بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب: تحريف أقوال يسوع, لـ بارت إيرمان
Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why
العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
المُحاضرة الـ(12): المسيحية ديانة كتابية – الجزء الخامس
للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الصوتية)
[And it was not only letters that were important to these communities. There was, in fact, an extraordinarily wide range of literature being produced, disseminated, read, and followed by the early Christians, quite unlike anything else the Roman pagan world had ever seen.] Page 23.
ولم تكن الرسائل هي الوحيدة التي حملت أهمية بالنسبة لهذه المجتمعات. فلقد كانت هناك – في الحقيقة – أشكال كثيرة جداً من الأدب المكتوب يتم إنتاجه، ونشره، وقراءته, والالتزام به على نطاق شديد الاتساع من خلال المسيحيين الأُوَل، وهو أدب شديد الاختلاف عن أي شيء آخر شهده العالم الروماني الوثني على الإطلاق.
Types of Christian Literature أنواع الأدب المسيحي
1. Early Gospels الأناجيل الـمُبَكِّرة
2. Early Acts of the Apostles الأعمال الـمُبَكِّرة للرُّسُل
3. Christian Apocalypses الرؤى المسيحية
4. Church Orders النُّظُم الكنسية
5. Christian Apologies الدِّفاعيّات المسيحية
6. Christian Martyrologies سِيَر الشُّهداء المسيحيين
7. Antiheretical Tractates مقالات ضِد الهراطقة
8. Early Christian Commentaries التَّفاسير المسيحية الـمُبَكِّرة
الأناجيل المُبكرة
[Christians, of course, were concerned to know more about the life, teachings, death, and resurrection of their Lord; and so numerous Gospels were written, which recorded the traditions associated with the life of Jesus.] Page 24.
كان المسيحيون بالطبع معنيِّين بمعرفة معلومات أكثر عن حياة، وتعاليم، وموت وقيامة سيِّدهم؛ ولذلك كُتِبَتْ العديد من الأناجيل، والتي قامت بتسجيل التقاليد الـمُرتبطة بحياة يسوع.
[Four such Gospels became most widely used—those of Matthew, Mark, Luke, and John in the New Testament—but many others were written. We still have some of the others: for example, Gospels allegedly by Jesus’s disciple Philip, his brother Judas Thomas, and his female companion Mary Magdalene. Other Gospels, including some of the very earliest, have been lost.] Page 24.
أربعة من هذه الأناجيل أصبحت هي الأوسع استخدامًا. وهي: متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا, نجدهم في ثنايا العهد الجديد, ولكنَّ أناجيلاً أخرى كثيرة كُتِبت. منها على سبيل المثال: الأناجيل المنسوبة إلى فيليبُّس تلميذ يسوع، ويهوذا توما أخيه، ورفيقته مريم المجدلية. كما فُقِدَت أناجيل أخرى بعضها من الأناجيل الأكثر قِدمًا.
[We know this, for example, from the Gospel of Luke, whose author indicates that in writing his account he consulted “many” predecessors (Luke 1:1), which obviously no longer survive.] Page 24.
نعلم ذلك – على سبيل المثال – من إنجيل لوقا، الذي يُشير مؤلفه أنه يسترشد في كتابة روايته بـ “كثيرٍ” من المؤلَّفات السابقة (لوقا 1 : 1)، التي لم تعد بكل وضوح موجودة.
[One of these earlier accounts may have been the source that scholars have designated Q, which was probably a written account, principally of Jesus’s sayings, used by both Luke and Matthew for many of their distinctive teachings of Jesus (e.g., the Lord’s Prayer and the Beatitudes).] Page 24.
واحدة من هذه الكتابات الأكثر قِدَمًا وربما كانت هي المصدر الذي حدده العلماء تحت اسم المصدر “Q“، والذي يحتمل أنه كان رواية مكتوبة تحتوي بشكل رئيسي على أقوال يسوع، واستخدمها كل من لوقا ومتَّى كمصدرٍ لكثير من تعاليم يسوع التي انفردا بها (على سبيل المثال الصلاة الرَّبّانيَّة والتطويبات).
المُشكلة الإزائية
تادرس يعقوب ملطيقال[[1]]: [الإنجيل بحسب مرقس البشير: إن كان هذا السفر يعتبر الأساس لإنجيلي متّى ولوقا، لكن له طابعه الخاص به.]
دائرة المعارف الكتابية[[2]]: [وبالنسبة للعهد الجديد فإن الرأي الغالب هو إنجيل مرقس كان أحد المراجع الرئيسية لإنجيلي متى ولوقا، فيمكن استكشاف مدى استخدام متى ولوقا لإنجيل مرقس، حيث قد وصلت إلينا الأناجيل الثلاثة.]
التفسير الحديث للكتاب المقدس[[3]]لـ ألان كول: [ويمكننا أن نقول حقاً “من باب الوصف المطلق” إن هناك جُزءاً ضخماً مشتركاً بين إنجيل مرقس وإنجيليّ متى ولوقا، وإن كان هذان يحتويان على إضافات متنوعة خاصة بهما. ومن المعتاد التعبير عن هذا الحل لمشكلة التوافق بالرموز شبه الجبرية باستخدام الرمز “Q” (للدلالة على الكلمة الألمانية Quelle أو المصدر) ترمز إلى المادة التي ليست في إنجيل مرقس والمشتركة بين إنجيلي متى ولوقا، واستخدام الرمز “L” لتشير إلى المادة ذات الأهمية الطبية أو الأممية، والمتميز بها إنجيل لوقا، والرمز “M” للمادة ذات الأهمية اليهودية والتي يتميز بها إنجيل متى. وبالطبع فإن مثل هذه الرموز الجبرية أو غيرها من الرموز المتماثلة في الإمكان أن نزيدها بغير حدود، ومن هنا يمكن أن يكون لدينا “L” “L2” الخ, ومع ذلك فإنه يحسن أن نتذكر أننا بعد أن قلنا كل هذا، فأننا ما نزال في محاولتنا لوصف الوضع الراهن لكل إنجيل في مواجهة الأناجيل الأخرى، ولم نشرح بعد كيف تكونت الأناجيل، كما لم نستطع بعد أن نبرهن على أن هذه الرموز الجبرية كانت في الواقع تعبيراً دائما عن الوثائق المكتوبة القديمة أو حتى أنها كانت منذ ذلك الحين تعبيراً عن مجموعات من التقليد الشفهي، والتي كان لها وجودها المستقل على نحو ما. وأحياناً نسيت الكنيسة المسيحية كل هذا في غمرة حماسها للتحليل، وسلمت فقط بصحة بعض المستندات دون سواها, بل إنها اتخذت لنفسها شكلاً محدداً مستقلاً من الأدب الديني.]
ثم يكمل ألان النقاش ويقول: [وكان حتماً أن يمضي العلماء إلى مدى أبعد على الطريق في محاوله لتحديد التواريخ المتعلقة بكتابة الأناجيل. إن لدينا قدراً ضئيلا من التقاليد الإضافية خارج نطاق الكتاب المقدس المشكوك في قيمتها، والتي سنتناولها بصفة خاصة من حيث علاقتها بإنجيل مرقس. ويكفينا أن نقول هنا إن التشيع لهذه التقاليد الخارجة عن الكتاب المقدس قد أدت بالكنيسة الرومانية وبعض علماء البروتستانت إلى التمسك بأولوية إنجيل متى ،أي أن الرأي القائل بأنه أول ما كُتب من الأناجيل، وأنه يعد مصدراً أساسياً لغيره من الأناجيل وهذا يمكن أن يجعل إنجيل متى متقدماً في تاريخه ويوفر للقول بأنه بقلم الرسول الذي له هذا الاسم. ومن الناحية الأخرى ، فان أغلبية العلماء البروتستانت يتمسكون بأولوية إنجيل مرقس أو على أقل تقدير نسخه منه مُشيرين إلى أنه أقصر الأناجيل وأصرحها. وعلى هذا النحو فانهم يعتبرون إنجيل مرقس المصدر لكل من إنجيلي متى ولوقا، وعلى الرغم من أنه ليس بأية وسيله مصدرها الوحيد.]
تفسير وليام باركلي[[4]]: [تعتبر الأناجيل الثلاثة الأول، متى ومرقس ولوقا وحدة واحدة وقد أطلق عليها العلماء الكلمة الإنجليزية synoptics وهي كلمة مشتقة من فعل يوناني مُرَكَّب يعني “يمكن الإحاطة به“, ولقد سميت بهذا الاسم لما فيها من تشابه كبير يجعل من السهل دراستها معاً. ومن هذه المجموعة يعتبر إنجيل مرقس أكثرها أهمية، بل يذهب البعض إلى حد القول بأنه أهم كتاب في العالم طراً، إذ انه – بشهادة الجميع – أول إنجيل كتب، ولهذا فهو أول كتاب عن حياة يسوع وصل إلينا. قد لا يعني هذا أن مرقس كان أول شخص يكتب عن حياة يسوع, فلابد أنه كانت هناك محاولات أولية سابقة، ولكنه أصبح من المؤكد أن هذا الإنجيل هو أقدم إنجيل وصل إلينا.]
ثم قدم بعض الحسابات الرياضة واستنتج في النهاية[[5]]: [هذه الدراسة المقارنة جعلت الباحثين يتمسكون بالنظرية القائلة: إن متى ولوقا كانا يستخدمان إنجيل مرقس مصدراً أساسياً لهما عند كتابة إنجيلهما.]
بارت إيرمانفي كتابه الماتع العهد الجديد[[6]]: [اقترح العلماء عبر السنوات العديد من النظريات لحل المشكلة الإزائية. الكثير من النظريات في غاية التعقيد وغير قابلة للتصديق بالكلية. كمقدمة لهذه المشكلة, نحن لسنا بحاجة لنشغل أنفسنا بكل هذه الحلول. ولكن بدلاً من هذا سنركز على النظرية الأكثر قبولاً لدى العلماء والأقل إشكالاً. هذا التفسير يدعى بـ “فرضية المصادر الأربعة“. وفقاً لهذه النظرية, مرقس هو أول إنجيل تم كتابته. وتم استخدامه من قبل متى ولوقا. هذا بالإضافة إلى أن هاذين الإنجيلين كان لديهما مرجع آخر يرجعون إليه يُدعى “Q” (من الكلمة الألمانية لمصدر “Quelle“). “Q” كان مصدر للقصص المشتركة بين لوقا ومتى والتي لا نجدها في مرقس. علاوة على ذلك, كان لإنجيل متى مصدر أو العديد من المصادر الخاصة به, والتي أخذ منها القصص الغير موجودة في أي إنجيل آخر. العلماء صنفوا هذا المصدر بـ “M” والتي ترمز إلى مصادر متى الخاصة. أيضاً إنجيل لوقا كان له مصدر أو العديد من المصادر الخاصة به, والتي أخذ منها القصص المروية عنده فقط, وليس من الغريب أن يُطلق على هذه المصادر “L” والتي ترمز لمصادر لوقا الخاصة. وبالتالي وفقها لهذه الفرضية, هناك أربعة مصادر كامنة وراء الأناجيل الإزائية: إنجيل مرقس, “Q“, “M” و “L“.]
ثم وضع لنا بارت إيرمان صورة بسيطة من خلالها نفهم مصادر الأناجيل الإزائية:
إنجيل المسيح عليه السلام
ألان كول: التفسير الحديث للكتاب المقدس العهد الجديد, إنجيل مرقس – صـ13 [كما أن المعنى الحقيقي لهذا المصطلح غير واضح, هل هو الأخبار السارة (Good tiding) أو هو أخبار عن الله (Tidings about God).]
المهندس رياض يوسف داود: مدخل إلى النقد الكتابي – صـ 33 [نرى أن هناك قاسماً مشتركاً بين الأناجيل الثلاثة المسماة بـ الإزائية (مرقس – متى – لوقا). فهل هناك كتاب يسبق الإزائية ؟ هل هُناك إنجيل بمثابة الأصل أم هناك عدة أناجيل لم تصلنا بل أثرت في تكوين الإزائية ؟]
القس رضا عدلي: مقدمات أسفار الكتاب المقدس, الأناجيل والأعمال – صـ72 [ومن الناحية الأخرى فإن كتاب الديداكي(كتاب تعليم الرسل الذي يعتبر من أقدم الكتب المسيحية على الإطلاق) يستخدم كلمة الإنجيل لكي يشير إلى أقوال وأفعال الرب يسوع. وعلى سبيل المثال يقول الديداكي: (صلوا كما أمركم الرب في إنجيله) و (ليعاتب أحدكم الآخر بسكينة وسلام دون غضب كما يقول الإنجيل) (8: 3, 15: 4)]
The Didache 8.2: Nor should you pray like the hypocrites. Instead, “pray like this,” just as the Lord commanded in his Gospel.
μηδὲ προσεύχεσϑε ὡς οἱ ὑποκριταί, ἀλλ’ ὡς ἐκέλευσεν ὁ Κύριος ἐν τῷ εὐαγγελίῳ αὐτοῦ.
The Didache 15.3: Furthermore, correct one another, not in anger but in peace, as you find in the Gospel; and if anyone wrongs his neighbor, let no one speak to him, nor let him hear a word from you, until he repents.
Ἐλέγχετε δὲ ἀλλήλους μὴ ἐν ὀργῇ, ἀλλ’ ἐν εἰρήνῃ, ὡς ἔχετε ἐν τῷ εὐαγγελίῳ· καὶ παντὶ ἀστοχοῦντι κατὰ τοῦ ἑτέρου μηδεὶς λαλείτω μηδὲ παρ’ ὑμῶν ἀκουέτω ἕως οὗ μετανοήσῃ.
الأعمال المُبكرة للرُّسُل
[Not just the life of Jesus, but also the lives of his earliest followers were of interest to the growing Christian communities of the first and second centuries. It is no surprise, then, to see that accounts of the apostles—their adventures and missionary exploits, especially after the death and resurrection of Jesus—came to occupy an important place for Christians interested in knowing more about their religion.] Page 24.
ليست حياة يسوع فحسب، بل أيضًا حياة الأتباع الأوائل كانت محطًا لاهتمام المجتمعات المسيحية المتنامية في القرنين الأول والثاني. ليست مُفاجأة إذاً أن نرى أن قصص الرسل, مغامراتهم وأعمالهم التبشيرية – خاصة بعد موت وقيامة يسوع – أصبحت تشغل مكانة هامة للمسيحيين المهتمين بمعرفة معلومات أكثر عن دينهم.
[One such account, the Acts of the Apostles, eventually made it into the New Testament. But many other accounts were written, mainly about individual apostles, such as those found in the Acts of Paul, the Acts of Peter, and the Acts of Thomas. Other Acts have survived only in fragments, or have been lost altogether.] Page 25.
واحدة من هذه الكتابات، أعمال الرسل، نجحت في النهاية في أن تصبح جُزءً من العهد الجديد. لكن قصصًا أخرى كثيرة كُتِبَتْ عن الرُّسُل كُلّاً على حدى بشكل رئيسي، مثل تلك الموجودة في أعمال بولس، أعمال بطرس، وأعمال توما. أعمال أخرى بقِيَت لنا فقط في أجزاء صغيرة، أو فُقِدَت تمامًا.
الرُّؤى المسيحية
[As I have indicated, Paul (along with other apostles) taught that Jesus was soon to return from heaven in judgment on the earth. The coming end of all things was a source of continuous fascination for early Christians, who by and large expected that God would soon intervene in the affairs of the world to overthrow the forces of evil and establish his good kingdom, with Jesus at its head, here on earth.] Page 25.
كما أشرتُ، نَشَرَ بولس (مع الرسل الآخرين) تعليمًا يقول إن يسوع كان مُزمعًا أن يعود من السماء للحكم على الأرض. النهاية الآتية لكل الأشياء كانت أمرًا سَحَرَ باستمرار لُبَّ المسيحيين الأوائل، الذين في العموم كانوا يتوقعون أن الله سيتدخل قريبًا في شئون العالم ليقهر قوى الشر وليقيم هنا على الأرض مملكته الخيِّرَة، وعلى رأسها يسوع.
[Some Christian authors produced prophetic accounts of what would happen at this cataclysmic end of the world as we know it. There were Jewish precedents for this kind of “apocalyptic” literature, for example, in the book of Daniel in the Jewish Bible, or the book of 1 Enoch in the Jewish Apocrypha.] Page 25.
بعض المؤلفين المسيحيين كتبوا قصصًا تنبُّؤيَّة (prophetic accounts) عمّا سيحدث في هذه النهاية الكارثية للعالم كما نعرفه. لقد كان عند اليهود أعمال لها السَّبْق في هذا النوع من الأدب “الرؤَوِيّ” (apocalyptic) في كتاب دانيال – على سبيل – في الكتاب المقدس اليهودي، أو الكتاب الأول لأخنوخ في الأبوكريفا اليهودية.
[Of the Christian apocalypses, one eventually came to be included in the New Testament: the Apocalypse of John. Others, including the Apocalypse of Peter and The Shepherd of Hermas, were also popular reading in a number of Christian communities in the early centuries of the church.] Page 25.
من بين الرؤى المسيحية، دخلت واحدة في النهاية إلى العهد الجديد: رؤيا يوحنا. رؤى أخرى، من بينها رؤيا بطرس والرّاعِي لهرماس، كانت قراءتها أمر شائع في عدد من المجتمعات المسيحية في القرون الأولى للكنيسة.
النُّظُم المسيحية
[The early Christian communities multiplied and grew, starting in Paul’s day and continuing in the generations after him. Originally the Christian churches, at least those established by Paul himself, were what we might call charismatic communities. They believed that each member of the community had been given a “gift” (Greek: charisma) of the Spirit to assist the community in its ongoing life: for example, there were gifts of teaching, administration, almsgiving, healing, and prophecy.] Page 25.
تضاعفت المجتمعات المسيحية ونَمَت، بدءًا من عصر بولس واستمرَّت خلال الأجيال التي جاءت من بعده. كانت الكنائس المسيحية في الأصل، على الأقل تلك التي أقامها بولس نفسه، يُمكننا أن نطلق عليها مجتمعات ذات مواهب (charismatic). فقد كانوا يؤمنون بأن كل فرد من المجتمع قد أُوتِيَ “موهبةً” (كاريزما باليونانية) من الروح القدس لمساعدة المجتمع في حياته الحاضرة: على سبيل المثال: هناك مواهب التعليم، موهبة الإدارة، موهبة إعطاء الصدقات، موهبة الشفاء، وموهبة التَّنَبُّؤ.
[Eventually, however, as the expectation of an imminent end of the world began to fade, it became clear that there needed to be a more rigid church structure, especially if the church was to be around for the long haul (cf. 1 Corinthians 11; Matthew 16, 18).] Page 25, 26.
في نهاية المطاف، على كل حال، حينما بدأت التَّنَبُّؤات الخاصة بالنهاية الوشيكة للعالم في الاضمحلال، بدى واضحًا أن هناك حاجة لإيجاد بنية كَنَسِيَّة أكثر قوة، خاصة لو كانت الكنيسة ستظل قائمة لفترة طويلة (قارن 1 كرونثوس 11 ؛ مع متّى 16 ،18).
[Churches around the Mediterranean, including those founded by Paul, started appointing leaders who would be in charge and make decisions (rather than having every member as “equally” endowed with the Spirit); rules began to be formulated concerning how the community was to live together, practice its sacred rites (e.g., baptism and eucharist), train new members, and so on.] Page 26.
بدأت الكنائس الواقعة على جانبي البحر المتوسط، بما فيها تلك التي أسسها بولس، في تعيين قادة سيتولون المسئولية واتخاذ القرارات (بدلاً من النَّظَر إلى كل فردٍ من أفراد الكنيسة باعتباره “متساويًا” في الموهبة من الروح)؛ فبدأت تظهر للوجود صياغة للقواعد الخاصة بكَيفِيَّة عيش المجتمع المسيحي معًا، ممارسة شعائره الـمُقَدَّسَة (العِماد والقُربان الـمُقَدَّس على سبيل المثال)، تعليم الأعضاء الجدد … إلخ.
[Soon documents started being produced that indicated how the churches were to be ordered and structured. These so called church orders became increasingly important in the second and third Christian centuries, but already by about 100 C.E. the first (to our knowledge) had been written and widely disseminated, a book called The Didache [Teaching] of the Twelve Apostles. Soon it had numerous successors.] Page 26.
سرعان ما بدأت صياغة الوثائق التي تذكر الكَيفِيَّة الـمُثلى لتنظيم وهيكلة الكنيسة. لقد أصبح ما يعرف بـ “النُّظُم الكَنَسِيَّة” أمرًا ذا أهمية مُتَزايِدَة في القرنين المسيحيين الثاني والثالث، لكن في العام 100 بعد الميلاد تقريبًا كان الكتاب المعروف باسم ديداخي (تعاليم) الرُّسُل الاثنا عشر هو أول ما كُتِبَ بالفعل (حسب ما نعلمه). وخلال زمن قصير تبعه العديد من الكتب.
الدِّفاعِيّات المسيحية
[As the Christian communities became established, they sometimes faced opposition from Jews and paganswho saw this new faith as a threat and suspected its adherents of engaging in immoral and socially destructive practices (just as new religious movements today are often regarded with suspicion). This opposition sometimes led to local persecutions of Christians; eventually the persecutions became “official,” as Roman administrators intervened to arrest Christians and try to force them to return to the old ways of paganism.] Page 26.
عندما كانت المجتمعات المسيحية تُنشأ، كانوا يواجهون أحيانًا معارضة من اليهود والوثنيين الذين رأوا في هذا الإيمان الجديد تهديدًا وارتابوا في أن أتباعه يمارسون طقوس لا أخلاقية ومدمرة للمجتمع (تماماً كما يُنظر اليوم إلى الحركات الدينية الجديدة في أحيان كثيرة بالريبة ذاتها). هذه الـمُعارضة أدَّت في أحيان كثيرة إلى اضطهادات للمسيحيين في مجتمعهم المحَلِّي؛ وفي النهاية أصبحت الاضطهادات ذات طابع “رسميّ“، حيث تدخلت السُّلُطات الرُّومانِيَّة للقبض على المسيحيين في مُحاولة لإجبارهم على الرجوع عن مُعْتَقَداتهم الوَثَنِيَّة القديمة.
[As Christianity grew, it eventually converted intellectuals to the faith, who were well equipped to discuss and dismiss the charges typically raised against the Christians. The writings of these intellectuals are sometimes called apologies, from the Greek word for “defense” (apologia). The apologists wrote intellectual defenses of the new faith, trying to show that far from being a threat to the social structure of the empire, it was a religion that preached moral behavior; and far from being a dangerous superstition, it represented the ultimate truth in its worship of the one true God.] Page 26.
وأثناء نموّ المسيحية، نجحت في النهاية في استمالة الـمُثَقَّفِين إلى الإيمان، وهم الذين كانوا مؤهلين جيِّدًا لـمُناقَشَة ودَفْع الاتهامات التي رُفِعَت في وجوه المسيحيين. كتابات هؤلاء الـمُثَقَّفِين يُطلق عليها أحيانًا الدِّفاعِيّات، من الكلمة اليونانية “أبولوجيا” الـمُقابِلَة لكلمة “دِفاع“. الـمُدافِعُون كَتَبُوا أعمالاً فِكْرِيَّة دِفاعًا عن الإيمان الجديد، مُحاوِلِين إظهار أن المسيحية هي الدِّيانَة التي تُبَشِّر بالقِيَم الأخْلاقِيَّة، وهي بَعِيدَة عن أن تكون تَهْدِيدًا للبناء الاجتماعي للإمبراطورية الرومانية، وأن المسيحية تُمَثِّل الحقيقة الـمُطْلَقَة في تَوَجُّهِهَا إلى عِبادَة الإله الحق وهي بَعِيدَة كُل البُعْد عن أن تكون تِلْك الدِّيانَة الخَطِرَة الـمَبْنِيَّة على الخُرافات.
[These apologies were important for early Christian readers, as they provided them with the arguments they needed when themselves faced with persecution. Already this kind of defense was found in the New Testament period, for example, in the book of 1 Peter (3:15: “always be prepared to make a defense to anyone who asks you to give an account of the hope that is in you”) and in the book of Acts, where Paul and other apostles defend themselves against charges leveled at them. By the second half of the second century, apologies had become a popular form of Christian writing.] Page 26, 27.
هذه الكِتابات الدِّفاعِيَّة كانت ذات أهمية للقُرّاء المسيحيين الأوائل، لأنها أمَدَّتهُم بالحُجَج التي يحتاجُونَها عندما يَتَعَرَّضُون للاضطهاد. هذا النّوع من الدِّفاع نَشَأ بالفِعْل في العصر الذي كُتِبَ فيه العهد الجديد، على سبيل المثال: في سفر 1بطرس (3 : 15 “مُسْتَعِدِّينَ دَائِماً لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ“) وفي سفر الأعمال، حيث يُدافِع بولس والرُّسُل الآخرون عن أنْفُسِهِم ردًا على الاتهامات التي وُجِّهَت إليهم. قريبًا من النِّصْف الثاني من القرن الثاني، كانت الكِتابات الدِّفاعِيَّة قَدْ أصْبَحَت شَكْلاً مَعْرُوفًا من الأدب المسيحي.
سِيَر الشُّهَداء المسيحيين
[At about the same time that apologies began to be written, Christians started producing accounts of their persecutions and the martyrdoms that happened as a result of them. There is some portrayal of both matters already in the New Testament book of Acts, where opposition to the Christian movement, the arrest of Christian leaders, and the execution of at least one of them (Stephen) form a significant part of the narrative (see Acts 7).] Page 27.
قريباً من الفترة الزمنية ذاتها التي بدأت فيها الكتابات الدِّفاعِيَّة تُكتَب، بدأ المسيحيون في كتابة روايات عن اضطهاداتهم والاستشهاد الذي وقع نتيجة لها. هُناك بعض الوصف لكلا الأمرين في سفر الأعمال الموجود في العهد الجديد، حيث ألقت الـمُعارضة للحركة المسيحية القبض على الزعماء المسيحيين، وأعدمت واحدًا منهم (ستيفانوس) وهذا يُشَكِّل جزءً هاماً من القصص داخل السفر (انظر أعمال 7).
[Later, in the second century, martyrologies (accounts of the martyrs) began to appear. The first of them is the Martyrdom of Polycarp, who was an important Christian leader who served as bishop of the church of Smyrna, in Asia Minor, for almost the entire first half of the second century. The account of Polycarp’s death is found in a letter produced by members of his church, written to another community.] Page 27.
بعد ذلك، في القرن الثاني الميلادي، بدأت سِيَر الشُّهَداء في الظهور. أول ما ظهر منها كان استشهاد بوليكاربوس، الذي كان قائداً مسيحياً مُهِمّا وكان أُسْقُفًا لكنيسة “سميرنا“، في آسيا الصغرى، لمدة دامت تقريباً النصف الأول من القرن الثاني. قصة موت بوليكاربوس موجودة في رسالة كتبها أفراد كنيسته، حيث كتبوها لمجتمع مسيحي آخر.
[Soon afterward, accounts of other martyrs began to appear. These too were popular among Christians, as they provided encouragement to those who were also persecuted for the faith, and guidance about how to face the ultimate threats of arrest, torture, and death.] Page 27.
بعد ذلك مباشرة، بدأت قصص الشهداء الآخرين في الظهور. هذه القصص أيضاً كانت رائجة بين للمسيحيين، لأنها منحت هؤلاء الذين كانوا محلاً للاضطهاد من أجل الإيمان تشجيعاً، ومنحتهم البوصلة التي بها يعرفون كيف يواجهون التهديدات القصوى مثل الوقوع في الأسر، والتعذيب والموت.
مَقالات ضِد الهَراطِقَة
[The problems Christians faced were not confined to external threats of persecution. From the earliest times, Christians were aware that a variety of interpretations of the “truth” of the religion existed within their own ranks. Already the apostle Paul rails against “false teachers”—for example, in his letter to the Galatians.] Page 27.
لم تقتصر الـمُشكِلات التي واجهت المسيحيين على التَّهدِيدات الخارجية الـمُتَمَثِّلَة في الاضطهاد. فقد كان المسيحيون منذ أقدم العصور يَعُون أن ثمَّة تنوُّعًا في تفسير “الحقيقة” الدينية كان موجوداً بين صفوفهم. فها هو الرسول بولس يشتكي من “المعلمين الكذبة” – على سبيل المثال: في رسالته إلى الغلاطيين.
[Reading the surviving accounts, we can see clearly that these opponents were not outsiders. They were Christians who understood the religion in fundamentally different ways. To deal with this problem, Christian leaders began to write tractates that opposed “heretics” (those who chose the wrong way to understand the faith); in a sense, some of Paul’s letters are the earliest representations of this kind of tractate.] Page 27, 28.
فإذا قرأنا الرِّوايات الموجودة، يُمكِنُنا أن نَرَى بِوضوح أن هؤلاء الخصوم لم يكونوا الغرباء (أي من خارج الـمُجتمعات المسيحية). فقد كانوا مسيحيين فَهِموا الدِّين بِطُرُق مُختلفة بصورة جذرية. للتعامل مع هذه المشكلة، بدأ القادة المسيحيون في كتابة المقالات التي تتصدى “للهراطقة” (الذين اختاروا الطريق الخطأ لفهم الإيمان)؛ نوعًا ما، تُمَثِّل بعض رسائل بولس أقدم النماذج لهذا النوع من المقال.
[Eventually, though, Christians of all persuasions became involved in trying to establish the “true teaching” (the literal meaning of “orthodoxy”) and to oppose those who advocated false teaching. These anti-heretical tractates became an important feature of the landscape of early Christian literature. What is interesting is that even groups of “false teachers” wrote tractates against “false teachers,” so that the group that established once and for all what Christians were to believe (those responsible, for example, for the creeds that have come down to us today) are sometimes polemicized against by Christians who take the positions eventually decreed as false.] Page 28.
في النِّهاية، رغم ذلك، أصبح المسيحيون من كل الاتجاهات مَعْنِيِّين بمُحاولة تحديد “التعليم الحق” (وهو المعنى الحرفي لكلمة “الأرثوذكسية“) وبالتَّصدِّي لهؤلاء الذين يُدافِعُون عن التعاليم الباطلة. هذه المقالات المضادة للهرطقات أصبحت مَيزة مهمة من ميزات المشهد الأدبي المسيحي المبكر. الأمر الطريف هو أن مجموعات “المعلمين الكذبة” حتى كتبوا مقالات ضد “المعلمين الكذبة“، حتى إن المجموعة التي أصبحت سائدة ومُنتصرة في مرة وحتى الآن حددت ما يجب على المسيحيين أن يؤمنوا به (هؤلاء مسئولون – على سبيل المثال – عن العقائد التي وصلت إلينا اليوم) أصبحت تتعرض أحياناً لانتقادات المسيحيين الذين اتخذوا مواقفًا اعتبرت في النهاية تعاليم باطلة.
[This we have learned by relatively recent discoveries of “heretical” literature, in which the so called heretics maintain that their views are correct and those of the “orthodox” church leaders are false.] Page 28.
علمنا ذلك من خلال بعض الاكتشافات الحديثة نسبيًا للآداب “الهرطوقية“، التي يُصِرُّ فيها من يُعْرَفُون بالهراطقة على أن آراءهم هي الصحيحة وأن تلك التعاليم الخاصة بقادة الكنيسة “الأرثوذوكسية” هي تعاليم باطلة.
التفاسِير المسيحية المُبكرة
[A good deal of the debate over right belief and false belief involved the interpretation of Christian texts, including the “Old Testament”, which Christians claimed as part of their own Bible. This shows yet again how central texts were to the life of the early Christian communities.] Page 28.
مساحة واسعة من الجدل حول العقيدة الصحيحة والعقيدة الباطلة تم الزج بها في تفسير النصوص المسيحية، ومن ضمنها “العهد القديم“، الذي ادَّعى المسيحيون أنه جزء من كتابهم المقدس الخاص. هذا يبين مرة أخرى كيف احتلت النصوص موقعاً مركزياً بالنسبة للمجتمعات المسيحية المبكرة.
[Eventually, Christian authors began to write interpretations of these texts, not necessarily with the direct purpose of refuting false interpretations (although that was often in view as well), but sometimes simply to unpack the meaning of these texts and to show their relevance to Christian life and practice.] Page 28.
في النهاية، بدأ المؤلفون المسيحيون في كتابة التفاسير لهذه النصوص، ليس بالضرورة بغرض دحض التفاسير الباطلة بصورة مباشرة (على الرغم من أن ذلك كثيراً ما كان في الحسبان أيضًا)، ولكن أحياناً ببساطة لتفسير معنى النصوص ولإظهار علاقاتها بالحياة والممارسة المسيحيتين.
[It is interesting that the first Christian commentary on any text of scripture that we know about came from a so called heretic, a second century Gnostic named Heracleon, who wrote a commentary on the Gospel of John.] Page 28.
من الطريف أن التفسير المسيحي الأول لأي نص من الكتاب المقدس نعرفه جاء ممن يسمى هرطوقيٌّ، وهو الغنوصيّ الذي عاش في القرن الثاني المسمى هيراكليون، الذي كتب تفسيراً لإنجيل يوحنا.
الخُلاصَة
المسيحية ديانة كتابية للأسباب الآتية:
1. الاعتماد على كتب اليهود الـمُقدَّسة.
2. كتابة رسائل كثيرة من القادة المسيحيين إلى الكنائس أو العكس.
3. أنواع الأدب المسيحي الـمُختلفة مثل: الأناجيل, الكتابات الدفاعية … الخ.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات