بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة مُحاضرات الرد على الأنبا بيشوي (الفيديو)
العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
عقائد النَّصارى الكُفْرِيَّة والآيات التي تتناولها (الجزء السادس)
للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الصوتية) (المُحاضرة مُصوَّرة فيديو)
قال الأنبا بيشوي: [وعندما كنت في قبرص حدث حوار مماثل على المائدة في بيت السفير, وكان حاضراً كل رجال السفارة, فقال السفير: “إذاً القرآن مطابق للمسيحية ولا اختلاف, والقرآن يشهد للمسيحية, ولا تعارض بينه وبين المسيحية“, قال هذا بعد أن ذكرت له نصوص من القرآن مثل: “وأيدناه بروح قدس“, وأن المسيح “كلمة منه“, وأن القرآن بهذا ذكر الله الآب والكلمة والروح القدس, وأنهم إله واحد و … و … الخ.][[1]]
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ:
·نجد العديد من المسيحيين يقولون بأن قول الله{وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} دليل على التثليث !
·قال الإمام القرطبي رحمه الله: [قوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ} أي هو مكوّن بكلمة «كن» فكان بشراً من غير أب، والعرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا كان صادراً عنه.][[2]]
·فعندما نجد إذاً بعض الأحاديث التي تُلقِّب المسيحu بـ “كلمة الله“, فإن هذا من دأب العرب
·لأن المسيحu خُلِق بكلمة من الله, وكانت هذه “الكلمة الإلهية” سبباً في خلق المسيحu, فسُمِّي بـ “كلمة الله“
أما تفسير قوله تعالى {وَرُوحٌ مِّنْهُ}
·الإمام الماوردي رحمه الله: [{وَرُوحٌ مِّنْهُ} فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: سُمِّي بذلك لأنه رُوح من الأرواح، وأضافه الله إلى نفسه تشريفاً له. والثاني: أنه سُمِّي روحاً؛ لأنه يحيا به الناس كما يُحْيَون بالأرواح. والثالث: أنه سُمِّي بذلك لنفخ جبريل u، لأنه كان ينفخ فيه الروح بإذن الله، والنفخ يُسَمَّى في اللغة روحاً، فكان عن النفخ فسمي به.][[3]]
·الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: [فقوله في الآية والحديث: “وروح منه” كقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} [الجاثية: 13] أي: من خلقه، ومن عنده، وليست (من) للتبعيض؛ كما تقوله النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة، بل هي لابتداء الغاية؛ كما في الآية الأخرى، وقد قال مجاهد في قوله: {وَرُوحٌ مِّنْهُ} أي: ورسول منه، وقال غيره: ومحبة منه، والأظهر الأول، وهو أنه مخلوق من روح مخلوقة، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله: {هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ} [هود: 64] وفي قوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ} [الحج: 26].][[4]]
أقول بمنتهى البساطة:
·لقد قال اللهU عن آدمu: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [صـ : 72]
·فلم يتميّز المسيحu إذاً عن آدمu
·وبخصوص قول اللهU: {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة : 87]
·هذا التأييد ليس خاصاً بالمسيحu وحده, فهناك الكثير من المؤمنين الذين أيدهم اللهU بروح منه أو بروح القدس
·قال اللهU: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} [المجادلة : 22]
·في صحيح مسلم– رسول اللهrيقول لحسَّان بن ثابتt: [إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لاَ يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.][[5]]
·الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: [{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} أي: إنما هو عبد من عباد الله، وخلق من خلقه، قال له: كن، فكان، ورسول من رسله، وكلمته ألقاها إلى مريم، أي: خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل uإلى مريم، فنفخ فيها من روحه بإذن ربه U، فكان عيسى بإذنه U، وكانت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها، فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب والأم، والجميع مخلوق لله U، ولهذا قيل لعيسى: إنه كلمة الله وروح منه، لأنه لم يكن له أب تولد منه، وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها كن فكان، والروح التي أرسل بها جبريل، قال الله تعالى: {مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ} [المائدة: 75]. وقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران: 59] وقال تعالى: {وَٱلَّتِىۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَـٰهَا وَٱبْنَهَآ ءَايَةً لِّلْعَـٰلَمِينَ} [الأنبياء: 91] وقال تعالى: {وَمَرْيَمَ ٱبْنَةَ عِمْرَانَ ٱلَّتِىۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} [التحريم: 12] إلى آخر السورة، وقال تعالى إخباراً عن المسيح: {إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} [الزخرف: 59] الآية.][[6]]
·الإمام علاء الدين البغدادي رحمه الله: [يعني لا تقولوا إن له شريكاً وولداً وقيل معناه لا تصفوه بالحلول والاتحاد في بدن الإنسان ونزهوا الله تعالى عن ذلك، ولما منعهم الله من الغلو في دينهم أرشدهم إلى طريق الحق في أمر عيسى uفقال تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ} يقول إنما المسيح هو عيسى ابن مريم ليس له نسب غير هذا وأنه رسول الله, فمن زعم غير هذا فقد كفر وأشرك, {وَكَلِمَتُهُ} هي قوله تعالى: كن فكان بشراً من غير أب ولا واسطة, {أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} يعني أوصلها إلى مريم, {وَرُوحٌ مِّنْهُ} يعني أنه كسائر الأرواح التي خلقها الله تعالى, وإنما أضافه إلى نفسه على سبيل التشريف والتكريم كما يقال بيت الله وناقة الله.][[7]]
أريد أن أسأل سؤالاً في غاية الأهمية:
·إذا كان المسيحu بحسب الـمُعتقد المسيحي هو (الله الـ) الابن المتجسِّد, فما دخل الروح القدس بالموضوع ؟
·الأنبا بيشوي يعلم جيداً أن الروح القدس في العقيدة الإسلامية هو الملاك جبريلu, وأن المسيحية لا تقول بهذا
·قال الأنبا بيشوي: [ثم تساءل عن الروح القدس, فأجبته: “إن الروح القدس هو الذي يوحي للأنبياء“, فتساءل: “أليس الملاك جبريل ؟“, فأجبته بالنفي.][[8]]
·هل القضية هي أن المسيحية تقول بـ: آب وابن وروح قدس, أو: آب وكلمة وروح قدس
·ووجدوا في القرآن الكريم عبارة “كلمة منه” و “روح منه” فالمصطلحات إذاً متساوية ؟
اعتقد أن الأمر الآن أصبح واضحاً للجميع:
·كلمة منه أي مخلوق بكلمة من الله
·روح منه أي روح مخلوقة من الله مثل آدمu
·فإن أعطاك فُلانٌ هدية, فإنك ستقول للناس, هذه الهدية من فلان
·فهل معنى هذا أن الهدية من ذات فلان ؟! بالطبع لا
وهكذا:
·وبعد أن أرشدنا اللهU إلى الإيمان الصحيح في المسيحu
·يقول: {فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِوَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ}
·وقد قال اللهU {وَرُسُلِهِ} بالجمع, ولم يقل “ورسوله“
·لأن الإشارة هنا ليست إلى المسيحu وحده
·فقد تكون أيضاً إلى نبينا محمدr, حيث أن الذين قالوا بالتثليث لم يؤمنوا بنُبُوَّته r
·وقد تكون أيضاً إشارة إلى جبريلu, الذي هو روح القدس
·فإن النصارى لا يؤمنون بأن روح القدس هو رسول اللهجبريلu
·فقد قال اللهU: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج : 75]
·قال الإمام البغوي رحمه الله: [{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ} أي: ولا تقولوا هم ثلاثة، وكانت النصارى تقول: أب وابن وروح قدس.][[9]]
·قال الإمام الطبري رحمه الله: [يعنـي بقوله جلّ ثناؤه: {فَآمِنُوا بـاللَّهِ وَرُسُلِهِ} فصدّقوا يا أهل الكتاب بوحدانـية الله وربوبـيته، وأنه لا ولد له، وصدِّقوا رسله فـيـما جاءوكم به من عند الله، وفـيـما أخبرتكم به أن الله واحد لا شريك له، ولا صاحبة له، ولا ولد له. {وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ} يعنـي: ولا تقولوا الأربـاب ثلاثة.][[10]]
الآية ببساطة:
·تُرشد أهل الكتاب إلى الإيمان الصحيح فيما يخص رسل الله عز وجل
·ومنهم المسيح عليه السلام, وجبريل عليه السلام
·فلا يجوز بعد ذلك كله أن يقول المسيحي بالتثليث, وأن الله آب وكلمة وروح قدس !
·وفي تفسير قوله تعالى {وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ} كلام كثير رائع أورده علماء المسلمين في تفاسيرهم
·ولكني سأعرض عليكم أهم ما وجدته
وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ:
·قال الشوكاني رحمه الله: [والنصارى مع تفريق مذاهبهم متفقون على التثليث، ويعنون بالثلاثة: الثلاثة الأقانيم، فيجعلونه سبحانه جوهراً واحداً، وله ثلاثة أقانيم، ويعنون بالأقانيم أقنوم الوجود، وأقنوم الحياة، وأقنوم العلم، وربما يعبرون عن الأقانيم بالأب والابن وروح القدس، فيعنون بالأب: الوجود، وبالروح: الحياة، وبالابن: المسيح.][[11]]
·وقال الإمام الماوردي رحمه الله: [{فَئآمِنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ: ثَلاَثَةٌ، انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ} في الثلاثة قولان: أحدهما: هو قول النصارى أب وابن وروح القدس، وهذا قول بعض البصريين. والثاني: هو قول من قال: آلهتنا ثلاثة، وهو قول الزجاج.][[12]]
·وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [فقد نهى النصارى عن الغلو في دينهم, وأن يقولوا على الله غير الحق, وبين أن {الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} وأمرهم أن يؤمنوا بالله ورسله, فبين أنه رسوله, ونهاهم أن يقولوا ثلاثة, وقال: {انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ}, وهذا تكذيب لقولهم في المسيح أنه إله حق من إله حق, من جوهر أبيه. ثم قال: {سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} فنزه نفسه وعظمها أن يكون له ولد, كما تقوله النصارى, ثم قال: {لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ} فأخبر أن ذلك ملك ليس له فيه شيء من ذاته, ثم قال: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [النساء : 172] أي لن يستنكفوا أن يكونوا عبيداً لله تبارك وتعالى, فمع ذلك البيان الواضح الجلي, هل يظن ظان أن مراده بقوله: {وَكَلِمَتُهُ} أنه إله خالق, أو أنه صفة لله قائمة به, وأن قوله: {وَرُوحٌ مِّنْهُ} المراد به أنه حياته أو روح منفصلة من ذاته ؟!.][[13]]
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ} [المائدة : 73].
·شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [وأما قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ …}, وقوله : {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ …}, فقد فسروه بالتثليث المشهور عنهم, المذكور في أمانتهم (يقصد قانون الإيمان النيقاوي), ومن الناس من يقول: إن الله هو المسيح ابن مريم قول اليعقوبية, وقولهم: ثالث ثلاثة هو قول النصارى الذين يقولون بالآب والابن والروح القدس, وهم قد جعلوا الله فيها ثالث ثلاثة, وسموا كل واحد من الثلاثة بالإله والرب.][[14]]
·الإمام الثعالبي رحمه الله: [الآية: إخبارٌ مؤكِّد؛ كالذي قبله، عن هذه الطائفة النَّاطقة بالتثليث، وهم فِرَقٌ، منهم النُّسْطُورِيَّة وغيرهم، ولا معنَىٰ لذكْر أقوالهم في كُتُب التَّفْسِير.][[15]]
·الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: [هذه الآية إخبار مؤكد كالذي قبله، وهو عن هذه الفرقة الناطقة بالتثليث, وهي فيما يُقال الملكية وهم فرق منهم النسطورية وغيرهم، ولا معنى لذكر أقوالهم في كتاب تفسير، إنما الحق أنهم على اختلاف أحوالهم كُفَّار من حيث جعلوا في الألوهية عدداً, ومن حيث جعلوا لعيسى عليه السلام حكماً إلهياً.][[16]]
·تأمل هذه العبارة الرائعة للإمام الأندلسي رحمه الله: [إنما الحق أنهم على اختلاف أحوالهم كُفَّار من حيث جعلوا في الألوهية عدداً]
·تأملها جيداً وقل ما أعظم فَهْم عُلَماء المسلمين, القضية ببساطة هي أنهم جعلوا في الألوهية عدداً
·بمعنى أنهم جعلوا للجنس (الجوهر) الإلهي ثلاثة
·واللهU قد أعلن مراراً وتكراراً أنه ليس من الجنس الإلهي إلا واحد أحد
·فرد صمد, لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد, فمن قال غير ذلك فقد كفر
·الإمام القرطبي رحمه الله: [وهذا قول فرق النصارى من المَلْكِية والنُّسْطُورِيّة واليعقوبية؛ لأنهم يقولون أب وٱبن وروح القدس إلٰه واحد؛ ولا يقولون ثلاثة آلهة وهو معنى مذهبهم، وإنما يمتنعون من العبارة وهي لازمة لهم. وما كان هكذا صح أن يحكى بالعبارة اللازمة؛ وذلك أنهم يقولون: إن الابن إله والأب إله وروح القدس إله.][[17]]
التثليث = ثلاثة آلهة:
·وكلام الإمام القرطبي هذا يحتاج إلى وقفة
·يقول ببساطة إن عقيدة التثليث تستلزم القول بثلاثة آلهة, وإن لم يقولوها صراحة
·ولكن عندي لكم مُفاجأة رائعة جداً. هنا أيقونة (صورة) باسم “ثالوث العهد القديم“
·قال عنها الدكتور جورج حبيب بباوي: [أيقونة “ثالوث العهد القديم” التي صورها رسام الأيقونات الروسي العظيم أندريه روبليف في الربع الأول من القرن الخامس عشر لدير الثالوث والقديس سرجيوس في زاجوراسك بالقرب من موسكو. وتصور الأيقونة الملائكة الثلاث الذين زاروا إبراهيم وسارة.][[18]]
أيقونة ثالوث العهد القديم
السؤال الآن هو: من هؤلاء الملائكة الثلاث ؟
·قال الدكتور جورج: [تتميز الأيقونة بثلاثة أمور: تذكرنا أولاً بقصة الكتاب المقدس التي تتحدث عن زيارة الزوار الثلاثة لإبراهيم (تك18/1-15) يشرحها التعليق الليتورجي: “طوبى لك يا إبراهيم لأنك رأيتهم واستقبلت الإله الواحد المثلث الأقانيم“.][[19]]
·الصورة للإله الواحد المثلث الأقانيم ! ألا يبدون لك وكأنهم ثلاثة آلهة ؟!
·يُكمل الدكتور جورج قائلاً: [وقد عبَّر روبليف بوضوح عن مساواة الملائكة الثلاثة الكاملة، حتى أنه لا توجد قاعدة لتحديد الأقنوم الإلهي الممثَّل بكل ملاك. فلا يشكل ملاك اليمين مشكلة: إنه الروح القدس. أمَّا الخلاف فقائم حول ملاك الوسط، فنتساءل أيُمثِّل الآب أم الابن؟ وفي حال تحديده تُعرف هوية ملاك اليسار.][[20]]
بعد أن رأينا الثالوث ! السؤال هو:هل القول بأن {اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} هو فعلاً التثليث ؟
·الشيخ محمد عاشور رحمه الله: [ومعنى قولهم: {إنّ الله ثالث ثلاثة} أنّ ما يعرفُه النّاسُ أنّهُ اللّهُ هو مجموع ثلاثةِ أشياء، وأنّ المستحقّ للاسم هو أحد تلك الثّلاثة الأشياء. وهذه الثّلاثة قد عبّروا عنها بالأقانِيم وهي: أقنوم الوجود، وهو الذات المسمّى الله، وسمّوه أيضاً الأبَ؛ وأقنوم العِلم، وسمَّوه أيضاً الابنَ، وهو الّذي اتّحد بعيسى وصار بذلك عيسى إلهاً؛ وأقنوم الحياة وسَمَّوه الرّوحَ القُدُس.][[21]]
·الإمام الألوسي رحمه الله: [و{ثَـٰلِثُ ثَلَـٰثَةٍ} لا يكون إلا مضافاً كما قال الفراء، وكذا رابع أربعة ونحوه، ومعنى ذلك: أحد تلك الأعداد لا الثالث والرابع خاصة.][[22]]
·شيخ الأزهر السابق محمد طنطاوي رحمه الله: [ومعنى ثالث ثلاثة: واحد من ثلاثة. أي: أحد هذه الأعداد مطلقاً وليس الوصف بالثالث.][[23]]
·الأمام العَمادي رحمه الله: [{لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَـٰلِثُ ثَلَـٰثَةٍ} شروع في بـيان كفر طائفةٍ أخرى منهم، ومعنى قولهم: ثالثُ ثلاثةٍ ورابع أربعة ونحو ذلك أحدُ هذه الأعداد مطلقاً لا الثالثُ والرابعُ خاصة، ولذلك منع الجمهور أن ينصِبَ ما بعده بأن يقال: ثالثٌ ثلاثةً ورابعٌ أربعةً، وإنما ينصبه إذا كان ما بعده دونه بمرتبة، كما في قولك: عاشرٌ تسعةً وتاسعٌ ثمانيةً.][[24]]
·الإمام البقاعي رحمه الله: [ولما انقضى هذا النقض، وقدمه لأنه كما مضى أشد، أتبعه إبطال دعوى التثليث بقوله مبدلاً من تلك النتيجة نتيجة أخرى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ} بجرأة على الكلام المتناقض وعدم حياء {إِنَّ اللّهَ} أي على ما له من العظمة التي منها الغنى المطلق {ثَالِثُ} أي واحد {ثَلاَثَةٍ} أي كلهم آلهة، وأما القائل بأنه ثالث بالعلم فلا يكفر.][[25]]
·شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي قال: [وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ: {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ اللَّهَ وَاللَّاهُوتَ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ وَجَسَدِ الْمَسِيحِ, فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ النَّصَارَى لَا يَجْعَلُ لَاهُوتَ الْمَسِيحِ وَنَاسُوتَهُ إلَهَيْنِ وَيَفْصِلُ النَّاسُوتَ عَنْ اللَّاهُوتِ, بَلْ سَوَاءٌ قَالَ بِالِاتِّحَادِ أَوْ بِالْحُلُولِ فَهُوَ تَابِعٌ لِلَّاهُوتِ، وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ عَنْ النَّصَارَى {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ}, {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}. قَدْ قِيلَ إنَّ الْمُرَادَ بِهِ قَوْلُ النَّصَارَى بِاسْمِ الْأَبِ وَالِابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ إلَهٌ وَاحِدٌ وَهُوَ قَوْلُهُمْ بِالْجَوْهَرِ الْوَاحِدِ الَّذِي لَهُ الْأَقَانِيمُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي يَجْعَلُونَهَا ثَلَاثَةَ جَوَاهِرَ وَثَلَاثَةَ أَقَانِيمَ أَيْ ثَلَاثَةَ صِفَاتٍ وَخَوَاصَّ، وَقَوْلُهُمْ إنَّهُ هُوَ اللَّهُ وَابْنُ اللَّهِ هُوَ الِاتِّحَادُ وَالْحُلُولُ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا تِلْكَ الْآيَةُ عَلَى قَوْلِهِمْ تَثْلِيثُ الْأَقَانِيمِ، وَهَاتَانِ فِي قَوْلِهِمْ بِالْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ، فَالْقُرْآنُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ رَدَّ فِي كُلِّ آيَةٍ عَلَى صِنْفٍ مِنْهُمْ.][[26]]
تلخيصاً لما سبق:
·نجد أن علماء المسلمين يعلنون صراحة أن الآية إبطال للثالوث !
·الثالوث ببساطة هو: القول بأن هناك إله واحد, ولكن هذا الإله ثلاثة: آب, وابن, وروح قدس
·وكل واحد من هؤلاء الثلاثة هو الإله !
·المسيحيين يقولون عن المسيحu أنه الله, وعن الآب أنه الله, وعن الروح القدس أنه الله
·ويقولون أن الآب والابن والروح القدس إله واحد
·بمعنى أن كل واحد من الثلاثة هو الله, والثلاثة معاً هم الله!
فمعنى قوله تعالى {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}
·“ثَالِثُ” تُعطي معنى الفردية
·و“ثَلَاثَةٍ” تُعطي معنى المجموع
·والعبارة {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} تعني واحد من الثلاثة بغض النظر عن الترتيب
·أي أنه قد يكون الأول أو الثاني أو الثالث
·فإن قال قائل: {إنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}
·هذا يعني كما قال الشيخ محمد عاشور رحمه الله: [أنّ ما يعرفُه النّاسُ أنّهُ اللّهُ هو مجموع ثلاثةِ أشياء، وأنّ المستحقّ للاسم هو أحد تلك الثّلاثة الأشياء]
·بمعنى أن الله في الحقيقة واحد فقط من الثلاثة, ولكنه يقول عن الثلاثة أنهم الله, وهذا كُفر
مَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ:
·لقد دحض اللهُU التثليث بقوله: {وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ}
·وقد شرحنا سابقاً معنى “من إله” و “من ولد“, ولكنني أريد أن أقدم لكم أقوال العلماء لهذه الآية
·الإمام الطبري رحمه الله: [يقول الله تعالـى ذكره مكذّبـاً لهم فـيـما قالوا من ذلك: {وما مِنْ إلهٍ إلاَّ إلهٌ وَاحِدٌ} يقول: ما لكم معبود أيها الناس إلا معبود واحد، وهو الذي لـيس بوالد لشيء ولا مولود، بل هو خالق كلّ والد ومولود.][[27]]
·الشوكانيرحمه الله: [وهذا هو المراد بقولهم ثلاثة أقانيم: إقنيم الأب وإقنيم الابن، وإقنيم روح القدس، وقد تقدّم في سورة النساء كلام في هذا، ثم رد الله سبحانه عليهم هذه الدعوى الباطلة فقال: {وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ} أي ليس في الوجود إلا الله سبحانه، وهذه الجملة حالية، والمعنى: قالوا تلك المقالة، والحال أنه لا موجود إلا الله، و “من” في قوله: {مِنْ إِلَـهٍ} لتأكيد الاستغراق المستفاد من النفي.][[28]]
·الإمام البقاعي رحمه الله: [ولما أعلم بكفرهم، أشار إلى إبطاله كما أشار إلى إبطال الأول كما سلف بما لا يخفى على أحد، تحقيقاً لتلبسهم بمعنى الكفر الذي هو ستر ما هو ظاهر فقال: {وَمَا} وأغرق في النفي كما هو الحق واقتضاه المقام فقال: {مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ} أي قالوا ذلك والحال أنه لا يصح ولا يتصور في العقل أن يكون الإله متعدداً لا تحقيقاً ولا تقديراً بوجه من الوجوه، لا يكون إلا واحداً بكل اعتبار، وهو الله تعالى لا غيره.][[29]]
·الإمام العَمادي رحمه الله: [{وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ} أي والحال أنه ليس في الوجود ذاتُ واجبٍ مستحق للعبادة من حيث إنه مبدأُ جميعِ الموجودات إلا إلٰهٌ موصوفٌ بالوحدانية متعالٍ عن قَبول الشِرْكة، و(مِنْ) مزيدة للاستغراق، وقيل: إنهم يقولون: الله جوهرٌ واحدٌ ثلاثةُ أقانيمَ، أقنومُ الأب وأقنومُ الابن وأقنومُ روح القدس، وإنهم يريدون بالأول الذات وقيل: الوجود، وبالثاني العِلْم، وبالثالث الحياة، فمعنى قوله تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ} إلا إلٰه واحد بالذات، منزه عن شائبةِ التعدد بوجهٍ من الوجوه.][[30]]
·الزمخشريرحمه الله: [من في قوله: {وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ} للاستغراق وهي القدرة مع (لا) التي لنفي الجنس في قولك {لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ} والمعنى: وما إلٰه قط في الوجود إلا إلٰه موصوف بالوحدانية لا ثاني له، وهو الله وحده لا شريك له.][[31]]
·الرازيرحمه الله: [ثم قال تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ} في {مِنْ} قولان: أحدهما: أنها صلة زائدة والتقدير: وما إلۤه إلا إلۤه واحد، والثاني: أنها تفيد معنى الاستغراق، والتقدير: وما في الوجود من هذه الحقيقة إلا فرد واحد.][[32]]
·الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: [قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَٰحِدٌ} أي: ليس متعدداً، بل هو وحده لا شريك له، إله جميع الكائنات وسائر الموجودات.][[33]]
·البيضاويرحمه الله: [{وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ} وما في الوجود ذات واجب مستحق للعبادة من حيث إنه مُبْدِئ جميع الموجودات إلا إله واحد، موصوف بالوحدانية متعال عن قبول الشركة ومن مزيدة للاستغراق.][[34]]
·الإمام النسفي رحمه الله: [و“من” في قوله {وما من إلهٍ إلاّ إلهٌ وٰحدٌ} للاستغراق أي وما إله قط في الوجود إلا إله موصوف بالوحدانية لا ثاني له وهو الله وحده لا شريك له.][[35]]
·الإمام الألوسي رحمه الله: [{وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ} أي والحال أنه ليس من الموجودات ذات واجب مستحق للعبادة – لأنه مبدأ جميع الموجودات – إلا إله موصوف بالوحدة متعال عن قبول الشركة بوجه، إذ التعدد يستلزم انتفاء الألوهية ـ كما يدل عليه برهان التمانع ـ فإذا نافت الألوهية مطلق التعدد، فما ظنك بالتثليث؟! و{مِنْ} مزيدة للاستغراق كما نص على ذلك النحاة.][[36]]
·الشيخ محمد عاشور رحمه الله الرائع: [وقوله: {إلاّ إله واحد} يفيد حصر وصف الإلهيّة في واحد فانتفى التثليث المحكي عنهم. وأمّا تعيين هذا الواحد مَن هو، فليس مقصوداً تعيينه هنا لأنّ القصد إبطال عقيدة التثليث, فإذا بطل التثليث، وثبتت الوحدانيّة تعيّن أنّ هذا الواحد هو الله تعالى لأنّه متّفق على إلهيّته، فلمّا بطلت إلهيّة غيره معه, تمحّضت الإلهيّة له فيكون قوله هنا {وما من إله إلاّ إله واحد} مساوياً لقوله في سورة آل عمران (62) {وما من إله إلاّ الله} إلاّ أنّ ذكر اسم الله تقدّم هنا وتقدّم قول المبطلين (إنّه ثالث ثلاثة) فاستغني بإثبات الوحدانيّة عن تعيينه. ولهذا صرّح بتعيين الإله الواحد في سورة آل عمران (62) في قوله تعالى: {وما من إله إلاّ الله} إذ المقام اقتضى تعيين انحصار الإلهيّة في الله تعالى دون عيسى ولم يجر فيه ذكر لتعدّد الآلهة.][[37]]
والله إنني لا أمل أبداً من مُطالعة كلام العلماء, اسأل اللهU أن يفيد الجميع بهذا الكلام الطيب.
·بعد أن أبطل اللهU عقيدة التثليث, توعدهم بالعذاب الأليم, إن لم يكفُّوا عن هذه المقالة الكفرية
·الإمام القرطبي رحمه الله: [قوله تعالى: {وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ} أي يكفّوا عن القول بالتثليث ليمسنهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة. {أَفَلاَ يَتُوبُونَ} تقرير وتوبيخ، أي فليتوبوا إليه وليسألوه ستر ذنوبهم؛ والمراد الكفرة منهم. وإنما خص الكفرة بالذكر لأنهم القائلون بذلك دون المؤمنين.][[38]]
·الإمام البقاعي رحمه الله: [ولما أخبر أنهم كفروا، وأشار إلى نقض قولهم، كان أنسب الأشياء بعده أن يعطف عليه ترهيبهم ثم ترغيبهم فقال تعالى: {وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ} أي الكفرة بجميع أصنافهم {عَمَّا يَقُولُونَ} أي من هاتين المقالتين وما داناهما {لَيَمَسَّنَّ} أي مباشرة من غير حائل {الَّذِينَ كَفَرُواْ} أي داموا على الكفر، وبشر سبحانه بأنه يتوب على بعضهم بقوله: {مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.][[39]]
·الإمام الطبري رحمه الله: [{وإنْ لـم يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ} يقول: إن لـم ينتهوا قائلوا هذه الـمقالة عما يقولون من قولهم: الله ثالث ثلاثة، {لَـيَـمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ ألِـيـمٌ} يقول: لـيـمسنّ الذين يقولون هذه الـمقالة، والذين يقولون الـمقالة الأخرى هو الـمسيح ابن مريـم لأن الفريقـين كلاهما كفرة مشركون، فلذلك رجع فـي الوعيد بـالعذاب إلـى العموم. ولـم يقل: «لـيـمسنهم عذاب ألـيـم»، لأن ذلك لو قـيـل كذلك صار الوعيد من الله تعالـى ذكره خاصًّا لقائل القول الثانـي، وهم القائلون: الله ثالث ثلاثة، ولـم يدخـل فـيهم القائلون: الـمسيح هو الله. فعمّ بـالوعيد تعالـى ذكره كل كافر، لـيعلـم الـمخاطبون بهذه الآيات أن وعيد الله وقد شمل كلا الفريقـين من بـين إسرائيـل ومن كان من الكفـار علـى مثل الذي هم علـيه.][[40]]
وهكذا:
·وبعد أن بين اللهU كُفر من قال بأن الله هو المسيح ابن مريمu, وكُفر من قال بالتثليث
·فتح اللهU للجميع باب التوبة بشكل غير مباشر عندما قال: {لَـيَـمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ ألِـيـمٌ}
·و “مِنْهُمْ” أي ليس كلهم, فإن هناك من سيتوب ويرجع عن هذا الكفر
·ثم أعلن اللهU صراحة وقال: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة : 74]
·ثم نجد أن اللهU يُسرد المزيد من الأدلة التي تُبطل العقيدة المسيحية فيقول
·{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)} [المائدة]
·والذي يوضح فيها اللهU أن المسيحu ما هو إلا رسول مثل باقي الرسل الذين سبقوه
·وأنه يحتاج إلى الطعام, ومن يحتاج ليس إلهاً
·ويُعلن لنا اللهU الحقيقة التي أوردناها سابقاً من العهد الجديد
·وهي أن المسيحu لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً
·وأنه فقط يعمل إرادة الله الذي في السموات
وفي النهاية:
·يُحذِّر اللهU أهل الكتاب من الغلو
·ويُحذِّرهم أيضاً من إتِّباع أصحاب الأهواء
·الذين ليس لهم على عقائدهم أي أدلة دامغة
·فيقول تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة : 77]
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
[1]كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية – آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة– صـ44.
[2]أبو عبد الله شمس الدين القرطبي (ت 671 هـ): الجامع لأحكام القرآن, دار عالم الكتب بالرياض, المجلد السادس – صـ22.
[3]أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 هـ): النُّكَت والعُيُون, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الأول – صـ546.
[4]أبو الفداء إسماعيل بن كثير (ت 774 هـ): تفسير القرآن العظيم, دار طيبة بالرياض, المجلد الثاني – صـ478, 479.
[6]أبو الفداء إسماعيل بن كثير (ت 774 هـ): تفسير القرآن العظيم, دار طيبة بالرياض, المجلد الثاني – صـ477, 478.
[7]علاء الدين علي البغدادي الشهير بالخازن (ت 725 هـ): لباب التأويل في معاني التنزيل, دار الفكر ببيروت, الجزء الأول – صـ626, 627.
[8]كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية – آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة– صـ44.
[10]أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, المجلد التاسع – صـ422.
[11]محمد بن علي الشَّوكَاني (ت 1250 هـ): فتح القدير الجامع بين فَنَّيّ الرواية والدِّراية من علم التفسير, دار المعرفة ببيروت – صـ346.
[12]أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 هـ): النُّكَت والعُيُون, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الأول – صـ546, 547.
[13]أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية (ت 728 هـ): دقائق التفسير, جمع وتقديم وتحقيق: د. محمد السيد الجليند, مؤسسة علوم القرآن ببيروت, الجزء الأول – صـ325.
[14]أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية (ت 728 هـ): الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح, دار العاصمة بالرياض, المجلد الثاني – صـ13.
[15]أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي (ت 875 هـ): الجواهر الحسان في تفسير القرآن, دار إحياء التراث العربي ببيروت, الجزء الثاني – صـ408.
[16]أبو محمد بن عطية الأندلسي (ت 546 هـ): المُحَرَّر الوَجِيز في تفسير الكتاب العزيز, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الثاني – صـ221, 222.
[17]أبو عبد الله شمس الدين القرطبي (ت 671 هـ): الجامع لأحكام القرآن, دار عالم الكتب بالرياض, المجلد السادس – صـ249.
[22]شهاب الدين أبو الفضل الألوسي (ت 1270 هـ): روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني, دار إحياء التراث العربي ببيروت, الجزء السادس – صـ207.
[23]محمد سيد طنطاوى (ت 1431 هـ): التفسير الوسيط للقرآن الكريم, مكتبة نهضة مصر بالقاهرة, الجزء الرابع – صـ239.
[24]أبو السعود محمد العَمادي (ت 951 هـ): إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم, إحياء التراث العربي ببيروت, الجزء الثالث – صـ66.
[25]أبو الحسن برهان الدين إبراهيم البقاعي (ت 885 هـ): نظم الدرر في تناسب الآيات والسور, دار الكتاب الإسلامي بالقاهرة, الجزء السادس – صـ249.
[26]أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية (ت 728 هـ): الفَتَاوَى الكُبْرَى, دار الكتب العلمية ببيروت, المجلد السادس – صـ588, 589.
[27]أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, المجلد العاشر – صـ482.
[28]محمد بن علي الشَّوكَاني (ت 1250 هـ): فتح القدير الجامع بين فَنَّيّ الرواية والدِّراية من علم التفسير, دار المعرفة ببيروت – صـ386.
[29]أبو الحسن برهان الدين إبراهيم البقاعي (ت 885 هـ): نظم الدرر في تناسب الآيات والسور, دار الكتاب الإسلامي بالقاهرة, الجزء السادس – صـ249, 250.
[30]أبو السعود محمد العَمادي (ت 951 هـ): إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم, إحياء التراث العربي ببيروت, الجزء الثالث – صـ66, 67.
[31]أبو القاسم جار الله محمود الزمخشري (ت 538 هـ): الكشَّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل, دار إحياء التراث العربي ببيروت, الجزء الأول – صـ697.
[32]فخر الدين محمد الرازي (ت 604 هـ): التفسير الكبير ومفاتيح الغيب, دار الفكر ببيروت, الجزء الثاني عشر – صـ64.
[33]أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ابن كثير (ت 774 هـ): تفسير القرآن العظيم, دار طيبة بالرياض, الجزء الثالث – صـ158.
[34]محمد مُصلح الدين القوجَوي (ت 951 هـ): حاشية مُحي الدين شيخ زادة على تفسير البيضاوي, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الثالث – صـ564.
[35]أبو البركات عبد الله النسفي (ت 710 هـ): مَدَارِك التنزيل وحقائق التَّأويل, دار الكَلِم الطَّيِّب ببيروت, الجزء الأول – صـ465.
[36]شهاب الدين أبو الفضل الألوسي (ت 1270 هـ): روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني, دار إحياء التراث العربي ببيروت, الجزء السادس – صـ207.
[38]أبو عبد الله شمس الدين القرطبي (ت 671 هـ): الجامع لأحكام القرآن, دار عالم الكتب بالرياض, المجلد السادس – صـ250.