بسم الله الرحمن الرحيم
خُلاصة كتاب: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي ؟
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ22, 23. [يحتلّ الكتاب المُقدَّس المكانة الأولى بين مصادر التَّقليد, وله كرامة أكثر بين مصادر التَّقليد. فالكتاب المُقدَّس عبارة عن تجميع أسفار مُتعدِّدة. فوجوده ككتاب واحد ظاهرة حديثة جاءت نتيجة لاختراع طباعة الكتب. في الكتاب المُقدَّس نرى أسفاراً مُتعدِّدة وكل سفر له مُحتوى مميز: نجد التّاريخ, والأشعار, والأغاني, والحكمة, والفلسفة, ومجموعة قصص. كما نجد الأناجيل التي هي تعبير الكنيسة عن يسوع المسيح من هو ؟ ما هي تعاليمه ؟ وماذا فعل ؟ ونجد أيضاً رسائل كتبها الرُّسُل.]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ22, 23. [الكنيسة الأرثوذكسية تسير في حياتها وفق التَّقليد المُقدَّس, ولكنَّ الكثيرون لا يستطيعون تعريف ما هو التَّقليد ؟ كلمة «تقليد» (Tradition) مأخوذة من الكلمة اللاتينية (Traditio) التي هي ترجمة للكلمة اليونانية (Paradosis), وقد وردت هذه الكلمة كثيراً في الكتاب المُقدَّس (في الهامش: راجع 1 كو 11 : 2, 1 كو 11 : 23, 2 تس 2 : 15) وهذه الكلمة تعني في معناها الحرفي ما يُسلَّم من شخص لشخص كما تُسلَّم العصا في سباق التَّتابُع. الشَّيء الذي «يُقلَّد» هو ما يُسلِّمه الشَّخص (أو المجموعة) لشخص آخر (أو لمجموعة أخرى).]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ14 إلى 21. [المصادر الخمسة للتَّقليد المسيحي: 1- الكتاب المُقدَّس (…) 2- الليتورجيا: وهي المصدر الثاني للتَّقليد في الكنيسة. الـ «ليتورجيا» كلمة يونانية معناها «العمل الشَّعبي العام». ليتورجيا الكنيسة هي عمل الكنيسة حين تجتمع لتكون شعب الله وتعبد الله. فالليتورجيا تحمل في مُجملها كلّ الصَّلوات الكَنَسِيَّة العامَّة: خدمات ساعات اليوم (السواعي), أيام الأسبوع, أيام الأعياد والمُناسبات الكنسية والأسرار الكنسية. (…) 3- المجامع: المصدر الثالث من مصادر التَّقليد هو المجامع التي عقدتها الكنيسة. فالمجمع هو عبارة عن اجتماع لهؤلاء الذي أُعطوا السُّلطان في الكنيسة ليُقرِّروا ما هو أمين لتقليد الكنيسة وما هو ليس كذلك. (…) وكانت هُناك عدَّة مجامع خلال حياة الكنيسة الطَّويلة, وقد أوجدت حُلُولاً لكثير من المسائل. وحُلُول تِلك المسائل التي طُرِحَت جاءت في شكلين: قوانين إيمان (Creeds) وقوانين مجامع (Canons) (…) 4- القدِّيسين: المصدر الرّابع للتَّقليد الكنسي – وهو مصدر مُزدوج أيضاً – هو حياة القدِّيسين, وتعاليم مجموعة منهم الذين نُسمِّيهم بـ «الآباء» (وتلك المجموعة تضُمّ بعض «الأمَّهات»). (…) وتُوجد مجموعة مُعيَّنة من هؤلاء القدِّيسين نُسمِّيهم «الآباء», وعندما نقول «من آباء الكنيسة» نقصد شخصاً شهد لتقليد الكنيسة من خلال تعليمه لإيمان الكنيسة أو الدِّفاع عنه بحكمته, وغالباً يكون قد شَهِدَ لهذا التَّعليم بأتعاب كثيرة أو بتقديم حياته نفسها. 5- الفنّ الكنسي: (…) والفنّ في تعريفه هو استخدام الأشياء المادية كوسيلة للإعلان عن الرَّب. إذاً ففي الأرثوذكسية الفنّ ليس مُجرَّد تزيين ثانوي أو حلية, بل شيء في صلب مفهومنا عمّا نعرفه عن كيفية إعلان الله لنا عن نفسه. (…) أولاً الأيقونات: وهي الطَّريقة التي يُرسم بها شكل المسيح وأحداث حياته وأمّه والقدِّيسين. ثانياً الموسيقى الكنسية: وهي الطريقة التي تُقال بها ألحان الكنيسة والمفردات المُستخدمة في اللِّيتورجيات الكنسية. وأخيراً البناء الكنسي: فحتى الطَّريقة التي تُبنى بها الكنيسة بحسب التَّقليد شهادة واضحة لإيمان الكنيسة كما اختبرتها الكنيسة عبر العُصُور.]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ14, 15. [هذه الأسفار التي توجد في العهدين القديم والجديد موجودة في الكتاب المُقدَّس لأن شعب الله – من خلال هؤلاء الذين انتخبوا لتقرير ذلك الأمر – قرَّروا أن هذه الأسفار هي التي ستُعتبر كجزء من الكتاب المُقدَّس بخلاف أسفار أخرى مُزوَّرة. (في الهامش: تم تحديد قانونية الأسفار من خلال المجامع, مثل مجمع قرطاجنة في سنة 415م ومن خلال تعاليم الآباء كما في الرسالة الفصحية رقم 37 للقديس البابا أثناسيوس الرسولي في سنة 367م.)]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ23. [هذه المجموعة من الكتابات مُوحى بها من الروح القدس, أو بمعنى آخر: هي أنفاس الله لأنها من روحه. (في الهامش: كلمة الوحي في اللغة اليونانية معناها "نَفَسْ", فتعبير مُوحى بها من الله تعني أنفاس الله, راجع: 2 تي 3 : 16) وهي تُعبِّر عن الحق الذي من عند الله. الأسفار المُقدَّسة هي الكتابات التي كتبتها الكنيسة لتُعبِّر بأمانة عما أعلنه الله لها. وكما قلنا سابقاً فالكنيسة هي التي قدَّمت لنا الكتاب المُقدَّس. وقانونية الأسفار واعتبارها جزءً من الكتاب المُقدَّس أو عدم قانونيتها تم إقراره بسلطان الكنيسة. فلقد تداول اليهود كتابات كثيرة بينهم لمدة ألف عام, وكذلك المسيحيون الأوائل. ولكن الكنيسة بسلطانها قامت بعملية فرز الكتابات وأعطت «ختم موافقة» لتلك الكتابات, التي عبَّرت بأمانة عن الإيمان, والتي آمنت بها الكنيسة واختبرتها دائماً.]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ43. [حين اعترفت الكنيسة بقانونية أسفار الكتاب المُقدَّس واضعةً قائمة بأسماء الكتب المُعترف بها ككُتُب مُقدَّسة ومُلزمة, كانت تهدُف بذلك إلى حماية نفسها من أي كتاب مُزوَّر يكتبه الهراطقة ويزعمون أن كاتبه هو أحد الرُّسُل (مثلاً: إنجيل توما). فالهراطقة لم يستطيعوا أن يثبتوا صحَّة تعاليمهم من خلال التقليد, لأن هذه التعاليم جاءت من خارج الكنيسة, فالطريقة الوحيدة التي كانت أمامهم لإثبات وجهة نظرهم هي تحريف معاني الكتاب المُقدَّس, وكتابة كتب جديدة بأسماء الرُّسُل أو أنبياء العهد القديم.]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ54. [بداية يجب أن نسأل عما كان يقصد القديس بولس الرسول عند كلامه عن الكتب المُقدَّسة التي عرفها تيموثاوس من طفولته. لا يمكن أن يقصد العهد الجديد, لأنه لم يكن مكتوباً حين كان تيموثاوس طفلاً, بل إنه لم يكن قد اكتمل حتى زمن كتابة بولس لتلك الرسالة إلى تيموثاوس. ولم يكن العهد الجديد قد جُمِع حينذاك كما نعرفه حالياً … بالتالي نرى في تلك الآية وفي أغلب إشارات العهد الجديد إلى «الكتب المُقدَّسة» أن بولس يقصد أسفار العهد القديم.]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ26. [الوجه الآخر الذي للعهد القديم الذي يقبله الأرثوذكس هي «الأسفار القانونية الثانية» هذه الأسفار توجد فقط في الترجمة السبعينية وليست في النسخة العبرية التي للربيين. فأسفار كطوبيا وتكملة أستير وتكملة دانيال وسفري المكابيين, وحكمة سليمان ويشوع بن سيراخ ونبوة باروخ وصلاة منسّى تُعتبر جزءً من العهد القديم كبقية الأسفار في الكنيسة الأرثوذكسية.]
مُراجعة الأنبا رافائيل: هل الكتاب المُقدَّس وحده يكفي؟, كنيسة مار جرجس بالإسكندرية – صـ25, 26. [عندما يقتبس العهد الجديد من القديم نجد كل الاقتباسات تقريباً بدون استثناء من الترجمة السبعينية. وفي حالة المزامير والأنبياء نجد الفروق بين النص العبري والنص السبعيني واضحة.]
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات