُناظرته مع آريوس وقام الإمبراطور قسطنطين بتدعيم عقيدة أثناسيوس
· وأصبحت عقيدة أثناسيوس وديانته هي عقيدة وديانة الإمبراطورية الرومانية
· لاحظ أخي الكريم: المخطوطات الكبيرة الضخمة لا تظهر إلا في القرن الرابع والخامس, لماذا ؟
· عمل مخطوطة ضخمة مثل المخطوطة السينائية تحتاج إلى مال وفير, ومثل هذا المال لا يملكه إلا القليل جداً من الناس
· ولكن عندما دعَّم الإمبراطور قسطنطين المسيحية, قام بعمل خمسين نُسخة من الكتاب المقدس !
[At all times the task could be drudgery, as is indicated in notes occasionally added to manuscripts in which a scribe would pen a kind of sigh of relief, such as “The End of the Manuscript. Thanks Be to God!” Sometimes scribes grew inattentive; sometimes they were hungry or sleepy; sometimes they just couldn’t be bothered to give their best effort.] Page 55.
Note 14: For other notes added to manuscripts by tired or bored scribes, see the examples cited in Metzger and Ehrman, Text of the New Testament, chap. 1, sect. iii.
في جميع الأوقات كان هذا العمل شاقاً، كما يُشير إلى ذلك بعض الملاحظات التي تم إضافتها للمخطوطات والتي فيها يكتب أحد النُّسّاخ نوعاً من أنواع تَنَهُّد الارتياح مثل: “نهاية المخطوطة. الشُّكر لله !” في بعض الأحيان النُّسّاخ يكونون في غفلة, وأحياناً يكونون جوعى أو شاعرين بالنُّعاس، وفي أحايين أخرى يكونون غير معنيين بتقديم أفضل ما عندهم فحسب.
أمثلة أخرى من كتاب Text of the New Testament:
[A typical colophon found in many non-biblical manuscripts reveals in no uncertain terms what every scribe experienced: “He who does not know how to write supposes it to be no labor; but though only three fingers write, the whole body labors.”] Page 29.
[A traditional formula appearing at the close of many manuscripts describes the physiological effects of prolonged labor at copying: “Writing bows one’s back, thrusts the ribs into one’s stomach, and fosters a general debility of the body.”] Page 29.
[In an Armenian manuscript of the Gospels, a colophon complains that a heavy snowstorm was raging outside and that the scribe’s ink froze, his hand became numb, and the pen fell from his fingers! It is not surprising that a frequently recurring colophon in manuscripts of many kinds is the following comparison: “As travellers rejoice to see their home country, so also is the end of a book to those who toil [in writing].”] Page 29.
[The margins of a ninth-century Latin manuscript of Cassiodorus’ commentary on the Psalms contain a variety of commonplace remarks written in Irish. For example: “It is cold today.” “That is natural; it is winter.” “The lamp gives a bad light.” “It is time for us to begin to do some work.” “Well, this vellum is certainly heavy!” “Well, I call this vellum thin!” “I feel quite dull today; I don’t know what’s wrong with me,”] Page 32.
لاحظ الآتي:
· جميع هذه الـمُلاحظات تُشير إلى أن عملية النَّسخ عملية شاقة جداً ومُملَّة
· هذا يؤثِّر على جودة النَّسخ, ويؤثِّر أيضاً على حجم إنتاجية الكُتُب
[Even scribes who were competent, trained, and alert sometimes made mistakes. Sometimes, though, as we have seen, they changed the text because they thought it was supposed to be changed.] Page 55.
وحتى النُّسّاخ الذين اتَّسَمُوا بالكفاءة واليَقَظَة ونالوا قِسْطاً من التَّدْرِيب كانوا يقعون أحياناً في الأخطاء. في بعض الأحيان، رغم ذلك، قاموا بتغيير النَّص، كما رأينا، لأنهم اعتقدوا أنه كان من المفترض أن يتم تغييره.
[This was not just for certain theological reasons, however. There were other reasons for scribes to make an intentional change—for example, when they came across a passage that appeared to embody a mistake that needed to be corrected, possibly a contradiction found in the text, or a mistaken geographical reference, or a misplaced scriptural allusion. Thus, when scribes made intentional changes, sometimes their motives were as pure as the driven snow.] Page 55, 56.
رغم ذلك، لم يكن ذلك فحسب ناتجاً عن أسباب لاهوتية مُعيَّنَة. لقد كانت هناك أسباب أخرى من وجهة نَظَر النُّسّاخ تجعلهم يقومون بتغييرات عمدية – على سبيل المثال، عندما كانوا يأتون أمام فقرة بدت وكأنها تمثل خطئاً يجب تصحيحه، غالباً تناقض موجود في النَّص، أو إشارة جُغرافية خاطئة، أو عزو خاطئ للعهد الجديد. لذا، عندما أحدث النُّسّاخ تغييرات مقصودة, كانت دوافعهم بنقاء الثَّلج الأبيض.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· النّاسِخ كان بإمكانه إيجاد الأعذار التي تُتيح له فُرصة تحريف الكُتُب الـمُقدَّسة
· أنواع الأخطاء التي كان يجدها النّاسِخ في الكُتُب الـمُقدَّسة:
o أخطاء علمية.
o أخطاء تاريخية.
§ اختلاف بين ما قيل في العهد الجديد وما قيل في العهد القديم.
§ اختلاف بين ما قيل في العهد القديم أو الجديد وما هو معروف تاريخياً.
o أخطاء جغرافية.
· هُناك تناقضات بين نصوص الكتاب:
o تناقضات بين الأناجيل في القصة الواحدة.
o تناقضات بين أقوال الأسفار حول موضوع واحد.
· ليس من الضروري أن يعتقد النّاسِخ أن هذا الخطأ كتبه المؤلِّف في وثيقته الأصلية
[But the changes were made nonetheless, and the author’s original words, as a result, may have become altered and eventually lost.] Page 56.
لكنّ على كل حال التغييرات حدثت بالفعل، وكلمات المؤلفين الأصلية، نتيجة لذلك، ربما قد حُرِّفت وضاعت في النهاية.
لماذا نستطيع أن نثق في إعادة تكوين نص أي كتاب إلا العهد الجديد؟:
· الفارق الجوهري والرئيسي بين مُشكلة العهد الجديد في إعادة تكوين النَّص وأي كتاب آخر هو:
· أي كتاب آخر أثناء عملية انتقال النَّص, لم تكن هناك تغييرات مُتَعَمَّدَة للنَّص
· جميع الأخطاء التي حدثت في هذه الكتب, أخطاء نَسْخِيَّة غير مُتَعَمَّدَة يستطيع أي ناقد أن يرجعها لأصلها الصحيح
· التعامل مع نص العهد الجديد, لم يكن بمثل هذه الأمانة في النَّقل, وكان هناك من يُغيِّر النَّص لأسباب عديدة
· هذه التغييرات الـمُتَعَمَّدَة لا نستطيع أبداً أن نكتشف وجودها إلا بشاهد للتَّغيير
التعامل مع النص العهد الجديد:
· كانت هناك وجهات نظر مختلفة للعهد الجديد, ولكن في النهاية كان هناك من يُغيِّر النَّص أياً كان اعتقاده في النص
· سواء كان يؤمن بأن النص كان مُقدَّساً ولا يجب أن يكون فيه ثمة خطأ. (الروح القدس, التَّصحِيح)
· أو كان يؤمن بأن النَّص بشري بحت لا يمت للإله بِصِلَة
· أو كان لا يُقدِّس النَّص فيقوم بإفساده وتغييره عمداً
عمل الناقد النصي استخراج الحق من بين ركام الباطل:
· الأمر الطبيعي, أن الحق في المخطوطات أكثر بكثير من الباطل
· بالنِّسبة للعهد لا نعلم على وجه التَّحدِيد, نسبة الحق والباطل في المخطوطات
· لأن العهد الجديد حدث فيه تشويه مُتَعَمَّد للنَّص, أثناء انتقاله عبر الزَّمن, فأصبحت الـمُهِمَّة أصعب
· أكبر درس تعلمته من خلال دراسة مخطوطات العهد الجديد: الذين اسْتُحْفِظُوا على النَّص لم يعاملوه كنَصٍ مُقدَّسٍ
· لأن الذين يقرأون نص الكتاب الـمُقدَّس, يرون فيه البَشَرِيَّة البَحْتَة …
· أو يعتقدون أن النَّص مُقدَّس وإلهيّ لا يحتوي على أي خطأ …
· فعندما يجدون ما يتعارض مع عقولهم …
· يفترضون أن النَّص نفسه يحتوي على خطأ, وأن هناك من جاء من قبلهم وأفسد النَّص …
· فيقومون بتصحيحه حسب ما يرونه صحيحاً, ظنًّا منهم أنهم أعادوا الكتاب إلى أصله الصحيح
· أو هناك تعامل آخر مع نص الكتاب: نص الكتاب الـمُقدَّس, موحى به من الروح القدس
· والكاهن أو المسيحي مملوء من الروح القدس, فيقوم بتغيير النَّص اعتقاداً منه على أن التغيير بوحي !
· هناك حال آخر من التعامل مع النص المقدس: هناك من الـمُهرطقين والوثنيين من قاموا بإفساد النَّص الـمُقدَّس
Philip Comfort: The Quest for the Original Text of the NT – Page 41. [The Alands (1987: 69) go so far as to say that early Christian scribes felt free to make changes because they “considered themselves filled with the Spirit.“]
الترجمة: عائلة نستل يذهبون إلى مدى بعيد, فيقولون أن النساخ المسيحيين الأوائل أحسوا بحرية في تغيير النص لأنهم اعتبروا أنفسهم مملوءين من الروح القدس.
كورت وباربرا آلاند: كتاب نص العهد الجديد – صـ 69
ما هو الفارق بين تعامل المسلم مع نص القرآن وغير المسلم مع العهد الجديد ؟:
· هل جميع آيات القرآن الكريم واضحة جلية في عُيُون المسلمين ؟
· بالتأكيد هناك بعض الآيات الموجودة في القرآن الكريم يرى فيها المسلم بعض الإشكالات
· كيف يتعامل المسلم مع مثل هذه الإشكاليات ؟ هل يقوم بتغيير النَّص القرآني ؟
· هل يشك ولو للحظة أن الخطأ في النَّص القرآني ؟ وأنه يجب أن يقوم بتصحيحه ؟
· هل يشك ولو للحظة أن هناك من عَبَثَ بالنَّص القرآني وأدخل هذا الخطأ إلى المصحف ؟
· جميع هذه الأسئلة تلقى جواباً واحداً وهو: بالطبع لا
· المسلم عندما يجد إشكالية في نص القرآن الكريم, يَتَّهِم عقله بالتَّقْصِير وعدم إدراك ما يريد الله عز وجل أن يُوصله للبشر
· ولا يُفَكِّر ولو للحظة أن الـمُشْكِلَة في النَّص الذي يقوم بقراءته ولكن المشكلة فيمن يقرأ النَّص !
· عندما يحصل المسلم على العلم الكافي سواء معرفة في اللغة العربية أو الخلفية التاريخية لنزول الآية …
· يفهم على الفور مقصود الآية, وتزول عنده الإشكالية, ويزيد إيماناً بأن هذا النَّص هو من عند الله عز وجل ولا شك
· هذا هو تعامل المسلم مع النَّص القرآني, ولكن للأسف تعامل المسيحي مع نص العهد الجديد مختلف
· المشكلة ليست في وجود والاعتقادات المختلفة في ماهية نص العهد الجديد هل هو من عند الله عز وجل أم لا
· المشكلة الجوهرية هي أن المسيحي كان يَتَّهِم النَّص ويعتقد فيه أنه خطأ, فيقوم بتغيير النَّص عامداً مُتَعَمِّداً أياً كانت نِيَّته
· نسمع من المسيحيين أن التَّغييرات كانت بِنِيَّة حسنة, سواء كانت بنوايا حسنة أو سيئة, ففي النهاية تم تحريف النَّص عن أصله
· هناك من كان يقوم بتغيير النَّص وهو يعتقد جازماً أنه يفعل خيراً. (يرجع النص إلى أصله الصحيح)
مثال حي لنعرف مدى صعوبة (استحالة) اكتشاف التغييرات المتعمدة إلا بشاهد:
· سوف نفحص مقالة, هذه المقالة تم تحريفها, فهل نستطيع اكتشاف مكان التحريف ؟
هذا الإصدار من التَّدوينة هي النسخة الوحيدة التي وصلت لنا
· إن كانت هذه هي الصورة الوحيدة للتَّدوينة, لن أشك أبداً أن هذه نسخة مُحرفة عن الأصل
· إن كنت قد قرأت من البداية النُّسْخَة الـمُحَرَّفَة, وليس عندي أي شاهد آخر للمقالة …
· لن أتخيل أبداً أنه خاطب الله عز وجل بمثل هذه السفالة وقلة الأدب
· كم كلمة في هذه المقالة ظلت أصلية ولم تُحرف ؟ كل المقالة ظلت سليمة إلا أربعة كلمات
· بنسبة مئوية, هذا التحريف لا يتعدى من النص الأصلي الـ 1%
· 1% فقط من النص الأصلي تم تحريفه, وظل 99% من المقالة دون تحريف
· ولكن ما هي أهمية هذا الـ 1% الذي تم تحريف ؟ يُعد بأهمية المقالة كلها
خلاصة القول:
· قد يحدث تحريف في النص, ولن نستطيع أبداً أن نتخيل أماكن التحريف إلا بشاهد
· تأثير التحريف ليس بالكم, ولكن التحريف حتى لو كان قليلاً فقد يكون مؤثراً جداً
· هناك من يدعي: بما أن (بحسب إحصاءاته هو) التحريف كان بنسبة مئوية قليلة جداً, فإن النص سليم ونستطيع أن نثق فيه
· ولكن تذكر دائماً أهمية التحريف الذي قام به فادي, مجرد تغيير أربع كلمات, عندما عرفت التحريف احتقرت الـمُحرف
· وأدركت أن هذه الأربع كلمات بأهمية المقالة بأكملها
أنصح بقراءة مقالة الأخ الفاضل أيمن التركي: كيف تحرف كتابك المقدس
http://aymanturky.blogspot.com/2010/03/blog-post.html
[An interesting illustration of the intentional change of a text is found in one of our finest old manuscripts, Codex Vaticanus (so named because it was found in the Vatican library), made in the fourth century.] Page 56.
هناك صورة توضيحية طريفة للتغيير العمدي الذي وقع لنَّص موجودة في واحدة من أفضل مخطوطاتنا القديمة، ألا وهي المخطوطة الفاتيكانية (تم تسميتها كذلك لأنها اكتُشِفَت في المكتبة الفاتيكانية)، والتي كُتِبَت في القرن الرابع.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· المخطوطات يتم تسميتها غالباً لثلاثة أسباب
o مكان اكتشاف المخطوطة: السينائية, الفاتيكانية
o مكان وجود المخطوطة الحالي: الفاتيكانية, واشنجطون
o مُكتَشِف المخطوطة أو صاحبها: البيزية, الأفرايمية
[In the opening of the book of Hebrews there is a passage in which, according to most manuscripts, we are told that “Christ bears [Greek: PHERON] all things by the word of his power” (Heb. 1:3). In Codex Vaticanus, however, the original scribe produced a slightly different text, with a verb that sounded similar in Greek; here the text instead reads: “Christ manifests [Greek: PHANERON] all things by the word of his power.”] Page 56.
في افتتاحية سفر العبرانيين هناك فقرة يقال لنا فيها، وفقاً لـمُعْظَم المخطوطات، إن “المسيح يحمل (باليونانية : PHERON) كل الأشياء بكلمة قدرته“( عبرانيين 1 : 3 ). أما في المخطوطة الفاتيكانية، فقد أحدث النّاسِخ الأصلي اختلافاً بسيطاً في النَّص، باستخدامه فعلاً يونانياً مُختلفاً نطقه يُشبه الفعل الأول؛ حيث يُقرأ النَّص في الفاتيكانية كالتالي: “المسيح يُظِهر (باليونانية :PHANERON) كل الأشياء بكلمة قدرته“.
[Some centuries later, a second scribe read this passage in the manuscript and decided to change the unusual word manifests to the more common reading bears—erasing the one word and writing in the other.] Page 56.
بعد ذلك بعدة قرون، قرأ ناسِخ ثان هذه الفقرة في المخطوطة (الفاتيكانية) وقرَّر أن يَسْتَبْدِل الكلمة الغريبة “يُظهِر” بالأكثر شُيوُعاً “يحمل” – ماحياً الكلمة الأولى وكاتباً الأخرى.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· التَّحريف قد يكون بتغيير شيء بسيط جداً في النَّص
· ولكن تفاهة أو بساطة التَّحريف لا ينفي أن نتيجة التَّحريف قد تكون كبيرة جداً
· هل تعلم أنك تستطيع تحريف كلمة “الله” إلى “المسيح” بتغيير حرف واحد فقط !
· تخيَّل وجود نص يتكلَّم عن الله عز وجل, فيأتي أحدهم فيغيِّر “الله” إلى “المسيح“, اقرأ هذا النَّص وتأمَّل
· روميا 14 / 10-11 (10وَأَمَّا أَنْتَ فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضاً لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ11لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ يَقُولُ الرَّبُّ إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ».) الفاندايك
· روميا 14 / 10-11 (10فما بالك يا هذا تدين أخاك؟ ومما بالك يا هذا تزدري أخاك؟ سنمثل جميعا أمام محكمة الله. 11فقد ورد في الكتاب: يقول الرب: بحقي أنا الحي، لي تجثو كل ركبة، ويحمد الله كل لسان.) الآباء اليسوعيون
· إذا علمت أن أقدم المخطوطات تقول “الله” وتم تحريفها إلى “المسيح“
· بالتأكيد كل من قرأ النَّص وهو يقول “المسيح” قال إن النَّص يقول صراحة بألوهية المسيح والعياذ بالله !
[Then, again some centuries later, a third scribe read the manuscript and noticed the alteration his predecessor had made; he, in turn, erased the word bears and rewrote the word manifests. He then added a scribal note in the margin to indicate what he thought of the earlier, second scribe. The note says: “Fool and knave! Leave the old reading, don’t change it!“] Page 56.
ثمّ قرأ المخطوطة، بعد ذلك ببعض القرون، ناسِخ ثالث ولاحظ التَّحريف الذي فعله سلفه؛ فمحى بدوره الكلمة “يحمل” وأعاد كتابة الفعل “يُظْهِر“. ثم أضاف مُلاحظة في الهامش ليُشير إلى ما دار في خلده عن النّاسِخ الثاني الذي سَبَقَه. تقول الملاحظة: “أيها الوَغْدُ الأحَمْقُ، دَع القِراءَةَ القَدِيمَةَ، لا تُحَرِّفْها !
[I have a copy of the page framed and hanging on the wall above my desk as a constant reminder about scribes and their proclivities to change, and re-change, their texts.] Page 56.
أحتفظ بنسخة من تلك الصفحة قمت بوضعها داخل إطار وعلَّقْتُها على الحائط فوق مكتبي كتذكار دائم بالنُّسّاخ ومُيولهم لتغيير وإعادة تغيير ما لديهم من نُصُوص.
[Obviously it is the change of a single word: so why does it matter? It matters because the only way to understand what an author wants to say is to know what his words— all his words—actually were. (Think of all the sermons preached on the basis of a single word in a text: what if the word is one the author didn’t actually write?)] Page 56.
من الواضح أن هذا كان تغييرا لكلمة واحدة: فلماذا كل هذا الاهتمام ؟ إن مبعث الاهتمام بهذا التغيير هو أن الطريقة الوحيدة لفهم ما يُريد المؤلِّف أن يقوله هي أن تعرف كلماته – كل كلماته – على حقيقتها. (فكّر في كل المواعظ التي تُبنى على أساس كلمة واحدة موجودة في أحد النصوص: ماذا لو أن هذه الكلمة لم يكتبها المؤلف في الحقيقة ؟)
[Saying that Christ reveals all things by his word of power is quite different from saying that he keeps the universe together by his word!] Page 56.
أن نقول إن المسيح كشف كل الأشياء بكلمة قدرته يختلف تمام الاختلاف عن قولنا إنه يمسك الكون كله بكلمته !
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات