بسم الله الرحمن الرحيم
خُلاصة كتاب:
أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – الجزء الرابع
تحذير: مؤلِّف هذا الكتاب يكذب على الإسلام والمُسلمين
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ124. [بدعة نوئيتوس: اعتبر «نوئيتوس» أنَّ الله أقنومٌ واحد هو أقنوم الآب فقط، وهو الذي تجسَّد وصُلِبَ وقام، وهو الذي حلَّ على التلاميذ، ودُعِي أتباعه بمؤلِّمي الآب.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ123, 124. [بدعة سابليوس: وقد ادَّعى سابليوس (أسقف باطليماس) أنَّ الله مُجرَّد أقنوم واحد لا غير، وقـد ظهر في العهد القديم كخالق, فهو يُدعى بالآب. ثمّ ظهر في العهد الجديد كفادي, فلذلك دُعِي بالابن. ثم ظهر كمُعزِّي ومُقدِّس وحلَّ على التَّلاميذ على شكل ألسنة نار فُدِعي بالرُّوح القُدُس، فالأقانيم في نظر سابليوس مُجرَّد تسميات أو مظاهر أو تجلِّيات لأقنوم واحد, فقد قال: «الآب والابن والرُّوح القُدُس ليسوا أسماء أقانيم، بل أسماء ظُهُورات لأقنوم واحد: سُمِّي الآب لأنَّه الخالق، والابن لأنَّه الفادي، والرُّوح القُدُس لأنَّه المُقدِّس». وتغافل سابليوس حديث الابن عن الآب, بل وحديثه مع الآب, وحديث الآب معه، وتغافل أيضاً حديث الابن عن الرُّوح القُدُس.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ229. [أمّا بالنِّسبة للبِدَع التي ثارت بشأن الطَّبيعة الإلهية، فأخطرها يتمثَّل في الآريوسية، فقد أخطأ آريوس القِسّ السَّكندري في تفسير بعض آيات الكتاب المُقدَّس التي تتناول جانب الناسوت في السيد المسيح، وتتكلَّم عن السيد المسيح في حالة تجسُّده وإخلائه, مثل قول ربّ المجد: «أبي أعظم مني» (يو 14: 28), «وأمّا ذلك اليوم وتلك السّاعة فلا يعلم بهما أحد, ولا الملائكة الذين في السَّماء, ولا الابن, إلّا الآب» (مر 13: 32), والآيات التي تتكلَّم عن جُوع وعطش وألم وموت السيد المسيح، ولذلك اعتقد بأنَّ الآب أعظم من الابن، وتجرّأ على القول بأنَّ الآب خلق الابن، وبه خَلَقَ كُلّ شيء، فتصدّى له آباء الإسكندرية, بداية من البابا بطرس خاتم الشُّهداء الذي حرمه وأوصى تلميذيه أرشيلاوس وألكسندروس بعدم قُبُوله، وعُقِدَ بسببه مجمع نقية سنة 325م بدعوة من الإمبراطور قسطنطين، فوضع المجمع قانون الإيمان الذي يُعلن مُساواة الابن من الآب.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ123. [بدعة آريوس: لقد أنكر آريوس ألوهية الابن وادَّعى أنَّه مخلوق بواسطة الآب ليخلق به كلّ شيء، وتغافل أنَّ الابن هو عقل الله النّاطق وحكمته وكلمته، ومن المُستحيل أن تمُرّ لحظة واحدة يكون فيها الآب بدون عقله وحكمته وكلمته, فقال: «الآب وحده هو الإله الأصلي الواجب الوجود، أمّا الابن والرُّوح القُدُس فهُما كائنان خلقهما الله في الأزل، ليكونا وسيطين بينه وبين العالم، وهُما مُشابهان له في الجوهر، ولكن ليسا واحداً معه». وحكم مجمع نقية سنة 325م على آريوس وأتباعه, ووضع قانون الإيمان حتى جملة: «نعم نؤمن بالرُّوح القُدُس».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ170, 171. [ما هي المثاليا ؟ ومن الذي ألَّفها ؟ ولماذا ؟ ج: معنى كلمة «المثاليا» مأدبة أدبية، وهي مجموعة أشعار ألَّفها آريوس الذي أنكر ألوهية الابن، ونظمها على شكل أبيات, أودع فيها إيمانه المُخالف بأنَّ الابن مخلوق، وأنَّ الآب لم يكُن اسمه هكذا, إنَّما دُعِي بالآب عندما خلق الابن، وأنَّ جوهر الآب غير جوهر الابن غير جوهر الرُّوح القُدُس، وأنَّ الثلاثة مُنفصلون ليس بينهم شركة. كما ألَّف آريوس مجموعات أخرى من الأشعار, دعاها «البحرية» و «الرَّحى» و «الرِّحلة» … إلخ, ويقول عنها القدِّيس أثناسيوس: «إنَّ كلّ هذه القصائد قد دُبِجَت بلهجة ونَغَمَة داعرة».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ174. [ما هي جُذُور بدعة إنكار ألوهية الرُّوح القُدُس ؟ ج: تمتدّ هذه الجُذُور إلى آريوس الذي أنكر ألوهية الابن، وبذلك فتح الباب للتَّشكيك في ألوهية الرُّوح القُدُس، وعندما عاد بعض الآريوسيين للإيمان واعترفوا بالابن أنكروا لاهوت الرُّوح القُدُس، وقالوا إنَّه مخلوق أعلى من الملائكة, وهو خادم للآب والابن، فدعاهم الشَّعب بالمُتقلِّبين، وأرسل الأنبا سيرابيون أسقف «تمي» يُخبر البابا أثناسيوس وهو في منفاه الثالث بطيبة، فكتب البابا أثناسيوس أربعة رسائل للأنبا سيرابيون خلال الفترة 356-361م، وركَّز في كلّ رسالة على اتِّجاه مُعيَّن لإظهار ألوهية الرُّوح القُدُس، وبعد عودة البابا أثناسيوس من منفاه, عقد مجمعاً في الإسكندرية وأصدر منشوراً سُمِّي بـ «طومس الأنطاكيين» لأنَّه أُرسِل إلى أنطاكية وأدان الذين أنكروا ألوهية الرُّوح القُدُس. وفي سنة 363م, عقد البابا أثناسيوس مجمعاً ثانياً، بينما عقد الأسقف داماسوس ثلاثة مجامع في روما سنة 369، 374، 380م, وأكَّدت جميعها ألوهية الرُّوح القُدُس وأزليته ومُساواته للآب والابن في الكرامة، وأنَّه يتميَّز بشخصه، ومعبود من الكلّ.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ123. [بدعة مقدونيوس: مقدونيوس هو بطريرك القسطنطينية الذي ادَّعى أنَّ الرُّوح القُدُس مخلوق لأنَّ الإنجيل قال عن الابن: «كل شيء به كان» (يو 1 : 3) وقال إنَّ الرُّوح القُدُس يدخل تحت بند «كل شيء», فلابد أن يكون مخلوقاً بواسطة الابن، وتغافل مقدونيوس أنَّ الرُّوح القُدُس هو حياة الله، فكيف يكون الآب والابن بدون حياة ولو للحظة واحدة ؟! وقد حكم عليه مجمع القسطنطينية بالحرم سنة 381م، وأكمل قانون الإيمان بعد: «نعم نؤمن بالرُّوح القُدُس الرَّب المُحيي المُنبثق من الآب, نسجد له ونُمجِّده مع الآب والابن … إلخ». وعندما أنعقد المجمع المسكوني الثالث في أفسس, أقرَّ قانون الإيمان ومنع أي يدّ أن تمتدّ إليه بالتَّغيير. فقال: «إنَّه لا يُسمح لأحد أن يؤلِّف أمانة أخرى غير الأمانة المُحدَّدة من الآباء القدِّيسين المُلتئمين بمدينة نقية بالرُّوح القُدُس، وأمّا الذين يتجاسرون على أن يؤلِّفوا أمانة أخرى، فإن كانوا إكليريكيين فليُقطعوا، وإن كانوا علمانيين فليُحرموا» (مجمع أفسس).]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ175, 176. [أمّا مقدونيوس, فكان بطريركاً للقسطنطينية، وفَهِمَ بعض آيات الكتاب فهماً خاطئاً, مثل قول الإنجيل عن الابن: «كلّ شيء به كان, وبغيره لم يكُن شيء ممّا كان» (يو 1 : 4), فقال إنَّ الرُّوح القُدُس يدخل ضمن كلّ شيء، فهو مخلوق بالابن مثل الملائكة ليكون آلة للابن, أيّ خادماً للابن، وردّ المجمع المسكوني الثاني المُنعقد في القسطنطينية عليه قائلاً: «لا يوجد لدينا إلّا روح واحد, هو روح الله, ومن المعلوم أنَّ روح الله ليس شيئاً غير حياته، وإذا قُلنا إنَّ حياته مخلوقة, فعلى زعمك أنَّه غير حيّ، وإن كان غير حيّ, فهُنالك الكُفر الفظيع». وحكم المجمع عليه بالحرم.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ175. [قال الكتاب إنَّ الرُّوح مخلوق «فإنَّه هوذا الذي صنع الجبال وخلق الرُّوح وأخبر الإنسان ما هو فكره. الذي يجعل الفجر ظلاماً ويمشي على مشارف الأرض, يَهْوَه إله الجُنُود اسمه» (عا 4 : 13), فهل معنى هذا أنَّ الرُّوح القُدُس مخلوق ؟ ج: في الأصل اليوناني, الرُّوح والرِّيح كلمة واحدة, ولذلك يُمكن أن يكون النَّص «فإنَّه هوذا الذي صنع الجبال وخلق الرِّيح ..», ولو أخذنا النَّص بمعنى الرُّوح فإنَّه لا يُقصد هُنا روح الله القُدُّوس, ولكنَّه يُقصد روح الإنسان، وهذا أمر مُتَّفق عليه أنَّ الله خالق روح الإنسان، ونُلاحظ أنَّ الكتاب عندما يتكلَّم عن الرُّوح القُدُس يقول إنَّه «روح الله» أو «روح الآب» أو «روح المسيح» أو «الرُّوح القُدُس» أو «روح الحقّ», أو يُنسَب إلى ذات الله: «روحي» أو «المُعزِّي».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ230, 231. [بدعة أبوليناريوس: كان والده ناظرًا لمدرسة بيرتيوس ثم أصبح قِسًّا في اللاذقية، وساعد أبوليناريوس والده في تأليف بعض الكُتُب للرَّد على يوليانوس الجاحد وآريوس الهرطوقي وغيرهما، وكان أبوليناريوس من أشدّ المُقاومين للآريوسية، وقد صار أسقفًا لللاذيقية. أدَّعى أبوليناريوس أنَّ لاهوت اللُّوغوس حلَّ محلّ الرُّوح البشرية, لماذا ؟ لأنَّ الآريوسيين قالوا بأنَّه كان هُناك إمكانية للسيد المسيح لاختيار الخير أو الشَّر، وبما أنَّ المسئول عن هذا الاختيار هو الرُّوح النّاطقة العاقلة. أمّا الجسد فهو أداة تُحرِّكه النَّفس العاقلة مثل قطعة الشَّطرنج، فلذلك أنكر أبوليناريوس وجود هذه الرُّوح البشرية في السيد المسيح ليؤكِّد أنَّ اللاهوت هو المسئول الأول والأخير في سُلُوك السيد المسيح، وبالتالي يرُدّ أبوليناريوس على آريوس الذي نادى بإمكانية التَّغيُّر الأخلاقي للسيد المسيح. وهكذا نرى أنَّ أبوليناريوس راح ضحيَّة آريوس، وتيودور الطَّرسوسي راح ضحيَّة تطرُّفه في الرَّد على أبوليناريوس، وأوطاخي راح ضحيَّة نسطور، ونسطور كان ضحيَّة تطرُّفه في الرَّد على ماني، والبروتستانتية ضحيَّة الكاثوليكية، وهذا يدعونا للحذر عند الرَّد على البِدَع والهرطقات، والحذر الشَّديد من التَّطرف في ردّ الفعل.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ231, 232. [ولكن ما هي خطورة بدعة أبوليناريوس ؟ تكمُن خُطُورة هذه البدعة في الآتي: (1) أنَّ السيد المسيح ليس إنسانًا كاملاً لكنَّه مُجرَّد جسد فقط لا غير. (2) الفداء الذي صنعه السيد المسيح ليس كاملاً، وعلى حدّ تعبير القدِّيس أثناسيوس بأنَّ السيد المسيح لم يُخلِّص من الإنسان إلّا بمقدار ما أخذ من الإنسان، فلو أخذ جسدًا بدون نفس بشرية فهو يُخلِّص أجسادنا دون أرواحنا، وعلى حدّ تعبير القدِّيس غريغوريوس النِّزْيَنْزِي: «مالم يتَّحِد به الرَّب عندما تجسَّد هو ما بقي بدون شفاء. أمّا ما اتَّحد بألوهيته فقد خلُص», وبالتالي فإنَّ فداء السيد المسيح يكون فداءً ناقصًا وغير كامل. (3) في ضوء بدعة أبوليناريوس يكون اللاهوت انفصل عن الناسوت (الجسد البشري) على الصَّليب، والحقيقة التي نؤكِّد عليها دائمًا أنَّ لاهوته لم يُفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. ولذلك عُقِدَ مجمعًا في الإسكندرية سنة 362م, وحُكِمَ على تعاليم أبوليناريوس بالهرطقة، وفي سنة 363م كَتَبَ القدِّيس أثناسيوس كتابين ضدّ أبوليناريوس، وعُقِدَ مجمع آخر في روما بواسطة أسقفها داماسوس سنة 377 – 378م، وجاء الحُكم النِّهائي على أبوليناريوس – الذي لم يرتدع – في مجمع القُسطنطينية سنة 381م, وهو المجمع المسكوني الثاني.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ232. [أغناطيوس الأنطاكي: وهو تلميذ بطرس الرسول، وقد قال: «يقولون عنه (عن المسيح) إنَّه جسد بلا نفس، ويقولون إنَّ اللاهوت هي نفسه، فهل تُرى خرجت منه اللاهوتية ومات بالجسد بالجملة ؟ فليفتضح الآن من يقول هذا الكُفر هكذا، وليسمعوا قول الرَّب أنَّ نفسي حزينة حتى الموت».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ233. [داماسوس أسقف روما: الذي عقد مجمعًا وحرم أبوليناريوس قال: «يلزم أن نعترف بأنَّ (أقنوم) الحكمة ذاته، الكلمة، ابن الله اتَّخذ جسدًا ونفسًا وعقلاً بشريين، أعني آدم كلّه، وبعبارة أوضح كلّ إنساننا العتيق ماعدا الخطية». وقال أيضًا: «فمن قال إنَّ الكلمة قد حلَّ في جسد المُخلِّص محلّ العقل الإنساني, فالكنيسة الجامعة تُحرمه». كما قال: «فإذا كان الإنسان الناقص هو الذي اتَّخذه (الكلمة) فتكون عطية الله ناقصة، وخلاصنا ناقصًا، لم يخلص الإنسان كلّه، ولا تتمّ كلمة الرَّب: إنَّ ابن الإنسان قد أتى ليُخلِّص ما قد هلك تمامًا، أعني في النَّفس، وفي الجسد، وفي العقل، وفي كل جوهر طبيعته. فنحن إذًا الذين نعلم أنَّنا قد نِلنا الخلاص كاملًا وبالتَّمام, نُقرّ حسب إقرار الكنيسة الجامعة, أنَّ الله كاملًا اتَّخذ الإنسان كاملًا».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ234. [غريغوريوس النِّزْيَنْزِي قال: «ما لم يتَّحِد به الرَّب عندما تجسَّد هو ما بقى بدون شفاء. أمّا ما اتَّحد بألوهيته فقد خَلُص. إذا كان نصف كيان آدم فقط (أي الجسد) قد سقط, فإنَّ ما اتَّحد به الرَّب هو نصف آدم, وبالتالي خلص هذا النِّصف. فإذا كان الرَّب قد اتَّحد بما هو وضيع (أي الجسد) لكي يُقدِّسه، فهل لا يتَّحِد بما هو سامي (أي النَّفس) ؟ لقد سقط آدم بعقله أولاً, ولذلك كان على المسيح أن يأخذ عقلاً إنسانيًا لكي يُقدِّس العقل الإنساني».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ234, 235. [البابا كيرلُّس رقم (24) قال: «أنَّنا لا نقبل رأي الذين يظنُّون أنَّ هذا الهيكل الإلهي المولود من القدِّيسة العذراء، والذي حمله الله الكلمة كان خُلُوًا من نفس عاقلة، ولكن كما كان كاملاً في لاهوته, كذلك كان كاملاً في ناسوته». وقال في الرسالة رقم 39: «نعترف أنَّ ربنا يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، هو إله كامل وإنسان كامل ذو نفس عاقلة وجسم». وقال أيضًا: «كيف صار شبهنا ؟! ذلك لمّا أخذ جسدًا من العذراء القدِّيسة، وليس هو جسدًا بغير نفس كما ظنَّ بعض الهراطقة، بل بالأفضل له نفس وهي ناطقة».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ235. [البابا ديسقورس رقم (25): كتب في رسالة من منفاه إلى سافوندينا يقول: «لا يقولنَّ أحدٌ أنَّ الجسد المُقدَّس الذي أخذه ربنا من العذراء هو غريب عن جسدنا. إنَّه لم يأخذ بعض كياننا، بل أخذه كلّه بكلّ ما فيه، وخُلاصة القول: إنَّ كلّ كياننا أخذه ربنا بما فيه النَّفس. إنَّه الجسد المولود من العذراء بنفس ناطقة عاقلة. فقد صار مثلنا من أجلنا، وظهر لنا ليس خيالاً أو ظنًّا، كما يدَّعي أصحاب ماني. بل وُلِدَ حقيقةً من مريم والدة الإله، لكي يُحيينا رحمةً بنا، ويُصلح الإناء الذي تحطَّم فينا ويُجدِّده».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ285، 286. [ما هو الفِكر النَّسطوري في السيد المسيح ؟ ج: الفِكر النَّسطوري هو نسبة إلى نسطور، وقد تسلَّم نسطور هذا الفكر من مُعلِّمه ثيودور أسقف موبسويست الذي مات سنة 429م، وثيودور بدوره تعلَّمه من تيودور الطَّرسوسي الذي مات سنة 394م، فدعنا يا صديقي نتطرَّق إلى فكر مُعلِّمي نسطور. تيودور الطَّرسوسي: هو مُعلِّم أنطاكية، وقد ألَّف كِتاباً يدحض فيه بدعة أبوليناريوس أسقف اللاذقية الذي أنكر وجود الرُّوح البشرية في السيد المسيح، وأكَّد تيودور على أنَّ طبيعة السيد المسيح كانت كاملة وتامَّة، وظلَّ يؤكِّد على هذا حتى قال إنَّها كانت مُستقلَّة عن الطَّبيعة الإلهية، وقال إنَّ الابن الكامل قبل الدُّهُور اتَّخذ الكامل من داود، وإنَّ الله الكلمة سَكَنَ في المولود ابن داود كما في هيكل، وإنَّ الذي وُلِدَ من العذراء مُجرَّد إنسان وليس الله الكلمة، لأنَّ المائت (العذراء) يلد مائتاً بحسب الطَّبيعة, وبلور تيودور تعليمه في أنَّ يسوع المسيح إنسانٌ عادي سَكَنَ فيه الله الكلمة أو إنسانٌ حمل الألوهة.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ286. [ثيودور أسقف موبسويست: توسَّع في أفكار مُعلِّمه تيودور الطَّرسوسي, فاعتقد أنَّ شخص الله الكلمة غير شخص يسوع الإنسان، والعذراء وَلَدَت إنساناً عادياً بالشَّهوات والنَّقائص البشرية، وناضل حتى حصل على حياة الكمال، فيقول: «الإنسان يسوع وُلِدَ من مريم نظير بقية الناس بطريقة طبيعية، مع كلّ الشَّهوات والنَّقائص البشرية. الله الكلمة سَبَقَ فرأى أنَّه سينتصر في حربه مع جميع الشَّهوات ويتغلَّب عليها، فأراد أن يُخلِّص بواسطته الجنس البشري، ولذا مُنذ لحظة الحَبَل به اتَّحد به بنعمته، ونعمة الله الكلمة المُنحدرة على الإنسان يسوع قدَّست وشدَّدت قُواه في مولده أيضاً، حتى لمّا دخل الحياة بدأ النِّضال مع شهوات الجسد والنَّفس، فمحا الخطية في الجسد واستأصل شهواته، ولأجل هذه الحياة الصّالحة استحقّ الإنسان يسوع التَّبني لله، أعني من وقت العِماد صار الاعتراف به ابناً لله، ولمَّا انتصر يسوع بعد ذلك على كلّ التَّجارب الشَّيطانية في البرِّية, وبلغ إلى حياة أكمل أنزل عليه الله الكلمة مواهب الرُّوح القُدُس بدرجة أعلى بما لا يُقاس ممّا أنزله على الأنبياء والرُّسُل والقدِّيسين وغيرهم، مثلاً لقد منحه الله أسمى معرفة، وأخيراً في وقت الآلام انتصر الإنسان يسوع في آخر معركة مع الضَّعف البشري، واستحق لأجل هذه المعرفة الإلهية، والقداسة الإلهية، والآن اتَّحد الله الكلمة بالإنسان يسوع بأقرب ما يُمكن، فقامت بينهما وحدة العمل وصار الإنسان يسوع إلهاً». وقال أيضاً: «واحد هو الإله الكلمة، وآخر هو المسيح الذي يتأثَّر بالأهواء النَّفسية والشَّهوات البدنية، ثمّ انفصل عن الشُّرُور شيئاً فشيئاً، وبعد أن تبرَّر بأعماله وصار بلا لوم، اعتمد كإنسان محض باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس، فاقتبل في عِماده نعمة الرُّوح القُدُس واستحقَّ موهبة النبوَّة, فيُسجد له بمُساواة الصُّورة الملكية في شخص الإله الكلمة، وبعد قيامته صار كاملاً لا يُخطئ».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ286، 287. [نسطور: تخرَّج من مدرسة أنطاكية, وتتلمذ على يد ثيودور الموبسويستي، وترهَّب في دير يوبريليوس بالقُرب من أنطاكية، وكان راهباً ناسكاً، ثم رُسِم قِسًّا على كنيسة أنطاكية, فألقى خُطبه الرَّنّانة، واجتذب الكثيرين وراءه, ولاسيَّما أنَّه كان يتمتَّع بصوت رخيم، وفي سنة 428م اُختير بطريركاً للقسطنطينية، واصطحب معه القِسّ أناستاسيوس الذي أخذ يُهاجم في عِظاته لَقَب العذراء والدة الإله، وتحيَّز له بطريركه نسطور الذي قال أنَّ لقب والدة الإله (ثيئوطوكوس) له مذاق وثني، وهو يتعارض مع التَّعبيرات الموجودة في الكُتُب المُقدَّسة مثل: «بلا أب, بلا أمّ» الواردة في الرسالة إلى العبرانيين 7 : 3. لقد كانت مريم أُمًّا للطَّبيعة النّاسوتية فقط، وكلّ ما يُمكن أن يُقال عن مريم بحقّ إنَّها كانت مُستودعاً لله, وإنَّها وَلَدَت المسيح، فهي والدة المسيح، فلقد كانت الطَّبيعتان الإلهية والإنسانية مُفترقتين بكُلّ وضُوح. إنَّما كان هُناك اقتران أو مُصاحبة بينهما أو سُكنى اللاهوت في الإنسان نَتَجَ عنه اتَّحاد أخلاقي أو أدبي أو مُشاركة عاطفية، ويقول نسطور صراحةً: «إنِّي أفصل بين الطَّبيعتين. أمّا الاحترام الذي أُقدِّمه لهما فمُتَّصِل». وسَقَطَ نسطور في الكبرياء، فخاطب الإمبراطور ثيئودوسيوس قائلاً: «أعطني أيُّها القصير الأرض مُطهَّرة من الهراطقة, وأنا بدوري أعطيك السَّماء. ساعدني على استئصال الهراطقة وانا أضمن لك النَّصر على الفُرس».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ287. [وسَقَطَ نسطور في عِدَّة أخطاء منها: ادَّعى أنَّ العذراء وَلَدَت إنساناً محضاً، ولهذا لا يجب أن ندعوها بوالدة الإله «ثيئوطوكوس» بل يجب دعوتها بأم المسيح الإنسان «خريستوطوكس».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ287، 288. [ادَّعى أنَّ للمسيح طبيعتان مُنفصلتان، طبيعة إلهية لها خواصّ اللاهوت، وأخرى ناسوتية لها خواصّ الناسوت، وإنَّ للسيد المسيح أقنومان مُنفصلان أحدهما أقنوم الكلمة الأزلي، والآخر أقنوم الإنسان يسوع المسيح، وإنَّ للسيد المسيح شخصان, أحدهما شخص إلهي والآخر شخص إنساني، ويُبرز البابا كيرلُّس الكبير فِكر نسطور فيقول: «… وآخر هو مفسود إيمان نسطور … إذ لم يقل أنَّ الكلمة صار جسداً وصار إنساناً، ولا يعرف قُوَّة تجسُّده، بل هو يقول بالطَّبيعتين ويُفرِّقهما بعضهما عن بعض، ويجعل كلمة الله في ناحية فقط، والإنسان الذي اتَّحد به الله الكلمة في ناحية أخرى».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ288. [ادَّعى نسطور أنَّ اللاهوت لم يتَّحِد بالناسوت، فعلاقة اللاهوت والناسوت ليست علاقة اتِّحاد طبيعي أقنومي. إنَّما هي علاقة مُرافقة ومُصاحبة واتِّصال واقتران وسُكنى، فاللاهوت هو السّاكن والناسوت هو المَسْكَن، واللاهوت هو اللّابس والناسوت هو المَلْبَس، ولهذا يجب أن نُقدِّم العبادة للاهوت فقط دون الناسوت، والسُّجُود يليق باللاهوت، وفقط يكفي تقديم الاحترام اللائق بالناسوت لأنَّه نال شَرَف مُصاحبة اللاهوت، فنُكرمه كما نُكرم صورة الملك، ويُبرز البابا كيرلُّس الكبير هذا الفِكر الخطأ الذي يعني إنكار التَّجسُّد فيقول: «حسب ظنّهم الخاطئ, يعتقدون أنَّ الابن, حسب إرادة الآب ومسرّته الصّالحة, اتَّصل بإنسان, وجعل هذا الإنسان مُساوياً له في مجده، وسمح لهذا الإنسان أن يصبح المسيح وابن الله والرَّب. الاستنتاج المُباشر لمثل هذا التَّعليم الخاطئ, أنَّ الكلمة لم يتجسَّد ولا تأنَّس بالمرَّة، وهذا يجعلنا نعتبر مُعلِّمي المسكونة القدِّيسين مُعلِّمين كذبة». استمع يا صديقي إلى كلام نسطور نفسه حيث يقول: «إنَّني لأخجلنَّ من أن أدعو طِفلاً ابن شهرين أو ثلاثة إلهاً».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ288، 289. [الذي تألَّم على الصَّليب ومات هو المسيح الإنسان، ولذلك حذف عبارة: «يا من صُلِبَت لأجلنا» من الثلاث تقديسات، وقال: «لأنَّ المسيح الإنسان هو الذي مات, لذلك يُنسب موته لله الكلمة المُتَّصِل به»، ويُبرز البابا كيرلُّس الكبير هذا الفِكر النَّسطوري الذي يعني انفصال اللاهوت عن الناسوت فيقول: «هُم لا يقولون بالاتِّحاد, بل يقولون إنَّ الابن في الجسد حصل من الله على مُساواة في الكرامة والسُّلطان, هذا اختراع لا صِحَّة له على الإطلاق، والإنسان الذي اخترعوه وقالوا أنَّه تألَّم وأنَّ آلامه تُنسب للكلمة مادام الإنسان يسوع المسيح قد اتَّصل بالله الكلمة, هذا تعليم بانفصال اللاهوت عن الناسوت، أي بقاء الطَّبيعتين كلّ على ما هي عليه بدون اتِّحاد. لقد جاع المسيح، وتعب من الرِّحلة (المشي)، ونام في القارب مرَّة، وضربه مُعذِّبوه، وجلده بيلاطس، وبُصِقَ عليه الجنود، وطُعِن في جنبه بالحربة، وقُدِّم له الخلّ الممزوج بالمُرّ. بل أكثر من هذا ذاق الموت وتألَّم على الصَّليب, وتحمَّل إهانات اليهود. كلّ هذه الأمور يعتقد المُخالفون أنَّها حدثت لإنسان, ويُمكن أن تُنسب فقط لأقنوم الابن ذاته. لكنَّنا نرفض أن نُقسِّم عمّانوئيل إلى إنسان مُستقلّ عن الكلمة. بل نعترف أنَّ الكلمة صار إنساناً بالحقيقة مثلنا, وأنَّه هو نفسه إله من إله. بسبب اتِّحاده بالجسد, تألَّم بكلّ الإهانات, لكنَّه احتفظ بما له من عدم الألم, لأنَّه ليس إنساناً فقط, بل هو نفسه الله. لقد تألَّم دون أن يتألَّم».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ290. [وفي أغسطس سنة 431م, عقد كلستينوس أسقف روما مجمعاً أدان نسطور، وعقد البابا كيرلُّس مجمعاً في الإسكندرية أيَّد فيها حُكم مجمع روما، وأرسل قرار المجمع إلى القسطنطينية في نوفمبر سنة 431م مع الرسالة الثالثة لنسطور ومع اثني عشر حرماً. ثم جاء الحُكم النِّهائي للمجمع المسكوني الثالث بأفسس سنة 431م برئاسة البابا كيرلُّس الكبير بالحرم على نسطور، ونفيه إلى مدينة أخميم بلدة الأنبا شنودة رئيس المُتوحِّدين حتى لا يجد مجالاً لبث سُمُومه، ووضع المجمع مُقدِّمة قانون الإيمان: «نُعظِّمك يا أمّ النُّور الحقيقي, ونُمجِّدك يا والدة الإله القدِّيسة مريم, لأنَّك ولدت لنا مُخلِّص العالم…».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ291. [ويُعلِّق نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي على الفكر النَّسطوري قائلاً: «النَّسطورية قد أساءت إلى حقيقة التَّجسُّد, وبالتّالي إلى حقيقة الكفّارة والفداء، فجعلت التَّجسُّد بلا معنى، وأفرغته من كلّ قيمته ومعناه. وإذا كان هدف التَّجسُّد هو الفِداء, فقد جعلت الفِداء أيضاً بلا ثمر. لأنَّ قيمة الفِداء هي في أنَّ الذي مات عن البشر هو الإله المُتأنِّس, لقد قال النَّساطرة أنَّ المسيح كان إلهاً وإنساناً معاً. وكانت له خِبرات الطَّبيعتين, فآمنوا بطبيعتين في المسيح اجتمعتا معاً في نوع من الازدواج كما قُلنا. وبذلك فشلوا تماماً في إدراك فكرة الله صار إنساناً».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ291. [هذا وإنَّ اعتقاد النَّساطرة في ربِّنا يسوع اعتقاد مُهين للاهوته. ذلك إنَّ المسيح عندهم هو في الحقيقة «إنسان لابس الله» أو «إنسان مُلتحف بالله», وذلك لأنَّ النَّساطرة يُلحُّون دائماً على ناسوت المسيح، ويعتبرون الناسوت هو نُقطة البداية في نظريتهم, فهم يعتبرون المسيح إنساناً اقترن الله به بطريقة أخرى غير الاتِّحاد الحقيقي، وبلُغة أخرى, هي اتِّصال ومُصاحبة وليس اتِّحاداً، ومع ذلك فأقنوم المسيح أقنوم مُركَّب من إنسان وإله، ابن الإنسان وابن الله. أي أنَّ هُناك ابنين في أقنوم المسيح، فالمسيح الذي يُعلِّمون به ليس هو الله اللَّابس الناسوت, بل بالحريّ الإنسان اللَّابس الله، وفي هذه الحالة يكون المسيح في نظر النَّساطرة إنساناً أولاً, ثمّ نال نِعمة خاصَّة من الله، فسرَّ اللهُ به وسَكَنَ فيه، فهو إنسانٌ سَكَنَ الله فيه, فالمسيح عندهم ليس هو الله المُتأنِّس، وإنَّما هو إنسانٌ مُلتحف بالله أو مُلهم بالله. فهو والحالة هذه لا يكاد يفترق كثيراً عن إنسانٍ تقيّ أو قدِّيس، ومن عبارات نسطور الكُفرية, والتي اقتبسها البابا كيرلُّس في مُهاجمته للنَّسطورية قوله: «إنَّ من أجل الذي حمل أُوَقِّر المحمول، ومن أجل غير المرئي أعبُد المرئي», وقوله: «إنَّ الذي رُفِع يُسمَّى الله (يُشارك في اسم الله) بمُصاحبة الذي رفعه». ثمّ إنَّ النَّساطرة وقعوا في خطأ جَسِيم, لأنَّهم اعتقدوا أنَّ اللُّوغوس اتَّخذ إنساناً، وفي هذه الحالة لا يكون العمل الكفّاري للمسيح خلاصاً للجنس البشري بأسره, وإنَّما يصير الخلاص لفرد واحد فقط.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ293، 294. [ما هو فِكر لاون في السيد المسيح ؟ وهل له صِلَة بالفِكر النَّسطوري ؟ ج: يتركَّز فِكر لاون في أنَّ للسيد المسيح طبيعتين مُنفصلتين, أحدهما الإلهية تُبهر بالمعجزات, والأخرى الناسوتية مَلْقاة للإهانات والشَّتائم، فجاء في طومسه: «وُلِدَ يسوع المسيح من رَحِم عذراء بميلاد مُعجز، ومع ذلك فطبيعته ليست كذلك مُغايرة لطبيعتنا, لأنَّه وهو إله حقيقي، وليس ثمَّة زيف في هذه الوحدة, حيث إنَّ اتِّضاع الناسوت وعظمة اللاهوت تتناوبان (أو تتبادلان), وكما أنَّ اللاهوت لم يتغيَّر بسبب رحمته، كذلك الناسوت لم يُبتلع بسببٍ خلال اللاهوت، وكلّ طبيعة (صُورة الله وصورة العبد) تقوم بوظائفها الخاصَّة بها بالاشتراك مع الأخرى. فالكلمة يقوم بما يتَّصِل بالكلمة، والجسد يقوم بما يتَّصِل بالجسد، الواحدة مُتلألئة بالمُعجزات, والأخرى قابلة للإهانات، والكلمة لا ينقص عن مُساواته الآب في مجده، والجسد لا يتخلَّى عن طبيعة جنسنا. ومع ذلك فالطَّبيعة التي تقوم «أنا والآب واحد» (قاصِداً الطَّبيعة اللاهوتية) لا تتَّصِل بالطَّبيعة التي تقول: «والآب أعظم منِّي» (قاصِداً الطَّبيعة الناسوتية), فمع إنَّ في الرَّب يسوع المسيح أقنوماً واحداً لإله وإنسان، لكنَّ أصل الاحتقار الذي يشتركان فيه معاً مُتميِّز عن أصل المجد الذي يُشاركان فيه أيضاً». وقال لاون: «لقد وَلَدَت العذراء إلهاً في الناسوت», وهو نفس قول نسطور إنَّ الإله في الإنسان، وإنَّ العذراء مريم وَلَدَت الإنسان الذي سَكَنَ فيه الإله.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ295. [وكان نسطور قد اعترف بـأنَّ لاون وفيلابيانوس يُشاركانه نفس العقيدة, فقال: «لقد علَّمت الأمور التي جَرَتَ بواسطة الوَرِع فيلابيانوس أسقف القسطنطينية ضدّ أوطيخا, والذين ارتأوا مِثله قَبله, ثمّ الأمور التي جَرَتَ بواسطة المؤمن لاون رئيس الكهنة, الذي ناضل من أجل الإيمان الحق، وقاوم المجمع المزعوم (يعني الأفسسي الثاني) وحمدت الله باجتهاد كبير، ومازلت أحمده كلّ الأيام، واعلموا حقاً أنتم أيضاً المعلَّمون من الله، إنَّ هذا هو ابني وتعليمي. أي أنَّ ما حدَّده الرَّجلان الطّاهِران فيلابيانوس ولاون الآنفا الذِّكر، هو تعليم الإيمان الحقّ، وهكذا فيما أنَّ الجميع, ولا سيَّما الإكليروس, مُتمسِّكون بتعليمي، فمالي أنا وحدي أُدان وأُحرم وأُنبذ كمُبتَدِع، نتيجة الحسد».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ295، 296. [وظلَّ نسطور يحلم بمجمع مسكوني يردّه إلى شركة الكنيسة ويُثبِّت عقيدته، وللأسف فإنَّه عند انعقاد مجمع خلقيدونية المشئوم, أرسل مرقيان حاكم اسمه يوحنا يدعو نسطور للحُضُور، وإذ كان نسطور يستعِدّ للسَّفر, أخذ يشجب السيدة العذراء بأعلى صوته قائلاً: «أفتُدعين بعد يا مريم والدة الإله ؟», فإذا بالنِّقمة الإلهية تُباغته فيسقط من مركوبه، ويُقطع لسانه، ويَدُود فمه، ويموت في الطَّريق شرّ ميتة، وقد نَقَلَ الحاكم يوحنا خبر موته الشَّنيع إلى البابا ديسقورس الإسكندري, ويوبيناليوس الأورشليمي, حين حَمَلَ إليهما الدَّعوة لحضور المجمع، فلمّا بَلَغَ الخبر مرقيان اغتمَّ جداً».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ297. [أولاً: ضِدّ عقيدة الِفداء: ففصل الطَّبيعتين في السيد المسيح يضرب عقيدة الفِداء في مقتل, لماذا ؟ لأنَّ هذا الفصل يعني أنَّ الذي تألَّم على الصَّليب ومات عنّا هو مُجرَّد إنسان محض، كما صرَّح بهذا نسطور ومُعلِّميه وأتباعه، وبالتالي فلن يقدر أن يفدي ولا إنساناً واحداً، فمع أنَّه بلا خطية, ومن المفروض أن يفدي إنساناً واحداً فقط بسبب محدوديته. إلَّا أنَّه لن يقدر أن يفدي هذا الإنسان الواحد, لأنَّه إنسان محض, لا يملك نفسه لكيما يُقدِّمها فدية عن آخر, آه, أين إذاً فِداء البشرية جمعاء؟ لقد ذهب أدراج الرِّياح النَّسطورية العنيفة.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ299. [وقول النَّساطرة بأنَّهم يعبدون فقط الله السّاكن في الإنسان، ولهذا لا يسجدون للطَّبيعة الناسوتية قول غير صحيح، وقال القدِّيس أثناسيوس: «ليس للابن الواحد طبيعتان مُفترقتان، الواحدة نسجد لها, والأخرى لا نسجد لها, هذا الواحد هو الله, وهو ابن الله بالرُّوح (باللاهوت), وهو ابن الإنسان بالجسد، وليس هذا الابن الواحد في طبيعتين، واحدة نسجد لها, وأخرى لا نسجد لها، ولكن طبيعة واحدة لله الكلمة المُتجسِّد، نسجد له في جسده سجوداً واحداً».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ302. [ويقول القدِّيس كيرلُّس الكبير في رسالته إلى الملكة أودكسيا زوجة الإمبراطور ثيئودوسيوس الثاني: «وأمّا الذين يزعمون بجهلهم أنَّ العذراء القدِّيسة ليست بأمّ الله، فيضطرون بالضَّرورة أن يجعلوه اثنين, لأنَّه إن كانت العذراء لم تَلِد إلهاً مُتجسِّداً بحسب الجسد، فيلزم بالضَّرورة أن يُسلِّموا رغماً عنهم بأنَّها وَلَدَت إنساناً بسيطاً، وإن كان الأمر كذلك فكيف تجثو باسمه كل رُكبة ويعترف كلّ لسان أنَّ يسوع المسيح هو ربّ المجد. وكيف تسجد له الملائكة وجوق القُوّات السَّماوية ؟! هل نعبد نحن والسَّماويون إلى الآن إنساناً عامياً ؟ حاشا، لكن نسجد لعمانوئيل بما أنَّه إله حق, وما كُنّا نسجد له البتَّة لو لم نؤمن أنَّ كلمة الله الآب الذي تسجد له سائر الخليقة قد صار لحماً (جسداً), لا لأنَّه استحال إلى جسد, بل لأنَّه اتَّخذ جسداً من العذراء القدِّيسة ووُلِدَ ولادة بشرية». وقال أيضاً: «لو كان السيد المسيح إنساناً عادياً, فكيف يكون هو مركز العبادة ؟ هل يرغب هؤلاء (النَّساطرة) في إقناعنا بأنَّنا نعبد واحداً مثلنا ليس له سوى صِلة عارضة بالابن الكلمة ؟ لقد تجسَّد فِعلاً ولم يتَّصِل بإنسان من نسل داود، بل هو بذاته صار إنساناً، ولم يحدث أنَّ الكلمة اتَّصل بآخر وأعطاه صُورة الألوهية بشكل عارض دون أن تكون الألوهية الحقيقية, كيف يُصبح من هو ليس إلهاً مركزاً للعبادة ؟».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ303. [ويؤكِّد نفس المعنى القدِّيس بوليدس أسقف روما, فيقول: «وإن كان الكلمة صار جسداً كما هو مكتوب، فإنَّه إذا سجد واحد للكلمة فقد سجد للجسد، وإذا سجد للجسد فقد سجد للاهوت، هكذا الرُّسل أيضاً لمّا سجدوا للجسد المُقدَّس، فإنَّهم سجدوا لله الكلمة، وهكذا الملائكة كانوا يخدمون شكل الجسد ويعرفون أنَّه ربُّهم ويسجدون له، وهكذا لمّا ولدت مريم العذراء الجسد، فإنَّها ولدت الكلمة، فلأجل هذا هي والدة الإله بالحقيقة، ولمّا صَلَبَ اليهود الجسد، فالله الكلمة المُتجسِّد، هو الذي صلبوه».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ304. [(اقتباس لأثناسيوس الرَّسُوليّ عن أنَّ النَّسطورية ضدَّ التَّثليث): «وإذا أنت فتَّشت أيضاً بصِحَّة, وتُريد أن تتأمَّل الفعل، فسوف تجدهم يُخرجون ربَّنا يسوع المسيح عن الثّالُوث كالعبد، ومثل الإنسان لا يسجدون له، بل يقولون بالأكثر أن يسجد هو (أي السيد المسيح) ويخدم الثّالُوث القُدُّوس مثل كلّ أحد, كما فسَّر ذلك برقلس وبولس السّاموساطي».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ304. [وقال القدِّيس غريغوريوس العجائبي: «الله الحقيقي الغير جسد ظهر في الجسد، وهو تامّ في اللاهوت الحقيقي الكامل، ليس هو شخصين ولا طبيعتين، ولا نقول إنّا نعبد رابوعاً، الله وابن الله وإنساناً والرُّوح القُدُس. ومن أجل ذلك نحن نَحْرِم المُنافقين الذين يعتقدون هذا الاعتقاد, ويقولون بإنسان في تمجيد اللاهوت».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ306، 307. [نحن ندعو الأمّ التي ولدت جرجس بأنَّها أمّ جرجس, وليس أمّ جسد جرجس، فبالرَّغم أنَّها لم تُعط لجرجس إلا الجسد، وكذلك نحن ندعو العذراء مريم بأنَّها والدة الإله، ونحن نُدرك تماماً بأنَّها لم تُعطِ اللاهوت لابنها، لأنَّ اللاهوت أزلي وليس زمنياً، خالقاً وليس مخلوقاً، وقال البابا كيرلُّس الكبير: «العذراء القدِّيسة وحدها تُدعى وتُعرف بأنَّها والدة المسيح ووالدة الإله, لكونها لم تَلِد إنساناً بسيطاً, بل ولدت كلمة الله المُتجسِّد الذي صار إنساناً. إنِّي لأعجب من قومٍ يرتابون في تلقيب السيدة العذراء بوالدة الإله, لأنَّه إذا كان المسيح هو الإله المُتجسِّد والعذراء أمّه, فهي إذاً أمّ الله, وهذا هو الإيمان الذي سلَّمه لنا الرُّسُل, والعقيدة التي دان بها آباؤنا. ليس لأنَّ طبيعة الكلمة قد بدأت مع السيدة العذراء, ولكن لأنَّ في داخلها نما الجسد المُقدَّس الذي اتَّخذه المُخلِّص وجعله واحداً مع لاهوته. وكما أنَّ الأمّ البشرية, رغم أنَّها لا يدّ لها في خلق نفس ابنها, هي أمّ لابنها بأكمله وليس جسده فقط، هكذا السيدة العذراء هي أمّ المسيح بأكمله، فهي نالت بحقّ لقب أمّ الله».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ308. [ويقول نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي: «إنَّ لقب والدة الإله, كما يظهر من التَّعبير اليوناني ثيئوطوكوس qeotokoV, يُركِّز الانتباه أولاً على لاهوت المولود من العذراء, أكثر ممّا يُوجِّه النَّظر إلى كرامة العذراء نفسها، وهذا معناه أنَّ المولود من مريم هو الإله المُتأنِّس، وإنَّ ابن الله لم يَفْقِد بتأنُّسه شيئاً من اللاهوت الذي كان له مُنذ الأزل. ثمّ أنَّ هذا التَّعبير: «والدة الإله» يُوضِّح حقيقة أخرى، أنَّ المولود من مريم لابد أن يكون له كلّ ما للإنسان. فناسوته حقيقي وليس خيالاً، وقد وُلِدَ وهو الإله المُتأنِّس ولادة حقيقية, ولم تكُن ولادته خيالية أو ظاهرية. فهي ليست أصلاً للاهوت أو مصدراً له. حاشا! إذ هي مخلوقة به، لكنَّها حملته ثمّ ولدته, فهي بحقّ تُدعى والدة الإله بهذا المعنى. لم يكُن إذاً رفض نسطور تلقيب العذراء بوالدة الإله إلا نتيجة لسوء اعتقاده في السيد المسيح، ولو كان يعتقد في المسيح أنَّه الإله المُتأنِّس لما كان يعترض على لقب والدة الإله، وهذا هو ما قاله البابا كيرلس الكبير».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ243, 244. [الأوطاخية: كان أوطيخا (378 -454م) راهبًا مُسنًّا، ورئيسًا لدير بالقُرب من القسطنطينية، وكان عالماً وطبيباً، وكان من المؤيِّدين جدًا للبابا كيرلُّس الكبير، وخِصمًا شديدًا للنّسطورية التي نادت بطبيعتين وأقنومين وشخصين مُنفصلين في السيد المسيح.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ244. [وتمسَّك أوطيخا بعبارة القدِّيس كيرلُّس السَّكندري: «طبيعة واحدة مُتجسِّدة لله الكلمة», ولكن في خِضمّ صراعه مع النّسطورية, ومُغالاته في الدِّفاع عن الأرثوذكسية, سَقَطَ في بدعة إنكار ناسوت المسيح، فقال إنَّ جسد المسيح لم يكن جسدًا حقيقيًا من لحم ودم وعظام مثل جسدنا، بل هو جسد خيالي، وقد مرَّ في أحشاء العذراء مريم مثل مُرُور الماء من القناة، وشبَّه هذا الجسد الخيالي بنُقطة الخلّ التي تُلقى في المُحيط فتتلاشى فيه تمامًا، فالطَّبيعة البشرية في نظر أوطيخا قد ابتُلِعَت تمامًا وتلاشت في الطَّبيعة اللاهوتية، وقام أوطيخا بحذف كلمة «مُتجسِّدة» من عبارة القدِّيس كيرلُّس، وأخذ يُعلِّم بطبيعة واحدة لله الكلمة قاصدًا بهذا طبيعة وحيدة أي الطَّبيعة الإلهية فقط.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ125. [بدعة الطرثيونية (الثريثونية): وهي مُشتقَّة من الكلمة اللاتينية «Thrhesmus», وترجع البدعة للقرن الرابع الميلادي، وتقول أنَّ الآب هو الخالق الأزلي لوحده، والآب خلق الابن والرُّوح القُدُس وجعلهما آلهة للخلق، فسُلطانهما هو منحة من الآب، وهما يخضعان للآب, ولا يُماثلانه في شيء.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ125. [بدعة يوحنا الأسكنوناجي: وهو عاش في القسطنطينية في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور «جوستنيانوس»، وادَّعى أنَّ الآب والابن والرُّوح القُدُس ثلاثة آلهة, وليسوا إلهاً واحداً، فقاومته الكنيسة وقضت على بدعته.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ126. [بدعة أنوميوس: وقال أصحاب هذه البدعة إنَّ الرُّوح القُدُس مُنبثق من الابن وليس من الآب، واعتبروا الرُّوح ابـن الابـن، وبالتالي فهـو ابن لابن الآب, أي أنَّ الآب هو جدّ للرُّوح القُدُس.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ243. [وُلِد بولس ساموساطي Paul of Samosata في مدينة صغيرة تُدعى سيمساط ما بين النَّهرين على نهر الفُرات من أبوين فقيرين، وصار غنيًا بوسائل مُحرَّمة، واستطاع أن يصل إلى كُرسي الأسقفية فصار أسقفًا لأنطاكية سنة 260م.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ243. [وادَّعى بولس الساموساطي بأنَّ العذراء وَلَدَت يسوع الإنسان, ثمّ حلَّ عليه كلمة الله عند ولادته فصار إلهًا, أي أنَّه كان يؤمن بإنسان تألَّه وليس إلهًا تأنَّس. وعند آلامه فارقه كلمة الله، ونادى بأنَّ للمسيح أقنومان، وهو يُمثَّل ابنان لله, أحدهما بالطَّبيعة «كلمة الله» والآخر بالتَّبني «يسوع», وأنكر بولس الساموساطي أقنومية شخص اللُّوغوس وشخص الرُّوح القُدُس في الثّالُوث القُدُّوس, إنَّما هُما مُجرَّد قُوَى من قُوَى الله, مثل قُوَى العقل والفِكر بالنِّسبة للإنسان، وادَّعى أنَّ المسيح أخذ ينمو أدبيًا حتى تحرَّر من الخطية وهزم خطية آبائنا وصار مُخلِّصًا لجنسنا، وقال إنَّ اللُّوغوس سَكَنَ في المسيح بصُورة أكبر من سُكناه في أي نبي أو رسول آخر, وبسبب انحرافاته الإيمانية عُقِدَ له مجمعًا في أنطاكية سنة 268م أو 269م, وحُكِمَ بخَلْعه وتمّ تعيين دومنوس خلفًا له.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ124. [المريميين: وكانوا يعبدون كوكب الزَّهراء في وثنيتهم, وكانت «الزُّهرة» تُعبد في الشَّرق والغرب معاً, فهي «فينوس» الرُّومان، و «أفروديت» اليونان، و «إستار» البابليين، و «عشتروت» الفينيقيين, وقد انتقلت أيضاً عبادتها إلى جماعة بني إسرائيل في الزَّمن القديم, فعاقبهم الله على ذلك أشدّ العقاب (إر 7 : 18 – 20، 44 : 19، خر 8 : 14 – 18). وكانت النِّساء يُقدِّمن على مذابح الزُّهرة أقراص من خُبز الشِّعير، وبعد أن دخلوا للمسيحية أخذت السَّيدات تُقدِّمن أقراص الشِّعير قُرباناً للعذراء مريم، واعتبروها واحداً من الثّالُوث القُدُّوس وأطلق عليهم «الكوليريديانيين»، وهي كلمة يونانية مُشتقَّة من «كوليريدس», أي أقراص خُبز الشِّعير التي كان يُقدِّمها النِّساء على مذابح الأوثان، فصاروا يعبدون ثالوثاً مُكوَّناً من الآب والابن والأم العذراء، وقد قاوم هذه البدعة القدِّيس أبيفانيوس أسقف قُبرص، وذكرهم في كتابه «الشَّامل في الهرطقات» في القرن الرابع الميلادي. كما ذكرهم المقريزي في كتابه «القول الأبريزي» صـ127، ولم يمرّ القرن السّابع إلّا وانتهت هذه البدعة.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ253, 254. [ولأنَّ السيدة العذراء وَلَدَت الله الكلمة المُتأنِّس، لذلك فإنَّها ولدته بدون زرع بشر، وبدون ألم: «قبل أن يأخذها الطَّلق وَلَدَت. قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكراً» (أش 66: 7), وبسبب اتِّحاد اللاهوت بالناسوت وَلَدَت العذراء ابنها وبكوريتها مختومة, «فقال لي الرَّب هذا الباب يكون مُغلقاً لا يُفتَح ولا يدخل منه إنسان, لأنَّ الرَّب إله إسرائيل قد دخل فيه فيكون مُغلقاً» (حز 44: 2), وفي التَّسبحة نقول: «وبعدما ولدته، بقيت عذراء، بتسابيح وبركات نُعظِّمك» (ثيئوطوكية الأحد), وفي قسمة عيد الميلاد يُصلِّي الآب الكاهن قائلاً: «الكائن في حُضنه الأبوي كلّ حين أتى وحلَّ في الحشا البتولي غير الدَّنِس. ولدته وهي عذراء وبكارتها مختومة», وبسبب الاتِّحاد دُعيت العذراء مريم والدة الإله «ثيئوطوكوس».]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ170. [وأيضاً هُناك لوحة للثّالُوث رسمها الفنّان الرُّوسي «أندريه روبليف» حوالي سنة 1415م ومحفوظة في موسكو, ووضع صورتها الآب «سليم بسترس» على صدر كتابه «اللاهوت المسيحي والإنسان المُعاصر» سنة 1985م, وكذلك وضع صورتها الأب «أليكسندر شميمان» على صدر كتابه «من أجل حياة العالم» سنة 1994م, ويظهر فيها ثلاثة أشخاص مُتشابهين في الشَّكل والسِّن، وهذه الأيقونة تُصوِّر ثلاثة أشخاص مُنفصلين, بينما الآب والابن والرُّوح القُدُس أشخاص غير مُنفصلين، والآب لا يُمكن تصويره، وأيضاً الرُّوح القُدُس لا يُمكن تصويره إلّا في شكل حمامة كما ظهر في المعمودية, أو بألسنة نارية كما ظهر في يوم الخمسين.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ122. [والاتِّهام بأنَّ عقيدة التَّثليث من اختراع المجامع اتِّهام ظالم وغير منطقي, لماذا ؟ لأنَّ عقيدة التَّثليث فوق مُستوى العقل, فكيف تخترعها العقول ؟! إنَّها تختلف تمامـاً عن أي ثالوث وثني يشمل ثلاثة أشخاص أو ثلاثة آلهة مُنفصلين، فالثّالُوث المسيحي هو الثّالُوث الوحيد من نوعه الذي يشمل ثلاثة أقانيم مُتَّصلين في جوهر إلهي واحد. إنَّه سِرّ عميق فوق الإدراك البشري، فكيف يتثنى للإنسان أن يخترع أمراً يفوق إدراكه ؟!]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ159, 160. [ونُلاحظ أنَّ الثّالُوث المسيحي يختلف عن أيّ ثالوث وثني في عِدَّة أُمُور منها: (1) الثّالُوث المسيحي هو إله واحد, بينما أيّ ثالوث وثني هو ثلاثة آلهة. (2) الأقانيم الثلاثة ليس بينهم انفصال, إذ لهم جوهر إلهي واحد، بينما أيّ ثالوث وثني كلّ واحد مُنفصل عن الاثنين الآخرين، فيُمكن أن يموت أحدهم ويعيش الآخر. (3) في الثّالُوث المسيحي الأقانيم الثلاثة مُتساوون في الأزلية. أمّا في الثّالُوث الوثني فلا يوجد تساوي في الزَّمن، فالأم أكبر من الابن، والآب أكبر من الأم. (4) في الثّالُوث المسيحي لا يوجد تزاوج ولا مُباضعة ولا تناسل جسدي. بينما في الثّالُوث الوثني نرى التَّزاوج والإنجاب.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ15. [الله غير محدود (…) الله مالئ السَّموات والأرض, يملأ كلّ مكان ولا يخلو منه زمان, هو حاضر في كلّ مكان وزمان. هو كائن بالكامل في كلّ مكان، ومثال تقريبي على هذا أنَّ الشَّمس تدخل إلى بيتي وبيتك، وتُشرق في مدينتي ومدينتك، وفي كلّ مكان تُشرق بفاعليّتها وقُوّتها فتطرد الظُّلمة وتحمل الدِّفء وتُطهِّر المكان من الجراثيم والميكروبات، ومع هذا فإنَّها شمس واحدة قائمة في العلاء، والتَّشبيه مع الفارق, لأنَّ الشَّمس تغرب لكنَّ إلهنا إشراقة دائماً، وكما أنَّ الله غير محدود فصفاته وفضائله أيضاً غير محدودة، فقُدرته غير محدودة، وعلمه غير محدود، وطول أناته غير محدودة وهلّم جرّا. ويقول البعض أنَّ الله موجود بجوهره في السَّماء، ولكن في الأماكن الأخرى فله وجود بصفاته فقط، وهذا القول يُجانبه الصَّواب، لأنَّ الله موجود بجوهر لاهوته في كلّ مكان وزمان. الله له وجود عامّ في كلّ مكان، وأحياناً يُعلن عن وجوده بطريقة محسوسة كما رآه موسى مُتجلِّياً على جبل سيناء, بينما في ذات الوقت لم يخلو منه مكان قطّ، ويتساءل البعض الآخر قائلاً: هل يوجد الله في أماكن الشَّر والنَّجاسة وجهنَّم النّار ؟ الله لا يخلو منه مكان قطّ، فهو يوجد في أماكن الشَّر والنَّجاسة ولا يتأثَّر بالشَّر ولا بالنَّجاسة. إن كانت الشَّمس عندما تُشرق على الأماكن النَّجسة لا تتأثَّر, إنَّما تُطهِّر تلك الأماكن من التَّلوُّث, فكم وكم بخالق الشَّمس ؟! وأيضاً فـي جهنَّم النار يستعلن الله عدله، ولا يتأثَّر هو بنار جهنم.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ361. [هل عقيدة التَّجسُّد مُستوحاة من العبادات الوثنية كما قالوا عن فرعون إنَّه ابن آمون أو ابن رع، والإسكندر الأكبر ابن آمون، وقالوا عن بوذا إنَّه ابن الله ؟ ج: مُعظم الدِّيانات الوثنية القديمة كانت تؤمن بتجسُّد ابن الإله الذي تعبده. فمن أين جاءت هذه الفكرة المُتكرِّرة ؟ إنَّها جاءت في الوعد الإلهي بخلاص البشرية وأنَّ نسل المرأة يسحق رأس الحية، فبعد الطُّوفان تفرَّق بنو نوح شرقًا وغربًا وهم يحملون هذه الوعود، وعندما انحرف نسلهم وعبدوا الطَّبيعة، وسجدوا للمخلوق دون الخالق, ظهرت هذه الوعود في عباداتهم المُختلفة بصُوَر مُختلفة مع تكرار ذات الفكرة. كما أنَّ في الإنسان دافع فطري يدفعه إلى تلبية رغباته واحتياجاته, حتى لو كان الإنسان يجهل هذه الاحتياجات على وجه التَّحديد، ولكن شُعُوره بالاحتياج للخلاص من واقعه الأليم ومُستقبله المُظلم جعله يتصوَّر تجسُّد ابن الإله.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ97. [يعتبر شُهُود يهوه أنَّ الرُّوح القُدُس ليس أقنوماً، إنَّما هو عبارة عن قُوَّة قُدُّوسَة فعَّالة، فهو مثل المعمودية وليس شخصاً، ومثل المغناطيس، والكهرباء، وأمواج الراديو، وما هو إلّا نسمة أو ريح أو نسيم, فهل هذا صحيح ؟ ج: باختصار شديد, نقول إنَّ الرُّوح القُدُس هو حياة الله، ولا يُمكن أن نتصوَّر أنَّ الله بدون حياة، والقُوَّة هي أحد نتائج حُلُول الرُّوح القُدُس (أع 1 : 8، رو 15 : 19), إنَّما هو أقنوماً إلهياً وشخصاً غير مُنفصل عن الآب والابن.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ114, 115. [يقول شُهُود يَهْوَه أنَّ عقيدة التَّثليث اخترعها ترتليانوس ثيئوفيلس الأنطاكي في القرن الثاني الميلادي، وهي مُستمدَّة من العبادات الوثنية. بل أنَّها من زرع الشَّيطان, فهل هذا القول صحيح ؟ ج: كلمتيّ «ثالوث» و «أقنوم» لم تردا في الكتاب المُقدَّس، ولكن حقيقة عقيدة الثّالُوث مُستمدَّة من الإنجيل، فقد عايَنَت البشرية الابن مُتجسِّداً، وسَمِعَتْه يتحدَّث عن وحدانيته مع الآب، ووعده بإرسال الرُّوح القُدُس المُعزِّي الآخر الذي من عند الآب ينبثق. أليس هذا الثّالُوث القُدُّوس ؟! والحقيقة أنَّ أوَّل من استخدم بعض الاصطلاحات مثل «فيزيس» و «أوسيا» و «هيبوستاسيس» هو أوريجانوس. أمّا الآباء المُدافعون فاستخدموا تعبير ثلاثة أشخاص في جوهر واحد، وعندما دخلت الكنيسة في صراعات فكرية ضدّ الوثنيين والهراطقة والمُبتدعين, ذكر ثيئوفيلس الأنطاكي في كتابه «هوبليتس» كلمة «ثالوث», واستراحت الكنيسة لهذا التَّعبير فشاع استخدامه، فقال ثيئوفيلس: "ثالوث الله وكلمته وحكمته", وقال ترتليانوس: «ثلاثة أقانيم وجوهر واحد». فحتَّى لو كان ثيئوفيلس أوَّل من استخدم كلمة ثالوث، فإنَّ جُذُور هذه الكلمة مُتأصِّلة في الكتاب المُقدَّس.]
في الخِتام ……
نسأل الله أن يتقبَّل هذا العَمَل, وأن يكون خالصاً لوجهه تعالى, مُتَّبعين فيه هدي نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
ساهم معنا بدعكم لمشاريعنا الدَّعوية, الحساب الجاري لجمعية سخاء للخدمات الاجتماعية برقم (873179), ببنك الاستثمار العربي, فرع مدينة نصر, القاهرة, جمهورية مصر العربية
لمزيد من التَّواصل:
· صفحة الجمعية على الفيسبوك www.facebook.com/sa5aaa
· المُشرف العام لجمعية سخاء, محمد شاهين 00201005654207
· تابع المزيد من أعمالنا على مُدوَّنة تقرير http://tqrir.wordpress.com
الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات