القائمة إغلاق

خُلاصة كتاب: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة

بسم الله الرحمن الرحيم

خُلاصة كتاب: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة

تحذير: مؤلِّف هذا الكتاب يكذب على الإسلام والمُسلمين

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ31, 32. [سـ118: لماذا يجب تعميد الأطفال, رغم أنَّهم يكونون قاصرين عن إدراك الإيمان كما يقول البعض ؟ (1) ليس هُناك نصّ كتابي يمنع تعميد الأطفال, بل يلزم تعميدهم في أقرب وقت مُمكن, خوفاً من مرضهم وموتهم فجأة. (2) وأنَّهم دون المعمودية لن يدخلوا ملكوت السَّموات. فهي ضرورية للجميع, بدون استثناء, للخلاص. (مر 16 : 16), (يو 3 :5). (3) إنَّ الأطفال يرثون الخطية الجدّية مثل الكِبار تماماً. (4) من التَّشابه بين الختان والمعمودية. وكان الخِتان علامة للدُّخُول في عهد مع الله, وأنَّ الطِّفل كان يُختن في اليوم الثّامن من ميلاده, والخِتان رمز للمعمودية (كو 2 : 11-13).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صــ6. [سـ91: ماذا نعني بكلمة «سِرّ» في الكتاب المُقدَّس ؟ (أ) المعني الاعتيادي: (secret) مثل قولنا «لا تُبح بسِرّ غيرك» (أم 25 : 9). (ب) وكل شيء مُقدَّس وغير منظور: (Mystery = Sacrament) كما في الآيات التّالية: (1) «سِرّ الرَّب لخائفيه» (مز 25 : 14). (2) «هذا السِّر العظيم» (أف 25 : 32). (3) «عرَّفنا (الله) بسِرّ مشيئته» (أف 1 : 9). (4) «عظيم هو سِرّ التَّقوي» (1 تي 3 : 16). (ج) وبمعني رمز أو إشارة أو علامة: (Sign, Symbol) مثل: (1) «سِرّ السَّبعة الكواكب التي رأيت ….. وهي السَّبعة ملائكة» (رؤ 1 : 20). (2) «سِرّ الآثم الآن يعمل ….» (2 تس 2 : 7).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صــ6, 7. [سـ92: ما هو تعريف «السِّر الكنسي» (Sacrament) ؟ وما هي دلالاته ؟ هو اصطلاح كنسي, يُعنى به نعمة إلهيه سِرِّية لا نراها, وينالها المؤمن بطريقة سِرِّية بفعل الرُّوح القُدُس, عن طريق صلوات يرفعها كاهن شرعي بطقس خاصّ مع وجود مادَّة السِّر. والنِّعمة السِّرِّيَّة في طقس الاعتراف هي محو الخطايا بدم المسيح, وفي سِرّ الميرون في حُلُول الرُّوح القُدُس علي المدهون بزيت الميرون, وفي سِرّ الأفخرستيا هي تحويل الخُبز والخمر إلى دم وجسد حقيقي للمسيح, وفي سِرّ الزَّواج جعل الشَّريكين واحداً …. إلخ. وفي تعريف آخر: هو عمل مُقدَّس به ينال المؤمن نعمة غير منظورة, أو علامة حسِّية سنَّها السيد المسيح لتُشير لنعمة يمنحها للمؤمن, وقوامه: (1) إشارة حسِّية, (2) شرع إلهي, (3) قُوَّة تَحوُّل النِّعمة الموعود بها من السيد المسيح.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صــ7, 8. [بعض الأسرار تُعاد, كَسِرّ مسحة المرضى, وسِرّ التَّوبة, وبعضها لا يُعاد كالمعمودية, والميرون, والكهنوت. فبالمعمودية يصير المُعَمَّد ابناً لله, وبالميرون يصير جُندياً للملك السَّماوي, وبالكهنوت يصير خادماً للكاهن الأعظم.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صــ8. [سـ93: ما هي شُرُوط إتمام كلّ سِرّ من أسرار الكنيسة المُقدَّسة ؟ لإتمام كلّ سِرّ ثلاثة شُرُوط هي: (أ) مادَّة مُلائمة للسِّر, كالماء للمعمودية, والخُبز والخمر لسِرّ الشَّركة …. إلخ. (ب) كاهن مُشرطن (مرسوم) قانونياً, بعبارات مُعيَّنة, لتقديس السِّر, وكلمات الكاهن, كقوله للمُعمَّد: «أُعمِّدك باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس».]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ13. [سـ99: هل تتأثَّر فاعلية السِّر بسيرة الخادم الذي يُمارسه ؟ يقول الأرشيدياكون حبيب جرجس: «إنَّ صِحّة السِّر لا تقتضي لها إيمان الخادم, ولا صلاحه – أي وجوده في حالة نعمة – فإنَّ قُوَّة السِّر (فاعليته) والنِّعمة التي تُمنح به ليست مُتعلِّقة بخادمه (الأسقف أو الكاهن), ولا مُتوقِّفة علي استحقاقه, بل باستحقاق وإرادة مُخلِّصنا يسوع المسيح, الذي يمنح النِّعمة (فالمياه الحلوة تخرج من السّاقية حتي ولو كان الحيوان الذي يُديرها غير سليم), وقد كان يسوع يُعمِّد «بالروح القُدُس ونار» (مت 3 : 11), (يو 1: 23), مع أنَّه لم يُعمِّد بنفسه, بل عن طريق تلاميذه (يو 4 : 2), «وليس الغارس شيئاً ولا السّاقي, بل الله يُنمِّي» (1 كو 3 : 7). ولا يُمكن التَّحقُّق من صلاح الخادم أو فساده (لأنَّه حُكم ظاهري وغير سليم). وقد كان بلعام خاطئ ومع ذلك تنبأ عن مجيء المُخلِّص ! وكان يهوذا الإسخريوطي يُبشِّر بالخلاص, وكان قيافا رئيساً للكهنة, وكان ظالماً وغير حكيم, ومع ذلك تنبأ عن موت يسوع عن الشَّعب, ثم بإيعاذ منه حُكِمَ عليه بالصَّلب !]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ8. [سـ94: ما هي أسرار الكنيسة السَّبعة ؟ وما فائدة كلّ منها ؟ أسرار الكنيسة سبعة لدي الكنائس التَّقليدية (الأرثوذكسية والكاثوليكية). وهو عدد كامل ومُوافق حاجات الإنسان الرُّوحية, كما قُلنا. ولم تأخذ الطَّوائف البروتستانتية بهذا العدد, بل اختلفت فيما تقبله منها, فقد قبل «مارتن لوثر» المعمودية, والعشاء الرَّباني (كما جاء في كتابه «سبي بابل» صـ226) وقلَّده البروتستانت المُعاصرون.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ10, 11. [سـ96: ما الفرق بين رأي الكنائس التَّقليدية وغير التَّقليدية في الأسرار المُقدَّسة ؟ تري الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية أنَّ الأسرار المُقدَّسة «السَّبعة» هي أدوات في يدي الله (من وسائط النِّعمة), يستخدمها الرُّوح القُدُس لخدمة البشر, ويفيض بالنِّعم علي النُّفُوس المؤمنة التي تنالها, بخلاف أسرار العهد القديم (بالشريعة الموسوية) التي كانت رمزاً وظلًّا للخيرات العتيدة, «في العهد الجديد» (عب 10 : 1, 9 : 9-14, 7 : 19). وتظهر فاعلية الرُّوح القُدُس في إتمامها بطريقة سِرّية داخلية. فليس للمياه, أو للزَّيت, أو لوضع اليدوغيرهاقُوَّة في ذاتها للتَّطهير والتَّقديس للنَّفس, مثل الطِّين الذي طلي به السيد المسيح عينيّ الأعمى, وكان إبصاره بقُوَّة المسيح (وهي وسائل كالقلم بيد الرَّسام, فليس به وحده تتمّ المناظر الجميلة, وإنَّما بيد الرَّسام). ويري بعض البروتستانت أنَّ أسرار الكنيسةأو الطُّقُوس بصفة عامَّةليست سِوى وسيلة لتقوية الإيمان. ولكن الكنيسة الأولى اعتادت أن تمنح الأطفال أسرار المعمودية والميرون والشُّكر, فما فائدتها لهم, إذ أنَّهم لا يُدركون معناها ومغزاها أو فوائدها ؟ ولا يعرفون ما هو الإيمان ؟ والواقع أنَّ الأسرار لازمة للجسد, كما قال ذهبيّ الفم: «أيُّها المسيحي, لو كنت عارياً من الجسد, لكانت عطايا الله تُمنح لك علي هذا النَّمط, ولكن نظراً لأنَّ نفسك مُتَّحِدة بجسدك, فلزم أنَّ الله يُقدِّم لك بعلامات محسوسة ما لا يُدرك إلّا بالعقل».]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ9. [ومن فوائد أسرار الكنيسة أنَّها لازمة لكلّ مؤمن كما يلي: (أ) سِرّ المعمودية: وبها يُولد الإنسان ولادة جديدة من فوق, بالماء والرُّوح, وتُنير الذِّهن وتُجدِّد الضَّمير, وتتبرَّر النَّفسُ من الخطايا الجدِّية والفعلية (أع 2 : 47). (ب) وبالميرون يُنال التَّثبيت في المسيح, وفي الحياة الرُّوحية الجديدة. (ج) وبالأفخرستيا يتغذَّى بالاتِّحاد بالمسيح (يو 6 : 35), وهو قوت ضروري للرُّوح. (د) سِرّ التَّوبة (الاعتراف) لشفاء النَّفس من الأمراض الرُّوحية النّاتجة عن الخطية ونوال الحلّ منها. (هـ) وفي سِرّ المسحة ينال المريض الشِّفاء من الأمراض الجسدية والرُّوحية, وتُرفع التَّجربة عنه. (و) وفي سِرّ الكهنوت ينال الخادم موهبة الاستحقاق لخدمة الأسرار, لتجديد رعيته. (ز) وفي سِرّ الزِّيجة تقوم حياة زوجية شريفة ومُقدَّسة (وقد لا يحتاجه الذين يعيشون بتوليين, ولكنَّهم في الأصل ثمرة لهذا السِّر المُقدَّس) وهذا السِّر يُفيد في بقاء الذُّرية وحفظ الجسد من الدَّنس (تك 1 : 26) كدواءٍ لثورة الجسد التُّرابي.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ21. [سـ106: هل هُناك لُزُوم للمعمودية المسيحية للخلاص ؟ أوضح ربّ المجد ضرورة المعمودية للخلاص بقوله: «من آمن واعتمد خلص». وقال أيضاً: «إن كان أحدٌ لا يُولد من الماء والرُّوح لا يقدر أن يدخل ملكوت السَّموات» (يو 3). إذا سأل أحدهم «أليس الخلاص بدم المسيح ؟!». نؤكِّد أنَّ الخلاص بدم الفادي وحده, ولكن نحصُل علي استحقاق دم المسيح بالمعمودية, إذا نؤمن أنَّه مات بديلاً عنّا, الموت الذي كان محكوماً به علينا, كما قال الرسول بولس: «مدفونين معه في المعمودية, التي فيها أيضا أُقِمتُم معه» (كو 2 : 12). ولهذا نغطس في جُرن المعمودية ثلاث مرّات باسم الثّالُوث القُدُّوس, وعلى مِثال ثلاثة أيام التي دُفن فيها المُخلِّص في القبر.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ25, 26. [سـ111: هل يتمّ العِماد بالتَّغطيس أم بالرَّش بالماء فقط ؟ كان العِماد يتمّ بالتَّغطيس, بدليل وجود جُرن المعمودية في الكنائس القديمة. إنَّ كلمة المعمودية في اليونانية (Baptisma) تعني حرفيًّا: التَّغطيس (Dipping = Immersion), وليس بالرَّش (Sprinkling), كما تفعله الطَّوائف المُحدَثة (وانحرفت إليه الكنيسة الغربية مُنذ ق 13). إنَّ السيد المسيح اعتمد بالتَّغطيس في المياه, كقول الكتاب: «لمّا اعتمد صعد للوقت من الماء» (مت 3 : 16). ويُسجِّل سفر أعمال الرُّسُل ما نصّه: «فنزل كلاهما (= فلبُّس والخصيّ الحبشي), فعمَّدهم. ولمّا صعد من الماء … إلخ» (أع 8 : 38, 39). إنَّ يوحنا المعمدان عمَّد القادمين إليه في نهر الأردن, فلو كانت المعمودية بالرَّش ما كانت ثمَّة حاجة إلى وجوده بجوار النَّهر. من التَّشبيهات الرَّمزية للمعمودية: كالطُّوفان, الفُلك, عُبُور البحر الأحمر … إلخ. ومن أقوال الرُّسُل عن المعمودية: «دُفنّا معه بالمعمودية» (رو 6 : 3-5), «وغُسْل الميلاد الثاني» (تي 3: 5), فهو غُسل وليس سكب أو رشّ. بدأت الكنيسة الغربية التَّعميد بالسَّكب والرَّش حديثاً, وهو لم يحدث قديماً, بدليل وجود أحواض (جُرن) للمعموديات في كنائس روما القديمة, وقد شاهدها الكاتب نفسه هُناك (1972). ومع ذلك كانت الكنيسة تسمح بالرَّش في ظُرُوف استثنائية خاصَّة بالمرضي والمُقعدين, الذين لا يُمكن عمادهم بالتَّغطيس.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ27. [سـ112: باسم من يتمّ العِماد ؟ وما معني «الاعتماد باسم المسيح» ؟ يتمّ تعميد المؤمن الجديد (أو الطِّفل) باسم الثّالُوث المُقدَّس, كطلب الرَّب نفسه (مت 28 : 19), وكما جاء بقوانين الرُّسُل, وكما قال القدِّيس كبريانوس بطريرك قرطاجنة الشَّهيد: «إنَّ الرَّب ذاته أوصى بأن نعتمد باسم الثّالُوث الأقدس بجملته» (رسالة 73), كما «أنَّ الكمال في الثّالُوث» (أثناسيوس), أمّا إذا ورد عن المعمودية بأنَّها باسم المسيح, أو «في المسيح يسوع» (أع 2 : 32, 8 : 16), فلا يُقصد منها نفي أنَّ المُعمَّد قد تعمَّد باسم الثّالُوث الأقدس, بل أن نعتمد بالمعمودية التي أسَّسها ورسمها ربنا يسوع المُخلِّص, كما قال القدِّيس إفلوجيوس (eulogius): «إنَّ الاعتماد بيسوع المسيح هو الاعتماد حسب وصيّة يسوع, وتسلميه الصَّحيح, أعني باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس». وهو نفس المعني الذي ذكره القدِّيس باسيليوس (بالرُّوح القُدُس فصل 15).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ28. [سـ114: من له حق تعميد المُتقدِّمين لسِرّ العِماد ؟ أعلن الرَّب هذا الحقّ للرُّسُل (مت 28 : 19), (مر 16 : 16), وانتقل من الرُّسُل إلى خُلفائهم القساوسة. ولمّا زادت الكنائس وكثُر الشَّعب المسيحي, أعطى هذا الحقّ للكهنة, وأن يُعاونهم الشَّمامسة (Deacons), كما جاء في القوانين الرَّسُولية. وهو ما ذكره القدِّيس أغناطيوس الأنطاكي الشَّهيد (نحو 110م) في رسالة له إلى شعب أزمير. وقال العلّامة ترتليانوس: «إنَّ السُّلطة في تكوين المعمودية منُوطة بالأسقف, ثمّ بالخُصُوص مع الشَّمامسة». وقال القدِّيس أبيفانيوس أسقف قُبرص (5م): «إنَّه حسب النِّظام الكنسي لا يُتمِّم الشَّمامسة سِرًّا من الأسرار (السَّبعة). ولكنَّهم يخدمون (مُشاركون) في خدمة الأسرار» (ضدّ الهرطقات, 89). غير أنَّه قال: «إنَّه حينما تدعو الضَّرورة يُسمح للعلمانيين أيضاً أن يُعمِّدوا» (ضدّ الهرطقات, 89). مثل إشراف الطِّفل علي الموت, ولا تسمح حالته المرضية الشَّديدة بالذّهاب بهمع الأهلبتعميده بالكنيسة. ولكن لا يُسمح للنِّساء بالتَّعميد (ولا إتمام باقي الأسرار) كما قال القدِّيس أبيفانيوس: «لو كان التَّعميد مسموحاً به للنِّساء, لما تقبَّل ربنا يسوع المسيح المعمودية من يوحنا المعمدان, بل من أمّه القدِّيسة مريم الكُلّية القداسة».]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ29. [سـ115: ما هي واجبات المُتقدِّم للعِماد (من الكِبار) ؟ (أ) الإيمان بالرَّب يسوع كفادي ومُخلِّص له (مر 16 : 16), (أع 16 : 31). (ب) الاعتراف بهذا الإيمان اعترافا علنيًّا وصريحاً. (ج) التَّوبة والنَّدم علي الخطايا السّابقة (أع 2 : 38, 3 : 19).وهذا بالنِّسبة لكبار السِّن. أمّا بالنِّسبة للأطفال الصِّغار فيُعمَّدوا على إيمان والدَيهم (أو الإشبين) الذين يُقرُّون أنَّهم سَيَقُومون بتعليمهم مبادئ الإيمان المسيحي. (د) بما أنَّ ابن الله جاء لينقض أعمال إبليس (1 يو 3 : 8), لذا يجب علي المُعتَمِد (الكبير) أن يجحد الشَّيطان, ويرفض أعماله, ويتعهَّد بأن يترك أباطيل العالم وأعمال إبليس (وإن كان يعمل بحرفة غير مُناسبة له كمؤمن, يتحوَّل إلى غيرها). وينبغي أن يتلوا المُعمَّد هذا الاعتراف علناً, أو أم الطِّفل المُعتَمِد, أو الإشبين, الذي سيتكفَّل برعايته روحياً.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ30. [كانت الكنيسة الأولى تُتلمذ المُقبلين علي العِماد, وتُراقبهم روحياً بعد عمادهم, وكان ذلك يتمّ عادةً في أحد التَّناصير, حتي يشتركوا في أسبوع الآلام. ويدخلون الكنيسة للتَّناول. وقد أسمتهم الكنيسة «المَوعوظين» (catechumens), وكانوا يسجَّلون في الكنيسة القبطية بسجلّ المُرشَّحين للعِماد (syndicates), ثمّ يحفظون قوانين الإيمان النِّيقاوي 325م, ويتلونه عن ظهر قلب جهاراً, أمام الأسقف (قالت بعض المصادر إنَّهم كانوا يُعمَّدون ليلة عيد القيامة). ثمّ يُسجَّلون في سجلّ «المُستنيرين» (enlighten), وأن يتدرَّجوا في التَّعليم والنّمو الرُّوحي. وخلال مُمارسة طقس المعمودية للموعوظين يتمّ جحد الشَّيطان (renunciation of devil), إذ يتَّجه المُرشَّح للعِماد نحو الغرب (رمز الظُّلمة), ويُعلن رفضه لإبليس وأعماله وعبادته. ثمّ يتَّجه نحو الشَّرق (رمز النُّور والحياة), ويتلو قانون الإيمان, ثم يخلع ملابسه, ويُدهن بالزَّيت (exorcism), ثمّ ينزل لجُرن المعمودية (font), ويُعلن إيمانه بالمسيح. ثمّ يُغطِّس القسّ راسه في الماء ثلاثة مرّات, تالياً له صيغة العِماد. وكان الأطفال يُعمَّدون علي إيمان والديهم, أو الأشابين الذين يتعهَّدون أمام الكنيسة بتعليمه مبادئ الإيمان, حتى يُسلِّمونه في سِنّ الثانية عشر لأب اعتراف حكيم, يتولى قيادتهم روحيًّا بعد ذلك.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ42, 43. [ثمّ يُصلِّي «قُدّاس المعمودية» من الكتاب الخاصّ بذلك, ثمّ يسكب من دهن المسحة «الميرون» ثلاث نقاط بمثال الصَّليب, ويرشم الماء باسم الثّالُوث, لتقديس الماء وتكريس المعمودية وتقديس جسد المُعتَمِد, كما أمر بذلك القدِّيس بطرس في رسالته, والقدِّيس باسيليوس (قانون 105), وأيَّده آباء المجمع المسكوني الأول في نقية 325م. ويقول الأسقف الأنبا ساويرس ابن المُقفَّع: «إذا كُنّا نرشم بعض أعضاء الجسد بالميرون المُقدَّس, لتنتفع بعض الأعضاء الظّاهرة, فلا مانع لسكب جُزء منه على الماء نفسه الذي يغطس فيه المُعمَّد, ليُقدِّسه كلّه, وتنتفع سائر الأعضاء». ثمّ يتلو الكاهن بعض المزامير باللَّحن, وينزع ثياب الطِّفل, إشارةً إلى خلعه الإنسان العتيق الفاسد, مع أعماله وكلّ غروره وضلاله (أف 4 : 22), وأنَّه سيلبس ثوب الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البِرّ وقداسة الحقّ (أف 4 : 24), وإشارة إلى أنَّ الفادي عند موته نُزِعَت عنه ثيابه (مت 27 : 28) وتلقَّى الملابس نحو الغرب, لأنَّها تُشير لثياب الخطية فتُلقى نحو الظُّلمة. وفي حالة تعميد سيِّدة أو آنسة, تحضر الشَّماسة عملية تغطيس المطلوب عمادها في جُرن المعمودية بعد خُرُوج الموجدين.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ35, 36. [سـ120: هل يُمكن إعادة المعمودية القانونية بعد ترك الإيمان والعودة ؟ لا يُمكن إعادة المعمودية القانونية التي يقوم بها كاهن شرعي, (ولكن تُعاد معمودية الهراطقة, والطَّوائف الغير تقليدية, لأنَّه لا يُعترف بها في الكنيسة المصرية), والمُرتدّ العائد يُمارس له طقس التَّوبة ولا تُعاد معموديته الشَّرعية. وعدم إعادة المعمودية القانونية يرجع إلى ما يلي: (أ) لأنَّها مثال موت المسيح ودفنه وقيامته. والمسيح مات مرَّة واحدة فقط (رو 6 : 4), (كو 2 : 12). (ب) لأنَّها ولادة روحية. والإنسان يُولد مرَّة واحدة (يو 3 : 5). (ج) لأنَّها تطبع في المُعتَمِد «خِتماً لا يُمحي», ولا يُستأصل طوال عمره, إذ أنَّه بالميلاد الجسدي من الوالدين يأخذ المرء صُورة وهيئة خاصَّة (شكل مُعيَّن) يبقي عليها مدي حياته, كذلك في ميلاده الرُّوحي يأخذ رسماً لا يزول (أومر الرُّسُل, ك 3, فصل 16). (د) زعم البعض أنَّ في تكرار العِماد تطهيراً للخطايا, وهو ما يتمّ الرَّد عليه بقول الرسول بولس: «لأنَّ الذين استنيروا مرَّه (تعمَّدوا), وذاقوا الموهبة السَّماوية, وصاروا شُركاء الرُّوح القُدُس … وسقطوا, لا يُمكن تجديدهم (أي إعادة تعميدهم, حسب تفسير القُمُّص ميخائيل مينا) إذ هُم يَصْلِبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه» (عب 6 : 4). (هـ) وقال ذهبيّ الفم: «قد دُفنّا معه للمعمودية للموت, كما أنَّه غير مُمكن أن يُصلب المسيح مرَّة ثانية, هكذا لا يقدر من اعتمد مرَّة واحدة أن يتقبَّل معمودية ثانية» (مقالة 11 : 3 علي رسالة العبرانيين). (و) وقال القدِّيس مار أفرايم السُّرياني: «إنَّ الرَّب أوصى تلاميذه بأن يُطهِّروا بمياه المعمودية خطايا الطَّبيعة البشرية مرَّة واحدة» (كتاب الإيمان 4 : 9). هذا ويذكر القُمُّص صليب سوريال إنَّه يجب أن يتمّ إعادة التَّعميد في حالة عدم معرفة إن كان الإنسان قد تعمَّد أم لا, أو أنَّه قد تعمَّد لدى الطَّوائف المُحدثة على أساس أنَّ الذي مارس له العِماد ليس له كهنوت رسولي (شرعي).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ51. [زَعَمَ البعض أنَّ تكرار العِماد تطهيرٌ للخطايا, وهو ما يتمّ الرَّد عليه بقول الرسول بولس: «بأنَّ الذين استنيروا مرَّة (تعمّدوا), وذاقوا الموهبة السَّماوية, وصاروا شُركاء الرُّوح القُدُس … وسقطوا, لا يُمكن تجديدهم (أي إعادة تعميدهم, حسب تفسير القُمُّص ميخائيل مينا), إذ هُم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه» (عب 6 : 4).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ37, 38. [سـ122: هل يجوز تعميد الجنين وهو لم يزل بعد في بطن أمّه ؟ هُناك بدعة كاثوليكية تُوجب تعميد الجنين بإيصال ماء إليه (إن أمكن بآلة أو جهاز طبِّي), بحيث يمسّه الماء في رحم أمّه. وهو أمر لم يذكره الكتاب المُقدَّس أو التَّقليد الرَّسُوليّ, وترفضه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. «فالمرأة الوثنية الحبلى تستنير بالمعمودية (متي آمنت) ومتي أرادت, ولكنَّها لا تُشارك الطِّفل (= الجنين) في هذا الأمر» (قانون 6 من قوانين مجمع قيصرية الجديدة سنة 375م).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ47. [سـ130: ألسنا نؤمن أنَّ الإنسان ينال تجديداً بعد المعمودية, فلماذا يُخطئ بعدها, علي الرَّغم من كلّ هذا التَّجديد ؟ يقول قداسة البابا شنودة الثالث رداً على السُّؤال: «لا يوجد إنساناً معصوماً, وقد حلّ الرُّوح القُدُس علي داود وشمشون, ولم يمنع الرُّوح القُدُس خطأهما (1صم 16 : 13, 2صم 24 : 10, قض 14 : 16, 16 : 19). فالتَّجديد في المعمودية لا يعني أنَّ الإنسان لا يُخطئ بعدها, مع العلم بأنَّ طبيعته تميل للبِرّ, والخطأ عارض. أمّا عدم الخطأ كُلِّيَّةً يكون في الأبدية, أمّا هُنا: «فالصِّدِّيق يُخطئ سبع مرّات ويقوم» (أم 24 : 16), ومع ذلك نعتبره صدِّيقاً لأنَّ البِرّ هو قاعدته الأساسية, بينما السُّقُوط أمرٌ عارضٌ, يقع فيه ويتطهَّر منه بالتَّوبة».]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ38. [سـ132: ما هي أنواع الزُّيوت المُستخدمة في طقسيّ العِماد والميرون ؟ (أ) الزَّيت السّاذج = العادي, أي غير المُضاف إليه زيت آخر, ويُشبه زيت القنديل (في سِرّ مسحة المرضى), ويُسمَّى هكذا لتميُّزه عن الزُّيوت الأخرى, التي تُكرَّس لمُمارسات مُحدَّدة, ويَدهِن به الكاهن الموعوظين عند عِمادهم. (ب) زيت الغاليلاون: ويعني بهذا الاسم اليوناني زيت الفَرَح أو البهجة, وهو من بقايا طبخ زيت الميرون, ويُدهن به المُعمَّد, عند مُمارسة طقس جحد الشَّيطان. (ج) زيت الميرون (Myron = Oil), وهو زيت مُقدَّس يُستخدم لسِرّ التَّثبيت (المسحة المُقدَّسة), ويُدهن به المُعمَّد بعد التَّغطيس في جُرن المعمودية, ويُسكب بضع قطرات منه في ماء المعمودية ثلاث مرّات, لتقديس الماء.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ49. [سـ133: ما هو تاريخ عمل الميرون المُقدَّس ؟ صنع الرُّسُل الأطهار بأنفسهم زيت الميرون المُقدَّس, إذ أخذوا الأطياب التي كانت علي جسد المُخلِّص, وكانت كمّية كبيرة حسب عادة الدَّفن اليهودي مما أحضره يوسف الرّامي ونيقوديموس والنِّسوة, وأطياب أخري, حوالي 30 صنفاً, وكانت مخلوطة بدماء المُخلِّص الإلهية الطّاهرة, وخلطوها بزيت الزَّيتون النَّقي, وقدَّسوها ووزَّعوها علي الكنائس, (أوامر الرُّسُل ك 6, ف 32), لمنح بواسطة سِرَ «الميرون» مواهب الرُّوح القُدُس للمُعمَّدين حديثاً, وأحضر مار مرقس الرسول جُزءً منها إلى مصر.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ50. [ومن الجدير بالذِّكر أنَّه لا يحلّ للناس أو للشَّمامسة لمس زيت الميرون, إلا الأساقفة والكهنة فقط, وهم صائمون ومُستعدُّون لعمل سِرّ المسحة, أو مسحة الملوك المسيحيين, أو يُستخدم في تدشين الكنائس وأوني الخدمة والأيقونات.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ50, 51. [سـ134: كيف يتمّ مسح المُعمَّد بزيت الميرون ؟ يَمْسَح الأسقف أو الكاهن «المُعمَّد» بعد خروجه من جُرن المعمودية, بالميرون المُقدَّس 36 رشماً (علي مثال الصَّليب), وفي كلّ رشم يقول: «ختم موهبة الرُّوح القُدُس», وتشمل الجبهة والحواسّ والظَّهر والمفاصل, ولكلّ منها صلاة مُعيَّنة. في الرُّشُومات الثمانية الأولى في الرّأس يقول الكاهن: «باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس, مسحة نعمة الرُّوح القُدُس, آمين», حيث نعمة الله تُقدِّس رأسنا ومداخل ومخارج حواسّنا. ويقول في رُشُومات القلب والسُّرة والظَّهر: «مسحة عربون ملكوت السَّماوات آمين» (2 كو 1 : 21). وفي رُشُومات مفاصل الذِّراع اليُمنى, الكتف والكوع والكفّ, يقول الكاهن: «دهن شركة الحياة الأبدية غير المائتة, آمين». وفي رُشُومات مفاصل الذِّراع اليُسرى يقول: «مسحة مُقدَّسة للمسيح إلهنا, وخاتم لا ينحل, آمين», أي بقُوَّة المسحة لا تغلِّبنا أعمال اليسار, بل نثبت في المسيح عريسنا, وبخاتم الزَّواج المُقدَّس الذي لا ينحلّ. وفي رُشُومات مفاصل السّاق اليُمنى يقول: «كمال نعمة الرُّوح القُدُس, ودرع الإيمان والحق, آمين», حتي نسعى بأقدام الصَّلاح نحو الإيمان والحقّ, بكمال نعمة الرُّوح القُدُس. وفي رُشُومات مفاصل السّاق اليُسرى يقول: «أدهنك (يا فُلان) بدهن مُقدَّس باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس, آمين», كي يُحصِّننا من السَّير في طريق اليسار = الشر.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ52, 53. [سـ136: من له الحقّ في إتمام سِرّ المسحة ؟ وهل يُعاد هذا السِّر ؟ جاء في أوامر الرُّسُل: «أيُّها الأسقفأو القسّينبغي أن تدهن (المُعمَّد) أولاً بزيت (الغاليلاون) ثمّ تُعمِّد بماء, وأخيراً تمِّم بالميرون». يذكر القدِّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو: «إنَّ الكاهن يقوم بإتمام السِّرَين» (في الأسرار, فصل 7). ويعترض البعض بأنَّ حقّ المسحة (سِرّ الميرون) للأساقفة وحدهم, بناءً على ما جاء في سفر أعمال الرُّسُل (8 : 14-16), بخُصُوص إرسال بطرس ويوحنا – لأهل السّامرة المُعمَّدين – لوضع أيديهم عليهم, لحُلُول الرُّوح القُدُس عليهم. ولكن يتَّضح لدارس النَّص المُقدَّس أنَّ الذي عمَّد هؤلاء السّامريين هو فيلبُّس الشَّماس, ولم تكن له السُّلطة للدَّهن بالميرون, لأنَّه لم يكن قِسًّا, وهو ما فسَّره ذهبي الفم (مقاله 18 : 3, على سفر الأعمال), كما أنَّه لا يُعاد هذا السِّر, مثل المعمودية, حتي ولو أنكر الإيمان وعاد, حيث أنَّه ينطفئ في الخاطئ, ولكنَّه لا يُفارقه إلى ما لانهاية. وعندما يُقدِّم الخاطئ توبة وندامة, ويُمارس وسائط النِّعمة كلّها, يشتعل فيه الرُّوح القُدُس من جديد, ويهبه من ثماره ومن مواهبه الكثيرة.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ85. [س161: ما المقصود بسِرّ الأفخرستيا ؟ وما هي أسماؤه الأخرى ؟ هو السِّر الذي به يتناول المؤمن المُعترف جسد المسيح الأقدس, ويشرب دمه الزَّكيّ, تحت أعراض الخُبز والخمر (عصير الكرمة). وكلمة «أفخارستيا» اليونانية تعني الشُّكر, حيث يشكر المؤمن الرَّب علي نعمته التي أفاضها عليه, كغذاء للرُّوح. ودواء ناجع وشفاء للنَّفس, من داء الخطية المُهلك؛ ولأنَّ الرَّب يسوع قد شكر عند إنشاء السِّر. ويُسمَّى «سِرّ التَّناول» أو سِرّ «الشَّركة», كما يُدعى «العشاء الرَّبّاني», و «العشاء الإلهي», و «مائدة الرَّب», و «مائدة المسيح», و «المائدة المُقدَّسة», وعند المسلمين المائدة النَّازلة من فوق, و «المائدة السرِّية», و «الخُبز أو القُوت السَّماوي», «جسد المسيح», «الجسد الرَّباني», و «الخلاص المُقدَّس», و «الذَّبيحة المُقدَّسة السِّرية» … إلخ. كما يُسمَّى الدم المُقدَّس «دم المسيح», و «الدم الكريم», و «كأس الشَّركة», و «كأس الاتِّحاد», و «كأس الحياة الخلاصية» … إلخ.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ85. [سـ162: ما أسباب سُمُوّ سِرّ التَّناول عن باقي الأسرار المُقدَّسة ؟ يذكر الأرشيدياكون حبيب جرجس هذا السُّمُوّ  فيما يلي: لغزارة نِعَم الله, وسُمُوّ هذا السِّر عن الإدراك, لأنَّ النِّعمة تعمل في باقي الأسرار, بحالة غير منظورة, تحت مادَّة منظورة, وتبقى تِلك المادَّة غير مُتغيِّرة, ولا مُستحيلة (أي غير مُتحوِّلة لمادَّة أخرى), أمّا في سِرّ التَّناول فيستحيل جوهر المادَّة, لأنَّ الخُبز والخمر, مع حفظهما شكليهما وأعراضهما, يتحوَّلان بطريقة سِرّية عجيبة إلى جسد المسيح ودمه فعلاً.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ91, 92. [سـ169: ما هي أقوال الآباء الأوائل عن ذبيحة سِرّ الشُّكر ؟ قال الشَّهيد أغناطيوس الأنطاكي (110م): «إنَّ الهراطقة يبتعدون عن الأفخرستيا والصَّلاة (القُدّاس) لعدم اعترافهم بأنَّها جسد مُخلِّصنا يسوع» (من رسالته لأهل أزمير : 7). وقال يوستينوس الشَّهيد (156م): «لا نتناول الخُبز والدم بمثابة خُبز عادي, ولا بمثابة مشرب عادي, لكن كما أنَّه بكلمة الله لمّا تجسَّد مُخلِّصنا, اتَّخذ لأجل خلاصنا لحماً ودماً (ناسوتاً بشرياً), هكذا تعلَّمنا أنَّ الغذاء الذي شكر عليه بدعاء كلامه, بحسب الاستحالة, هو لحم ودم ذلك المُتجسِّد» (الاحتجاج 1 : 61). وقال القدِّيس كيرلُّس الأورشليمي: «هو (المسيح) الذي قال عن الخُبز: "هذا هو جسدي", فمن يجسر بعد ذلك أن يرتاب ؟! ولكونه هو نفسه حوَّل الماء إلى خمر في عُرس قانا الجليل (يو2), أفليس مُصدَّقاً إذا قال إنَّه حول الخمر إلى دم ؟!». ويُضيف بقوله: «ولكن بتناولك من جسد المسيح ودمه تصير مُتَّحِداً معه جسداً ودماً … فلا تنظر إلى الخُبز والخمر كأنَّهما عاديّان, إذ هُما جسد ودم (المسيح) حسب القول السِّيدي» (في الأسرار 4 : 1-6). وقال ترتليانوس: «إنَّها ذبيحة تُقدَّم عن الأحياء والأموات» (في الأكاليل 3). وقال القدِّيس إيريناوس أسقف ليون (120-202م): «إنَّ الخُبز الذي يتمّ عليه الشُّكر هو جسد الرَّب, وإنَّ هذه الكأس هي دمه». وقال ذهبي الفم: «كم من واحد منكم يقول الآن: "ليتني أرى هيئة الرَّب وشكله وملابسه" ؟ فها أنت تنظره وتلمسه, وتأكله هو نفسه, فتأمَّل كرامة المائدة التي تتمتَّع بها, وقد صِرنا جسداً واحداً للمسيح لحماً ودماً, وشاء هو نفسه أن يُغذِّينا بدمه, ويجعلنا مرتبطين ومُتَّحدين بذاته بكُل الوسائط» (تفسير إنجيل متي 82 : 4-5). وقال القدِّيس أمبروسيوس: «ألم يُولد الرَّب نفسه من البتول, بحال تفوق الطَّبيعة, فهذا هو إذاً سِرّ التَّجسُّد بعينه بكلّ الحقيقة». وقال أيضاً: «كُلَّما تناولنا القرابين المُقدَّسة, التي تتحوَّل سِرِّيًّا بالطّلبة المُقدَّسة (في القُدّاس) إلى جسد المسيح ودمه, نُخبر بموت الرَّب» (في الإيمان 4 : 10 : 124). وقال القدِّيس غريغوريوس: «إنَّني أعتقد, وأُقرّ بالحقيقة, إنَّ الخُبز يستحيل اليوم أيضاً, إذ يتقدَّس بالكلمة الإلهية (بالقُدّاس) إلى جسد الإله الكلمة» (التَّعليم فصل 37). وقال مار  أفرايم السُّرياني: «إنَّ جسد الرَّب يتَّحِد بجسدنا, على وجه لا يُلفظ به, أيضاً دمه الطّاهر يُصَبّ في شراييننا, وهو كلّه بصلاحه الأقصى يدخل فينا» (جــ 3 : 424). وقال القدِّيس هيبوليتس: «إنَّنا من بعد صُعُود المُخلِّص نُقدِّم, حسب وصيّته, ذبيحة طاهرة وغير دموية» (في المواهب فصل 26).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ96. [سـ173: هل ينقسم الجسد المُقدَّس عند توزيعه علي المُتناولين ؟ كلّ جُزء من الخُبز المُقدَّس مهما كان صغيراً (ويُسَّمى اصطلاحاً «جوهرة»), وكلّ قطرة من الخمر (بعد الاستحالة), ليس هو جُزء من جسد المسيح ودمه, بل كلّه, وينال المؤمن جسد المسيح كلّه ودمه كلّه. وإن تمَّت إقامة القُدّاس في كلّ كنائس العالم في وقت واحد, فجسد المسيح هو واحد, ودمه واحد في جميع الأماكن والأوقات, والمسيح حاضر فيه بذاته, ويُمكن إدراك ذلك بالإيمان.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ96. [سـ172: متى يتمّ تحوُّل الخُبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه, في سِرّ الأفخرستيا ؟ عندما يُصلِّي الكاهن سِرًّا قالاً: «ليحلّ روحك القُدُّوس علينا, وعلى هذه القرابين الموضوعة (الخبز والخمر) ويُطهِّرها وينقلها ويظهرها قُدساً لقدِّيسِيك». ويرسم القربانة ثلاث مرّات وهو يقول بصوت عالٍ: «وهذا الخُبز يجعله جسداً مُقدَّساً له». ثمّ يرسل الكأس ثلاثاً ويقول: «وهذه الكأس أيضاً دماً كريماً لعهده الجديد». ويصيح الشَّعب في الحالتين قالاً: «أؤمن», ولا يتمّ التَّحويل في الرُّشُومات الأولى عند تقديم «الحمل» كما ذكر الآباء.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ88. [سـ165: هل الجسد والدم المُقدَّمان على المذبح تحت أعراض الخُبز والخمر, هُما فعلاً جسد ودم يسوع المسيح ؟ أو مُجرَّد تِذكار, أو رمز له ؟ إنَّ الخُبز والخمر يستحيلان بحُلُول الرُّوح القُدُس عليهما, بصلوات الكاهن, إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للمسيح, وهو ما أعلنه بذاته (راجع يو 6 : 28-51), وهو ما فهمه اليهود وقالوا: «كيف يقدر هذا أن يُعطينا جسده لنأكل ؟». كما كان هو نفس فهم التَّلاميذ إذ قال بعضهم للمُخلِّص: «هذا الكلام صعب, من يقدر أن يسمعه ؟!» (يو 6 : 69). أمّا السيد المسيح لم يُحوِّل موضوع أكل جسده وشُرب دمة إلى معنى رمزي كما يزعم البروتستانت, بل علي العكس, وبَّخ تلاميذه لتشكُّكهم فيما عناه الرَّب. وأكَّد على حقيقة استحالة الجسد والدم بقوله: «الحق الحق (= بالتّأكيد) إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة, من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية, وأنا أُقيمه في اليوم الأخير, لأن جسدي مأكل حقيقي, ودمي مشرب حقيقي» (يو 6 : 53-59).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ92-94. [سـ170: ما هي الهرطقات التي ظهرت بخُصُوص سِرّ الأفخرستيا ؟ ظلَّت الكنائس الشرقية والغربية تؤمن بأنَّه باستدعاء الرُّوح القُدُس علي القرابين تتحوَّل بطريقة سِرِّيَّة إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين, وظلَّ هذا إيمان الكنيسة الجامعة, ولكن في القرن التّاسع زعم الايرلندي «أريجانا» أنَّ الأفخرستيا ليست سِوي صُورة يسوع المسيح, ضارباً بأقوال الفادي, وقرارات المجامع المسكونية, وأقوال أباء الكنيسة الأولى عرض الحائط ! وأنكر البروتستانتي «كالفن» حُضُور الرَّب في هذا السِّر, أي يلبس الخُبز والخمر كما هما. وهُما صُورة ورمز ومثال لجسد المسيح ودمه ! حسب زعمه. أمّا أتباع «مارتن لوثر» فقد اعتقدوا بأنَّ حُضُور الرَّب يسوع في سِرّ الشُّكر حقيقة, ولكنَّ الخمر والخُبز لا يتغيَّران ولا يستحيلان. وإن كان «مارتن لوثر» نفسه قد جادل أصحابه, وقرَّر في المحضر بخطِّه ما نصّه: «إنَّني أُصرِّح بأنَّني أختلف عن خُصُومي, فإنَّ المسيح قد قال: "هذا هو جسدي", وإنِّي أرفض العقل والعُرف والاحتجاجات, فإنَّ الله أعلى من الهندسيّات, وعندنا كلام الله, ويجب أن نحترمه». ويقول اللاهوتي البروتستانتي «إديسون ليتش»: «لا تعترف الطَّوائف الإنجيلية إلّا بالمعمودية والعشاء الرَّباني, ولا نعتبرهما أسراراً بمعنى الكلمة, بل نُسمِّيها "فريضة", وهُما من وضع الرَّب نفسه». ثم يقول: «أمّا مارتن لوثر فلم يقتنع تماماً بموضوع استحالة الخُبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه, بعمل الرُّوح القُدُس. وقد أنَّبه ضميره على إنكار هذه الحقيقة, فلم يُنكرها تماماً, وإنَّما خرج علينا بنظرية جديدة أسماها: "التَّلازم", ذكر فيها أنَّ المسيح يُلازم عنصريّ الخُبز والخمر, ولم يُحطها إحاطة تامَّة فوقها وتحتها وداخلها, مثل الحديد المحمي». وجاء في دستور الكنيسة الإنجيلية بمصر ما يلي: «نؤمن بأنَّ المعمودية والعشاء الرَّباني فريضتان رتَّبهما المسيح, ولهما قانونية والتزام دائمان, وأنَّه بممارستهما تعترف الكنيسة بربّهاونؤمن بأنَّ العشاء الرَّباني هو فريضة الشَّركة مع المسيح التي يُقدَّم فيها الخُبز والخمر, والذين يتناولهما بالإيمان يشتركون في جسد المسيح ودمه بكيفية روحية لبنيانهم في النِّعمة, ولا يجوز البتَّة أن يتقدَّم أحد إلى هذه الفريضة بدون سبق امتحان نفسه» (مادَّة 30). وترى بعض الطَّوائف أنَّ السيد المسيح قد عنى بقوله: «اصنعوا هذا لذكري», أنَّ سِرّ الشُّكر «مُجرَّد تذكاراً له» ! بينما يُفسِّره قداسة البابا شنودة الثالث, على ضوء مفهوم الآباء, بأنَّه يعني: «استمرارية إقامه هذا السِّر», كما نفهمه من قول الرسول بولس: «اصنعوا هذا كما شربتم لذكري» (1 كو 11 : 25), أي بمُداومة إقامة القُدّاسات. ويُضيف قداسته بقوله: «بأنَّ عملية الاستحالة, بحُلُول الرُّوح القُدُس بصلوات الكاهن, تظهر في قوله: "هذا هو جسدي … هذا هو دمي". وإذا كانت مُعجزة الله تتجلَّى في جسم الإنسان بتحوُّل الطَّعام والخُبز والشَّراب العادي إلى "دم" يجري في أوردة وشرايين الإنسان, فهل يستعصي علي الرُّوح القُدُس أن يقوم بتحويل "القُربان" وعصير "الكرمة" إلى جسد ودم حقيقي للمسيح !.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ60. [سـ140: ما المقصود بسِرّ التَّوبة والاعتراف ؟ هو رُجُوع الخاطئ إلي الله ومُصالحته, باعترافه بذنوبه وآثامه وزلّاته وشُرُوره أمام كاهن الله, ليحصل منه على «الحِلّ», أي رحمة الله له, بالسُّلطان الممنوح له من الرَّب يسوع (مت 16 : 19, 18 : 17, يو 20 : 21-23). ويُسمِّيه العلّامة ترتليانوس «حِلًّا للخطايا» (انعتاقاً منها). ودعاه القدِّيس إيريناوس «اعترافاً». وأطلق عليها القدِّيس أغسطينوس تعريفاً آخر هو «المُصالحة» بين الخاطئ التّائب والله الرَّحوم. ودعاه مجمع قرطاجنة «معموديه ثانية». وهو السِّر المُختصّ بفاعلية الرُّوح القُدُس في حياة الخاطئ التّائب, فينال الغُفران, بفعل الرُّوح القُدُس, الذي يستدعيه الكاهن في صلاة التَّحليل.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ66. [سـ147: ما المقصود بالاعتراف بالذُّنوب ؟ وما الدَّليل علي ضرورة مُمارسته باستمرار ؟ هو إقرار الخاطئ بخطاياه (تفصِيليًّا) أمام كاهن الله, إقراراً مصحوباً بالنَّدامة والأسف الشَّديد علي ما فعله من شُرُور, والعزم الأكيد علي ترك الخطية وعدم الرُّجُوع إليها, والبُعد عن مصادرها, ونيل الحِلّ من رجل الله. وقد مهَّد الله لآدم للاعتراف بما فعله مع حواء فقال: «هل أكلت من الشَّجرة التي أصيتك أن لا تأكل منها ؟» (تك 3 : 11), وكان الله يعلم ما فعلاه. وقال القدِّيسان غريغوريوس وأوغسطينوس: «إنَّ الله سأل آدم وحواء, للإقرار بذنبهما, قبل أن يحكم عليهما. ونفس الشيء مع قايين. فقد سأله الرَّب: "أين هابيل أخوك ؟!"». وقال سُليمان الحكيم: «من يكتم خطاياه لا ينجح, ومن يُقِرّ بها ويتركها يُرحم» (أم 28 : 30). وجاء في التَّلمود أنَّه «يظهر من التَّقليد أن الخاطئ يلزمه أن يُوضِّح في الاعتراف (للكاهن) جميع أعماله (الشِّريرة)», أي لا يُخفي عنه أي شيء من الخطايا.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ67. [سـ149: هل ثمَّة ضرورة للاعتراف في نظر الطَّوائف الأخرى ؟! تعترف الكنائس البروتستانتية بأهمّية الاعتراف علي رجل الله, ولا سيَّما الكنائس الأسقفية. وقد قال مارتن لوثر في كتابه «سبي بابل»: «إنَّ الاعتراف السِّري يعجبني كثيراً, وهو نافع, بل ولازم أيضاً». وجاء في كتاب «الصَّلاة العامَّة للأسقفيين» (ص279) ما نصّه: «يفحص القِسّ هل تاب (الخاطئ) حقاً عن خطاياه ؟ وهُنا يحثّ المريض (بالرُّوح) على الإقرار بخطاياه, وبعد الإقرار يُحلَّه القِسّ».]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ75, 76. [يحجم البعض عن الاعتراف خجلاً من الآباء, وينسى هؤلاء أنَّ الله وملائكته وقدِّيسيه يرونهم في شرِّهم وسُوء أفعالهم. إنَّ الخجل من الخطية, وليس من أب الاعتراف. فلماذا لا يخجل المريض من كشف أعضائه المستورة للطَّبيب, ليعرف أعراض مرضه, ويصف له الدواء. إنَّ المرأة الخاطئة لم تخجل من يسوع ولا من الموجودين, في بيت سمعان الفرِّيسي. يقول الحكيم بن سيراخ: «لا تستحِ أن تعترف بخطاياك» (4 : 24). أن يستحي المُعترف من الله وهو يُقرّ بخطاياه, دون أن يخجل من أب اعترافه, كأب وطبيب ومُعلِّم ومُرشد صالح. إنَّ الخجل يُشعرني ببشاعة الخطية وعارها, ويُشجِّعني على عدم العودة إليها. إن كنت أخجل من كشف خطيَّتي لأب اعترافي, فماذا يكون حالي عندما تُعلن أمام الملايين, يوم الدينونة ؟! الشَّيطان يستفيد من الخجل, فيجعل الخاطئ يُحجم عن أخذ الغُفران والنِّعمة, ويَحْرِم المسيحي من البركات التي تنتج عن التَّحرُّر من الخطية والإقرار بها ونوال الحِلّ من الله, بصلوات الكاهن.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ78, 79. [سـ157: ما هي شُرُوط الاعتراف السَّليم ؟ (…) أن يكون صادقاً فيما يُدلي به لمُعلِّمه, ولا يُخفي عنه شيئاً من الأمور والشُّرُور الصَّغيرة والكبيرة. أن يكون صبوراً علي تناول الأدوية المُرَّة (التَّأديبات) ليتخلَّص من الخطية نهائياً. أن يكون مُطيعاً لطبيبه الرُّوحي, قابلاً لأقواله, ومُنفِّذاً لها. أن يكون حَسَن الظَّن به (يثق فيه تماماً). أن يعترف باتِّضاع واحتشام (بالخجل من عمله والحُزن العميق والنَّدامة علي الشَّر). وليس بالشَّكوى من الغير (القريب أو الغريب), أو أن يلتمس العُذر لخطاياه ولا ينسبها لغيره, أو يُهوِّن منها «فمن أخطأ في واحدة صار مُجرماً في الكلّ», ولا توجد في المسيحية ما يُسمَّى بكبائر وصغائر. أن يتعرف بكُلّ ما صنعه, حتي ولو كان يعرف علاج خطاياه. سماع النَّصيحة وتنفيذها, مُقتنعاً بأنَّها لفائدته من كافَّه النَّواحي. أن يعترف بظُرُوف الخطية تفصيليًّا ومكانها وأشخاصها, وينوي كسر حلقاتها الثَّلاثة: «المكان, الظُّرُوف, الأشخاص», وقال أنبا أنطونيوس: «لا تَعُد إلى القرية (المكان) التي أخطأت فيها». لأنَّ إبليس ينسج خطَّته مع الخاطئ علي أساس جذبه لظُرُوف الخطية المُكرَّرة, وإلي نقاط الضَّعف عنده, وكشفها لأب الاعتراف أمر مهم, مع التّأكيد على عدم إعطاء الشَّيطان فُرصة ليُجرِّبه, سواء بوجود فراغ طويل, أو السَّير مع أصدقاء السُّوء, أو مُداومة القراءة أو سماع ومشاهدة وسائل الإعلام المُعثرة.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ84. [سـ160: ما هو المقصود «بتحليل» الكاهن للمُعترف بعد اعترافه ؟ بعد أن يعترف الخاطئ اعترافاً كاملاً بخطاياه, ويأخذ المشورة والإرشاد, والتَّداريب الرُّوحية, يركع في خُشُوع واتِّضاع أمام الأب الكاهن, ويطلب منه «أن يَحلِّه من خطاياه», أي أن يستدعي الكاهن الرُّوح القُدُس يحلّ على المُعترف التّائب, والذي يطلب الصَّفح والسَّماح من قِبَل الله, الذي يقبل التَّوبة التي من القلب, كما قَبِلَ توبة العشّار. ومن المفروض أن يسبق «التَّحليل» أن يُصلِّي التّائب المُعترف الصَّلاة الرَّبانية, والمزمور 50, وأيضاً المزمورين 31 و 37, وصلاة منسَّى الملك (2 أخبار 23 : 12), ويطلب من الرَّب أن يرحمه. ويُردِّد الكاهن فوق رأس المُعترف «ثلاث تحاليل», موجود نصَّها في الكُتُب الطَّقسية, ثمّ ينفُخ في وجهه مُبارِكاً إيّاه بعلامة الصَّليب, وبذلك يتمكَّن من التَّقدُّم للتَّناول من السَّرائر المُقدَّسة.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ103. [سـ182: من له حق مُمارسة سِرّ المسحة للمرضى ؟ وما نتائجه ؟ بناء علي كلام القدِّيس يعقوب, كان الذي يقوم بالصَّلاة ورشامة المرضى هم الآباء الأساقفة والكهنة, وليس الشَّمامسة (يع 5 : 14 15), ولا أحد آخر, كما زعم مارتن لوثر.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ102. [سـ180: ما المقصود بسِرّ «مسحة المرضى» ؟ ومتي وكيف يُمارس ؟ هو سِرّ مُقدَّس, إذ يذهب الكاهن إلى المريض بناءً علي طلبه, ويُصلِّي له صلاة طقسية خاصَّة, وهي مذكورة في كتاب الطَّقس, ويضع أهل البيت الزَّيت في صحن, ويُصلِّي الكاهن سبع صلوات, وفي كلّ صلاة يوقد فتيلاً, بداخل الصَّحن. ويتمّ التَّقديس بحُلُول الرُّوح القُدُس على الزَّيت, وبعد انتهاء الصَّلوات, يرشّ الكاهن من الماء المُصلَّى عليه في أركان البيت للبركة, ويقوم بدهن (برشم) المريض من الزَّيت المُصلَّى عليه, ثمّ يُطالَب برشمه سبعة أيام.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ120. [سـ194: ما المقصود «بسِرّ الزَّواج» في المفهوم المسيحي ؟ هو سِرّ مُقدَّس يربط بين زوج وزوجة وبفعل الرُّوح القُدُس, وبصلوات الكاهن يصيران واحداً, وليحلّا لبعضهما (للقاء الجسدي), والحياة معاً تحت ظلّ المسيح, بسلام ومحبة مُضحِّية واتِّحاد قلبي, ولإنجاب النَّسل وتربية الأبناء في مخافة الله, وليُشاطرا الحياة بخيراتها وشدائدها (حلوها ومرّها). وهذا السِّر المُقدَّس يُماثل اتِّحاد المسيح بكنيسته المُقدَّسة, اتِّحاداً روحياً. ويقول القُمُّص يوحنا سلامة: «إنَّ الذين لا يلتمسون من الزَّواج سوي اللَّذة أو الإثراء (بمال الشريك) فقد تحدّو الغرض الأساسي من الزَّواج, وقلَّما يتمتَّعون بمعيشة زوجية سعيدة».]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ128. [سـ203: هل يجوز مُمارسة الرَّقص واللَّهو وشُرب الخمر خلال حفلات الزَّفاف المسيحي ؟ نُوجِّه الأنظار إلى أنَّ هُناك عادات غير روحية, وغير مُستحبَّة, عند إجراء مراسم الخِطبة والزَّواج وبعدهما. ومنها مثلاً ارتداء العروس ملابس شِبه عارية, وكذلك وجود بعض المدعوّات في ملابس مُعثِرة للحاضرين, ولا سيَّما للمدعوّين غير المسيحيين. ولا تدري هؤلاء المدعوّات أنَّهن يحضرن قُدّاساً, يحلّ فيه الرُّوح القُدُس علي العروسين وقت الإكليل, وليس التَّوقيع علي وثائق رسميّة باعتماد الزَّواج, أو بطُقُوس لطيفة والحان مُفرحة.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ131. [سـ206: هل يَسْمَح الرَّب يسوع بالطَّلاق لأيّ سبب, كما يحدث في الغرب الآن ؟ بالطَّبع لا, فإنَّ الزَّواج المسيحي قائمٌ علي أساس أن يحتمل الإنسان شريكة خلال فترات ضعفه روحياً وجسدياً, ويقف إلى جوار آلامه, ولا يهجره أو يتخلَّى عنه بروحه الأنانية والسَّلبية, والانصراف إلى غيره من أجل الشَّهوات, كما هو الحال في الغرب اليوم. وينحلّ رِباط الزَّوجية المُقدَّس بتدنيسه بالزِّنا الجسدي أو الرُّوحي (ترك الدِّين).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ129. [سـ204: ما هو طقس الزِّيجة الثانية في الكنيسة المصرية ؟ تُفضِّل الكنيسة أن يبقى الإنسان الأرمل في حياة مُقدَّسة وبلا زواج ثان, وبعد رحيل الشَّريك, ليتفرَّغ هذا الأرمل (أو الأرملة) للعبادة وخدمة الله, ولكن إذا لم تُساعده الظُّرُوف الاجتماعية أو السَّنأو غيرهاعلى حفظ العفَّة, ليتزوَّج بدلاً من التَّحرُّق. وإذا كانت الزِّيجة ثانيةبالنِّسبة لأحد الزَّوجين فقط – وكان الآخر بكراً (لم يسبق له الزَّواج), فتتمّ صلوات وطقس الإكليل كاملة, وتوضع الأكاليل عليهما. أمّا بالنِّسبة للزِّيجة الثانية للعروسين, فلها طقس خاصّ, ولا يُوضع أكاليل للأرمل الذي يتزوَّج أرملة, لأنَّه سبق وضع الإكليل علي رأسيهما في الزِّيجة السَّابقة. وعلى أيّ حال, فإنَّ طقس الزِّيجة الثانية مُختصر, وتبيحه الكنيسة خوفاً من عدم ضبط الجسد, وإن كانت ترى عدم زواج الأرامل من النِّساء, والتَّفرُّغ لرعاية أطفالهن أو خدمة الرَّب, في حياة التَّكريس, وهو أفضل.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ133, 134. [سـ207: ما الفرق بين التَّطليق وبُطلان الزَّواج ؟ التَّطليق هو صُدُور حُكم من المحكمة بعد إدانة أحد الطَّرفين بالخيانة الزَّوجية, وتُصرِّح الكنيسة للطَّرف المظلوم بالزَّواج ثانية. أمّا بُطلان الزَّواج, فهو صُدُور حُكم من المحكمة بفسخ عقد الزَّواج, وكأنَّه لم يكُن, من الواجهة القانونية, وسبب «البُطلان»: حُدُوث غِشّ في الزَّواج من أحد الزَّوجين, كوجود مرض مُعيَّن يمنع دوام العِشرة بينهما أخفاه الشَّريك قبل الزَّواج, أو اكتشاف أنَّ العروس ليست بِكراً, وغير ذلك ممّا يُوضِّحه القانون الكنسي, على أساس نظرية الغِشّ في القانون, وبالتّالي يكون عقد الزَّواج باطل, ويُصدر حُكم من المحكمة ببُطلانه, وتُصرِّح الكنيسة للطَّرف المظلوم بالزَّواج, وتُمارس له طُقُوس سِرّ الزِّيجة كاملة, كأنَّه لم يسبق له زواج.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ121, 122. [سـ196: لماذا تُحرِّم الكنيسة تعدُّد الزَّوجات ؟ من خلقة الله الأسرة الأولى في جنَّة عدن: «خلقهما ذكراً وأنثى», أي زوجاً واحداً وزوجة واحدة. ولو أراد الله للإنسان أن يتزَّوج بعدَّة نساء, لخلق مُنذ البدء عِدَّة نساء لآدم, وكان هو أحوج الناس لذلك لنمو الجنس البشري في الكُرة الأرضية الواسعة. كلّ النُّصوص الكِتابية تُشير إلى وحدة الزِّيجة, ومنها مثلاً: قول الوحي المُقدَّس: «يلتصق بامرأته» (تك 1 : 8). وليس بنسائه, وكذلك قوله: «ليكن لكلّ واحد امرأته» (لا نسائه), وليكن لكلّ واحدة رجلها» (1 كو 7 : 8). وأيضاً: «أن يُرضي (الرَّجل) امرأته» (لا نساءه) (أف 5 : 33), وقوله: «كلّ من ترك أباً أو أمًّا أو امرأه (زوجة واحدة) من أجل اسمي» (مت 19 : 19). وتقارب نسبة الرِّجال مع النِّساء في العالم, دليل معنوي علي أن يكون للرَّجل زوجة واحدة. وكذلك ما ذكره التَّقليد في الكنائس كلِّها في العالم, وحتي الآن بأنَّ المسيحي لا يتزوَّج بأكثر من واحدة, في نفس الوقت.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ127. [سـ202: هل يجوز إقامة زواج بين مسيحية وبين شريك غير مسيحي ؟ لا يجوز إتمام هذا الزَّواج أبداً في الكنيسة المصرية, لأنَّه منطقيًّا لا يُمكن أن يحلّ الرُّوح القُدُس على اثنين, أحدهما مؤمن مُعمَّد, والآخر غير مؤمن وغير مُعمَّد, ولمن ينتسب الأطفال ؟ وهل يجوز للفتاة أو السيدة المسيحية التي تفعل ذلك أن تذهب إلى الكنيسة أو تتناول من السِّر الأقدس ؟ بالطَّبع لا يتمّ قطعيًّا, وعلى الخُدّام أن يطردوا هذه السيدة من الكنيسة, لأنَّها تُخالف شريعة المسيح بطريقة عملية.]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ108. [سـ189: ما هي الأدلَّة النَّقلية على ضرورة إقامة كهنة لخدمة الكنيسة والشَّعب ؟ ترفض بعض الطَّوائف المُحدثة إقامة كاهن (=قِسِّيس) للخدمة وسط شعبها, والواقع أنَّ الرَّب هو الذي اختار الكهنوت القديم. وقال لموسي النَّبي: «قرِّب إليك هارون أخاك وبنيه معه (نسله) ليُكهن لي» (خر 28 : 1, عدد 18 : 1).]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ115, 116. [سـ192: ما هي الدَّرجات الكهنوتية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؟ المثلَّث الكهنوتي يتكوَّن من ثلاث أضلاع: الأسقفية (البابا والمطران والأسقف), والقسِّيسية (القِسّ والقُمُّص), والشَّماسية (أرشيدياكون ودياكون). ويُتابع قداسة البابا البطريرك شعبه في مصر وبلاد المهجر, ويقوم بالوعظ ورئاسة المجالس الإكليريكية والمحلِّية والمجمع المُقدَّس, ومُتابعة بقية الأنشطة الرُّوحية والإدارية للكنيسة المصرية في داخل البلاد وخارجها, ويقوم برسامة رجال الإكليروس, وترقيتهم ومُحاكمتهم. ويُرقَّى «الأسقف» (النّاظر = المُراقب) إلى رُتبة «مُطران» للإبراشية, وهو يستقرّ في المدينة الكُبرى, ويُباشر عمله الرُّوحي والإداري من دار المُطرانية (أو الأسقفية), ويُقيم صلواته عادة في كاتدرائية, أي الكنيسة التي بها «كرسي» الأسقف أو المُطران, ويكون الأسقف «بتولاً» كما رآه مجمع نيقيه 325م, وكان قبله يُسمَح للأسقف بالزَّواج (1تي 3 : 2-7), ولكن رأوا أفضلية البتولية للأسقفية (مت 9 : 12). ويقول القدِّيس يوحنا ذهبي الفم من شُرُوط التَّرشيح للأسقفية: «أن يكون المُرشَّح بلا عيب في تصرُّفاته, ليُمكنه أن يكون قدوة, فإنَّ الله اختارنا بمنزلة مصابيح (أنوار) ومُعلِّمين للغير, وملائكة يتردَّدون على الأرض». وأن يكون الخادم حكيماً وقوياً في الإيمان والصَّبر (تي 2 :2) … إلخ. والقسِّيس (= الكاهن): ويذكر العلّامة يوحنا بن زكريا, المعروف بابن السِّباع «الجوهرة النَّفسية في عُلُوم الكنيسة» أنَّ الكاهن يُدعى «برسفتيروس» باليونانية, أي الشَّفيع, لأنَّه يُصلِّي من أجل شعبه, ويُسمَّى في القبطية «بي خللو», أي الشَّيخ أو المُتقدِّم في السِّن أيضاً. ويكون مُتزوِّجاً. وأن يرعى ويُدبِّر أسرته حسناً. وعمله هو تقديس القرابين ومُمارسة بقية أسرار الكنيسة, كالعِماد ومسحة المرضى والاعتراف والتَّحليل, والتَّزويج, وتجنيز الأموات, وتعليم الشَّعب ووعظه, وحلّ مشاكل الشَّعب. ويُضيف ابن السِّباع إلى ذلك قوله: «وردع من لا يسلك بالاستقامة, وتبكيت من يُخالف تعاليم الكنيسة, ومن المعروف أنَّ المسيحية تُعلِّمنا أن يكون الخادم حنوناً وحازماً, يُشجِّع المرضى بالخطية علي التَّوبة, ويعتبرهم في حاجة لعلاج لا عقاب». وتذكر الدّسقولية أنَّ الكاهن (أو الأسقف) «لا يُسرِع إلى استخدام المنشار الحادّ الأسنان»؛ فلا يلجأ إلى القطع (الحرم) إلا بعد أن تفشل الوسائل اللَّينة والنَّصائح المُتكرِّرة. ويُستخدم العقاب للتّأديب والتَّهذيب, ويُقصد تليين القلب القاسي, أو المُتهاون في خلاص نفسه. ويُرقَّى القِسّ إلى رُتبة «إيغومانس = قُمُّص», وتعني «مُدبِّر» باليونانية, ويُرقَّى لخبرته وأقدميته, ويرأس مجموعة القُسُوس في الكنيسة الموجودة بكلّ منطقة, خاصَّة في حالة وجود أكثر من كاهن (قِسّ) بها . ويُتابع الخدمة ويُوجِّه الكهنة والشَّعب, ويقرأ التَّحاليل, ويقبل الاعترافات لطول خبرته في هذا المجال. والشَّماس, أي «الخادم» في السُّريانية, ويتبع الأسقف والكاهن, ويُساعد في خدمة الطُّقُوس والأسرار والوعظ في الكنيسة, وزيارة المرضى وعرض ما يستعصي عليه من مشاكل علي الأب الأسقف (أو الكاهن). والشَّماس في العهد الجديد بمثابة اللّاوي في العهد القديم, ودرجة الشَّماسية أول درجات الكهنوت, ولهذا توضع عليه اليد, ولا يتزوَّج بعد الرسامة, وإن انتقلت زوجته لا يتزوَّج بأخرى كالكاهن تماماً. وكان قديماً يُشارك في مُناولة الشَّعب من الكأس (في حالة الضَّرورة). ويُسمَّى «الشَّماس الكامل».]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ117. [وقد ظهرت خدمة «الشَّماسات المُكرِّسات» في الكنيسة الأولى. وقد جاء في قوانين الرُّسُل عن عملهن: «الشَّماسات لا يُباركن, ولا يفعلن شيئاً ما يفعله القُسُوس أو الشَّمامسة, بل يحفظن الأبواب (عند مداخل النِّساء) ويخدمن مع القُسُوس عند تعميد النِّساء» (قوانين أكليمندس الرُّوماني 59). «ولتكن الشَّماسة جليلة عندكم, ولا تقُل ولا تعمل شيئاً إلّا بأمر الشَّماس. ولا تأتي امرأة إلى الأسقف, لتسأل عن شيء إلّا مع الشَّماسة» (الدسقولية 6). «وأن تُساعد الشَّماسة النِّساء وتُعينهن» (الدّسقولية 34). ولا يجوز أن تصير النِّساء في درجة القسِّيسية, ولا يُسمَّين بهذا الاسم (الدسقولية 6), وهو أمرٌ صريحٌ ولا يجوز رسامة المرأة في رُتبه الكهنوت (القسِّيسية والأسقفية). كما خالفته حالياً بعض الكنائس الغربية للأسف الشَّديد !]

ميخائيل مكسي إسكندر: 120 سؤالاً وجواباً عن أسرار الكنيسة السَّبعة, الجزء الثاني, مكتبة المحبَّة – صـ16. [وهو نفس المعني الذي ورد في القران الكريم [يقصد معنى كلمة «معمودية» والتي تعني «صبغة»], حيث نقرأ في صورة البقرة ما نصّه: ﴿صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ﴾ [البقرة : 138], وقد فسَّرها الإمام البيضاوي بقوله: «إنَّ الله تعالي قد صبغناأو هداناوظهر أثره ظُهُور الصَّبغ علي الثَّوب», ويُضيف بقوله: «إنَّ النَّصارى (المسيحين) يغمسون أولادهم في ماء أصفر (به قطرات من الزَّيت المُقدَّس), ويقولون هو تطهير لهم, وبه تتحقَّق نصرانيتهم» (ولهذا لا يزال العامَّة في مصر يقول عن العِماد أنَّه التَّنصير, واحد التَّناصير).]

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading