بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة فيديوهات: مَدْخَلٌ إلَى دِرَاسَةِ الكِتَابِ المُقدَّسِ
فيديو (2): ما هي مُحتويات الكتاب المُقدَّس؟ (تحميل PDF)
إعداد: أبو المُنتصر محمد شاهين التاعب
تفريغ: خادم الإسلام أبو بكر مُصطفى الشَّامي
الكتاب المُقدَّس يحتوي على مجموعة الكُتُب المُقدَّسة الخاصَّة بالمسيحيين، وهو ينقسم إلى قسمين:
1. العهد الجديد: مجموعة الكُتُب المُقدَّسة المسيحية، التي كُتبت بعد رفع المسيح عليه السلام. والعهد الجديد يضُم الأناجيل الأربعة: متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا، وهذه الأناجيل الأربعة ليست هي “الإنجيل” الذي أنزله الله عز وجل على المسيح عليه السلام.
2. العهد القديم: مجموعة الكُتُب المُقدَّسة اليهودية، والتي يؤمن بها المسيحيون أيضاً، والتي كُتبت قبل بعثة المسيح عليه السلام.
الكتاب المُقدَّس يحتوي على مجموعة كُتُب مُختلفة جداً، على الرَّغم من أنَّ المسيحي يدَّعي أنَّ الكتاب المُقدَّس بالكامل روح واحدة، وموحى به من الله، بحيث أنَّك لو قرأته من بدايته لنهايته لشعرت أنَّه مُتناسق ومُتناغم، ولكن هذا الكلام غير صحيح، فمن قرأ الكتاب المُقدَّس من بدايته وإلى نهايته، عَلِمَ يقيناً أنَّ هذه الكُتُب التي يضمّها الكتاب المُقدَّس مُختلفة ومُحيِّرة جداً، وتصل في كثير من الأحيان إلى درجة التَّناقض.
إيمان المسيحي فيما يخُصّ مُؤلِّفي الكُتُب المُقدَّسة
الكتاب المُقدَّس يحتوي على مجموعة كُتُب تُنسب إلى عددٍ كبيرٍ من المؤلفين، ويؤمن المسيحي أنَّ أسفار الكتاب المُقدَّس تُنسب إمَّا إلى أنبياء بني إسرائيل (أسفار العهد القديم)، أو إلى تلاميذ المسيح عليه السلام (أسفار العهد الجديد).
يؤمن المسيحي أنَّ العهد القديم يحتوي على توراة موسى عليه السلام، ويحتوي على كُتُب منسوبة للأنبياء مثل: المزامير لسيدنا داود عليه السلام، وأسفار منسوبة لسيدنا سليمان عليه السلام، وأسفار أخرى منسوبة لأنبياء آخرين لا نعرفهم من المصادر الإسلامية مثل: إشعياء وإرمياء وغيرهم من الأنبياء.
المسيحي لا يعرف تحديداً عدد مؤلِّفي أسفار الكتاب المُقدَّس
لو نظرت إلى المراجع المسيحية، لوجدت أنَّهم يقولون إنَّ الكتاب المُقدَّس كُتِبَ بواسطة حوالي 40 مؤلفاً، ولكنَّهم لا يستطيعون تحديد رقم بعينه، فإنَّ قولهم هذا يعني أنَّ عدد المؤلِّفين يتراوح بين الـ 36 و 44 مؤلِّفاً، وهذه إشكالية سنقوم بدراستها باستفاضة أكثر فيما بعد بإذن الله عز وجل.
مُعظم مُؤلِّفي أسفار الكتاب المُقدَّس مجاهيل
المسيحي يعتقد أنَّ سيدنا موسى عليه السلام هو كاتب أسفار التَّوراة، ولكن هذا الاعتقاد ليس عليه أي دليل أو بُرهان، فلا يملك المسيحي الأدِلَّة التي تُثبت نسبة الأسفار لأصحابها، سواء أسفار العهد القديم أو العهد الجديد، ولكن إذا درسنا مسألة نسبة الأسفار لأصحابها من ناحية تاريخية، وبالأدلة والبراهين، لوجدنا أنَّ كتبة الأناجيل مجاهيل، وكتبة مُعظم الرسائل مجاهيل، بل إنَّ كتبة مُعظم أسفار الكتاب المُقدَّس مجاهيل، ولا نعرف عددهم تحديداً.
مُدَّة كتابة أسفار الكتاب تزيد على الألف سنة
الكتاب المُقدَّس يحتوي على أسفار، مُدَّة كتابتها تزيد على الألف سنة، فالمسيحي يؤمن أنَّ أوَّل من كتب هو موسى عليه السلام، وأنَّه كاتب الأسفار التي يُسمُّونها التَّوراة، وهُناك خلاف حول التَّاريخ الذي عاش فيه موسى عليه السلام، هل هو في القرن 13 أم 15 أم 16 ق.م.
على كلّ حال، نقول إنَّ أوَّل مَن كَتَب – حسب الإيمان المسيحي – هو موسى عليه السلام، والذي عاش تقريباً في القرن الـ15 ق.م. وكذلك آخر مَن كَتَب – أيضاً حسب الإيمان المسيحي – هو يوحنا تلميذ المسيح عليه السلام، وقد كَتَب سفر الرؤيا في القرن الأول الميلادي، هذا يعني أنَّ عملية كتابة أسفار الكتاب المُقدَّس أخذت حوالي 16 قرناً من الزَّمان، وهذه المُدَّة الطَّويلة كانت سبباً في وجود الاختلاف الشَّديد بين أسفار الكتاب المُقدَّس، وكانت سبباً رئيسياً في تحريف نصّ هذه الأسفار المُقدَّسة أثناء عملية نسخ نصّها.
مُؤلِّفو أسفار الكتاب المُقدَّس من خلفيات ثقافية وبيئية مُختلفة
يعتقد المسيحي أن بولس – أحد مؤلِّفي أسفار العهد الجديد – كان فيلسوفاً مُطَّلِعاً على الكتابات اليونانية، وبالتالي كتاباته ستختلف عن داود عليه السلام، والذي كان راعياً للأغنام، وستختلف أيضاً عن كتابات صيَّاد السَّمك (تلاميذ المسيح عليه السلام)، وستختلف عن كتابات الملك الحكيم سُليمان عليه السلام.
وهكذا، بما أنَّ الكُتُب المُقدَّسة كُتِبَت في أزمنة مُختلفة، وبواسطة مؤلِّفين مُختلفين ثقافياً وبيئياً، هذا أدَّى إلى أنَّ أسفار الكتاب المُقدَّس أصبحت مجموعة مُختلفة جداً من الكُتُب.
الأسفار المُقدَّسة مكتوبة بالعبرية واليونانية مع بعض المقاطع بالآرامية
الكتاب المقدس يحتوي على كُتُب مُقدَّسة، بعضها مكتوب باللغة العبرية مع بعض المقاطع بالآرامية، وبعضها مكتوب باللغة اليونانية. واختلاف لُغات الأسفار المُقدَّسة كان سبباً في الاختلاف الموجود بين هذه الكتابات، وهكذا، فإنَّ الكُتُب المُقدَّسة التي نقرأها باللغة العربية مُجرَّد ترجمات للأسفار المكتوبة بلغاتها الأصلية.
العهد الجديد مكتوب بالكامل باللغة اليونانية، وهناك بعض أسفار العهد القديم، والتي تُسمَّى بالأسفار القانونية الثانية، مكتوبة أيضاً باللغة اليونانية.
باقي أسفار العهد القديم مكتوبة باللغة العبرية، ولكن هُناك بعض المقاطع بالآرامية، وهي لُغة شقيقة وقريبة جداً من اللغة العبرية.
الكُتُب المُقدَّسة تنتمي إلى أشدّ أنواع الفُنُون الأدبية اختلافاً
الكتاب المقدس يحتوي على الأسفار التاريخية، وكتب الحكمة والفلسفة، والكتابات الشعرية، والقصص، والرَّسائل الشخصية، والرؤى، ولا شكّ أنَّ هذا التَّنوُّع أدَّى إلى الاختلاف الموجود بين هذه الكتابات.
اختلاف عدد أسفار الكتاب المُقدَّس
عدد الأسفار المُقدَّسة ليس واحداً في جميع نُسخ الكتاب المُقدَّس الموجودة بين أيدي الطَّوائف المسيحية المُختلفة، فالكتاب المُقدَّس مكتبة كبيرة من الكُتُب، فقد تجد نُسخة من الكتاب المُقدَّس تحتوي على 73 سفراً، وأخرى تحتوي على 66 سفراً، وأخرى تحتوي على 81 سفراً، وهُناك اختلافات أخرى بين النُّسخ المُختلفة للكتاب المُقدَّس، سواء في عدد الأسفار، أو في النَّصّ نفسه، ولكن أبسط اختلاف هو ما نجده بين نُسخ الكتاب المُقدَّس الخاصَّة بالبروتستانت، والتي تحتوي على 66 سفراً فقط، ونُسخ الكتاب المُقدَّس الخاصَّة بالكاثوليك والأرثوذكس، والتي تحتوي على 73 سفراً.
مُحتوى الكتاب المُقدَّس غريب ومُحيِّر
أحياناً تجد في الكتاب المُقدَّس قصصاً تاريخية ليس لها أيّ فائدة، وقد تجد أيضاً قصصاً غير أخلاقية تشمئز منها النُّفُوس، وأحيانا تجد قصصاً عن حُرُوب ومذابح واعتداءات وسفك للدِّماء، وفي الغالب ستجد كلاماً كثيراً لا تستفيد منه أبداً فيما يخُصّ حياتك الرُّوحية.
نرجو مراجعة ملزمة “الكتاب المقدس كتاب غريب ومحير“.
http://alta3b.com/2012/05/04/kitab-ghareeb
الواجب:
· الحلقة الأولى: قراءة الصفحة 4 من ملزمة فكرة شاملة عن الكتاب المقدس.
· الحلقة الثانية: قراءة الصفحة 6 من ملزمة فكرة شاملة عن الكتاب المقدس.
http://alta3b.com/2012/04/18/fekra
الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصَّالِحات