القائمة إغلاق

حول ادعاء صلب المسيح وموته – الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة مُحاضرات الرد على الأنبا بيشوي (الفيديو)

العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب

حول ادعاء صلب المسيح uوموته (الجزء الثاني)

للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الصوتية) (المُحاضرة مُصوَّرة فيديو من البالتوك)

وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ:

قال الأنبا بيشوي: [في هذه القضية هم يرددون النص التالي: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء : 157]. في هذا الصدد قلت لهم أن المعتدلين من كبار علماء المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية, ويفسرون هذه العبارة بقولهم أنه إذا كان المقصود شخص يشبهه لقال شُبِّه به لهموليس شبه لهم“. أما شبه لهمفتعني أنه خُيِّل إليهم, ولم يكن هناك من يشبهه.][[1]]

·في هذه المرة لا يسعني إلا أن أقول أن الأنبا بيشوي قد افترى على علماء المسلمين من المفسرين افتراءً عظيماً

·فقد ادَّعى أن هناك من كبار علماء المفسرين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية

·وهذه العبارة تعطي في أذهاننا معنى أنه يتكلم مثلاً عن الإمام الطبري أو القرطبي أو ابن كثير رحمهم الله أو غيرهم, وهذا باطل محض

·وعبارة عبر التاريختعني أنه لا يوجد زمن من الأزمنة إلا وهناك عالم من علماء المسلمين أيَّد المسيحية

·وقد قمنا بعرض ما يعتقده المسيحي بخصوص موت المسيحu على الصليب

وأنا أقولها صراحة:

·إن كان هناك من المسلمين من قال بأن المسيحu قد قُتِلبأي شكل من الأشكال, فقد كفر بما أُنزل على محمدr

·إن كان هناك من المسلمين من قال بأن المسيحu قد قُتِل مصلُوباًبشكل خاص, فقد كفر بما أُنزل على محمدr

·ولا يُمكن أن يقع في هذا عالم من العلماء

·فإن كان هناك من قال بأن قوله تعالى {يٰعِيسَىٰ إِنّي مُتَوَفّيكَ} تعني أن اللهU أمات المسيحu قبل رفعه

·فهذا مُخالف للعقيدة المسيحية, فلابد عند المسيحيين أن يموت المسيحu مصلوباً.

وأقول أيضاً:

·وَمَاأداة نفي, جاء بعدها قَتَلُوهُو صَلَبُوهُ“, فهذا نفي صريح للقتل بأي حال من الأحوال

·وللقتل عن طريق الصلب بشكل خاص ومُحدد

·بمعنى أن اليهود أرادوا قتل المسيحu بأي طريقة من الطرق

·فجاء في العهد الجديد على سبيل المثال أنهم في مرة أرادوا أن يلقوه من فوق جبل فلم يفلحوا

·ومرة أخرى أرادوا أن يرجموه فلم يفلحوا

·فهكذا ينفي اللهU أن اليهود قتلوا المسيحu بأي حال من الأحوال

·ثم نفى أن المسيحu قُتل مصلوباً على وجه الخصوص, لأنه قيل عنه ذلك وأراد اللهU أن ينفي ذلك

أرجوا مُراجعة هذه النصوص:

لوقا 4 / 24-30 (24 وقال: «الحق أقول لكم إنه ليس نبي مقبولا في وطنه. 25 وبالحق أقول لكم إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر لما كان جوع عظيم في الأرض كلها 26 ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها إلا إلى أرملة إلى صرفة صيداء. 27 وبرص كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان أليشع النبي ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني». 28 فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا 29 فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل. 30 أما هو فجاز في وسطهم ومضى.)

Albert Barnes’ Notes on the Bible: [Passing through the midst of, them, went his way – This escape was very remarkable. It is remarkable that he should escape out of their hands when their very object was to destroy him, and that he should escape in so peaceful a manner, without violence or conflict. A similar case is recorded in Joh_8:59. There are but two ways of accounting for this: 1. That “other Nazarenes,” who had not been present in the synagogue, heard what was doing and came to rescue him, and in the contest that rose between the two parties Jesus silently escaped. 2. More probably that Jesus by divine power, by the force of a word or look, stilled their passions, arrested their purposes, and passed silently through them. That he “had” such a power over the spirits of people we learn from the occurrence in Gethsemane, when he said, “I am he; and they went backward and fell to the ground,” Joh_18:6.]

Adam Clarke’s Commentary on the Bible: [Passing through the midst of them – Either he shut their eyes so that they could not see him; or he so overawed them by his power as to leave them no strength to perform their murderous purpose.]

John Gill’s Exposition of the Entire Bible: [But he passing through the midst of them,…. Either in so strong and powerful a manner, and with so much swiftness, that being once out of their hands, they could not lay hold on him again; or else he put on another form, or made himself invisible to them; or he held their eyes that they could not see him, or know him, as in Luk_24:16.]

يوحنا 8 / 51-59 (51 الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد». 52 فقال له اليهود: «الآن علمنا أن بك شيطانا. قد مات إبراهيم والأنبياء وأنت تقول: «إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلى الأبد». 53 ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات. والأنبياء ماتوا. من تجعل نفسك؟» 54 أجاب يسوع: «إن كنت أمجد نفسي فليس مجدي شيئا. أبي هو الذي يمجدني الذي تقولون أنتم إنه إلهكم 55 ولستم تعرفونه. وأما أنا فأعرفه. وإن قلت إني لست أعرفه أكون مثلكم كاذبا لكني أعرفه وأحفظ قوله. 56 أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح». 57 فقال له اليهود: «ليس لك خمسون سنة بعد أفرأيت إبراهيم؟» 58 قال لهم يسوع: «الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن». 59 فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.)

Albert Barnes’ Notes on the Bible: [Jesus hid himself – See Luk_4:30. That is, he either by a miracle rendered himself invisible, or he so mixed with the multitude that he was concealed from them and escaped. Which is the meaning cannot be determined.]

Adam Clarke’s Commentary on the Bible: [But Jesus hid himself – In all probability he rendered himself invisible – though some will have it that he conveyed himself away from those Jews who were his enemies, by mixing himself with the many who believed on him, (Joh_8:30, Joh_8:31), and who, we may suppose, favored his escape.]

Adam Clarke’s Commentary on the Bible: [Going through the midst of them, and so passed by – These words are wanting in the Codex Bezae, and in several editions and versions. Erasmus, Grotius, Beza, Pearce, and Griesbach, think them not genuine. The latter has left them out of the test. But, notwithstanding what these critics have said, the words seem necessary to explain the manner of our Lord’s escape. 1st. He hid himself, by becoming invisible; and then, 2dly. He passed through the midst of them, and thus got clear away from the place.]

John Gill’s Exposition of the Entire Bible: [But Jesus hid himself, not in any corner of the temple, or behind a pillar; but he withdrew himself from them directly, and made himself invisible to them, by holding their eyes, or casting a mist before them, that they could not see him.]

يوحنا 10 / 31-40 (31 فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32 فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33 أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35 إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ». 39 فَطَلَبُوا أَيْضاً أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ40 وَمَضَى أَيْضاً إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلاً وَمَكَثَ هُنَاكَ.)

وفي الآية التالية يقول تعالى: {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء : 158]

·وكلمة بَلتعني أن هذا هو الذي حدث فعلاً وليس القتل أو الصلب

·وهو أن اللهU رفع المسيحu إلى السماء مُنجِّياً إياه من كيد اليهود

·ثم يُخبرنا تعالى بشكل غير مباشر عن نزول المسيحu مرة أخرى إلى الأرض

·وأن هناك من سيؤمن به الإيمان الصحيح

·فيقول تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} [النساء : 159]

وهكذا نجد من سياق الآيات الآتي:

·نفي صريح للقتل بشكل عام {وَمَا قَتَلُوهُ}, والصلب بشكل خاص {وَمَا صَلَبُوهُ}.

·الإخبار بأن ما حدث بدلاً من القتل أو الصلب هو أن الله رفع المسيحu إلى السماء {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ}.

·الإشارة إلى أن المسيحu سينزل مرة أخرى إلى الأرض وسيؤمن به الناس قبل أن يموت.

من قالوا بعقيدة شُبِّه لَهُمقبل الإسلام:

·باسيليدس:

نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى: [باسيليدس (حوالي 120 – 125م) المسيح لم يمت على الصليب بل مات عليه سمعان القيرواني.][[2]]

الصَّلِيب والصَّلْب قبل الميلاد وبعده: [الفداء يتم إذاً بمعرفة الوحي الإلهي معرفةً داخليةً. وفي الطريق إلى الجلجثة, خرج يسوع عن جسده الشبحيّ وألقى شكله على سمعان القيرينيّ الذي ساعده في حمل صليبه. وعادت كلمة الله إلى السماء, وصلب سمعان مكانها. فالغنوصيُّون البازيليديّون لا يقبلون بأن اليهود صلبوا كلمة الله المتجسِّد, ويقولون إنه شُبِّه لهم ذلك.][[3]]

Irenaeus Against Heresies– Book 1, Chap 24, Verse 4: [But the father without birth and without name, perceiving that they would be destroyed, sent his own first-begotten Nous (he it is who is called Christ) to bestow deliverance on them that believe in him, from the power of those who made the world. He appeared, then, on earth as a man, to the nations of these powers, and wrought miracles. Wherefore he did not himself suffer death, but Simon, a certain man of Cyrene, being compelled, bore the cross in his stead; so that this latter being transfigured by him, that he might be thought to be Jesus, was crucified, through ignorance and error, while Jesus himself received the form of Simon, and, standing by, laughed at them. For since he was an incorporeal power, and the Nous (mind) of the unborn father, he transfigured himself as he pleased, and thus ascended to him who had sent him, deriding them, inasmuch as he could not be laid hold of, and was invisible to all. Those, then, who know these things have been freed from the principalities who formed the world; so that it is not incumbent on us to confess him who was crucified, but him who came in the form of a man, and was thought to be crucified, and was called Jesus, and was sent by the father, that by this dispensation he might destroy the works of the makers of the world. If anyone, therefore, he declares, confesses the crucified, that man is still a slave, and under the power of those who formed our bodies; but he who denies him has been freed from these beings, and is acquainted with the dispensation of the unborn father.][[4]]

ترجمة الفقرة الـمُلَوَّنة: وهكذا هو بنفسه لم يُعاني الموت، ولكن سمعان، وهو رجل قيروانيّ، أُجْبِرَ على حمل الصليب بدلاً من المسيح؛ بحيث تم تحويل هذا الأخير من قبل المسيح، حتى أصبح يُعتقد أنه يسوع، وتم صلبه عن طريق الجهل والخطأ، في حين أن يسوع نفسه أخذ شكل سمعان، و وقف بجانبهم، يسخر منهم.

·رسالة شيت الأكبر الثانية:

Bart D. Ehrman: Lost Scriptures:[Like other gnostic teachers, such as Basilides, the unknown author of this book thinks that Simon of Cyrene, who bore Jesus’ cross, was mistakenly crucified in his place, while Jesus looked on and laughed. (…) This book, which was discovered at Nag Hammadi, probably dates from the third century.][[5]]

The Second Treatise of the Great Seth: [As for me, on the one hand they saw me; they punished me. Another, their father, was the one who drank the gall and the vinegar; it was not I. They were hitting me with the reed; another was the one who lifted up the cross on his shoulder, who was Simon. Another was the one on whom they put the crown of thorns. But I was rejoicing in the height over all the riches of the archons and the offspring of their error and their conceit, and I was laughing at their ignorance. And all their powers I brought into subjection. For when I came down no one saw me. For I kept changing my forms above, transforming from appearance to appearance. And on account of this, when I was at their gates I kept taking their likeness. For I passed them by quietly, and I was viewing the places, and I did not fear nor was I ashamed, for I was undefiled.][[6]]

·رؤيا بطرس القبطي:

Bart D. Ehrman: Lost Scriptures: [For this author, the true significance of Jesus’ death goes much deeper. Even though Jesus’ flesh was killed, Christ himself was far removed from suffering; those who beheld the cross with full knowledge (gnosis) did not see the suffering Jesus but the living Christ, who was himself laughing at the entire proceeding. Jesus was merely his outward appearance, just as simple-minded Christians are nothing but the outward appearance of the living ones who have been fully enlightened by the spiritual truth of the immortal Christ. Most scholars have dated this gnostic treatise to the third century.][[7]]

The Coptic Apocalypse of Peter: [When he had said those things, I saw him apparently being seized by them. And I said, “What am I seeing, O Lord? Is it you yourself whom they take? And are you holding on to me? Who is this one above the cross, who is glad and laughing? And is it another person whose feet and hands they are hammering?” The Savior said to me, “He whom you see above the cross, glad and laughing, is the living Jesus. But he into whose hands and feet they are driving the nails is his physical part, which is the substitute. They are putting to shame that which is in his likeness. But look at him and me.”][[8]]

والآن:

·أريد أن أقوم بعرض أقوال العلماء المفسرين من بداية القرن الأول الهجري حتى أصل إلى المفسرين المعاصرين !

·ليعلم الأنبا بيشوي أن ما افتراه على علماء المسلمين لن يمر مرور الكرام

·بل أريد من كل من تُسوِّل له نفسه إثبات العقيدة المسيحية من المراجع الإسلامية أن يعلم جيداً

·أنه لا يمكن لمسيحي أن ينتصر لعقيدته على مسلم من العقيدة الإسلامية ! فهذه أرضنا ولن نهزم فيها أبداً

أقوال العلماء المفسرين طوال التاريخ الإسلامي:

·قال مُجاهدt: [{وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ} يقول صلبوا رجلاً غير عيسى وهم يحسبون أَنه عيسى u، شبه لهم.][[9]]

·وقال مُقاتلt: [{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ} بصاحبهم الذي قتلوه، وكان الله Uقد جعله على صورة عيسى فقتلوه.][[10]]

·وقد نقل أقوالهما أيضاً الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله[[11]], والإمام أبو جعفر النحاس رحمه الله[[12]].

·نقل الإمام الصنعاني رحمه الله كلام قتادةt: [أخبرنا مُعَمَّر عن قتادة في قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ} قال: أُلْقِيَ شَبَهَهُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الحَوَارِيِّين فَقُتِل, وكان عيسى عَرَضَ ذلك عليهم, فقال أيُّكُم أَلْقِي عَلَيْه شَبَهِي وله الجنة, فقال رجل منهم: عَلَيَّ.][[13]]

·الإمام الطبري رحمه الله: [يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: وبِقَوْلِهمْ {أنَّا قَتَلْنا الـمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ رَسُولَ اللَّهِ}. ثم كذّبهم الله فـي قِـيـلهم، فقال: {وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} يعنـي: وما قتلوا عيسى وما صلبوه، ولكن شبّه لهم.][[14]]

·السمرقنديرحمه الله: [فأنزل الله تعالى إكذاباً لقولهم فقال: {وَمَا قَتَلُوهُ، وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبّهَ لَهُمْ} يعني ألقي شبه عيسى على غيره فقتلوه.][[15]]

·الإمام ابن أبي زَمَنِين رحمه الله: [قال قتادة: ذُكِرَ لنا أن عيسى قال لأصحابه: أيكم يُقْذَفُ عليه شبهي؛ فإنه مقتول ؟ قال رجل من أصحابه: أنا يا رسول الله. فقُتِلَ ذلك الرجل, ومنع الله نبيه ورفعه إليه.][[16]]

·الإمام الماوردي رحمه الله: [فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: أنهم كانوا يعرفونه فألقى شبهه على غيره، فظنوه المسيح فقتلوه، وهذا قول الحسن، وقتادة، ومجاهد، ووهب، والسدي. والثاني: أنهم ما كانوا يعرفونه بعينه، وإن كان مشهوراً فيهم بالذكر، فارتشى منهم يهودي ثلاثين درهماً، ودلهم على غيره مُوهِماً لهم أنه المسيح، فشُبِّهَ عليهم. والثالث: أنهم كانوا يعرفونه، فخاف رؤساؤهم فتنة عوامِّهم، فإن الله منعهم عنه، فعمدوا إلى غيره، فقتلوه وصلبوه، ومَوَّهُوا على العامة أنه المسيح، ليزول افتتانهم به.][[17]]

·الإمام الأصفهاني رحمه الله: [وقوله {وَلَـٰكِن شُبّهَ لَهُمْ} أي مُثِّل لهم من حسبوه إياه.][[18]]

·الإمام البغوي رحمه الله: [وذلك أن الله تعالى ألقى شَبَه عيسى uعلى الذي دلّ اليهودَ عليه، وقيل: إنهم حبسوا عيسى عليه السلام في بيت وجعلوا عليه رقيبًا فألقىَ الله تعالى شبه عيسى عليه السلام على الرقيب فقتلوه.][[19]]

·الإمام الأندلسي رحمه الله: [ثم أخبر تعالى أن بني إسرائيل ما قتلوا عيسى ولا صلبوه ولكن شبه لهم.][[20]]

·الإمام ابن الجوزي رحمه الله: [قوله تعالى: {وَلَـٰكِن شُبّهَ لَهُمْ} أي: أُلْقِي شبهه على غيره.][[21]]

·الرازيرحمه الله: [واعلم أنه تعالى لما حكى عن اليهود أنهم زعموا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فالله تعالى كذبهم في هذه الدعوى وقال {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبّهَ لَهُمْ}.][[22]]

·العز ابن عبد السلامرحمه الله: [{شُبِّه} ألقي شبه عيسى عليه, قال عيسى: “من يقيني بنفسه“, فأجاب حواري, فألقي شبهه عليه.][[23]]

·الإمام علاء الدين البغدادي رحمه الله: [وقوله تعالى: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} يعني ألقى شبه عيسى غيره حتى قتل وصلب.][[24]]

·الإمام أحمد بن يوسف الحلبي رحمه الله: [{شُبِّه} مبني للمفعول وفيه وجهان، أحدهما: أنه مسند للجار بعده كقولك: حِيل إليه، ولُبس عليه. والثاني: أنه مسندٌ لضمير المقتول الذي دَلَّ عليه قولهم: {إنَّا قتلْنا} أي: ولكن شُبِّه لهم مَنْ قتلوه. فإن قيل: لِمَ لا يجوز أن يعودَ على المسيح ؟ فالجواب أن المسيح مشبه به لا مشبه.][[25]]

·الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: [{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} أي: رأوا شبهه فظنوه إياه؛ ولهذا قال: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ * وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} يعني بذلك: من ادعى قتله من اليهود، ومن سَلَّمه من جُهَّال النصارى، كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال وسُعُر.][[26]]

·الشوكانيرحمه الله: [{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} والجملة حالية، أي: قالوا ذلك والحال أنهم ما قتلوه وما صلبوه.][[27]], وقال الإمام السعدي رحمه الله: [ومن قولهم: إنهم قتلوا المسيح عيسى وصلبوه، والحال أنهم ما قتلوه وما صلبوه بل شُبِّه لهم غيره، فقتلوا غيره وصلبوه.][[28]]

·الشيخ الشنقيطي رحمه الله: [قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، يبين هنا مكر اليهود بعيسى ولا مكر الله باليهود، ولكنه بين في موضع آخر أن مكرهم به محاولتهم قتله، وذلك في قوله: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ}، وبين أن مكره بهم إلقاؤه الشبه على غير عيسى وإنجاؤه عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وذلك في قوله: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}، وقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً, بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} الآية.][[29]]

·شيخ الأزهر السابق محمد طنطاوي رحمه الله: [وقوله تعالى – {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ} رد على مزاعمهم الكاذبة، وأقاويلهم الباطلة التي تفاخروا بها بأنهم قتلوا عيسى عليه السلام -. أي: إن ما قاله اليهود متفاخرين به، وهو زعمهم أنه قتلوا عيسى عليه السلام ، هو من باب أكاذيبهم المعروفة عنهم؛ فإنهم ما قتلوه، وما صلبوه ولكن الحق أنهم قتلوا رجلا آخر يشبه عيسى عليه السلام في الخلقة فظنوه إياه وقتلوه وصلبوه، ثم قالوا.][[30]]

·الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله: [قولهم متبجحين متفاخرين أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وهو رسول الله، وأكذبهم الله تعالى في ذلك بقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} أي: برحل آخر ظنوه أنه هو فصلبوه وقتلوه، وأما المسيح فقد رفعه الله تعالى إليه وهو عنده في السماء كما قال تعالى في الآية (158) {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} أي: غالباً على أمره حكيماً في فعله وتدبيره.][[31]]

هل هي شُبِّه به لهمأم شُبِّه لهم؟

قال الأنبا بيشوي: [أن المعتدلين من كبار علماء المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية, ويفسرون هذه العبارة بقولهم أنه إذا كان المقصود شخص يشبهه لقال شُبِّه به لهموليس شبه لهم“. أما شبه لهمفتعني أنه خُيِّل إليهم, ولم يكن هناك من يشبهه.]

بداية أقول:

·ما معنى قول أحد المفسرين [أما شُبِّه لهمفتعني أنه خُيِّل إليهم, ولم يكن هناك من يشبهه]؟

·الإجابة: معناه أن المسيحu لم يُقتل ولم يُصلب, فإنه قد خُيِّل لليهود أنهم قتلوه مصلوباً

·ولكن هذا لم يحدث حقيقة بل مُجرَّد خيال ! فلماذا ينقل الأنبا بيشوي هذا الكلام الذي يثبت أن المسيحu نجا من الصلب ؟!

·ألا يفهم ما ينقل, أم إنه لا يريد إلا تلبيس أفهام الناس ؟!

أريد أن يفهم الجميع:

·إن إجماع علماء المسلمين من المفسرين هو القول بأن قوله تعالى {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ}

·هو نفي صريح للاعتقاد بقتل المسيحu بشكل عام, بأي طريقة من الطرق, ونفي للاعتقاد بقتله مصلوباً بشكل خاص

·وإن كان هناك من خالف هذا الإجماع فهو ليس من المعتدلين من كبار علماء المفسرين المسلمين

·بل إنه من الكافرين بصريح ما أنزله رب العالمين على رسوله الأمين محمدr

فسواء قال الـمُفسِّر:

·بأن قوله تعالى {شُبِّهَ لَهُمْ} تعنى أن اللهU ألقى شبه المسيحu

·على أحد التلاميذ المنافقين الذي أراد أن يدل اليهود على المسيحu ليقتلوه

·أو أنها تعني أن المسيحu سأل حواريه عمَّن يقيه بنفسه

·فألقى اللهU شبه المسيحu على أحد الحواريين الذي وافق على ذلك

·أو أنها تعني أن اليهود قد خُيِّل إليهم أنهم قتلوا المسيحu مصلوباً ولكن هذا لم يحدث حقيقة الخ

·أياً كان التفسير, فإن جميعهم أقروا بأن {شُبِّهَ لَهُمْ} هي كيفية نجاة المسيحu من القتل مصلوباً, أياً كانت الكيفية

·هل هذا الكلام صعب ؟ اعتقد لا

قال الأنبا بيشوي: [ويفسرون هذه العبارة بقولهم أنه إذا كان المقصود شخص يشبهه لقال شُبِّه به لهموليس شبه لهم.]

أريد أن أسأل سؤالاً في غاية البساطة: أين هؤلاء المفسرون ؟!

·لقد تصفحت أربعين كتاب تفسير, لمفسرين من القرن الأول الهجري إلى المعاصرين ولم أجد ما يقوله الأنبا بيشوي إطلاقاً

·ولكن لعلي أعلم أين المشكلة, المشكلة تكمن في أن الأنبا بيشوي لا يفهم أصلاً كلام المفسرين

·ربما لأنهم يكتبون باللغة العربية, لا أدري حقيقة سبب عدم الفهم بالتحديد

·ولكن ما أعرفه هو أن الأنبا بيشوي لم يفهم كلام المفسرين

أقوال المُفسِّرين:

·الزمخشريرحمه الله: [فإن قلت {شُبِّه} مسند إلى ماذا ؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح, فالمسيح مشبه به وليس بمشبه, وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر, قلت: هو مسند إلى الجار والمجرور وهو {لَهُم} كقولك خُيِّل إليه, كأنه قيل: ولكن وقع لهم التشبيه, ويجوز أن يُسند إلى ضمير المقتول؛ لأن قوله: {إنَّا قَتَلْنَا} يدل عليه, كأنه قيل: ولكن شبه لهم من قتلوه.][[32]]

·الرازيرحمه الله: [قوله {شُبِّهَ} مُسند إلى ماذا ؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح فهو مُشَبَّه به وليس بمُشَبَّه، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر. والجواب من وجهين: الأول: أنه مسند إلى الجار والمجرور، وهو كقولك: خيل إليه كأنه, قيل: ولكن وقع لهم الشبه. الثاني: أن يسند إلى ضمير المقتول لأن قوله {وَمَا قَتَلُوهُ} يدل على أنه وقع القتل على غيره فصار ذلك الغير مذكوراً بهذا الطريق، فحسن إسناد {شُبِّهَ} إليه.][[33]]

·أبو حيَّان الأندلسيرحمه الله: [و{شُبِّه} مسند إلى الجار والمجرور, كقوله: خيل إليه، ولكن وقع لهم التشبيه. ويجوز أن يسند إلى ضمير المقتول الدال عليه: {إنِّا قَتَلْنَا} أي: ولكن شبه لهم من قتلوه. ولا يجوز أن يكون ضمير المسيح، لأن المسيح مُشَبَّه به لا مُشَبَّه.][[34]]

·السمين الحلبيرحمه الله: [قوله {شُبِّه لهم}: {شُبِّه} مبني للمفعول وفيه وجهان، أحدهما: أنه مسند للجار بعده كقولك: حِيل إليه، ولُبس عليه. والثاني: أنه مسندٌ لضمير المقتول الذي دَلَّ عليه قولهم: {إنَّا قَتَلْنَا} أي: ولكن شُبِّه لهم مَنْ قتلوه. فإن قيل: لِمَ لا يجوز أن يعودَ على المسيح ؟ فالجواب أن المسيح مُشَبَّه به لا مُشَبَّه.][[35]]

·أبو حفص الدمشقيرحمه الله: [قوله {شُبِّهَ لَهُمْ}: {شُبِّهَ} مبني للمفعول، وفيه وجهان: أحدهما: أنه مُسند للجارِّ بعده؛ كقولك: خُيِّلَ إليه، ولُبِّسَ علَيْهِ, كأنَّه قيل: ولكن وقع لهم التشبيه. والثاني: أنه مُسندٌ لضمير المقْتُول الَّذِي دَلَّ عليه قولهم: {إِنَّا قَتَلْنَا} أي: ولكن شُبِّه لهم من قتلُوه، فإن قيل: لِمَ لا يَجُوز أن يعودَ على المسيحِ ؟ فالجوابُ: أن المسيحَ مُشَبَّه به لا مُشَبَّه.][[36]]

طبعاً من الواضح جداً أنه لا يوجد عالم واحد قال بما قاله الأنبا بيشوي!

·والأمر ببساطة كالآتي: نريد أن نعرف من الذي وقع عليه فعل التشبيه

·فكلمة {شُبِّهَ} مبني للمفعول, فهل المسيحu هو المفعول ؟! بالطبع لا

·بل هو الذي أُخِذَ شبهه, فمن هو الذي وقع عليه الفعل ؟

قال العلماء إن في المسألة وجهان:

·الأول: الذي وقع عليه الفعل هو الجار والمجرور, أي أن كلمة لَهُمْمُكَوَّنة من حرف الجر لـوالضمير هم

·وهكذا يكون الذين قالوا أنهم قتلوا وصلبوا المسيحu هم الذين وقع لهم التشبيه, وظنوا أنهم صلبوه ولكنهم لم يفعلوا

·الثاني: أن يكون الفعل واقعاً على المقتول, والذي ذُكِر بشكل غير مباشر في قول اليهود {إِنَّا قَتَلْنَا}

·فتكون بمعنى أنه شُبِّه لهم من قتلوه أنه هو المسيحu

·وسواء كان المعنى الأول أو الثاني, فكلا المعنيين يُفيدان بنجاة المسيحu من الصلب !

الافتراء على الفخر الرازي:

قال الأنبا بيشوي: [وقد قال أحد الأئمة الكبار وهو الإمام الرازي في كتاب مكون من سبع مجلدات بعنوان تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيبوهو من أقوى المراجع الإسلامية, قال إنها إهانة لله أن يجعل شخص شبهه يُصلب بدلاً منه, لأن هذا يعني أن الله غير قادر أن ينجيه. وهكذا فقد أورد لنا أدلة لم نذكرها نحن من قبل, وقال أيضاً ما ذنب الذي صلب في هذه الحالة إن هذا يُعتبر ظلم.][[37]]

أولاً:

·أحب أن أُذكِّر الجميع بأن الرازي رحمه الله قال صراحة بأن المسيحu لم يُقتل ولم يُصلب

·[واعلم أنه تعالى لما حكى عن اليهود أنهم زعموا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فالله تعالى كذبهم في هذه الدعوى وقال {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبّهَ لَهُمْ}.][[38]]

·فإذا كان هذا كلام الرازي رحمه الله في مسألة صلب المسيحu

·فلماذا يُورد الأنبا بيشوي كلاماً له ليُوهم الناس بأن الرازي يؤيِّد المسيحية ؟

·الإجابة ببساطة وكما قلنا سابقاً: إنه يُريد فقط أن يُلبس الحق بالباطل ليدحض به الحق

ثانياً:

·بفرض أن الرازي رحمه الله قال أن القول بأن الله جعل شخصاً يُشبه المسيحu ليُصلب مكانه إهانة للهU

·فهل هو بذلك يقول بأن المسيحu صُلِب ؟! بالطبع لا

·فإنه بهذا يقول أن اللهU قد نجَّا المسيحu بطريقة أخرى ليس فيها تشبيه لأحد بأحد

·مثل ما قال الأنبا بيشوي سابقاً أنه خُيِّل لليهود أنهم صلبوا المسيحu وهم لم يصلبوه

·ولم يكن هناك من أخذ شبه المسيحu, ولكن في النهاية

·وبأي حال من الأحوال, الرازي لا يقول بأن المسيحu مات مصلوباً !

ثالثاً:

·بفرض أن الرازي رحمه الله اعتقد بان الذي أخذ شبه المسيحu وصُلب مكانه كان مظلوماً

·فإننا نجد في جميع الروايات الخاصة بقوله تعالى {وَلَكِن شُبِّه لَهُم}, والتي تشرح كيفية التشبيه

·أن الذي صُلب مكان المسيحu كان على حالة من اثنين:

·الأولى: أنه كان من الحواريين, واختار طواعية أن يأخذ مكان المسيحu وأن يفديه بنفسه

·وقد وعده المسيحuبالجنة, وهذا قول قتادة والسُّدِّي وابن جُرَيج.[[39]]

·الثانية: أنه كان أحد الأشرار الذين كانوا يريدون قتل المسيحu

·سواء كان تلميذاً خائناً أو أحد الجنود الرومان, والجزاء من جنس العمل

·ولذلك أراد اللهU أن يُقتل هو بدلاً من أن يُقتل المسيحu

·ونجد في العهد القديم في سفر الأمثال21/18 {اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ الصِّدِّيقِ وَمَكَانَ الْمُسْتَقِيمِينَ الْغَادِرُ.}

·أي أن الشخص الشرير يكون فدية للصِّدِّيق, وأن الغادر يأخذ مكان المستقيم ويكون بدلاً منه

·وهكذا لا يوجد ظلم في إي حالة من الحالتين, ويكون قد أخطأ الرازي رحمه الله بفرض أنه قال هذا الكلام !

رابعاً والأهم:

·الرازي رحمه الله لم يقل الكلام الذي نقله الأنبا بيشوي أصلاً

·لا الكلام الأول ولا الكلام الثاني ! ولا أدري من أي جاء بهذا الكلام !

·هل قام بتأليف وتلفيق هذا الكلام للرازي رحمه الله ؟!

·أم أنه قرأ هذا الكلام في كتاب من كتب المسيحيين واختلط عليه الأمر واعتقد أن هذا الكلام للرازي رحمه الله ؟! لا أعلم الحقيقة

·ولكن ما أعلمه هو أن الرازي رحمه الله في تفسيره التفسير الكبير ومفاتيح الغيبلم يقل هذا الكلام أبداً

·ولا حتى في المسائل التي كان يوردها ويقوم بالرد عليها !

كلام الرازي رحمه الله في تفسيره:

فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي (ت 606 هـ): التفسير الكبير ومفاتيح الغيب, دار إحياء التراث العربي بيروت, الطبعة الثالثة, الجزء الثامن صـ239, 240. في تفسير قول الله عز وجل: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران : 55]

[وَبَقِيَ مِنْ مَبَاحِثِ هَذِهِ الْآيَةِ مَوْضِعٌ مُشْكِلٌ, وَهُوَ أَنَّ نَصَّ الْقُرْآنِ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى حِينَ رَفَعَهُ أَلْقَى شَبَهَهُ عَلَى غَيْرِهِ, عَلَى مَا قَالَ: {وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النِّسَاءِ: 157], وَالْأَخْبَارُ أَيْضًا وَارِدَةٌ بِذَلِكَإِلَّا أَنَّ الرِّوَايَاتِ اخْتَلَفَتْ، فَتَارَةً يُرْوَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْقَى شَبَهَهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْدَاءِ الَّذِينَ دَلُّوا الْيَهُودَ عَلَى مَكَانِهِ حَتَّى قَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ، وَتَارَةً يُرْوَى أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَغَّبَ بَعْضَ خَوَاصِّ أَصْحَابِهِ فِي أن يلقي شبهه حَتَّى يُقْتَلَ مَكَانَهُ، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَيْفَمَا كَانَ فَفِي إِلْقَاءِ شَبَهِهِ عَلَى الْغَيْرِ إِشْكَالَاتٌ:

الْإِشْكَالُ الْأَوَّلُ:أَنَّا لَوْ جَوَّزْنَا إِلْقَاءَ شَبَهِ إِنْسَانٍ عَلَى إِنْسَانٍ آخَرَ لَزِمَ السَّفْسَطَةُ، فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُ وَلَدِي ثُمَّ رَأَيْتُهُ ثَانِيًا فَحِينَئِذٍ أُجَوِّزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُهُ ثَانِيًا لَيْسَ بِوَلَدِي بَلْ هُوَ إِنْسَانٌ أُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَيْهِ وَحِينَئِذٍ يَرْتَفِعُ الْأَمَانُ عَلَى الْمَحْسُوسَاتِ، وَأَيْضًا فَالصَّحَابَةُ الَّذِينَ رَأَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ وَجَبَ أَنْ لَا يَعْرِفُوا أَنَّهُ مُحَمَّدٌ لِاحْتِمَالِ أَنَّهُ أُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَى غَيْرِهِ وَذَلِكَ يُفْضِي إِلَى سُقُوطِ الشَّرَائِعِ، وَأَيْضًا فَمَدَارُ الْأَمْرِ فِي الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْمُخْبِرُ الْأَوَّلُ إِنَّمَا أَخْبَرَ عَنِ الْمَحْسُوسِ، فَإِذَا جَازَ وُقُوعُ الْغَلَطِ فِي الْمُبْصَرَاتِ كَانَ سُقُوطُ خَبَرِ الْمُتَوَاتِرِ أَوْلَى وَبِالْجُمْلَةِ فَفَتْحُ هَذَا الْبَابِ أَوَّلُهُ سَفْسَطَةٌ وَآخِرُهُ إِبْطَالُ النُّبُوَّاتِ بِالْكُلِّيَّةِ.

وَالْإِشْكَالُ الثَّانِي:وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَانَ قَدْ أَمَرَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَنْ يَكُونَ مَعَهُ فِي أَكْثَرِ الْأَحْوَالِ، هَكَذَا قَالَهُ الْمُفَسِّرُونَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [الْمَائِدَةِ: 110] ثُمَّ إِنَّ طَرَفَ جَنَاحٍ وَاحِدٍ مِنْ أَجْنِحَةِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَكْفِي الْعَالَمَ مِنَ الْبَشَرِ فَكَيْفَ لَمْ يَكْفِ فِي مَنْعِ أُولَئِكَ الْيَهُودِ عَنْهُ؟ وَأَيْضًا أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا كَانَ قَادِرًا عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى، وَإِبْرَاءِ الْأَكْمَهِ وَالْأَبْرَصِ، فَكَيْفَ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى إِمَاتَةِ أُولَئِكَ الْيَهُودِ الَّذِينَ قَصَدُوهُ بِالسُّوءِ وَعَلَى إِسْقَامِهِمْ وَإِلْقَاءِ الزَّمَانَةِ وَالْفَلَجِ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَصِيرُوا عَاجِزِينَ عَنِ التَّعَرُّضِ لَهُ؟.

وَالْإِشْكَالُ الثَّالِثُ:أَنَّهُ تَعَالَى كَانَ قَادِرًا عَلَى تَخْلِيصِهِ مِنْ أُولَئِكَ الْأَعْدَاءِ بِأَنْ يَرْفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَمَا الْفَائِدَةُ فِي إِلْقَاءِ شَبَهِهِ عَلَى غَيْرِهِ، وَهَلْ فِيهِ إِلَّا إِلْقَاءُ مِسْكِينٍ فِي الْقَتْلِ مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ إِلَيْهِ؟.

وَالْإِشْكَالُ الرَّابِعُ:أَنَّهُ إِذَا أُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَى غَيْرِهِ ثُمَّ إِنَّهُ رُفِعَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى السَّمَاءِ فَالْقَوْمُ اعْتَقَدُوا فِيهِ أَنَّهُ هُوَ عِيسَى مَعَ أَنَّهُ مَا كَانَ عِيسَى، فَهَذَا كَانَ إِلْقَاءً لَهُمْ فِي الْجَهْلِ وَالتَّلْبِيسِ، وَهَذَا لَا يَلِيقُ بِحِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى.

وَالْإِشْكَالُ الْخَامِسُ:أَنَّ النَّصَارَى عَلَى كَثْرَتِهِمْ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَشِدَّةِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَغُلُوِّهِمْ فِي أَمْرِهِ أَخْبَرُوا أَنَّهُمْ شَاهَدُوهُ مَقْتُولًا مَصْلُوبًا، فَلَوْ أَنْكَرْنَا ذَلِكَ كَانَ طَعْنًا فِيمَا ثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ، وَالطَّعْنُ فِي التَّوَاتُرِ يُوجِبُ الطَّعْنَ فِي نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنُبُوَّةِ عِيسَى، بَلْ فِي وُجُودِهِمَا، وَوُجُودِ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَكُلُّ ذَلِكَ بَاطِلٌ.

وَالْإِشْكَالُ السَّادِسُ:أَنَّهُ ثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ أَنَّ الْمَصْلُوبَ بَقِيَ حَيًّا زَمَانًا طَوِيلًا، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عِيسَى بَلْ كَانَ غَيْرَهُ لَأَظْهَرَ الْجَزَعَ، وَلَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ بِعِيسَى بَلْ إِنَّمَا أَنَا غَيْرُهُ، وَلَبَالَغَ فِي تَعْرِيفِ هَذَا الْمَعْنَى، وَلَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ لَاشْتَهَرَ عِنْدَ الْخَلْقِ هَذَا الْمَعْنَى، فَلَمَّا لَمْ يُوجَدْ شَيْءٌ مِنْ هَذَا عَلِمْنَا أَنْ لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْتُمْ.

فَهَذَا جُمْلَةُ مَا فِي الْمَوْضِعِ مِنَ السُّؤَالَاتِ:

وَالْجَوَابُ عَنِ الْأَوَّلِ:أَنَّ كُلَّ مَنْ أَثْبَتَ الْقَادِرَ الْمُخْتَارَ، سَلَّمَ أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ إِنْسَانًا آخَرَ عَلَى صُورَةِ زَيْدٍ مَثَلًا، ثُمَّ إِنَّ هَذَا التَّصْوِيرَ لَا يُوجِبُ الشَّكَّ الْمَذْكُورَ، فَكَذَا الْقَوْلُ فِيمَا ذَكَرْتُمْ.

وَالْجَوَابُ عَنِ الثَّانِي:أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَوْ دَفَعَ الْأَعْدَاءَ عَنْهُ أَوْ أَقْدَرَ اللَّهُ تَعَالَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى دَفْعِ الْأَعْدَاءِ عَنْ نَفْسِهِ لَبَلَغَتْ مُعْجِزَتُهُ إِلَى حَدِّ الْإِلْجَاءِ، وَذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ.

وَهَذَا هُوَ الْجَوَابُ عَنِ الْإِشْكَالِ الثَّالِثِ:فَإِنَّهُ تَعَالَى لَوْ رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَمَا أَلْقَى شَبَهَهُ عَلَى الْغَيْرِ لَبَلَغَتْ تِلْكَ الْمُعْجِزَةُ إِلَى حَدِّ الْإِلْجَاءِ.

وَالْجَوَابُ عَنِ الرَّابِعِ:أَنَّ تَلَامِذَةَ عِيسَى كَانُوا حَاضِرِينَ، وَكَانُوا عَالِمِينَ بِكَيْفِيَّةِ الْوَاقِعَةِ، وَهُمْ كَانُوا يُزِيلُونَ ذَلِكَ التَّلْبِيسَ.

وَالْجَوَابُ عَنِ الْخَامِسِ:أَنَّ الْحَاضِرِينَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانُوا قَلِيلِينَ وَدُخُولُ الشُّبْهَةِ عَلَى الْجَمْعِ الْقَلِيلِ جَائِزٌ وَالتَّوَاتُرُ إِذَا انْتَهَى فِي آخِرِ الْأَمْرِ إِلَى الْجَمْعِ الْقَلِيلِ لَمْ يَكُنْ مُفِيدًا لِلْعِلْمِ.

وَالْجَوَابُ عَنِ السَّادِسِ:أَنَّ بِتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ الَّذِي أُلْقِيَ شَبَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَيْهِ كَانَ مُسْلِمًا وَقَبْلَ ذَلِكَ عَنْ عِيسَى جَائِزٌ أَنْ يَسْكُتَ عَنْ تَعْرِيفِ حَقِيقَةِ الْحَالِ فِي تِلْكَ الْوَاقِعَةِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَالْأَسْئِلَةُ الَّتِي ذَكَرُوهَا أُمُورٌ تَتَطَرَّقُ الِاحْتِمَالَاتُ إِلَيْهَا مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، وَلَمَّا ثَبَتَ بِالْمُعْجِزِ الْقَاطِعِ صِدْقُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ مَا أَخْبَرَ عَنْهُ امْتَنَعَ صَيْرُورَةُ هَذِهِ الْأَسْئِلَةِ الْمُحْتَمَلَةِ مُعَارِضَةً لِلنَّصِّ القاطع، والله ولي الهداية.]

فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي (ت 606 هـ): التفسير الكبير ومفاتيح الغيب, دار إحياء التراث العربي بيروت, الطبعة الثالثة, الجزء الحادي عشر صـ260, 261. في تفسير قول الله عز وجل: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} [النساء : 157]

[السُّؤَالُ الثَّانِي:أَنَّهُ إِنْ جَازَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّه تَعَالَى يُلْقِي شَبَهَ إِنْسَانٍ عَلَى إِنْسَانٍ آخَرَ فَهَذَا يَفْتَحُ بَابَ السَّفْسَطَةِ، فَإِنَّا إِذَا رَأَيْنَا زَيْدًا فَلَعَلَّهُ لَيْسَ بِزَيْدٍ، وَلَكِنَّهُ أُلْقِيَ شَبَهُ زَيْدٍ عَلَيْهِ، وَعِنْدَ ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والملك، وثوقا بِهِ، وَأَيْضًا يُفْضِي إِلَى الْقَدْحِ فِي التَّوَاتُرِ لِأَنَّ خَبَرَ التَّوَاتُرِ إِنَّمَا يُفِيدُ الْعِلْمَ بِشَرْطِ انْتِهَائِهِ فِي الْآخِرَةِ إِلَى الْمَحْسُوسِ، فَإِذَا جَوَّزْنَا حُصُولَ مِثْلِ هَذِهِ الشُّبْهَةِ فِي الْمَحْسُوسَاتِ تَوَجَّهَ الطَّعْنُ فِي التَّوَاتُرِ، وَذَلِكَ يُوجِبُ الْقَدْحَ فِي جَمِيعِ الشَّرَائِعِ، وَلَيْسَ لِمُجِيبٍ أَنْ يُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ ذَلِكَ مُخْتَصٌّ بِزَمَانِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِأَنَّا نَقُولُ: لَوْ صَحَّ مَا ذَكَرْتُمْ فَذَاكَ إِنَّمَا يُعْرَفُ بِالدَّلِيلِ وَالْبُرْهَانِ، فَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ ذَلِكَ الدَّلِيلَ وَذَلِكَ الْبُرْهَانَ وَجَبَ أَنْ لَا يَقْطَعَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَحْسُوسَاتِ وَوَجَبَ أَنْ لَا يَعْتَمِدَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ، وَأَيْضًا فَفِي زَمَانِنَا إِنِ انْسَدَّتِ الْمُعْجِزَاتُ فَطَرِيقُ الْكَرَامَاتِ مَفْتُوحٌ، وَحِينَئِذٍ يَعُودُ الِاحْتِمَالُ الْمَذْكُورُ فِي جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ: وَبِالْجُمْلَةِ فَفَتْحُ هَذَا الْبَابِ يُوجِبُ الطَّعْنَ فِي التَّوَاتُرِ، وَالطَّعْنُ فِيهِ يُوجِبُ الطَّعْنَ فِي نُبُوَّةِ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَهَذَا فَرْعٌ يُوجِبُ الطَّعْنَ فِي الْأُصُولِ فَكَانَ مَرْدُودًا.

وَالْجَوَابُ:اخْتَلَفَتْ مَذَاهِبُ الْعُلَمَاءِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَذَكَرُوا وُجُوهًا:

الْأَوَّلُ:قَالَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ: إِنَّ الْيَهُودَ لَمَّا قَصَدُوا قَتْلَهُ رَفَعَهُ اللَّه تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ فَخَافَ رُؤَسَاءُ الْيَهُودِ مِنْ وُقُوعِ الْفِتْنَةِ مِنْ عَوَامِّهِمْ، فَأَخَذُوا إِنْسَانًا وَقَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ وَلَبَّسُوا عَلَى النَّاسِ أَنَّهُ الْمَسِيحُ، وَالنَّاسُ مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ الْمَسِيحَ إِلَّا بِالِاسْمِ لِأَنَّهُ كَانَ قَلِيلَ الْمُخَالَطَةِ لِلنَّاسِ، وَبِهَذَا الطَّرِيقِ زَالَ السُّؤَالُ. لَا يُقَالُ: إِنَّ النَّصَارَى يَنْقُلُونَ عَنْ أَسْلَافِهِمْ أَنَّهُمْ شَاهَدُوهُ مَقْتُولًا، لِأَنَّا نَقُولُ: إِنَّ تَوَاتُرَ النَّصَارَى يَنْتَهِي إِلَى أَقْوَامٍ قَلِيلِينَ لَا يَبْعُدُ اتِّفَاقُهُمْ عَلَى الْكَذِبِ.

وَالطَّرِيقُ الثَّانِي:أَنَّهُ تَعَالَى أَلْقَى شَبَهَهُ عَلَى إِنْسَانٍ آخَرَ ثُمَّ فِيهِ وُجُوهٌ:

الْأَوَّلُ:أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا عَلِمُوا أَنَّهُ حَاضِرٌ فِي الْبَيْتِ الْفُلَانِيِّ مَعَ أَصْحَابِهِ أَمَرَ يَهُوذَا رَأْسُ الْيَهُودِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ طَيْطَايُوسُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَيُخْرِجَهُ لِيَقْتُلَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَخْرَجَ اللَّه عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ سَقْفِ الْبَيْتِ وَأَلْقَى عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ شَبَهَ عِيسَى فَظَنُّوهُ هُوَ فَصَلَبُوهُ وَقَتَلُوهُ.

الثَّانِي:وَكَّلُوا بِعِيسَى رَجُلًا يَحْرُسُهُ وَصَعِدَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْجَبَلِ وَرُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَلْقَى اللَّه شَبَهَهُ عَلَى ذَلِكَ الرَّقِيبِ فَقَتَلُوهُ وَهُوَ يَقُولُ لَسْتُ بِعِيسَى.

الثَّالِثُ:أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا هَمُّوا بِأَخْذِهِ وَكَانَ مَعَ عِيسَى عَشَرَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ يَشْتَرِي الْجَنَّةَ بِأَنْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي؟ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ أَنَا، فَأَلْقَى اللَّه شَبَهَ عِيسَى عَلَيْهِ فَأُخْرِجَ وَقُتِلَ، وَرَفَعَ اللَّه عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.

الرَّابِعُ:كَانَ رَجُلٌ يَدَّعِي أَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ مُنَافِقًا فَذَهَبَ إِلَى الْيَهُودِ وَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَ مَعَ الْيَهُودِ لِأَخْذِهِ أَلْقَى اللَّه تَعَالَى شَبَهَهُ عَلَيْهِ فَقُتِلَ وَصُلِبَ. وَهَذِهِ الْوُجُوهُ مُتَعَارِضَةٌ مُتَدَافِعَةٌ واللَّه أَعْلَمُ بِحَقَائِقِ الْأُمُورِ.]

لاحظ جيداً الآتي:

·الرازي رحمه الله وغفر الله لنا وله يقوم بعرض تساؤلات وإشكالات معروضة ثم يقوم بالرد عليها

·مع إثبات أن الرازي رحمه الله يعتقد اعتقاداً جازماً أن الآية تدل على أنه تعالى حين رفع المسيح ألقى شبهه على غيره

·إذن: الرازي رحمه الله أصلاً لم يقل ما قاله الأنبا بيشوي

·وإن كان قد قال: فهذا ضمن عرضه لإشكالات مطروحة وهو رحمه الله يقوم بالرد عليها !

التفسير الأرثوذكسي القويم للقرآن الكريم:

قال الأنبا بيشوي: [لقد أراد اليهود أن يلصقوا اللعنة بالمسيح, فأصَرُّوا على صلبه لأنه مكتوب في سفر التثنية {22 «وَإِذَا كَانَ عَلى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا المَوْتُ فَقُتِل وَعَلقْتَهُ عَلى خَشَبَةٍ 23 فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ بَل تَدْفِنُهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ مِنَ اللهِ.}[التثنية 21/22-23]. وبما أنه قام من الأموات فبهذا تكون اللعنة قد مُحيت, وبهذا فإن عبارة ما صلبوهتعني ما ألحقوا به لعنة الصليب“, “وما قتلوهلأنه قام. فمثلاً إذا رأيتم شخصاً ماشياً أمامكم في هذه القاعة الآن وقيل لكم أنه قتل من يومين فلن تصدقوا لأنه حيّ أمامكم. فهم ما ألصقوا به اللعنة وما أفقدوه الحياة, لأنه عاد إلى الحياة, ولكنهم تصوروا هذا في مؤامرتهم الدنيئة التي فشلت. هذا ما يقوله بعض المفسرين من كبار الأئمة من علماء المسلمين.][[40]]

·مرة أخرى نجد أن الأنبا بيشوي يُفسِّر القرآن الكريم بحسب العقيدة المسيحية الأرثوذكسية التي يكفرها اللهU في القرآن الكريم !

·ولكن في هذه المرة قد أساء الأنبا بيشوي الأدب

·حيث أنه نسب هذا التفسير الأرثوذكسي إلى: “بعض المفسرين من كبار الأئمة من علماء المسلمينوهذا كذب له قرون !

من أين أتى الأنبا بيشوي بهذا الكلام الفارغ ؟!

·إذا قبلنا تفسيره الأرثوذكسي للقرآن على أساس أن من حقوق الإنسان أن يُعبر عن نفسه كيفما شاء

·فهذا أمر خاص به, ليهذي كل من يريد أن يهذي مع نفسه

·ولكن أن ينسب هذيانه إلى بعض المفسرين من كبار الأئمة من علماء المسلمينفهذا أمر لا يُطاق

·لا أظن حتى أن أحداً من الصوفية أو من الشيعة الاثنا عشرية أو من الزيدية أو من الإباضية قال الكلام الذي قاله الأنبا بيشوي !

·ولا أظن حتى أن البهائية أو الأحمدية الذين هم كُفار وليسوا من أهل الإسلام قالوا هذا الكلام !

وللتأكيد على ذلك:

·ولبيان أن الأنبا بيشوي قد افترى افتراءً عظيماً على علماء المسلمين

·بل وعلى الإسلام بشكل عام, سأقوم بعرض بعض التفاسير الخاصة بالفرق الـمُخالفة لأهل السنة والجماعة

·والتي يستطيع أي شخص أن يطَّلع عليه من على موقع التفسير[[41]]:

·قال الهواري(شيعي: ت القرن 3 هـ) في تفسيره تفسير كتاب الله العزيز“: [{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} أي ألقى الله على رجل شبه عيسى فقُتِلَ ذلك الرجلُ.]

·وقال الطوسي(شيعي: ت 460 هـ) في تفسيره التبيان الجامع لعلوم القرآن“: [هذه الآية عطف على ما قبلها وتقديره، فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق، وقولهم: قلوبنا غلف وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، أنزلنا من العذاب، وأوجبنا لهم من العقاب، لأن إخبارهم أنهم قتلوا المسيح يقيناً، وما قتلوه، كفر من حيث هو جرأة على الله في قتل أنبيائه، ومن دلت المعجزات على صدقه، ثم كذبهم الله في قولهم: إنا قتلناه فقال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ}.]

·وقال القشيري (صُوفي: ت 465 هـ) في تفسيره لطائف الإشارات“: [قوله تعالى: {وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ} {عَزِيزاً حَكِيماً} قيل أوقع الله شَبَهَهُ على الساعي به فقُتِلَ وصُلِبَ مكانه، وقد قيل: مَنْ حفر بئراً لأخيه وقع فيها.]

·وقال مكي بن أبي طالب(صُوفي: ت 437 هـ) في تفسيره الهداية إلى بلوغ النهاية“: [قيل: إن اليهود أحاطوا بعيسى ومن معه وهم لا يشبهون عيسى بعينه فحولوا جميعاً في صورة عيسى، فأشكل عليهم أمر عيسى، فخرج إليهم بعض من كان في البيت مع عيسى، فقتلوه وهم يحسبون أنه عيسى.]

تعليق أخير على كلام الأنبا بيشوي

·يقول: [فمثلاً إذا رأيتم شخصاً ماشياً أمامكم في هذه القاعة الآن وقيل لكم أنه قتل من يومين فلن تصدقوا لأنه حيّ أمامكم.]

·لن أصدِّق أنه قُتِل بالطبع, وأيضاً لن أقول بأنه قام من الأموات !

·فإن كان الأنبا بيشوي يتحدث عن المسيحu بحسب العقيدة المسيحية, أي أنه قُتِل مصلوباً, ثم دُفِن

·وقام من الأموات بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال, هل يجوز بعد ذلك أن أنفي عن المسيحu القتل ؟! بالطبع لا

·فإنه قد قُتل بالفعل, ولكنه قام من الأموات, وهل يجوز بعد ذلك أن أنفي عن المسيحu الصلب ؟! بالطبع لا

·فإنه قد صُلب فعلاً ومات مصلوباً, ولكنه قام من الأموات

الأنبا بيشوي قال: [عبارة ما صلبوهتعني ما ألحقوا به لعنة الصليب“, “وما قتلوهلأنه قام]

أريد أن أسأل الأنبا بيشوي سؤالاً واحداً:

·هل تقبل من أي من مسيحي أن ينشر بين الناس أن المسيح لم يُقتل ولم يُصلب

·ثم عندما تسأله لماذا تقول هذا الكلام, يرد عليك قائلاً بأنه لم يُقتل لأنه قام من الأموات

·ولم يُصلب لأنه لم تلحقه لعنة الصليب ؟! ما هذا الجنون !

·إذا كان بولس نفسه يقول في غلاطية3/13

·{اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».}

·وهذا يعني أن المسيحu بحسب العقيدة المسيحية قد أصابته اللعنة حتى تُرفع عن الناس

·فهل يأتي الأنبا بيشوي الآن ويقول أن اليهود ما ألحقوا به لعنة الصليب ؟! فمن الذي حمل اللعنة إذاً ؟!

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


[1]كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدةصـ43.

[2]تادرس يعقوب ملطي: نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى, كنيسة مار جرجس باسبورتنج صـ53, 54.

[3]سامي حلّاق اليسوعي: الصَّلِيب والصَّلْب قبل الميلاد وبعده, دار المشرق ببيروت صـ18.

[4]The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 1 – The Apostolic Fathers with Justin Martyr and Irenaeus – Irenaeus Against Heresies – Book 1, Chap 24, Verse 4 – Doctrines of Saturninus and Basilides.

[5]Bart D. Ehrman: Lost Scriptures: Books That Did Not Make it into the New Testament, Oxford University Press, The Second Treatise of the Great Seth – Page 82.

[6]Bart D. Ehrman: Lost Scriptures  – Page 84.

[7]Bart D. Ehrman: Lost Scriptures: The Coptic Apocalypse of Peter – Page 78.

[8]Bart D. Ehrman: Lost Scriptures: – Page 80.

[9]أبو الحجاج مُجاهِد المخزومي (ت 104 هـ): تفسير مُجاهِد, دار الكتب العلمية ببيروت صـ60.

[10]أبو الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي (ت 150 هـ): تفسير مقاتل بن سليمان, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الأول صـ269.

[11]عبد الرحمن محمد بن أبي حاتم (ت 327 هـ): تفسير القرآن العظيم, مكتبة نزار مصطفى الباز بالرياض, المجلد الثالث صـ1110.

[12]أبو جعفر النحاس (ت 338 هـ): معاني القرآن الكريم, مركز إحياء التراث الإسلامي بمكة, الجزء الثاني صـ233.

[13]عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ): تفسير القرآن, مكتبة الرشد بالرياض, الجزء الأول صـ177.

[14]أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان عن تأويل آي القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, الجزء التاسع صـ367.

[15]أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي (ت 375 هـ): بحر العلوم, دار الفكر ببيروت, الجزء الأول صـ379.

[16]أبو عبد الله محمد بن أبي زَمَنِين (ت 399 هـ): تفسير القرآن العزيز, مكتبة الفاروق الحديثة بالقاهرة, المجلد الأول صـ419.

[17]أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 هـ): النُّكَت والعُيُون, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الأول صـ543.

[18]أبو القاسم الراغب الأصفهاني (ت 502 هـ): المفردات في غريب القرآن, مكتبة نزار مصطفى الباز بالرياض صـ336.

[19]أبو محمد الحسين البغوي (ت 516 هـ): مَعَالِم التَّنْزِيل, دار طيبة بالرياض, الجزء الثاني صـ307.

[20]أبو محمد بن عطية الأندلسي (ت 546 هـ): المُحَرَّر الوَجِيز في تفسير الكتاب العزيز, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الثاني صـ156.

[21]أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن الجَوزي (ت 597 هـ): زاد المسير في علم التفسير, المكتب الإسلامي ببيروت, الجزء الثاني صـ244.

[22]فخر الدين محمد الرازي (ت 604 هـ): التفسير الكبير ومفاتيح الغيب, دار الفكر ببيروت, الجزء الحادي عشر صـ101.

[23]عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام (ت 660 هـ): تفسير القرآن العظيم, جامعة أم القرى بمكة, الجزء الثاني صـ587.

[24]علاء الدين علي البغدادي الشهير بالخازن (ت 725 هـ): لباب التأويل في معاني التنزيل, دار الفكر ببيروت, الجزء الأول صـ618.

[25]أحمد بن يوسف المعروف بالسَّمِين الحلبي (ت 756 هـ): الدُّر المَصُون في علوم الكتاب المكنون, دار القلم بدمشق, الجزء الرابع صـ145.

[26]أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ابن كثير (ت 774 هـ): تفسير القرآن العظيم, دار طيبة بالرياض, الجزء الثاني صـ449.

[27]محمد بن علي الشَّوكَاني (ت 1250 هـ): فتح القدير الجامع بين فَنَّيّ الرواية والدِّراية من علم التفسير, دار المعرفة ببيروت صـ341.

[28]عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت 1376 هـ): تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المَنَّان, مؤسسة الرسالة ببيروت صـ213.

[29]محمد الأمين بن محمد الشنقيطي (ت 1393 هـ): أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن, دار عالم الفوائد بمكة, المجلد الأول صـ329, 330.

[30]محمد سيد طنطاوى (ت 1431 هـ): التفسير الوسيط للقرآن الكريم, مكتبة نهضة مصر, الجزء الخامس عشر صـ540.

[31]جابر بن أبو بكر الجزائري: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير, مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة, الجزء الأول صـ571.

[32]أبو القاسم جار الله محمود الزمخشري (ت 538 هـ): الكشَّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل, دار إحياء التراث العربي ببيروت, الجزء الأول صـ620.

[33]فخر الدين محمد الرازي (ت 604 هـ): التفسير الكبير ومفاتيح الغيب, دار الفكر ببيروت, الجزء الحادي عشر صـ101.

[34]أبو حيَّان محمد بن يوسف الأندلسي (ت 754 هـ): البحر المحيط, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الثالث صـ406.

[35]أحمد بن يوسف المعروف بالسَّمِين الحلبي (ت 756 هـ): الدُّر المَصُون في علوم الكتاب المكنون, دار القلم بدمشق, الجزء الرابع صـ145.

[36]أبو حفص عمر الدمشقي (ت 880 هـ): اللّبَاب في علوم الكتاب, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء السابع صـ111.

[37]كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدةصـ43.

[38]فخر الدين محمد الرازي (ت 604 هـ): التفسير الكبير ومفاتيح الغيب, دار الفكر ببيروت, الجزء الحادي عشر صـ101.

[39]راجع تفسير الطبري, سورة النساء: الآية 157.

[40]كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدةصـ43.

[41]مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في الأردن http://www.altafsir.com/IndexArabic.asp

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: