بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة مُحاضرات الرد على الأنبا بيشوي (المُحاضرات الفيديو)
العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
عقائد النَّصارى الكُفْرِيَّة والآيات التي تتناولها (الجزء الثاني)
للتحميل:(PDF) (المُحاضرة الصوتية) (المُحاضرة مُصورة من البالتوك)
في المُحاضرة السابقة تكلمنا عن:
·الثالوث أساس جميع العقائد المسيحية.
·القرآن الكريم نفى أي نوع من أنواع التعددية عن الله عز وجل في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص : 1]
·أقانيم الثالوث ليست صفاتاً لله عز وجل وإنما الأقنوم كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به وله إرادة.
[لقد استضافني الإعلامي محمود سعد في برنامج “البيت بيتك“, وطلب مني شرح عقيدة الثالوث فشرحت عقيدة الثالوث. وبدأت الحديث بنص من القرآن يقول: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عمران : 45], فسألته: “ألا يعني هذا أن المسيح هو كلمة الله: كلمة منه اسمه المسيح ؟” فوافقني وأضاف: “هو كلمة الله وروح منه“, فقلت له: “هل إذا قلت لأي شخص أنت ليس لك كلمة ألا يغضب ؟“, فأجابني: “هذه تعتبر إهانة“, فسألته: “إذاً هل يمكنك أن تقول لله أن ليس له كلمة ؟“, فقال: “حاشا لله” …][[1]]
كَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ:
·مسألة: شرح العقيدة المسيحية من القرآن الكريم.
·مسألة: استخدام مفاهيم إسلامية لوهم الناس أن هذه هي المسيحية.
·مسألة: المسيحي يعلم أن الإسلام هو دين الله الحق.
oالإسلام العظيم هو أعلى وأرفع ما عرفه البشر ومقبول في عقول الجميع.
oمن أجل نشر المسيحية: يُحاول الـمُنصِّر إلى الارتقاء والارتفاع بالمسيحية وتغيرها ليصل لدرجة الإسلام.
هدم استدلال الأنبا بيشوي من بدايته إلى نهايته:
·عبارة: [هل إذا قلت لأي شخص أنت ليس لك كلمة ألا يغضب ؟]
·ثم نجد السؤال الآتي: [فسألته: “إذاً هل يمكنك أن تقول لله أن ليس له كلمة ؟“, فقال: “حاشا لله” …]
·فهل يُريد الأنبا بيشوي أن يوصل للناس معنى أن اللهI مُتَّصف بأن له كلمة ؟!
·هذا واضح جداً من الكلام, شخص له كلمة, الله له كلمة وهكذا.
اعتقاد المسلمين:
·نعتقد اعتقاداً راسخاً بأن اللهU مُتكَلِّم
·قال اللهU في كتابه الكريم: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [النساء : 164]
·ولكننا لا نقول أن اللهU يتكلم بـ “الكلمة“, أو أن للهU كلمة واحدة !
·بل أننا لا نستطيع أبداً أن نحصر كلمات اللهU
·قال اللهU: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان : 27]
·وقال أيضاً: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [الكهف : 109]
·وإذا كان الأنبا بيشوي يقصد بعبارته: [هل إذا قلت لأي شخص أنت ليس لك كلمة ألا يغضب ؟]
·أن هذا الشخص لا يستطيع إنفاذ أمره إذا أمر به
·هذا باطل في حق اللهU
·قال اللهU: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام : 115]
·قال اللهU: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} [الكهف : 27]
·قال اللهU: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس : 82]
·قال اللهU: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [النحل : 40]
·قال اللهU: {فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [غافر : 68]
·قال اللهU: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [مريم : 35]
أهم مشكلتين عند المسيحيين:
·مُقارنة الله بالإنسان.
·الحَرْفِيَّة ونَفْي الأساليب البلاغِيَّة.
مُناقشة المعنى الصحيح للآية وسياقها:
{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47)وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48)وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49)وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ (50)إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (51)} [آل عمران]
·الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله قال: [قال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ} أي: بولد يكون وجوده بكلمة من الله، أي: يقول له: كن، فيكون، وهذا تفسير قوله: {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ} كما ذكر الجمهور على ما سبق بيانه.][[2]]
·قال اللهU: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران : 47]
·آية صريحة تدل دلالة قطعية على أن اللهU خلق المسيحu عن طريقة كلمة “كُن“
·فكان المسيحu ولم يكن قبله
·الكلمة لم تصبح المسيحu
·ولكن كان المسيحu مخلوقاً بواسطة الكلمة.
·قال الإمام الطبري رحمه الله: [يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: قالت مريـم ـ إذ قالت لها الـملائكة: إن الله يبشرك بكلـمة منه ـ: {رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ}: من أي وجه يكون لـي ولد ؟ أمن قِبَل زوج أتزوّجه وبعل أنكحه ؟ أو تبتدئ فـي خـلقه من غير بعل ولا فحل، ومن غير أن يـمسنـي بشر ؟ فقال الله لها: {كَذٰلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} يعنـي: هكذا يخـلق الله منك ولداً لك من غير أن يـمسك بشر، فـيجعله آية للناس وعبرة، فإنه يخـلق ما يشاء، ويصنع ما يريد، فـيعطي الولد من شاء من غير فحل ومن فحل، ويحرم ذلك من يشاء من النساء وإن كانت ذات بعل، لأنه لا يتعذّر علـيه خـلق شيء أراد خـلقه، إنـما هو أن يأمر إذا أراد شيئاً ما أراد، فـيقول له كن فـيكون ما شاء مـما يشاء، وكيف شاء.][[3]]
·الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: [{كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} أي: هكذا أمْرُ الله عظيم، لا يعجزه شيء. وصرح هاهنا بقوله: {يَخْلُقُ} ولم يقل: “يفعل” كما في قصة زكريا، بل نص هاهنا على أنه يخلق؛ لئلا يبقى شبهة، وأكد ذلك بقوله: {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} أي: فلا يتأخر شيئًا، بل يوجد عقيب الأمر بلا مهلة، كقوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر : 50] أي: إنما نأمر مرة واحدة لا مثنوية فيها، فيكون ذلك الشيء سريعًا كلمح بالبصر.][[4]]
·شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغفر الله لنا وله: [ففي هذا الكلام وجوه تُبَيِّن أنه مخلوق ليس هو ما يقوله النصارى. منها أنه قال: {بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ} وقوله بكلمة منه نكرة في الإثبات يقتضي أنه كلمة من كلمات الله ليس هو كلامه كله كما يقوله النصارى. ومنها أنه بَيَّن مراده بقوله بكلمة منه, وأنه مخلوق حيث قال: {كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}. كما قال في الآية الأخرى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران : 59] وقال تعالى في سورة كهيعص: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35)} [مريم] فهذه ثلاث آيات في القرآن تبين أنه قال له: {كُن فَيَكُونُ} وهذا تفسير كونه كلمة منه.][[5]]
نريد الآن أن نسأل سؤالاً في غاية الأهمية: (بالنسبة للعقيدة المسيحية)
·هل يمكننا أن نقول أن الكينونة في الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده ؟
·والعقل قاصر على الابن وحده ؟
·والحياة قاصرة على الروح القدس وحده ؟
·بمعنى: هل الآب هو الذات الإلهية ؟ وهل المسيح هو كلمة الله فقط ؟ وهل الروح القدس هو روح الله فقط ؟
·الأنبا بيشوي قال الجواب:[لا, لا يمكننا أن نقول هكذا, فينبغي أن نلاحظ أنه طبقاً لتعاليم الآباء, فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصراً على الآب وحده (…) وكذلك العقل ليس قاصراً على الابن وحده, لأن الآب له صفة العقل, والابن له صفة العقل, والروح القدس له صفة العقل, لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهي (…) وبالنسبة لخاصية الحياة فهي ليست قاصرة على الروح القدس وحده, لأن الآب له صفة الحياة, والابن له صفة الحياة, والروح القدس له صفة الحياة, لأن الحياة هي من صفات الجوهر الإلهي.][[6]]
·قال كيرلس الإسكندري: [إن الأشياء العارضة أو الصفات الكامنة في كائن ما, لا يُمكن أن تُعتبر كشيء قائم بذاته, ولكنها موجودة بسبب انتسابها لغيرها. فهي حسب الظاهر, موجودة كشيء قائم بنفسه, ولكنها في الواقع لا تملك طبيعة خاصة بها, بل هي تنتمي إلى طبيعة أخرى. وهكذا فإن “المولود” و “غير المولود” ليسا أمرين قائمين بذاتهما مثل الأقنوم, ولكنهما يُظهِران لنا ببساطة إن كانت هناك ولادة أم عدم ولادة (لهذا الأقنوم).][[7]]
·كيرلس الإسكندري: حوار حول الثالوث, الجزء الأول, الحوار الثاني, المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية, نصوص آبائية 127, طبعة ثانية مُنقحة – صـ100. [إذن ماذا سيقول هؤلاء الناس ذووِ الميول الشريرة عن وجود صفات الله الآب في مَولُوده الذي وَلَده, أقصد الابن الوحيد, فالآب هو الحياة والنور والإله الحقيقي, وهكذا الابن أيضاً هو الحياة والنور والإله الحقيقي, وذلك ليس بمجرد المشاركة (مثل البشر) ولكن بالطبيعة والتساوي.][[8]]
بين التبشير والمسيحية:
·عندما يتكلمون على القنوات الفضائية لا يشرحون المسيحية الحقيقية
·ولكنهن فقط يقولون كلاماً مُستساغاً لأذن المستمع المسلم
·حتى يجدون في نهاية الحلقة من يشكرهن ويقول له إن المسيحية جميلة ومفهومة ومعقولة
·ونحن سعداء بهذا الشرح الرائع ونريد المزيد من الحلقات وما إلى ذلك
·ولو علموا حقيقة المسيحية من الأقوال الآبائية لما رضوا أبداً أن يخرج أحد الناس على شاشات التلفاز ليقول هذا الكلام.
نعود مرة أخرى إلى سورة الإخلاص, وإلى قول اللهU: {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص : 2]
كتب اللغة العربية:
·معجم مقاييس اللغة: [(صَمَدَ) الصَّادُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْقَصْدُ، وَالْآخَرُ الصَّلَابَةُ فِي الشَّيْءِ. فَالْأَوَّلُ: الصَّمْدُ: الْقَصْدُ. يُقَالُ: صَمَدْتُهُ صَمْدًا. وَفُلَانٌ مُصَمَّدٌ، إِذَا كَانَ سَيِّدًا يُقْصَدُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ. وَصَمَدٌ أَيْضًا. وَاللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الصَّمَدُ ; لِأَنَّهُ يَصْمِدُ إِلَيْهِ عِبَادُهُ بِالدُّعَاءِ وَالطَّلَبِ.][[9]]
·لسان العرب: [الصَّمَد، بِالتَّحْرِيكِ: السَّيِّدُ المُطاع الَّذِي لَا يُقْضى دُونَهُ أَمر، وَقِيلَ: الَّذِي يُصْمَدُ إِليه فِي الْحَوَائِجِ أَي يُقْصَدُ (…) والصَّمَد: مِنْ صِفَاتِهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور فَلَمْ يَقْضِ فِيهَا غيره.][[10]]
·تاج العروس من جواهر القاموس: [(الصَّمْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (القَصْدُ) صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً، وصَمَدَ إِليه، كِلَاهُمَا: قَصَدَه. وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْرِ، أَي قَصَد قَصْدَهُ واعتَمَدَه. (…) وَقيل: الصَّمَدُ: الَّذِي لَا يَطْعَمُ. وَقيل: الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الَّذِي قد انْتهى سُودَدُه. قَالَ الأَزهريُّ: أَمَّا اللهُ تَعَالَى فَلَا نِهايَة لِسُودَدِه، لأَن سُودَدَه غيرُ مَحْدُودٍ (و) قيل: الصَّمَدُ: (الدائمُ) الْبَاقِي بعد فَنَاءٍ خَلْقِهِ. وَهُوَ من الرّجال: الَّذِي لَيْسَ فَوقَه أَحَدٌ. وَقيل: الصَّمَد: الَّذِي صَمَدَ إِليه كُلُّ شيْءٍ، أَي الَّذِي خَلَق الأَشْيَاءَ كُلَّها، لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ شيءٌ، وكُلُّها دَالٌّ على وَحْدَانِيَّتِهِ.][[11]]
كتب علماء التفسير:
·قال الإمام الطبري رحمه الله في معنى اسم الله الصمد: [وقوله: {اللّهُ الصَّمَدُ} يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلاَّ له الصمدُ.][[12]]
·كلام ابن عباسtفي تفسير الإمام الطبري رحمه الله: [عن ابن عباس، في قوله: {الصَّمَدُ} يقول: السيد الذي قد كمل في سُؤدَدِه، والشريف الذي قد كمُل في شرفه، والعظيم الذي قد عظُم في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغنيّ الذي قد كمل في غناه، والجبَّار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسُّؤدَد، وهو الله سبحانه هذه صفته، لا تنبغي إلاَّ له.][[13]]
·قال الإمام الألوسي رحمه الله: [والصَّمَدُ قال ابن الأنباري لا خلاف بين أهل اللغة أنه السيد الذي ليس فوقه أحد الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وأمورهم.][[14]]
في تفسير الإمام الماوردي:{اللَّهُ الصّمَدُ} فيه عشرة تأويلات[[15]]
·أحدها: أن الصمد المصمت الذي لا جوف له, قاله الحسن وعكرمة والضحاك وابن جبير
·الثاني: هو الذي لا يأكل ولا يشرب, قاله الشعبي
·الثالث: أنه الباقي الذي لا يفنى, قاله قتادة, وقال الحسن: إنه الدائم الذي لم يزل ولا يزال
·الرابع: هو الذي لم يلد ولم يولد, قاله محمد بن كعب
·الخامس: أنه الذي يصمد الناس إليه في حوائجهم, قاله ابن عباس
·السادس: أنه السيد الذي قد انتهى سؤدده, قاله أبو وائل وسفيان
·السابع: أنه الكامل الذي لا عيب فيه, قاله مقاتل
·الثامن: أنه المقصود إليه في الرغائب, والمستغاث به في المصائب, قاله السدي
·التاسع: أنه المستغني عن كل أحد, قاله أبو هريرة
·العاشر: أنه الذي يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد, قاله الحسين بن فضيل
قولين في غاية الأهمية:
·قال الإمام المختار الشنقيطي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} [الأنعام : 14] [قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: الصَّمَدُ السَّيِّدُ، الَّذِي يُلْجَأُ إِلَيْهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْحَوَائِجِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي تَكَامَلَ سُؤْدُدُهُ، وَشَرَفُهُ، وَعَظَمَتُهُ، وَعِلْمُهُ، وَحِكْمَتُهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الصَّمَدُ هُوَ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ; وَعَلَيْهِ، فَمَا بَعْدَهُ تَفْسِيرٌ لَهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ خَلْقِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الصَّمَدُ هُوَ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ، وَلَا يَأْكُلُ الطَّعَامَ، وَهُوَ مَحِلُّ الشَّاهِدِ، وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَالضَّحَّاكُ، وَالسُّدِّيُّ، كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُمَا.][[16]]
·قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [وَعَلَى هَذِهِ السُّورَةِ اعْتِمَادُ الْأَئِمَّةِ فِي التَّوْحِيدِ كَالْإِمَامِ أَحْمَدَ والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ الْأَئِمَّةِ قَبْلَهُمْ وَبَعْدَهُمْ. فَنَفَى عَنْ نَفْسِهِ الْأُصُولَ وَالْفُرُوعَ وَالنُّظَرَاءَ وَهِيَ جِمَاعُ مَا يُنْسَبُ إلَيْهِ الْمَخْلُوقُ مِنْ الْآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ بَلْ وَالنَّبَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ إلَّا وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَيْءٌ يُنَاسِبُهُ: إمَّا أَصْلٌ وَإِمَّا فَرْعٌ وَإِمَّا نَظِيرٌ أَوْ اثْنَانِ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ثَلَاثَةٌ. وَهَذَا فِي الْآدَمِيِّينَ وَالْجِنِّ وَالْبَهَائِمِ ظَاهِرٌ. وَأَمَّا الْمَلَائِكَةُ: فَإِنَّهُمْ وَإِنْ لَمْ يَتَوَالَدُوا بِالتَّنَاسُلِ فَلَهُمْ الْأَمْثَالُ وَالْأَشْبَاهُ.][[17]]
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
[1]كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية – آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة– صـ45.
[2]أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ابن كثير (ت 774 هـ): تفسير القرآن العظيم, دار طيبة بالرياض, الجزء الثاني – صـ43.
[3]أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, المجلد السادس – صـ420, 421.
[4]أبو الفداء إسماعيل بن كثير (ت 774 هـ): تفسير القرآن العظيم, دار طيبة بالرياض, المجلد الثاني – صـ44.
[5]أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية (ت 728 هـ): دقائق التفسير, جمع وتقديم وتحقيق: د. محمد السيد الجليند, مؤسسة علوم القرآن ببيروت, الجزء الأول – صـ324, 325.
[6]الأنبا بيشوي: مائة سؤال وجواب في العقيدة المسيحية الأرثوذكسية, إعداد الإكليريكي الدكتور سامح حلمي – صـ13, 14.
[7]كيرلس الإسكندري: حوار حول الثالوث, الجزء الأول, الحوار الثاني, المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية, نصوص آبائية 127, طبعة ثانية مُنقحة – صـ98, 99.
[8]كيرلس الإسكندري: حوار حول الثالوث, الجزء الأول, الحوار الثاني, المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية, نصوص آبائية 127, طبعة ثانية مُنقحة – صـ100.
[9]أحمد فارس بن زكرياء القزويني (ت 395 هـ): معجم مقاييس اللغة, دار الفكر بدمشق, الجزء الثالث – صـ310.
[11]أبو الفيض محمد بن عبد الرزاق الحسيني (ت 1205 هـ): تاج العروس من جواهر القاموس, دار الهداية بالرياض, الجزء الثامن – صـ294, 295, 296.
[12]أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, المجلد الرابع والعشرون – صـ689.
[14]شهاب الدين محمود الألوسي (ت 1270 هـ): روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني, دار الكتب العلمية ببيروت, الطبعة الأولى، الجزء الخامس – صـ511.
[15]أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 هـ): النُّكَت والعُيون, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء السادس – صـ371.