القائمة إغلاق

إعادة تكوين نص العهد الجديد – الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب: تحريف أقوال يسوع, لـ بارت إيرمان

Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why

العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب

المُحاضرة الـ(26): إعادة تكوين نص العهد الجديد

الجزء الأول – قصة المرأة الزانية

للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الأولى) (المُحاضرة الثانية) (المُحاضرة الثالثة)

[Similar problems, of course, apply to all our early Christian writings, both those in the New Testament and those outside it, whether gospels, acts, epistles, apocalypses, or any of the other kinds of early Christian writing.] Page 62.

هناك مُشكلات مشابهة، بالطَّبع، تَنْطَبِق على كتاباتنا المسيحية الـمُبكِّرة، سواء تلك الموجودة في العهد الجديد أو تلك الموجودة خارجه، سواء أكانت  أناجيل، أعمال، رسائل، رؤى، أو أي من أنواع الكتابات المسيحية الأخرى.

لاحظ الآتي:

· بارت إيرمان يقصد أن جميع الكتابات المسيحية الأولى هذه لا نعرف لها شكل الوثيقة الأصلية

· بمعنى أن الوثائق الأصلية مفقودة, والمخطوطات التي بين أيدينا بعد الأصول بمئات السنين, وبينها آلاف الاختلافات

· لذلك لا نستطيع إلا أن نُعيد تكوين أقدم صورة للنَّص بين أيدينا, أي شكل النَّص الموجود في أقدم المخطوطات

[The task of the textual critic is to determine what the earliest form of the text is for all these writings. As we will see, there are established principles for making this determination, ways of deciding which differences in our manuscripts are mistakes, which are intentional changes, and which appear to go back to the original author. But it’s not an easy task.] Page 62, 63.

مُهِمَّة النّاقِد النَّصِّي هي تحديد ما يُمَثِّله الشَّكل الأقدم من كل هذه الكتابات. كما سنرى، هناك مبادئ مُسْتَقِرَّة للقيام بهذا الـمُهمَّة، وهناك طُرُق لتقرير أي من الاختلافات الموجودة في مخطوطاتنا هي التي تمثل الأخطاء (غير المقصودة)، وأيها يمثل تغييرات مقصودة، وأيها يبدو أنه يعود إلى المؤلِّف الأصلي. لكنها ليست مُهمَّة يَسِيرَة.

تعريف النَّقد النَّصِّي:

· دراسة مخطوطات عمل أدبي ضاع أصله, بهدف إعادة تكوين النَّص الأصلي أو أقرب صورة له

· إذن: النّاقِد يقوم بإعادة تكوين النَّص من خلال النَّص الموجود حالياً في المخطوطات التي يقوم بدراستها

· بحسب حالة هذه المخطوطات تكون حالة النَّص الـمُعاد تكوينه

تفنيد مِثال يُضرب كثيراً:

· يُقال: إذا كانت لديك وثيقة أصلية, وتم نقل هذه الوثيقة في 10 نُسَخ, ثم ضاعت الوثيقة الأصلية

· ألا تستطيع من خلال مُقارنة الـ10 نُسَخ أن تُعيد تكوين نص الوثيقة الأصلية بمُنتهى السهولة واليُسر ؟! بالطبع الإجابة: نعم

· يجب أن ننتبه هُنا إلى نُقطة في غاية الأهمية, هذه الظُّروف لا تنطبق على العهد الجديد للأسباب التالية:

o أولاً: المخطوطات التي بين أيدينا ليست منقولة مُباشرة من الوثائق الأصلية, فبينها وبين الأصول قرنين أو ثلاثة على الأصل, ولا نعلم حتى عدد النُّسَخ التي تقع بين أقدم مخطوطة لدينا والوثيقة الأصلية !

o ثانياً: المخطوطات التي بين أيدينا ليست من زمن واحد, فهُناك بعض البرديات القليلة جداً من القرن الثالث, وبعد المخطوطات القليلة من القرن الرابع والخامس والسادس الميلادي, طبعاً نص جميع هذه المخطوطات مُختلف, ولا يوجد تطابق بينهم

[The results, on the other hand, can be extremely enlightening, interesting, and even exciting. Textual critics have been able to determine with relative certainty a number of places in which manuscripts that survive do not represent the original text of the New Testament.] Page 63.

فالنتائج، من ناحية أخرى، يمكن أن تكون مُضِيئة، ممتعة وحتى مُثِيرَة. لقد كان النُّقاد النَّصيِّون قادرين على تحديد عدد من المواضع التي لا تُمَثِّل فيها المخطوطات التي بين أيدينا نص العهد الجديد الأصليّ وذلك بيقين نِسْبيّ.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· في بداية عصر الطِّباعة كان هُناك نص واحد يوناني للعهد الجديد مطبوع

· هذا النَّص اليوناني انتشر بشكل كبير جداً من أجل الطِّباعة, وتم ترجمة هذا النَّص إلى اللغات الحديثة: إنجليزي, فرنسي, عربي إلخ

· لذلك نجد تشابُه كبير جداً بين ترجمة الفاندايك العربية, وترجمة الملك جيمز الإنجليزية

· هذا ليس بسبب أن الفاندايك مُترجم من الملك جيمز, ولكن بسبب أن الترجمتين لنفس النَّص اليوناني الواحد

· هذه الأمور سنتكلم عنها بالتفصيل في الفصل الثالث بإذن الله عز وجل

· ولكن يكفي الآن أن تعلم أن هُناك نص مُعتمِد على أقدم المخطوطات (النَّص اليوناني النَّقدي)

· وهُناك نص آخر تقليدي مبني على النُّسخة اليونانية التي تم وضعها في القرن السادس عشر (النَّص الـمُستلم أو التقليدي)

أشهر نصَّين يونانيين نقديين للعهد الجديد:

· النَّص اليوناني للعهد الجديد إصدار اتِّحاد جمعيّات الكتاب الـمُقدَّس

· United Bible Societies’ Greek New Testament

· نص نستل آلاند اليوناني للعهد الجديد

· Nestle-Aland’s Greek New Testament

درجات اليقين في الاختيار:

· النَّص اليوناني للعهد الجديد إصدار اتِّحاد جمعيّات الكتاب الـمُقدَّس ونص نستل آلاند أيضاً قائم عليهما لجنة مُتخصصة من العلماء الدّارسين لمخطوطات العهد الجديد واللغة اليونانية واللغات الأخرى القديمة للكتاب الـمُقدَّس

· عند وجود اختلافات بين المخطوطات تقوم اللجنة باختيار الشَّكل الصَّحيح للنَّص وفق دراساتها ووجهة نظرها

· وعند اختيار أي شكل من الأشكال الموجودة في المخطوطات تضع اللجنة رمزاً للدلالة على مدى يقينها من اختيارها

· هذه الرُّموز مُتعارف عليها بين جميع علماء النَّقد النَّصِّي

الرُّموز المُستخدمة للدلالة على درجة اليقين:

· The letter {A} indicates that the text is certain.

· الحرف {A} يعني: النَّص مُؤكَّد (هُناك يقين تام في الاختيار)

· The letter {B} indicates that the text is almost certain.

· الحرف {B} يعني: النَّص تقريباً مُؤكَّد (هُناك بعض الشَّك ليس يقيناً تاماً)

· The letter {C} indicates that the Committee had difficulty in deciding which variant to place in the text.

· الحرف {C} يعني: اللجنة وجدت صعوبة في اختيار الشَّكل الذي ستضعه في النَّص (نسبة الشَّك أعلى)

· The letter {D} indicates that the Committee had great difficulty in arriving at a decision.

· الحرف {D} يعني: اللجنة وجد صعوبة شديدة في الوصول إلا قرار (لا يوجد اتِّفاق بين أعضاء اللجنة على اختيار مُعيَّن)

لاحظ الآتي:

· قُدرة الاختيار بين شكلين للنَّص في المخطوطات لا يعني الوصول إلى النَّص الأصلي

· وبالمثال يتَّضِح المقال:

o مرقس 1 / 1 بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ (الفاندايك)

o فلنقل إن أقدم المخطوطات نجد فيها:بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (الشكل الأول)

o ونجد في بعض المخطوطات الـمُتأخِّرة: بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ (الشكل الثاني)

o ولكنَّ النَّص في الأصل كان يقول: بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ, ولم يعد هذا الشكل موجوداً في المخطوطات

o إذا كان الاختيار سهلاً بين الشَّكل الأول والثاني, فنحن لم نصل بعد إلى الشَّكل الأصلي للنَّص !

o ولكننا وصلنا إلى شكلٍ قريبٍ من الشَّكل الأصلي, وهذا هو الشَّكل الموجود في أقدم المخطوطات

[For those who are not at all familiar with the field, but who know the New Testament well (say, in English translation), some of the results can be surprising.] Page 63.

بالنسبة لهؤلاء الذين ليس لديهم إطلاقاً أي معرفة بهذا المجال، ولكنَّهم يعرفون العهد الجديد جيداً (فلنقل، من خلال الترجمة الإنجليزية)، يمكن أن تكون بعض النتائج مُفاجئة.

تأمل هذه القصَّة:

· كنتُ في إحدى المكتبات المسيحية مع زميلَيَّ مُعاذ عِليان ومحمود داود نشتري بعض الكتابات المسيحية

· فوجدتُ شاباً مسيحياً يعمل جديداً في المكتبة, وكان صغيراً في السِّن, وأراد أن يتجول معنا في المكتبة ليرى حاجاتنا ويُساعدنا

· فوجد أنني مُهتمٌّ بالكتابات المسيحية التي لها علاقة بالتاريخ والمخطوطات القديمة والنَّقد إلخ

· فبدأتُ أتكلَّم معه وفي النهاية قبل رحيلي من المكتبة سألته سؤالاً: ما هو أحب نصوص الكتاب إليك ؟

· فأجابني: أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي (فيلبي 4 / 13)

· عندما عدتُ لمنزلي انتابني فضولٌ لأبحث عن هذا النَّص في المخطوطات القديمة

· فوجدت أن عبارة: في المسيح, عبارة مُضافة وغير موجودة في أقدم المخطوطات اليونانية !

· فتَعَجَّبتُ جداً من هذا وقلتُ في نفسي إنني لابد وأن أخبر هذا الشّاب المسيحي بهذا الخبر

· ولكم أن تتخيَّلوا الصَّدمَة التي كان فيها !

 [To conclude this chapter, I will discuss two such passages—passages from the Gospels, in this case, that we are now fairly certain did not originally belong in the New Testament, even though they became popular parts of the Bible for Christians down through the centuries and remain so today.] Page 63.

في ختام هذا الفصل، سأناقش فقرتين من هذا النوع فقرتان من الأناجيل، في هذه الحالة، نحن الآن متيقنين بشكل كبير من أنهما لم تكونا منتميتين في الأصل إلى العهد الجديد، على الرغم من أنهما أصبحتا أجزاءً مشهُورة من الكتاب المقدس بالنسبة للمسيحيين عبر القُرُون وظلّا هكذا حتى اليوم.

[The story of Jesus and the woman taken in adultery is arguably the best known story about Jesus in the Bible; it certainly has always been a favorite in Hollywood versions of his life. It even makes it into Mel Gibson’s The Passion of the Christ, although that movie focuses only on Jesus’s last hours (the story is treated in one of the rare flashbacks).] Page 63.

قصَّة يسوع والمرأة الزانية هي رُبَّما من أشهر قصص يسوع في الكتاب المقدس؛ لقد ظَلَّت بالتأكيد إحدى القصص الـمُفَضَّلَة دائماً لدى جميع أفلام هوليوود التي تناولت حياته. بل إنها حتى نجحت في أن تكون جزءً من فيلم آلام المسيح لمخرجه مل جيبسون، رغم أن الفيلم يُركِّز فقط على ساعات يسوع الأخيرة (القصة تمت معالجتها كمشهد سابق من حياة المسيح وتم الرُّجوع له).

[Despite its popularity, the account is found in only one passage of the New Testament, in John 7:53, 8: 12, and it appears not to have been original even there.] Page 63.

هذه القصة، رغم شهرتها، موجودة في فقرة واحدة فحسب من العهد الجديد، تحديداً في يوحنا 7 : 53 – 8 : 12، ويبدو أنها لم تكن في هذا الموضع في الأصل.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· نستطيع أن نعرف من مُجرَّد قراءة سياق القصَّة بتركيز أن قصَّة المرأة الزانية مُقحمَة في السِّياق

· ولعل هذه من الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نعرف أن هذه القصَّة ليست أصلية

· ولكن هُناك بعض الإضافات الأصغر حجماً, والـمُضافة بشكل أكثر حبكة وحِنكَة

· مثل هذه الإضافات لا نستطيع أن نجزم بها بسهولة, هذه هي خطورة الإضافات الـمُتعمَّدة

أرجوا مُراجعة الآتي:

زانية تتحدى من يثبت أصالتهاhttp://alta3b.com/2008/11/10/pericope-de-adultera-1

[The story line is familiar. Jesus is teaching in the temple, and a group of scribes and Pharisees, his sworn enemies, approach him, bringing with them a woman “who had been caught in the very act of adultery.” They bring her before Jesus because they want to put him to the test. The Law of Moses, as they tell him, demands that such a one be stoned to death; but they want to know what he has to say about the matter. Should they stone her or show her mercy? It is a trap, of course.] Page 63.

القصة لها حبكة معروفة. يسوع يُعلِّم في الهيكل، ومجموعة من الكَتَبَة والفرِّيسيِّين، أعداؤه اللدودين، يقتربون منه، مُحْضِرين معهم امرأة أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ“. لقد أحضروها أمام يسوع لأنهم يُريدون أن يضعوه أمام اختبار. فناموس موسى، كما يخبرونه، يُطالب بأن تُرْجَم مثل هذه المرأة حتى الموت؛ لكنَّهم يُريدون أن يعرفوا ما سيقوله هو حول هذا الأمر. هل ينبغي أن يرجموها أم يُظهروا تجاهها الرحمة ؟ إنه شَرَكٌ، بطبيعة الحال.

[If Jesus tells them to let the woman go, he will be accused of violating the Law of God; if he tells them to stone her, he will be accused of dismissing his own teachings of love, mercy, and forgiveness.] Page 63, 64.

فلو أخبرهم يسوع أن يتركوها لحال سبيلها، سيُتَّهَم بأنه انْتَهَك شريعة الله؛ ولو قال لهم أن يرجموها سيُتَّهَم بمُخالَفَة تعاليمه الخاصّة عن المحبة والرحمة والغُفْران.

[Jesus does not immediately reply; instead he stoops to write on the ground. When they continue to question him, he says to them, “Let the one who is without sin among you be the first to cast a stone at her.” He then returns to his writing on the ground, while those who have brought the woman start to leave the scene—evidently feeling convicted of their own wrongdoing—until no one is left but the woman.] Page 64.

لم يَتَعَجَّل يسوع الرَّد؛ بدلاً من ذلك انحنى ليَتَمَكَّن من الكتابة على الأرض. ولـمَّا استمرُّوا في سؤاله، إذا به يقول لهم: “مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!”. ثم يعود إلى كتابته على الأرض، في حين يبدأ هؤلاء في المغادرة وهم يشعرون كما هو واضح بالخزي من فعلتهم الشريرة حتى إن أحداً بخلاف المرأة لم يبق في المكان.

[Looking up, Jesus says, “Woman, where are they? Is there no one who condemns you?” To which she replies, “No one, Lord.” He then responds, “Neither do I condemn you. Go and sin no more.”] Page 64.

فنظر يسوع إلى أعلى، وهو يقول: “يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟“, فردَّت عليه: “لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ“, فأجابها حينئذ: “ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً“.

[It is a brilliant story, filled with pathos and a clever twist in which Jesus uses his wits to get himself—not to mention the poor woman— off the hook.] Page 64.

إنها قصَّة رائعة، مُفْعَمَة بالمشاعر وبالـمُدارة الماكرة والتي استخدم فيها يسوع ذكاءه لينجو بنفسه ناهيك عن المرأة المسكينة من هذا الشرَك.

[Of course, to a careful reader, the story raises numerous questions. If this woman was caught in the act of adultery, for example, where is the man she was caught with? Both of them are to be stoned, according to the Law of Moses (see Lev. 20:10).] Page 64.

بطبيعة الحال، بالنسبة لقارئ يَقِظ، تُثِير القصَّة أسئلة عديدة. لو كانت هذه المرأة مقبوض عليها وهي تزني، على سبيل المثال، فأين الرَّجُل الذي ضُبِطَت معه ؟ كلاهما مستوجب الرَّجم، وفقاً لشريعة موسى (انظر لاويين 20 : 10).

اللاويين 20 / 10وَاذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَاةٍ فَاذَا زَنَى مَعَ امْرَاةِ قَرِيبِهِ فَانَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ.

[Moreover, when Jesus wrote on the ground, what exactly was he writing? (According to one ancient tradition, he was writing the sins of the accusers, who seeing that their own transgressions were known, left in embarrassment!)] Page 64.

فوق ذلك، عندما كَتَبَ يسوع على الأرض، ماذا كان يكتب بالضَّبط ؟ (وفقاً لتقليد قديم، كان يسوع يكتب خطايا الـمُشْتَكِين، الذين لما رأوا أن جرائمهم كانت معروفة، غادروا يجللهم العار!)

لاحظ النِّقاط الآتية:

· نعلم من نُصُوص العهد الجديد أن المسيح عليه السلام يستطيع القراءة

· ولكن النَّص الوحيد المنسوب للأناجيل القانونية والتي تُخبرنا بأن المسيح عليه السلام يستطيع الكتابة هو هذا النَّص

· ما هي أهمية إثبات أن المسيح عليه السلام يستطيع الكتابة ؟ لا أعلم

[And even if Jesus did teach a message of love, did he really think that the Law of God given by Moses was no longer in force and should not be obeyed? Did he think sins should not be punished at all?] Page 64.

وحتى لو أن يسوع كان بالفعل يُعلِّم رسالة المحبة، فهل كان يعتقد فعلاً أن شريعة الله التي أعطاها لموسى لم تَعُد سارية المفعول وينبغي أن لا تطاع ؟ وهل كان يعتقد على وجه الإطلاق أن الخطايا لا يُعاقَب المرء عليها ؟

هذه نُقطة في غاية الأهمية:

· لدينا نصوص كثيرة جداً يقول فيها المسيح عليه السلام بضرورة الالتزام بشريعة موسى عليه السلام

· فكيف نقوم بالتَّوفيق بين هذه القصَّة وبين هذه النُّصُوص ؟ أم أن هذا دليل على عدم أصالة الكتاب ؟

[Despite the brilliance of the story, its captivating quality, and its inherent intrigue, there is one other enormous problem that it poses. As it turns out, it was not originally in the Gospel of John. In fact, it was not originally part of any of the Gospels. It was added by later scribes.] Page 64.

على الرَّغم من رونق القصة، وجودتها الأخاذة، وحبكتها الفطرية، فهناك مُشكلة أخرى عَوِيصَة تواجهها. كما سَيَتَّضِح، لم تَكُن هذه القصَّة أصليَّة في إنجيل يوحنا. بل لم تكن، في الواقع، جزءً أصيلاً من أي إنجيل. لقد أُضِيفَت بمعرفة نُسّاخ مُتأخِّرين.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· هُناك عُلماء يقولون بأصالة قصَّة المرأة الزانية, ولكن كيف يُبرِّرون غياب القصَّة من المخطوطات القديمة ؟

· لاحظ: هذه معلومة علمية لا نستطيع إغفالها أو إنكارها: قصة المرأة الزانية غير موجودة في أقدم مخطوطات إنجيل يوحنا

· تبرير العلماء الذين يقولون بأصالة القصة: هُناك من قام بحذف القصَّة من المخطوطات القديمة لأسباب مُعيَّنة

· من أجل عيون أصالة قصة المرأة الزانية, قالوا بتحريف الكتاب !

· هذا لأنه لا يوجد إلا قولين في المسألة:

o الأول: القصَّة مؤلَّفة وتم إضافتها للكتاب

o الثاني: القصَّة أصلية وموحى بها من الله ولكن تم حذفها

[How do we know this? In fact, scholars who work on the manuscript tradition have no doubts about this particular case. Later in this book we will be examining in greater depth the kinds of evidence that scholars adduce for making judgments of this sort.] Page 64.

كيف نَعْرِف ذلك ؟ في الواقع، العلماء الذين اشتغلوا بتقليد المخطوطات ليس لديهم أي شُكُوك بشأن هذه الحالة الخاصة. في وقت لاحق في هذا الكتاب سَنَفْحَص بِعُمْقٍ أكبرٍ أنواع الدَّليل الذي يُورِدُه العلماء للحكم على هذا النَّوع من التَّغيير.

[Here I can simply point out a few basic facts that have proved convincing to nearly all scholars of every persuasion: the story is not found in our oldest and best manuscripts of the Gospel of John; its writing style is very different from what we find in the rest of John (including the stories immediately before and after); and it includes a large number of words and phrases that are otherwise alien to the Gospel.] Page 64, 65.

سأشرح الآن قليلاً من الحقائق الأساسية التي ثَبَتَ أنَّها مُقْنِعَة لكل العلماء تقريباً من كل الاتجاهات: القصة غير موجودة في أقدم وأفضل مخطوطاتنا لإنجيل يوحنا؛ أسلوب الكتابة الـمُستَخْدَم فيها مُختلفة جداً عن الأسلوب الـمُسْتَخْدَم في بقية إنجيل يوحنا (بما في ذلك القصص قبلها وبعدها مباشرة)؛ كما تَتَضَمَّن عدداً كبيراً من الكلمات والجمل والتي تُعتبر غريبة عن الإنجيل.

كيف أرجح قراءة على أخرى ؟ (قواعد النقد النصي):

1. دراسة الأدلة الخارجية: (كل ما يتعلق بالمخطوطات)

2. الأدلة الداخلية: (أسباب وجود القراءات الاتفاق مع أسلوب الكاتب)

القاعدة الرئيسية في ترجيح أي قراءة على أخرى:

· القراءة التي توضح سبب وجود القراءات الأخرى هي المفضلة

· الناقد النصي لا يستطيع اختلاق شكل جديد للنص غير موجود في المخطوطات المتاحة

· المخطوطات اليونانية هي صاحبة السلطان الأعلى في تحديد القراءة المفضلة

التي توضح سبب وجود القراءات الأخرى:

· أقوم باختيار قراءة على أنها هي المفضلة

· ثم أتساءل: هل استطيع تبرير وجود القراءات الأخرى في المخطوطات ؟

· أي قراءة في المخطوطات لها سبب وجود, ولم تهبط علينا من السماء

· يوحنا 7/8: أنا (لن | ليس بعد) أصعد إلى هذا العيد

· عندما أختار قراءة (ليس بعد) هناك مخطوطات تحتوي على قراءة (لن)

· يجب عليَّ تبرير وجود قراءة (لن) في المخطوطات. (خطأ عن سهوا تغيير متعمد)

· مرقس 1/2: كما هو مكتوب في (إشعياء النبي | الأنبياء)

· قراءة إشعياء هي الأصلي. كيف أبرر وجود الأنبياء ؟

· وجدوا خطأ تاريخي في نسبة الاقتباس إلى إشعياء, فتم تغييرها إلى الأنبياء

الأدلة الخارجية:

نبدأ في دراسة الشواهد (لكل قراءة يبحث عن الآتي):

· أقدمية الشواهد. (البرديات, مخطوطات الأحرف الكبيرة, الترجمات)

· التوزيع الجغرافي للشواهد. (النصوص اليونانية المختلفة)

· جودة أو قوة الشواهد مسألة خلافية بين العلماء بحسب وجهة نظر العالم

* المخطوطة السينائية كانت أهم مخطوطة عند قسطنطين تشيندورف

* المخطوطة الفاتيكانية كانت أهم مخطوطة عند وست كوت و هورت

ü النص السكندري:مخطوطات كنيسة الإسكندرية

ü النص القيصري:مخطوطات كنيسة قيصرية(فلسطين)

ü النص البيزنطي:مخطوطات كنيسة القسطنطينية(آسيا)

ü النص الغربي:مخطوطات كنائس فرنسا وإيطاليا

· الفاصلة اليوحناوية – 1يو5/7 (الذين يشهدون (في السماء) هم ثلاثة (الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة) الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة في الواحد.)

· الكلمات بين الأقواس غير موجودة في أغلبية مخطوطات العهد الجديد اليونانية

· موجودة فقط في تسع مخطوطات أقدمها من القرن الخامس عشر

· وموجودة في بعض المخطوطات اللاتينية القديمة (مخطوطات نص غربي: إيطاليا)

· المشكلة: التوزيع الجغرافي ليس دائماً في صالح القراءة الأصلية

· أقدم المخطوطات اليونانية, نص سكندري, وأقدم مخطوطة نص بيزنطي يوناني من القرن الخامس

· المخطوطات الموزعة على العالم لا تظهر لنا إلا في القرن الخامس

مثال رائع على مشكلة التوزيع الجغرافي:

Mat 27:17 ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس: «من تريدون أن أطلق لكم؟ [يسوع] باراباس أم يسوع الذي يدعى المسيح؟»

Mt 27.17 συνηγμένων οὖν αὐτῶν εἶπεν αὐτοῖς ὁ Πιλᾶτος, Τίνα θέλετε ἀπολύσω ὑμῖν,

[Ἰησοῦν τὸν] Βαραββᾶν ἢ Ἰησοῦν τὸν λεγόμενον Χριστόν;

17  {C} Ἰησοῦν τὸν Βαραββᾶν (Θ 700* omit τόν) ƒ1 syrs, pal_mss arm geo2 Origenlat mssacc. to Origen gr

τὸν Βαραββᾶν B 1010 Origen msacc. to Origen lat

Βαραββᾶν א A D L W Δ ƒ13 33 157 180 205 565 579 597 700c 892 1006 1071 1241 1243 1292 1342 1424 1505 Byz [E F G H Σ] Lect copsa, meg, bo Diatessaronarm

Βαραββᾶν or τὸν Βαραββᾶν ita, aur, b, c, d, f, ff_1, ff_2, g_1, h, l, q, r_1 vg syrp, h, pal_ms eth geo1 slav

الأدلة الداخلية:

يجب على الناقد أن يشرح سبب وجود جميع القراءات !

إذا اختار الناقد قراءة مُعَيَّنة كمفضلة, يجب عليه أن يشرح سبب وجود القراءات الأخرى

إذا فشل في إيجاد أسباب لوجود القراءات الأخرى في المخطوطات, إذن القراءة المختارة ليست هي المفضلة

أسباب وجود القراءات:

· تغيير (خطأ هجائي) أو خطأ غير مقصود (خطأ بصري أو سمعي)

· تغيير مقصود عن عمد

· القراءة التي توضح سبب وجود القراءات الأخرى هي الأصلية

· الاحتمالية النسخية. (مثل تغيير كلمة الذي إلى الله 1 تي 3 : 16)

· القراءة الأكثر صعوبة من وجهة نظر الناسخ. (سيحاول الناسخ تغييرها أو محوها)

· القراءة الأقصر. (غالباً ما حاول الناسخ إضافة أشياء على النص الأصلي)

· الاتفاق مع الأسلوب العام للمؤلف. (من الناحية اللغوية أو اللاهوتية)

[The conclusion is unavoidable: this passage was not originally part of the Gospel.] Page 65.

والنَّتِيجَة التي لا مَفَرّ مِنْها: هذه الفَقْرَة لم تَكُن جزءً أصْلِيًّا من الإنجيل.

[How then did it come to be added? There are numerous theories about that. Most scholars think that it was probably a well-known story circulating in the oral tradition about Jesus, which at some point was added in the margin of a manuscript.] Page 65.

فكيف حدث أن أُضِيفَت هذه القصَّة إذاً ؟ هُناك العديد من النَّظريّات حول هذا الأمر. مُعْظَم العلماء يعتقدون أنَّه من الـمُحْتَمَل أنَّها كانت قصَّة معرُوفة ومُتَداوَلَة في التَّقلِيد الشَّفَوي حول يسوع، وأنَّها أُضِيفَت في لحظةٍ ما إلى هامش إحدى المخطوطات.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· قُلنا سابقاً إن من خلال قراءة سياق القصَّة بتركيز تستطيع أن تُدرك أن القصَّة دخيلة

· من خلال حدود القصَّة (يوحنا 7 / 53 إلى 8 / 12) وما القصة السابقة لها

· أستطيع شخصياً أن أجزم أن هذه القصة تم إضافتها عمداً

[From there some scribe or other thought that the marginal note was meant to be part of the text and so inserted it immediately after the account that ends in John 7:52.] Page 65.

ومن هناك اعْتَقَدَ بعض النُّسّاخ أو غيرهم أن الإضافة الهامشية يُقْصَد منها أن تكون جزءً من النَّص ولذلك أدخلوها مُباشرة بعد القصَّة التي تنتهي عند يوحنا 7 : 52.

سؤال بسيط جداً: قصَّة عبارة عن 13 نصّ, كيف تُكتَب في الهامش ؟

· لا توجد مخطوطة واحدة تحتوي على قصة المرأة الزانية في الهامش !

· الإنسان يستطيع أن يتخيل نصاً أو نصَّين في الهامش, ولكن 13 نص في الهامش ؟! كيف هذا

[It is noteworthy that other scribes inserted the account in different locations in the New Testament—some of them after John 21:25, for example, and others, interestingly enough, after Luke 21:38. In any event, whoever wrote the account, it was not John.] Page 65.

من الجدير بالملاحظة أن نُسّاخاً آخرين أدخلوا القصَّة في مَواضِع مُخْتَلِفَة في العهد الجديد بعضها بعد يوحنا 21 : 25، على سبيل المثال، والآخرون، بطريقة مُثيرة جداً للفضول، وضعوها بعد لوقا 21 : 38. على أيَّة حال، أيّا كان كاتب القصة، إنَّه لم يكن يوحنا بالتأكيد.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· إضافة القصَّة في أكثر من مكان مُختلف دليل في حدِّ ذاته على عدم أصالة القصِّة

· فإذا كانت للقصة مكاناً معروفاً في العهد الجديد لما تم إضافة القصَّة في أماكن مُختلفة

· أماكن إضافة القصَّة:

o بعد يوحنا 7 / 36, أي: أثناء صعود المسيح عليه السلام للعيد

o بعد يوحنا 21 / 25, أي: في نهاية إنجيل يوحنا

o بعد لوقا 21 / 38, أي: قبل بداية الإصحاح 22

o بعد لوقا 24 / 53, أي: في نهاية إنجيل لوقا

[That naturally leaves readers with a dilemma: if this story was not originally part of John, should it be considered part of the Bible? Not everyone will respond to this question in the same way, but for most textual critics, the answer is no.] Page 65.

هذا بالطبع يترك القرَّاء في حيرة: لو لم تكن هذه القصة جزءً من يوحنا في الأصل، فهل كان من الـمُفْتَرَض أن تكون جزءً الكتاب الـمُقدَّس ؟ لن يجيب كل إنسان على هذا السؤال بالطريقة ذاتها، لكن بالنسبة لغالبية النُّقّاد النَّصِّيِّين، الإجابة هي: لا.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· أغلبية علماء النَّقد النَّصِّي يقولون أن قصة المرأة الزانية لم تكن أصلاً من إنجيل يوحنا

· ولكن مع ذلك نجد خلافاً بين بعض العلماء الكبار حول موضوع: هل نقوم بحذف القصة أم لا ؟

· هُناك نُصُوص كثيرة جداً جداً قامت لجنة اتِّحاد جمعيّات الكتاب الـمُقدَّس بحذفها رغم شُهرتها بين المسيحين

· ولكن هُناك تحفُّظ بخصوص قصَّة المرأة الزانية

· نجد أغلبية الكُتُب الـمُقدَّسة ما زالت تحتوي على قصَّة المرأة الزانية مع إشارة إلى أن القصَّة ليست من أصل الكتاب !

· العلماء يقولون أن هذه القصَّة قد تكون صحيحة تاريخياً, وأن هذه الواقعة حدثت بالفعل مع المسيح عليه السلام

· ولكن هذه القصَّة لم تُدوَّن ضمن الأناجيل القانونية, فهل نأتي الآن ونقوم بإضافتها ؟! سبحان الله العظيم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

1 Comment

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d