القائمة إغلاق

حول ادعاء صلب المسيح وموته – الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة مُحاضرات الرد على الأنبا بيشوي (فيديو)

العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب

حول ادعاء صلب المسيح uوموته (الجزء الأول)

للتحميل: (PDF) (المُحاضرة الصوتية الجزء الأول) (المُحاضرة الصوتية الجزء الثاني) (المُحاضرة مصوَّرة من البالتوك)

·أتعجب جداً من الأنبا بيشوي وأتساءل, ألا يسمع مناظرات الشيخ أحمد ديدات رحمه الله ؟!

·مناظرة الشيخ أحمد ديدات رحمه الله التي سأله فيها أنيس شروش

·عن قول اللهU: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} [مريم : 33]

·ولكن من الواضح جداً أن الأنبا بيشوي ليس من الـمُطَّلعين !

هناك سؤال في غاية الأهمية: هل المسيحية تكتفي بالإيمان بموت المسيحu ؟

·بمعنى, هل يكفي المسيحي أن يجد في عقيدة المسلم ما يقول بأن المسيحu قد مات ؟

·هل سيدخل المسلم ملكوت السموات إذا اعتقد بأن المسيحu قد مات ؟

الإجابة: بالطبع لا !

·فإنك حتى تُصبح مبرراً أمام اللهU بحسب العقيدة المسيحية

·يجب عليك أن تؤمن بأن المسيحu قد صُلِب, ومات على الصليب

·أي أنه مات مصلوباً, لابد من هذه الكيفية

·فلا يقبل المسيحي مثلاً أن نقول له أن المسيحu مات وهو نائم على فراشه !

·أو أنه مات مطعوناً بخنجر أو بحربة أو ما إلى ذلك

·المسيحي لن يقبل إلا بموت المسيحu مصلوباً

وبالإضافة إلى ذلك:

·لابد أن تؤمن بأن المسيحu بعد صلبه دُفِن في الأرض

·وقام من الأموات بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال !

·فأين ستجد عند المسلمين كل هذه التفاصيل الإيمانية المسيحية ؟! هذا مستحيل

الصلب والفداء: في الأناجيل الأربعة

·المسيح عليه السلام يجب عليه أن:

1.يتألم

2.ويُقتل مصلوباً

3.يظل في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال

4.ويقوم من بين الأموات

لاحظ هذه النقاط المُهمَّة:

·موت المسيح عليه السلام على الصليب وقيامته من الأموات لا علاقة له بالآتي:

oلا علاقة له بـ:خطيئة آدم عليه السلام وأكله من الشجرة الـمُحرَّمة

§المسيح عليه السلام بحسب الأناجيل الأربعة لم يذكر آدم عليه السلام بشكل صريح أبداً

§بل لم يُشر المسيح عليه السلام بحسب الأناجيل الأربعة إلى آدم عليه السلام ولو إشارة خفيَّة

oلا علاقة له بـ:بنوة المسيح عليه السلام لله (أياً كانت معنى البُنُوَّة)

§هُناك معنيان للبنوَّة:

·الأول: ابن الله بالتَّبنِّي (ليس ابناً على الحقيقة)

·الثاني: ابن الله المولود (بحيث يكون ابناً حقيقياً من جنس ألوهية أبيه)

oلا علاقة له بـ:ألوهية المسيح عليه السلام, فلم يَكُن يُعتَبر إلهاً حينئذ

§المسيح عليه السلام بحسب الجميع كان رسولاً نبياً ذُكر ذلك:

·على لسان المسيح عليه السلام

·على لسان تلاميذ المسيح عليه السلام

·على لسان الذين عرفوا المسيح عليه السلام بشكل مُباشر

·على لسان الجموع الغفيرة التي آمنت بالمسيح عليه السلام

oلا علاقة له بـ:أن تنال رضى الله عز وجل وتُصبح باراً وتدخل الحياة الأبدية

§دخول الحياة الأبدية بحسب النص المشهور يوحنا 17 / 3 على شرطين:

·الأول: أن تعرف أن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد

·الثاني: وأن تعرف أن يسوع المسيح هو رسول الآب

·فلا علاقة لموت المسيح عليه السلام على الصليب بدخول الحياة الأبدية

oلا علاقة له بـ:لم يُحسب أن جميع النَّاس أخطأوا وأعوزهم مجد الله, بل هناك أبرار فعلاً

§المسيح عليه السلام بنفسه صنَّف الناس إلى صنفين:

·الأول: أصحاء أبرار لا يحتاجون إلى طبيب

·الثاني: خُطاة يحتاجون إلى التوبة

راجع النصوص الآتية:

·متى 16 /21 من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.

·متى 12 / 40 لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.

·متى 20 / 19 ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم».

·لوقا 24 / 7 قائلا: إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم».

·مرقس 10 / 45 لأن ابن الإنسان أيضا لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».

·متى 9 / 13 فاذهبوا وتعلموا ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة».

·مرقس 2 / 17 فلما سمع يسوع قال لهم: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة».

·متى 9 / 14 أما يسوع فقال: «دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات».

·هُناك نصوص أخرى كثيرة شبيهة بهذه النصوص ولكن أكتفي بعرض نص واحد

الصلب والفداء: عند بولس

·الإله المعبود هو إله اليهود (الله واحد وليس ثلاثة)

·ابن الإله المعبود هو يسوع المسيح (مع مُراعاة معنى البنوَّة)

·خطيئة آدم عليه السلام سبب دخول الخطيئة إلى العالم

·بر الإنسان يسوع المسيح وموته على الصليب سبب دخول البر إلى العالم

·بعد موت المسيح دُفِن في الأرض لمدة ثلاث أيام وثلاث ليال

·ثم قام من بين الأموات

لاحظ هذه النقاط المُهمَّة:

·بولس هو أول من:

oأعلن أن تبريرك أمام الله ودخولك الحياة الأبدية مرتبط بالصلب والفداء

oربط موت المسيح عليه السلام وعلى الصليب بخطيئة آدم عليه السلام

oربط قيامة المسيح عليه السلام من الأموات بكونه ابن الله

oربط العقائد بشكل مُتسلسل ومُتتابع:

§لابد أن تؤمن بكل ركن من هذه الإركان: (فقدان رُكن من الأركان يُبطل العقيدة)

·المسيح ابن الله

·آدم عليه السلام أخطأ ودخلت الخطيئة إلى العالم

·المسيح عليه السلام مات على الصليب ليُدخل البر إلى العالم

·ظل في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال

·قام من بين الأموات

راجع النصوص الآتية:

1 كورنثوس 8 / 4-6 (4 فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً. 5 لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. 6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.)

روميا 5 / 11-19 (11 وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13 فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14 لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15 وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16 وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18 فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19 لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.)

1 كورنثوس 15 / 12-17 (12 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ 13 فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! 14 وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ15 وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضاً شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ. 16 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 17 وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!)

روميا 1 / 1-6 (1 بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ 2 الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ 3 عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4 وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. 5 الَّذِي بِهِ لأَجْلِ اسْمِهِ قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ 6 الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً مَدْعُوُّو يَسُوعَ الْمَسِيحِ.)

ترجمات روميا 1 / 4:

·(ALAB) ومن ناحية روح القداسة، تبين بقوة أنه ابن الله بالقيامة من بين الأموات. إنه يسوع المسيح ربنا

·(GNA) وفي الروح القدس ثبت أنه ابن الله في القدرة بقيامته من بين الأموات، ربنا يسوع المسيح

·(JAB) وجعل ابن الله في القدرة، بحسب روح القداسة، بقيامته من بين الأموات، ألا وهو يسوع المسيح ربنا

·(ASB) ولكنه بالروح القدوس، تبرهن بقوة عظيمة أنه ابن الله وذلك بقيامته من الموت

·(PANTV) المقام بحسب روح القداسة، في قدرة ابن الله، بقيامته من بين الأمواتيسوع المسيح ربنا

الصلب والفداء: عند آباء القرن الرابع والخامس

·الإله المعبود ثلاثة: الآب والابن والروح القدس

·الابن مولود من الآب قبل كل الدهور

·الروح القدس مُنبثق من الآب قبل كل الدهور

·خطيئة آدم عليه السلام سبب دخول الخطيئة إلى العالم

·الابن نزل من السماء وتجسد وتأنس وأصبح المسيح الذي عاش على الأرض

·ابن الإله المعبود هو يسوع المسيح (مع مُراعاة معنى البنوَّة)

·بر الإنسان يسوع المسيح وموته على الصليب سبب دخول البر إلى العالم

·بعد موت المسيح دُفِن في الأرض لمدة ثلاث أيام وثلاث ليال

·ثم قام من بين الأموات

تذكر هذه الصورة التي تربط العقائد المسيحية ببعضها البعض

يجب أن تُلاحظ:

·العقيدة الـمُتأخرة تحتوي على كل أركان عقيدة بولس

·ولكن مع إضافة عقائد التثليث والتَّجسَّد والتّأنُّس الـمُبتدعة مُؤخَّراً

oمن المعروف أن بولس لم يكن يؤمن بالثالوث أو بالتَّجسُّد أو بالتّأنُّس

oبل كان يؤمن بإله واحد: أن لا أحد إلهٌ إلا واحد, وهو الآب

·وأيضاً تغيير معنى البنوة بخصوص عقيدة المسيح ابن الله

أكبر مُشكلة تُواجه الصلب والفداء: ثلاثة أيام وثلاث ليال

·Mar 15:25 وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ.

·Mar 15:33 وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ.

·Mar 15:34 وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟»

·Mar 15:37 فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.

·Mar 15:42 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ إِذْ كَانَ الاِسْتِعْدَادُ أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ

·Mar 15:45 وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ.

·Mar 15:46 فَاشْتَرَى كَتَّاناً فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتاً فِي صَخْرَةٍ وَدَحْرَجَ حَجَراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ.

·Mar 16:1 وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُاشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.

·Mar 16:2 وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِأَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.

·Mar 16:6 فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ!لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ.

لاحظ أيضاً:

·Joh 11:9أَجَابَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؟

·Gen 1:5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارا وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا.

إذن بحسب الكتاب المقدس:

·اليوم يبدأ بالليل أولاً ثم النهار

·أي أن يوم الجمعة يبدأ مثلاً بصلاة الفجر وينتهي عند صلاة العشاء ويبدأ وقتها يوم السبت

·المسيح دُفن في ليلة السبت التي هي بداية اليوم

·باكراً جداً في أول الأسبوع, أي: يوم الأحد, قام المسيح عليه السلام من الأموات

·ظل المسيح عليه السلام في باطن الأرض ليلة السبت وصباح السبت وليلة الأحد

·أي: ليلتان ويوم واحد !

·من المستحيل: بأي طريقة ما, بحسب الأناجيل, أن يكون المسيح عليه السلام قد ظل في باطن الأرض لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال !

وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ:

·عندما يُخبرنا اللهU أن المسيحu قال: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} [مريم : 33]

·فهذا يعني أن المسيحu يُخبرنا بأنه في يوم ما سيموت, فإنه يقول: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ} بصيغة الماضي

·{وَيَوْمَ أَمُوتُ} بصيغة المضارع والتي تفيد المستقبل, {وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} بصيغة المضارع والتي تفيد المستقبل

·قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: [وقوله: {وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} إثبات منه لعبوديته لله U، وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويموت ويبعث كسائر الخلائق، ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد، صلوات الله وسلامه عليه.][[2]]

·وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله: [{وَيَوْمَ أَمُوتُ} لأنهم أخذوه ليصلبوه، فنجّاه الله من أيديهم، وألقى شبهه على شخص آخر، ورفعه الله تعالى إلى السماء.][[3]]

·وهنا يقصد الشيخ أن المسيحu سيموت موتاً طبيعياً ولن يُقتل.

وهكذا نكون قد انتهينا من النقطة الأولى:

·النقطة الثانية المتعلقة بقول اللهU: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [آل عمران : 55]

·وهنا أريد أن ألفت الأنظار إلى نقطة في غاية الأهمية

·ألا وهي أن سياق الآيات تُفيد بأن اللهU سيُنجِّي المسيحu من مكائد اليهود

·{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (55)} [آل عمران]

·الآيات تُفيد بأن المسيحu شعر بأن هناك من يُدبر له مكيدة ما {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}

·وقول اللهU: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} يوضِّح أن هناك من كان يُدبر للمسيحu أمراً في الخفاء

·ولكن اللهU هو أيضاً كان يُدبر لهؤلاء أمراً مخفيَّاً عنهم

·قال الإمام الطبري رحمه الله: [يعنـي بذلك جل ثناؤه: ومكر الله بـالقوم الذين حاولوا قتل عيسى مع كفرهم بـالله، وتكذيبهم عيسى فـيـما أتاهم به من عند ربهم، إذ قال الله جل ثناؤه: {إِنّي مُتَوَفّيكَ} فـ«إذْ» صلة من قوله: {وَمَكَرَ ٱللَّهُ} يعنـي: ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى: {إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ} فتوفـاه ورفعه إلـيه.][[4]]

إذن:

·نستطيع أن نقول أن قول اللهU: {إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ}

·هو تدبير الله الخفي لليهود الـمُقابل لتدبير اليهود الخفي للمسيحu

·فأياً كان معنى كلمة مُتَوَفّيكَفإنها الوسيلة التي نجَّا اللهU بها المسيحu من أيدي اليهود

·قال الإمام الماوردي رحمه الله: [قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} فيه أربعة أقاويل: أحدها: معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت، وهذا قول الحسن، وابن جريج، وابن زيد. والثاني: متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء، وهذا قول الربيع. والثالث: متوفيك وفاة بموت، وهذا قول ابن عباس. والرابع: أنه من المقدم والمؤخر بمعنى رافعك ومتوفيك بعده، وهذا قول الفراء.][[5]]

والآن أريد أن أسأل سؤالاً في غاية الأهمية: هل أي قول من هذه الأقوال الأربعة موافقة للمسيحية ؟ بالطبع لا !

·وقد أورد الإمام الطبري رحمه الله هذه الأقوال أيضاً ثم قال: [وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا، قولُ من قال:”معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ، لتواتر الأخبار عن رسول الله rأنه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكَرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه.][[6]]

·الشوكانيرحمه الله: [ومعناه: إني عَاصِمُكَ من أن يقتلك الكفار، ومُؤخِر أجلك إلى أجل كتبته لك، ومُمِيتك حتف أنفك لا قتلاً بأيديهم. وإنما احتاج المفسرون إلى تأويل الوفاة بما ذكر، لأن الصحيح أن الله رفعه إلى السماء من غير وفاة، كما رجحه كثير من المفسرين، واختاره ابن جرير الطبري، ووجه ذلك أنه قد صحّ في الأخبار عن النبيّ rنزوله، وقتله الدجال.][[7]]

·الإمام النسفي رحمه الله: [{إِذْ قَالَ ٱللَّهُ} ظرف لمكر الله {يٰعِيسَىٰ إِنّي مُتَوَفّيكَ} أي مستوفي أجلك, ومعناه أني عاصمك من أن يقتلك الكفار ومميتك حتف أنفك لا قتلاً بأيديهم{وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} إلى سمائي ومقر ملائكتي {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} من سوء جوارهم وخبث صحبتهم.][[8]]

·شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [بَيَان أن الله رفعه حياً وسَلَّمه من القتل, وبَيَّن أنهم يؤمنون به قبل أن يموت. وكذلك قوله: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [آل عمران : 55], ولو مات لم يكن فرق بينه وبين غيره. ولفظ التوفي في لغة العرب معناه: الاستيفاء والقبض, وذلك ثلاثة أنواع: أحدها: توفي النوم, والثاني: توفي الموت, والثالث: توفي الروح والبدن جميعاً, فإنه بذلك خرج عن حال أهل الأرض الذين يحتاجون إلى الأكل والشرب واللباس, ويخرج منهم الغائط والبول, والمسيح uتوفاه الله وهو في السماء الثانية إلى أن ينزل إلى الأرض, ليست حاله كحالة أهل الأرض في الأكل والشرب واللباس والنوم, والغائط والبول, ونحو ذلك.][[9]]

تلخيصاً لما سبق:

·سياق الآيات تتحدث عن تدبير اليهود الخفي للمسيحu

·وأن اللهU قد دبَّر هو أيضاً لليهود أمراً خفياً, وهو إنقاذ المسيحu من كيد اليهود

·وكلمة {مُتَوَفّيكَ} من الاستيفاء, بمعنى أن اللهU سيُنهي دور المسيحu على الأرض الآن, ويرفعه إلى السماء

·وأهل السنة يقولون بأن التَّوفِّي كان بالروح والبدن جميعاً بدون موت

·وحتى إن مات فهو لم يمت مقتولاً, وإنما أماته الله ليرفعه إليه

وأريد أن أقول عبارة في غاية الأهمية:

·لا يوجد عالم واحد من علماء المسلمين قال بأن كلمة {مُتَوَفّيكَ} تعني موت المسيحu مصلوباً

·على يد اليهود أو الرومان أو غيرهما

·فجميع تأويلات علماء المسلمين تفيد بأن اللهU أنقذ المسيحu من مكيدة اليهود

·وهذا ليس افتراءً أو تأليفاً, بل طبقاً لسياق الآيات

·بالإضافة إلى ما تحتمله كلمة {مُتَوَفّيكَ} في اللغة العربية من معاني مُختلفة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


[1]كتاب مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 2010 بعنوان: عقيدتنا الأرثوذكسية آبائية وكتابية, المحاضرة الثالثة للأنبا بيشوي: الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدةصـ43.

[2]أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ابن كثير (ت 774 هـ): تفسير القرآن العظيم, دار طيبة بالرياض, الجزء الخامس صـ230.

[3]محمد متولي الشعراوي: تفسير الشعراوي, طبعة أخبار اليوم بالقاهرة, المجلد الخامس عشر صـ9078.

[4]أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان عن تأويل آي القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, الجزء السادس صـ455.

[5]أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 هـ): النُّكَت والعُيُون, دار الكتب العلمية ببيروت, الجزء الأول صـ397.

[6]أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان عن تأويل آي القرآن, مؤسسة الرسالة ببيروت, الجزء السادس صـ458.

[7]محمد بن علي الشَّوكَاني (ت 1250 هـ): فتح القدير الجامع بين فَنَّيّ الرواية والدِّراية من علم التفسير, دار المعرفة ببيروت صـ221.

[8]أبو البركات عبد الله النسفي (ت 710 هـ): مَدَارِك التنزيل وحقائق التَّأويل, دار الكَلِم الطَّيِّب ببيروت, الجزء الأول صـ259.

[9]أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية (ت 728 هـ): دقائق التفسير, مؤسسة علوم القرآن ببيروت, الجزء الثالث صـ96.

1 Comment

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: