القائمة إغلاق

متى أكون إنسان ومتى أتدنى وأكون حيوان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , الغفور الودود , القوي المجيد , أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله , وأشهد أن عيسى بن مريم عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .

 

سؤال أطرحه على نفسي كثيراً ؛

متى أكون إنسان ومتى أتدنى وأكون حيوان ؟

 

في الواقع أنا أدرك إجابة السؤال جيداً , والمشكلة الكبيرة هي أني أعلم جيداً الإجابة , ولو كنت جاهلاً فلبرما كان وقع الأمر عليّ أخف , فأنا أعلم علم اليقين أنه عندما أنفذ شرع الله عز وجل , وعندما أتبع هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , وعندما أحافظ على الصلوات الخمس مع السنن والنوافل , أكون قد أصبحت بالفعل إنسان , ذلك الإنسن الذي كرمه الله عز وجل وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً , بل إنني – والله الذي لا إله إلا هو – أشعر حال إرضائي لربي أنني أرتقي لأصل إلى مرتبة الملائكية , بل ورب الكعبة أشعر أنني أفضل من الملائكة .

 

كيف هذا ؟! بل هذه هي الحقيقة , لا أستطيع أن أصف لكم ما أشعر به وقتها , ولكنها لذة , ليست لذة جسدية , لا والله , بل هي لذة روحية ومتعة معنوية , عندما أتدبر مع نفسي أنه كان في الإمكان أن أعصي الله – والعياذ بالله – وأنجرف مع الهوى , ولكن وبإرادتي الحُرة اخترت رضى الله عز وجل وهزمت الشيطان وأطعت الله تبارك وتعالى , لن يفهم أحد ما أتكلم عنه إلا إذا مر بنفس التجربة , تجربة طاعة الله وهزيمة الشيطان , ولكن هذا الـلعين الرجيم لا يترك الإنسان ينعم برضوان الله , بل أنه يقف للمؤمن في كل سبيل إلى طاعة الله , وكما أن طاعة الله عز وجل لها لذة ومتعة , فإن معصية الله عز وجل تذيق الإنسان خزي وعار وذل وهوان وضعف وانكسار وعجز وحزن وأسى وألم في الصدر من فرط ثقل الذنب يجعلك تشعر وكأنك لا تستطيع أن تتحرك من مكانك , فحينها يا عبد الله , عندما تعصي العلي العظيم , الكبير المتعال , الستير الحليم , تشعر أنك ما عدت إنسان , وهبطت إلى ما دون الحيوان , وياله من شعور مخزي محبط , اسأل الله عز وجل أن لا يذيقكم إياه أبداً , ولكن عندما أجلس مع نفسي وأتدبر , أقول صادقاً ؛ الحمد الله الذي جعلني أشعر بهذا الشعور بعد الذنب .

 

ولعلك تتعجب وتتساءل قائلاً ؛ كيف تذم هذه المشاعر ثم تحمد الله عليها ؟! نعم لابد أن أحمد الله عز وجل , الذي لا يُحمد على مكروه سواه , بل هو كل الخير , حيث أن هذه المشاعر تدفعني إلى التوبه والعوده إلى الله عز وجل , ولكن الإشكالية تكمن في الإستمرارية , استمرارية الحرب بيني وبين الشيطان , اسقط يوماً وانتصر يوماً , نسأل الله عز وجل أن يصرف عنا وعن جميع المسلمين الشيطان الرجيم .

 

يا رب ثبتنا على الإيمان واجعلنا هداه التائه الحيران

وأعزنا بالحق وانصرنا به نصراً عزيزاً أنت ذو السلطان

اللهم اغفر لنا وارحمنا وتوفنا وأنت راض عنا

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر هما ولا مبلغ علمنا ولا إلى النا مصيرنا

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

 

نسألكم الدعاء

أخوكم العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين

3 Comments

  1. عابرة سبيل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك أخي على هذا الطرح .. وصدقت فيما وصفته بأنك تشعر وكأنك من الملائكة عند تمسك بما أمر الله وأتبعت سنة نبيه وحفظت النفس عن الهوى .. سبحانك ربي
    النفس أمارة بالسوء .. وإن لم تشغلها بالطاعــة شغلتك بالمعصية
    اللهم أسالك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمهــا .. وخير أيامنا يوم نلقـــــــــاك ,, اللهم آمين

  2. فارس الاسلام

    طرحك مميز جدا يا اخي التاعب

    مشكلة النصارى الحقيقيه انهم تخلصو من الشعور بالخزي من معصيه بدلا من طاعته التنصل من الامانه التي اعطاها للانسان و الذي بدوره اخذها على عاتقه لكنهم تهربوا منها بداعي انه حملها بدلا منها يسوع

    اتمنى اخي ان ترسل لي كلمة المرور لاقرا باقي اخر كتاباتك المحميه بكلمة مرور

    و جزاك الله خيرا و افاد بك الامه

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading