القائمة إغلاق

خُلاصة كتاب: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية

بسم الله الرحمن الرحيم

خُلاصة كتاب: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ84. [لم تكن أسفار العهد القديم مُحدَّدة بصفة قاطعة قبل مجمع يمنيا سنة 90م؛ بل كان هُناك نوع من «المرونة» في مدى قبول هذه الأسفار واعتبارها إلهية. حقاً كانت التوراة والأنبياء لهما قدسية خاصة وتُنزَّه عن كل خطأ, وقد حظت بالتَّقديس في وسط اليهود مُنذ عصر مُبكِّر وصارت مصدر التَّشريع والتَّعليم والمُعتقدات بين عامَّة الشَّعب. وكانت تؤخذ منهما قراءات المجامع اليهودية في فلسطين: «ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ. فدُفِع إليه سفر إشعياء النبي» (لو 4 : 16-17), وبين يهود الشَّتات: «(بولس ومَنْ معه) أتوا إلى أنطاكية بيسيدية ودخلوا المجمع يوم السبت وجلسوا, وبعد قراءة الناموس والأنبياء أرسل إليهم رؤساء المجمع قائلين … إن كانت عندكم كلمة وعظٍ للشعب فقولوا» (أع 13 : 13-15؛ 15 : 21؛ 17 : 1-2 وغيرها). لكن القسم الثالث «كِتُوفِيم» كان فيه نوع من «المرونة» حتى بين اليهود أنفسهم.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ40, 41. [لذلك تمسَّك التلاميذ والرُّسُل تمسُّكاً شديداً بالعهد القديم في ترجمته السبعينية, كما يتَّضِح هذا من وصية القديس بولس لتلميذه تيموثاوس, وهو ابن امرأة يهودية مؤمنة وأبوه يوناني (أي: وثني): «وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ المُقدَّسةَ ἱερὰ γράμματα (أي: العهد القديم)، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ الْكِتَابِ ἡ γραφὴ (أي: الترجمة السبعينية التي بين يديه) هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17 لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ» (2 تي 3:15-17)]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ96. [ورثت الكنيسة عن المجمع اليهودي اليوناني الثقة الكاملة فيما قام به المترجمون الإسكندريون, حتى إنَّه لمَّا قامت حركة المُعارضة ضد هذه الترجمة من قِبَل يهود القرن الثاني الميلادي, تمسَّك بها آباء الكنيسة بمشاعر مُتزايدة من التَّقوى والإيمان في سُلطانها الإلهي مُعتقدين بما فيها من إلهام لا يقل عن الأصل العبري, مُعلِّلين الاختلاف بين السبعينية وبين النَّص العبري أنَّه لا يرجع إلى خطأ في الترجمة أو النَّقل؛ بل هو تعديل وتصحيح إلهي استلزمه الوحي لكنيسة المستقبل.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ44. [وهُناك إشارات وشواهد كثيرة مُقنعة, أن كتبة أسفار العهد الجديد كانوا مُطَّلعين وعلى علم بالترجمة السبعينية بما فيها الأسفار المُسمَّاة «الأبوكريفا» وكانوا يقتبسون منها على نفس المستوى واليقين «أنها نافعة للتعليم والتوبيخ, للتقويم والتأديب», حتى إن أحد العلماء يقول إن 80% من اقتباسات العهد القديم مأخوذة من النَّص السبعيني.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ52. [وأهمّ ما لفت نظر أوريجانوس في العمودين الأول «النَّص العبري» والخامس «السبعينية» هو وجود كلمات وجُمَل بل وفقرات كاملة في السبعينية لا وجود لها في النَّص العبري, أو العكس. لذلك وضع عليها علامة مُميَّزة في بداية الجملة أو القطعة و نهايتها, مماثلة للعلامات التي نضعها الآن في وسط النُّصوص لنشرحها في الهوامش.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ96. [في الهامش: يُعبِّر القديس أغسطينوس عن هذا الموقف, رغم أنَّه يكتب باللاتينية, قائلاً: «في الكنائس الأكثر تقدُّماً في العلم (يقصد الكنائس الشرقية وقتئذ) عندهم أن السبعينية تُرجمت بمعونة الرُّوح القُدُسوإذا وُجِدَ شيء في المُقابل العبري يختلف عمَّا ترجمه السبعون, فعلى ما أظنّ ينبغي أن نُحنِي رؤوسنا أمام التدبير الإلهي لما تمَّمه بواسطتهم. فأسفار الأمّة اليهودية المرفوضة بسبب عثرتهم الدينية أو سوء نيَّتهم قد انتقلت إلى شعوب أخرى وسُلِّمت إلى الأمم المدعوة للإيمان بربِّنا قبل مجيئه. ولذلك تمكَّن السبعون من الترجمة بأسلوب استحسنه الرُّوح القُدُس الذي حثَّهم وأعطاهم أن يكونوا صوتاً واحداً … وكما كنتُ أقول أن النَّص اللاتيني للعهد القديم في حالة الضرورة ينبغي أن يُصحَّح بحسب اليوناني الموثوق به.»]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ34, 35. [ويُضيف فيلو الفيلسوف الإسكندري في القرن الأول الميلادي بعض التفاصيل, فيذكر أن الشيوخ الاثنين والسبعين الذين حملوا الأسفار المُقدَّسة على أيديهم نحو السماء سائلين اللهَ أن لا يُخيِّب مساعيهم, فاستجاب اللهُ لصلواتهم حتى ينتفع بها الناس في توجيه سلوكهم وحياتهم؛ كما أن الملك نفسه الذي اهتمّ بتكميل هذا العمل الجليل كان «مُساقاً بحكمة وحذق إلهيين», وأمَّا الشيوخ الذين قاموا بعمل هذه الترجمة فكانوا تحت «الوحي الإلهي», فنطقوا بنفس الكلمات والأفعال كما لو كان كل واحد منهم يُصغي إلى مُلقِّن داخله غير منظور يُمليه ما يكتبه. (…) فلم يكن الشيوخ إذاً مُجرَّد مُترجمين بل «مُعلِّمي القداسة وأنبياء».]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ88. [في الهامش: يقول يوستين الشهيد (القرن الثاني الميلادي) في حواره مع تريفو اليهودي: «… تجدني مُضطَّراً أن أخبرك ألا تُصدِّق مُعلِّميك (أي: الرابِّيين) الذين تجاسروا على تفسير شيء آخر يختلف عمَّا شرحه السبعون شيخاً في عصر بطليموس ملك مصر. هُناك آيات في الكتاب المُقدَّس تُظهر صراحة أن آراءهم باطلة وأنهم أغبياء, حتى إنَّهم تجاسروا على تأكيد ما لم تذكره الأسفار المُقدَّسة … أنا لا أثق في مُعلِّميكم الذين رفضوا ترجمة السبعين شيخاً ويُحاولون ترجمة أخرى (وهي ترجمة أكيلا) كما أرجو أن تُلاحظ أنَّهم استبعدوا كُتُباً من التي ترجمها السبعون الذين كانوا مع بطليموس».]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ32, 33. [كانت الخطوة التالية الحتمية هي ترجمة التوراة وباقي أسفار العهد القديم إلى اللغة اليونانية. وقد تمَّت فعلاً هذه الترجمة في الإسكندرية ابتداءً من القرن الثالث قبل الميلاد واشتُهِرت باسم «الترجمة السبعينية ebdomekonta». والاسم مأخوذ من الاثنين والسبعين شيخاً من يهود أورشليم الذين قاموا بترجمة خمسة أسفار موسى في عصر بطليموس الثاني فيلادلفوس (سنة 285 – سنة 246 ق.م.). ولكن لم يقتصر استعمال هذا الاسم «السبعينية» على أسفار التوراة فقط, بل اتَّسع ليتضمَّن كل أسفار العهد القديم التي تُرجمت فيما بعد من اللغة العبرية وصارت معروفة لدى الكُتَّاب المسيحيين في الكنيسة الأولى. ولقد بدأت هذه الترجمة في القرن الثالث قبل الميلاد وامتدَّت أربعة قرون لتنتهي في أوائل القرن الثاني بانضمام سفر الأمثال الذي ترجمه سيماخوس اليهودي. ففي مُقدِّمة سفر «يشوع بن سيراخ» المُترجم إلى اليونانية سنة 116 ق.م. يذكر أنَّه كان لدى يهود الإسكندرية التوراة والأنبياء وبعض الكُتُب الأخرى؛ والمُرجَّح أن ما يعنيه من عبارة «بعض الكُتُب الأخرى» هي كُتُب المزامير وأدب الحكمة وهي آخر الأسفار التي قنَّنها يهود فلسطين في القرن الثاني قبل الميلاد.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ33, 34. [رسالة أرستياس: هي أقدم مُستند لدينا عن الترجمة اليونانية للعهد القديم, هي عمل أدبي يمزج الحقائق التاريخية مع تفاصيل روائية قصصية مُشبعة للنفس والخيال. وهذه سمة الأعمال الأدبية التاريخية في العصور القديمة. وتتلخَّص هذه الرسالة في العناصر التالية: (…) ديمتريوس فاليريوس أمين مكتبة الإسكندرية التي أنشأها بطليموس الأول في حي القصور Brochorium, يطلب من مليكه بطليموس الثاني توفير نسخة يونانية من أسفار اليهود (…) أرسل الملك بعثة إلى رئيس كهنة أورشليم "ليعازر" طالباً إليه أن يبعث له بستَّة من مشايخ اليهود من كل سبط, متفقِّهين في التوراة وعارفين باللغتين العبرية واليونانية. ويذكر أرستياس في رسالته أسماءهم وأسباطهم, فحضروا حاملين معهم نُسخة من التوراة مكتوبة بحروف عبرية مُذهَّبة. (…) اصطحبهم ديمتريوس فاليريوس أمين المكتبة إلى جزيرة فاروس عبر حاجز الأمواج "الهبتاستاد" حيث أُعِدَّ لهم قصرٌ فاخرٌ في هذا المكان الهادئ بعيداً عن ضوضاء المدينة. كانوا يُقارنون ما يعملونه ليتَّفِق مع بعضه ولا يكون هُناك خلاف. وما ارتضاه الجميع كان ديمتريوس ينسخه. اكتملت الترجمة في اثنين وسبعين يوماً. اجتمع الشعب اليهودي كله, وقرأ لهم ديمتريوس من الترجمة فاستقبلوها بحماسٍ شديدٍ وتوسَّلوا إليه أن يُعطي نسخة لكل أرخن من جماعتهم. وبعد الانتهاء أُضيفت اللعنات على كل من يُحاول تغيير أو حذف أو إضافة شيء.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ87-89. [الفولجاتا: كان العهد القديم في الشرق المسيحي هو السبعينية. أمَّا في الغرب فكانت الترجمة اللاتينية القديمة (ورمزها OL) المأخوذة عن السبعينية دون تغيير, وهي التي كتب بها الآباء اللاتين المسيحيون مثل ترتليانوس وكبريانوس أسقف قرطاجنة الشهيد في القرن الثالث, ثم أمبروسيوس أسقف ميلانو وأغسطينوس أسقف هيبو في القرنين الرابع والخامس. وكما حدث في الشرق, نتيجة للأخطاء المُتراكمة من النُّسّاخ أن اقتضت الضرورة تنقيح وتنقية ومراجعة السبعينية, تكرر هذا أيضاً في الغرب. مما دعا البابا داماسوس بطريرك روما في أواخر القرن الرابع أن يُكلِّف القديس جيروم, بعمل ترجمة لاتينية جديدة للكتاب المُقدَّس. فسافر جيروم إلى فلسطين لمعرفته بوجود اختلافات بين النُّصُوص العبرية وبين السبعينية سنة 383م, وقامت بينه وبين أحبار اليهود هُناك محاورات مُناقشات حول رفضهم الاعتراف بأسفار السبعينية التي بدون أصل عبري؛ رُبَّما بسبب جهلهم بالمراحل التاريخية التي عبرت بها الأسفار اليهودية التي بين أيديهم ورُبَّما تعمُّداً منهم لتشكيكه فيما بين أيدي المسيحيين من أسفار يونانية. فقد كان لدى آباء الكنيسة مُنذ القرن الثاني شكوكٌ دفعتهم لاتِّهام اليهود بإخفاء الحقائق والأسفار الإلهية. وبدأ جيروم عمله مُحتفظاً بترتيب الأسفار كما هو في السبعينية لكنَّه استبدل نصَّها الذي كان تحت يديه من مكتبة قيصرية الجديدة, وهو النَّص الذي صحَّحه أوريجانوس في العمود الخامس من الهكسابلا, وترجم بدلاً منه النَّص العبري الموجود لدى أحبار اليهود في فلسطين. أمَّا ما لم يجده عندهم فقد ترجمه من العمود الخامس من الهكسابلا و وضع له علامات ذاكراً أنَّه أخذها عن السبعينية. ويذكر جيروم أيضاً أنَّه ترجم سفر طوبيا (هكذا دعاه في الفولجاتا) من أصل آرامي غير موجود حالياً. ورغم تحفُّظات القديس جيروم تجاه الأسفار التي لم يعثر لها على أصل عبري لدى أحبار اليهود هُناك إلا أن الكنيسة الكاثوليكية قبلت ترجمته وأعطتها اسم «الفولجاتا» أي «الشعبية», جاعلة الأسفار كلها على مستوى واحد من القانونية, مُستندة في ذلك إلى قرارات مجمع قرطاجنة المحلي المنعقد سنة 397م, ومن قبله مجمع هيبو الذي حضره القديس أغسطينوس سنة 393م, دون تمييز بين هذه الأسفار جميعها. لذلك قرر مجمع ترنت الكاثوليكي المنعقد سنة 1546م أن: «كل مَنْ لا يعترف بجميع الكُتُب الموجودة في الفولجاتا يُعتبر محروماً».]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ89-91. [موقف الكنائس الإصلاحية (البروتستانتية) من أسفار الأبوكريفا: كان القديس جيروم أحد الذين أطلقوا كلمة «الأبوكريفا» على الأسفار التي ليس لها أصل عبري. ولكن بقي العهد القديم في الكنيسة شرقاً باليونانية وغرباً باللاتينية دون أي اختلاف, حتى كانت ثورة الإصلاح الديني في أوروبا ضد الكنيسة روما في القرن السادس عشر, بسبب ما أضافته من عقائد, على اعتبار أن الكنيسة هي المصدر الأساسي والوحيد للتعليم. وفي المُقابل, نادى زُعماء الإصلاح الديني أن الكتاب المُقدَّس وحده هو مصدر التَّعليم والعقيدة. فبسبب عقيدة المطهر, استنكر مارتن لوثر اعتماد الكنيسة الكاثوليكية على ما جاء في سفر المكابيين: «وجمع (يهوذا المكابي) صدقات ألفي درهم من الفضة على عدد الرجال, وأرسلها إلى أورشليم لتُقرَّب ذبيحة عن الخطية, صانعاً صنيعاً حسناً وتقويًّا جداً, إذ كان يُفكِّر في القيامة. لأنه لو لم يكن يرجو قيامة السَّاقطين لكانت الصلاة من أجل الموتى باطلة. لأنَّه كان يرتئي أن الراقدين بنقاوة تكون محفوظة لهم نعمة جديدة. فصالح ومُقدَّس هذا الفكر. فلهذا صنع هذا الفداء لأجل الراقدين لينحلُّوا من الخطايا» (2 مك 12 : 43-46). ومن هُنا نشأت في الكنائس الإصلاحية رغبة شديدة لتحديد الأسفار القانونية لاعتبارها أنها المصدر الوحيد للتعليم. فمن ثمَّ استبعدت كل ما ليس له أصل عبري وضمَّته معاً وجعلته مُلحقاً للأسفار القانونية ووضعته بين العهدين القديم والجديد. وهكذا كانت تُطبع الكُتُب المُقدَّسة في سائر اللغات الأوروبية. وعندما بدأت جمعيات الكتاب المُقدَّس تنشر باللغة الإنجليزية الترجمة المنسوبة للملك جيمس (KJV) كانت بدون أسفار الأبوكريفا أحياناً. ونتيجة المُناقشات الحادة التي قامت في أوروبا حول صحة هذه الأسفار اضطرَّت جمعيات الكتاب المُقدَّس في إنجلترا وأمريكا سنة 1826م أن تُعلن توقُّفها عن طبع أسفار الأبوكريفا. وهكذا وصلت إلينا الترجمة العربية الصادرة عن جمعية الكتاب المُقدَّس خالية من الأسفار المحذوفة ومُترجِمةً أيضاً باقي الأسفار عن الفولجاتا التي أخذت عن الأسفار العبرية اليهودية.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ91. [وقامت في السِّنين الأخيرة في مصر مُحاولات لسدّ النُّقص في الكتاب المُوزَّع بمعرفة جمعيات الكتاب المُقدَّس خالياً من أسفار الأبوكريفا, وذلك بطباعة ونشر هذه الأسفار تحت عنوان: «الأسفار القانونية التي حذفها البروتستانت» (بتعضيد القمص متى المسكين لمَّا كان وكيلاً لبطريركية الإسكندرية) سنة 1954م. وأُعيد طبعه ثانية سنة 1972م, ولكنها تحتاج إلى مقدمة تشرح المصادر العربية والقبطية التي أُخذت عنها هذه النصوص. كما صدر أيضاً في الإسكندرية الأسفار المحذوفة كما جاءت في الترجمة العربية الكاثوليكية؛ لذلك يُلاحظ القارئ وجود بعض الاختلافات اللفظية بين الطبعتين, سببها يرجع إلى المصدر الذي أُخذت منه كل منهما.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ78. [بادئ ذي بدء, ينبغي أن نعرف أن ما لدينا الآن من ترجمات عربية للعهد القديم, سواء الصّادرة حديثاً عن جمعية الكتاب المُقدَّس أو التي طبعها الآباء اليسوعيون في لبنان, أو المشهورة باسم «ترجمة تفسيرية», هي جميعاً مُترجمة عن أصل عبري حسب النَّص اليهودي التَّقليدي المعروف باسم «النَّص الماسّوري»؛ لذلك نجد الألفاظ مُتقاربة والمعاني واحدة.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ82. [وبعد تحديد عدد أسفار العهد القديم العبري سنة 90م, كان لابد أيضاً من توحيد وتثبيت النُّصُوص. والشخصية الرئيسية وراء تثبيت «النَّص الماسّوري» كان الرابِّي «ابن عقيبة», الأب الروحي لثورة ابن كوكب اليهودية بين سنتي 132 و 135م. ويتبع تثبيت النَّص العبري ضرورة اختراع نظام تشكيل الكلمات العبرية لضبط نطقها وبالتالي تفسيرها تفسيراً صحيحاً. وقد قدَّم التَّلمود اليهودي مثلاً لحوار قام بخصوص تشكيل كلمة «ذ ك ر» العبرية التي جاءت في (تث 29 : 19), هل تُنطق «ذِكْر» بمعنى "تذكار", وهو التَّشكيل الذي أخذت به التَّرجمات الحديثة, أم تُنطق "ذَكَرٌ" بمعنى "رجل" ؟]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ79. [ترجع الاختلافات بين السبعينية وبين النَّص الماسّوري العبري إلى المراحل التاريخية التي تطوَّر منها كل نصّ حتى وصل إلينا في وضعه الحالي.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ67. [المخطوطة السينائية, ويتكوَّن النَّص السبعيني فيها من 156 ورقة (بخلاف العهد الجديد) بالإضافة إلى 43 ورقة أخرى محفوظة في متحف الدولة بليبزج بألمانيا. والذي اكتشف هذه المخطوطات في دير سانت كاترين بسيناء سنة 1859م هو العالم الألماني الرَّحّالة قسطنطين تشندورف, وحمل منها 43 ورقة أودعها متحف ليبزج, ثمّ عاد بخطاب توصية من قيصر روسيا وقتئذ (وكان يُعتبر حامي كنائس وأديرة الرُّوم الأرثوذكس), وأخذ باقي المخطوطة. وبعد دراستها ونشرها أودعها مكتبة ليننجراد بروسيا حتى قيام الثورة الشيوعية هناك, فاشتراها المتحف البريطاني سنة 1933م بمبلغ مائة ألف جنيه إسترليني, وصارت أثمن دُرَّة في مُقتنيات متاحف إنجلترا. ويرجع تاريخ نساخة هذه المخطوطة إلى حوالي سنة 350م, وهي كاملة فيما عدا الأوراق التي حُملت إلى ليبزج, ولا تحوي سفريّ المكابيين الثالث والرابع. ولكنَّها تتميَّز بنصٍّ مُطوَّل لكتاب طوبيت يختلف عن الموجود في المخطوطات الأخرى ويُرجِّح أنه النَّص الأصيل.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ67, 68. [المخطوطة الفاتيكانية من القرن الرابع أيضاً, محفوظة كاملة مُنذ سنة 1475م في مكتبة الفاتيكان ولا ينقص منها سوى تك 1 : 1-46 : 28, 2 صم 2 : 5-7 و 10-13, مز 106 : 27- 138 : 60 وأربعة أسفار المكابيين. ولم يُسمح بالاطلاع عليها إلا مُنذ سنة 1857م وتصويرها سنة 1888م بسبب جمال نساختها وحروفها. وقد انتهت الدِّراسات التي جرت على نصوصها أنَّه هو النَّص التقريبي الذي كان أمام أوريجانوس أثناء وضع مؤلِّفه الضَّخم المُسمَّى «الهكسابلا». لذلك يميل أغلب العلماء إلى أن نصَّها هو الذي كان شائعاً لدى كنيسة الإسكندرية, لذلك يُمكن اعتباره أنَّه أقدم وأفضل الموجود من نصوص السبعينية.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ69. [المخطوطة الإسكندرانية من القرن الخامس الميلادي. وكان بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس كيرلُّس لوكار قد أهداها لملك إنجلترا شارل الأول سنة 1627م. هذه المخطوطة محفوظة كاملة إلا من مز 4 : 19-79 : 10 وبعض الفراغات في سفر التكوين. لكنها تشمل سفريّ المكابيين الثالث والرابع. وتتميَّز هذه المخطوطة بالتَّقسيم الليتورجي لمزاميرها, حيث تسبقها رسالة القديس أثناسيوس الرسولي عن المزامير, كما أُلحِق بها أيضاً التَّسابيح التي ما زالت تنفرد الكنيسة القبطية بتلاوتها ليلة سبت النُّور. وقد استقر العلماء على أن مصدر هذه النُّصُوص هي مصر (…) والذي يلفت النَّطر أن أغلب اقتباسات العهد الجديد من أسفار العهد القديم اليوناني تقترب جداً من نصوص هذه المخطوطة أكثر من المخطوطة الفاتيكانية.]

رهبان دير أنبا مقار: العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية, دار مجلة مرقس – صـ68, 69. [وإلى عهد قريب, كان يُظنّ أن المخطوطة السينائية والفاتيكانية يُعتبران من ضمن الخمسين مُجلَّداً التي أهداها الإمبراطور قسطنطين الكبير لكنائس عاصمته الجديدة «القسطنطينية». لكن الفحص الحديث أثبت أن النَّص الشائع فيهما هو النَّص المصري المُنقَّح. لذلك اجتهد العلماء في ترجيح أماكن أخرى صدرت عنها هاتان المخطوطتان. ويكاد يكون الإجماع على ترشيح مدينة قنسطانس, وذلك لأننا نعلم من دفاع أثناسيوس الرسولي المرفوع للإمبراطور قنسطنطيوس سنة 356م, أن القديس أثناسيوس قدَّم نُسخاً مُنذ خمس عشرة سنة هدية لهذه المدينة, أي بين سنتي 339-340م. هذا التَّرجيح يشرح على الأقل كيفية وصول النَّص المصري المُنقَّح للترجمة السبعينية قريباً من روما. ويزيد من صحة هذا التَّرجيح أن ترتيب تجليد الأسفار وعددها في المخطوطة الفاتيكانية يتمشّى تماماً مع ما جاء في رسالة القديس أثناسيوس الفصحية سنة 367م, بل إن وَضْع رسالة العبرانيين في هذه المخطوطة, وهي من رسائل العهد الجديد, هو بنفس التَّرتيب الموضوع في قانون الأسفار المُقدَّسة كما جاء في رسالته الفصحية. هذه الأسباب جميعاً تزكِّي الرأي القائل أن المخطوطة الفاتيكانية هي واحدة من الهدايا التي قدَّمها القديس أثناسيوس لمدينة قنسطانس.]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: