القائمة إغلاق

كيفية الحُصُول على الحياة الطيبة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

كيفية الحُصُول على الحياة الطيبة؟!

أبو المُنتصر محمد شاهين التّاعِب

تحميل المقالة PDF

واحد ملحد غارق في الإلحاد … ردَّه اللهُ لدينه ردًّا جميلاً … اللهم آمين

ناشر أغنية لواحد تاني ملحد … مفاد الأغنية: بيقول أنا مش قادر ءآمن بيك يا رب عشان في ناس كتير جوعانين على كوكب الأرض وبيموتوا من الجوع … ولو كان في إله رحيم موجود فعلاً مكنش ترك الناس ديه كلها عشان تموت من الجوع وكان رزقهم!

الفكرة كلها إللي الملحدين مش قادرين يفهموها هي إن ربنا مخلقناش على الأرض عشان نعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات كده وخلاص … بنقدر نفهم نقطة في غاية الأهمية من خلال الآية الأخيرة من قصة آدم عليه السلام في القرآن

قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 38]

وقال أيضاً في كتابه الكريم: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه : 123]

يعني باختصار شديد … اتباع الوحي الإلهي الذي يأتينا عن طريق الأنبياء والرسل هو الذي سيؤدي إلى التالي: (لا خوف) (لا حزن) (لا ضلال) (لا شقاء)

يعني إللي بيعرض عن الوحي الإلهي والتعاليم الإلهية التي تصلنا عن طريق الأنبياء والرسل … سواء من خلال الكتب السماوية المقدسة التي تكون معهم أو من خلال تعاليمهم الشفهية التي يتم تدوينها فيما بعد … إللي بيعرض عن ده كله بيعيش في خوف وحزن وضلال وشقاء = أهم حاجة الشفاء ده بأه … شقاء بكل الأنواع

الله عزَّ وجلَّ يقول لنا في كتابه الكريم:

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه : 124]

ويقول أيضاً في كتابه الكريم:

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم : 41]

ويقول أيضاً في كتابه الكريم:

{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى : 30]

آيات كثيرة جداً ومشهورة لكن أحنا إللي بنحب نودي وشوشنا الناحية التانية ونحاول نقنع نفسنا إن السبب في كل البلاوي إللي أحنا عايشين فيها مش انحرافنا عن التعاليم الإلهية! لكن أي حاجة تانية وخلاص!

ربنا يقول في كتابه الكريم:

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف : 96]

ويقول أيضاً في كتابه الكريم:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور : 55]

كلّ هذه الآيات البيِّنات دالَّة دلالة قطعية على أنَّ الحياة الطيِّبة لن ينالها إلَّا من سلك في وصايا الله وشرائعه واتَّبع أوامره وانتهى عن نواهيه …

قال تعالى في كتابه الكريم:

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل : 97]

أيضاً تأمَّل هذه القصَّة الرائعة المذكورة في كتاب الله عزَّ وجلَّ:

{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ : 15-17]

لمَّا فأعرضوا عن أمر الله وشكره وكذبوا الرسل أرسل اللهُ عليهم السيل الجارف الشديد (التَّفسير المُيسَّر) وهذا ظاهر من قول الله عزَّ وجلَّ: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} … فيجب علينا أن نُصدِّق تصديقاً جازماً يقينيًّا بأنَّ اتِّباع الوحي هو الطريق الوحيد للحصول على الحياة الطيبة والفرح والأمن والهداية والرزق والتمكين في الأرض … اللهم هل بلَّغت؟! اللهم فاشهد!

نقطة ثانية ذكرها أحد الملحدين المرتدين عن دين الله عز وجل

جاء بصورة تحتوي على بعض الفتيات المُسلمات غير المُلتزمات بالحجاب الشرعي

يعني فاهمين إن الحجاب مُجرَّد تغطية للشعر … فممكن يلبسوا ملابس ضيقة تبين مفاتنهم وبمُجرَّد إنهم يغطوا شعرهم يبقوا كده مُحجَّبات! يا سلام!

المهم … الصورة فيها بنات مُسلمات لابسين حجاب مودرن وبيتعرَّضوا للتحرُّش

راح الملحد ده بدأ يطعن في الله عزَّ وجلَّ ويقول: الحل الإلهي باطل ولا ينفع

بنات مسلمات محجبات وبرضه في عيال سافلة بتتحرش بيهم … وبدأ يقول إن ربنا غلط – بزعمه – لما قال لنا إن الحل لمنع التحرش هو الحجاب!

أولاً … البنات المسلمات دول ملتزموش أصلاً بالحجاب الشرعي كما أمر الله عشان تيجي تقول: أهو يا رب سمعوا كلامك وبرضه حصل لهم تحرش … لا والعجيب إن الملحدين دول بيدعوا إنهم علماء دين وبتاع … ولما عرفوا الدين على حقيقته راحوا ارتدوا عنه والكلام الفاضي ده … الله المستعان, ولا حول ولا قوة إلَّا بالله

ثانياً … هل ربنا قال إن الحل عشان نمنع التحرش هو حجاب المرأة فقط؟

هنا هبدأ أدخل في نقطة وجوب تطبيق كل الأحكام والشرائع الإلهية … وإن الالتزام ببعض الأحكام والشرائع مع الإعراض عن البعض الآخر يُسبب الخزي في الدنيا!

قال الله تعالى في كتابه الكريم حكاية عن بني إسرائيل:

{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 85]

لما نرجع لنقطة = كيفية منع التحرش … هل الحجاب هو الحل الوحيد؟

لا طبعاً = في حلول تانية كثيرة جداً من القرآن الكريم والسنة النبوية

في حاجات تانية المرأة والرجل لازم يلتزموا بيها مثل: غض البصر, وعدم الوقوع في خلوة مع امرأة, وعدم التسليم باليد بين الرجل والمرأة, وبشكل عدم عدم مس امرأة لا تحلّ لك … وديه كلها أشياء المسئول عن حدوثها الطرفين!

طيب فرضاً إن المجتمع الإسلامي مُلتزم فعلاً بكل ما يخص منع التحرش … لكن المجتمع مُقصِّر بشدَّة من نواحي أخرى … مثل: الصلاة والزكاة والتحكيم بما أنزل الله والمعاملات التجارية … إلى غير ذلك من الأحكام الشرعية التي نتجاهلها … ومع ذلك نُريد أن نحيا حياة طيبة! هل لنا ذلك؟! بالطبع لا!

طالما هُناك تقصير في اتِّباع الوحي الإلهي فسيكون هناك خلل في حياتنا الدنيا فضلاً عن العذاب الأليم الذي ينتظرنا يوم الحساب … نسأل الله السلامة!

في النهاية أقول للمُسلمين قبل المُلحدين

لا تنتظروا أن نحيا حياة طيبة ونحن بعيديين كل البعد عن اتباع الوحي الإلهي!

أسأل الله عز وجل أن يُصلح أحوالنا … وأن يغفر لنا ذنوبنا … وأن يُطهِّر لنا قلوبنا … وأن يهدينا لاتِّباع وحيه المحفوظ في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

اللهم آمين

1 Comment

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: