بسم الله الرحمن الرحيم
مطوية: عقيدة المُسلمين في المسيح عليه السلام
كتبه: أبو المُنتصر محمد شاهين التاعب
التَّصميم الأوَّل 3 أعمدة: (الوجه 1 JPG) (الوجه 2 JPG) (التَّصميم PSD)
التَّصميم الثَّاني 3 أعمدة: (الوجه 1 JPG) (الوجه 2 JPG) (التَّصميم PSD)
نؤمن أنَّ المسيح ♠ عبدٌ مخلوقٌ مملوكٌ لله عزَّ وجلَّ. فهو ليس الله, وليس ابناً مولوداً لله قبل كلّ الدُّهُور, وليس من جوهر أو جنس الألوهية, ولا يشترك مع الله في أسمائه وصفاته الإلهية. فهو ليس إلهاً حقيقياً مُستحقًّا للعبادة, وإنَّما هو محسوب ضِمن العابدين السَّاجدين لله عزَّ وجلَّ.
نؤمن أنَّ المسيح ♠ ليس أزلياً, فبدايته بولادته من أمِّه مريم البتول, وليس له نَسَب إلَّا لها. فليس للمسيح ♠ وُجُودٌ قبل ولادته, فهو ليس أقنوماً إلهياً نزل من السَّماء وتجسَّد وتأنَّس وعاش على الأرض كإنسان.
نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ أرسل الملاك جبريل ♠ لمريم البتول, وبشَّرها بأنَّها ستلد ابناً مخلوقاً بكلمةٍ من الله, فكان هو وأمّه آية وأعجوبة للعالمين. قال تعالى: ▬قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ♂ [آل عمران : 47].
قال تعالى: ▬إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ♂ [آل عمران : 59].
نؤمن أنَّ القول بأنَّ المسيح ♠ ابن لله مُشابهة لقول الذين كفروا من قبل وقالوا إنَّ لله ولداً! ونؤمن أنَّه من الكُفر أن نقول بأنَّ الله نزل من السَّماء وتجسَّد وأصبح إنساناً عاش على الأرض, فهذا مُخالف للحقِّ وللحقيقة التي أعلنها اللهُ في وحيه المحفوظ.
نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ أنطق المسيح ♠ عندما كان طفلاً, فقال: ▬إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً♂ [مريم : 30-33]
نؤمن أنَّ المسيح ♠ أعلن أنَّه عبدٌ لله, ولم يُقل يوماً أنَّه الله, أو ابن الله, ولم يطلب أبداً مجد نفسه وعبادته.
قال تعالى: ▬ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ♂ [مريم : 34-36].
نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ أنعم على المسيح ♠ وعلى أُمِّه مريم البتول, فأعاذه اللهُ, هو وأمَّه من الشَّيطان الرَّجيم, وقد أيَّده اللهُ بروح القُدُس.
قال تعالى عن المسيح ♠: ▬إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ♂ [الزخرف : 59].
نؤمن أنَّ المسيح ♠ كان مُتَّصِفاً بكلّ صِفات النَّقص الإنسانية المُنافية للألوهية, فكان يشعر بآلام الجوع, ويحتاج إلى الطَّعام, ومن يتألَّم ويحتاج ليس بإله.
نؤمن أنَّ المسيح ♠ رسول الله. علَّمه اللهُ الحكمة والتَّوراة. فتعاليمه وتشريعاته, والكلام الذي تكلَّم به, لم يكن من نفسه, ولكنَّ الله الذي أرسله أوحاه إليه.
نؤمن أنَّ المسيح ♠ كان رسولاً إلى بني إسرائيل فقط لا غير, جاء إلى خاصَّته من خِراف بيت إسرائيل الضَّالة, وقد أحلَّ لهم بعض الذي حُرِّم عليهم.
نؤمن أنَّ نبينا محمد ☺ هو وحده الذي أرسله اللهُ إلى الخليقة كلِّها, ليُصحِّح للنَّاس عقائدهم الفاسدة, ومن ضمنها عقائدهم الفاسدة فيما يخصّ المسيح ♠.
قال تعالى: ▬مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ♂ [آل عمران : 79].
نؤمن أنَّ المسيح ♠ علَّم أنَّ أوَّل كلّ الوصايا هي أنَّ الرَّب إلهنا واحد, وليس ثلاثة! وأنَّ الله (الآب عند المسيحيين) هو الإله الحقيقي الوحيد المُستحقّ للعبادة, وأنَّه من يُشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنَّة, ومأواه النَّار, وأنَّه يجب علينا اتِّباع الوصايا والشَّرائع والأحكام الإلهية لدُخُول الجنَّة. فتعاليم المسيح ♠ مُختلفة عن التَّعاليم التي نجدها في الرَّسائل المنسوبة لبولس المدعو رسول المسيحية!
نؤمن أنَّ المسيح ♠ كان خاضعاً مُستسلماً لله, مقهوراً تحت إرادته ومشيئته, وأنَّه لم يكن يفعل مشيئته, بل مشيئة الله (الآب عند المسيحيين) الذي أرسله.
نؤمن أنَّ المسيح ♠ كان يصنع المُعجزات بسُلطان إلهي مدفوع له من الله, وليس بسُلطان ذاتي من نفسه, هذه المُعجزات دليلٌ على أنَّه رسول من عند الله, فكان يخلق من الطِّين كهيئة الطَّير فيكون طيراً بإذن الله, وكان يُبرئ الأكمه والأبرص ويُحيي الموتى بإذن الله. وعندما كان يصنع المُعجزة كان يشكر الله (الآب عند المسيحيين) الذي أيَّده.
نؤمن أنَّ المسيح ♠ بشَّر بنبيٍّ يأتي من بعده, هو محمد ☺, وأنَّ ملكوت الله سيُنزع من بني إسرائيل ويُعطَى لأُمَّة أخرى! ونؤمن أنَّ المسيح ♠ جاء بالإسلام الذي جاء به كلّ الأنبياء والرُّسُل, وأنَّ تلاميذه كانوا مُسلمين, ولكنَّ بعض المُنتسبين للمسيح ♠ انحرفوا عن الإسلام الذي جاء به, وابتدعوا عقائد وعبادات مُختلفة نسبوها له زوراً, وقد أكَّدوا انحرافهم برفضهم الإيمان بمحمد ☺, واتِّباعه كرسول من عند الله.
نؤمن أنَّ الله أنزل على المسيح ♠ كتاباً اسمه الإنجيل, فيه هُدى ونور. وقد استأمن الخالقُ النَّاسَ, واستحفظهم على الإنجيل, ولكنَّهم لم يكونوا أُمناء, ولم يُحافظوا عليه, بل أضافوا عليه, وحذفوا منه, وبدَّلوا وغيَّروا وحرَّفوا نُصُوصه وكلماته! وقد حدث هذا مع باقي الكتابات المُقدَّسة التي نزلت قبل القرآن.
نؤمن أنَّ الأناجيل الأربعة ليست الإنجيل الذي أنزله اللهُ على المسيح ♠, وإنَّما هي كتابات بشرية مؤلَّفة, وليست موحى بها من الله, لأنَّها تحتوي على ما يُخالف القرآن.
نؤمن أنَّ اليهود لم يقبلوا دعوة المسيح ♠, وتآمروا لقتله, ولكنَّهم لم يقتلوه, ولم يصلبوه, بل شُبِّه لهم ذلك, وما قتلوه يقيناً. فإنَّ الله نجَّى المسيح ♠ من مكائد اليهود المُختلفة, خُصُوصاً مكيدتهم لصلبه, وقد رفعه اللهُ إليه بعد أن طهَّره من الذين كفروا. لذلك نؤمن أنَّه لم يُصلب, ولم يُدفن في قبرٍ, ولم يقم من بين الأموات!
نؤمن أنَّ المسيح ♠ سينزل مرَّة أخرى إلى الأرض قُرب قيام السَّاعة, فيقتل الدَّجَّال, ويُقيم الإسلام في الأرض, فيكسر الصَّليب رفضاً لادِّعاء صلبه, ويقتل الخنزير دليلاً على حُرمته, ويضع الجزية إعلاناً منه لعدم قبوله أيّ دين آخر غير الإسلام. وفي النِّهاية سيموت ويُدفن بجانب أخيه النَّبيّ محمد ☺, ثمَّ يُبعث ليُحاسب.
نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ قدَّر على المسيح ♠ أن يمرّ بالمراحل التي يمرّ بها كلّ مخلوق, وهي الولادة, والموت, والبعث يوم الحساب, أمَّا ميعاد ذلك اليوم, فلا يعرفه أحد, ولا ملائكة السَّماء, ولا حتى المسيح ♠, إلَّا الله وحده.
نؤمن أنَّ عقائد المسيحيين فيها غُلُوّ وإطراء, ورفع لمقام المسيح ♠ فوق مقامه الحقيقي. وندعوهم لتصحيح عقائدهم وفق ما ذُكر في وحي الله المحفوظ.
الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصَّالِحات