القائمة إغلاق

في السريع (2) الرِّوايات والكُتُب الشَّبابية

سم الله الرحمن الرحيم

في السريع (2) الرِّوايات والكُتُب الشَّبابية

تفريغ: علاء ريحاوي، مُراجعة: إيمان يحيى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لفت نظري هذا الموضوع مُنذ ثلاث أو أربع سنوات تقريباً، عندما رأيت كتاباً مع أختي الصَّغيرة بعُنوان: “تاكسي”. وهو كتاب مشهور، يتضمَّن حِوارات بين الكاتب وبعض سائقي التَّاكسي بالقاهرة، يتناول فيها موضوعات مُتنوِّعة. والمُميَّز في هذا الكتاب – وكانت المرَّة الأولى التي أُلاحظ فيها أمراً كهذا – أنَّ الكتاب المؤلَّف مِن مائة وخمسين صفحة تقريباً مكتوبٌ بالكامل باللهجة العامِّيَّة!

بعد فترة لاحظت كتاباً آخر بعنوان: “برضو هتجوِّز تاني”.

العُنوان باللَّهجة العامِّيَّة، والكتاب كلّه كذلك باللَّهجة العامِّيَّة، لكاتب مشهور اسمه “إيهاب مُعوَّض”.

بمُرُور الوقت بدأتُ أُلاحِظ ظاهرة الرِّوايات، “الفيل الأزرق” وغيرها.

وممَّا لفت نظري مُؤخَّراً: رواية “الجاحد”، للكاتب “حسن البُخاري”.

الرِّواية تتناول أحوال الشَّباب من المُلحدين العرب.

الرِّواية قصيرة، والمادَّة العِلْمِيَّة بها حوالي عشر صفحات، وسط حوالي مائة وخمسين صفحة من الدّراما، لكنَّها بالمُجمل كانت جيِّدة.

ما أريد أن أتكلَّم عنه اليوم يندرج تحت فكرتين:

الفكرة الأولى: اهتمام الشباب بهذا النّوع فقط من الكُتُب، بمعني أنَّ هُناك بعض الشَّباب كلّ ثقافته مصدرها هذه الكُتُب الشَّبابية.

وتُوجد نقطة لا أجد لها تفسيراً، هي أنَّك تجد من بين هؤلاء الشَّباب من يقرأ كمًّا ضخماً من الرِّوايات، وقد يمتلك مكتبة ضخمة من هذه النّوعية من الكُتُب، ولكن في المقابل لا يُحاول أن يقرأ كتاباً واحداً من الكُتُب العِلْمِيَّة المُحترمة، سواء كُتُب عُلُوم شرعية، أو أية عُلُوم أُخرى. وهذا أمرٌ أستنكره على الشَّباب.

يعني على سبيل المثال، رواية “رحلة أبرهام”، هذه الرِّواية تتألَّف من ثلاثة مُجلَّدات ضخمة، بإجمالي ثلاثة آلاف صفحة تقريباً.

رواية أخرى مشهورة أيضاً، “الإخوة كارامازوف”، تتألَّف من ألف صفحة تقريباً.

والدتي مثلاً تُحِبّ رِوايات “أجاثا كريستي” البوليسية، ورُبَّما يكون مجموع الرِّوايات التي قرأتها آلاف الصَّفحات، ومع ذلك فهي قارئة جيِّدة في كلّ أنواع الكُتُب، علمية وشرعية.

لكن حديثي عن الشَّباب القادر على قراءة رواية من آلاف الصَّفحات، ويُكسِّل عن قراءة كتاب من مائتين وخمسين صفحة.

الفكرة الثانية: من الواجب علينا كدُعاة أن نستغِلّ إقبال الشَّباب على الرِّوايات، ونُقدِّم لهم رِوايات وكُتُب شبابية، مثل رواية “الجاحد” مثلاً، أو “رحلة أبرهام”، أو “كلمة الله”، أو “في قلبي أنثى عبرية”، روايات لها هدف، ولها مغزى، ولها قيمة، وتُعطي الناس معلومة. سواء مثل “إيهاب مُعوَّض” في كتاب ” برضو هتجوز تاني”، الذي دافع فيه عن فكرة تعدُّد الزَّوجات، وأوضح الهُجُوم الشَّديد جداً عليه، ولكن في النِّهاية فالكتاب باللَّهجة العامِّيَّة.

فالمطلوب من الدُّعاة الشَّباب، والدُّعاة بشكلٍ عامٍّ، أن يستغلُّوا هذا الحال. يُقدِّموا روايات وكُتُباً شبابية بنفس الطَّريقة في مواضيع كثيرة ومُتنوِّعة.

وأيضاً الشَّباب، مَن لديهم القُدرة على قراءة رِوايات تصِل لثلاثة آلاف صفحة، ليتهم يُحاولون قراءة كُتُب من ثلاثمائة صفحة، لكن نسبة العِلْم فيها قد تكون تسعين بالمائة، بدلاً من الرِّوايات التي لا تزيد نسبة العِلْم فيها عن عشرة أو خمسة عشرة بالمائة مثلاً.

قد تشعر- عزيزي الشَّاب- بالملل من أسلوب الكُتُب الجاف، إذاً دورنا أن نُقدِّم لك كُتُباً شبابية ورِوايات تحتوي على ثقافة دينية وثقافة إسلامية. ولكن في نفس الوقت عليك أن تُحاول، وتطلب العِلْم، وتصبر على ذلك، فتبدأ بقراءة كُتُب من مائة وخمسين أو مائتي صفحة، إلى أن تصل لقراءة مُجلَّدات من ثمنمائة أو ألف صفحة، كما تقرأ روايات من ألف صفحة.

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصَّالِحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: