القائمة إغلاق

الجينية | السيخية

بسم الله الرحمن الرحيم

الأديان المُنشَّقة عن الهندوسية

الجينية | السِّيخية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

معكم محمد شاهين التاعب من قناة الدعوة الإسلامية على اليوتيوب.

هذه مُحاضرة خاصَّة لطُلَّاب معهد آفاق للبناء العقدي.

نستكمل فيها الكلام عن أديان الهند.

واليوم سنتكلَّم باختصار عن الجينية والسيخية.

وهذه هي العناصر التي سنتكلَّم عنها

التَّعريف

المؤسِّس

العلاقة بالهندوسية

أهم العقائد

في البداية لو انت مُهتم بالحوار الإسلامي المسيحي، ومُقارنة الأديان، والنقد الكتابي

أو لو مُهتم بالقضايا الفكرية المُعاصرة، ومواضيع الإيمان والإلحاد

أو لو مُهتم بالإسلام بشكل عام يبقى انت لازم تشترك في هذه القناة

اضغط على زر الاشتراك الأحمر، وعلى علامة الجرس

عشان تجيلك كل الإشعارات بكل حلقاتنا الجديدة

وكالعادة، فهرس مواضيع الفيديو، والوثائق والمراجع، كلها تحت في وصف الفيديو

أهمّ المُراجع التي تم استخدامها في تحضير هذه المُحاضرة هي:

كتاب الدكتور هوستن سميث، بعنوان: أديان العالم دراسة روحية تحليلية

وكتاب الدكتور عبد سمك، بعنوان: المنهجية في دراسة الأديان الوضعية

وكتاب الدكتور محمد خليفة حسن، بعنوان: تاريخ الأديان دراسة وصفية مُقارنة

وكذلك موقع صفحتيّ الجينية والسيخية على موقع الموسوعة البريطانية

أولاً: الدِّيانة الجِّينية

تعريف الجينية

باللغة العربية: الجينية أو الجاينية

وباللغة الإنجليزية: Jainism

الدِّيانة الجينية ظهرت في الهند

في نفس وقت ظهور الديانة البوذية تقريباً

وكانت أيضاً ثورة إصلاحية على الهندوسية

وتُعَد الجينية واحدة من أقدم ثلاثة تقاليد دينية هندية،

لا تزال موجودة، وجُزءًا لا يتجزَّأ

من المُعتقدات والمُمارسات الدِّينية في جنوب آسيا.

من خلال دراسة تقليد الدِّيانة الجينية

يجب اعتبار الجينية كديانة مُستقلة

وليس كطائفة هندوسية أو بدعة بوذية،

كما يعتقد بعض العُلماء الغربيين الأوائل.

اسم الجينية مُشتَقّ من الفِعْل السنسكريتي “جي”،

والذي يعني الانتصار أو التَّغلُّب.

والاسم يُشير إلى معركة الزُّهد

التي يجب أن يعيشها الرُّهبان الجينيين حسب اعتقادهم

ضِدّ المشاعر والحَوَاس الجَسَدِيَّة

لاكتساب التَّنوير، أو العِلْم المُطلق ونقاء الرُّوح.

كانت الجينية محصورة إلى حَدٍّ كبير في الهِنْد

وهجرة الهنود إلى بلدان أخرى

مُعظمها من الدّول النَّاطقة باللغة الإنجليزية

قد أدَّت لانتشار مُمارساتها في العديد من الدول

وبالرَّغم من عدم توفُّر إحصاءات دقيقة

إلَّا أنَّ عدد الجينيين في العالم يُقدَّر بـ سِتَّة ملايين شخص

يعيش الغالبية العُظمى منهم في الهند.

هذا يعني أنَّ أتباع هذه الدِّيانة أقل كثيراً من الهندوسية والبوذية

ولكن رغم قِلّة عدد الجينيين في الهند حالياً،

حيث يُمثِّلون أقلّ من 1% من مجموع السُّكَّان

إلَّا أنَّ مُعظمهم من أغنى الأغنياء

وأنجح النَّاس في التِّجارة والمُداولات المالية

حتى إنَّهم يُعتبرون اليوم من الطَّبقة العُليا اجتماعياً واقتصادياً

وأسهموا إسهامًا لا يُستهان به في تُراث الهند الثَّقافي والعقلي.

يعني باختصار الجينية، (وكذلك السيخية)

ليست من أديان العالم الكُبرى

ولا حتى من أديان الهند الكُبرى

ولكن رغم قِلَّة الأتباع إلَّا أنَّ لهم تأثير كبير

ممَّا يُذكرنا بالدِّيانة اليهودية

مؤسس الجينية

هو Mahawira أو Mahavira

الجينيون يؤمنون أنَّ دينهم قديم جداً

ويؤمنون أنّ الجينية تم تأسيسها عن طريقة 24 شخصاً

كل شخص منهم يُلقَّب أو يُدعى تيرثانكارا Tirthankara أو تيرشنكر

بمعنى المُرشد أو الشخص الذي يقود الطَّريق

وقد استطاع هؤلاء المؤسِّسون قَهْر شهواتهم

والتَّغلُّب على رغباتهم المادِّيَّة، فلُقِّبوا بالجينيين

وهكذا يعتقد الجينيون أنَّ تقاليدهم ليس لها مؤسِّس تاريخي

وأوَّل شخصية أُطلق عليها لقب جين

والتي يُوجد لها دليل تاريخي معقول

كان يُدعى بارشفاناثا (أو بارشفا)

رُبَّما عاش في القرن السَّابع قبل الميلاد

وأسَّس مُجتمعًا قائمًا على التَّخلِّي عن الاهتمامات الدُّنيوية

حسب تقليد الدِّيانة الجينية

هذا الشخص الذي يُدعى بارشفانثا

هو المُرشد أو الـ تيرثانكرا رقم 23

المُرشد أو الـ تيرثانكرا رقم 24 والأخير

كان يُدعى فاردامانا Vardhamana

وكان معروفاً بلقب ماهافيرا Mahavira

والذي يعني البطل العظيم

ويعتقد الجينيون أنَّه كان آخر مُعلِّم

للمعرفة والإيمان والمُمارسة “الصَّحيحة”

أغلب العُلماء يعتقدون أن ماهافيرا كان مُعاصراً لـ بوذا

مولود في شمال الهند،

حوالي مُنتصف القرن السَّادس قبل الميلاد

مع الأخذ في الاعتبار أنَّنا لا نعرف عنه الكثير من المعلومات التاريخية الصحيحة

كما هو الحال أيضاً مع بوذا نفسه

على الرَّغم من أنَّ ماهافيرا

هو المُرشد أو الـ تيرثانكرا رقم 24 والأخير

ورغم إيمان الجينيين بأنَّ الدِّيانة الجينية قديمة جداً

إلَّا أنَّ الأدِلَّة التاريخية لا تدعم هذا الدِّعاء بالقِدَم

والعلماء يعتقدون أنَّ مهافيرا

هو مؤسِّس الجينية الموجودة

اليوم وإليه تُنسب تاريخياً

من العجائب التي اشتهر بها مهافيرا

أنَّه كان يتجوَّل عارياً حول الهند بدون ملابس

لكي يُحقِّق أكبر قدر من التَّحرُّر من العالم المادِّي

العلاقة بين الجينية والهندوسية

الجينية مثل البوذية

عبارة عن ثورة دينية إصلاحية على الهندوسية

والجينية مثل البوذية

عبارة عن صورة مُتشدِّدة من عقيدة وحدة الوُجُود

وهكذا ترفض الجينية آلهة الهندوس

وكذلك ترفض تقديس الفيدا

وتُعتبر أيضاً صورة مُتشدِّدة جداً الرَّهبنة والزُّهد والتَّقشُّف

على العكس البوذية التي تؤمن بالتَّوازن والوسطية

فالجينية لا تكتفي بالزُّهد والتَّقشُّف فقط

وإنَّما تُريد القضاء على العواطف والرَّغبات

بل تتجاوز ذلك في سبيل تحرير الرُّوح إلى الانتحار

أو بعبارة أخرى: الموت بسبب الامتناع عن الأكل والشُّرب

فالجيني المُخْلِص هو الذي يشعر باستعداده للموت

وقد يُقابل الموت فعلاً بإرادته الحُرَّة

من خلال صوم مُستمِرّ، وتحت إرشاد الرَّاهب

هذا التَّطرُّف في الزُّهْد

قد حال دون إقبال النَّاس عليها، حتى في الهِنْد!

وليست الجينية في جانبها الاجتماعي

سِوَى ثورة على نظام الطَّبقات الهندوسي

أهم العقائد الجينية

اليواقيت الثلاث

الجينية تقول إنَّ الذي يتَّبع اليواقيت الثلاث

وصل إلى بر السلامة

وهذه اليواقيت هي:

  1. الياقوتة الأولى: الاعتقاد الصَّحيح

أي الاعتقاد بالقادة الجينيين الأربعة والعشرين.

  1. الياقوتة الثانية: العِلْم الصَّحيح

أي معرفة الكون من ناحيتيه المادية والروحية.

  1. الياقوتة الثالثة: الخُلُق الصَّحيح

مِن التَّحلِّي بالحسنات والتَّخلِّي عن السيئات.

الخلاص والتَّحرُّر

واضح أنَّ الجينية أقرب للهندوسية

فيما يخُصّ مفهوم الخلاص

لكن مع التَّأكيد على عقيدة وِحْدَة الوُجُود

وعَدَم وُجُود إله شخصي

الإنسان الظَّاهر يتكوَّن مِن روح مغروسة في المادَّة

ويتمثَّل الخلاص في تخليص الرُّوح من المادَّة

والمعرفة هي مِفتاح الخلاص،

وهي ليست مُجرَّد المعرفة النَّظرِيَّة

الجينية تؤمن بتناسخ الأرواح

وهكذا يسعى الجيني لتحقيق التَّحرُّر النِّهائي

وهو التَّخلُّص من الدَّورة المُستمِرَّة

للولادة والموت والولادة الجديدة

حتى تعيش الرُّوح الخالدة إلى الأبد في حالة من النَّعيم.

الجينية تؤمن أنَّ الكون بأكمله مليء بالحياة

والحياة هُنا يُقصد بها شيء إلهي أو طاقة إلهية

وهذا طبعاً حسب عقيدة وِحْدة الوُجُود

الكون أو العالم بالنَّسبة للجينية مكان للشَّقاء والألم

وقانون الكارما ليست مُجرَّد قانوناً كونِيًّا

وإنَّما جُزء من مادّة الكون

وهذا شبيه لعقيدة البوذية في الكارما

فالتَّفاعل مع أيّ شيء مادِّي بشكل سلبي

أمر سيء في الجينية

لأنَّ كلّ شيء حول الإنسان يُعتبر شيء حيّ في الجينية

فلا ينبغي على الإنسان أن يُؤذي أيّ شيء حوله مهما كان

حتى الحشرات

هذا يعني عَدَم الأكل إلَّا عِنْد الجوع الشَّديد جِدًّا

وعَدَم الشُّرْب إلَّا عِنْد العَطَش الشَّديد جداً

لأن أيّ نوع من أنواع الطَّعام شيء حيّ لا يجب أذيته

وحتى الماء نفسه يُعتبر شيء حيّ لا يجب أذيته بالشُّرب

حتى الهواء من حول الإنسان يُعتبر شيء حيّ لا يجب أذيته!

تفكير مُتطرف جداً، لا تستقيم معه الحياة!

هذا التَّفكير هو الذي يُؤدِّي إلى التَّفكير في قَتْل النَّفس

كنهاية لهذا الإنسان الذي يقوم بإيذاء كل شيء حوله

حتى ولو بأقلّ الدَّرجات المُمكنة

والتي تُعتبر بالنِّسبة لحياة الإنسان: ضرورية!

يعتقد الجينيون الوجود كلُّه

والكائنات الحيَّة كلها من حيوانات ونَّباتات وكذلك البشر

فيهم من هذه الروح الإلهية الكونية الحيَّة

وهكذا يعتقد الجيني بالمُساواة في القيمة لوجود كله

الجينيون نباتيون صارمون

ويعيشون بطريقة تُقلِّل من استخدامهم لموارد العالم.

لأنّ أيّ استخدام مهما كان بسيطاً

يُعتبر نوع من الإساءة أو الاعتداء!

الجينيون يأكلون الأرز ولكنَّهم لا يزرعونه

حتى يقع الإثم النَّاتج عن قتل الحشرات

وإيقاع الأذى بالنَّبات والأرض على مَن زَرَع!

الاستحمام محظور لأنَّه يُؤذي الماء المُستخدَم

واستخدام المصابيح في الأديرة ممنوع ليلاً

للحفاظ على حياة الهاموش

وغيره من الحشرات التي تطير حول المصباح

هذه الحياة قد تنتهي -كما قُلنا سابقاً

بالصَّوم حتى الموت!

المعرفة نسبية

الدِّيانة الجينية تصف المعرفة

بأنَّها لا تتجاوز حُدُود النِّسْبِي الذي يقع في الزَّمان

فكانوا يُعلِّمون النَّاس أنَّه ليس ثمَّة حقيقة

إلَّا مِن وِجْهَة نظر مُعيَّنة

ولو نظرنا إلى هذه الحقيقة من وجهات نظر أُخرى

لكان الأرجح أن يكون باطلاً

والجينيون يحكون قِصَّة العِميان السِّتَّة

الذين وضعوا أيديهم على أجزاء مُختلفة من جسم الفيل

فَمَن وَضَعَ يَدَه على أذنه

ظن أنَّ الفيل مروحة ضخمة

ومَن وَضَعَ يَدَهَ على ساقه

قال إنَّ الفيل عمود مستدير كبير

فالأحكام كلها إذن محدودة بحُدُود ومشروطة بشُرُوط

تقول الجينية: إنَّ مصادر المعرفة ثلاثة

الإدراك والاستدلال والشَّهادة

وأنَّ أيّ حُكم من الأحكام العقلية لا يكون صحيحاً

إلَّا من وجهة نظر مُعيَّنة

لذلك فالادِّعاء بأنَّ الحُكم صحيح دون قيد أو شرط

قد يؤدِّي إلى الدُّوغمائية أو التعصب

الطَّوائف الجينية

الانقسام الوحيد الذي كان له تأثير

يتعلَّق بِنِزَاع حول المُمارسة الرَّهبانية الصَّحيحة

حيث تجادل طائفة شفيتامبارا (“ذات الرداء الأبيض”)

بأنَّ الرُّهبان والرَّاهبات يجب أن يرتدوا أردية بيضاء

الطائفة الثانية تُدعى ديجامبارا Digambara

والتي تعني المُلتحفون بالسَّماء (أي عارية)

تَدَّعي أنَّ الرَّاهب الحقيقي (ولكن ليس راهبة)

يجب أن يكون عارِياً

الدِّيانة السِّيخية

تعريف السِّيخية

تأسَّست الديانة والفلسفة السيخية

في منطقة البنجاب في شبه القارة الهندية

في أواخر القرن الخامس عشر

يُعرف أعضاؤها باسم السِّيخ

وكلمة “سيخ” باللغة البنجابية تعني: تلميذ أو مُتعلِّم

والسِّيخ يُطلقون على عقيدتهم اسم Gurmat

(وهي كلمة باللغة البنجابية تعني: طريق الجورو

وكلمة “جورو” مُكوَّنة من مقطعين

(جو) مُبدِّد الجَهْل والظَّلام

(رو) جالب الاستنارة

في أوائل القرن الحادي والعشرين

كان هُناك ما يقرب من 25 مليون سيخي

في جميع أنحاء العالم

يعيش الغالبية العُظمى منهم في ولاية البنجاب الهندية.

ومركز قيادتهم هو المعبد الذهبي الشهير

الذي يقع في وسط بحيرة في مدينة أمريتسار

عاصمة البنجاب الشرقية

مؤسس السيخية

السيخ يعتقدون أنَّ ديانتهم نابعة من وحي إلهي أصيل دشَّن ديناً جديداً

نزل هذا الوحي حسب عقيدة السيخ

على “الغورو نانك” Guru Nanak

كلمة “جورو” مُكوَّنة من مقطعين

(جو) مُبدِّد الجَهْل والظَّلام

(رو) جالب الاستنارة

كان نانك مُنذ ولادته عام 1469م إنساناً مُتأمِّلاً

وُلد في طبقة الكشتريا الهندوسية

أي طبقة المُحاربين أو الجُنُود

ولُدَ في أرض البنجاب

أرض الأنهار الخمسة، شمال غرب الهند

والتي صارت فيما بعد موطن السيخ الأساسي

وُلِد نانك في وقت

كان المُسلمون يسيطرون بشكل صارم على تلك المنطقة

نانك كان يقول:

ما هو الطريق الصحيح؟

ليس هو طريق الهندوس ولا المسلمين

فأي طريق عليَّ أن أتَّبعه؟

إنَّه طريق الله

إنَّ الله ليس هندوسياً ولا مُسلماً

والطَّريق الذي سأتَّبعه هو طريق الله

وفي حوالي عام 1500م

اختفى نانك بنحو غامض عندما كان يسبح في أحد الأنهار

وعندما عاد

ادَّعى أنَّ الله أخذه لعنده

وأعطاه قدحاً من الرَّحيق الإلهي (أمريت)

التي اشتقّ منها اسم أمريتسار: مدينة السِّيخ المُقدَّسة

ادَّعى نانك إنَّ الله قال له:

هذا هو قدح عبادة اسم الله، اشربه،

أنا معك، أباركك وأرفعك للعلو،

كل من يذكرك ينال فضلي ويتمتع بنعمتي،

اذهب وابتهج باسمي

وعلِّم الآخرين أن يفعلوا ذلك،

ولتكن هذه دعوتك.

إنَّ بدء نانك دعوته بتمييز طريقته عن الهندوسية والإسلام

يؤكِّد على حقيقة أنَّ السِّيخية نبعت

في وسط ثقافة هندوسية خاضعة لهيمنة إسلامية

لقد ثمَّن نانك ميراثه الهندوسي

وفي نفس الوقت اعترف بنبل وعظمة الإسلام

وفي النهاية ادَّعى بُطلان الهندوسية والإسلام

ودعا إلى دين جديد!

عدد الغورو الرَّسميين: عشرة

أولهم الغورو نانك، الذي يُعتبر مؤسِّس السِّيخية

والغورو العاشر والأخير هو

غوبِند سينغ Guru Gobind Singh (1666-1708م)

وقد أعلن أنَّه كان آخر الغورو،

وأنَّ النَّصّ المُقدَّس الذي تكوَّن حتى عهده

سيَحِلّ مَحَلّ الغورو البشريين،

كمُرشد جماعة السِّيخ وهاديهم

كتاب السِّيخ المُقدَّس اسمه

غورو غرانت صاحب Guru Granth Saheb

أو مجموعة الحكمة المُقدَّسة

يتكوَّن هذا الكتاب في مُعظمه،

من قصائد شعرية وأناشيد وترانيم وابتهالات

نزلت على ستٍّ من الغورو

عندما كانوا يتأمَّلون بالله في صمت قُلُوبهم العميق

ثمَّ برزت على ألسنتهم ليغنُّوا

بكل بهجة وسعادة، مدائح ومحامد الله

عمم الغورو العاشر “غوبند سينغ”

اسمه “سينغ” Singh والذي يعني حرفياً الأسد

ومجازاً الشخص راسخ الإيمان والشجاع قوي القلب

على جميع رجال السيخ

في حين أعطى للنِّساء اسم “كَوْر” Kaur

أي الأميرة أو اللبوءة

وبقي الاسم سارياً بالنِّسبة لرجال السِّيخ حتى يومنا هذا

العلاقة بين السيخية والهندوسية

نستطيع أن نقول إنِّ السِّيخية

عبارة عن نوع من التَّوفيق بين الهندوسية والإسلام.

أولاً: أكَّد نانك على مبدأ الحقيقة الأزلية المُطلقة في الهندوسية

ساناتانا دهارما Sanatana dharma

وأكَّد أيضاً الكمال المُطلق لله الأعلى الذي لا يُشبهه شيء

وليس له أي شكل، وهو خارج نِطاق الإدراك البشري

وأكَّد على عقيدة تناسخ الأرواح

مُخالفاً في ذلك عقيدة الإسلام

ولكن من جهة أخرى

اتَّفق نانك مع الإسلام في رفض مبدأ الآفاتار

التجسُّدات أو الظهورات الإلهية

كما رفض أيضاً الطبقات

وعبادة الصور والتماثيل

ورفض قداسة كُتُب الفيدا

هذا الاقتسام الواضح في عقيدة السِّيخ

بين العقائد الهندوسية والإسلامية

يُوضِّح أنَّ نانك سَعَى للخروج بعقيدة

آملاً أن يحِلّ بواسطتها الصِّراع الدِّيني المرير بين الهندوسية والإسلام

والسِّيخ يُقرُّون بالطَّبيعة التَّصالحية أو التَّوافقية لدينهم

ولكنهم يُرجعونها إلى الله نفسه

ويقولون إن نانك يُعتبر غورو (المُرشد الهادي) بنحو مجازي لا حقيقي

لأن الغورو الحقيقي الوحيد هو الله!

أهم العقائد السيخية

السيخية مثل الهندوسية

تؤمن بعقيدة الكارما وتناسخ الأرواح

ولُبّ ديانة السِّيخ هو السعي للحُصُول على الخلاص

من خلال التَّوحُّد مع الله

عبر إدراك شخص الله السَّاكن في أعماقنا

ذلك الإدراك الذي يأتي من خلال حب الله

وتكرار ذكر اسمه باستمرار،

مع الاستسلام التام لإرادته

فالاتحاد مع الله هو الهدف الأسمى والنِّهائي

والحياة بمعزل عن الله ليس لها أي معنى

الانفصال عن الله هو السبب في كل الألم الإنساني

الرهبنة في السيخية

ليس لترك الدُّنيا والتَّخلِّي عن العالم مكان في هذه الدِّيانة

فليس في ديانة السِّيخ تقليد عن الرهبنة أو الانعزال

ولا عن التَّقشُّف والتَّنسُّك أو العزوبية أو الفقر والتَّسوُّل الاختياري

السِّيخيون المُتديِّنون أرباب أُسَر

يعملون لتأمين معاش أسرهم بما يكسبونه من جهدهم

ويُقدِّمون عُشر دخلهم صدقات للفقراء والمحتاجين

السيخية وحمل السلاح

تعرَّضت السِّيخية في مُعظم فترات تاريخها إلى عداء شديد

لذلك دعا الغورو العاشر

كلّ المُستعدين لتقديم حياتهم دون تحفُّظ في سبيل إيمانهم

أن يتقدَّموا للدِّفاع عن ديانتهم

هذا يُعتبر نوع من التأثُّر بمفهوم الجهاد في سبيل الله في الإسلام

تقدَّم المحبوبون الخمسة فلبو النداء

فأعطاهم الغورو برنامج عمل جديد

علَّمهم من خلاله ما يُعرف باسم الخالسا Khalsa

أو الأخوية أو النِّظام الطَّاهر النقي

والذي ظلَّ مُستمِراً حتى يومنا هذا

وهذا النِّظام مفتوح للرِّجال والنِّساء على حَدٍّ سواء

هذا النظام يتطلَّب الامتناع عن شرب المُسكرات

وعن أكل اللحم، وعن التدخين

كما يوجب عليه أن يلبس الكافات الخمسة

وهي خمسة أشياء يبدأ اسم كل واحد منها

(باللغة البنجابية) بحرف الكاف، وهي:

  1. الشعر غير المحلوق
  2. المشط
  3. الخنجر
  4. السوار المعدني
  5. السروال الداخلي

لكل من تلك الكافات الخمس جانب وقاية وجانب رمزي!

الشعر غير المحلوق برفقة المشط

يُجمعا عادةً داخل عمامة فوق الرأس

يحميان الرأس، بالإضافة إلى أنَّه حسب العقيدة اليوجية

فإن الشعر غير المحلوق يحافظ على الحيوية ويسمو بها للأعلى

أما المشط فهو من جانبه يرمز للنظافة والنظام الجيد

أما السوار المعدني في المعصم فإنه يزود بشيء من الوقاية

ومن الجهة الأخرى يُقيِّد لابسه بالله

كنوع من التذكير بأن اليد يجب أن تكون دائماً في خدمة الله

أما السراويل التي تحل محل اللباس الهندوسي الدهوتي

فإنها ترمز إلى أنه على الإنسان أن يكون دائماً مُستعداً لابساً لأجل العمل

أما الخنجر، الذي أصبح الآن رمزياً لحد كبير

فقد كان في الأصل وسيلة للدِّفاع عن النفس

خاتمة

أنا هكتفي بهذا القدر في هذا الفيديو

لو حاز الفيديو على إعجابك فلا تنسى أن تضغط على زر أعجبني

ولا تنسى أن تقوم بمُشاركة الفيديو مع أصدقاءك المُهتمين بنفس الموضوع

ولو كنت قادراً على دعم ورعاية مُحتوى القناة

لو انت شايف إن هذا المُحتوى يستحق الدعم والرعاية

فقم بزيارة صفحتنا على باتريون، ستجد الرابط أسفل الفيديو

إلى أن نلتقي في فيديو آخر قريباً بإذن الله عز وجل

لا تنسوني من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: