القائمة إغلاق

خُلاصة كتاب: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

خُلاصة كتاب:

أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – الجزء الثاني

تحذير: مؤلِّف هذا الكتاب يكذب على الإسلام والمُسلمين

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ163, 164. [نحن أصحاب عقيدة الثالوث, ولسنا دُعاة ثالوث، ونحن لم نخترع هذه العقيدة, لكنَّ الإنجيل هو الذي أعلنها لنا, والمعقولية والحياة ليستا صِفتين, لكنَّهما شخصان غير مُنفصلين في الجوهر الإلهي، وبدون المعقولية أو بدون الحياة لا يقوم الكيان الإلهي، لأنَّه لا يُمكن أن نتصوَّر الكيان الإلهي بدون حياة أو بدون عقل. ثمّ من قال أنَّ الأقانيم هي عناصر أو أجزاء في الله ؟! الله روح بسيط لا تركيب فيه. لا ينقسم ولا يتجزّأ، وهذا من مبادئ علم اللاهوت الذي يجهله الكاتب تماماً، فراح يفترض افتراضات خاطئة, ويبني عليها ويخلُص بنتائج، فوصل بنا إلى الكُفر أو الشِّرك. يجب على مثل هذا الكاتب ومن يعتنق أفكاره أن يُدرك جيداً أنَّ الأقانيم ليسوا صِفات، فشتّان بين الصِّفات والأقانيم. الصِّفات تتعدَّد, فالله رحوم غفور قوي سميع بصير … إلخ, أمّا الأقانيم فهم ثلاثة بلا زيادة ولا نُقصان. الصِّفات كثيرة ولكن لا يُمكن أن ندعوا أحد هذه الصِّفات أقنوماً، لأنَّ الأقنوم هو كائن حيّ قدير يُعبِّر عن نفسه. وقد ميَّز كثير من الآباء بين المعقولية والحياة وبين الصِّفات الإلهية، فالمعقولية والحياة هُما شخصان في الجوهر الإلهي. أمّا الصِّفات فإنَّها أفعال تصدر عن الكلمة والحياة.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ258. [ما هو الفرق بين الطَّبيعة والشَّخص ؟ باختصار شديد وبساطة كاملة نقول إنَّ الطَّبيعة تعُمّ ولكن الشَّخص يخُصّ. مثال .. لو سألنا: مَنْ مِنْ الملائكة يحمل طبيعة ملائكية ؟ الإجابة: جميع الملائكة بلا استثناء يحملون الطَّبيعة الملائكية، فالطَّبيعة الملائكية هُنا تعُمّ جميع الملائكة. وبمعنى آخر, لو سألت نفس السُّؤال بصيغة أخرى وقلت: مَنْ هو الملاك الذي يحمل طبيعة ملائكية ؟ فستأتي الإجابة من جميع الملائكة: نحن جميعًا بلا استثناء نحمل الطَّبيعة الملائكية. ولكن عندما أسأل: مَنْ هو رئيس الملائكة ميخائيل ؟ فلن يُجيب جميع الملائكة قائلين نحن, لماذا ؟ لأنِّي هُنا أسأل عن شخص مُحدَّد بالذّات، فلن يُجيب غير ملاك واحد هو ميخائيل رئيس الملائكة الجليل.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ226. [ما معنى أنَّ الله تجسَّد وتأنَّس ؟ ولماذا يجب أن نؤمن بعقيدة التَّجسُّد ؟ ج: معنى أنَّ الله تجسَّد, أي الله الغير منظور اتَّخذ له جسدًا بشريًا من نفس طبيعتنا البشرية، ومعنى أنَّ الله تأنَّس أنَّ الله الغير منظور صار إنسانًا مثلنا وشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها. الله الغير منظور أصبح منظورًا في شخص الرَّب يسوع الذي حلّ بيننا، وقال الإنجيل: «والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا» (يو 1: 14), وعندما حلَّ بيننا تعاملنا معه مُعاملة محسوسة، وشهد بهذا يوحنا الحبيب: «الذي كان من البدء, الذي سمعناه, الذي رأيناه بعيوننا, الذي شاهدناه ولمسته أيدينا» (1يو 1: 1). إنَّ الله تنازل إلى مُستوى الحسّ والإدراك وحلَّ بيننا بصورة منظورة مرئية, وكشف عن أسرار الألوهية لأنَّ «الله لم يرهُ أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حُضن الآب هو خبَّر» (يو 1: 18).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ376. [هل لا يقدر الله أن يتجسَّد ؟ ج: إن قُلنا إنَّ الله لا يقدر أن يتجسَّد, فمعنى هذا إنَّنا ننسب له العجز، فيصبح الله غير قادر على كلّ شيء، أو إنَّه قادر على كلّ شيء ماعدا التَّجسُّد، وهذا ضدّ الاعتقاد الصَّحيح بأنَّ الله كلِّي القُدرة «هل يستحيل على الرَّب شيء» (تك 18: 14), لذلك فمن اللائق أن نؤمن بقُدرته على التَّجسُّد.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ282. [ويُركِّز أيضاً البابا كيرلُّس الكبير على أنَّنا لا نعبد إنساناً تألَّه، ويُوضِّح أنَّ هذا التَّعليم مُضاد لأقوال الكتاب المُقدَّس وتعاليم الآباء القديسين، بل هو نوع من الخُرافات اليونانية القديمة التي تؤلِّه أبطال الحُرُوب، ولو كان هذا حقيقة فكيف تخدم الملائكة إنساناً هو أقل منهم في المرتبة، وعندما نسجد لجسد المسيح في سِرّ الأفخرستيا هل نحن نسجد لإنسان نال كرامة المُصاحبة مع اللاهوت، وكيف يُصبح الإنسان مركزاً للعبادة ؟ فيقول: «إذا كان الهراطقة يقولون ويتمسَّكون بالقول بأنَّ الابن الوحيد كلمة الله أخذ من نسل داود وإبراهيم إنساناً، وأنَّه كوَّن هذا الإنسان في أحشاء العذراء القدِّيسة مريم ثم تصاحب مع هذا الإنسان، وجعله يتذوَّق الموت، ثمّ أقامه من الأموات، وأصعده إلى السَّموات، وأجلسه عن يمين الآب. إن صحَّ هذا فإنَّ كلّ ما قاله الآباء القدِّيسون والكُتُب المُقدَّسة عن التَّجسُّد يُصبح لَغواً وبلا معنى أيضاً، وأنا أظُنّ أنَّه من أجل هذا التَّعليم المُلتوي كتب يوحنا: «والكلمة صار جسداً» (يو 1 : 14).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ284، 285. [ويقول القُمُّص سيداروس عن المسيح: «نحن لا نعتقد في التّألُّه, إنَّما نؤمن بالتَّأنُّس. التّألُّه يعني ترقية المسيح من بشر إلى إله، وتدرُّجه سُلَّمِيًّا من عبد عابد إلى معبود، وهذا مرفوضٌ مرفوض. أمَّا التّأنُّس فمغزاه أنَّ الله صار إنساناً، والخالق تبدَّن (اتَّخذ بدناً, أي جسداً) في جسم خلقه، وغير المرئي صار مرئياً، وغير المحسوس أضحى ملموساً. فمن العسير أن يصير المحدود غير محدود، ولكن من السَّهل على غير المحدود أن يُحَدّ، وها قد حُدَّ حين تراءى لآدم وزوجه في الجنَّة، ولموسى في العوسجة، وإن كان في تحيُّزه هذا لا يزال يملأ الكون كلّه، ومن العسير على المُبتدئ أن يكون غير مبتدئ أزلياً، لكن من السَّهل على غير المُبتدئ أن يُبدأ ويُختتم، فهذه لا تمسّ قدره وقدرته. من العسير على الإنسان أن يصير إلهاً، لكن من السَّهل على الإله أن يصير إنساناً، فإن كان قد نفخ في رحم مريم من روحه، ما الغرابة أن يحتويه ذات البطن ويلده ؟ من العسير على الضَّعيف أن يكون قوياً مُقتدراً, لكن من السَّهل على صاحب القُدرة والقُوَّة أن يرتدي ثوب الضَّعيف ويلتحف, من العسير على المخلوق أن يكون خالقاً, لكن من السَّهل على الخالق أن يُشابه مخلوقاته ويُشاركها، ففي مقدُوره أن يخلق لنفسه جسداً (عب10 : 5), ويصير جسداً (يو 1 : 14), ويظهر في الجسد (1يو 4 : 2، 2يو 7، 1تي 3 : 16)».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ367. [هل معنى تسمية التَّجسُّد بسِرّ التَّجسُّد أنَّه أمرٌ مُبهم لا يُفهَم ولا يجوز الحديث عنه ؟ ج: كلّا، ولكنَّ المقصود من تسمية التَّجسُّد بسِرّ التَّجسُّد هو الإشارة إلى أنَّه أمرٌ يفوق الإدراك، فالعقل البشري لا يقدر أن يُدرك كيف يتَّحِد اللاهوت الغير مَحوي وغير المحدود بالناسوت المحدود ؟ كيف يتَّحِد المُطلق مع الجسد البشري ؟ كيف يتَّحِد القوي بالضَّعيف ؟ كيف يتَّحِد الخالق بالمخلوق ؟ إنَّه أمرٌ لا يُمكن إدراكه ولا يُمكن إخضاعه لحُكم العقل، ولذلك فهو أمرٌ مَخفيّ عن العُقُول, ولا مناص من قُبُوله عن طريق الإيمان، وكثيراً ما وَصَفَ الآباء هذا السِّر بأنَّه فائق الوصف، وسرّي، ولا يُنطق به، ولكن ليس بقصد أن ينهونا عن معرفة حقيقة هذا السِّر العظيم، ولكن بقصد أن ينهونا عن إخضاعه للفحص العقلي. ومع هذا فإنَّ هذا السِّر العظيم ليس ضدّ العقل، فإنَّ صاحب هذه الأسرار هو خالق العُقُول ومانحها الحكمة، وهو الذي يكشف لأحبائه البُسطاء هذه الأمور الفائقة, «سِرُّ الرَّب لخائفيه. وعهده لتعليمهم» (مز 25: 14), وعندما دَعَى الإنجيل التَّجسُّد بسِرّ التَّقوى, «عظيمٌ هو سِرّ التَّقوى: الله ظهر في الجسد» (1تي 3: 16), كشف لنا عن استحالة حياة التَّقوى بدون التَّجسُّد. أمّا «إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة» (2 كو 5: 17).]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ225. [طفل رضيع مُقمَّط بالخِرَق في مزود هو هو الله المَهُوب المَرْهُوب الذي تُسبِّحه الملائكة وتسجُد له كل الطَّغمات السَّمائية. يا لهذا السِّر الذي يفوق الأذهان والإدراك. يا ليتك يا صاحب السِّر تكشف لنا ولو قليلًا قليلًا عن ذاك السِّر العظيم. سِرّ التَّقوى والخلاص والنَّجاة والحياة الأبدية السَّعيدة.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ252. [لقد تمّ الاتِّحاد في اللَّحظة التي بشَّر فيها رئيس الملائكة الجليل جبرائيل العذراء مريم، وقَبِلَت هي البشارة قائلة: «هوذا أنا أمة الرَّب» (لو 1: 28), فحلَّ عليها الرُّوح القُدُس، ففي هذه اللَّحظة بدأ الاتِّحاد، فلم تمُرّ لحظة واحدة على بداية تكوين الناسوت وكان اللاهوت مُنفصلاً عنه، ولم ينتظر اللاهوت حتى تكوَّن الجنين، ولم ينتظر حتى وُلِدَ الطِّفل من بطن العذراء، ولا انتظر حتى وقت العِماد ثمّ اتَّحد به. إنَّ الناسوت وُجِدَ في الاتِّحاد باللاهوت، وكأنَّ اللاهوت كان مُنتظراً فاتحاً أحضانه لاستقبال الناسوت مُنذ اللَّحظة الأولى لتكوينه لكيما يتَّحِد به.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ255. [الاتِّحاد بين الطَّبيعتين بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير: لقد اتَّحدت الطَّبيعة اللاهوتية مع الطَّبيعة البشرية اتِّحاداً كاملاً بدون اختلاط مثل اختلاط المواد معًا، وبدون امتزاج مثل امتزاج السَّوائل، وبدون تغيير فالطَّبيعة اللاهوتية لم تتحوَّل إلى طبيعة بشرية، ولا الطَّبيعة البشرية تحوَّلت إلى طبيعة لاهوتية، ولم تذُب الطَّبيعة البشرية في اللاهوت مثلما تذوب نُقطة الخلّ في المُحيط وتتلاشى كقول أوطيخا. إنَّما احتفظت كلّ طبيعة بخصائصها حتى بعد الاتِّحاد بسِرّ يفوق الإدراك، فاللاهوت ظلّ لاهوتًا بكلّ صِفاته وخصائصه, والناسوت ظلّ ناسوتًا بكلّ صِفاته وخصائصه، وأقرب مثل لهذا نضعه أمام أعيننا هو في أنفسنا، فكلّ إنسان منّا تتَّحِد روحه بجسده, بكلّ جسده وليس بجزء من جسده، وكلّ خلية في الجسد هي خلية حيَّة، ومع ذلك تظلّ الرُّوح روحًا والجسد جسدًا، ولم يتحوَّل أو يتغيَّر أحدهما للآخر، فالإنسان لن يصير روحًا مُجرَّدة مثل الملائكة, ولن يصير جسدًا مُجرَّداً مثل الحيوانات.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ255. [قال البابا أثناسيوس: «نؤمن بمسيح واحد, وأقنوم واحد مؤلَّف من جوهرين قد اجتمعا في واحد, بلا اختلاط ولا تحوُّل ولا تغيير ولا فساد ولا انقطاع، ولا تجُّرد اللاهوت من الناسوت، ولا للناسوت من اللاهوت. مسيح واحد، الفاعل آيات اللاهوت مع ناسوته، والمُحتَمِل الألم الناسوت مع لاهوته، بلا فرقة كيانية أبدًا, ولا خروج لأقنومه عن توحيد أبدًا».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ255, 256. [وقال القدِّيس كيرلُّس الكبير في الرسالة الثالثة لنسطور: «ونحن نقول أيضًا إنَّ الجسد لم يتحوَّل إلى طبيعة اللاهوت، ولا طبيعة كلمة الله التي تفوق التَّعبير تغيَّرت إلى طبيعة الجسد، لأنَّه (اللاهوت) بصورة مُطلقة هو غير قابل للتبدُّل أو للتغيُّر. حينما كان منظورًا، وكان لا يزال طفلًا مُقمَّطًا، وكان في حِضن العذراء التي حملته، فإنَّه كان يملأ كلّ الخليقة كإله».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ256. [وقال مطوليفن أسقف روما: «وإن قُلنا إنَّ الوحيد ابن الله تجسَّد وصار إنسانًا، فمن أجل هذا القول ليس هو مُختلطًا كما اعتقد أولئك، ولا استحالت طبيعة الكلمة إلى الجسد، ولا طبيعة الجسد تغيرَّت إلى خاصية الكلمة».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ256. [الاتِّحاد بين الطَّبيعتين بدون افتراق ولا انفصال: بعد الاتِّحاد لم يفترق ولم ينفصل اللاهوت عن الناسوت قطّ، وهذا ما يُعلنه الأب الكاهن في صلاة الاعتراف: «بالحقيقة أؤمن أنَّ لاهوته لم يُفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين», وإذا تساءل أحدٌ قائلًا: إذًا كيف مات المسيح على الصَّليب ؟ ألم يُفارق لاهوته ناسوته عند موته ؟ نقول له قطّ لم يحدث هذا، فاللاهوت لم يُفارق الناسوت قطّ، ولكنَّ الذي حدث أنَّ النَّفس البشرية فارقت الجسد البشري بينما ظلَّ اللاهوت مُتَّحِداً بكلٍّ من الجسد والرُّوح البشرية، فالرُّوح البشرية المُتَّحِدة باللاهوت نزلت إلى الجحيم عقب الموت وأطلقت الأسرى، ولو كانت روح عادية غير مُتَّحِدة باللاهوت ما استطاعت أن تُحرِّر نفسها من سجن الجحيم، ولكن لأنَّها مُتَّحِدة باللاهوت, لذلك أنارت الجحيم وأطلقت كلّ الذين ماتوا على الرَّجاء، وكذلك الجسد المُتَّحِد باللاهوت ظلّ في القبر إلى لحظة القيامة دون أن يُعاين أي نوع من الفساد، وفي لحظة القيامة وحَّد اللاهوت النَّفس مع الجسد وقام المسيح مُنتصرًا ظافرًا.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ257. [وقال البابا ديسقورس في رسالته من المنفى: «أمّا نحن, فإنَّنا نعترف بأنَّ لاهوته لم يُفارق ناسوته طرفة عين، ونعترف بأنَّه عند نزوله من السَّماء دخل إلى بطن العذراء مُوحِّداً بين لاهوته وناسوته وحدة لا افتراق فيها».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ259. [ومن هذا المُنطلق نستطيع أن نُدرك أنَّ الاتِّحاد في السيد المسيح كان اتِّحادًا بين طبيعتين، وليس بين شخصين, لماذا ؟ لأنَّ أقنوم الكلمة هو شخص إلهي, فلا يصِحّ أن يُضيف لنفسه شخصًا آخر، فيُصبح مُزدوج الشَّخصية، وحينئذ يتحوَّل الثّالُوث القُّدُوس من ثلاث أشخاص هم الآب والابن والرُّوح القُدُس إلى أربع أشخاص هُم الآب والابن والرُّوح القُدُس وشخص يسوع الإنسان، وهذا الرّابُوع هو ما استهجنه الآباء.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ259. [إنَّ شخص أقنوم الكلمة الإلهي أضاف إلى طبيعته الإلهية طبيعة بشرية، فالاتِّحاد بين الطَّبيعتين وليس بين الشخصين, الاتِّحاد بحسب الطَّبائع وليس بحسب الأشخاص, هو اتِّحاد طبيعي أو بحسب الطَّبيعة (according to nature) ويُسمَّى أيضًا الاتِّحاد الفيزيقي.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ259, 260. [وشرح البابا كيرلُّس الكبير في الرِّسالة الرابعة لنسطور هذا الاتِّحاد قائلًا: «نحن لا نقول إنَّ طبيعة الكلمة تغيَّرت حينما صار جسدًا، وأيضًا نحن لا نقول إنَّ الكلمة قد تغيَّر إلى إنسان كامل من نفس وجسد. بل بالأحرى نقول إنَّ الكلمة قد وحَّد مع نفسه أُقنُومِيًّا جسدًا مُحييًا بنفسٍ عاقلة، وصار إنسانًا بطريقة لا يُمكن التَّعبير عنها أو إدراكها. ونحن نقول إنَّه على الرَّغم أنَّ الطَّبيعتين اللَّتين اجتمعتا معًا في وحدة حقيقية مُختلفتان، فإنَّه يوجد مسيح واحد وابن واحد من الاثنين. إنَّ اختلاف الطَّبائع لم يُبطَل بسبب الاتِّحاد. الكتاب لم يقل إنَّ الكلمة وحَّد شخصًا من البشر بنفسه، بل إنَّه صار جسدًا، والكلمة إذ قد صار جسدًا لا يكون آخر. إنَّه اتَّخذ دماً ولحماً مثلنا. إنَّه جعل جسدنا خاصًّا به».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ262. [فالسيد المسيح بشخصه الخاصّ, وهو يحمل الطَّبيعة الإلهية أصلاً مُنذ الأزل، حمل الطَّبيعة الإنسانية الكاملة في نفس شخصه هذا. لذلك يقول مُعلِّمنا بولس الرسول: «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» (عب 13: 8), فأصبح مالك الطَّبيعة الإلهية هو نفسه يملك الطَّبيعة البشرية، فهذا الشَّخص المالك للطَّبيعة، من حيث طبيعته الإلهية هو إله كامل، إله حقيقي، ومن حيث طبيعته البشرية فهو إنسان كامل، وإنسان حقيقي. نفس الشَّخص لم يُضف إلى شخصه شخصًا آخر. إذاً لا يوجد هُنا ضميرين للملكية، أحدهما يملك اللاهوت، والآخر يملك الناسوت، ولكنَّه هو هو الذي كان إلهًا مُنذ الأزل ولازال إلهًا إلى الأبد، صار إنسانًا في ملء الزَّمان. إنسانًا حقيقيًا كاملًا, «كلمة الله جاء في شخصه الخاصّ», كما قال القدِّيس أثناسيوس في كتابه عن التَّجسُّد، ولهذا فالإيمان السَّليم أنَّ شخص المسيح هو شخص واحد, وهو نفسه شخص كلمة الله الأزلي.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ245. [وفي الخِتام نؤكِّد أنَّ جسد السيد المسيح لم ينزل من السَّماء، وليس هو جسدًا خياليًا. إنَّما هو جسد حقيقي أُخِذَ من لحم ودم العذراء مريم بفعل الرُّوح القُدُس، وهذا ما تُذكِّرنا به الكنيسة في كلّ قُدّاس, إذ يصرخ الآب الكاهن في سِرّ الاعتراف قائلًا: «آمين, آمين, آمين. أؤمن, أؤمن, أؤمن. أنَّ هذا هو الجسد المُحيي الذي لابنك الوحيد، ربنا وإلهنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح. آخذه من سيِّدتنا كلّنا, والدة الإله القدِّيسة مريم، وجعله واحدًا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير … إلخ».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ245. [هل جسد السيد المسيح مخلوق ؟ ج: أرجوك يا صديقي أن لا تتسرَّع في الإجابة, تريَّث قليلاً حتى ترى وتسمع رأي الكنيسة والآباء والعقل، ولنتساءل معاً: ما معنى المخلوق ؟ معنى المخلوق أنَّ له بِداءة ونشأة، أي أنَّ الشيء المخلوق وُجِدَ في زَمَن مُعيَّن، وقبل أن يوجد لم يكن له أي وجود، وكلّ شيء في الكون كلّه ينطبق عليه هذا الوصف، ولذلك فالكون كلّه وكلّ ما فيه هو مخلوق، حتى الملائكة الأطهار هُم مخلوقين، ولنُعقِّب السُّؤال السّابق بسؤال آخر: من هو غير المخلوق ؟ غير المخلوق واحد فقط: هو الله الأزلي الكائن قبل الدُّهور, والمقصود هُنا اللاهوت فقط لا غير.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ245, 246. [هل جسد المسيح أزلي مثله مثل اللاهوت ؟ كلّا, جسد المسيح ليس أزليًا, لكنَّه وُجِدَ في لحظة مُعيَّنة من الزَّمن، وهي لحظة بشارة رئيس الملائكة الجليل جبرائيل للسيدة العذراء، وقُبُول العذراء البشارة وحُلُول الرُّوح القُدُس عليها، فمن هذه اللَّحظة بدأ يتكوَّن جسد المسيح وقبل هذه اللَّحظة لم يكن هُناك أيّ وُجُود لهذا الجسد المُقدَّس, فهو لم يكُن في السَّماء وعَبَرَ في أحشاء البتول كما قال بعض الهراطقة، ولا قبل لحظة التَّكوين بشُهُور ولا بأسابيع ولا بأيّام ولا بدقائق ولا بثوان كان لهذا الجسد المُقدَّس وُجُود. ومادام هذا الجسد قد وُجِدَ في لحظة مُعيَّنة فهو ينطبق عليه وصف مخلوق. وأيضًا نقول إنَّ هذا الجسد مأخوذ من السيدة العذراء، والعذراء مريم مخلوقة، فما أُخِذَ منها – أعني الجسدفهو مخلوق، وما لم يؤخذ منها – أعني اللاهوتهو الخالق الأزلي غير المخلوق.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ247, 248. [القدِّيس أثناسيوس قال: لأنَّهم (الهراطقة) يُطلقون على جسد المسيح أوصافًا مثل «غير مخلوق» و«سمائي», وأحيانًا يقولون إنَّ الجسد «من ذات جوهر اللاهوت». لكن كلّ ما قالوه ليس إلّا سفسطة فارغة وآراء عاطلة. من أيّ مصدر أخذتم البشارة التي تجعلكم تقولون إنَّ الجسد «غير مخلوق», ألا يجعلكم هذا تتخيَّلون أمرين لا ثالث لهما ‍!‍ إمّا أنَّ لاهوت الكلمة قد تحوَّل إلى جسد، وإمّا أنَّكم تعتقدون بأنَّ تدبير الآلام والموت والقيامة خيال لم يحدث، وهذان التَّصوُّران كلاهما خطأ، لأنَّ جوهر الثّالُوث هو وحده غير المخلوق، والأبدي، وغير المتألِّم، وغير المُتغيِّر. أمّا المسيح حسب الجسد (رو 9: 5) فقد وُلِدَ من الناس الذين قيل عنهم «أخوته», بل تغيَّر بقيامته فصار بعد قيامته «باكورة الراقدين» (كو 1: 18). فكيف تُسمُّون الناسوت الذي تغيَّر من الموت إلى الحياة «غير مخلوق» ؟ عندما تصفون الجسد المُتغيِّر المكوَّن من عِظام ودِماء ونفس إنسانية، أيّ كلّ مُكوِّنات أجسادنا. والذي صار ظاهرًا ومحسوسًا مثل أجسادنا، عندما يصفون كل هذا بأنَّه «غير مخلوق» تسقطون سُقُوطًا شنيعًا في خطأين: أوَّلهما أنَّكم تفترضون أنَّ الآلام التي احتملها هي مُجرَّد خيال، وهذا تجديف المانويين، وأنَّكم تعتبرون أنَّ اللاهوت له طبيعة ظاهرة محسوسة، رغم أنَّه جوهر غير مخلوق. وهذا التَّصوُّر الأخير يضعكم مع الذين يتصوَّرون أنَّ الله كائن في شكل بشري جسداني، فما هو اختلافكم عن هؤلاء، ما دام لكم نفس الاعتقاد ؟]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ248. [القدِّيس كيرلُّس الكبير قال عن السيد المسيح «هو هو واحد مع أبيه، جسده كلّه مخلوق بلا خطية، في بطن العذراء كطبيعة واحدة لاهوتية غير مُدركة، وهي التي ولدته بالجسد. هو أيضًا الذي شرب اللبن من ثديّ العذراء، وهو أيضًا الإله بلا تغيير لِعُلُوِّه ومجده، وتسجد له المجوس كالإله، وتُمجِّده الملائكة، وتأتي إليه المجوس بالقرابين كالإله». وقال أيضًا: «غير مُمكن أن يتغيَّر شيء من المخلوقات إلى طبيعة اللاهوت، لأنَّ الجسد مخلوق والكلمة غير مخلوق».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ248. [القدِّيس باسيليوس أسقف قيسارية قال: «ويجب أن تُقال هذه المعاني على ناسوت المُخلِّص أنَّه خُلِقَ، وليس على لاهوته». وقال أيضًا: «ولمّا رأى الابن أنَّ الخطية قد كَثُرَت، تنازل وسَكَنَ في العذراء مريم بمثال لا يُنطق به، ولا يُبحث عنه، وصار فيها تسعة أشهر، وأخذ منها جسدًا تامًّا، وبناه هو فيها بإرادته ومشيئة أبيه».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ248, 249. [القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص قال: «المسيح غير مخلوق (اللاهوت) ومخلوق (الناسوت), اجتمعتا في موضع واحد معًا، أمّا الغير مخلوق، فنقول لأجله إنَّه أزلي قبل كلّ الدُّهور، وإنَّه دائمٌ إلى الأبد، وهو خالق كلّ شيء كائن، فأمّا المخلوق (الناسوت) فهو المُشاركة التي صار فيها مع جسد تواضعنا بالتَّدبير (التَّجسُّد)». وقال أيضًا: «جوهر واحد ليس أثنين، لم ينقل لاهوته الخالق فيجعله مخلوقًا، ولا نقل المخلوق فجعله غير مخلوق، هو هو واحد ليس أثنين».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ249. [القدِّيس بوليدس أسقف روما قال: «لا نجعل اللاهوت مخلوقًا ولا عبدًا، لأنَّه غير مخلوق، ولا نجعل أيضًا الجسد غير مخلوق. بالفعل نُوافق ونعترف به باتِّفاق واحد، إنَّ الجسد هو من العذراء مريم، وإنَّ اللاهوت من السَّماء، وإنَّ الجسد مخلوق من البطن، واللاهوت غير مخلوق في خاصَّته بل هو موجود في كلّ حين». وقال أيضًا: «هكذا نعترف بالمخلوق باتِّحاد الخالق لما اجتمع بالمخلوق، طبيعة واحدة قائمة ثابتة من الجهتين».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ249. [ولكن لِنَحْذَر في التَّعبير، فقولنا أنَّ «جسد المسيح مخلوق», فهذا قول أرثوذكسي صحيح. أمّا القول بأنَّ «المسيح مخلوق» فهو هرطقة آريوسية في منتهى الخُطُورة, يُجرِّمها الكتاب, والآباء يَحْرِمُون من يقول بها.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ250, 251. [وهُنا نُجيب على سؤال آخر: هل جسد المسيح مخلوق ؟ أقول نعم, إنَّ الجسد من حيث هو جسد، مخلوق، وقد تكوَّن بالرُّوح القُدُس من مريم العذراء، ومن دمها ولحمها. «فلذلك عند دُخُوله العالم ذبيحة وتقدمة لم تشأ لكنَّك هيّأت لي جسدًا» (عب 10: 5), (أنظر يو 1: 14، عب 2: 14، 5: 7، 1 بط 2: 24). ومع ذلك, بعد التَّجسُّد, لا نجرؤ على أن نفصل بين ناسوت المسيح ولاهوته، لأنَّهما مُنذ التَّجسُّد قد اتَّحدا بغير افتراق ولا انفصال. ولا يجوز بتاتًا أن نُميِّز أو نفصل بين الناسوت واللاهوت أو نُفرِّق بينهما. وإذا فصلنا بين خصائص الناسوت وخصائص اللاهوت، فنفصل بين الخصائص فصلًا ذهنيًا فقط لا فصلًا واقعيًا، لأنَّه في الواقع لم يعد في الإمكان أن نفصل بينهما بعد الاتِّحاد، لأنَّه اتِّحاد كامل لا يقبل الانفصال أو الافتراق.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ230. [الطَّبيعة الناسوتية: يتكوَّن ناسوت السيد المسيح له المجد من جسد بشري كامل وروح بشرية ناطقة، فاللاهوت لم يحلّ محلّ الرُّوح البشرية النّاطقة، والجسد البشري هو جسد حقيقي من لحم وعظام مثلنا قابل للجوع والعطش، وخاضع للتَّعب، ويحتاج للرّاحة، ويشعر بالآلام الجسدية والنَّفسية، ويُمكنه أن يموت بانفصال الرُّوح البشرية عنه، فهو ليس جسدًا خياليًا كما قال أوطاخي ولكنَّه جسد حقيقي، وهذا الجسد لم ينزل من السَّماء كقول «الغُنُوسيين» و «الدُّوسيتيين» و «المانويين» من أمثال «فلنتينس» و «ماركيون» و «بولس السّاموساطي» و «ماني» الذين ينظُرُون للمادَّة على أنَّها شرّ ونجاسة، ولذلك أنكروا حقيقة التَّجسُّد، وقالوا إنَّ السيد المسيح لم يتَّخِذ له جسدًا حقيقيًا من أحشاء العذراء مريم, إنَّما مرَّ بها مُرُور النُّور من الأجسام الشَّفافة، وقد تصدَّت الكنيسة لكُلّ هؤلاء وحرمتهم.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ14, 15. [السيد المسيح هو الله المُتأنِّس, له جسد بشري من لحم وعظم, وليس جسداً خيالياً كما قال أوطيخا, فكيف نُوفِّق بين هذه الحقيقة, أنَّ لله جسد وبين حقيقة أنَّ الله روح لا جسم له ؟ ج: لا يوجد تعارض على الإطلاق بين الحقيقتين, لأنَّ جوهر اللاهوت هو روح بسيط لا جسم فيه،  وفي زمن مُعيَّن اتَّخذ اللاهوت جسداً حقيقياً واتَّحد به لكيما يتمّ خلاصنا، وحتى بعد أن تمَّم خلاصنا, فإنَّ جسد المسيح لم يتلاشى ولكنَّه تحوَّل إلى جسد القيامة المُمجَّد، وبهذا الجسد سيظهر في مجيئه الثاني وتراه كلّ عين.]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ256. [وقال القدِّيس غريغوريوس الناطق بالإلهيات: «وهو الله الكلمة من قَبْل تجسُّده، ومِن بعد أن تجسَّد، ووَلَدَته العذراء هو هو. هذا الواحد لن تنتقل طبيعة لاهوته إلى طبيعة ناسوته، ولا طبيعة ناسوته إلى طبيعة لاهوته، بل هو أقنوم واحد ولدته العذراء، طبيعة واحدة سجد له المجوس».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ263. [وتُعتبر عقيدة الطَّبيعة الواحدة – كما قُلنا – من قبل في مُنتهى الأهمية، وبناءً عليها يتوقَّف خلاص الإنسان، لأنَّه لو ظلَّتا الطَّبيعتان مُنفصلتان لضاعت عقيدة الفِداء أدراج الرِّياح، وهذا ما حمله لنا الفِكر النسطوري، وفكر لاون من رياح فاسدة تقود للهلاك, لماذا ؟ لأنَّه في ظِلّ انفصال الطَّبيعتين يكون المصلوب إنساناً وليس إلهًا، وموت إنسان بريء محدود بلا شكّ يعجز تمامًا عن فداء البشرية في كل مكان وزمان، فهو لا يفدي إلا إنسانًا واحدًا فقط لا غير. من أجل هذا تمسَّكت الكنيسة بعقيدة «طبيعة واحدة مُتجسِّدة لله الكلمة».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ264. [البابا أثناسيوس الرَّسُوليّ قال: «وهذا الواحد هو الإله، وهو ابن الله بالرُّوح، وهو ابن الإنسان بالجسد، ولسنا نقول عن هذا الابن الواحد أنَّه طبيعتان، واحدة نسجد لها وأخرى لا نسجد لها. بل طبيعة واحدة مُتجسِّدة لله الكلمة، ونسجد له مع جسده سجدة واحدة، ولا نقول باثنين, واحد هو ابن الله بالحقيقة وله نسجد، وآخر هو إنسان من مريم ولسنا نسجد له. الذي وُلِدَ من العذراء القدِّيسة هو ابن الله بالطَّبيعة وهو إله بالحقيقة وليس بالنِّعمة، فالذي يُعلِّم غير هذا التَّعليم الذي هو من الكُتُب الإلهية, ويقول إنَّ ابن الله هو غير الإنسان المولود من مريم ويجعله ابناً بالنِّعمة مثلنا, فهذا الكنيسة المُقدِّسة تحرمه».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ266. [البابا ديسقورس قال: «لا يجب أن يُقال طبيعتان بعد التَّجسُّد والاتِّحاد, بل طبيعة واحدة للإله المُتجسِّد». القدِّيس غريغوريوس النِّزْيَنْزِي قال: «ليس المسيح طبيعتين بعد الاتِّحاد, ولا مُفترقًا ولا مُختلطًا فيما اجتمع من الجهتين، طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت اجتمعتا إلى وحدانية وصارتا واحدًا».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ267, 268. [القدِّيس بطرس السدمنتي قال: «إنَّ الإله الكلمة نزل من السَّماء من غير انتقال ولا تغيير, وتجسَّد من مريم العذراء بجسد كامل ذي نفس عاقلة ناطقة، فصار بالاتِّحاد أقنوماً واحداً وطبيعة واحدة, واشتقّ له من الاتِّحاد اسم حادث الذي هو المسيح. إنَّه لم يُسمّى مسيحاً إلاَّ باتِّحاد اللاهوت بالناسوت، وإذا كان الاتِّحاد قد أحَّدَهما وجعلهما طبيعة واحدة, فلا يجوز في العقل ولا في الشَّرع أن يُقال إنَّ فيهما بعدُ طبيعتين, بل طبيعة واحدة. هل حصل ما بين اللاهوت والناسوت اتِّحاد أم لا ؟ فإن أنكر (المُعترض) يُكفَّر بإجماع الفِرَق الثلاثة (اليعقوبية والملكية والنسطورية), وإذا قال بل صار الاتِّحاد, قُلنا: وما هو الذي اتَّحد عندك ؟ إذا كانت الطَّبائع اثنتين، والجواهر اثنين، والأفعال اثنين، والمشيئات اثنتين، فما تَرَى الاتِّحاد عندك قد عمل شيئاً، سواء اتَّحدا أو لم يتَّحِدا، هما كان اثنين وقد بقيا اثنين. بهذه الأدلَّة ثَبُتَ عندنا القول بأنَّه أقنوم واحد، طبيعة واحدة، جوهر واحد، فعل واحد، مشيئة واحدة».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ269, 270. [وقال القدِّيس أثناسيوس الرسول: «إنَّ الجسد والغير جسد اشتركا بالإجماع في طبيعة واحدة، ووجه واحد، وأقنوم واحد، واحد هو، وهو الله والإنسان معاً، وهو هو لا يقبل تغيير ولا استحالة، بل أقنوم واحد، ووجه واحد، وفعل وطبيعة واحدة لله الكلمة الذي صار جسدًا».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ270. [ويقول سمعان بن كليل في كتابه روضة الفريد: «قال البشير يوحنا "والكلمة صار جسدًا وحلَّ فينا". بقوله "والكلمة صار جسدًا", فإنَّه لم يُرِد بهذا القول أنَّ الكلمة استحال عن كيانه أو تغيَّر عن هيئته فصار جسدًا، بل أراد أن يُعلِّمنا أنَّ الملاك لمّا بشَّر السيدة البتول اتَّحد اللاهوت الأزلي بالناسوت الزَّمني الموجود في فعل الاتِّحاد اتِّحاداً حقيقياً أقنومياً طبيعياً إرادياً، لا فرقة معه، ولا تثنية فيه. اتَّحد الأزلي بالزَّمني، واللَّطيف بالكثيف, بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة أحدهما إلى الآخر، كاتِّحاد الإنسان من النَّفس البسيطة والبدن الكثيف (الجسم), وإنسانية واحدة وجوهر واحد وأقنوم واحد، وذاته واحدة وطبيعته واحدة وإرادته واحدة».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ270, 271. [وفي القُدّاس الإلهي يُصلِّي الأب الكاهن: «أنت بغير استحالة تجسَّدت وتأنَّست، وشابهتنا في كلّ شيء ما خلا الخطية وحدها», وفي صلوات التَّسبحة نُصلِّي: «لأنَّ غير المُتجسِّد تجسَّد, والكلمة تجسَّم, وغير المُبتدئ ابتدأ, وغير الزَّمني صار زمنياً, غير المُدرَك لمسوه, وغير المرئي رأوه, ابن الله الحيّ صار بشريًّا بالحقيقة» (لبش الأربعاء). ونقول أيضًا في «طرح واطس» ختام شهر كيهك: «غير المُتجسِّد تجسَّد، والغير مُبتدئ صار مولوداً، والغير الزَّمني صار تحت الزَّمن، وغير المُدرك صار محسوساً، والغير مرئي صار مرئياً، وابن الله صار ابن بشر بالحقيقة. يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ271. [نتيجة الاتِّحاد إنَّنا نُقدِّم العبادة والسُّجُود للمسيح الواحد: إنَّنا نرفُض الفكر النسطوري الذي يعبد اللاهوت ويكتفي بتقديم الاحترام للناسوت لأنَّه نال شرف مُصاحبة اللاهوت، ويقول بوليدس أسقف روما في القرن الرابع: «وإن كان الكلمة صار جسدًا كما هو مكتوب, فإنَّه إذا سجد أحدٌ للكلمة فقد سجد للجسد، وإذا سجد للجسد فقد سجد لللاهوت، هكذا الرُّسُل أيضًا لما سجدوا للجسد المُقدَّس, فإنَّهم سجدوا للكلمة، وهكذا الملائكة كانوا يخدمون شكل الجسد ويعرفون أنَّه ربَّهم ويسجدون له، وهكذا لمّا وَلَدَت مريم العذراء الجسد فإنَّها وَلَدَت الكلمة، فلأجل هذا هي والدة الإله بالحقيقة، ولمّا صَلَبَ اليهود الجسد فالله الكلمة المُتجسِّد هو الذي صُلِبَ، وليس في أحد الكُتُب نَطَقَ اللهُ بشيءٍ من الافتراق بين الكلمة وجسده, بل هو طبيعة واحدة وصورة واحدة وفعل واحد، هو كلّه الإله وهو كلّه الإنسان، وهو فعل واحد».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ273, 274. [نتيجة الاتِّحاد أنَّ جميع الأعمال تُنسب للمسيح الواحد: ولا يصِحّ تقسيم الأعمال العظيمة, مثل المُعجزات الباهرات, فنُنسبها لللاهوت دون الناسوت، والأعمال الأخرى المُتواضعة, مثل غسل الأرجل, نُنسبها للناسوت، ويقول القدِّيس غريغوريوس الكبير: «لا تُفرِّقوا لاهوته عن ناسوته, لأنَّه بعد الاتِّحاد غير مُنفصل وغير مُختلط، وهو من البدء إله في كلّ زمان, وصار إنسانًا وهو باق إلهًا، فإذا رأيته قد جاع أو عطش أو نام، أو رأيته يتعب ويُجلَد, أو يُوثَق بالمسامير, أو يموت بإرادته, أو يُحرَس في قبرٍ كميت، فلا تحسب هذا للجسد وحده، وإذا رأيته يشفي المرضى, ويُطهِّر البرص بالقول, ويصنع أعينًا من طين, فلا تحسب هذا للاهوته وحده. له العجائب وله الآلام أيضًا وهو واحد فقط».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ275. [نتيجة الاتِّحاد نستطيع أن ننسب آلام المسيح وموته لللاهوت: فيقول القدِّيس أثناسيوس: «الغير الجسماني (الله الكلمة) كان يحسب ما يختصّ بالجسد أنَّه له، ولذلك لما لَطَمَ الجُندي الجسد، قال له لماذا تلطمني كأنَّه هو المُتألِّم. قال أُسْلِم ظهره للسِّياط، وخدَّيه للَّطم، ولم أرُدّ وجهي عن خِزي البصاق، والذي نال جسد الكلمة كان الكلمة يَقْبله كأنَّه له، لأنَّه مُتَّحِد بالجسد».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ275. [وقال القدِّيس كيرلُّس الكبير في الرِّسالة الرابعة لنسطور: «ليس أنَّ كلمة الله (اللاهوت) تألَّم في طبيعته الخاصَّة, أو ضُرِبَ, أو طُعِنَ, أو قَبِلَ الجُرُوح الأخرى، لأنَّ الإلهي (اللاهوت) غير قابل للتّألُّم, حيث أنَّه غير جسمي. لكن حيث أنَّ جسده الخاصّ الذي وُلِدَ عانى هذه الأمور، فإنَّه يقال إنَّه هو نفسه أيضًا قد عانى هذه الأمور لأجلنا، لأنَّ ذلك الذي هو غير قابل للآلام كان في الجسد المُتألِّم. وعلى نفس النَّسَق نُفكِّر أيضاً في موته. إنَّ كلمة الله حسب الطَّبيعة غير مائت وغير فاسد لكونه هو الحياة ومُعطي الحياة. ولكن بسبب أنَّ جسده الخاصّ ذاق بنعمة الله الموت لأجل الجميع كما يقول بولس، لذلك يُقال إنَّه نفسه قد عانى الموت لأجلنا. وهكذا فنحن نعترف بمسيح واحد وربّ، ليس أنَّنا نعبد إنسانًا مع الكلمة, حتى لا يظهر أنَّ هُناك انقسامًا باستعمال لفظة "مع", ولكنَّنا نعبد واحد هو نفسه الرَّب».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ276. [والآن نضع السُّؤال صريحًا وواضحًا: هل نستطيع أن نقول إنَّ اللهَ ماتَ على الصَّلِيب ؟ ونترك الإجابة للقديس مار اسحق السرياني ليُعلِّمنا قائلًا: «سمعتُ النّاس يتساءلون: أمات اللهُ أم لم يمُت ؟ يا للجهل ! إنَّ موته خلَّص الخليقة, وهم يتساءلون إذا كان قد مات أم لم يمُت .. إنَّ نسطور و أُوطاخي أقلقا المسامع إذ أنكر الأول لاهوت ربنا قائلًا: "إنَّه إنسان مَحْض"، فردّ عليه الثاني مُنكرًا ناسوته قائلًا: "إنَّه لم يتَّخِذ جسدًا ناسوتيًّا". لذلك فإنَّ مريم والدة الإله التي تجسَّد منها تُعطي الويل لأوطاخي. كما إنَّ العناصر التي اضطَّربت بالمَصْلُوب تبصُق على نسطور. فلولا أنَّه إله, كيف أظْلَمَت الشَّمس وتشقَّقَت الصُّخُور، ولو أنَّه إنسان, فمن الذي احتمل السِّياط، وبمن غُرِزَت المسامير ؟ حقًا لم يكن الجسد وحده مُعلَّقاً على خشبة الصَّلِيب بدون الله، ولم يكُن الله يتألَّم في الجُلْجُثة بدون الجسد، فافتخار البيعة العظيم هو ربنا له لاهوت وناسوت معًا، وليس في فرصوفين (شخصين) أو طبيعتين، فهو ابن واحد كامل من الآب ومن مريم ، كامل بلاهوته وكامل بناسوته، فالذي أرسله الآب هو بعينه وُلِدَ من أحشاء (العذراء مريم), والذي وُلِدَ من أحشاء مريم هو نفسه عُلِّق فوق الجلجلة. فافتخار الكنيسة هو إنَّ اللهَ مات على الصَّلِيب. فإذا شاء أن يموت, تجسَّد وذاق الموت بمشيئته. بل لولا أن رآه الموت مُتجسِّداً لخاف أن يقترب منه، فمحروم من يفصل اللاهوت عن الجسد. إنَّ طَّبيعة الوحيد هي واحدة، كما إنِّ أقنومه أيضًا واحد مُركَّب بدون تغيِيّر، فلا يتشكَّكنَّ فكرك حين تسمع أنَّ اللهَ قد مات، فلولا أنَّه مات لكان العالم مائتًا بعد. له موت الصَّليب وله القِيامة .. لمّا يموت شخصٌ فلا يُقال إنَّ جسده مات، ومع أنَّ نصفه لم يذُق الموت يقول عارفوه إنَّ فلانًا قد مات .. إنَّ اليهود صلبوا إلهًا واحدًا مُتجسِّداً فوق الجُلجُثة. أجل، إنَّ إلهًا واحدًا مُتجسِّداً ضُرِب على رأسه بالقصبة، وإلهًا واحدًا مُتجسِّداً تألَّم مع الخلائق».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ276, 277. [لقد تمّ الاتِّحاد الكامل بين الطَّبيعتين، ولكن بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، فاللاهوت ظلَّ لاهوتًا بكُلّ خصائصه الإلهية، والناسوت ظلَّ ناسوتاً بكُلّ خصائصه الناسوتية، وفي السيد المسيح الواحد رأينا خصائص اللاهوت والناسوت في آن واحد، فهو الطِّفل الذي يرضع اللَّبن وهو الإله المانح الحياة, العذراء ترعاه والمجوس يسجدون له, هرب إلى أرض مصر وأمامه سقطت الأوثان, على جبل التَّجرُبة «جاع أخيرًا» (مت 4: 2) وهو الإله الذي لا يجوع بل يُشبع الكُلّ من رضاه, على بئر السامرية «تعب من السَّفر» (يو 4: 6) وهو مُريح التَّعابى، وعَطِشَ (يو 4: 7) وهو الينبوع الذي يروي كل عطشان، في السَّفينة تَعِبَ ونام (لو 8: 23) وهو الإله الذي لا ينعس ولا ينام (مز 121: 4), كان يُصلِّي (لو 5: 16) وهو قابل الصَّلوات, وفي البُستان حزن وأكتئب وقال: «نفسي حزينة جدًا حتى الموت» (مت 26: 37، 38) وهو المُنزَّه عن كُلّ ألم جسداني ونفساني، وعلى الصَّليب «نكَّس الرّأس وأسلم الرُّوح» (يو 19: 30) وهو الذي يُقيم الموتى, هو الميت الحي الذي سبَّحه يوسف مع نيقوديموس قائلَين: «قُدُّوس الحيّ الذي لا يموت».]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ277. [البابا أليكسندروس قال مُتعجِّباً: «الدَّيان دانوه، والذي يحلّ رباط الموت ربطوه، والذي يضبط العالم ضبطوه، والذي يُعطي الحياة للبشر أطعموه مرارة، ومات المُحيي وقبروا الذي يُقيم الموتى، تَعَجَّبَت قُوّات السَّموات في ذلك الزَّمان، وبُهِتَت الملائكة وفُزِعَت الاستقصات (العناصر) وتَعَجَّبَت الخليقة كلّها، وقالت: "هوذا الدَّيان يُدان وهو ساكت، والغير مرئي يُرى ولا يُسأل, والغير مُتألِّم تألَّم ولم ينتقم، والغير مائت مات وهو صابر"».]

في الخِتام ……

نسأل الله أن يتقبَّل هذا العَمَل, وأن يكون خالصاً لوجهه تعالى, مُتَّبعين فيه هدي نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم

ساهم معنا بدعكم لمشاريعنا الدَّعوية, الحساب الجاري لجمعية سخاء للخدمات الاجتماعية برقم (873179), ببنك الاستثمار العربي, فرع مدينة نصر, القاهرة, جمهورية مصر العربية

لمزيد من التَّواصل:

·        صفحة الجمعية على الفيسبوك www.facebook.com/sa5aaa

·        المُشرف العام لجمعية سخاء, محمد شاهين 00201005654207

·        تابع المزيد من أعمالنا على مُدوَّنة تقرير http://tqrir.wordpress.com

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مدونة التاعب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading