بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب: تحريف أقوال يسوع, لـ بارت إيرمان
Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why
العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
المُحاضرة الـ(23): تعقيدات بخصوص معرفة النَّص الأصلي
للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الأولى) (المُحاضرة الثانية) (المُحاضرة الثالثة)
[And so, all kinds of changes were made in manuscripts by the scribes who copied them. We will be looking at the types of changes in greater depth in a later chapter. For the moment, it is enough to know that the changes were made, and that they were made widely, especially in the first two hundred years in which the texts were being copied, when most of the copyists were amateurs.] Page 57.
وهكذا، وقعت كل أنواع التغيير في المخطوطات بواسطة النُّسّاخ الذين قاموا بِنَسْخِها. ولعلَّنا نقوم بدراسة أنواع التغييرات بِتَعَمُّق أكبر في واحد من الفصول الآتية. أما الآن، يكفي أن نعرف أن هناك تغييرات كانت تحدث، وأنَّها كانت تحدث على نطاق واسع، خاصة في المائتي عام الأولى التي كانت تُنْسَخ فيهما النُّصُوص، عندما كان مُعْظَم النُّسّاخ من الهواة.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· القضية ليست فقط في حدوث تغييرات في النَّص أثناء النَّسخ
· ولكن القضية تكمن في النِّقاط الآتية:
o الأشخاص الذين قاموا بتحريف الكتاب: أصحاب الكتاب أنفسهم (النُّسّاخ المسيحيون), الهراطقة
o كمّ التَّحريفات التي حدثت: عدد الاختلافات بين المخطوطات أكثر من عدد كلمات العهد الجديد
o الزَّمن الذي حدث فيه التَّحريف: القرون الأولى للمسيحية, في بداية تاريخ انتقال الكتاب
· هذه العوامل أدَّت إلى:
o سهولة تحريف الكتاب بسبب أن التَّحريف جاء من جميع الاتِّجاهات: أصحاب الكتاب وأعداء الكتاب !
o كمّ التَّحريفات التي حدثت أدَّت إلى تغلل الشكل الخاطئ للنص في مخطوطات العهد الجديد
o الزَّمن الـمُبكِّر للتحريف أدَّى إلى تثبيت الشكل الخاطئ للنص في مخطوطات العهد الجديد
· وهُناك نِقاط أخرى أثَّرت على إمكانية الوُصُول للنَّص الأصلي سنقُوم بمُناقشتها فيما بعد إن شاء الله
[One of the leading questions that textual critics must deal with is how to get back to the original text—the text as the author first wrote it—given the circumstance that our manuscripts are so full of mistakes.] Page 57.
أحد القضايا الرئيسية التي ينبغي أن يتعامل معها النُّقاد النَّصيين هي كيفية استعادة النَّص الأصلي – أي النَّص كما كتبه المؤلف أول مرة – مع الوضع في الاعتبار أن مخطوطاتنا مملؤة بشدة بالأخطاء.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· في بداية الأمر كانت هُناك وثيقة أصلية كتبها المؤلِّف, على سبيل المثال: الوثيقة الأصلية للإنجيل المنسوب لـ مرقس
· حتى تنتشر هذه الوثيقة بين المسيحيين المؤمنين الذين يُريدون قراءتها يجب عمل نُسَخ من هذه الوثيقة
· إذن: يجب على من يُريد نُسخة من هذه الوثيقة تحضير مواد الكتابة والحبر والنّاسِخ الذي سيقوم بنقل الوثيقة الأصلية
· لاحظ جيداً: هُناك عوامل تجعل النُّسْخَة الجديدة مُختلفة عن الوثيقة الأصلية
o مُستوى النّاسخ نفسه: هل هو مُحترف أم مُجرَّد هاوي, تذكر قصَّة هرماس الذي كان ينسخ وثيقة لا يستطيع قراءتها
o الأدوات الكتابية الـمُستخدمة: استخدام أدوات كتابية بدائية تزيد من فرصة حدوث أخطاء أثناء عملية النَّسْخ
o أمانة النّاسِخ نفسه: هل ينقل بأمانة ما أمامه في الوثيقة الأصلية, أم أنه يقوم بتغيير الكلمات أو وضع إضافات أو يقوم بالحذف أثناء النَّسْخ
· بعد إتمام النُّسْخَة الجديدة, تكون هذه النُّسخة مُختلفة عن الوثيقة الأصلية المنقول منها بسبب العوامل السّابق ذكرها
· الآن أصبح لدينا الوثيقة الأصلية ونُسخة منها, والاثنان مُختلفان عن بعضهما البعض, حجم الاختلاف لا نستطيع تقديره
· إذا جاء شخصٌ وأراد أن يقوم بنسخ النُّسخة المنقولة عن الوثيقة الأصلية, ماذا سيحدث ؟
· سيقوم هذا الشخص أيضاً بتحضير مواد الكتابة والحبر والنّاسخ الذي سيقوم بالنقل
· ولكن الوثيقة الأصلية بالنسبة للنّاسِخ ستكون النُّسخة التي تحتوي على أخطاء بسبب ما حدث أثناء النَّسخ
· سيقوم النّاسِخ الجديد بنقل كل ما في هذه النُّسخة, وبذلك سيقوم بنقل كل الأخطاء والتَّغييرات التي ارتكبها النّاسِخ الذي سبقه
· بالإضافة إلى ذلك, سيقوم النّاسخ الجديد بارتكاب أخطائه الخاصة, وقد يقوم ببعض التغيير الـمُتعمَّدة أيضاً
· وهكذا تكون النتيجة نُسخة ثالثة جديدة مُختلفة عن الوثيقة الأصلية والنُّسخة الأولى
· هذا الأمر مُستمر طوال فترة انتقال النَّص عبر التّاريخ, فالأخطاء تتضاعف وتزداد, والنُّسّاخ أيضاً يُحرِّفون عن عمد فينتجون نُسخ جديدة مُختلفة عن سابقتها
· وهذا هو السبب من وراء عدم وجود مخطوطتان مُتطابقتان بين أيدي المسيحيين اليوم
· بالطبع وكما ذكرنا سابقاً: لم تعد بين أيدينا الوثيقة الأصلية, ولا أقدم النُّسخ المنسوخة عن هذه الوثيقة الأصلية
· الباقي بين أيدينا اليوم: مخطوطات متأخرة بعد كتابة الأصول بقرون
· مُهمَّة النّاقِد النَّصِّي: دراسة هذه المخطوطات التي بين أيدينا من أجل مُحاولة استنباط الشَّكل الأصلي للنَّص قبل التغييرات التي حدثت أثناء النَّسخ !
تذكَّر جيداً أسباب حاجة المسيحيين للنقد النَّصي:
· ضياع الوثائق الأصلية التي كتبها المؤلِّفون
· وجود اختلافات بين المخطوطات الباقية بين أيدينا الآن
صورة تُوضِّح الفارق الزمني بين الأصل وأقدم مخطوطة
بعض المراجع البسيطة التي تشرح المشاكل التي أدَّت إلى اللُّجوء للنقد النصي:
شنودة ماهر إسحاق: مخطوطات الكتاب المقدس بلغاتها الأصلية, الأنبا رويس الأوفست – صـ19. [ليس بين أيدينا الآن المخطوطة الأصلية, أي: النُّسْخَة التي بِخَطّ كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد أو العهد القديم. فهذه المخطوطات ربما تكون قد اسْتُهْلِكَت من كثرة الاستعمال, أو رُبَّما يكون بعضها قد تَعَرَّض للإتلاف أو الإخفاء في أزْمِنَة الاضطهاد, خُصُوصاً وأن بعضها كان مكتُوباً على ورق البردي, وهو سريع التَّلَف. ولكن قبل أن تختفي هذه المخطوطات الأصلية نُقِلَت عنها نُسَخ كثيرة.]
يوسف رياض: وحي الكتاب المقدس, مكتبة الإخوة – صـ63. [ضياع النُّسَخ الأصلية: أشرنا في الفصل الأول أن الكتاب الـمُقدَّس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النُّسَخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أن بخط من تولَّوا كتابتها عنهم. فهذه النُّسَخ الأصلية جميعها فُقِدَت ولا يعرف أحد مصيرها. (…) ونحن نعتقد أن السِّر من وراء سماح الله بفقد جميع النُّسَخ الأصلية للوحي هو أن القلب البشري يميل بطبعه إلى تقديس وعبادة الـمُخلَّفات الـمُقدَّسة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يُقدِّسون مُخلَّفات القديسين لو أن هذه النُّسَخ كان موجودة اليوم بين أيدينا ؟ أي عبادة لا تليق إلا بالله كانت ستُقدَّم لتلك المخطوطات التي كتبها أواني الوحي بأنفسهم ؟]
المهندس رياض يوسف داود: مدخلٌ إلى النَّقد الكِتابي, دار المشرق ببيروت – صـ26, 27. [نحن لا نملك نُصُوص الأناجيل الأصليَّة, فهذه النُّصُوص نُسِخَت وحصلت أخطاء فيها أثناء النَّسْخ, وغالباً ما نقع على قراءات مُتَعَدِّدَة للآية الواحدة عبر مُختلف المخطوطات التي وصلت إلينا, فأية قراءة نعتمد ؟ .. لذلك يتحتَّم علينا الرُّكُون إلى عِلْم نقد النُّصُوص للوُصُول عبر مُختَلَف المخطوطات إلى النَّص الأصليّ. فعلم نقد النُّصُوص يهدف إلى الوُصُول إلى أقرب ما يمكن من الأصل الأول.]
الكتاب المقدس: ترجمة الآباء اليسوعيين, العهد الجديد, دار المشرق ببيروت – صـ12. [بلغنا نصّ الأسفار السَّبعة والعشرين في عددٍ كبيرٍ من المخطوطات التي أُنْشِئت في كثيرٍ من مختلف اللُّغات. وهي محفوظة الآن في المكتبات في طول العالم وعرضه. وليس في هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلِّف نفسه, بل هي كلها نُسَخ أو نُسَخ النُّسَخ للكُتُب التي خَطَّتْها يد المؤلِّف نفسه أو أملاها إملاءً.]
المهندس رياض يوسف داود: مدخلٌ إلى النَّقد الكِتابي, دار المشرق ببيروت – صـ23. [كان الكِتاب يُنْسَخ نَسْخ اليَد في بداية العَصْر المسيحي, وكانوا يَنْسَخُون بأدوات كِتابيَّة بِدائيَّة, عن نُسَخ مَنْسُوخة, ولقد أدْخَل النُّسّاخ الكثِير من التَّبْدِيل والتَّعْدِيل على النُّصُوص وتَراكَمَ بَعْضُهُ على بَعْضِهِ الآخر, فكان النُّص الذي وَصَلَ آخر الأمر مُثْقَلاً بألوان التَّبْدِيل التي ظَهَرَت في عَدَدٍ كبيرٍ من القِراءات؛ فما إن يُصْدَر كتابٌ جديدٌ حتى تُنْشَر له نُسْخاتٌ مَشْحُونَةٌ بالأغلاط.]
الكتاب المقدس: ترجمة الآباء اليسوعيين, العهد الجديد, دار المشرق ببيروت – صـ12, 13. [إن نُسَخ العهد الجديد التي وصلت إلينا ليست كلها واحدة, بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية. ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصَّرف والنَّحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام. ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها. واكتشاف مَصْدَر هذه الفوارق ليس بالأمر العَسِير. فإنَّ نصَّ العهد الجديد قد نُسِخ ثم نُسِخ طوال قُرُون كثيرة بيد نُسّاخ صلاحهم للعمل متفاوت. وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تَحُول دون أن تَتَّصِف أية نُسْخَة كانت – مهما بُذِل فيها من الجهد– بالموافقة التّامَّة للمثال الذي أخذت عنه. يُضاف إلى ذلك أن بعض النُّسّاخ حاولوا أحياناً عن حُسْن نيَّة, أن يُصَوِّبُوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة دِقَّة في التَّعبِير اللاهوتي. وهكذا أدْخَلُوا إلى النَّص قراءات جديدة تَكاد أن تكون كُلُّها خطأ. ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كلِّه أن اسْتِعْمال كثير من الفقرات من العهد الجديد أثناء إقامة العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مُختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوتٍ عالٍ. ومن الواضح أن ما أدخله النُّسّاخ من التَّبْدِيل على مرّ القُرُون تراكم بَعْضُهُ على بَعْضِهِ الآخر, فكان النَّص الذي وَصَلَ آخر الأمر إلى عهد الطِّباعَة مُثقلاً بمختلف ألوان التَّبْدِيل ظَهَرَت في عددٍ كبيرٍ من القراءات. والمثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النُّصُوص هو أن يُمَحِّص هذه الوثائق الـمُخْتَلِفَة لكي يُقِيم نصًّا يكون أقرب ما يُمْكِن من الأصل الأول. ولا يُرْجى في حال من الأحوال الوُصُول إلى الأصْل نَفْسِهِ.]
يوسف رياض: وحي الكتاب المقدس, مكتبة الإخوة – صـ68. [الفترة المفقودة: معروف عند الدارسين أنه كلما قلَّ الفاصل الزمنيبين كتابة النسخـة الأصلية وبين المخطوط المكتشف فهذا يجعل المخطوط أكثر مدعاة للثقة به. ومما يميز المخطوطات التي للعهد الجديد بصفة خاصة، عن مخطوطات أي كتاب آخر من الأعمـال الأدبية الأخرى، هو أن الفاصل الزمني بين كتابة النسخة الأصلية وبين المخطوطات التي وصلتنا منها قصير نسبياً.]
لاحظ النِّقاط الآتية:
· يتحتَّم على المسيحيين اللُّجوء إلى علم النَّقد النَّصي بسبب المشاكل التي يُواجهونها
· مُجرَّد تطبيق علم النَّقد النَّصي على مخطوطات كتاب ما يعني الاعتراف ضِمْنِيًّا بالآتي:
o ضياع الوثيقة الأصلية لهذا الكتاب
o وجود اختلافات كثيرة جداً بين المخطوطات الباقية لهذا الكتاب
o حدوث تحريفات أثناء نسخ الكتاب وانتقال نصِّه عبر القرون
[The problem is exacerbated by the fact that once a mistake was made, it could become firmly embedded in the textual tradition, more firmly embedded, in fact, than the original. That is to say, once a scribe changes a text—whether accidentally or intentionally—then those changes are permanent in his manuscript (unless, of course, another scribe comes along to correct the mistake).] Page 57.
هذه المشكلة تَتَفاقَم بِسَبَب أنه ما أن يقع خطأ، فَمِن الجائز أن يصبح جزءً ثابتاً من التقليد النَّصِّي، بل أكثر ثباتاً، في الواقع، من النَّص الأصلي نفسه. بطريقة أخرى، أقول إنَّه بمُجَرَّد أن يُغَيِّر ناسِخٌ من النُّساخ نصًّا – سواء أكان ذلك بشكل عارض أو بصورة مُتَعَمَّدَة – فإن هذه التَّغييرات تصبح باقـية في مَخْطُوطَته (ما لم يظهر، بطبيعة الحال، ناسخ آخر ليُصَحِّح الخطأ).
لاحظ النِّقاط الآتية:
· هذا بسبب أن الشخص الذي يقوم بنسخ مخطوطة ينقلها على أنها هي نص الكتاب فعلاً بدون أخطاء
· هذا يرجع بشكل أساسي إلى عدم حفظ أهل الكتاب لكتابهم كما يحفظ المسلمون كتابهم عن ظهر قلب
· فالنّاسِخ ينسخ نصًّا لا يعرف عنه شيئاً من قبل ! لذلك يقوم بنقل الأخطاء ولا يُدرك أصلاً أنها أخطاء
· على سبيل المثال: قصة المرأة الزانية
o هذه القصة لم تكن موجودة في أقدم المخطوطات اليونانية لإنجيل يوحنا
o تم إضافة هذه القصة في القرن الخامس الميلادي
o إذا كان النّاسِخ يعرف ما في كتابه, لما انتشرت هذه القصة في المخطوطات
o فإذا كان النّاسِخ يعرف نص إنجيل يوحنا جيِّداً سيرى أن المخطوطة التي تحتوي على القصة مخطوطة خاطئة
o وأن هذه القصة لم تكن موجودة من قبل في إنجيل يوحنا, ولكن النّاسِخ لا يعرف هذه المعلومة
o لذلك: يقوم بنقل القصَّة الـمُضافة في مخطوطته الجديدة, ويأتي الذي بعده وينقلها وهكذا تنتشر القصة في المخطوطات
[The next scribe who copies that manuscript copies those mistakes (thinking they are what the text said), and he adds mistakes of his own. The next scribe who then copies that manuscript copies the mistakes of both his predecessors and adds mistakes of his own, and so on.] Page 57.
النّاسِخ التالي الذي ينسخ هذه المخطوطة ينسخ هذه الأخطاء (ظنًّا منه أنها هي ما يقوله النَّص)، و يُضِيف أخطاءً من عنده. النّاسِخ الذي يَلِيه الذي سينسخ بعدئذ تلك المخطوطة سيقوم بِنَسخ الأخطاء التي تَخُص النّاسِخَين السابقَين له كليهما, ويُضيف أخطاءً هو الشخصية، وهكذا دواليك.
[The only way mistakes get corrected is when a scribe recognizes that a predecessor has made an error and tries to resolve it. There is no guarantee, however, that a scribe who tries to correct a mistake corrects it correctly.] Page 57.
الطريقة الوحيدة التي تتيح تصحيح الأخطاء هي أن يَتَعَرَّف ناسِخ على خطأ سابق قام به ناسخ قبله وحاول أن يُصَحِّحها. ليس هناك ضمان، رغم ذلك، أن يقوم هذا النّاسِخ الذي يُحاول تصحيح هذا الخطأ، بتصحيح الخطأ بصورة صحيحة.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· سؤال في غاية الأهمية: كيف سيتعرَّف النّاسِخ على خطأ ما ؟
o قد يتعرَّف النّاسِخ على خطأ من خلال الـمُقارنة بمخطوطة يثق في نصِّها
o أي: يقوم بمُراجعة نسخته الجديدة على نسخة أخرى قديمة يعرف أن نصَّها صحيح
o ولكن تذكَّر كلام أوريجانوس: النُّسّاخ الذين كانوا يُراجعون كانوا يضيفون ويحذفون على هواهم
o طريقة أخرى لاكتشاف الخطأ: من خلال قراءة النَّص المنقول وإدراك مُشكلة ما في النَّص
§ ولكن هُناك ملحوظة في غاية الأهمية: هل ما اكتشفه النّاسِخ هو بالفعل خطأ ؟
§ بمعنى: عندما نجد في مرقس 1 / 2 بحسب أقدم المخطوطات: كما هو مكتوب في إشعياء النَّبي
§ والاقتباس التالي لهذه العبارة ليست من كتاب إشعياء, والنّاسِخ أدرك سوء العزو هذا
§ فما هو تصرُّف النّاسِخ بخصوص عبارة “إشعياء النَّبي“:
· النّاسِخ قد ينقل النَّص كما هو قائلاً: لا يُهمني إذا كان العزو صحيحاً أم لا, وظيفتي فقط النَّسخ بأمانة
· من الممكن أن يعتقد النّاسِخ أن العبارة ناتجة عن خطأ ناسخٍ سابقٍ فيصححها بحسب ما يراه هو صحيحاً
· ومن الممكن جداً أن يُدرك النّاسِخ جيداً أن العبارة أصلِيَّة, ولكنه سيُغيِّرها لأسباب مُعيَّنَة
[That is, by changing what he thinks is an error, he may in fact change it incorrectly, so now there are three forms of the text: the original, the error, and the incorrect attempt to resolve the error. Mistakes multiply and get repeated; sometimes they get corrected and sometimes they get compounded. And so it goes. For centuries.] Page 57.
هذا يكون عن طريق تغيير ما يراه النّاسِخ أنه خطأ, في الواقع, قد يقع في خطأ عندما يفعل ذلك, لذلك ينتج عندنا الآن ثلاثة أشكال من النَّص: (1) النَّص الأصلي، (2) النَّص الخطأ، (3) النَّص الناتج عن المحاولة الخاطئة لتصحيح الخطأ. تتضاعف الأخطاء وتتكرر؛ أحياناً يتمّ تصحيحها وأحياناً تتفاقم المشكلة. وهكذا تسير الأمور لقرون.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· عبارة: “ما يراه النّاسِخ أنه خطأ” تعني أن هذه هي وجهة نظر النّاسِخ نفسه
· قد يكون مُصيباً وقد يكون مُخطئاً, ولكنه سيقوم بتغيير النَّص على أي حال
o إذا كان مُصيباً, وقد اكتشف خطأ بالفعل ستكون النتيجة حالة من اثنتين:
§ أن يقوم بتصويب الخطأ بشكل صحيح, فيرجع النَّص إلى حالته الأصلية الصحيحة
§ أن يقوم بتصويب الخطأ بشكل خاطئ, فينتج عن ذلك شكل آخر جديد خاطئ للنَّص !
o إذا كان خاطئاً, بمعنى أن ما يظنه النّاسِخ خطأ هو بالفعل الشكل الصحيح الأصلي للنَّص
§ سيقوم بتغيير النَّص الصحيح إلى شكل خاطئ للنَّص
o في النهاية نجد غالباً ما نجد في المخطوطات ثلاثة أشكال للمخطوطات:
§ الشكل الصحيح الأصلي للنَّص
§ الشكل الخاطئ للنَّص النّاتِج عن أخطاء أثناء النَّسخ أو تغيير النُّسّاخ
§ شكل آخر خاطئ للنَّص الناتج عن المحاولة الخاطئة لتصحيح الخطأ
[Sometimes, of course, a scribe may have more than one manuscript at hand, and can correct the mistakes in one manuscript by the correct readings of the other manuscript.] Page 57.
أحياناً، بالطَّبع، يكون لدى ناسِخ أكثر من مخطوطة واحدة بين يديه، ويستطيع تصحيح الأخطاء الموجودة في المخطوطة الأولى من خلال القراءات الصَّحِيحَة في المخطوطة الأخرى.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· هُناك سؤال في غاية الأهمية: ماذا لو كان النّاسِخ ينقل من مخطوطتَين غير مُتَّفِقَتَين على نصٍّ واحدٍ ؟
· بمعنى: النّاسِخ يضع أمامه مخطوطتَين ينقل منهما, وجاء إلى نصٍّ يُريد نقله, فوجد أن المخطوطتَين مُختلفتَين في هذا النَّص !
· الآن, بشكل عام, بخصوص هاتين المخطوطتَين:
o إما إن يكون الشكل الصحيح للنَّص في مخطوطة واحدة من الاثنتين, فليس للنَّص الأصلي إلا شكل واحد
o إما أن هاتين المخطوطتَين مُحرَّفتَين ولا تحتويان على الشكل الصحيح للنَّص
· في هذه الحالة ما الذي سيفعله النّاسِخ ؟
o إما أن يقوم بنقل شكل واحدٍ من مخطوطة يختارها هو بحسب وجهة نظره
o أو أن يقوم باللُّجوء إلى مخطوطة أخرى ثالثة ولعله يجد فيها شكل ثالث للنَّص !
o أو أن يقوم بوضع الشَّكلَين في مخطوطته الجديدة ! وبالمثال يتَّضِح المقال:
§ نص مرقس 1 / 2, أقدم المخطوطات تقول “إشعياء النَّبي” والمخطوطات الأخرى تقول “الأنبياء“
§ نجد بعض المخطوطات القليلة المتأخرة تقول: “إشعياء النَّبي و الأنبياء” !
o لا شك أن النّاسِخ لم يستطع ترجيح أي الشكلين هو الصحيح فوضعهما معاً في مخطوطته الجديدة !
· ما أريد توصيله هو: ليس من الضروري إذا كان لدى النّاسِخ أكثر من مخطوطة أن يصل إلى الشكل الصحيح للنَّص
[This does, in fact, improve the situation significantly. On the other hand, it is also possible that a scribe will sometimes correct the correct manuscript in light of the wording of the incorrect one. The possibilities seem endless.] Page 57, 58.
هذا فِعلِيًّا، في حقيقة الأمر، يؤدِّي إلى تحسين الموقف بشكلٍ ما. من النّاحِية الأخرى، من الـمُحْتَمَل أحياناً أيضاً أن يقوم ناسِخ بتغيير الـمَخْطُوطَة الصَّحِيحَة على ضوء نَصٍّ خاصٍّ بمخطوطةٍ غير صحيحة. الاحتمالات تبدو بلا نهاية.
هدف الدراسة: (معرفة النص الأصلي)
· دراسة مخطوطات (يونانية, ترجمات قديمة, اقتباسات, كتابات الصلوات الكنسية)
· أي عمل أدبي ضاع أصله (العهد الجديد)
في محاولة لـإعادة تكوين النص الأصلي المفقود أو أقرب صورة له.
عمل الناقد النصي:
1.تصحيح: معرفة التغييرات التي حدثت للنص الأصلي. (تبديلات وتغيرات)
2.تنقيح: معرفة أماكن الإضافة على النص الأصلي. (إضافات وزيادات)
أسئلة في غاية الأهمية:
· كيف يعرف الناقد الأماكن التي تحتوي على تغييرات حتى يقوم بإرجاعها للأصل ؟
· كيف يعرف الناقد الأماكن التي تحتوي على زيادات حتى يقوم بحذفها ؟
· عن طريق المقارنة يكتشف الاختلافات.
· ومن خلال أماكن الاختلافات في المخطوطات يعلم أن في هذه الأماكن مشاكل.
· بعض المخطوطات تحتوي على تصحيحات في أماكن معينة.
· هذه التصحيحات توضح أن هذا المكان في النص يحتوي على مشكلة.
· من خلال دراسة المشكلة نستطيع معرفة إذا كانت إضافة أو حذف أو تغيير.
·هل يستطيع الناقد أن يكتشف جميع المشاكل أو الأخطاء الطارئة على النص الأصلي ؟
· إن كان الناقد يستطيع أن يكتشف جميع المشاكل, فإنه بذلك قد أعاد تكوين النص الأصلية بنسبة 100%.
· بقدر المشاكل التي لم اكتشفها, وبقدر عدم ثقتي في النتائج التي حصلت عليها, يكون بعدي عن النص الأصلي.
ما هو التعامل مع الحذف ؟ (أريد استرجاع ما تم حذفه)
· من أين يأتي بمعرفة أن هناك حذف ؟
· هناك مخطوطات قديمة تحتوي على النصوص المحذوفة. (نستطيع إرجاع النصوص)
· إذا تم الحذف في زمن مبكر جداً ولا يوجد شاهد للقراءة قبل الحذف. (لا نستطيع إرجاع النصوص)
· لن نستطيع أبداً أن نعرف إن كان هناك نصوصاً تم حذفها من العهد الجديد.
ما هو التعامل مع الإضافات ؟ (أريد حذف هذه الإضافة)
· من أين يأتي بمعرفة أن هناك إضافة ؟
· هناك مخطوطات قديمة تحتوي على السفر قبل الإضافة. (نستطيع حذف الإضافة)
· إذا تمت الإضافة في زمن مبكر جداً ولا يوجد شاهد للقراءة قبل الإضافة. (لا نستطيع حذف النصوص)
· مثال حي: الإصحاح 21 من إنجيل يوحنا. شبه إجماع من العلماء أنها إضافة على الإنجيل.
· هي يستطيع الناقد أن يقوم بحذف هذا الإصحاح ؟ لا يستطيع الحذف إلا بشاهد.
· نهاية إنجيل مرقس: لولا وجود المخطوطة السينائية والفاتيكانية لما استطاع الناقد حذف هذه النصوص.
[Given these problems, how can we hope to get back to anything like the original text, the text that an author actually wrote? It is an enormous problem.] Page 58.
مع وَضْع هذه الـمُشْكِلات في الاعتِبار، كيف يُمْكِنُنا أن نرجع إلى أي شيء يُشبه النَّص الأصلي، أي: النَّص الذي كتبه الـمُؤلِّف بالفعل ؟ إنها مشكلة ضخمة.
لاحظ النِّقاط الآتية:
· أقدم المخطوطات التي بين أيدينا ترجع إلى القرن الثالث والرابع وما بعدهما
· هل النَّص الموجود في هذه المخطوطات هو النَّص الأصلي ؟ بالتأكيد هذه المخطوطات ليست سليمة تماماً
· بسبب التَّحريف الـمُبكِّر للكُتُب الـمُقدَّسة لا نستطيع إدراك كمّ التَّحريف الذي حدث في الفترة المفقودة
· لذلك عندما يقوم النّاقد النَّصِّي بإعادة تكوين نص العهد الجديد من مخطوطات القرن الثالث والرابع والخامس … إلخ
· لا يستطيع أن يجزم أن هذا هو النَّص الأصلي الذي كان يُستخدم في النِّصف الثاني من القرن الأول
· ولكنه يستطيع أن يقول أن هذا هو النَّص الذي كان يُستخدم في القرن الثالث والرابع
· إذن: النّاقد ما زال بعيداً عن الأصل بمقدار قرنين أو ثلاثة من الزَّمان على الأقل !
· لذلك تعريف النَّقد النَّصِّي يقول: بهدف إعادة تكوين النَّص الأصلي المفقود أو أقرب صورة له.
· مدى وصولك للأصل أو أقرب صورة له, يعتمد على المخطوطات التي بين يديك والتي منها تعيد تكوين النَّص
[In fact, it is such an enormous problem that a number of textual critics have started to claim that we may as well suspend any discussion of the “original” text, because it is inaccessible to us. This may be going too far, but a concrete example or two taken from the New Testament writings can show the problems.] Page 58.
في الواقع، إنها مُشكِلة ضَخْمَة إلى درجة أن عدداً من النُّقاد النَّصِّيِّين بدأوا في الادِّعاء أنَّنا رُبَّما سَنَتَوقَّف أيضاً عن مُناقَشَة أي شيء يَتَعَلَّق بالنَّص “الأصلي“، لأنَّه بالنِّسْبَة إلينا لا يمكن الوُصُول إليه. رُبَّما يكون هذا نوعاً من الـمُبالَغَة، لكنّ مثالاً واقعيًّا أو مثالين مأخوذين من كتابات العهد الجديد رُبَّما يكشف لنا حقيقة هذه الـمُشْكِلات.
الخُلاصة: الأسباب التي تمنعنا من الوصول للنص الأصلي
· طريقة كتابة المخطوطات القديمة
o عدم استخدام علامات ترقيم
o عدم وجود مسافات بين الكلمات
· مشاكل بخصوص النَّسخ
o مُستوى النُّسّاخ السيء, تخيل شخص ينقل ما لا يستطيع قراءته !
o الأدوات الكتابية البدائية التي لا تُساعد على النَّقل الصحيح
o التَّحريفات التي تحدث بسبب طريقة الكتابة: أخطاء بصرية
· التَّحريف الـمُبكِّر للكُتُب الـمُقدَّسة
o تحريف من المسيحيين القائمين على نسخ الكتاب
o تحريف من الـمُهرطقين الذين يستخدمون الكتاب
o ترسيخ وتثبيت هذا التحريف في المخطوطات أثناء انتقال النَّص تاريخياً
· تعامل المسيحيين مع كُتُبِهِم الـمُقدَّسة
o لم تكن هُناك قوانين تُحرِّم العبث في الكتابات أثناء النَّسخ
o نظرة المسيحي لكتابه الـمُقدَّس, المسيحي يستطيع أن يجد الأعذار التي تتيح له تحريف الكتاب
· الفارق الزمني بين الوثائق الأصلية وأقدم المخطوطات
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات