القائمة إغلاق

خُلاصة كتاب: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد

بسم الله الرحمن الرحيم

خُلاصة كتاب: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ10. [إنَّنا سنقع في خطر خُسارة فرادة كلمة الله أثناء عملية «إعادة التَّفسير» المُستمرَّة. ومهما كانت الطَّريقة, فكيف نقدر أن نُفسِّر الكتاب المُقدَّس ما دُمنا قد نسينا لغته الأصلية ؟]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ13, 14. [إنَّ مُخلِّصنا الذي «تنازل», والذي «صار بشراً», قد وحَّد نفسه مع النّاس, مُشاركاً في الحياة والطَّبيعة الإنسانيتين. فالمُبادرة لم تكُن إلهية فقط, بل أنَّ زعيم الخلاص كان شخصاً إلهياً. وكمال طبيعة المسيح الإنسانية يُشير إلى حقيقة هذا الاتِّحاد الخلاصي واستقامته, أي إنَّ الله دخل التّاريخ البشري, وصار شخصاً تاريخياً.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ14. [سرّ التَّجسُّد كان سرّ المحبَّة الإلهية, سرّ الاندماج الإلهي في الإنسان الضّال. قِمَّة هذا التَّجسُّد هو الصَّليب الذي كان نُقطة تحوُّل في مصير الإنسان. والسِّر الرَّهيب لهذا الصَّليب لا يُفهم إلّا من منظور خريستولوجي واسع, أيّ إذا آمنّا بأنَّ المصلوب كان حقًّا «ابن الله الحيّ». وموت المسيح كان دُخُول الإله شخصياً بؤس الموت الإنساني وشقاءه وكان نزولاً إلى الجحيم. وهذا يعني نهاية الموت وتدشين حياة الإنسان الأبدية.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ14, 15. [مُذهلٌ التَّرابُط الذي نجده في جسم العقيدة التَّقليدي, والذي لن نُدركه إلّا بالإيمان الحيّ, وبالمُشاركة الشَّخصية مع الإله الشَّخصي. فالإيمان وحده يجعل الصِّيَغ الإيمانية مُقنعة, ويُعطيها الحياة. يبدو هذا الأمر غريباً, لكنَّ خبرة مُتتبِّعي الأمور الرُّوحية تقول إنَّ الإنسان لا يكتسب فائدة من الأناجيل ما لم يكُن أولاً في حُبّ مع المسيح, لأنَّ المسيح ليس نصًّا, بل شخص حيّ يُقيم في جسده, أي في الكنيسة.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ20. [مهما كان أصل النُّصُوص التي يشتمل عليها الكتاب المُقدَّس, فمن الواضح أنَّه في مُجمله من خلق الجماعة في التَّدبير القديم والكنيسة المسيحية على حدٍّ سواء. فهو لا يشتمل على كلّ النُّصُوص التّاريخية والتَّشريعية والتَّعبُّديّة الموجودة, بل على نُخبة منها. وهذه النُّخبة أصبحت ذات سُلطان من خلال استعمالها – وعلى الأخصّ في اللِّيتورجيا – في وسط الجماعة, ومن خلال القيمة التي أعطتها لها الكنيسة.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ22. [لقد أُدرِجَت في الكتاب روايات مُختلفة دون أن تُغيَّر, حتى أنَّ الكنيسة عارضت كلّ المُحاولات لاستبدال الأناجيل الأربعة بإنجيل واحد يؤلِّف بينها, أي عارض تحويل «الأناجيل الأربعة» (Tetraevangelion) إلى «الإنجيل الرُّباعي» (Diatessaron), رغم الصُّعُوبات النّاجِمة عن «الاختلافات بين الإنجيليين» التي تصارع معها المغبوط أوغسطين. والسَّبب هو أنَّ الأناجيل الأربعة تُثبِّت وحدة الرِّسالة تثبيتاً تامًّا, رُبَّما بشكل أكثر تماسُكاً من أيّ جامع يجمعها.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ28. [فالتَّجسُّد والقِيامة والصُّعُود هي أحداث تاريخية, لكنَّها لا تحمل معنى أحداث حياتنا اليومية نفسها, ولا تكون على المُستوى نفسه. لكنَّها لم تكن أقل تاريخية وواقعية, لأنَّها كانت تزخر بالواقعية أكثر من تِلك. من الطَّبيعي ألّا نستطيع تأكيدها إلّا عن طريق الإيمان. لكن هذا التّأكيد لا يبعدها عن إطارها التّاريخي.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ28. [«لا يقدر أحدٌ أن يقول إنَّ يسوع ربّ إلّا بإلهام من الرُّوح القُدُس» (1 كور 12 : 3). أيّ إنَّنا لا نقدر أن نستوعب عُمق المعاني الإنجيلية إلّا عن طريق الخِبرة الرُّوحية.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ31. [الكتاب «موحى به» من الله, فهو كلمته. لكن بحث ماهية الوحي بدقَّة أمرٌ مُستحيل, لأنَّه مُحاط بسِرّ, بسِرّ مُواجهة الله للإنسان. إنَّنا لا نستطيع أن نفهم الطَّريقة التي سمع بها «قديسو الله» كلمة سيِّدهم, ولا كيفية تعبيرهم اللُّغوي عمّا أوحى به الله إليهم. وحتى في عملية تعبيرهم الإنساني, كان صوت الله معهم. هذه هي مُعجزة الكتاب وأسراريته: إنَّه ظُهُور كلمة الله مُدوَّنة في لُغة بشرية. ومهما كانت الطَّريقة التي نفهم بها الوحي الإلهي, فعلينا ألّا نغفل عاملاً أساسياً, وهو أنَّ الكتاب ينقل إلينا كلمة الله في لُغة بشرية.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ32. [واللُّغة الإنسانية لا تخون الإعلان الإلهي ولا تُقلِّل من شأنه أو تُقيِّد قُوَّة كلمة الله. ما دام الإنسان مخلوقاً على صورة الله ومثاله فهو يقدر أن يُعبِّر عن كلمة الله بكلماته الشرية بشكل كافٍ وصحيح, لأنَّ كلمة الله لا تخفت عندما ينطق بها لسان بشري.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ39, 40. [اتُّخِذ الحقّ بدلاً من الشَّريعة, لأنَّها وُجِدَت فيه كمالها. ولهذا أُبطِلَت الشَّريعة ولم يبقَ حفظها واجباً على المُهتدين حديثاً. فإسرائيل الجديد كان له دستوره الخاصّ, وصار هذا الجُزء من العهد القديم وكأنَّه مهجور (…) حتى إنَّنا لا نستثني الوصايا العشر من هذه القاعدة, لأنَّ «الوصية الجديدة» قد نسختها. والآن يجب أن نستخدم العهد القديم من خلال علاقته بالكنيسة فقط.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ46. [يقول القدِّيس إيريناوس: «صار ابن الله ابناً للإنسان, لكي يصير الإنسان ابناً لله», لأنَّه لم يُعلن في المسيح, الإله – الإنسان, معنى الوجود الإنساني وحسب, بل إنَّه بلغ غايته. ففيه بلغت الطَّبيعة الإنسانية كمالها وتجدَّدت وأُعيد بناؤها وخلقها. والمصير الإنساني وصل إلى هدفه, وصارت الحياة الإنسانية «مُستترة مع المسيح في الله» على حدّ تعبير بولس الرسول.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ95. [ولقد ظلَّت مُشكلة التَّفسير الصَّحيح للكتاب المُقدَّس حادَّة حتى القرن الرابع أثناء صِراع الكنيسة مع الآريوسيين, ما خفَّت حِدَّتها عمّا كانت عليه في القرن الثاني أثناء مُقاومة العرفانيين والصَّباليوسيين والمونتانيين. فكلّ أطراف النِّزاع احتكمت إلى الكتاب, حتى إنَّ الهراطقة والعرفانيين والمانويين استشهدوا بفصوله وآياته واحتكموا إلى سُلطانه. وكان التَّفسير في تِلك الفترة أهمّ منهج لاهوتي, ولعلَّه كان المنهج الأوحد, وكان سُلطان الكتاب مُطلقاً وسامياً. وكان الأرثوذكسيون يتَّجهون إلى طرح السُّؤال التَّفسيري الحاسم: ما هو مبدأ تفسير الكتاب ؟]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ96. [فالكتاب ينتمي إلى الكنيسة, ولذلك يُفهم بشكلٍ وافٍ ويُفسَّر بشكلٍ صحيح فيها, وضمن جماعة الإيمان القويم فقط. أمّا الهراطقة, أي الذين خارج الكنيسة, فلم يملكوا مفتاح فكر الكتاب, لأنَّه لم يكن الاستشهاد بكلام الكتاب كافياً, إذ يجب على الإنسان أن يشرح معنى الكتاب الحقيقي والقصد منه بشكل كليّ, وأن يُدرك مُسبقاً نموذج الإعلان الكتابي ومُخطَّط عناية الله المُخلِّصة. وهذا لن يتحقَّق إلّا بالرُّؤية الإيمانية.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ97. [عندما تحدَّث المسيحيون عن «قانون الإيمان» بكونه قانوناً «رسولياً», لم يعنوا به أنَّ الرُّسُل اجتمعوا لصياغته, بل عنوا به أنَّ الاعتراف بالإيمان الذي كان يتلوه كلّ مَوعوظ قبل المعمودية يُجسِّد بإيجاز الإيمان الذي علَّمه الرُّسُل وأودعوه تلاميذهم ليُعلِّموه هم من بعدهم.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ100. [كان التَّقليد في الكنيسة الأولى مبدأ تفسيرياً ومنهجاً تفسيرياً أيضاً, لأنَّنا لا نقدر أن نفهم الكتاب فهماً صحيحاً وكاملاً إلّا على ضوء التَّقليد الرَّسولي الحيّ وفي إطاره.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ102. [لقد استشهد الآريوسيون بمقاطع كثيرة من الكتاب ليُقيموا الدَّليل على ما ناضلوا من أجله, وهو أنَّ المُخلِّص مخلوق. (…) وأكَّد القدِّيس أثناسيوس أنَّ التَّفسير «الصَّحيح» لنُصُوص مُعيَّنة يصبح مُمكناً من خلال المنظور الإيماني كلّه فقط.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ103. [من جِهة ثانية, يجب أن نهتمّ اهتماماً شديداً بالسِّياق المُباشر لكلّ جُملة وتعبير, وبإبراز قصد الكاتب الصَّحيح بدقَّة.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ105. [كَتَبَ القدِّيس أثناسيوس إلى الأسقف سرابيون: «لننظرنَّ إلى تقليد الكنيسة الجامعة, وتعليمها, وإيمانها, الذي أعطاه الرَّب, وبشَّر به الرُّسُل, وحفظه الآباء, لأنَّ الكنيسة أُسِّسَت عليه» (إلى سرابيون 1, 28). هذا المقطع من ميزات القدِّيس أثناسيوس, فهُناك ثلاث ألفاظ مُتطابقة فيه: «التَّقليد» (Paradosis) هو من المسيح نفسه, و «التَّعليم» (Didascalia) هو بواسطة الرُّسُل, و «الإيمان» (Pistis) هو من الكنيسة الجامعة. وهذا هو أساس الكنيسة – الأساس الأوحد  والفريد. الكتاب نفسه ينتمي إلى هذا «التَّقليد» الذي يأتي من الرَّب.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ115. [فالقدِّيس أيرونيموس, رجل الكتاب العظيم, أورد الفكرة نفسها بأسلوبه القوي الحاد, فقال: «إنَّ مركيون وفاسيليدس وهراطقة آخرين … لا يملكون إنجيل الله, لأنَّهم لا يملكون الرُّوح القُدُس, الذي من دونه يصبح الإنجيل المُبشَّر به إنسانياً. فنحن لا نعتبر أنَّ الإنجيل (أي البشارة) يتألَّف من كلام الكتاب المُقدَّس, فغايته في معناه, لا في سطحه, في لُبِّه وجوهره, لا في أوراق العظات, بلّ في أصل معناه. في هذا الحال يصبح الكتاب نافعاً حقًّا للسّامعين عندما يُبشَّر به مع المسيح, وعندما يُقدَّم ويُعرض مع الآباء, وعندما يُقدِّمه المُبشِّرون به مع الرُّوح … كبيرٌ هو خطر التَّكلُّم في الكنيسة, لأنَّ التَّفسير المُنحرف يُحوِّل إنجيل المسيح إلى إنجيل إنساني» (في تفسير غلاطية 1, 1, 2, مجموعة الآباء اللاتين, مين 26, 386).]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ125. [لقد أصاب البروفسور جورج كريتسثمار (Georg Kretschmar) عندما قال في دراسته عن مجامع الكنيسة القديمة إنَّ اهتمام المجامع الأولى الأساسي كان اهتماماً بوحدة الكنيسة: «فمُنذ البدء وحتى الوقت الحاضر, هُناك موضوع واحد, وهو الإعلان عن وحدة صحيحة وروحية في كنيسة الله».]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ129. [ما هو المبدأ التَّفسيري الصَّحيح الذي كان يُتَّبع ؟ إنَّنا لا نجد سِوى جواب الاحتكام إلى «إيمان الكنيسة» الذي هو إيمان الرُّسُل وبشارتهم, أي إلى التَّقليد الرَّسُولي. فالكتاب لا يُفهم إلَّا في الكنيسة, كما أكَّد أوريجانوس, وكما أكَّد القدِّيس إيريناوس وترتليان قبله.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ130. [ترتليان أكَّد أنَّ العادات في الكنيسة يجب أن تُفحص تحت ضوء الحقيقة, لأنَّ «سيدنا المسيح لم يُظهر نفسها عداة وعُرفاً, بل حقيقة» (في غطاء العذارى 1, 1). والقدِّيس كبريانوس استعمل هذه العبارة ومجمع قرطاجنة الذي عُقِدَ سنة 256م تبنّاها. ولعلَّ «القِدَم» في ذاته يُمكن أن يكون خطأً مُتأصِّلاً «لأنَّ القِدَم بلا حقيقة خطأ قديم مُتأصِّل» كما قال القدِّيس كبريانوس (الرِّسالة 74, 9). وأوغسطين أيضاً استخدم العبارة نفسها فقال: «يقول الرَّب في الإنجيل: أنا هو الحق, ولم يقل: أنا هو العادة» (في المعمودية 3, 6, 9,). «فالقِدَم» في حدّ ذاته لا يكون حقًّا بالضَّرورة, مع أنَّ الحق المسيحي كان فعلياً حقاً «قديماً».]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ130. [يجب على المرء أن يبحث بدقَّة عن «التَّقليد الحقيقي», الذي يقدر أن يرجعه إلى سُلطان الرُّسُل, والذي يُثبِّته ويؤكِّده إجماع الكنائس.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ134. [إنَّ في عبارة «آباء الكنيسة» توكيداً واضحاً فيه شيء من الحصرية, لأنَّهم لم يتصرَّفوا كأفراد فقط, بل كرجال كنسيين على حدّ تعبير أوريجانوس المُفضَّل, بالنِّيابة عن الكنيسة وباسمها. فهم النّاطقون باسم الكنيسة, ومُفسِّرو إيمانها وحافظو تقليدها, وشُهُود حقيقتها وإيمانها, ومُعلِّمون بارزون على حدّ تعبير القدِّيس فكنديوس, وعلى هذا الأساس يقوم سُلطانهم.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ136. [تقوم السُّلطة التَّعليمية في المجامع المسكونية على عصمة الكنيسة, لأنَّ السُّلطة العُليا منُوطة بالكنيسة التي هي عمود الحق وأساسه (…) فهي سُلطة مواهبية تقوم على مؤازرة الرُّوح القُدُس: «فظهرت حسنة للرُّوح القُدُس ولنا».]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ142. [أمّا الهرطقات فكانت قادرة على الاحتكام أيضاً إلى الماضي, وعلى الاستشهاد بسُلطان بعض «التَّقاليد». والواقع أنَّها تمسَّكت في أغلب الأحيان بالماضي, إذ إنَّ الصِّيغ القديمة كثيراً ما تكون مُضلِّلة بشكلٍ خطير.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ143. [إنَّ الكنيسة «رسولية» بالطَّبع, ولكنَّها آبائية أيضاً. فهي أساساً «كنيسة الآباء». وهاتان «السِّمتان» لا نقدر أن نفصلهما, ولكونها «آبائية» فهي «رسولية» حقاً.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ144. [ليست البشارة الرَّسولية محفوظة في الكنيسة فقط, بل هي حيَّة فيها. بهذا المعنى يكون تعليم الآباء مقولة دائمة للوجود المسيحي, ومقياساً ثابتاً وسامياً للإيمان القويم. فما الآباء شهوداً للإيمان القديم فقط, بل هُم شُهُود للإيمان الحقيقي. إنَّ «فكر الآباء» مرجع حقيقي للّاهوت الأرثوذكسي لا يقلّ شأناً عن كلمة الكتاب المُقدَّس ولا ينفصل عنه أبداً. وكما قال أحدهم بحق: «فإنَّ الكنيسة الجامعة في كلّ العُصُور ليست ابنة لكنيسة الآباء فقط, بل إنَّها كنيسة الآباء, وستبقى كذلك».]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ145. [اللاهوت لا يحمل قناعة خارج الحياة في المسيح, أمّا إذا فُصِل عن حياة الإيمان فإنَّه يتحوَّل إلى ديالكتيك فارغ وإلى كلام كثير باطل لا قيمة روحية له. لقد كان اللاهوت الآبائي مُتأصِّلاً وجودياً في التزام الإيمان, من غير أن يكون «نظاماً» يُفسِّر نفسه بنفسه, ويُعرض عرضاً بُرهانياً وجدلياً, أي أرسطوطاليسيا, بدون أي التزام روحي مُسبق.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ146. [إنَّنا نُخطئ إذا اقتطعنا من النُّصُوص الآبائية قطعاً وفصلناها عن المنظور الذي وُضِعَت فيه. وهذا يُشبه خطأ استخدام آيات من الكتاب المُقدَّس بعد نزعها من إطارها. ولذلك تبقى عادة «اقتباس» أقوال الآباء وعباراتهم خطرة إذا عزلناها عن المُحيط الذي تأخذ فيه معناها الحقيقي وتصبح مليئة بالحياة. «اتِّباع الآباء» لا يعني فقط «اقتباس» أقوالهم والاستشهاد بها, بل يعني اقتفاء «فكرهم» و «عقلهم».]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ152, 153. [إنَّ الهدف الأسمى من الحياة البشرية قد حدَّده الآباء في تقليدهم من خلال لفظة «التَّألُّه» (theosis). لا شكّ أنَّ لفظة «التَّألُّه» مُزعجة للأذن المُعاصرة. حتى إنَّنا لا نقدر أن نُترجمها بدقَّة إلى أيّة لُغة مُعاصرة, ولا نقدر أن نُترجمها حتى إلى اللاتينية. وفي اليوناني تبقى اللَّفظة ثقيلة ومُتكلِّفة. والحق, أنَّها لفظة جريئة, لكنَّ معناها واضح وبسيط. هذه اللَّفظة كانت تعبيراً حاسماً في المُصطلح الآبائي. ويكفي أن نقتبس أقوال القدِّيس أثناسيوس: «فهو أصبح إنساناً حتى يؤلِّهنا في ذاته» (إلى أدلفيوس, 4), «لقد تأنَّس حتى نتألَّه نحن» (في التَّجسُّد 54). هكذا يُلخِّص القدِّيس أثناسيوس فكرة القدِّيس إيريناوس الشَّهيرة: «هو بمحبَّته العظيمة صار مثلنا حتى يرفعنا إلى ما هو عليه» (ضدّ الهرطقات 5, المُقدِّمة). هذه كانت قناعة الآباء اليونانيين عامَّة. ويقدر المرء أن يقتبس بتفصيل أقوال القدِّيسين غريغوريوس النِّزْيَنْزي, وغريغوريوس النِّيصي, وكيرلُّس الإسكندري, ومكسيموس المُعترف, وسمعان اللاهوتي الحديث.]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ154. [والقدِّيس أثناسيوس ميَّز بين جوهر الله وقُواه فقال: «هو موجود بصلاحه في كلِّ الأشياء, لكنَّه يبقى خارجها بطبيعته الخاصَّة» (في مُقرِّرات مجمع نقية 2).]

الأب جورج فلورفسكي: الكتاب المُقدَّس والكنيسة والتَّقليد (وجهة نظر أرثوذكسية), منشورات النُّور – صـ154. [قال القدِّيس باسيليوس إنَّ الإنسان لا يقدر أن يدنو من «جوهر الله» (ضدّ أفنوميوس 1 : 14). إنَّنا نعرف الله في قُواه فقط ومن خلالها: «نحن نقول إنَّنا نعرف إلهنا من قُواه وأفعاله, لكنَّنا لا نُعطي وعداً بأنَّنا ندنو من جوهره, لأنَّ قُواه تنحدر إلينا, أمَّا جوهره فيبقى بعيداً» (الرِّسالة 234 ضدّ أمفيلوخيوس).]

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: