القائمة إغلاق

ملخص كتاب: طلاب عمل لا طلاب علم، تأليف: محمد الخيمي

بسم الله الرحمن الرحيم

مُلخَّص​​ كتاب:​​ طُلَّاب عَمَل لَا طُلَّاب عِلْم!

تأليف:​​ محمد الخيمي

كلمة بين يدي العنوان​​ (طُلَّاب عَمَل لا طُلَّاب عِلْم!)

  • ﴿إِنَّمَا​​ ‌يَخۡشَى​​ ‌ٱللَّهَ​​ ‌مِنۡ​​ عِبَادِهِ​​ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ﴾ [فاطر: 28]

  • ﴿يَرۡفَعِ​​ ‌ٱللَّهُ​​ ‌ٱلَّذِينَ​​ ءَامَنُواْ​​ مِنكُمۡ​​ وَٱلَّذِينَ​​ أُوتُواْ​​ ٱلۡعِلۡمَ​​ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [المجادلة: 11]

  • قال رسول الله ﷺ:​​ العُلماء ورثة الأنبياء

  • قال رسول الله​​ ﷺ:​​ مَن سلك طريقا يلتمس به علماً،​​ سهل الله به طريقا إلى الجنة،​​ وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع،​​ وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض،​​ حتى الحيتان في البحر.

  • كتب​​ الإمام الغزالي​​ كتابه العظيم​​ "إحياء علوم الدين​​ وعقد أول أبواب الكتاب لموضوع العلم،​​ وذكر هناك فصلاً​​ ترجم له بعنوان:​​ "ما بُدِّل من ألفاظ العلوم​​ ومما كتبه في ذلك الفصل:​​ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا،​​ الراغب في الآخرة،​​ البصير بدينه،​​ المداوم على عبادة ربه،​​ الورع،​​ الكافّ​​ نفسه عن أعراض المسلمين،​​ العفيف عن أموالهم،​​ الناصح لجماعتهم. (ولم يقل في جميع ذلك:​​ الحافظ لفروع الفتاوى).

  • كتب​​ ابن الجوزي،​​ يصف حال قوم صار العلم عندهم صناعة فقال:​​ ونعوذ بالله من سبيل الرَّعاع،​​ يتَسمَّون بالعُلماء،​​ لا ينهاهم ما يحملون،​​ ويعلمون ولا يعملون،​​ ويتكبرون على الناس بما لا يعملون،​​ ويأخذون عرض الأدنى وقد نهوا​​ عما يأخذون،​​ غلبتهم طباعهم،​​ وما راضتهم علومهم التي يدرسون،​​ فهم أخس حالا من العوام​​ الذين يجهلون،​​ يعلمون ظاهراً​​ من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.

  • العلم الذي أثنى عليه ربنا سبحانه،​​ ونبينا محمد​​ ﷺ:

    • العلم الذي يُثمر في حامله عملاً

    • العلم الذي يتخلَّل​​ قلب المُتعلِّم حتى يصير كل جزء فيه مُتعرِّفاً​​ خالقَه ساجداً​​ له وخاضعاً​​ لأمره

    • العلم الذي به يتعرَّف حامله وظيفَتَه ومَهمَّته في هذه الدنيا

  • علم من حيث الصورة فقط،​​ ولكنه جهل دونه كل جهل:

    • ﴿فَمَثَلُهُۥ​​ ‌كَمَثَلِ​​ ٱلۡكَلۡبِ﴾ [الأعراف: 176]

    • ﴿كَمَثَلِ​​ ‌ٱلۡحِمَارِ​​ يَحۡمِلُ​​ أَسۡفَارَۢاۚ﴾ [الجمعة: 5]

  • قال​​ سَهْل بن عبد الله التُّسْتَري: "العِلْم كُلُّه دُنيا،​​ والآخرةُ​​ منه:​​ العَمَل"

  • قال​​ سُفيان بن عُيَيْنَة: "عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة"

البداية القديمة الجديدة (النِّيَّة الصالحة)

  • الحديث الذي رواه أمير المؤمنين​​ عمر بن الخطاب​​ رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله​​ ﷺ:​​ إنَّما الأعمال بالنِّيَّات،​​ وإنَّما لكلّ​​ امرئ ما نوى،​​ فمن كانت هجرته لله ورسوله،​​ فهجرته لله ورسوله،​​ ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها،​​ فهجرته إلى ما هاجر إليه.

  • أكثر ما يحتاج إلى ضبطٍّ​​ وتحرٍّ​​ وتيقُّظٍّ​​ من أبواب الإخلاص:​​ هو ما يكون في باب العلم الشرعي،​​ وكل ما فيه انتصاب للخلق في محلِّ​​ القُدوة والوراثة النَّبوية.

  • يقول​​ الشيخ​​ عبد الوهاب​​ الشعراني:​​ سمعت سيدي​​ عليّ​​ الخوَّاص​​ رحمه الله يقول في معنى حديث: "إنَّ​​ الله تعالى ليؤيد هذا الدِّين بالرَّجل الفاجر":​​ هذا الرجل يتعلَّم العلم رياءً​​ وسُمعةً،​​ فيُعلِّم الناس أمور دينهم،​​ ويُفقِّههم​​ ويحرسهم،​​ وينصر الدين إذا ضعف جانبه،​​ ثم يُدخله اللهُ​​ تعالى بعد ذلك النار لِعَدَم إخلاصه.

  • يقول​​ الإمام الغزالي:​​ اعلم أن الجاهل يسمع ما ذكرناه من الوصية بتحسين النية وتكثيرها،​​ مع قوله​​ ﷺ:​​ إنَّما الأعمال بالنِّيَّات،​​ فيقول في نفسه عند تدريسه أو تجارته أو أكله:​​ نويت أن أدرس لله،​​ أو آكل لله،​​ ويظن ذلك نية،​​ وهيهات،​​ فذلك حديث نفس،​​ وحديث لسان وفكر،​​ أو انتقال من خاطر إلى خاطر،​​ والنية بمعزل من جميع ذلك.

  • طاووس ابن كيسان:​​ أكبر تلامذة​​ حبر الأمة:​​ بن عباس رضي الله عنهما.

    • وقع له مرة أن أمير اليمن محمد بن يوسف الثقفي،​​ أخا​​ الحجاج،​​ ألقى عليه طيلساناً​​ وهو يُصلِّي،​​ فلم يزل يُحرِّك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان،​​ فغضب الأمير وعتب عليه بعض من حضر ذلك،​​ وقال له:​​ والله إن كنت لغنياً​​ أن​​ تُغضبه علينا،​​ لو أخذت الطيلسان فبعته،​​ وأعطيت ثمنه المساكين.​​ فقال:​​ نعم،​​ لولا أن يُقال مِن بعدي:​​ قد أخذ طاووس من الأمير.

  • ينبغي لمثل هذا أن يمتحن نفسه بما لو جاء أحدٌ​​ يفعل ذلك الخير،​​ وتنقاد​​ الناس له مثله،​​ أو أكثر منه،​​ فإن انشرح لذلك فهو مخلص،​​ وإن انقبض خاطره فهو مُراءٍ،​​ ولو أنَّه كان مُخلصاً​​ لفرح بذلك أشد الفرح،​​ أن قيَّض​​ اللهُ​​ تعالى له من كفاه المؤونة.

  • الشيخ عليّ​​ الخوَّاص:​​ كان أستاذاً​​ لفُحُول عُلماء عصره،​​ كناصر الدين اللَّقاني علامة المالكية في عصره،​​ وشهاب الدين الرملي علامة الشافعية في عصره،​​ وشهاب الدين الفتوحي​​ علامة الحنابلة.

    • كان رحمه الله يُرتِّب على نفسه أعمالاً​​ يترفع عنها السُّوقة،​​ فضلاً​​ عن الأكابر،​​ فيكنس المساجد،​​ ويُنظِّف بيوت الخلاء،​​ ويحمل الكناسة ويخرجها إلى المزابل كل يوم جمعة​​ حسبة لوجه الله،​​ وإذا أراد أحدٌ​​ مِمَّن يعرف قدره أن يُقبِّل يَدَه،​​ زجره​​ ونهاه عن ذلك،​​ لأنَّه لم يكن يرى أنُّه أهلٌ​​ لأن يُقبِّل أحدٌ​​ يَدَه.

دين ودنيا​​ (التَّكسُّب من الدَّعوة)

  • الإمام النَّووي:

    • اشتغل بالطلب حتى صار مرجعاً​​ في عُلُوم الشَّرع،​​ وسَعَة علمه في الحديث واللغة والفقه وأصوله أشهر من أن تُذكر.

    • كان رحمه الله قليل النوم،​​ كثير القيام،​​ قليل الطعام،​​ كثير الصيام،​​ قد ترك نفسَه من الدنيا بكل ما فيها،​​ وصرف حياته كلَّها إمَّا إلى عِلْمٍ​​ أو تَعْلِيمٍ​​ أو عِبادة.

    • كان يلبس​​ ما يلبسه عامَّة الناس،​​ فيراه الرَّائي​​ فلا يأبه له،​​ ولكنَّه كان يُخفِي تحت ذلك الثوب عُلُوم الدُّنيا وأخلاق النُّبُوَّة.

    • لعلَّ​​ ذلك الزُّهد والإخلاص اللَّذَين حباهُ​​ اللهُ​​ بهما،​​ كانا​​ السبب وراء ما وضعه الله لمُصنَّفاته من قَبُول لَدَى العامَّة والخاصَّة من الناس،​​ إذ لا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها من مُصنَّف من مُصنَّفات الإمام،​​ ككتاب الأذكار،​​ أو كتاب رياض الصالحين،​​ أو شرح من شُرُوح كتاب المنهاج في الفقه الشافعي،​​ هذا فضلاً​​ عن كتبه العلمية التي لم يُسبَق إليها ولم يُلْحَق،​​ ككتاب المجموع،​​ وكشرحه لصحيح مُسلم.

  • لم يحبَّ​​ الرَّبَّانيون من العُلماء للإنسان أن يعتاش على ما يأتيه من جرايات الناس وعطاياهم،​​ ولو كان الشرع يُرخِّص له في ذلك!​​ ويستحبُّون له أن يأكل من كسبه.

  • كان​​ سُفيان الثَّوري​​ يقول: "العالمُ​​ إذا لم يكن له معيشة صار وكيلاً​​ للظَّلمة،​​ والعابد​​ إذا لم تكن له معيشة أكل بدينه".

  • قال​​ ابن الجوزي: "صيانة العِلْم ودواؤه من وجهين:

    • أحدهما القناعة باليسير،​​ كما قيل:​​ من رضي بالخل والبقل لم يستعبده أحد.

    • الثاني:​​ صرف بعض الزمان المصروف في خدمة العلم إلى كسب الدنيا،​​ فإنه يكون سببا لإعزاز العلم،​​ وذلك أفضل من صرف جميع الزمان في طلب العلم مع احتمال هذا الذُّلّ!"

  • آخذ المال ليس محظورا على الشيوخ بالكلية بل قد يكون وصل الناس للشيوخ بالهدايا والمال واجبا أدبيا وأخلاقيا فإن حق الشيخ على الناس من أوجب الحقوق.

  • القاعدة المعمول بها​​ في ذلك:​​ أنّهم لا يطلبون،​​ ولا يرُدُّون،​​ ولا يَمْسِكون.

  • قال رسول الله​​ ﷺ:​​ "إذا جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس فخذه".​​ رواه البخاري.

    • والمعنى:​​ إذا أخذوا شيئاً،​​ فإنهم لا يمسكونه،​​ بل ينفقون منه على مصالحهم الخاصَّة التي لا بد منها،​​ وينفقون على مصالح المُسلمين من حولهم،​​ فيطعمون،​​ ويكسون،​​ و يُزوِّجون،​​ وما أكثر المحاويج على أبواب الشيوخ،​​ فلا يستكثرون،​​ ولا يجمعون من ذلك المال فوق ما تتطلبه حاجتهم الأساسية.

  • حق القُرُبات التي يتعدَّى نفعها للغير،​​ كالأذان والإقامة وتعليم القرآن والفقه والحديث،​​ يجوز اتِّخاذ الأجر عليها عند جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية،​​ وفي رواية عن الإمام أحمد،​​ لكن كَرِهَ​​ المالكية أخذ الأجرة على تعليم الفقه والفرائض.

  • ويرى الحنفية،​​ والإمام أحمد في رواية عنه،​​ أنَّه لا يجوز أخذ الأجرة على ذلك،​​ لأن من شرط صحة هذه الأفعال كونها قُربة لله تعالى،​​ فلم يجز أخذ الأجر عليها.

  • القائلون بالجواز جعلوا ذلك من باب الإعانة على الطَّاعة،​​ حتى لا يؤدِّي انصراف الناس إلى المعاش إلى اندثار الشعائر الدينية والعلوم الشرعية،​​ ولا سيما في زماننا،​​ مع عدم وجود بيت مال المسلمين الذي كان يتكفَّل بمصارف الفُقراء!

  • عبد الله بن مُحَيْرِيز​​ القُرشي المَكِّيّ، من سادة التَّابعين:

    • قال رجاء بن حَيْوَة: "إنْ​​ يفخر علينا أهلُ​​ المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر،​​ فإنَّا نفخر عليهم بعابدنا ابن مُحَيرِيز،​​ والله إن كنتُ​​ أعدُّ​​ بقاءه أماناً​​ لأهل الأرض."

    • يقول​​ الأوزاعي: "من كان مُقتدياً​​ فليقتدِ​​ بمثل ابن مُحَيرِيز،​​ إن الله لم يكن لِيُضِلَّ​​ أُمَّة فيها ابن مُحَيرِيز!."

    • جئت أشتري بمالي، ولم أجئ أشتري بديني. فقام ولم يشترِ!

    • فانظر إلى عالِمٍ​​ عامِلٍ​​ تُعصَم به الأُمَّة من الضَّلال،​​ ويَتَحصَّن به أهل الأرض من العذاب!

  • أبو نصر​​ بِشْر​​ بن الحارث الحافي:

    • المُحدِّث الزَّاهِد الرَّبانيّ​​ القُدوة شيخ الإسلام.

    • كان صاحب لهو وعبث،​​ ومما رُوِي في سبب تحوُّل حاله،​​ أنَّه كان في داره مع جمعٍ​​ من رُفقائه يشربون ويتضاحكون،​​ فاجتاز بداره رجلٌ​​ صالحٌ،​​ فسمع ما هم فيه،​​ فطرق الباب،​​ فخرجت جارية،​​ فسألها:​​ صاحبُ​​ هذه الدَّار حُرٌّ​​ أم عبدٌ!،​​ فقالت:​​ حاشا​​ أن يكون عبداً،​​ بل حُرّ،​​ قال:​​ صدقتِ،​​ لو كان عبداً​​ لاستعمل أدب العبودية وترك ما هو فيه!،​​ فسمع بشر تحاورهما،​​ فكأنما أصاب الكلام شِغَافَه،​​ فخرج يطلب الرجل حاسر الرأس حافياً،​​ حتى أدركه فقال:​​ أعِد عليَّ​​ ما قُلتَ!​​ فأعاده،​​ فصار في بشرٍ​​ حالٌ​​ عظيمٌ،​​ ووقع يمرِّغ​​ خدَّيه بالأرض وهو يقول:​​ بل عبدٌ،​​ عبدٌ،​​ عبدٌ،​​ ثم هام على وجهه حافياً​​ حاسراً​​ حتى عُرِفَ​​ بالحافي،​​ فكان بعد ذلك إذا سُئل:​​ لمَ​​ لا تَلْبِسُ​​ نعلاً؟!​​ يقول:​​ حالٌ​​ صالحني عليها مولاي،​​ فلا أزول عنها أبداً.

    • كان يهرب من مواطن الشُّهرة ويدعو:​​ اللهم إن كنتَ​​ شهرتني في الدنيا لتفضحني في الآخرة فاسلبه​​ عني. (ما باله لم يكترث بالدُّنيا!)

    • وكان يقول:​​ لا أعلم رجلاً​​ أحبَّ​​ أن يُعرَف إلَّا ذهب دينه وافتضح.

    • ويقول:​​ لا يجد حلاوة الآخرة رجلٌ​​ يُحِبُّ​​ أن يَعرِفه النَّاس.

    • وقال:​​ رُبَّ​​ رجل أحبَّ​​ رجلاً​​ على خيرٍ​​ توهَّمَه فيه،​​ ولعلَّ​​ المُحبَّ​​ نجى،​​ والمحبوب ما يدري ما حاله.

    • توفى بمدينة بغداد،​​ فأخرجت جنازته بعد صلاة الصبح،​​ فلم يستقرّ​​ في قبره إلَّا ليلاً​​ لكثرة ما اجتمع في جنازته من الخلق.

  • لا تطلب ولا تتوقَّع من عِلْمِك وتعليمك للناس مكسباً​​ مادِّيًّا تحت أيّ​​ اسم كان:​​ أجرة،​​ أتعاب مقابل الوقت والجهد،​​ هدية،​​ زكاة،​​ صدقة،​​ بِرّ.

  • اجتهد أن يكون لك عمل دنيوي تكتسب منه من غير طريق العلم الشرعي والدعوة.

  • أن اضطررت​​ أن تأخذ مالاً، فالتزم بالقدر الذي يبيحه لك الشرع،​​ وأحذو حذو الصالحين الذين سبق ذكرهم،​​ من غير توسُّع في ملذَّات الدُّنيا المُباحة.

  • لا تمنن​​ على الناس الذين تُعلِّمهم بعلمك،​​ ولا تنتظر منهم أجراًـ​​ ولا مدحاً،​​ ولا تنتظر منهم أن يفسحوا لك في المجالس،​​ أو أن يقوموا لتلبية حاجاتك،​​ ولا تنتظر منهم أن​​ ييسِّروا​​ لك في الأسعار إذا بايعتهم،​​ ولا أن يُعاملوك معاملة خاصَّة في محالِّهم وتجارتهم،​​ ولا تنتظر أن يتابعوا لك الهدايا،​​ حتى لو كان ذلك في مُناسبة يتعارف الناس على التَّهادي فيها.

  • اعقد قلبك على أن مَن تُعلِّمهم هُم أصحاب الفضل عليك:​​ إذ وثقوا فيك فسلَّموك قُلُوبَهم وعُقُولَهم لتُصلحها،​​ ولتدخل بذلك الجنَّة.

عندما تصبح الدعوة حرفة​​ (الدَّاعِيَة المُحتَرِف)

  • حدَّث أبو بكر ابن عياش عن عاصم قال:​​ كان أبو وائل إذا خلى بكى،​​ ولو جُعِلَت له الدُّنيا على أن يبكي وأحدٌ​​ يراه لم يفعل!

  • أبو وائل بن​​ سَلَمَة​​ الأَسَدِيُّ:

    • الإمام الكبير شيخ،​​ الكوفة،​​ أدرك النبي​​ ﷺ​​ وما رآه،​​ ولكنه لقي من أصحاب النبي​​ ﷺ​​ طائفة كبيرة،​​ ومنهم الراشدون عمر،​​ وعثمان،​​ وعلي،​​ وقيل الصدِّيق أيضاً،​​ وكان مِن أعلم الناس بحديث ابن مسعود.

    • متاعه من الدنيا كان خُصًّا من قصب،​​ يقيم فيه مع فرسه،​​ فإذا غزى نقضه،​​ وإذا قَدِمَ​​ بناه.

  • محمد بن وَاسِع​​ الأَزْدِيّ:

  • الإمام الرباني المحدث القدوة الزاهد.

  • قال​​ جعفر بن سليمان:​​ كنتُ​​ إذا وجدتُ​​ من قلبي قسوةً​​ غدوتُ​​ فنظرتُ​​ إلى وجه محمد بن واسع.

  • قال​​ الأصمعي:​​ لمَّا صافَّ​​ قُتيبة التُّرك​​ (أي​​ اصطفَّ​​ بجنده لقتالهم)،​​ وهاله أمرهم،​​ سأل عن محمد بن واسع،​​ فقيل:​​ هو ذاك في الميمنة،​​ جانح على قوسه،​​ يُبصبص بإصبعه إلى السماء!​​ فقال قتيبة:​​ لَتِلْكَ​​ الإصبع الفاردة أحبُّ​​ إليَّ​​ من 100,000 سيف شهير وشاب طرير.

  • دخل محمد بن واسع الأزدي على قتيبة بن مسلم بخرسان،​​ وعليه جُبَّة صوف،​​ فقال له قتيبة:​​ ما يدعوك إلى لبس هذه؟،​​ فسكتَ،​​ فقال قتيبة:​​ أكلِّمُكَ​​ فلا تُجِيبُني؟​​ فقال:​​ أكره أن أقول زُهدًا فأزكِّي نفسي،​​ أو فقراً​​ فأشكو​​ ربي.

  • قال​​ محمد بن واسع:​​ والله لقد أدركتُ​​ رجالاً،​​ كان أحدهم يقوم في الصَّفِّ،​​ فتسيل دموعه على خدِّه،​​ لا يشعر الذي إلى جانبه.

  • إذا أتاك الله موهبة في مجال من مجالات الدعوة،​​ كصوت حسن في التلاوة والإنشاد،​​ أو براعة في مُخاطبة الناس،​​ فاعلم أنك في نعمة لا يد لك فيها،​​ وإنما هي محض فضل من الله تعالى،​​ فاستحي منه سبحانه أن تستعين بتلك الموهبة على أمر​​ تعلم أن الواهب جل وعلا لا يحبه ولا يرضاه،​​ واجتهد ما استطعت أن تبذلها للناس بلا مقابل،​​ كما أعطاكها اللهُ​​ بلا مقابل.

  • إن ابتليت برزق يأتيك من عمل يتصل بالدعوة إلى الله،​​ فاختبر نفسك وسلها:​​ هل كنتَ​​ لتدوم على تحمُّل أعباء ذلك العمل،​​ لولا ما يأتيك بسببه من مغنمٍ​​ دُنيوي؟!​​ فإن لم ينشرح صدرك للاستمرار في العمل مع الحرمان من ذلك المغنم،​​ فإنما أنت صاحب حِرْفة،​​ ولست داعياً​​ إلى الله،​​ فضع نفسك في موضعها.

شهوة الكلام

  • إذا عرضت لأحدهم مناسبة للكلام، أسرع إليها، من غير أن يراجع نيته في عرض ما عنده من علم وبيان ومنطق، ثم يفرح بما يراه في عيون الناس من إعجاب وتأثُّر، ويفرح بما يسمعه من ألسنتهم من الثناء والتعظيم.

  • أبو الفرج عبد الرحمن​​ ابن الجوزي:

    • لا شك في أنه من أشهر من خطب ووعظ عبر التاريخ الإسلامي كله.

    • جمع الله له مع الحضور القوي،​​ والشخصية المؤثرة،​​ بياناً​​ وبلاغة وبديهة وصوتاً، قلَّما يجتمعون في شخصٍ​​ واحدٍ.

    • قال بن الجوزي:​​ لقد جلستُ​​ يوماً، فرأيتُ​​ حولي أكثر من 10,000، ما فيهم إلَّا مَن رَقَّ​​ قلبُهُ، أو دَمِعَت عينُهُ، فقلتُ​​ في نفسي:​​ كيف بك​​ إن نَجَوّ​​ وهَلَكْتَ؟!

  • إذا كنت في مجلس، وأردتَ​​ أن تعظ​​ الناس وتنصحهم، فسل نفسك وكن صادقاً، هل تُريد من الحديث:​​ نُصح الناس؟​​ أم إظهار النَّفس؟

  • تذكَّر أن المدار في تأثير الكلام، وتبليغ الرسالة،​​ على صدق القلب، وليس على بلاغة اللِّسان.

  • الكلامُ​​ الكثيرُ​​ يُنسِي بعضُهُ​​ بعضاً.

ذِلَّة للتَّابع وفتنة للمتبوع!

  • لا تفرح بكثرة الطلبة والأتباع، ولا تجعلها لك هدفا.

  • تذكر أن كثرة الإبداع لا تعني بالضرورة كثرة الأجر.

  • راقب نفسك، فإن وجدتها تنشرح​​ بمسير الطلبة من خلفك،​​ وتسابُقِهِم لخدمتك،​​ فانءَ​​ بنفسك عن ذلك،​​ وانهَ​​ إخوانك وتلامذتك عنه،​​ ولا تشجعهم عليه، فضلاً​​ عن أن تطلبه منهم تصريحاً​​ أو تلميحاً.​​ فإن وقع شيء من ذلك بغير رغبةٍ​​ منك، فأحضر نفسك كراهيتَهُ، واستحي من الله تعالى، إذ ستر عيوبك عن الخلق، حتى مشوا خلفك، وخدموك مع عدم أهليتك لذلك.

د وأخواتها أو صكوك الغفران!

  • لمَّا دخلت قوانين الغرب وعاداتهم إلى بلادنا،​​ دخل فيما دخل قانونٌ،​​ يجعل كلَّ​​ ذي عِلْمٍ​​ لا يُعترَف بعلمه،​​ ما لم تشهد له بذلك ورقة صادرة عن جهة تعترف بها الدولة!

  • كتب الإمام أحمد رحمه الله:​​ هذا رجل يكتب الحديث. فقال الطالب:​​ يا أبا عبد الله، لو كتبت من أهل الحديث،​​ فقال الإمام:​​ أهل الحديث عندنا من يستعمل​​ الحديث.

  • سُفيان الثَّورِيّ:

    • سيد وأهلي زمانه علما وعملا، وأمير المؤمنين في الحديث بلا منازع.

    • روى البغدادي​​ في​​ الجامع لأخلاق الراوي​​ عن بعض طالبته:​​ كنا عند سفيان الثوري، فكان إذا أتاه الرجل يطلب العلم، سأله:​​ هل لك وجه معيشة؟ فإن أخبره أنه في كفاية،​​ أمره بطلب العلم، وإن لم يكن في كفاية،​​ أمره بطلب المعاش.

    • ورآه رجل مرَّةً​​ يمسك بيده دنانير، فعجب لذلك،​​ مع ما عُرِفَ​​ عنه من زهد، وتقلُّل من الدُّنيا، فقال:​​ يا أبا عبد الله، تمسك هذه الدنانير؟ قال:​​ اسكت، فلولاه لتمندل​​ بنا​​ الملوك.​​ أي لتمسَّح بنا،​​ كما يتمسح​​ بالمنديل لإزالة الأقذار.

  • الشيخ أبو الحَسَن الشَّاذِلِيُّ​​ المغربي:

    • الولي الزاهد الكبير، مؤسس​​ مدرسة التربية والسُّلُوك.

    • يقول فيه الشيخ ابن دقيق العيد:​​ ما رأيت، أعرف بالله من الشيخ أبي الحسن الشاذلي.

    • كان أكابر العصر يحضرون مجلسه في الكاملية بالقاهرة،​​ مثل:​​ العز بن عبد السلام،​​ وابن الصَّلاح، وابن دقيق العيد.

    • من كلامه:​​ لا تشم رائحة الولاية، وأنت غير زاهد في الدنيا وأهلها.

  • تذكر أن الألقاب العلمية إنما جُعِلَت وسيلة للتَّحصيل والتَّعليم، لا غاية لذاتها.

  • تذكر أن الانشراح لتلك الألقاب الأجنبية والافتخار بها، والشعور بالقوة والاعتزاز عند تحصيلها، لا يخلو صاحبه من عقدة نقص.​​ فأين لقب دكتور من لقب شيخ؟ وأين لقب بروفيسور من لقب عالِم؟

  • كان الجامع الأزهر​​ -​​ ثبَّت اللهُ​​ أركانه​​ -​​ يمنح طُلَّابه درجات علمية،​​ هي درجة العالِمِيَّة من عالِم،​​ والعالِمِية بدرجة أستاذ، وهما درجتان تُقابلان درجة الماجستير والدكتوراه.

  • تذكر أن حصولك على​​ اللَّقب العلمي من غير أن تكون جديراً​​ به​​ علميا،​​ قد​​ يُسلكك في​​ زمرة​​ من يُحِبّ​​ أن يُحمَد بما لم يفعل، ومن يتشبَّع بما لَم يُعطَ.

لا تُحصي فيُحصي الله عليك!

  • قال رسول الله​​ ﷺ:​​ أنفقي​​ يا أسماء،​​ وأرضخي،​​ ولا تحصي فيحصي​​ الله​​ عليكِ.

    • والمعنى أنك أيها العبد لا ينبغي أن تعدّ​​ على الله ما تُنفقه على خلقه، فكما أنه سبحانه رزقك بغير حساب ولا عدّ، فعليك أنت أيضاً​​ أن تُنفق بغير حساب​​ ولا عدّ، فأنت إنَّما تُنفق من خيره وصداقاته عليك، فإن أحصيت أحصى اللهُ​​ عليك، وطالبك بأن تُنفق بقدر ما يُنفق عليك، وطالبك مقابل كل نعمة بشكرٍ​​ يَلِيق بها، ولا شكَّ​​ أن هذا مِمَّا لا يطيقه مخلوق!

  • الإحصاء بقصد التخطيط الاستراتيجي لتقويم العمل، وتحديد مكامن الخلل وسبيل التطوير،​​ أمرٌ​​ محمود.

  • الشيخ أبو علي​​ النيسابوري الدَّقَّاق:

    • قال:​​ الشوق تمنِّي الموت على بساط العوافي​​ كيوسف،​​ لمَّا ألقي في الجُبّ،​​ لم يقل توفني، ولما أدخل السجن، لم يقل توفني، ولما دخل عليه أبوه،​​ وخرَّ​​ له إخوته سُجَّدًا، وتمَّ​​ له المُلْك، قال:​​ توفني مسلمًا.

  • الشيخ أبو سليمان​​ العَنْسِيّ​​ الدَّاراني:

    • قال:​​ أفضل العمل، أخفاه.​​ أمنعه من الشيطان،​​ وأبعده عن الرياء.

    • قال:​​ إنَّ​​ لإبليس شيطاناً، يُقال له المُتقاضي، يتقاضى ابن آدم بعد 20 سنة،​​ ليخبر بعملٍ​​ قد عمله سرًّا ليُظهِرُه. فيربح ما بين أجر​​ السِّرّ​​ والعلانية.

  • كل عمل صالح يجري على يديك، ما هو على التحقيق واليقين إلا مظهر من مظاهر إحسان الله تعالى إليك.​​ فإذا أقر الله عينك بشيء من ذلك، فأولى بك أنت تذلله شكرا، واعترافا بالفضل، لا أن تفتخر على عباده بما ليس من صنعك.

مدحٌ أم ذبحٌ!

صنعة التَّواضع!

  • التَّواضُع شُعُورٌ​​ يستولي على القلب، فتفيض آثاره على الجوارح، فتنفعل به رُغماً​​ عنها،​​ بغير تعلُّم ولا تكلُّف.

  • قال​​ ابن عطاء الله السكندري​​ رحمه الله:​​ من أثبت لنفسه تواضعاً، فهو المُتكِّبر حقًّا، إذ ليس التَّواضُع إلَّا عن رِفْعَة، فمتى أثبتَّ​​ لنفسك تواضعاً، فأنتَ​​ المُتكبِّر حقًّا.

  • يقول الشيخ الشعراني واصفاً​​ كثيراً​​ مِمَّن يظنُّون أنفسهم مُتواضعين:​​ إنَّ​​ الإنسان رُبَّما يقول بلسانه:​​ نحن من أقل الناس،​​ نحن تراب، وإذا احتقره إنسانٌ، أو نَقَصَهُ،​​ تضيق عليه الدنيا بما رَحُبَت، فأين قوله:​​ نحن من أقل الناس؟!​​ ولو أنَّه كان صادقاً، لرأى أنَّ​​ جميع ما نَقَصَهُ​​ المُنقِصُون دون ما يعرفه هو من صِفات نفسه الخبيثة.

  • المُتكبِّر إذا وُجِدَ​​ في مكانٍ​​ أحبَّ​​ أن يُعرف، وإذا دُعِي أحبَّ​​ أن يُقدَّم، وإذا انتُقِدَ​​ كاد يتميَّز من الغيظ!

  • علي زين العابدين​​ بن الحسين بن علي:

    • كان يدخل المسجد فيشق صُفُوف الناس،​​ حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم. فيتعجب أصحابه من ذلك، ويقولون:​​ غفر الله لك، أنت سيد الناس، تأتي تتخطَّى حتى تجلس مع هذا العبد؟!​​ فيقول غير مُلتفت لقولهم:​​ العلم يُبتغى ويُؤتى، ويُطلب من حيث كان.

  • قد يعظم في عين الناس ظاهرك، ورُبَّما أسمعوك من الثناء ما قد يُنسيك حقيقة نفسك،​​ حتى تظُنّ​​ أنَّ​​ لك مرتبة​​ عند الله سُبحانه تستحقها. عليك أن تُعاكس ما تسمعه من ثناء الناس بما تعلمه من نفسك، فإن الناس ما كانوا​​ ليثنوا عليك، لو أنَّ​​ اللهَ​​ هتك عنك حجاب ستره،​​ وأطلع الناس على ما في سرك، فأي منزلة​​ تلك التي تستحقها؟ ومتى علوتَ​​ حتى تتكلَّف النُّزول؟

أدِّ الذي عليكَ وسلِ الله الذي لك!

  • السعي من أجل الحُكم أمرٌ​​ مشروعٌ​​ لكُلِّ​​ المحكومين، وفي مُقدِّمتهم أصحاب المشروع الإسلامي، على أنَّ​​ ذلك إن كان استجابةً​​ لشهوةِ​​ المُلْكِ، وحُبّ​​ السُّلطة، والرَّغبة في التَّحكُّم بالخلق، بدلاً​​ من التَّقرُّب إلى الله بخدمتهم وحِفْظ حُقُوقهم، فعند ذلك يصير الحُكْم فتنةً​​ وآفة.

  • القائمون على العمل الإسلامي ما هم إلَّا بشر، وكونهم​​ مُسلمين ومؤمنين، وكون عاطفتهم إسلامية، لا يعني بالضرورة أنهم قد صاروا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ولا يعني بالضرورة أنَّ​​ شهواتهم قد استؤصلت​​ من نفوسهم بالكلية!

  • قال رسول الله​​ ﷺ:​​ إنه ستكون بعدي أَثَرَة، وأُمُور تنكرونها،​​ قالوا:​​ يا رسول الله، فما تأمرنا؟​​ قال:​​ تؤدُّون الحقَّ​​ الذي عليكم، وتسألون اللهَ​​ الذي لكم.

  • تذكر أنَّك تعمل لحسابه سبحانه. فليس هُناك مهمة شريفة ومهمة وضيعة. ويكفيك شرفاً​​ أنْ​​ رآك أهلاً​​ لخدمة دينه.​​ ولا معنى، من ثَمَّ، لأن تزعجك منافسة غيرك لك في مهمة،​​ يرونها شريفة. ولا يزعجك تهربهم​​ من مهمة يرونها وضيعة، فقم بها أنتَ​​ إن استطعت.

المُنقذ من الضَّلال

  • قال الإمام الغزالي رحمه الله:​​ أؤمن إيمان​​ يقين​​ ومشاهدة:​​ أنُّه لا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم، وأنِّي لم أتحرَّك، ولكنَّه حرَّكني،​​ وأنِّي لم أعمل، لكنه استعملني، فاسأله أن يُصلحني أولاً، ثمَّ​​ يُصلح بي،​​ ويهديني، ثمَّ​​ يهدي بي. وأن يريني​​ الحق حقًّا ويرزقني​​ اتِّباعه، ويريني​​ الباطل باطلاً​​ ويرزقني​​ اجتنابه.

ولكن مهلاً

  • لا يحملنَّك تقصيرك في العَمَل على أن تترك العِلْم، بل تدارك التَّقصير في العمل، وانزع عمَّا بان لك من الآفات بالتَّوبة، مع بقائك​​ على العلم، وحسبك منه بركة أنَّه أوقفك على عُيُوبك.

الكلمة الأخيرة لأبي الوفاء

  • قال​​ أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي:​​ والله،​​ إنَّني قد بهرني حِلْم هذا الكريم عنِّي. كيف يسترني وأنا أ تهتَّكُ،​​ ويجمعني​​ وأنا أتشتَّتُ؟ وغداً​​ يُقال:​​ مات الحَبْر​​ العالم الصَّالح، ولو عرفوني حقّ​​ معرفتي بنفسي،​​ ما​​ دفنوني!

الحمد لله رب العالمين

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading