القائمة إغلاق

جُون مِلّ والنِّزاع الذي أحدثه

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب: تحريف أقوال يسوع, لـ بارت إيرمان

Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why

العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب

المُحاضرة الـ(35): “جُون مِلّوالنِّزاع الذي أحدثه

للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الأولى) (المُحاضرة الثانية) (المُحاضرة الثالثة) (المُحاضرة الرابعة)

[The impact of Mill’s publication was immediately felt, although he himself did not live to see the drama play out. He died, the victim of a stroke, just two weeks after his massive work was published. His untimely death (said by one observer to have been brought on by “drinking too much coffee”!) did not prevent detractors from coming to the fore, however.] Page 85.

الصَّدمة التي أحدثها الكتاب الذي نشره مِلّكانت فوريَّة، على الرَّغم من أنَّه لم يَعِش ليرى الأحداث الدَّرامِيَّة بنفسه كيف سارت. لقد مات، ضحية لسَكْتَة قَلْبِيَّة، بعد أسبوعين فقط من نشر عمله الضَّخم. على الرَّغم من ذلك, موتهالذي جاء في وقت غير مُناسب(قال أحد القريبين منه أنه حدث نتيجة كثرة تناول القهوة” !) لم يمنع مُنتقديه من القدوم إلى المواجهة (مواجهة أو مُصادمة عمل جُون مِلّ).

لاحظ النِّقاط الآتية:

· نعلم أن أوريجانوس أشار قبلاً إلى أن الاختلافات بين المخطوطات أصبحت عظيمة

· ولكن أن يأتي شخصٌ ويُقرِّر عدداً من الاختلافات بهذه الضخامة ! هذه هي الصدمة

· لعل العلماء قبل جُون مِلّكانوا يعلمون أن المخطوطات بينها اختلافات كثيرة

· ولكن لم ينتبه أحدٌ من قبل إلى أن عدد الاختلافات بهذه الضخامة

[The most scathing attack came three years later in a learned volume by a controversialist named Daniel Whitby, who in 1710 published a set of notes on the interpretation of the New Testament, to which he added an appendix of one hundred pages examining, in great detail, the variants cited by Mill in his apparatus.] Page 85.

الهجوم الأكثر قسوة حدث بعد ذلك بثلاث سنوات في مُجلَّد علمي كتبه أحد الـمُناظرين البارعين اسمه دانيال وايتبي، والذي في 1710م نشر مجموعة مُلاحظات بخصوص تفسير العهد الجديد، أضاف إليها مُلحقاً من مائة صفحة فحص فيه بشكل أكثر تفصيلاً الاختلافات التي ذكرها مِلّفي ثنايا هوامشه النَّقديَّة.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· الهوامش النَّقديَّة هي التي تُوضِّح أشكال النَّص الـمُختلفة والمخطوطات التي نجدها فيها

· التَّعليقات النَّقديَّة هي إبداء تعليقات أو شُرُوحات على هذه الهوامش النَّقديَّة

· أغلب التَّعليقات النقديَّة على أسس علميَّة يكتبها العلماء العاملين في مجال النَّقد النَّصِّي

· ولكن هُناك بعض التَّعليقات النَّقديَّة يكتبها العلماء الـمُدافعون عن عصمة الكتاب

· إليكم أسماء أشهر التَّعليقات النَّقديَّة (العلمي في الأعلى الدِّفاعي في الأسفل):

o   A Textual Commentary On The Greek NT – Bruce Metzger

o   A Textual Commentary on the Greek Gospels – Wieland Willker

o   NT Text And Translation Commentary – Philip Comfort

o   A Textual Guide To The Greek NT – Roger Omanson

o   A Student’s Guide to New Testament Textual Variants – Bruce Terry

o   The Revisers’ Greek Text, A Critical Examination Of Certain Readings, Textual And Marginal, In The Original Greek Of The NT – S. W. Whitney

o   Textual And Translation Notes On The Gospels – Jay Green

التَّعليقات النَّقديَّة غالباً ما تحتوي على:

· الأسباب التي على أساسها تم اختيار الشكل الأقدم والأصح

· أي إشكاليات خاصة بالأشكال الـمُختلفة في المخطوطات (لاهوتية, تاريخية, جغرافية, علمية إلخ)

· الآراء الـمُختلفة للعلماء بخصوص الاختيار بين الأشكال الـمُختلفة أو المشاكل الـمُرتبطة بالأشكال

[Whitby was a conservative Protestant theologian whose basic view was that even though God certainly would not prevent errors from creeping into scribal copies of the New Testament, at the same time he would never allow the text to be corrupted (i.e., altered) to the point that it could not adequately achieve its divine aim and purpose.] Page 85.

وايتبيكان عالماً بروتستانتيًّا مُحافظاً في اللاهوت وكانت رؤيته الأساسية هي أنَّه على الرَّغم من أن الله بالتّأكيد لم يمنع تسلُّل الأخطاء إلى النُّسَخ اليدويَّة للعهد الجديد، إلا أنَّه في الوقت ذاته لن يسمح أبداً بفساد النَّص (أي تحريفه) إلى الدَّرجة التي يستحيل معها تحقيق هدفها وغرضها الإلهيّ على نحوٍ كافٍ.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· تكلمنا من قبل عن علاقة النَّقد النَّصِّي بنظريّات الوحي والعصمة عند المسيحي

· المسيحي الشرقي يتعامل مع كتابه الـمُقدَّس كما يتعامل الـمُسلم مع قرآنه الكريم

· يعتقد أن الكتاب الـمُقدَّس موحى به من الله لفظاً ومعنىً محفوظ من كل وأي نوع من أنواع التَّحريف

· النَّقد النَّصِّي أثبت أنه لا توجد عصمة للكتاب فالتَّحريفات تحدث بشكل عفوي وعمداً أيضاً !

· لا يستطيع المسيحي مع حقيقة التَّحريف أن يثبت على عقيدة أن الكتاب هو كلام الله عزَّ وجل

· إذا قال بهذه العقيدة فكأنه يقول أن كلام الله عزَّ وجل تم تحريفه لذلك تنازل عن هذه العقيدة

· أيضاً تنازل عن عقيدة حفظ الله عزَّ وجل للكتاب الـمُقدَّس بشكل كامل, فتحريف الكتاب حقيقة علمية

· وصل في النهاية إلى العقيدتين التاليتين:

o الكتاب موحى به بالمعنى فقط, كلمات بشرية تحوي معاني إلهية

o رسالة الكتاب فقط هي المحفوظة, ولكن الكتاب قد يصيبه التَّحريف

بخصوص حفظ الله عزَّ وجل للرسالة:

· عبارة حفظ الرِّسالةلا تدل على ما هو المحفوظ أصلاً !

· فإن المسيحيين مُنذ القرن الأول المسيحي مُختلفين في كل شيء فما هي تلك الرسالة المحفوظة ؟

· هل هي رسالة المسيحيين الإبيونيِّين ؟ المسيح عليه السلام إنسان فقط وليس إلهاً

· هل هي رسالة المسيحيين الدُّويستِيَّة ؟ المسيح عليه السلام لم يكن إنساناً, بل خيالاً

· هل هي رسالة المسيحيين الغُنُوصِيِّين ؟ للكون آلهة كثيرة والخلاص من خلال المعرفة

[And so he laments, “I GRIEVE therefore and am vexed that I have found so much in Mill’s Prolegomena which seems quite plainly to render the standard of faith insecure, or at best to give others too good a handle for doubting.” 10] Page 85.

ولذا نجده ينوح قائلاً: “من أجل ذلك أنا أحزن وأغتاظ من أنني وجدت الكثير في مُقدمة مِلّالنَّقديَّة مما يبدو بوضوح تام أنه يضع أساس الإيمان في خطر، أو على أحسن تقدير يعطي الآخرين الحُجة للارتياب.”

Note 10. Whitby’s emphasis. Quoted in Adam Fox, John Mill and Richard Bentley: A Study of Textual Criticism of the New Testament, 1675-1729 (Oxford: Blackwell, 1954), 106.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· “وايتبياعترف اعترافاً صريحاً بأن ما قدَّمه جُون مِلّيهدم أساس العقيدة المسيحية

· بكلمات أخرى: اعترف بأن تحريف الكتاب الـمُقدَّس بهذا الشَّكل يهدم أساس الإيمان

[Whitby goes on to suggest that Roman Catholic scholars—whom he calls “the Papists”—would be all too happy to be able to show, on the basis of the insecure foundations of the Greek text of the New Testament, that scripture was not a sufficient authority for the faith— that is, that the authority of the church instead is paramount.] Page 85.

وايتبييستمر في كلامه ويقترح أن العلماء الرُّومان الكاثوليك الذين يطلق عليهم لقب الباباويين” – سيشعرون بسعادة بالغة بسبب قدرتهم على إظهار، على أساس الأصول غير الثّابِتة للعهد الجديد اليوناني، أن الكتاب الـمُقدَّس لم يكن سُلطاناً كافياً للإيمان ممّا يعني أن سُلطان الكنيسة على الوجه الآخر هو السُّلطان الأعلى.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· المراجع الكاثوليكية تحتوي على أقوى التَّصريحات بخصوص تحريف الكتاب الـمُقدَّس

· وبالإجماع جَلِيٌّ هو التَّحريف الذي ظهر في الكتاب, وجدناه في المخطوطات, رأيناه في التَّرجمات, كرَّزنا به بين الأمم, وأومِنَ به في العالم !

· لذلك الكاثوليك يتعاملون مع هذه الحقيقة بما فيه المصلحة لهم

[As he states: “Morinus [a Catholic scholar] argued for a depravation of the Greek Text which would render its authority insecure from the variety of readings which he found in the Greek Testament of R. Stephens [= Stephanus]; what triumphs then will the Papists have over the same text when they see the variations quadrupled by Mill after sweating for thirty years at the work?” 11] Page 85.

كما يُصرِّح قائلاً: “مُورينوس” (عالم كاثوليكي) جادَلَ من لإثبات فَساد النَّص اليوناني والذي سيجعل سلطانه (أي: النَّص اليوناني) موضع شك بسبب القراءات الـمُختلفة الموجودة في العهد الجديد اليوناني الخاص بـ ر. ستيفنز” (= ستيفانوس)؛أي انتصارات إذاً  سيحققها الباباويّون على النَّص ذاته عندما يرَوْن أن عدد الاختلافات زادت بأربعة أضعاف بواسطة مِلّبعد أن تعرَّق طوال مُدَّة ثلاثين عاماً من العمل ؟

Note 11. Fox, Mill and Bentley, 106.

اعتقد أن بارت إيرمان يقصد هذا الكتاب:

A. Fox, John Mill and Richard Bentley. A Study of the Textual Criticism of the New Testament.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· “وايتبييرى أن الكاثوليك يستخدمون اختلافات ستيفانوسوهي قليلةو تافهة

· فماذا سيكون الحال إذا رأى الكاثوليك اختلافات جُون مِلّوهي كثيرةو مُهمَّة

· يصف وايتبيالاختلافات المذكورة في نُسخة مِلّعلى أنها أربعة أضعاف اختلافات ستيفانوس

[Whitby proceeds to argue that, in fact, the text of the New Testament is secure, since scarcely any variant cited by Mill involves an article of faith or question of conduct, and the vast majority of Mill’s variants have no claim to authenticity.] Page 85, 86.

وايتبييُكمل جِدالَهُ لإثبات أن نص العهد الجديد, في الواقع, نصٌ موثوق، حيث أنه نادراً ما تؤثِّر الاختلافات التي ذكرها مِلّعلى مسائل عقائدية أو قضايا سُلُوكِيَّة، والغالبية العُظْمى من اختلافات مِلّليس لها وجه من الأصالة.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· لاحظ أن العبارات السابقة هي كلمات وايتبيوليست قناعات بارت إيرمان

· لعل وايتبيهو أول من نادى بموثوقية الكتاب رغم وجود التَّحريف !

بخصوص كلام وايتبي“:

· دفاعه قامٌ على الطَّعن في نُقطتَين:

o الأولى: أهميَّة الاختلافات

§ تقدير أهميَّة الاختلافات تُعتبر مسألة خلافية مبنية على مسائل كثيرة جداً

§ أهميَّة الاختلاف تأتي من النِّقاط الآتية:

· هل تكلَّم آباء الكنيسة الأوائل في هذا الموضوع ؟

· هل الاختلاف يؤثر على: اللاهوت, التاريخ, العلم, تناقضات ؟

· هل أشعل هذا الاختلاف جدالاً بين العلماء أو حتى العوام ؟

· هل هُناك من يعتبر هذا الاختلاف كارثةبالنِّسبة لـمُعتقده ؟

· هل استخدم أعداء المسيحيةهذا الاختلاف لـمُهاجمة المسيحية ؟

o الثانية: أصالة أو موثوقية الاختلافات

§ نجد من المسيحيين طعناً في الاختلافات مهما كانت درجة أصالتها أو موثوقيتها

§ نجد أشكالاً للنَّص موجودة في الأقدمية والأغلبية ومع ذلك نجد طعناً من المسيحيين

[Whitby may have intended his refutation to have its effect without anyone actually reading it; it is a turgid, dense, unappealing one hundred pages of close argumentation, which tries to make its point simply through the accumulated mass of its refutation.] Page 86.

 وايتبيرُبَّما قَصَدَ لدفاعه أن يكون له تأثيرٌ حتى بدون أن يقرأه أحدٌ؛ فردُّه مُنْتَفِخٌ, مُفرطٌ, مائة صفحة من الجِدال الـمُغلق غير الجذّاب, والذي من خلاله يحاول أن يبني قضيته ببساطة على ضخامة رده.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· هذا ما يفعله كل مسيحي مُدافع تقريباً عندما يكتب ردًّا على أحد الأكاديميين الباحثين الجادِّين

· يكتب كلاماً مُنتفخاً بالباطل, مُفرطاً في عرضه وتناوله للمواضيع, غير جذّاب أو مفهوم لأي قارئ

· عندما يرى المسيحي بسيط مثل هذا الردود يكون رد فعله كالتالي:

o الكلام الذي كتبه الـمُهاجم على المسيحيةكلام منطقي وبسيط وسهل جداً

o الكلام الذي كتبه الـمُدافع عن المسيحيةكلام صعب وكثير ومُعقَّد

o واضح جدًّا أن هذا الموضوع كبيرولا أستطيع فهمهمن أجل جهلي

o ولكن في النِّهاية: يكفي أن هُناك ردًّا على الموضوع, حتى وإن لم أفهمه !

[Whitby’s defense might well have settled the issue had it not been taken up by those who used Mill’s thirty thousand places of variation precisely to the end that Whitby feared, to argue that the text of scripture could not be trusted because it was in itself so insecure.] Page 86.

دفاع وايتبيرُبَّما كان سينهي الجَدَل حول هذه القضية لولا التَّصعيد الذي حدث بسبب هؤلاء اللذين استخدموا المواضع الثلاثين ألفاً التي استخرجها مِلّلكي يصلوا بها إلى النهاية التي كان وايتبييخشاها، ألا وهي الجدال حول أن نصّ الكُتُب الـمُقدَّسة لا يمكن الوثوق بها لأنه هو نفسه غيرثابت.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· كلمة لكل مسيحي يُدافع عن نصّ العهد الجديد: ما هو النَّص الذي تُدافع عنه !

· لا يوجد نصًّا مُوحَّداً أصلاً للعهد الجديد حتى يجتمع المسيحيون للدِّفاع عنه

· هُم فقط يُدافعون عن نُسَخ العهد الجديد التي عندما وُلِدوا وجدوها عند آبائهم !

· ولكن إذا تركنا هذا الكلام جانباً وبحثنا في الأصول والمصادر والمخطوطات

· لن تجد نصًّا مُوحَّداً مُتَّفقاً عليه حتى يُدافع عنها الـمُدافعون !

[Chief among those who argued the point was the English deist Anthony Collins, a friend and follower of John Locke, who in 1713 wrote a pamphlet called Discourse on Free Thinking.] Page 86.

تزعَّم هؤلاء الذين جادلوا حول هذه القضية الإنجليزي الرَّبّانيّ أنتوني كولِنز“, وكان صديقاً وتابعاً لـ جُون لُوك“, والذي في 1713م كَتَبَ كُتَيِّباً بعُنوان مُحاضرة في التَّفكير الحُرّ“.

[The work was typical of early eighteenth century deistic thought: it urged the primacy of logic and evidence over revelation (e.g., in the Bible) and claims of the miraculous. In section 2 of the work, which deals with “Religious Questions,” Collins notes, in the midst of a myriad of other things, that even the Christian clergy (i.e., Mill) have been “owning and laboring to prove the Text of the Scripture to be precarious,” making reference then to Mill’s thirty thousand variants.] Page 86.

الكُتَيِّب كان نموذجاً للأفكار الرَّبّانِيَّة التي كانت موجودة في بدايات القرن الثامن عشر: كان يُناقش أفضلِيَّة المنطق والدليل على الوحي (مثلاً: الموجود في الكتاب المقدس) وادِّعاءات أصحاب المُعجزات. في القسم الثاني من الكُتَيِّب, والذي فيه يتناول الأسئلة الدِّينِيَّةيذكر كولِنز، في خِضَمّ عدد لا يُحصى من الأمور الأخرى، أن حتى رجال الدِّين المسيحي (“مِلّكمثال) كانوا ولا يزالون يمتلكون الدليل ويبذلون الجهد لإثبات أن نصَ الكُتُب المُقدَّسة مشكوك فيه“, مُشيراً كمرجع إلى اختلافات مِلّالثلاثين ألفاً.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· لا شكّ ولا ريب أن الدَّليل والبُرهان هُما اللَّذان يقوداننا إلى الحق

· “كولِنزيُخبرنا إن علماء المسيحيين مُنذ البدء يمتلكون الأدلَّة على عدم موثوقيَّة العهد الجديد

· هذه حقيقة لا شكّ فيها ولا ريب, فإن المخطوطات التي استخرج منها مِلّالاختلافات هي مخطوطات مسيحية

· حتى نحن المسلمين, من أين نثبت للمسيحي تحريف العهد الجديد ؟

o المصادر القديمة المُختلفة للكتاب المُقدَّس (المخطوطات اليونانية, التَّرجمات القديمة, كتابات الآباء)

o أقوال العلماء المسيحيين المُختلفين (سواء المُعاصرين أو القُدامى)

· ويدَّعي كولِنزأن علماء المسيحيين يجتهدون مُنذ القديم في بيان عدم موثوقيَّة العهد الجديد

[Collins’s pamphlet, which was widely read and influential, provoked a number of pointed responses, many of them dull and laborious, some of them learned and indignant.] Page 86.

كُتَيِّب كولِنز، الذي قُرئ على نطاق واسع وكان شديد التّأثِير، أثار عدداً من الرُّدُود الـمُوجَّهة، كثير منها كان يتَّسِم بالغباء ويتَطَلَّب جُهداً لفهمه، وبعضها ينم عن مستوى علمي رفيع وساخِط.

[Arguably its most significant result was that it drew into the fray a scholar of enormous international reputation, the Master of Trinity College, Cambridge, Richard Bentley. Bentley is renowned for his work on classical authors such as Homer, Horace, and Terence.] Page 86.

يُمكن القول أن أهمّ نتيجة كانت أن يُستَقْطَب إلى المعمعةعالـمٌ ذو سُمعةٍ عالمية هائلة، عَمِيد كُلِّيَّة ترنيتيبجامعة كامبردج: “ريتشارد بنتلي“. اشتهر بنتليبسبب أعماله الخاصة بالمؤلفين الكلاسيكيين أمثال: “هومير،هوراس، و تيرينس“.

[In a reply to both Whitby and Collins, written under the pseudonym Phileleutherus Lipsiensis (which means something like “the lover of freedom from Leipzig”—an obvious allusion to Collins’s urging of “free thinking”), Bentley made the obvious point that the variant readings that Mill had accumulated could not render the foundation of the Protestant faith insecure, since the readings existed even before Mill had noticed them. He didn’t invent them; he only pointed them out!] Page 86.

في رده على كل من وايتبيو كولِنز، والذي أصدره باسمه الوهمي مُحِبٌّ للحرية من ليبزغ” – والاسم تلميحٌ واضحٌ لكلام كولِنزبخصوص التَّفكير الحر، أدلى بنتليبنقطة واضحة وهي أن القراءات الـمُختلفة التي قام مِلّبإحصائها لا يمكن أن تجعل أساس الإيمان البروتستانتي موضع شكّ، حيث إن هذه القراءات كانت موجودة حتى قبل أن يلاحظها مِلّ“. فهو لم يخترعها ولكنَّه فقط لفت أشار إليها !

[If we are to believe not only this wise Author [Collins] but a wiser Doctor of your own [Whitby], He [Mill] was labouring all that while, to prove the Text of the Scripture precarious. . . . For what is it, that your Whitbyus so inveighs and exclaims at? The Doctor’s Labours, says he, make the whole Text precarious; and expose both the Reformation to the Papists, and Religion itself to the Atheists. God forbid! We’ll still hope better things. For sure those Various Readings existed before in the several Exemplars; Dr. Mill did not make and coin them, he only exhibited them to our View. If Religion therefore was true before, though such Various Readings were in being: it will be as true and consequently as safe still, though every body sees them. Depend on’t; no Truth, no matter of Fact fairly laid open, can ever subvert true Religion. 12] Page 87.

Note 12. Phileleutherus Lipsiensis, Remarks upon a Late Discourse of Free Thinking, 7th ed. (London: W. Thurbourn, 1737), 93, 94.

إذا كان ينبغي علينا أن نُصدِّق ليس هذا المؤلف الحكيم (كولِنز) فحسب، ولكن أيضاً أستاذكم الحاصل على درجة الدكتوراه الأكثر حكمة (وايتبي)، فإنه (أي: “مِلّ“) كان يكدح كل هذا الوقت, ليثبت أن نصّ الكُتُب المُقدَّسة مشكوك فيها فمن أجل ماذا, “وايتبيأستاذكم يُندِّد ويهتف ؟ جهود الدكتور، هكذا يقول: تجعل النَّص بالكامل مشكوكاً فيه؛ ويفضح كُلًّا من حركة الإصلاح الديني لمصلحة الباباويينوالدِّين ذاته لمصلحة الملحدين حاشا ! سنظل نأمل فيما هو أفضل. لا يوجد شكّ في أن هذه القراءات المُختلفة كانت موجودة من قبل في العديد من المخطوطات؛ إن الدكتور مِلّلم يختلقها ويقوم بصكِّها (أي: الاختلافات)، لقد قام فقط بعرضها أمام أعيننا. ولذلك إن كان الدِّين صحيحاً قبل ذلك، على الرَّغم من أن هذه القراءات المُختلفة كانت موجودة وقتها: فإنه سيظل صحيحاً موثوقاً بناءً على ذلك، على الرَّغم من أن الجميع يرى هذه الاختلافات.الأمر ليس له علاقة بالموضوع على الإطلاق, لا توجد حقيقةأو مسألة معروضة عرضاً غير مُتحيِّزٍ، يمكنها على الإطلاق أن تُدمِّر ديناً حقيقيًّا.

قضية في غاية الأهمية: علاقة التَّحريف ببطلان المسيحية !

· “بنتلييُريد أن يقول الآتي:

o هذه الاختلافات موجودة قبل مِلّوبعده

o إذن, مُجرَّد إظهار هذه الاختلافات التي كانت موجودة أصلاً من قبل غير مؤثِّر

o هو يُريد أن يُوضِّح علاقة هذه الاختلافات بـ بُطلان الدِّين أو صِحَّته !

o لذلك يقول: إذا كان الدِّين صحيحاً قبل الإظهار فهو صحيحٌ بعد الإظهار أيضاً

· حتى نستطيع فهم الموضوع جيداً يجب دراسة الآتي:

o علاقة المسيحية كـ دينبالكتاب المُقدَّس, وخصوصاً العهد الجديد

o عندم نقوم بـ تحريرهذه العلاقة, نستطيع أن ننتقل إلى النُّقطة الثانية

§ إذا كانت المسيحية كـ دين أو مُعتقدمُرتبطة بالعهد الجديد, بمعنى

§ إذا تغيَّر العهد الجديد تغيَّرت المسيحية

§ إذن: إذا تم تحريف العهد الجديد تم تغيير وتحريف المسيحية

§ إذا كانت المسيحية كـ دين أو مُعتقدغير مُرتبط بالعهد الجديد, بمعنى

§ أي تغيير في العهد الجديد لا يؤثِّر على المسيحية كـ دين أو مُعتقد

§ إذن: إذا تم تحريف العهد الجديد ظلَّت المسيحية كما هي سليمة لم تُمسّ

· أنا شخصياً أعتقد أن المسيحية كـ دين أو مُعتقدلم ينبع من العهد الجديد

· ولكن العهد الجديد تم تحريفه من أجل مُوافقة المسيحية

· وأعتقد شخصياً أن كتابات العهد الجديد الـ 27, وخصوصاً الأناجيل الأربعة أكبر دليل على بطلان المسيحية

· إذن: دراسة النَّقد النَّصِّي للعهد الجديد ليس لإثبات بُطلان المسيحية !

· ولكن: دراسة النَّقد النَّصِّي للعهد الجديد من أجل إثبات تحريف الكُتُب السَّماوية السابقة !

لاحظ النِّقاط الآتية:

· “بنتلييتعامل مع التَّحريف أو الاختلافات بين المخطوطات كأمر واقع لا شكّ فيه

· ولكنه يُريد إيصال فكرة أن المسيحيين كانوا يثقون في دينهم قبل أن يدركوا وجود هذه الاختلافات

· فما الذي فرق عندما اكتشفوا وجود هذه الاختلافات ؟

· يُريد أن يقول للنّاس تعاملوا مع الكتاب كما كنتم تتعاملون قبل أن تكتشفوا الاختلافات

· لأن الاختلافات كانت موجودة فعلاً ومع ذلك لم تكن عاملاً مؤثِّراً في حياة أي مسيحي !

[Bentley, an expert in the textual traditions of the classics, goes on to point out that one would expect to find a multitude of textual variants whenever one uncovers a large number of manuscripts. If there were only one manuscript of a work, there would be no textual variants.] Page 87.

بنتلي، الخبير في التَّقالِيد النَّصِّيَّة للكتابات الكلاسيكية، يواصل لفت الانتباه إلى أن الإنسان سيتوقَّع وجود عدد وافر من القراءات النَّصِّيَّة المُختلفة كُلَّما يتم اكتشاف عددٍ كبيرٍ من المخطوطات. لو كانت هُناك مخطوطة واحدة فقط للكتاب، فحينئذٍ لن تكون هُناك قراءات نصِّيَّة.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· قُلنا سابقاً إن التَّحريف لا يُكتشف إلا بالمُقارنة

· وقُلنا أيضاً إن حال المخطوطات هو الذي يُحدِّد حال النَّص المُعاد تكوينه

· وقُلنا أيضاً إن عدم وجود اختلاف بين المخطوطات في موضع ما لا يعني عدم التَّحريف

· ولا يعني أيضاً أن المكان أصابه التَّحريف, ولكن هذا الموقف يتركنا معصوبي العينين لا نعلم موقفنا تحديداً

[Once a second manuscript is located, however, it will differ from the first in a number of places. This is not a bad thing, however, as a number of these variant readings will show where the first manuscript has preserved an error.] Page 87.

بمُجرَّد اكتشاف مخطوطة ثانية، مع ذلك، ستختلف عن الأولى في عددٍ من المواضع. على الرَّغم من ذلك، فهذا ليس شيئاً سيِّئاً, فإن عدداً من هذه القراءات المُختلفة ستكشف لنا عن الأماكن الأخطاء في المخطوطة الأولى.

[Add a third manuscript, and you will find additional variant readings, but also additional places, as a result, where the original text is preserved (i.e., where the first two manuscripts agree in an error).] Page 87.

أضف مخطوطة ثالثة, وستجد قراءات مُختلفة إضافيَّة، ولكن ستكشف لنا أيضاً عن أماكن إضافيَّة أخرى, حُفِظ فيها النَّص الأصلي (أي: في المكان الذي تتَّفِق فيه المخطوطتان الأوليان في خطأ ما).

[And so it goes—the more manuscripts one discovers, the more the variant readings; but also the more the likelihood that somewhere among those variant readings one will be able to uncover the original text.] Page 87.

وهكذا دواليك كُلَّما تم اكتشاف مخطوطات جديدة, كُلَّما زادت عدد القراءات المُختلفة؛ ولكن أيضاً زادت احتمالات قُدرتنا على اكتشاف النَّص الأصليّ في مكان ما بين تلك القراءات المُختلفة.

[Therefore, the thirty thousand variants uncovered by Mill do not detract from the integrity of the New Testament; they simply provide the data that scholars need to work on to establish the text, a text that is more amply documented than any other from the ancient world.] Page 87.

من أجل ما سبق، الثلاثين ألف قراءة مُختلفة التي كشف عنها مِلّلا تنتقص من سلامة العهد الجديد؛ هذه الاختلافات ببساطة تُقدِّم البيانات التي يحتاجها العلماء للعمل على إقامة النَّص، الذي هو نصٌّ أكثر توثيقاً من أي نص آخر كتب في العالم القديم.

لاحظ النِّقاط الآتية:

· كل هذا الكلام السّابِق هو كلام بنتليوليس كلام بارت إيرمان

· وجود مخطوطات كثيرة وعمل حصر للاختلافات الموجودة بين المخطوطات شيء مُهمّ جداً

· ولكنَّه ليس الشيء الوحيد الذي يُضع في الاعتبار من أجل إعادة تكوين النَّص الأصلي للكتاب

· يجب وضع النِّقاط التالية والتي تكلم عنها بارت إيرمان في الفصل السّابِق:

o كمّ التَّحريف الذي حدث أثناء انتقال النَّص تاريخياً

o أنواع التَّحريف الذي حدث أثناء انتقال النَّص تاريخياً

o تاريخ بداية التَّحريف الذي حدث أثناء انتقال النَّص تاريخياً

o الفاصل الزَّمني بين أقدم مخطوطة والأصل المُراد إعادة تكوينه

o الأطراف التي قامت بالتَّحريف الذي حدث أثناء انتقال النَّص تاريخياً

o الظُّرُوف التَّاريخية أثناء كتابة الأصل وأثناء انتقال النَّص تاريخياً

· لابد من أخذ جميع هذه النِّقاط في الاعتبار إذا أردت أن أُقيِّم النَّص الذي أعدتُ تكوينه !

[As we will see in the next chapter, this controversy over Mill’s publication eventually induced Bentley to turn his remarkable powers of intellect to the problem of establishing the oldest available text of the New Testament. Before moving to that discussion, however, perhaps we should take a step back and consider where we are today vis-a-vis Mill’s astonishing discovery of thirty thousand variations in the manuscript tradition of the New Testament.] Page 87, 88.

كما سنرى في الفصل القادم، هذا الخلاف الدّائر حول كتاب مِلّدفع بنتليفي نهاية المطاف ليُوجِّه قدراته العقلية غير العادية إلى مشكلة تأسيس أقدم نصّ مُتوفِّر للعهد الجديد. مع ذلك, وقبل الانتقال إلى هذا المبحث, ربَّما ينبغي علينا، أن نعود خطوة إلى الوراء ونتأمَّل مكاننا اليوم بالمقارنة مع اكتشاف مِلّالرّائع فيما يخص الثلاثين ألف قراءة مُختلفة الموجودة في التَّقلِيد النَّصِّي لمخطوطات العهد الجديد.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.