القائمة إغلاق

عقيدة ألوهية المسيح عليه السلام عند المسيحيين وعلاقته بالتثليث والتَّجسُّد

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة مُحاضرات الرد على الأنبا بيشوي (المُحاضرات فيديو)

العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب

انحرافات قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) [المائدة : 17 و 72]

عقيدة ألوهية المسيح عليه السلام عند المسيحيين وعلاقته بالتثليث والتَّجسُّد

للتحميل:(PDF) (المُحاضرة الصوتية) (المُحاضرة مُصوَّرة من غرفة البالتوك)

[أشاربيشويإليالآية الكريمة التيتقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}, واستشهد بلقاء عقده بمنزل السفير المصريفيقبرص حضره أعضاء السفارة. وأشار إليأنه ذكر خلال اللقاء أن المسيحية تتطابق مع الإسلام باستثناء هذه الآية الكريمة. وتساءل عن موعد نزولها وطالب المسلمين بالبحث فيها،لأنها لو ثبتت لنيكون هناك اتفاق.]

الحق واحد ولا يتعدد الإسلام:

·الحق واحد لا يتعدد, فمن كان مع الحق كان فائزاً, ومن تَرَكَ الحق ورفضه كان خاسراً

·أهل الإسلام يقولون إن الإسلام هو الحق

·وأهل المسيحية يقولون إن المسيحية هي الحق

·وأهل اليهودية يقولون إن اليهودية هي الحق, وهكذا

·{وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة : 135]

·الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: [وقالت الـيهود لـمـحمد rوأصحابه من الـمؤمنـين: كونوا هوداً تهتدوا، وقالت النصارى لهم: كونوا نصارى تهتدوا. تعنـي بقولها تهتدوا: أي تصيبوا طريق الـحقّ.][[1]]

·الإمام الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى {قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً}: [احتج الله لنبيه rأبلغ حجة وأوجزها وأكملها، وعَلَّمَها محمداً نبيه rفقال: يا محمد، قل للقائلين لك من اليهود والنصارى ولأصحابك: {كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ} -: بل تعالوا نتبع ملة إبراهيم التي يجمع جميعنا على الشهادة لها بأنها دين الله الذي ارتضاه واجتباه وأمر به فإن دينه كان الحنيفية المسلمة وندع سائر الملل التي نختلف فيها، فينكرها بعضنا، ويقر بها بعضنا. فإن ذلك على اختلافه لا سبيل لنا على الاجتماع عليه، كما لنا السبيل إلى الاجتماع على ملة إبراهيم.][[2]]

الانحراف عن الإسلام إلى المسيحية واليهودية:

·الإسلام والمسيحية بينهما اختلافات عديدة من البداية إلى النهاية.

·عقيدة المسلم في اللهU تختلف عن عقيدة المسيحي

·وعقيدة المسلم في المسيحu تختلف عن عقيدة المسيحي, وهكذا

·المسلم والمسيحي يؤمنان بالله, ولكن هناك اختلافات جوهرية بين إيمان كل منهما

·المسلم والمسيحي يؤمنان بالمسيح ابن مريمu, ولكن هناك اختلافات جوهرية بين إيمان كل منهما

·المسلم والمسيحي يتفقان في الـمُسَمَّيات العريضة, ويختلفان في التفاصيل الموجودة تحت هذه الـمُسَمَّيات

·ولكننا لا نستطيع أبداً أن نقول أن هناك تطابق بين الاثنين.

·المسلم يعتقد أن دعوة جميع الأنبياء كانت واحدة, فقد جاؤوا جميعاً بالإسلام

·ولكن انحرف بعض الناس عن دعوة الأنبياء إلى عقائد ابتدعوها هم, ما أنزل الله بها من سلطان

·النصارى هم الذين انحرفوا عن الإسلام من بعد المسيحu

·واليهود هم الذين انحرفوا عن الإسلام من بعد موسىu

·لذلك: نجد هذه الـمُسَمَّيات العريضة التي نتفق عليها مثل: (الله, المسيح, موسى, الخ)

·لأن اليهود والنصارى كانوا على الإسلام مثلنا ولكنهم انحرفوا عنه

·وهذه الانحرافات أنتجت الاختلافات, والتي هي التفاصيل الموجودة تحت هذه الـمُسَمَّيات العريضة

حجم الاختلافات بين الإسلام والأديان الأخرى:

·إن الاختلافات الموجودة بين الإسلام والمسيحية اختلافات فرعية تحت مُسَمَّيات عريضة

·هذا لا يعني أن هذه الاختلافات يُمكن لنا أن نتجاهلها ونقول إن الإسلام مثل المسيحية

·إن الاتفاق قد يكون في الاسم فقط

·إن المسلم يعتقد أن إلهه هو اللهU, وأن المسيحي يعتقد أن إلهه هو اللهU

·ولكن كل ما يعتقده المسلم في اللهU, أو أغلب اعتقاده في اللهU, مختلف تماماً عمَّا يعتقده المسيحي في اللهU.

الانحراف عن العقائد الرئيسية للإسلام قبل بعثة محمد r:

·لو نظرنا إلى الفترة الزمنية بين رفع المسيحu إلى السماء وبعثة النبي محمدr

·سنجد أن هناك العديد من الانحرافات العقائدية الجسيمة

·والتي تصل غالباً إلى حد الكفر والخروج عن ملة الإسلام بالكلية

·باعتبار أن المسيحu ترك أتباعه على الإسلام

·من هذه العقائد الكفرية التي أخبرنا الله U بها في القرآن الكريم:

·الاعتقاد بأن المسيحu هو الله, وأنه ابن الله

·والاعتقاد بأن اللهI آبوابن وروح قدس, وأن وهؤلاء الثلاثة واحد

·هذه العقائد تعتبر في حكم الإسلام انحرافات جسيمة تصل إلى درجة الكفر

·فيُصْبِح صاحبها من الخاسرين يوم القيامة. هذا قبل بعثة محمدr

·ولكن اللهU قد أعطى لأصحاب هذه العقائد الـمُنْحَرِفة عن الحق فرصة أخرى لتصحيحها ليرجعوا إلى الإسلام العظيم

·فبعث اللهU إليهم محمداًr, والذي دَلَّ اليهود والنصارى على انحرافاتهم العقائدية وقام بتصحيحها لهم

بعد بعثة نبينا محمد r:

·من بعد بعثة محمدr

·يكفي فقط أن ترفض نبوته وإرساليته r لتكون من الكافرين الخاسرين يوم القيامة

·لو وُجِد في يومنا هذا شخص يُوافق الإسلام في أفعاله من بدايته إلى نهايته

·ولكنه أنكر نبوة محمدr, فإنه هكذا قد كَفَر بالبَيِّنَة التي أرسلها اللهU للناس أجمعين

·{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة : 6]

·هذه السورة من بدايتها إلى نهايتها تتحدث عن الخط الفاصل في تاريخ البشرية

·ألا وهو بعثة محمدr, فمن آمن به دخل الجنة, ومن كفر به دخل النار خالداً فيها.

الطعن في القرآن بسبب تكفير من عبد المسيح u

·من الكُفْر الذي وقع فيه النصارى قبل بعثة محمدr

·هو الاعتقاد بأن اللهU نزل إلى الأرض عن طريق التجَسُّد

·فأصبح هو المسيح عيسى ابن مريمu الذي جاع وأكل وشرب وتألم ونام وقام الخ.

·وقد قال اللهU في كتابه الكريم: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة : 17 و 72]

وقد تكلم الأنبا بيشوي عن هذه الآية الكريم فقال:

[ثم قلت لهم أنه لابد أن يكون الحديث في صراحة دون هجوم, لأن هناك نصوص أخرى لست أدري إن كانت قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أنها أضيفت فيما بعد في زمن متأخر, أنا لا أدري, لكم أنتم أن تبحثوا هذا الأمر, وهذه مسئوليتكم, لكن أن يقال: “لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو اللههنا لن يكون هناك اتفاق, فهل قيلت هذه العبارة أثناء بعثة نبي الإسلام, أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريري, لمجرد وضع شيء ضد النصارى, لا أعرف, وهناك نصوص أخرى تشبه هذا النص لكن هذا النص ذُكِر مرتين.][[3]]

وفي كلام الأنبا بيشوي نقاط مهمة كثيرة ألا وهي:

1.اقتباس خاطئ للآية الكريمة, فهو يقول: “لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله“.

2.قال أن عثمان بن عفانt قام بتجميع القرآن الشفويوجعله تحريري” !

3.اتهام المسلمين بشكل غير مُباشر بتحريف قرآنهم لمجرد مهاجمة النصارى !

أولاً: أحب أن أُذَكِّر الناس بأن الأنبا بيشوي لا يتساءل من أجل الحصول على إجابات

[هكذا يكون الحوار والشرح والتفاهم الذي يجعل الآخر يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغي آية تتهمنا بالكفر, وهذا لأني لم أهاجمه, طرحت نقدي بطريقة تساؤل وإذ به يحاول أن يجد حلاً.][[4]]

ثانياً: إذا كان الأنبا بيشوي يطرح نقده في هيئة تساؤل, فلابد أن يكون نقده مبني على دراسة وبحث

·نجد أن الأنبا بيشوي لا يستطيع حتى أن يقتبس الآية التي ينقدها بشكل صحيح !

·لا يُدرك أصلاً طبيعة عمل عثمان بن عفانt فيقول أنه كان يجمع القرآن الشفوي ويجعله تحريري !

·العجيب والغريب أن الأنبا بيشوي يغضب من الذين ينتقدون بدون دراسة وبدون مرجعية علمية

·وهو لم يقم إلا بهذا ! سبحان الله العظيم.

ثالثاً: الأنبا بيشوي يتَّهِم المسلمين بشكل غير مُباشر بتحريف قرآنهم لمجرد مهاجمة النصارى

·وكأن القرآن الكريم لا يحتوي على أي آيات تنتقد وتُفَنِّد العقائد المسيحية إلا هذه الآية !

·مع أن هذا ما نقرأه عن المسيحيين عندما كانوا يتعاملون مع الكتاب المقدس

·فهم الذين كانوا يقومون بتغيير نص كتابهم بسبب وبغير سبب !

·فهل تحقق في الأنبا بيشوي المقولة المشهورة: “رَمَتْنِي بِدَائهَا وانسَلَّت؟

انظروا إلى ما قاله المهندس المسيحي رياض يوسف داود: [كان الكتاب يُنْسَخ نَسْخ اليد في بداية العصر المسيحي, وكانوا ينسخون بأدوات كتابية بدائية, عن نُسَخ منسوخة, ولقد أدخل النُّسَّاخ الكثير من التبديل والتعديل على النصوص, وتراكم بعضه على بعضه الآخر, فكان النص الذي وصل آخر الأمر مُثْقَلاً بألوان التبديل التي ظهرت في عدد كبير من القراءات؛ فما إن يصدر كتاب جديد حتى تنشر له نُسْخَات مشحونة بالأغلاط.][[5]]

الكُفر البَشِع: (الثّالوث والتجسُّد والتأنُّس = ألوهية المسيح)

ارتباط عقيدة ألوهية المسيح بالتثليث والتجسُّد:

·في البداية يجب على المسيحي أن يعتقد بأن الله = آب وابن وروح قدس.

·لا يختلف أحدٌ على ألوهية الآب في الكتاب المدعو مُقدَّس.

·الابن إلهٌ أيضاً لأن المسيحي يعتقد بأنه مولود من الآب فورث جوهره وطبيعته الإلهية.

·الروح القدس إلهٌ أيضاً لأن المسيحي يعتقد بأنه منبثق من الآب (أو الآب والابن معاً) فأخذ جوهره وطبيعته الإلهية.

·فمن حمل الطبيعة والجوهر الإلهي أصبحاً إلهاً مُستحقاً للعبادة !

·المسيحي يعتقد بأن الآب والابن والروح القدس واحد في الجوهر الإلهي.

·المسيحي أيضاً يعتقد بأن الأقنوم الثاني (الله الابن الكلمة اللوغوس) هو الذي تجسَّد.

·التجسُّد هو: اتِّحاد الطبيعة أو الجنس أو الجوهر الإلهي بالطبيعة أو الجنس أو الجوهر الإنساني.

·بعد هذا الاتحاد, حدث التَّأنُّس, والذي هو تكوين الإنسان = المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.

·الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة : 17 و 72]

·الآية تُشير إلى اعتقاد المسيحي بأسبقية وجود الله عز وجل على وجود المسيح عليه السلام.

·وأن الله عز وجل هو نفسه المسيح عليه السلام.

·لأن المسيحي يعتقد أن الله تجسَّد وتأنَّس وأصبح المسيح عليه السلام الذي عاش على الأرض.

رُسُوخ هذه العقيدة في مجمع نيقية 325م:

·قانون الإيمان المقدس الأرثوذكسي (قانون الإيمان المسيحي أو القانون النِّيقاوي القُسْطَنْطِيني)[[6]]

·بالحقيقة نؤمن بإله واحد, الله الآب, ضابط الكل, خالق السماء والأرض, ما يرى وما لا يرى.

·نؤمن برب واحد يسوع المسيح, ابن الله الوحيد, المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, مساوٍ للآب في الجوهر(واحد مع الآب في الجوهر), الذى به كان كل شيء.

·هذا الذى من أجلنا نحن البشر, و من أجل خلاصنا, نزل من السماء وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء. تأنَّس وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي.

·تألم وقُبِرَ وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب, وصعد إلى السموات, وجلس عن يمين أبيه, وأيضاً يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات, الذي ليس لملكه انقضاء.

·نعم نؤمن بالروح القدس, الرب المحيي المُنْبَثِق من الآب. نسجد له ونمجده مع الآب والابن, الناطق في الأنبياء.

·وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي.

عدم رُسوخ هذه العقيدة قبل مجمع نيقية 325م:[[7]]

الكُفر البَشِع في أقوال الآباء المُعلِّمين: (الثّالوث والتجسُّد والتأنُّس = ألوهية المسيح)

كيرلس الكبير المدعو قديساً, ويُدعى أيضاً بـ عمود الدين“:

·وُلِد حوالي 375م, وأُقيم بطريركاً لكرسي الإسكندرية في عام 412م, وتوفى في عام 444م.[[8]]

·قال في كتابه تجسد الابن الوحيدأو تعاليم في تجسد الوحيدكلاماً عجيباً غريباً يُوَضِّح بشاعة هذا الكفر:

[إن المسيح جاع, وتعب من السفر, ونام في السفينة, ولُطم من الخدام, وجُلد من بيلاطس, وتُفل عليه من العسكر, وطُعن بالحربة في جنبه, وقَبِلَ في فمه خلاً ممزوجاً بمُرّ؛ بل وذاق الموت محتملاً الصليب وإهانات أخرى من اليهود. ونحن نرفض أن نُقسِّم عمانوئيل إلى إنسان من جهة وإلى اللوغوس من جهة أخرى, ولكننا إذ علمنا أن اللوغوس قد صار إنساناً بالحقيقة مثلنا فنحن نقر أنه هو هو بعينه إله من إله, وبحسب بشريته إنسان مثلنا مولود من امرأة, فنحن نعترف إذاً أنه من حيث أن الجسد كان له خاصة, فقد تألم هو اللوغوس المتجسد بجميع هذه الآلام, ومع ذلك فقد حفظ طبيعته الخاصة أي لاهوته في غير ألم, لأنه لم يكن إنساناً مُجَرَّداً, بل كان هو نفسه بعينه إلهاً بطبعه. وكما أن الجسد كان له خاصة, هكذا أيضاً آلام الجسد الطبيعية التي لا لوم فيها صارت له خاصة.][[9]]

·هنا يجب التنبيه على أن كيرلس الكبير يقصد الله الكلمةبـ اللوغوس

·فمن المعلوم أن النصارى يقولون بالتثليث, وهو أن الإله ثلاثة: آب, وابن, وروح قدس

·وكل واحد من هؤلاء الثلاثة يُعتبر الله.

·فقد تألم هو اللوغوس المتجسد بجميع هذه الآلام“, قم بتبديل كلمة اللوغوسبكلمة الله“.

·لتصبح العبارة: “فقد تألم هو الله المتجسد بجميع هذه الآلام“.

·فقد نسبوا الآلام والإهانات للهU, {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً} [الإسراء : 43]

أثناسيوس المدعو قديساً, والذي يُدعى أيضاً بـ الرسولي“:

·والذي أُقيم بطريركاً لكرسي الإسكندرية في عام 328م[[10]]

·قال أيضاً كلاماً صريحاً يُعلن فيه هذه العقيدة الكفرية العجيبة, ألا وهي إن اللهU, الإله المعبود, هو المسيحu:

[نعترف بابن الله المولود من الآب, خاصياً أزلياً قبل كل الدهور, ووُلِد من العذراء بالجسد في آخر الزمان, من أجل خلاصنا, وهذا الواحد هو الإله, وهو ابن الله بالروح, وهو ابن الإنسان بالجسد, ولسنا نقول عن هذا الابن الواحد انه طبيعتان واحدة نسجد لها وأخرى لا نسجد لها, بل طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد ونسجد له مع جسده سجدة واحدة, ولا نقول باثنين واحد هو ابن الله بالحقيقة وله نسجد وآخر هو إنسان من مريم ولسنا نسجد له, وأنه صار ابن الله بالموهبة مثل البشر, بل الذي هو من الله هو الله“.][[11]]

·وقال أثناسيوس أيضاً في كتابه المعروف للجميع تجَسُّد الكلمةعبارة صريحة وواضحة:

[اعترفت كل الخليقة أن من ظهر وتألم في الجسد لم يكن مُجرد إنسان, بل ابن الله ومُخَلِّص الجميع, فالشمس توارت, والأرض تزلزلت, والجبال تشققت, وارتعب كل البشر. جميع هذه الأمور أوضحت أن المسيح الذي على الصليب هو الله, وأن الخليقة كلها خاضعة كعبد له, وأنها شهدت برعبها لحضور سيدها, وهكذا أظهر الله الكلمة نفسه للبشر بأعماله.][[12]]

·المسيح الذي على الصليب هو الله

·أظهر الله الكلمة نفسه للبشر بأعماله

·وهذا الواحد هو الإله

·طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد ونسجد له مع جسده سجدة واحدة

·فنحن نقر أنه هو هو بعينه إله من إله

·فقد تألم هو اللوغوس المتجسد بجميع هذه الآلام

·كان هو نفسه بعينه إلهاً بطبعه“.

الأنبا بيشوي يريد منَّا أن نلغي الآية التي تعلن هذا الكُفْر الذي لا يقبله أي إنسان يعرف اللهU حق المعرفة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


[1] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان عن تأويل آي القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, الجزء الثالث صـ101.

[2] المرجع السابق صـ102.

[3] كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدةصـ45.

[4] المرجع السابق.

[5] رياض يوسف داود: مدخل إلى النقد الكتابي, دار المشرق ببيروت صـ23.

[7] راجع بحث الأخ مُعاذ عِليان بُعنوان: هل المسيح إله كامل بحسب أقوال الآباء ؟ http://eld3wah.net/html/m03az/ilah-kamil.htm

[8] تادرس يعقوب ملطي: نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى, كنيسة مار جرجس باسبورتنج الإسكندرية صـ94.

[9] رهبان دير الأنبا مقار: المسيح في حياته المقدسة بحسب تعليم القديسَين أثناسيوس الرسولي و كيرلس الكبير, دار مجلة مرقس بالقاهرة صـ39, 40.

[10] تادرس يعقوب ملطي: نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى, كنيسة مار جرجس باسبورتنج الإسكندرية صـ81.

[11] الأسقف إيسوذورس: الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسةصـ472. (قال أثناسيوس الرسولي في مقالة له على التجسد استشهد بها كيرلس الكبير مراراً, وقد وردت في الجزء الأول والثالث من تاريخ مجمع أفسس, وفي كتاب اعتراف للآباء, وفي كتاب منارة الأقداس للمفريان أغريغوريوس ابن العبري.)

[12] أثناسيوس الرسولي: تجسد الكلمة, المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية بالقاهرة, نصوص آبائية 128, الفصل 19, الفقرة 3 – صـ58, 59.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: