بسم الله الرحمن الرحيم
_______________
بخصوص ألوهية المسيح عليه السلام المزعومة
ما معنى أسبقية وجود الله على وجود المسيح عليه السلام ؟
_______________
لقد كفَّر الله عز وجل النَّصارى في أكثر من آية في كتاب الله عز وجل
بسبب عقائدهم الباطلة في الله عز وجل, تعالى الله عمّا يقول الظالمون علُواً كبيراً
من أهم العقائد الباطلة لدى النصارى عقيدة ألوهية المسيح عليه السلام
هذه العقيدة تطورت على الأزمنة من بداية التاريخ المسيحي إلى عصر المجامع المسكونية
_______________
في بداية التاريخ المسيحي
وكما هو موجود بشدة في الأناجيل الأربعة
المسيح عليه السلام كان إنساناً نبياً مُقتدراً بالفعل والقول أمام الله وجميع الشعب
قال إنه نبي, وقال عنه تلاميذه إنه نبي
وقال عنه الذين تعاملوا معه مُباشرة إنه نبي, وقالت الجموع الغفيرة إنه نبي
وكانت جميع تعاليم المسيح عليه السلام تقول بأن الحياة الأبدية باتِّباع ناموس موسى
_______________
في عهد بولس رسول المسيحية
لم يتم تأليه المسيح عليه السلام بعد ولكن …
تم وضع المسيح عليه السلام في ماكنة لم يضع نفسه فيها
فقال بولس بأن الخطيئة دخلت العالم عن طريق آدم عليه السلام
وأن هذه الخطيئة لن تُغفر إلا عن طريق الإيمان بأن يسوع المسيح هو ابن الله
وأنه صُلِب ومات وقام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال
وبهذا يكون المسيح عليه السلام وسيطاً بين الله عز وجل والناس
_______________
في عهد آباء ما قبل مجمع نيقية (القرنين الثاني والثالث)
بدأ المسيحيون في عبادة رجلاً مصلوباً بزعمهم اسمه المسيح عليه السلام
و وضعوه في المنزلة الثانية بعد الإله الحي الأزلي الخالق
و وضعوا في المرتبة الثالثة الروح النبي (الروح القدس)
وهكذا تم عبادة المسيح عليه السلام مع الاعتقاد بانه الله عز وجل أعظم منه
فالمسيح عليه السلام في مُعتقدهم كان رجلاً أو إنساناً أو بشراً صُلِب من أجلهم
وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم, تكفيراً لمن يعبد بشراً:
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79)وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ(80)} [آل عمران]
_______________
في عصر المجامع المسكونية (مجمع نيقية 325م)
وهذه هي العقيدة التي أصبحت راسخة الآن بين المسيحيين
وهي أن المسيح عليه السلام ليس مُجرَّد رجلاً مصلوباً
بل هو في الأصل “الأقنوم” الثاني, أحد المعبُودات الثلاثة
وهذا “الأقنوم” الثاني, هو الكلمة الأزلية المولود من الآب قبل كل الدُّهور
وبذلك فهو “إلهٌ من إله“, “نورٌ من نور“, “إلهٌ حق من إلهٌ حق“, مُساوٍ للآب في ألوهيته“
وهذه الكلمة الأزلية المولودة من الآب قبل كل الدُّهور, نزلت من السماء
وتجسَّدت (أي: اتَّحدت الألوهية بالإنسانية)
وتأنَّست (أي: أصبح هذا الاتِّحاد إنساناً بشراً)
وأصبح المسيح عليه السلام الذي عاش على الأرض
فإن المسيحي يعتقد أن “الأقانيم” الثلاثة كائنات بلا جسد
وأن جسد المسيح عليه السلام البشري الذي عاش به على الأرض
كان جسداً مخلوقاً من مريم عليها السلام بواسطة الروح القدس
إذن, وباختصار: يقولون إن الله عز وجل (الكلمة, الأقنوم الثاني) نزل من السماء
وأصبح المسيح عليه السلام (بواسطة التَّجسُّد والتّأنُّس) الذي عاش على الأرض كإنسان
فالله سبحانه وتعالى نزل من السماء, اتَّحد بالبشرية
وخلق لنفسه جسداً إنسانياً وأصبح المسيح عليه السلام
بهذه العقيدة: يكون وجود الله عز وجل الأزلي أسبق من وجود المسيح الإنسان الذي عاش على الأرض
وأن الله عز وجل نزل من السماء وأصبح هو المسيح عليه السلام الذي عاش على الأرض
وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم, تكفيراً لمن قال بهذه العقيدة:
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْإِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة : 17]
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْإِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَوَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة : 72]
_______________
فهذا هو معنى
أسبقية وجود الله عز وجل على وجود المسيح عليه السلام
لأن الله عز وجل أزلي
والمسيح عليه السلام مخلوق كإنسان أو جسد بشري
وهذا لا يعني أن المسيحي يعتقد أن الله عز وجل خلق إنساناً واتَّحد به
بل إن المسيحي يعتقد أن الله عز وجل نزل من السماء واتَّحد بالبشرية
وأصبح المسيح عليه السلام, الإنسان الذي عاش على الأرض
بمعنى: الله عز وجل هو نفسه شخص المسيح عليه السلام الذي عاش على الأرض
وقال الله عز وجل: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}
_______________
للفائدة
عقيدة ألوهية المسيح عند المسيحيين وعلاقته بالتثليث والتجسد
عقائد النصارى والآيات القرآنية – الجزء الأول – تكفير النصارى لثلاث واسم الله الأحد
عقائد النصارى والآيات القرآنية – الجزء الثاني – كلمة منه والتثليث واسم الله الصمد
عقائد النصارى والآيات القرآنية – الجزء الثالث – الصمدية ضد البنوَّة والتثليث
عقائد النصارى والآيات القرآنية – الجزء الرابع – ألوهية المسيح وعقيدة التجسُّد
الدِّيانات الكِتابيَّة – الجزء الثاني (المسيح عليه السلام لم يأتِ بجديد)
المسيحية ديانة كتابية – الجزء الأول (بولس – نشر المسيحية والعقائد الرئيسية)
هل المسيح إله كامل بحسب أقوال الآباء ؟ رداً على القمص عبد المسيح بسيط
كيف أوضِّح في دقائق أن التوحيد في الإسلام فقط وأن عقيدة الثالوث تعني عبادة ثلاثة آلهة ؟
جزاكم الله خيرا شيخنا رويت غليلنا وشفيت عليلنا باءذن الله جعلكم الله غصة فى حلوق الكافرين وحسكة فى لحومهم
جزانا الله وإياكم كل خير, لكن أنا مش شيخ, الله يحفظك
يا رب ثبتنا على الإيمان واجعلنا هُداة التائه الحيران, وأزعنا بالحق وانصرنا به نصراً عزيزاً أنت ذو السلطان