القائمة إغلاق

العلامة أوريجانوس الإسكندري: الابن أدنى من الآب لأن الابن قال: أبي أعظم مني

بسم الله الرحمن الرحيم

العلامة أوريجانوس الإسكندري

الابن أدنى من الآب لأن الابن قال: أبي أعظم مني

الاعتراف بفرق العظمة:

Joh 14:27-31 «سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. (28) سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. (29) وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ. (30) لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضاً مَعَكُمْ كَثِيراً لأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. (31) وَلَكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ هَهُنَا».

بقلم هلال أمين، مكتبة الأخوة.

[وإذ يقول “لأن أبي أعظم مني” فهذا باعتبار مقامه كإنسان في موقف الخضوع للآب. وسبق أن قال إنه الابن المرسل من قبل أبيه وكالمرسل أخذ صورة عبد.]

بقلم وليم ماكدونالد، معهد عمواس للكتاب المقدس.

[قد يبدو، أوّل وهلة، أن هذا العدد يناقض كل ما سبق أن علّمه يسوع بشأن مساواته للآب. إلاّ أنه لا يوجد هنا أي تناقض، كما أن النص يوضح لنا معنى هذا الكلام. فالربّ يسوع كان، إبان وجوده على الأرض، مبغَضًا ومطارَدًا، كما أنه كان مُضطَهدًا وملاحَقًا. فالناس جدّفوا عليه، وعيّروه، وبصقوا في وجهه. وهكذا يكون قد تعرّض لإهانات كثيرة على أيدي خلائقه. بالمقابل، لم يعانِ الله الآب أية معاملة فظة كتلك على أيدي الناس. ذلك لأنه يسكن السماء، بعيدًا عن شرّ الخطاة. كما أن الرب يسوع لدى عودته إلى السماء، رجع إلى حيث لا وصول للإهانات على الإطلاق. لذا، كان على التلاميذ أن يفرحوا عندما أخبرهم الربُّ يسوع أنه ماضٍ إلى الآب، لأنه، بهذا المعنى، كان الآب أعظم منه. فالآب لم يكن أعظم، بصفته الله، بل بما أنه لم يأتِ قطُّ إلى العالم كإنسانٍ عومل بقسوة. كما أن الابن والآب متساويان من حيث سجايا اللاهوت. لكن عندما نفكّر في المكانة الوضيعة التي أخذها يسوع وهو إنسان هنا على الأرض، ندرك، بهذا المعنى، كيف كان الآب أعظم منه. لقد كان أعظم منه من حيث المكان الذي أخذه لا من حيث شخصُه.]

بقلم ديفيد كوزيك، الكلمة الثابتة.

[لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي: الآب أَعْظَمُ من الابن في المكانة، وخاصة فيما يتعلق بالتجسد. ومع ذلك الآب ليس أعظم من الابن في الكينونة أو الجوهر، لأنهما الله المتساوي في الجوهر. من الرائع أن ينطق يسوع بهذه الكلمات. “التأكيد على هذه الكلمات هنا ما هو إلا دليل قوي على ألوهية يسوع.” دودز (Dods).]

شرح الكتاب المقدس – العهد الجديد – القمص تادرس يعقوب ملطي

[إذ صار إنسانًا وتنازل ليحقق خلاصنا، صار في تنازله كمن هو أقل من الآب في المجد حسب ناسوته.

(القديس أغسطينوس)

واضح أنه صار إنسانًا بينما بقي هو اللَّه، فإن اللَّه انتحل إنسانًا، ولم يُمتص اللَّه في إنسانٍ. لذلك بالكمال، بمنطق مقبول أن يُقال إن المسيح كإنسانٍ هو أقل من الآب، وأن المسيح كإله مساوٍ للآب، مساوٍ للَّه.

أمور كثيرة قيلت في الكتاب المقدس تتحدث عنه في شكل اللَّه، وأمور كثيرة في شكل العبد. اقتبس اثنين من هذه كمثالين، واحد يخص كل منهما. فبحسب شكل اللَّه قال: “أنا والآب واحد” (يو 30:10)، وبحسب شكل العبد: “أبي أعظم مني”.

(القديس أمبروسيوس)

بسبب تواضعه يقول هذه الكلمات، هذه التي يستخدمها خصومنا ضده بطريقة خبيثة.

يقولون مكتوب: “أبي أعظم مني”. أيضًا مكتوب: “لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا للَّه” (في 6:2). وأيضًا مكتوب أن اليهود أرادوا قتله، لأنه قال إنه ابن اللَّه معادلًا نفسه باللَّه (يو 18:5). مكتوب: “أنا والآب واحد” (يو 30:10). إنهم يقرأون نصًا واحدًا وليس نصوص كثيرة. إذن هل يمكن أن يكون أقل ومساوٍ في نفس الوقت لذات الطبيعة؟ لا، فإن عبارة تشير إلى لاهوته، وأخرى إلى ناسوته.]

آلام المسيح والقيامة | دراسة في الأناجيل الأربعة – القمص أنطونيوس فكري

[أبي أعظم مني= يقولها المسيح وقد أخلى ذاته وصار إنسانًا تحت الآلام. فالآب والابن واحد في الطبيعة وفي الجوهر ومقامهما واحد. وحين يأخذ الابن صورة المجد ويجلس عن يمين أبيه لا يقال هذا. فإن الآب في مجده فهو أعظم من حالة الابن حال تجسده، والعبيد يهينونه بل هو قادم على موت شنيع وملعون. ويكون المقصود أن الصورة السماوية هي أعظم من الصورة الأرضية المتواضعة.]

شرح الكتاب المقدس – الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

[“أبى أعظم منى…”: ليس في الطبيعة، لأنهما متساويان في الجوهر. ولكنه يتكلم عن مجد لاهوته المُخْفَى خلال رحلة الألم والصلب، بينما مجد الآب لا يُخْفَى، فصورة الابن المنظورة، خلال الأيام القادمة، خالية من كل عظمة بمفهوم البشر. وهنا، يقول القديس بولس عن المسيح: “أخلى نفسه آخذا صورة عبد” (في 2: 7)، أي ترك إظهار مجده اللاهوتي، لكي يفدى البشر بجسده. ولما كانت هذه الآية من الآيات التي استخدمها الكثير من الهراطقة (المنشقين وأصحاب البدع) للإقلال من شأن مساواة الابن بالآب، فإليك أيها الحبيب ما قاله أيضًا المسيح في نفس الإنجيل، وفي هذا الشأن.]

الحمد لله رب العالمين

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: