القائمة إغلاق

خُلاصة كتاب: تاريخ الكتاب المُقدَّس

بسم الله الرحمن الرحيم

خُلاصة كتاب: تاريخ الكتاب المُقدَّس

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ208. [عبارة النَّقد الكتابي لا يُقصد بها معنى سلبي بأي حال, فالهدف من هذه الدِّراسات ليس هو النَّقض واكتشاف الأخطاء في الكتاب المُقدَّس, ولكن فحص النُّصُوص للتأكد ممّا كان يُريد الكُتّاب من البشر أن يُعبِّروا عنه. ومع أن بعض نتائج هذه الدِّراسات تعارضت أحياناً مع المفاهيم الرّاسِخة عن الكتاب المُقدَّس, فإنَّها بشكل عام أثبتت صحَّة التَّعاليم الأساسية التي وصل إليها علماء اللاهوت على مدى العُصُور.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ208. [كان للنقد الكتابي هدفان أساسيان: أولهما أنَّه يعمل على التَّدقيق في النُّصُوص الكتابية للوصول إلى النُّصُوص الخالية من الخطأ والأقرب إلى النُّصُوص الأصلية بقدر ما يُمكن. ولأنَّه لم يصل إلينا شيء من النُّصُوص الكتابية الأصلية, فأصبح على العلماء أن يُعدُّوا نُسخاً جديدة للكتاب المُقدَّس بدراسة مئات النُّسَخ المنسوخة باليد, لاكتشاف أصحّها بالفحص الصارم الدَّقيق. (…) الهدف الرئيسي الآخر للنقد الكتابي هو فحص النُّصُوص التي تم التَّدقيق فيها. وذلك في أساليبها اللغوية والبلاغية للتأكد من مقاصد الكُتّاب الأصليين.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ28. [مع أن الكثير من الكتابات قد تمّ تدوينها في عهد الملك داود وابنه سليمان, فإنَّ قصص أصول الإسرائيليين ومُعتقداتهم كانت على الأرجح ما زالت مُتداولة شفاهاً في تلك الفترة التي تُعد أعظم أيام مملكة إسرائيل. وهذه القصص ستُحفظ أخيراً في صورة مكتوبة في الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المُقدَّس, المعروفة بالأسفار الخمسة. وظل الاعتقاد على مدى قرون أن موسى هو الذي كتب الأسفار الخمسة وكثيراً ما كان يُشار إليها باسم «أسفار موسى الخمسة». غير أن العلماء يعتقدون الآن أن الأسفار الخمسة لم يتم كتابتها إلا بعد زمن موسى بفترة طويلة, وأنها عمل العديد من الكتبة. وهذه الفكرة ليست جديدة تماماً, فمُنذ عُصُور مُبكِّرة كان الظنّ أنه وإن كان موسى هو بالتأكيد الروح الملهم وراء هذه النُّصُوص, إلا أنه لم يكتبها هو شخصياً.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ30. [التوراة, الأسفار الخمسة الأولى لم يكتبها كما كان يظنّ الناس لزمن مديد, موسى أو أي فرد آخر, بل بالحريّ, إنَّها مزيج من أربعة مصادر على الأرجح, تُسمَّى بالحروف «ي», «إ», «ك», «ت».]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ29. [عندما فصل العلماء خيوط القصة التي تدل عليها الازدواجية, بدأوا يتحقَّقون من أن بعض القصص استخدمت اسم «يهوه» للدلالة على الله, بينما البعض الآخر استخدم «إلوهيم». وهذا أدَّى بهم إلى الاعتقاد بأنَّه على الأقل تمّ المزج بين تقليدين في الأسفار الخمسة. ووجد علماء آخرون ما هو أكثر من هذا, ففي 1878م, درس العالم الألماني فلهاوزن كل النظريات المعقولة واقترح خطة تُدعى «الفرضية الوثائقية» التي ما زالت شائعة الاستخدام حتى الآن. رأى فلهاوزن أربعة مصادر أساسية سمَّاها «ي», «إ», «ك», «ت», «فالياء» من «يهوه», و «الألف» من «إلوهيم», و «الكاف» من «كهنوتي», لأن هدف الكتابات الأخيرة تُركِّز على الكهنة والعبادة, و «التاء» للدلال على سفر التثنية الذي يشكِّل المصدر الرابع. وهذه المصادر «ي – إ – ك – ت» كُتِبَت قصصها مُنفصلة في أمكنة مُختلفة ومن أناس مُختلفين, كما سنشرح ذلك في الصفحة التالية. وقد ضمَّت هذه المصادر نفسها مصادر أقدم منها سواء مكتوبة أو منقولة شفاهاً. والأرجح أن بعض هذه المصادر يرجع إلى عهد موسى, بينما البعض الآخر أقدم منه عهداً. ولم تُجمع هذه المصادر «ي – إ – ك – ت», لتكوِّن الأسفار التي بين أيدينا الآن, إلا في عصر السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد على الأقل.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ154. [عندما درس ويكلف الكتاب المُقدَّس, أصبح يؤمن بأنَّ الكثيرين من القادة في الكنيسة لا يُمارسون ما يقوله الكتاب المُقدَّس فجاهر برأيه وبخاصة في العقد الأخير من حياته, وفي مُحاضراته وعظاته وكتاباته قاد ويكلف حملة ضخمة على الكنيسة مُمهِّداً الطريق لحركة الإصلاح التي قامت بعد ذلك بقرن. (…) وبدأ ويكلف يدعو إلى ترجمة إنجليزية للكتاب المُقدَّس, ترجمة تحلّ محلّ النُّسخة اللاتينية. التي لا يُمكن أن يقرأها سوى المُتعلِّمين جيداً من الكهنة إذ يجب أن يفهم عامّة الشعب الإيمان. (…) وقد عارض قادة الكنيسة بشدَّة الكتاب المُقدَّس الإنجليزي. وقد لخَّص هنري نيتون, وهو كاتب كاثوليكي في ذلك الوقت, موقف الكنيسة. لقد سلَّم المسيح إنجيله للإكليروس ومُعلِّمي الكنيسة المُتعلِّمين حتى يُمكنهم تقديمه للعامّة. ولكن ويكلف بترجمته للكتاب المُقدَّس جعله في يد الجموع, شائعاً للجميع, ومُتاحاً للعامّة بل وحتى للنساء القادرات على القراءةوهكذا ألقى الإنجيل إلى الخنازيروجوهرة الإكليروس تحوَّلت إلى لعبة للعامّة. وقد أصدر أحد البابوات خمسة أوامر بابوية (رسائل رسمية) يأمر فيها بإلقاء القبض على ويكلف, واستدعاه اثنان من الباباوات إلى روما, وقدَّمته الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا للمُحاكمة ثلاث مرّات, ولكن أصدقاؤه قدَّموا له الحماية ولم يُتَّهم في حياته بالهرطقة. وقد ندمت الكنيسة على ذلك, وفي 1428م, بأمرٍ من البابا استُخرِج جُثمانه, ويقول المؤرِّخ البريطاني توماس فولر الذي كتب بعد ذلك بنحو مائتيّ سنة, يصف ما حدث بعد ذلك: «أحرقوا عظامه حتى صارت رماداً وألقوا بها في مجرى جدول سريع الجريان, ثمّ ألقى بها الجدول في نهير, والنُّهير إلى نهر, ومنه إلى البحر, ومن البحر إلى المحيط. وهكذا أصبح رماد عظام ويكلف رمزاً لتعليمه الذي انتشر الآن في كل العالم.»]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ220. [النُّصُص الكتابية المعيارية: قبل الشُّروع في إنجاز ترجمة جديدة للكتاب المُقدَّس من اللغات الأصلية, يجب على المُترجمين أن يُقرِّروا أيَّة نُسخة سيستخدمونها. ومع أنَّهم على الأرجح سوف يستشيرون نُسخ أخرى بل حتى ترجمات أخرى, إلا أنَّه يتوجَّب عليهم الاستناد إلى نصٍّ واحد بعينه, وبالرَّغم من بعض الآراء المُعارضة, إلا أن مُعظم العلماء يتَّفقون عموماً على أفضل النُّسَخ للنُّصُوص الكتابية العبرية واليونانية. النَّص المعياري للعهد القديم هو The Bible Hebraica Stuttgartensis المنشور في شتوتجارت بألمانيا في 1966 – 1977م الطَّبعة الرابعة من تحرير رودلف كيتل في 1902م. والنَّص الكتابي من مخطوطة The Leningrad Codex, والتي يرجع تاريخها إلى سنة 1010م, ممّا يجعلها أقدم نُسخة كاملة من العهد القديم, ولكنَّه يتضمَّن أيضاً مُلاحظات بشأن القراءات المُختلفة ومن ضمنها البعض من لفائف البحر الميِّت. وهُناك نُسخة جديدة نُشِرَت في سنة 2005م. أمّا النَّص المعياري للعهد الجديد فهو الطَّبعة الرابعة من العهد الجديد اليوناني المنشورة في سنة 1993م. هذه النُّسخة تمّ إعدادها من قِبَل فريق دولي من العلماء تحت إشراف جمعيّات الكتاب المُقدَّس المُتَّحدة. وهو يحتوي على النَّص الأساسي علاوة على تقييمات للقراءات التي تختلف عن هذا النَّص في المخطوطات المُبكِّرة, واستشهادات من آباء الكنيسة والترجمات القديمة مثل السريانية والقبطية واللاتينية والأرمينية والجورجانية والسلافية القديمة.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ209. [كما تناول الشَّك مصادر أسفار العهد الجديد ومَنْ كتبوها في السنوات المُبكِّرة من النَّقد الكتابي, ففي البداية بدأ العلماء يعتقدون أن ليست كل الرسائل المنسوبة لبولس, قد كتبها هو. فلعل البعض منها كتبها تلاميذه الذين استعاروا اسم بولس ليضفوا عليه أهمية أكبر (وكانت هذه عادة شائعة في عُصُور الكتاب المُقدَّس) وسرعان ما ظهرت آراء كثيرة عن أي الرسائل كتبها بولس حقاً. كما بدأ العلماء يتساءلون عمَّن كتب الأناجيل ومتى, قائلين إنَّ أسماء البشيرين متى ومرقس ولوقا ويوحنا لم تُطبَق على الأناجيل إلا في القرن الثاني, وقد لا تكون دقيقة, وبناءً عليه فحصوا الأناجيل بالتَّدقيق بالوصول إلى دليل داخلي عن المؤلِّف والمصادر التي بنى عليها المؤلِّفون كتابتهم. وقد أثمر العمل في هذا المجال ثمراً غزيراً في القرن العشرين عندما اكتشف العلماء الكثير عن كيفية كتابة الأناجيل.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ72. [ومع أن إنجيل متى يأتي في أول العهد الجديد كما وصل إلينا, فإنَّ إنجيل مرقس هو على الأرجح أول إنجيل كُتِب, كما يبدو أنَّه كان المصدر الأهمّ لإنجيلي متى ولوقا. ولا أحد يعرف على وجه اليقين من كتب هذا الإنجيل رغم أن اسم مرقس موجود في عنوان الإنجيل في أقدم المخطوطات التي وصلتنا. وليس هُناك ما يدل على أي مرقس هو المقصود, فاسم مرقس كان اسماً شائعاً في القرن الأول, وبناءً على تقليد قديم, كان الكاتب هو يوحنا مرقس الذي رافق بولس وبرنابا بعض الوقت, ثم ارتبط بالرسول بطرس الذي دعاه «مرقس ابني» (1 بط 5 : 13) أي ابنه بالمعنى الروحي. وبناءً على ما ذكره بابياس, أحد أساقفة القرن الثاني (الذي يقتبسه يوسابيوس في القرن الرابع في كتابه تاريخ الكنيسة) كتب مرقس إنجيله على أساس ما علَّمه إياه بطرس. ومع أن هذا قد يبدو مُبالغة, فالأرجح أن مرقس استخدم بعضاً ممّا تعلَّمه من بطرس في كتابة إنجيله.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ74. [وبناءً على تقليد قديم, كتب متى جامع الضرائب الذي دعاه الرَّب يسوع رسولاً, هذا الإنجيل, غير أن الحقيقة لا يبدو أن الكاتب كان شاهد عيان, حيث أنَّه اعتمد على مرقس ومصادر أخرى في الحصول على مادَّته .. وأوَّل من ذكر متى كاتباً للإنجيل هو بابياس الأسقف من القرن الثاني, وهو الذي ذكر أن مرقس كان أوَّل من كتب الإنجيل الأقدم عهداً. وقال بابياس إنَّ متى جمع «أقوال يسوع» في اللغة العبرية. غير أن كلمة «أقوال» لا تعني إنجيلاً مثل الذي بين أيدينا, بل قائمة بالأقوال مثل «Q». علاوة على ذلك, إنجيل متى مكتوب باليونانية وليس بالعبرية, وقد استخدم مصادر يونانية (منها مرقس بالتأكيد).]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ76. [الإنجيل الرابع المنسوب ليوحنا أكثرها شاعرية وعُمقاً لاهوتياً. وكان آخر إنجيل يُكتب من الأناجيل الأربعة, ولعلَّه قد تعرَّض للتنقيح مرتين على الأقل, حيث أنَّه يحتوي على مادَّة من الواضح أنَّها أُضيفت إلى الإنجيل الأصلي في زمن مُتأخِّر. وقد تكون هذه المادة المُضافة قد كُتِبَت بمعرفة نفس الكاتب مثل الأصل, أو من كاتب مُختلف. ومرَّة أخرى ليس من يعرف من كتب هذا الإنجيل. ويذكر الإنجيل نفسه أن الكاتب كان «التلميذ الذي كان يسوع يُحبّه» (يو 21 : 20) ويُشار إليه عادة «التلميذ المحبوب» وكان شاهد عيان لأحداث الصليب (يو 19 : 35). ومع أن التلميذ المحبوب يُذكر كثيراً في إنجيل يوحنا, إلا أنَّه لا يذكر اسمه أبداً. وفي نحو 180م حدَّد الكاتب المسيحي إيريناوس بأنَّه الرَّسول يوحنا الذي عاش في أفسس إلى عصر ترجان (الذي أصبح إمبراطوراً لروما في 98م). وظلّ يوحنا يُعتبر كاتب الإنجيل الرابع. ولكن في القرن الماضي, شعر كثيرون من العلماء أن الرَّسول لم يكتب الإنجيل, فمع أنَّه قد يكون مؤسِّساً لكنيسة, أو جماعة من المسيحيين احتفظوا بكتاباته, فإنَّهم يعتقدون أنَّ أحد أتباع يوحنا كتب الإنجيل, وبعد ذلك قام واحد أو أكثر وكتب الإضافات.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ77. [مراحل التَّطوُّر: يروي الكثير من العلماء أنَّ إنجيل يوحنا, كمثل الأناجيل الثلاثة الأخرى, قد اجتاز في ثلاث مراحل من التَّطوُّر. أولاً: كان هُناك روايات الشُّهود الذين عرفوا يسوع. ثانياً: هذه الرِّوايات تمّ صياغتها وتشكيلها لكي تركِّز على احتياجات الكنائس المُبكِّرة, أو المُجتمعات المسيحية المُبكِّرة. وأخيراً: قام أحد الأفراد في واحدة من هذه المُجتمعات المسيحية بإعادة صياغة وتشكيل للمادة كتابةً لكي تتناسب تماماً مع احتياجات قُرّائه الأوَّلين.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ75. [لقد أشار الشَّكّاكون إلى أن هُناك تناقضات في الأناجيل مما يُقللّ من دقَّتها. ولكن كتبة الأناجيل لم يُحاولوا كتابة تاريخ مُرتَّب زمنياً لحياة الرَّب يسوع, بل كانوا يكتبون كُتُباً لاهوتية ترينا من كان يسوع وماذا فعل, ولم يروا أي خطأ في تغيير حقيقة تاريخية لإبراز نُقطة لاهوتية, فمثلاً في أناجيل متى ومرقس ولوقا نجد أن عشاء الرَّب الأخير مع تلاميذه هو وليمة الفصح, تذكاراً لآخر وجبة أكلها بنو إسرائيل قبيل هروبهم من مصر. وفي إنجيل يوحنا, أكلوا هذا العشاء الأخير في اليوم السابق, فلماذا هذا الاختلاف ؟ لقد ذكرت الأناجيل الأولى الثلاثة على أنَّه وليمة الفصح فيها أصبح الخبز والخمر العاديين جسد ودم الرَّب يسوع. أمَّا يوحنا من الناحية الأخرى فيرى أنَّ الرَّب يسوع هو الحمل الذي يؤكل في وليمة الفصح, فذكر أن المسيح مات في الوقت الذي كان يُذبح فيه خروف الفصح, وهكذا تغيَّر اليوم, فما فعله البشيرون هو إبراز المعنى الرمزي للوليمة .. فكل إنجيل ذكر جوانب من حياة الرَّب يسوع وما يُعنيه لنا, فحقيقة التاريخ أقلّ أهمية عن الحق الذي تُريد الأناجيل أن تُعلِّمه.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ69. [ما هي الرسائل التي كتبها الرسول بولس ؟ هُناك ثلاثة عشرة رسالة منسوبة للرسول بولس. ورسالة هي الرابعة عشرة, (وهي الرسالة إلى العبرانيين) كثيراً ما تُنسب له رغم أنَّه لا يذكر بالتحديد أنَّه كاتبها. وبعض العلماء المسيحيين الأوائل شكُّوا في كتابته لها, في القرن الثاني الميلادي اقتبس أحد العلماء المدعو ترتليان من الرسالة إلى العبرانيين وقال إنَّ كاتبها هو برنابا. وفي الواقع إنَّ الرسائل التي كتبها الرسول بولس موضوع جدل مُستمر. ومع أن اسم بولس على ثلاثة عشرة رسالة, فإنَّه كان من المألوف في العصور القديمة أن يكتب التلاميذ باسم مُعلِّمهم وروحه, كوسيلة لتكريمه, وتطبيق تعاليمهم على المواقف المُستجدَّة. وهذا ما يقوله كثيرون من المُعلِّمين في العصر الحديث, إنَّه قد حدث مثلاً مع الرسالة الثانية إلى تيموثاوس, الرسالة إلى تيطس, اللتين تختلفان عن رسائل الرسول بولس الأخرى من عدَّة وجوه, بما فيها أسلوب الكتابة.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ42. [يوجد 39 سفراً في العهد القديم, كما يوجد 23 سفراً آخرين, كلّها وردت أسماؤها في العهد القديم, ولكنها غير موجودة. نستطيع أن نقرأ مُقتطفات من سفرين من هذه الأسفار, لأن الكتاب المُقدَّس يقتبسها منها, ولكننا لا نستطيع أن نقرأ هذه الأسفار نفسها لأنَّها لم تبق. وكل الأسفار المفقودة, يُعتقد أنَّها تُغطي بعض فصول في التاريخ القديم لإسرائيل, وحروبهم وحكم بعض الملوك, وقصص أفراد من الأنبياء, كما أن الأسفار المفقودة كانت قديمة جداً, فمن الواضح أنَّها كُتِبَت قبل الأسفار التي ذكرتها, أي أنَّها تسبق بعض أقدم القصص في تاريخ إسرائيل بما في ذلك أحدى معارك يشوع الأولى لدخول أرض الموعد, التي اقتبس فيها يشوع هتافاً جريئاً من سفرٍ مفقود. ويرى علماء الكتاب أنَّه لا يوجد في الواقع 23 سفراً مفقوداً, بل نحو ستَّة أسفار, لأن بعض الأسفار كان يُطلق عليها عدَّة أسماء, وكثير من العناوين لم تكن في الواقع عناوين أسفار بل – كما يقول العلماء – الأرجح وصفاً للمُحتويات.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ43. (مع إضافة نصّ الشَّواهد أسفل الأسماء)

الثلاثة والعشرون سفراً المفقودة:

1- سفر حروب الرَّب (عد 21 / 14-15) لِذَلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ الرَّبِّ»: «وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ وَمَصَبِّ الأَوْدِيَةِ الذِي مَال إِلى مَسْكَنِ عَارَ وَاسْتَنَدَ إِلى تُخُمِ مُوآبَ».

2- سفر ياشر (يش 10 / 13, 2 صم 1 / 18) يشوع 10 / 13 فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.

صموئيل الثاني 1 / 18-27 (18 وَقَالَ أَنْ يَتَعَلَّمَ بَنُو يَهُوذَا «نَشِيدَ الْقَوْسِ». هُوَذَا ذَلِكَ مَكْتُوبٌ فِي «سِفْرِ يَاشَرَ»: 19 «اَلظَّبْيُ يَا إِسْرَائِيلُ مَقْتُولٌ عَلَى شَوَامِخِكَ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ! 20 لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ. لاَ تُبَشِّرُوا فِي أَسْوَاقِ أَشْقَلُونَ، لِئَلاَّ تَفْرَحَ بَنَاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِئَلاَّ تَشْمَتَ بَنَاتُ الْغُلْفِ. 21 يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لاَ يَكُنْ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ وَلاَ حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ، لأَنَّهُ هُنَاكَ طُرِحَ مِجَنُّ الْجَبَابِرَةِ، مِجَنُّ شَاوُلَ بِلاَ مَسْحٍ بِالدُّهْنِ. 22 مِنْ دَمِ الْقَتْلَى مِنْ شَحْمِ الْجَبَابِرَةِ لَمْ تَرْجِعْ قَوْسُ يُونَاثَانَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَيْفُ شَاوُلَ لَمْ يَرْجِعْ خَائِباً. 23 شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا. أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ. 24 يَا بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلْبَسَكُنَّ قِرْمِزاً بِالتَّنَعُّمِ، وَجَعَلَ حُلِيَّ الذَّهَبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنَّ. 25 كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ فِي وَسَطِ الْحَرْبِ! يُونَاثَانُ عَلَى شَوَامِخِكَ مَقْتُولٌ. 26 قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْواً لِي جِدّاً. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ. 27 كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ».)

3- سفر أمور سليمان (1 مل 11 / 41) «وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ»

4- سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل (1 مل 14 / 19)

«وَأَمَّا بَقِيَّةُ أُمُورِ يَرُبْعَامَ، كَيْفَ حَارَبَ وَكَيْفَ مَلَكَ، فَإِنَّهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ»

5- سفر أخبار أيام لملوك يهوذا (1 مل 14 / 29) «وَبَقِيَّةُ أُمُورِ رَحُبْعَامَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا»

6- سفر ملوك إسرائيل (1 أخ 9 / 1, 2 أخ 20 / 34) «وَانْتَسَبَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ, وَهَا هُمْ مَكْتُوبُونَ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ»

«وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ»

7- سفر أخبار صموئيل الرائي (1 أخ 29 / 29)

8- سفر أخبار ناثان النبي (1 أخ 29 / 29)

9- سفر أخبار جاد الرائي (1 أخ 29 / 29)

«وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي»

10- أخبار ناثان النبي (2 أخ 9 / 29)

11– نبوة أخيا الشيلوني (2 أخ 9 / 29)

12- رؤى يعدو الرائي (2 أخ 9 / 29)

«وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ»

13- أخبار شمعيا النبي ويعدو الرائي (2 أخ 12 / 15)

«وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمَعْيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الاِنْتِسَابِ»

14- مِدرَس النبي عدو (2 أخ 13 / 22) «وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ النَّبِيِّ عِدُّو»

15- سفر الملوك ليهوذا وإسرائيل (2 أخ 16 / 11) «وَأُمُورُ آسَا الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ الْمُلُوكِ لِيَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ»

16- أخبار ياهو بن حناني المذكور في سفر ملوك إسرائيل (2 أخ 20 / 34)

«وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ»

17- مِدرَس سفر الملوك (2 أخ 24 / 27) «وَأَمَّا بَنُوهُ وَكَثْرَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَمَرَمَّةُ بَيْتِ اللَّهِ مَمَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ سِفْرِ الْمُلُوكِ»

18- أمور عزيا (كتبها إشعياء بن أموس النبي, 2 أخ 26 / 22) «وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُزِّيَّا الأُولَى وَالأَخِيرَةُ كَتَبَهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ»

19- سفر ملوك إسرائيل ويهوذا (2 أخ 33 / 18)

«وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلَهِهِ وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ»

20- رؤيا أموص النبي في سفر ملوك إسرائيل ويهوذا (2 أخ 32 / 32)

«وَبَقِيَّةُ أُمُورِ حَزَقِيَّا وَمَرَاحِمُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي رُؤْيَا إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ النَّبِيِّ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ»

21- أخبار ملوك إسرائيل (2 أخ 33 / 18)

«وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلَهِهِ وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ»

22- أخبار الرائين (2 أخ 33 / 19) «وَصَلاَتُهُ وَالاِسْتِجَابَةُ لَهُ وَكُلُّ خَطَايَاهُ وَخِيَانَتُهُ وَالأَمَاكِنُ الَّتِي بَنَى فِيهَا مُرْتَفَعَاتٍ وَأَقَامَ سَوَارِيَ وَتَمَاثِيلَ قَبْلَ تَوَاضُعِهِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ الرَّائِينَ»

23- سفر أخبار الأيام (نح 12 / 23) «وَكَانَ بَنُو لاَوِي رُؤُوسُ الآبَاءِ مَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ إِلَى أَيَّامِ يُوحَانَانَ بْنِ أَلْيَاشِيبَ»

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ51. [استخدم المسيحيون الأوائل الترجمة السبعينية عند الاقتباس من العهد القديم. وفي العهد الجديد المكتوب باليونانية, كل الاقتباسات من أسفار العهد القديم تقريباً مأخوذة من السبعينية, لذلك احترم المسيحيون هذه الترجمة وسرعان ما اعتبروها النسخة المسيحية, ولهذا السبب بدأ بعض اليهود في العصر المسيحي الأول لا يقتنعون بالترجمة السبعينية, ولذلك ظهرت في القرن الثاني ترجمات يونانية جديدة للكتاب المُقدَّس العبري, وهي تُنسب لعلماء من اليهود: أكيلا, وسيماخوس, وثيودوتيون. وكانت ترجمة أكيلا شديدة المُحاكاة للأصل العبري, ومُتحفِّظة بطابع اللغة العبرية, فجاءت الترجمة اليونانية غير سلسلة يصعب على الكثيرين فهمها. كما حاول ثيودوتيون أيضاً أن تكون ترجمة أقرب ما يكون للنص العبري, فبدلاً من أن يُعبِّر بكلمات يونانية عن العبارات العبرية العسيرة, اكتفى بأن يكتب الألفاظ العبرية بنصِّها بحروف يونانية. أما سيماخوس التي لم تصلنا إلا أجزاء من ترجمته, فكان أقل اهتماماً بإعطاء الترجمة الحرفية في اليونانية بل كان كل همّه أن يجعلها يونانية فصيحة, لذلك جاءت ترجمته أنيقة وبليغة عن الترجمتين الآخرتين.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ50. [فيما يلي قائمة بالأسفار السبعينية. أما الأسفار المسبوقة بنجمة (*) فهي لا توجد في القائمة القانونية الأخيرة للأسفار العبرية, ولكن الآن غالبيتها موجودة في الكتب المُقدَّسة الخاصة بالرُّوم الكاثوليك واليونانيين الأرثوذكس والسالفونيين. كما أنها مطبوعة في أجزاء مُنفصلة من كُتُب البروتستانت تحت اسم "الأبوكريفا". والأسفار الوحيدة التي لا توجد في كُتُب الكاثوليك والرُّوم والسالفونيين (ولا حتى في الأبوكريفا) هي إسدارس الأول, صلاة منسّى, والمكابيون الثالث والرابع, وأغاني ومزامير سليمان. ولكن بعض الكُتُب المُقدَّسة الخاصة بالرُّوم الأرثوذكس والسالفونيين فتحتوي على إسدارس الأول, وصلاة منسى, والمكابيين الثالث, علاوة على أن الكتاب المُقدَّس اليوناني يحتوي أيضاً على المكابيين الرابع في مُلحق. الناموس والتاريخ: التكوين, الخروج, اللاويين, العدد, التثنية, يشوع, القضاة, راعوث, 1 – 4 الممالك (أسفار صموئيل والملوك), 1 – 2 الأخبار, * إسدارس الأول, إسدارس الثاني (عزرا – نحميا), أستير, * يهوديت, * طوبيا, * 1 – 4 مكابيون. الأسفار الشعرية والنبوية: المزامير, * الأغاني, * صلاة منسَّى (موجودة بين الأغاني), الأمثال, الجامعة, نشيد الإنشاد, أيوب, * حكمة سليمان, * يشوع بن سيراخ, * مزامير سليمان, هوشع, عاموس, ميخا, يوئيل, عوبديا, يونان, ناحوم, حبقوق, صفنيا, حجي, زكريا, ملاخي, إشعياء, إرميا, * باروخ, رسالة إرميا (موجودة في باروخ), المراثي, حزقيال, دانيال, * صلاة عزريا (موجودة في دانيال), * نشيد اليهود الثلاثة (موجودة في دانيال), * سوسنة (موجودة في دانيال), * بعل والتنين (موجودة في دانيال).]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ107, 108. [بدأ جيروم عمله في ترجمة الكتاب المُقدَّس في رومية بعد أن كلَّفه البابا دماسيوس بالقيام بذلك في عام 382 أو 383م. فقام بترجمة الأناجيل الأربعة بسرعة مُستخدماً ترجمة لاتينية قديمة كأساس لعمله مع تصويبها بعد دراسة النُّصُوص اليونانية الأصلية. وكانت هدفه من القيام بهذه الترجمة – كما قالهو تصويب الأخطاء التي حدثت من المُترجمين الذين لم يلتزموا الدِّقة, والتَّغييرات الفاضحة من النُّقاد الجهلة, ثمّ كل ما أدخله الناسخون أو غيَّروه, الذين كانوا نائمين أكثر منهم مُتيقِّظين, كما يظهر من نقد الترجمات اللاتينية القديم التي قام بها مسيحيون بمن فيهم البابا, فقد كان فيها الكثير جداً من الأخطاء والتَّغييرات والإضافات, فكان أمام جيروم عمل شاق, فانهمك في عمله. (…) على أية حال, لقد ترجم جيروم كل أسفار العهد القديم, فقد انصرف إلى هذا العمل فوراً بعد أن أكمل ترجمة الأناجيل, فقام أولاً بترجمة سريعة للمزامير, مُستخدماً أيضاً نصًّا لاتينياً قديماً, ولكنَّه في هذه المرة راجعه على العبري الأصلي وعلى نسخة من السبعينية اليونانية. ولكن هذه الترجمة لم تحز رضاه وعند هذه النُّقطة ترك روما واستقر في بيت لحم. وفي بيت لحم استأنف جيروم عمله بالقيام بترجمة ثانية للمزامير. وفي هذه الترجمة حقَّق دقَّة أعظم برجوعه إلى سداسية أوريجانوس. وهي الكتاب المُقدَّس الذي به نصوص عبرية ويونانية مُتنوِّعة من العهد القديم في ستَّة أعمدة. ومع أن جيروم قام بعمل ترجمة ثالثة للمزامير, فإنَّ هذه الترجمة الثانية هي التي استخدمت بعد ذلك في الفولجاتا. ثمّ شرع في ترجمة سفر أيوب, والأسفار الثلاثة المنسوبة لسليمان, وسفري أخبار الأيام مُستعيناً بالسبعينية. ثم خطا جيروم خطوة جريئة فهجر النَّص السبعيني رغم أنَّه كان يعتبره المسيحيون دائماً أنَّه النَّص الحاسم لأسفار العهد القديم, وأعطوه مكانة أعظم من النُّصُوص العبرية الأصلية. ومن ذلك الوقت فصاعداً, يبدو أنَّه, بدلاً من الاعتماد على الترجمة اليونانية السبعينية, بدأ جيروم يُترجم مُباشرة من العبرية سائر أسفار العهد القديم.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة, المقدمة. [نحن نعلم أن ليس كل اليهود اتَّفقوا على الكتابات التي يتكون منها كتابهم المُقدَّس, وأن المسيحيين أيضاً تجادلوا حول الأسفار التي يتكون منها العهد الجديد, وظل الأمر كذلك حتى عام 300م حين اتَّفق غالبية قادة الكنيسة على مجموعة الأسفار التي يتكون منها الكتاب المُقدَّس الآن, بل وحتى الآن ما زال هُناك اختلاف في الآراء, فالرومان الكاثوليك عندهم عهد قديم ضخم يشمل السبعينية, وهي الترجمة اليونانية القديمة للأسفار العبرية, والكنائس الأرثوذكسية الشرقية تضيف أسفاراً قليلة أخرى.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ221. [للأسف لا يوجد للعهد الجديد ما يُقابل النُّسخة الماسورية, بل في الواقع هُناك أكثر من 5300 مخطوطة للعهد الجديد, وترى بعض التَّقديرات أن فيها اختلافات أكثر مما في كل العهد الجديد من كلمات, ومع أن البعض يقولوا إنَّ 95% من هذه الاختلافات لا تُغيِّر المعنى الحقيقي للنَّص, فقد توجَّب على العلماء أن يُغربلوا هذه المخطوطات ليُحدِّدوا أكثرها احتمالاً في أن يكون دقيقاً, ويُقارنون بين هذه النُّسخ للوصول إلى ما يتوقَّعون أن يكون القراءة الأصلية. وعلى توالي السنين, وضع نُقّاد النُّصُوص قواعد لمُساعدتهم على تحديد صحَّة النُّصُوص في كلا العهدين القديم والجديد, رغم أنَّ هذه القواعد لا تؤدِّي على الدّوام إلى أفضل القراءات, ويجب الحذر الشديد في تطبيق هذه القواعد. وإحدى هذه القواعد هي أن القراءة الأقصر هي الأكثر احتمالاً أن تكون الأصل. فالكُتّاب كثيراً ما أضافوا مادّة لجعل النَّص أكثر فهماً عند قُرّائهم, ولكنَّهم نادراً ما حذفوا أي شيء لأنَّهم اعتبروا الأسفار المُقدَّسة هي كلمة الله المُقدَّسة. وقاعدة أخرى هي أنَّه كُلَّما كانت القراءة عسيرة الفهم, فالمُحتمل أن تكون هي الأصلية, حيث أنَّ الكتبة كثيراً ما يُبسِّطون النُّصُوص ليجعلوها واضحة لقُرّائهم, ولكن لم يكن من المُحتمل أن يُشوِّهوا القراءة. كما يبحث نُقّاد النُّصُوص على بدائل للكلمات التي تبدو مُتشابهة في النُّطق أو تبدو هكذا لإزالة الأخطاء غير المُتعمَّدة من الكُتّاب. وبالإضافة إلى ذلك, إنَّهم يبحثون عن المقاطع التي يُمكن أن يكون الكاتب قد سها عنها بأن تخطَّى سطراً أو انتقل من استخدام مُعيَّن للكلمة إلى استخدام مُتأخِّر لنفس الكلمة, وهكذا عن غير قصد حذف كلمات في الوسط. ومع أن المُشكلات في النُّصُوص في العهد القديم ما زالت في حاجة إلى حُلُول, فإنَّ الثِّقة في النُّصُوص الماسورية جعلت عمل العلماء أيسر, والعدد الرَّهيب من القراءات المُختلفة في مخطوطات العهد الجديد ستجعل نُقّاد العهد الجديد يُواجهون عملاً شاقًّا على مدى سنين عديدة آتية.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ157. [أول شخص استطاع تجميع ونشر العهد الجديد بلغته الأصلية هو دسيدريوس إرزمس, وهو الابن غير الشرعي لكاهن هولندي وأبنة أحد الأطباء. كَبُر إرزمس وأصبح رجل دين فصيح ولكنَّه قبل ذلك أُلقِيَ به إلى أحد الأديرة عندما توفّي والداه.]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ57. [الكتاب المُقدَّس السامري: في الأزمنة الكتابية المُتأخِّرة, كان اليهود يعتبرون السامريين بأنهم شعب وثني من أجناس مُختلطة وإيمان مُنحرف. فقد قال اليهود إنَّ السامريين كانوا نتاج غُزاة أشوريين استولوا على شمالي إسرائيل في القرن السابع قبل الميلاد وتزاوجوا مع اليهود الذين بقوا في البلاد. ولكن السامريين قالوا إنَّهم البقية الأمينة الوحيدة من إسرائيل والحارسون للكتاب المُقدَّس الحقيقي. وقد اعتبر السامريون – مثلهم مثل اليهود الصَّدُّوقيون – الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المُقدَّس, هي المُقدَّسة. ولكن نسختهم من هذه الأسفار الخمسة بها اختلافات هامّة عن النُّسخة العبرية. وأهمّ اختلاف هو أنَّهم يقولون إنَّ جبل جرزيم وليس أورشليم هو المكان الصحيح لعبادة الله, بل هو مكتوبٌ في الوصايا العشر التي لديهم. ولتأييد دعواهم الدينية, يرجعون إلى أقدس مُقتنياتهم, وهي مخطوطة قديمة بإمضاء كاتب اسمه أبيشا, ذكره أنَّه حفيد من أحفاد هارون أخي موسى, وأوَّل رئيس لكهنة إسرائيل. وادَّعى أبيشا أنَّه كتب المخطوطة في باب الخيمة مركز العبادة في جبل جرزيم بعد ثلاثة عشر سنة من وصول إسرائيل إلى أرض كنعان, وكثيرون من العلماء يُكذِّبون هذا الادِّعاء لأن أسلوب الإمضاء يرجع إلى 1100 بعد الميلاد. والبعض من العلماء القلائل الذين سُمِح لهم بفحص المخطوطة يقولون إنَّها مُكوَّنة من رُقَع مُختلفة مُلفَّقة من خطوط ترجع إلى قرون عديدة وبأيدي أُناس مُختلفين. والكتاب المُقدَّس السامري مبني على بعض أقدم الكتابات العبرية المعروفة, ولكن يقول علماء كثيرون إنَّ النُّسخة السامرية نُقِّحت للدفاع عن عقائد السامريين. أمَّا السامريون فيقولون إنَّ الكتاب المُقدَّس اليهودي هو الذي تم تنقيحه. وما زال بعض مئات من السامريين يعيشون في إسرائيل, وفي كل سنة يُقدِّمون ذبائح عيد الفصح على جبل جرزيم, الذي يُطلّ على مدينة نابلس (شكيم القديمة).]

ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ88. [أقدم الكُتُب المُقدَّسة التي وصلت إلينا: لا أحد يعلم متى تمّ ضمّ أسفار العهدين القديم والجديد في مُجلَّد واحد, ولكن أقدم نُسختين من الكتاب المُقدَّس وصلتا إلينا (كاملتين تقريباً) ترجعان إلى مُنتصف القرن الرابع, وتعرفان اليوم بالمخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية, وتحتويان على مُعظم النُّسخة السبعينية (أول ترجمة يونانية للكتاب المُقدَّس العبري) وتحتوي على الأسفار التي حذفها اليهود, واعتبرها البروتستانت أسفاراً أبوكريفية مع أن المخطوطة الفاتيكانية ينقصها أسفار المكابيين. وكلتا المخطوطتين تحتويان على أسفار العهد الجديد كلها (27 سفراً). والمخطوطة السينائية تحتوي أيضاً على رسالة برنابا وراعي هرماس. والأرجح أن النُّسخة الفاتيكانية قد كُتِبت في مصر في نحو 350م, ثمّ انتهى بها المسار إلى مكتبة الفاتيكان في روما. أمّا النُّسخة السينائية فلها تاريخ أكثر إثارة, فقد كُتِبَت في مصر في أواخر القرن الرابع وحُفِظت في دير سانت كاترين عند أقدام جبل موسى, المُعتقد أن موسى تلقَّى الوصايا العشر على قمَّته. وظلَّت النُّسخة فيه مخبوءة حتى 1844م, حين جاء عالم ألماني هو قسطنطين تشيذورف الذي عثر عليها في كوم من القمامة كان مُعدًّا للحريق, وفوراً عندما أدرك حقيقة ما اكتشفه, أنقذ مُعظم المخطوطة. لِقِدَم هاتين المخطوطتين ولأنَّهما تكادان أن تكونا مُكتملتين, فإنَّ لهاتين المخطوطتين قيمة لا تُقدَّر في مُعاونة علماء ا لكتاب المُقدَّس الآن.]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: